تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المعلم والقيمة الفاضلة .. التاريخ الهش للمعلم !!


موسى العجلان
02-06-06, 03:32 pm
المعلم يبني لنفسه تاريخاً هشاً حينما يجعل الفضيلة وسيلة
"القيمة الفاضلة" في كل زمان ومكان, هي بمثابة "قداسة" لا يحق لكائن من كان أن يستغلها أو يتسلق على أكتافها أو حتى يحترفها حرفةً جاعلاً منها وسيلة لبلوغ أمر - أياً كانت درجة أخلاقيته - أو استرزاق بمال. هي بمثابة الهالة المشعة التي يجب علينا ألاّ نشوهها أو نمس بها, القيمة الفاضلة يجب أن تكون سلوكاً فطرياً ونمطاً داخلياً لا يرضخ للتلقين أو الإملاء والإكراه, بل إنه ومن سبل احترامها ألاّ ندعيها أو نرتهنها ونحجمها.
والقيمة الفاضلة أسمى وأنبل من أن تُستغل ويشتغل بها للربحية, لأنها جامع لكل معاني النقاء والصفاء والكمال, بل هي سمة النبوة وشرط الرسالة التي لا ينبغي لبشر عادي أن يدعيها. وهي وما يحيط بها من هالة مثار الإشكال ومناط الاختلاف للمجتمع حيال نظرته "للمعلم وقيمته" ومكانته الاجتماعية والإنسانية بوجه العموم عند الكثير من شعوب الأمة العربية. كيف؟.
شخص يبشر بالفضيلة ويدعو للرفعة والسمو ويحث على المكارم ويحذر من الرذائل, وينذر من كل دنيء, ثم نراه في مكان ما وقد هتك عرض الفضيلة وأسفّ بكل محمدة ومكرمة, نراه وهو يدعو للصدق ثم في موضع آخر يحتسي الكذب ويتعاقر الخداع والمكر حتى الثمالة, نراه وهو يدعو للنظام والانضباط والمهنية ثم يقلب لتلك ظهر المجن ليمسخها مسخاً في معاملاته وتعاملاته في موضع آخر، وسنغرف من بحر إن نحن تتبعنا مظاهر وصور الكيل بمكيالين هذه.
تلك التناقضات نراها حينما كنا طلاب مدارس ونراها اليوم ونحن على رأس العمل وفي موقع المسؤولية في بعض المعلمين وممتهني مهن التعليم بأنواعها، نراها بكل فظاظتها وقبحها وبشاعتها ورائحتها النتنة فيمن رأى وجعل من الفضيلة ومكارم الأخلاق ومعاني الرفعة والسمو مهنة وحرفة "يقتات ويفتات" منها داخل أسوار المدرسة وفي دهاليزها، ثم (يفسخ) عباءة ذلك كله خارج أسوارها جاعلاً من نفسه مثالاً حياً لمدى العذاب والبؤس والظلم والسخرية التي "يرفل" بها نظام وطبيعة المعيشة والحياة السلوكية والأخلاقية التي نحياها ونتنفس نقائضها ونواقضها كل يوم.
حينما يراك طالبوك ومريدوك - أيها المعلم، وأعني البعض لا الكل - متوشحاً ومدعياً للفضيلة - وهذا الادعاء هو بداية الخلل والخور - ومملياً عليهم معانيها إملاءً, ومرغماً أنوفهم عليها إرغاماً, حتى ظنوها واعتقدوها كواجب مدرسي ينقضي بأن "يتمثلوه" داخل سور المدرسة, وحينما ينعتقون من رقها يحق لهم أن يمارسوا الرذيلة الأخلاقية المجتمعية والمصنوعة صنعاً من سلوكياتنا نحن البشر, ثم تجوز لنفسك ما كنت تحرمه عليهم من كذب وغش وخداع وظلم وتعدٍّ ولعن وسب, فإنك بذلك أيها المتكسب بالفضيلة تغرس خنجر الحقد والغيلة في خاصرة المجتمع, وتبقر بطن الفضيلة بقراً, وتجز رأس المكرمة جزاً, بل وتتعدى ذلك لأن تؤسس للمادية في أبشع صورها من انتهازية وفرط مادية في وشائج المجتمع, وأنت الظان - أيها المسكين المتمسكن - أنك مربٍ للأجيال وحاضن للفضيلة وراع للمكارم والمعارف.
إنني أبكي نفسي وأبكيك أيها المعلم وأبكي إنسانيتك لأنك بنيت لنفسك تاريخاً كرتونياً هشاً ظننته مجداً تليداً وذهباً مكنوناً بريقه يخطف الأبصار.
أخي المعلم ويا من تتكسب بمهنة لم يمتهنها غير الأنبياء المنزهين والرسل المطهرين قد ظلمت نفسك وظلمت إنسانيتك وظلمت مجتمعك حينما جعلت من الفضائل وسائل ولم تجعلها غايات. مسكين أنت أيها المعلم قد وضعت نفسك من حيث تدري ولا تدري مثالاً ومجسماً للفضيلة والنقاء وهذا ما أصابك بمقتل, مشكلتك أن المجتمع - وهذا نتاج تدنٍ ثقافي وتوعوي - قد رأى فيك نقاء الرسل وصفاء الأنبياء - هكذا يظن من حيث لا يدري - وما أنت إلا نتاج بشرية تحمل في عروقها الكثير من المتضادات الصارخة, ما أنت إلا نتاج مجتمع يزخر بأصناف من طرق الغدر والكراهية والحقد، والكثير من روائح الشيطان.
أخي المعلم, قال عبدالله القصيمي قبل عقود: "الخروج على العقيدة التي لا نستطيع الالتزام بها أسلوب من أساليب الاعتذار إليها". لا أريدك أن توغل في معاني ودلالات هذا النص, ولكن اقرأه من بعيد علك تجد فيه ما يفيد.

موسى سليمان العجلان - بريدة

http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-06-01/readers.htm

Lovely girl
02-06-06, 03:49 pm
المعلم او المعلمة و الذي احب ان استخدم استاذ او استاذة وهذا اقل تكريم لهما

كغيرهم

هم من يصنع شخصيتهم الاستقلالية

التدريس ليس الا وظيفة عند البعض و رسالة عند الاخرين

وسط البلد
02-06-06, 04:22 pm
أعتذر . فقد كتبت مقالي هذا قبل أن اشاهد مقالك أخي موسى

أثناء تصفحي لجريدة الوطن وهي الصحيفة التي احرص على متابعتها . لفت نظري مقال جميل ورائع في صفحة نقاشات لموسى العجلان من بريدة حول الفضيلة و الأخلاق . كلام رائع وجميل حقيقة لاسيما وانه أستشهد في أخر مقاله للشيخ المفكر عبدالله القصيمي رحمه الله تعالى .

ولكن أحيي فيك هذا المقال الرائع والذي وضعت يدك من خلاله على موطن الخلل
عموماً إذا كان هو موسى العجلان المحرر ام شخص اخر
إستفسار للأخ موسى العجلان . هل أنت موسى العجلان المحرر الذي تعمل في نفس الصحيفة أم إسم مطابق ..
إذا كنت موسى ( بتاع ) جريدة الوطن فيحق لي أن أفتخر بأن في صحفنا محررين ومراسلين يحملون فكراً رائعاً . وأما إذا كان تشابه أسماء . فكلاكما عينان في رأس واحد

.. أحيي فيه هذا المقال الرائع


هذا هو رابط المقال الذي كتبته في المنتدى العام
http://www.buraydh.com/forum/showthread.php?p=613139#post613139

موسى العجلان
03-06-06, 05:48 pm
Lovely girl
أشكرك أخي على التفضل وقراءة الموضوع - بداية - !
هنا الإشكالية " ان التدريس مهنة ورسالة " !!

المشكلة الأم أن شرح الفضيلة وتجسيدها مهمة نبوية وهذا ما يقع ضحيته بني البشر من المعلمين .
يبدو أن أن لا ننظر إلى المعلم إلا كونه " عامل أو موظف " بعيداً عن شعارات " مربي اجيال وغيرها " !!
هل توافقني ؟ اتمنى .

موسى العجلان
03-06-06, 05:53 pm
وسط البلد

أخي أتشرف وتتشرف صحيفة الوطن كونك تتابعها وتقرأ لما فيها .

العفو أخي .. الفخر لي أن ألتقي وإياك في هذا الموقع .. والفخر موصول بوجود الأخوة الأعضاء .
أما بخصوص الإستفسار .. فأعتقد أن الإسم اسمي ؟!

الذاهبة
03-06-06, 06:20 pm
مرحبا بك استاذ موسى بن سليمان العجلان ..

و اسمح لي أحييك في منتداك .. و أشكرك لتشريفنا و التسجيل معنا ..

والله يجمعنا على ما فيه خير و صلاح للجميع ..



استاذي ..

أرغب في التعليق _ بعد إذنك _ على بعض ماجاء في موضوعك الجميل ..

أولاً ..

أجدت فيما طرحت البعض من المعلمين و المعلمات شوهوا صورة المعلم ..

و عثوا فيها فسادا ..

ولا تهون بعض القرارات و الأنظمة الإدارية التي تصب كلها في مصلحة الطالب دونما النظر إلى ( هيبة )

المعلم و إجلاله الذي ضاع هباءاً منثوراً ..

وراحة المعلم و تقدير أتعابه .. التي ذهبت مع آخر معلم من جيل جدي !!


ثانياً ..

ليتهم يعيدون اسم الدائرة ( وزارة المعارف و الرئاسة العامة لتعليم البنات ) عوضاً عن

( وزارة التربية و التعليم ) ..

لان التعليم انشق _ لدى البعض _ عن التربية ..

التعليم أصبح .. حرفين على السبورة تصدر من نفسية متضايقة جداً و دماغ مكبوتة و حقوق محرومة

تتلاشى هذه الاحرف اليتيمة بالضبط مع سماع جرس انتهاء الحصة ..!

ثالثاً ..

(( لا تنهى عن خلق و تأتي بمثله .. عار عليك إذا فعلت عظيم )) _ أو كما يقول المثل ..

أعتقد و الله أعلم ان هذا القول .. غير صحيح و صالح للتطبيق على الدوام ..

قد أنهي اولادي عن أمر و أنا أعمله .. ولن يكون عار علي ذلك..!

عند المعلمين و المعلمات ..

قد يجوز لهم مالا يجوز لغيرهم .. خصوصاً الطلاب و الطالبات ..

وليس من حقهم .. ان ينادوا بالمساواة بهم !

هم في النهاية .. بشر وليسوا انبياء و رسل .. !

محكومين بـ ظروف حياتهم الخاصة ..

و يكفينا أن ندرك .. وظيفة المعلم .. من أصعب الوظائف و تتطلب جهداً بدنياً و نفسيا ..



ختاماً أشكرك جزيل الشكر و اتمنى أن تواصل معنا

و تشرفنا بـ مواضيعك القيمة .. القادمة ..

المجمعة ديرتي
04-06-06, 02:07 am
حيك الله استاذي الفاضل


تشرفت بالتوقف هنا وسرني جداً تطرقكم لهذا الموضوع الهام والحساس


انتظر جديدكم بكل شوق اخي الفاضل تقبل شكري وتقديري


اخوك المجمعة ديرتي

موسى العجلان
04-06-06, 02:32 am
الذاهبة

اختي الذاهبة .. هلا ومرحبا .. تشرفت بمرورك الكريم على المشاركة .
انا معك فيما ذكرت أولاً وثانياً , اما بخصوص ثالثاً :
أعتقد أنك قد جانبت الصواب - هكذا أرى - بقولك ان المثل ليس صحيحاً على الإطلاق بالضرورة . كما فهمت !
أن يتدثر المرء شعاراً ويقتفي مسلكاً معيناً في طلب المثالية من المجتمع وأن يرسم الصورة المثلى ويطلبها من الغير وهو أول من يهتك عرضها ويقلب لها ظهر المجن غدراً وغيلة وبدم بارد لايراعي قيمة ( للعقيدة الفكرية والروحية ) التي نظنها فيه - وذلك بسبب مناداته للفضيلة كما نسمع ونعتقد - فهو بذلك يبدأ بنحر نفسه أولاً ثم ينحر ( المكرمة والمحمدة ) التي بذرها في فكر أطفاله - وعليهم فقس - بل ليته ينحرها ويريق دمها لتأكلها السباع حتى , لا ! إنه يمسخها مسخاً وهو بذلك يزرع ( لفضيلة لقيطة ) بلا سند وعضد روحي يصارع المرء من أجلها ويهب روحه فداء لها . إنه بذلك يبشر بالرذائل تحت غطاء المكارم . وهنا الإصابة بالمقتل تماماً .
قد أكون متشائماً ومعمماً . ولكنني أنشد الحقيقة - ماستطعت - وإن كانت لا تسرني .
تشرفنا ,,




المجمعة ديرتي
الله يحييك ..

الرمادي
04-06-06, 01:54 pm
اخي العزيز موسى


قد نجد العذر لآحاد المعلمين عندما يتدثروا بلباس الفضيلة كقناع زائف طلباً لبعض المصالح الفرديه

لكن المصيبة عندما تكون وزارة بكاملها تقول مالاتفعل !!!

كيف نلوم معلماً هو بالأصل ينتمي لوزارة تربية ( بالأسم ) هي ابعد مايكون عن التربيه وانتهاج الفضيلة كمنهج عملي

لن اكثر الكلام حول ذلك لكن مااود قوله بأن ماينتهجه بعض المعلمين في وقتنا الحاضر مواكب تماماً لمسلك وزارة التربيه والتعليم التي بدأت تفقد الفضيلة سنة بعد الأخرى



تقبل تحياتي وتقديري ,,,

خـــــــــــــــالـــــــــد
04-06-06, 02:38 pm
اخي سليمان العحلان


مهما ادعى المدعي الفضيله معلم او غيره ,, فالناس لها عقول تفكر و تميز


و لكن هل يجرؤ احد على افهامه موقعه من الفضليه ؟ و هل يجرؤ طلابه على ذلك ؟؟



بالتاكيد ان الاغلبيه لا يجرأون


و كما قالت احدى الاخوات (( المعلم )) في وقتنا الحالي ... وظيفه اكثر منها رساله


بانتظار المزيد اخي موسى العجلان

موسى العجلان
04-06-06, 09:13 pm
الرمادي
خـــــــــــــــالـــــــــد

إخوتي ..
" لا تشكي لي واشكي لك " هذا هو الحال !
المعلم .. صدقوني مسكين وبسيط , وقد يكون المجتمع والهدف من المهنة قد أصابه بمقتل !
التربية والتعليم رسالة أنبياء وأولياء .. أعان الله إخوتي المعلمين , فالمجتمع يريد تفريخ الفضيلة من المدرسة ومدرسيها وحسب ! وهنا الخطأ وهذا ما لا يحتمله العامة من بني البشر .

شقرديه
04-06-06, 11:57 pm
أخي الكريم والصحفي المعروف تسمح لي بمناقشتك حول ما كتبت وخاصة أني مهتمه بكل ما يدور حول التربية والتعليم وخاصة المعلم:

لكن تحمل مداخلتي لأن مالي عقل يفهم الكتابات من هالنوع فصبر الصبر

"القيمة الفاضلة" في كل زمان ومكان, هي بمثابة "قداسة" لا يحق لكائن من كان أن يستغلها أو يتسلق على أكتافها أو حتى يحترفها حرفةً جاعلاً منها وسيلة لبلوغ أمر - أياً كانت درجة أخلاقيته - أو استرزاق بمال. هي بمثابة الهالة المشعة التي يجب علينا ألاّ نشوهها أو نمس بها, القيمة الفاضلة يجب أن تكون سلوكاً فطرياً ونمطاً داخلياً لا يرضخ للتلقين أو الإملاء والإكراه, بل إنه ومن سبل احترامها ألاّ ندعيها أو نرتهنها ونحجمها.
والقيمة الفاضلة أسمى وأنبل من أن تُستغل ويشتغل بها للربحية, لأنها جامع لكل معاني النقاء والصفاء والكمال, بل هي سمة النبوة وشرط الرسالة التي لا ينبغي لبشر عادي أن يدعيها. وهي وما يحيط بها من هالة مثار الإشكال ومناط الاختلاف للمجتمع حيال نظرته "للمعلم وقيمته" ومكانته الاجتماعية والإنسانية بوجه العموم عند الكثير من شعوب الأمة العربية. كيف؟.
ما سبق هل هي حقيقة شرعية أو خاطرة أو وجهة نظر أو مسلمة ؟!؟

وما القيمة الفاضلة برأيك ؟ ما حدودها ؟ لو سمحت توضيح مفصل

من قدّس القيمة الفاضلة حتى لا تطالها إلا الأنبياء؟

بودي من جد أفهم ما سبق حتى اقتنع

هل برأيك لازم المعلم ما يدعو تلاميذة إلى حسن الخلق واتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم و... و...؟

شخص يبشر بالفضيلة ويدعو للرفعة والسمو ويحث على المكارم ويحذر من الرذائل, وينذر من كل دنيء, ثم نراه في مكان ما وقد هتك عرض الفضيلة وأسفّ بكل محمدة ومكرمة, نراه وهو يدعو للصدق ثم في موضع آخر يحتسي الكذب ويتعاقر الخداع والمكر حتى الثمالة,نراه وهو يدعو للنظام والانضباط والمهنية ثم يقلب لتلك ظهر المجن ليمسخها مسخاً في معاملاته وتعاملاته في موضع آخر، وسنغرف من بحر إن نحن تتبعنا مظاهر وصور الكيل بمكيالين هذه.
من قال لك أن المعلم ديدنة الكذب والخداع والمكر خارج جدران الفصل؟!؟!

المعلم يتحرى الصدق وإن كذب وربما كذب وتاب !!

لا تعمم على المعلمين والأحرى أن تبعض في كلامك ((بعض المعلمين))


تلك التناقضات نراها حينما كنا طلاب مدارس ونراها اليوم ونحن على رأس العمل وفي موقع المسؤولية في بعض المعلمين وممتهني مهن التعليم بأنواعها، نراها بكل فظاظتها وقبحها وبشاعتها ورائحتها النتنة فيمن رأى وجعل من الفضيلة ومكارم الأخلاق ومعاني الرفعة والسمو مهنة وحرفة "يقتات ويفتات" منها داخل أسوار المدرسة

لاحظ معي أن ليس المعلم فقط يقتات الفضيلة

هناك من يقتات الفضيلة من صاحب مكتب عقار يدعي الصدق وهو كذوب وهناك مدعي الفضيلة من موظف البلدية يدعي العدل والنظام وهو يضبط مشروع صرف صعي لبيت خواته ثنتين وخواه ويترك باقي بيوت الحي بلا صرف وهناك بائع يدعي انه صاحب وصاحب دين وهو بس يمشي بضاعته

وفي كل محفل وكل مكان تجد مقتاتين من الفضيلة لما يفرد المعلم بذلك ؟!؟!

وفي دهاليزها، ثم (يفسخ) عباءة ذلك كله خارج أسوارها جاعلاً من نفسه مثالاً حياً لمدى العذاب والبؤس والظلم والسخرية التي "يرفل" بها نظام وطبيعة المعيشة والحياة السلوكية والأخلاقية التي نحياها ونتنفس نقائضها ونواقضها كل يوم.
حينما يراك طالبوك ومريدوك - أيها المعلم، وأعني البعض لا الكل - متوشحاً ومدعياً للفضيلة - وهذا الادعاء هو بداية الخلل والخور - ومملياً عليهم معانيها إملاءً, ومرغماً أنوفهم عليها إرغاماً, حتى ظنوها واعتقدوها كواجب مدرسي ينقضي بأن "يتمثلوه" داخل سور المدرسة, وحينما ينعتقون من رقها يحق لهم أن يمارسوا الرذيلة الأخلاقية المجتمعية والمصنوعة صنعاً من سلوكياتنا نحن البشر, ثم تجوز لنفسك ما كنت تحرمه عليهم من كذب وغش وخداع وظلم وتعدٍّ ولعن وسب, فإنك بذلك أيها المتكسب بالفضيلة تغرس خنجر الحقد والغيلة في خاصرة المجتمع, وتبقر بطن الفضيلة بقراً, وتجز رأس المكرمة جزاً, بل وتتعدى ذلك لأن تؤسس للمادية في أبشع صورها من انتهازية وفرط مادية في وشائج المجتمع, وأنت الظان - أيها المسكين المتمسكن - أنك مربٍ للأجيال وحاضن للفضيلة وراع للمكارم والمعارف.
إنني أبكي نفسي وأبكيك أيها المعلم وأبكي إنسانيتك لأنك بنيت لنفسك تاريخاً كرتونياً هشاً ظننته مجداً تليداً وذهباً مكنوناً بريقه يخطف الأبصار.

تكلمت عن نموذج موجود في اروقة التربية والتعليم لكنه لا يعتد به لأن لكل قاعدة شواذ ومن ضن أن القاعدة عامة صحيحة مطلقة لا خارج عنها فهو مخطيء كذلك الشواذ لا يعتدبهم.

أخي المعلم ويا من تتكسب بمهنة لم يمتهنها غير الأنبياء المنزهين والرسل المطهرين قد ظلمت نفسك وظلمت إنسانيتك وظلمت مجتمعك حينما جعلت من الفضائل وسائل ولم تجعلها غايات. مسكين أنت أيها المعلم قد وضعت نفسك من حيث تدري ولا تدري مثالاً ومجسماً للفضيلة والنقاء وهذا ما أصابك بمقتل, مشكلتك أن المجتمع - وهذا نتاج تدنٍ ثقافي وتوعوي - قد رأى فيك نقاء الرسل وصفاء الأنبياء - هكذا يظن من حيث لا يدري - وما أنت إلا نتاج بشرية تحمل في عروقها الكثير من المتضادات الصارخة, ما أنت إلا نتاج مجتمع يزخر بأصناف من طرق الغدر والكراهية والحقد، والكثير من روائح الشيطان.

عجبي!!

تعير المعلم أنه انتاج البشرية؟!؟!

الأمر الآخر لو أن كل نظر للتربية بمنظارك فهيا اتركوا منازلكم وهاجرو فلستم أهل لتربية أولادكم!

من برأيك أهم أن يكون قدوة للفضيلة ؟ الأب أو المعلم؟!

ولو أن كل من فكر في نوع بيئته قبل أن يسير لنشر الفضيلة لما أكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالته فقد بعث في قوم يعبدون الأصنام ويشربون الخمر وغيرها

ولا تقول لي أن ذاك رسول فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا ومنه نستقي منهجنا.

أخي المعلم, قال عبدالله القصيمي قبل عقود: "الخروج على العقيدة التي لا نستطيع الالتزام بها أسلوب من أساليب الاعتذار إليها". لا أريدك أن توغل في معاني ودلالات هذا النص, ولكن اقرأه من بعيد علك تجد فيه ما يفيد.

موسى سليمان العجلان - بريدة

http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-06-01/readers.htm

؟
يعني نخرج من تربية النشء لأننا نفتقد ((الفضيلة))

من يملكها ليربي أجيالنا؟!

إن المعلم الذي تتحدث عنه على يدة خرج من خرج واختلاف المخرجات تدل على تفاوت مستوى العطاء والظروف المحيطة لها تأثير

أما أن تحصر المعلم بالفاقد للفضيلة تحصر المعلم بالنموضج الشاذ النادر !!

***

سهل جدا وأوفر لوقتي أن أمدح مقالك وأويدك لكن ما اقتنعت فيه إطلاقا

أو أني ما أفهم لغة الكتاب والصحفيين.

اتمنى القى رحابة صدر تتسع لما ذكرت.

موسى العجلان
18-06-06, 09:23 pm
أختي العزيزة ( شقردية ) بداية أعتذر عن التأخر في التعليق والمداخلة لظروف عمل حالت بيني وبين أن أتواصل مع الإخوة .
أما بخصوص مناقشتك لموضوعي فعلى العكس فقد سررت حينما رايتك تفلسفين الموضوع وتناقشي الشارد والوارد فيه . وهذا مما يثري الموضوع ويفتق الذهن .
تساؤلاتك حيال الحقيقة الشرعية أو الخاطرة أو وجهة النظر أو المسلمة .. أنا أنظر لما ذكرت في السابق بأنه " تصور " يرتكز على حقيقة " عقلية " على صلة بغدير " الدين والمعتقد " وفي رأيي أن الكثير من الأخوة يشاطرونني القول بأن القيمة الفاضلة هي جامع لمعاني النقاء والصفاء والكمال كما ذكرت في السابق , أي أنها مثالية أفلاطونية فاضلة . وقداسة القيمة الفاضلة مستمدة من كونها هي المقياس الذي نَبِين من خلالها الخبيث من الطيب , وبمقابلها وضدها من القيمة الهابطة الدنيئة نستطيع أن نتلمس الفضيلة ونعانقها . هي كوجه العملة تماماً ما أن يظهر لك صدق حتى تجد بمقابله كذب , وما أن يظهر لك حب حتى تجد الكره وهكذا , فهي ثقل قِيَمي أخلاقي من الصعب إيضاحه بمعزل عن ضده , ومن هنا استمدت القيمة الفاضلة قداستها لأنها مسيرة حياة ونظام كون لم يوجد عبثاً ولهواً . ولك أن تسيري على القياس ما شئت من تضاد .
ومن قال لك أنه لا يجب أن يدعو أحد لحسن الخلق أو إتباع المصطفى كما ذكرتِ بخصوص المعلم ومن سلك مسلكه . أبداً ! فليدعو وليبشر ولينشر ما شاء من قيم ومكارم . ولكن يجب أن يكون ذلك خارج نطاق المادية والارتزاق والأمر بالشئ والإتيان بضده ! وهنا إشكالية زعم " مربي الأجيال " فالمعلم ما هو إلا " موظف " ليس له الحق أن يرتهن الفضيلة أو يدعيها . فالفضيلة التي يرعاها المعلم " فضيلة صناعية " لها زمانها ومكانها وفق ظروفه ومكانته البشرية العادية التي لا تسمح بأن نطلق عليه " مربي فاضل " بقدر ما يناسبه من كونه " ناقل للمكارم " والأسفار ! دون أن نقول متبني لها وراعي ! وحقيقة لا أريد الاسترسال أو البوح بما اعتقده " تماماً " حيال هذا الموضوع فلا المكان ولا الزمان , ولا الوضع الاجتماعي , والمعيشي السائد يسمح لي بالاستطراد والبوح بمكنوني . فللعرف والتقليد والعادة صولة وجولة في منع ولجم كثير مما نود ذكره ! .
أما حيال استنكارك للكذب والخداع والمكر خارج جدران الفصل !! فهذا ما لم أكن أتصور إنكاره منكِ لا سيما وأنك ذكرتِ أنكِ مهتمة ومتابعة لقضايا التعليم ودهاليزه . أختي الفاضلة برأيي حينما يدعو شخص للتقيد بالنظام واحترام القوانين ثم يخالف بنفسه ما يدعو له دون ضرورة غير " ثُم ماذا " واللامبالاة فهو بذلك كذاب منافق , شخص حينما يحذر التلاميذ والصبية من رمي النفايات من نافذة السيارة ثم يرميها , شخص يدعو للحوار واحترام الحق العام ثم يتبختر ويقصي الغير في كل مناسبة معتداً برأيه منكراً جاحداً للغير آراءهم , شخص يدعو لنظافة الشخصية وتقليم الظافر وتقصير الشعر وآداء صلاة السنة قبل الفرض وغيره وغيره من الصور الحياتية السلوكية البسيطة .. ثم يهتك عرض كل تلك الفضائل بنفسه فما هو عندي إلا فاسق مخادع ماكر ! وبخصوص التعميم فقولك حياله هو ما اعتقده , ويعتقده كل عاقل بعون الله .
أما ما ذكرت بخصوص أصناف المرتزقة والمقتاتين بالفضيلة كصاحب العقار وصاحب المكتب وغيرهم .. فأنتِ أقررت بما كنت تنكرين , بدايةً ! أما هؤلاء فهم على أقل تقدير لم يوضعوا من قبل المجتمع موضع " الآية " والمنقبة التي يجب أن تشع نوراً باستمرار , فهم ليسوا ضحايا لنظرة مجتمعٍ حمل الغير مالا يحتمل .
أما تعجبكِ من نتاج البشرية ! فلا تتعجبي من بشرية تخلق الغش والخداع والمكر وتتنفس القيمة الهابطة بأقسى صورها بين الأخ وأخيه وبين الجار وجاره مع أي نزوة تتقد بسببها جذوة الشر في البشر ! فما هي هذه البشرية ؟! هي بشرية خلقناها نحن العوام الهوام بآلة الكذب وبواطن الغِل والحقد والكره الكامنة في لا شعور وشعور البشر .
لا . أختي ! سأقول هو ذاك الرسول عليه السلام ! فلا يرتزق برسالته بشر ! .
أشكركِ أختي الكريمة على تساؤلاتك واستفساراتك , وأرجو أن تلتمسي لي العذر في تقصيري من إيصال كل ما يجول في خاطري حتى تتضح الصورة , فليس كل ما يدور في الخلد يقال ! .