أبـــو خـــالـــد
05-02-02, 03:22 pm
تنافرت علاقة الأب بإبنه ويوما عن يوم صار الأب يحس بأن أبنه خرج عن طاعته ولا يكن له الإحترام ، وبالمقابل صار الإبن يزداد إحساسا بأن أبيه غير منصف معه ، ودائم القسوة معه. توترت العلاقة بينهما وحل الكره الشديد محل أي علاقة يمكن أن تنشأ بين أب وأبنه حتى وإن ساءت العلاقة بينهما. هناى كان الحال مختلفا بين الإثنين .. لم يستطع الإبن التعايش مع هذه المشاعر التي تسود المنزل ، فأخذ يفكر في التخلص من سيطرة أبيه وقسوته .. وكان قراره بأن القتل هو الوسيلة الأسرع والأسلم في نظره ، ولم يراع قدسية مكانة الأب .. ويوم عن يوم زاد الإبن قناعة في فكرة التخلص من أبيه .. وكان ما أراد بعد أن سيطرت عليه الفكرة الشيطانية ، فكمن لأبيه في طريق خال وما أن حانت اللحظة حتى أجهز عليه ويحيله إلى جثة هامدة بعد ضربه بعنف . بعد جريمته البشعة تملك الإبن خوف شديد ، فقد معه القدرة على التفكير وانحصر همه في كيفية الخلاص من جثة أبيه قبل أن يكتشف الأمر ، فقرر في سبيل ذلك أن يحرق الجثة .. وما هي إلا لحظات بعد أن سحب أباه حتى كانت النيران تشتعل في مكان مهجور ، فقد صب الإبن البترول على الجثة وأشعل فيها النار ، لم يهدأ الإبن وظل متوتراً ، حتى قادته أفكاره إلى الهروب قبل أن يحس به أحد .. كان ذلك قبل أربع سنوات ، خلالها كان افبن قاتل أبيه يتنقل من مكان إلى مكان آخر بعيداً عن قريته ، إلا أن أحساسه بالخوف ظل جاثما عليه والشعور بالذنب يزداد يوما بعد يوم حتى صار ينوء بالثقل ولا يقوى على الحراك وأحس بأن الدنيا على وسعها تضيق به .. فقرر العودة إلى قريته بعمران ليرتاح مهما كانت نتيجة قراره . وما أن وطأت قدما الإبن قاتل أبيه حتى ألقت الشرطة القبض عليه ليحاسب على جريمته الشنيعة.