شامة نور اليقين
20-05-06, 02:52 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه نبذة عن البلد الذي عاش فيه الأنبياء عليهم الصلاة و السلام
موقع العرب و أقوامها
كلمة العرب تنبئ عن الصحاري و القفار و الأرض المجدبة التي لا ماء فيها و لا نبات و قد أطلق
هذا اللفظ منذ
أقدما العصور على جزيرة العرب ، كما أطلق على قوم قطنوا تلك الأرض و اتخذوها موطنا لهم.
و الجزيرة العرب يحدها غربا البحر الأحمر و شبه الجزيرة سيناء ، و شرقا الخليج العربي و جزء من بلاد
العراق الجنوبية و جنوبا بحر العرب الذي هو امتداد لبحر الهند و شمالا بلاد الشام و جزء من بلاد العراق ،
على اختلاف في بعض الحدود و تقدر مساحتها ما بين مليون مربع إلى مليونين و ثلاثمائة ألف ميل مربع.
و الجزيرة العرب أهميه من حيث موقعها الطبيعي و الجغرافي ، فإنها في وضعها الداخلي محاطة
بالصحاري و الرمال من كل جانب.
و لأجل هذا الموضع مع أنهم كانوا مجاورين سكان الجزيرة أحرار في جميع الشؤون منذ أقدم العصور
مع أنهم كانوا مجاورين الإمبراطوريتين عظيمتين لم يكونوا يستطعون دفع هجماتهما لو لا هذا السد المنيع.
و أما بنسبة الى الخارج فإنها تقع بين فرات المعروفة في العالم القديم و تلتقي بها برا و بحرا فإن ناحيتها
الشمالية الغربية باب للدخول في قارة إفريقية ، و ناحيتها الشمالية الشرقية مفتاح لقارة أروبا ، و الناحية
الشرقية تفتح أبواب العجم و من ثم آسيا الوسطى و جنوبها و الشرق البعيد ، كذلك تلتقي كل القارة
الجزيرة بحرا و ترسي سفنها و بواخرها و لأجل هذا الموضع الجغرافي كان شمال الجزيرة و جنوبها موئلا
للأمم ، و مركزا لتبادل التجارة ، و الثقافة و الديانة و الفنون.
أقوام العرب
و أما أقوام العرب فقد قسمها المؤرخون الى ثلاثة أقسام ، بحسب السلالات التي ينحدرون منها .
العرب البائدة : هم العرب القدامي الذين انقرضوا تماما و لم يكن الحصول على تفاصيل كافية عن
تاريخهم ، مثل عاد، ثمود، و طسْم ، وجديس ، و عملاق ، و أميم ، و جرهم ، و حضور ، و وبار ، و عبيل ،
و جاسم ، و حضر موت و غيرها.
العرب العاربة : يشجب بن يعرب بن قحطان و يسمى بالعرب القحطانية.
العرب المستعربة : هي العرب المنحذرة و من صلب إسماعيل عليه السلام و تسمى بالعرب العدنانية.
أما العرب العاربة : و هي شعب قحطان فمهدها بلاد اليمن ، و قد تشعبت قبائلها و بطونها من ولد سبأ
بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، فاشتهرت منها قبيلتان حمير بن سبأ ، و كهلان بن سبأ ، و أما بقية بني
سبأ و هم أحد عشر أو أرعة عشر بطنا فيقال لهم : السبئيون لهم قبائل دون السبأ
فإما حمير فأشهر بطونها قضاعة : منها بهراء و بليُّ و اليقين و كلب و عذرة و وبرة.
السكاسك : و هم بنو زيد بن وائلة بن حمير ولقب زيد : السكاسك ، و هي غير سكاسك كندة الآتية
في بني كهلان
زيد الجمهور : و منها حمير الأصغر و لسبأ الأصغر ، و حضور و ذو أصبح.
و أما كهلان فأشهر بطونها همدان ، و الهان ، و الأشعر و طيئ ، و مذحج { و من مذحج عنس و النخع} ـ
و لخم { و من لخم : كندة : بنو معاوية و السكون و الكساسك } ، و جذم و عاملة ، و خولان و معارف ،
و أنمار { و من أنمار خثعم و بجيلة و من بجيلة : أحمس} و الأزد { و من الأزد الأوس و الخزرج ، و نزاعة ،
و أولاد جفنة ملوك الشام المعرفون بآل غسان و هاجرت بنو كهلان عن اليمن و انتشرت في أنحاء
الجزيرة يقال : كانت هجرة معظمهم قبيل سيل العرم حين فشلت تجارتهم لضغط الروم و سيطرتهم
على طريق التجارة البحرية و إفسادهم طريق البر بعد احتلالهم بلاد مصر و الشام، و يقال : بل إنهم
هاجروا بعد سيل حين هلك الحرث و النسل بعد إن كانت تجارة قد فشلت ، و كانوا قد فقدوا كل الوسائل
العيش و يؤيده سياق القرآن { سورة لسبأ 15ـ19 ـ و لا غروا إن كانت هناك ـ ما تقدم منافسة بين بطون
كهلان ، فقد يشير إلى هذا البقاء حمير مع جلاء كهلان.
لخم و جذام
انتقلوا الى شرق و شمال و كان في اللخمين نصر بن ربيعة أبو الملوك المناذرة بالحيرة
بنو طيئ
ساروا بعد مسير الأزد و سلمى و أقمرا هناك حتى عرف الجبلان بجبل الطي
كندة
نزلوا البحرين ، ثم اضطروا إلى مغادرتها فنزلوا بحضر موت ن و لا قوا هناك ما لاقوا بالبحرين ثم نزلوا نجدا ،
و كانوا دولة كبيرة الشأن و لكنها سرعان ما فنيت و ذهب آثرها.
و هناك قبيلة من حمير مع اختلاف في نسبتها إليه و هي قضاعة ، هجرت اليمن و استوطنت بادية السماوة
من مشارف العراق و استوطنت بعض بطونها مشارف الشام و شمال الحجاز.
و إما العرب المستعربة فاصل جدهم الأعلى سيدنا إبراهيم عليه السلام من بلاد العراق من مدينة يقال
لها { أو} على شاطئ الغربي من نهر فرات بالقرب من الكوفة و قد جاءت الحفريات بتفاصيل واسعة عن
هذه المدينة أسرة غبراهم عليه السلام و عن أحو الأحوال الدينية و الاجتماعية في تلك البلاد.
الملوك المتوجون
ألا أنهم في الحقيقة كانوا غير مستقلين رؤوسا القبائل و العشائر و كان لهم من الحكم و لامتياز
ما كان للملوك المتوجين ، و معظم هؤلاء كانوا على تمام الاستقلال ، و ربما كانت لبعضهم تبعية لملك متوج ـ
الملوك المتوجون : هم ملوك اليمن ، و ملوك مشارف الشام و هم آل غسان ـ و ملوك الحيرة و ما عدا
هؤلاء من حكام الجزيرة. لكن لهم تيجان ، فيما يلي موجز عن هؤلاء الملوك و الرؤساء .
الملك باليمن ـ ما أقدم الشعوب التي عرفت باليمن من العرب العاربة قوم سبأ ، و قد عثر على ذكرهم
في حفريات { أور} بخمس و عشرين قرنا قبل الميلاد، و يبدأ ازدهار حضارتهم و نفوذ سلطانهم و بسط
سيطرتهم بأحد عشر قرنا قبل الميلاد ، و يمكن تقسيم أدوارهم حسب التقدير الأتي.
ما بين 13 إلى 220 قم ـ عرفت دولتهم في هذه الفترة بالدولة المينية ، ظهرت في جوف : أي سهل
الواقع بين نجران و حضر موت ثم أخذت تنموا و تتسع و تسيطر و تزدهر حتى بلغ نفوذها السياسي
إلى العلى و معان من شمال الحجاز ـ و يقال إن مستعمراتها وصلت إلى خارج بلاد العرب ، و كانت التجارة
هي صلب معيشتهم ثم إنهم بنوا سد مأرب إلي له شأن كبير في تاريخ اليمن و الذي وفر لهم معظم
خيرات الأرض { حتى نسوا الذكر و كانوا قوما بورا } الفرقان ـ 18 ، و كان ملوكهم في هذه الفترة يلقبون
ب { مكرب سبأ } و كانت عاصمتهم مدينة صرحوان التي توجد أنقاضها على بعد 50 كيلو مترا الى شمال
الغربي من مدينة مأرب و على بعد 142 كيلوا متر شرقي صنعاء ـ و تعرف باسم خريبة } ، و بقدر عدد
هؤلاء الملوك ما بين 22 و 26 ملكا ـ ما بين 65 ق م إلى سنة 115 ق م.
عرفت دولتهم في هذه الفترة بدولة السبأ و قد تركوا لقب { مكرب} و عرفوا ب{ ملوك سبأ و اتخذوا مأرب
عاصمة لهم بدل صرواح } و توجد أنقاض مأرب على بعد 195 كيلو متر شرقي صنعاء ـ سنة 115 قم الى
سنة 300 م عرفت الدولة في هذه الفترة بالدولة الحميرية الأولى ، لأن قبيلة حمير غلبت و استقلت
بمملكة سبأ و قد عرف ملوكها ب ملوك سبأ ذي ريدان و هؤلاء الملك اتخذوا مدينة ريدان عاصمة لهم بدل
مدينة { ماربج و تعرف ريدان باسم ظافر و توجد أنقاضها على جبل مدور بالقرب من يريم } و في هذا العهد
فشلت تجارتهم
منذ سنة 300 م إلى إن دخل الإسلام ، عرفت الدولة في هذه الفترة بالدولة الحميرية الثانية ، و عرف ملوكها
ب ملوك السبأ ريدان و حضر موت و يمنت و قد توالت على هذه الدولة الأضطربات و الحوادث و تتابعت الانقلابات
و الحروب الأهلية التي جعلتها عرضة لأجانب حتى قضى على استغلالها ، فنا هذا العهد دخل الرومان في
عدن و بمعاونتهم احتلت الأحباش اليمن الأولى مرة سنة 34 م مستغلين التنافس بين القبيلتين همدان
و حمير و استمر احتلالهم سنة 371 م ثم نالت اليمن استقلالها ، و لكن بدأت تقع الثملات في سد مأرب
حتى وقع السيل العظيم الذي ذكره القرآن بسيل العرم سنة 45م، و كانت حادثة كبرى أدت إلى خراب العمران
و تشتت الشعوب.
أما أهل اليمن فإنهم بعد احتلالهم من الحبش ووقع الفيل استنجدوا بالفرس ، و قاموا بمقاومة الحبشة حتى
أجلوهم عن البلد و نالوا الأستقلال في 575م بقيادة معد مكرب سيف بن ذي يزن الحميري واتخذوه ملكا
لهم ، ثم اغتيل من طرف الأحباش و بموته انقطع الملك عي بيت ذي يزن و صالت اليمن مستعمرة فارسية
تتعقب عليها ولاة الفرس و كان أولهم وهرز، ثم المرزبان بن هرز ثم أبنه التينجان ، ثم خسروا بن التينجان ، ثم
باذان و كان آخر ولاة الفرس فإنه اعتنق الإسلام سنة 651 م و بإسلامه انتهى نفوذ فارس على بلاد اليمن
منقول من كتاب رحيق المختوم
هذه نبذة عن البلد الذي عاش فيه الأنبياء عليهم الصلاة و السلام
موقع العرب و أقوامها
كلمة العرب تنبئ عن الصحاري و القفار و الأرض المجدبة التي لا ماء فيها و لا نبات و قد أطلق
هذا اللفظ منذ
أقدما العصور على جزيرة العرب ، كما أطلق على قوم قطنوا تلك الأرض و اتخذوها موطنا لهم.
و الجزيرة العرب يحدها غربا البحر الأحمر و شبه الجزيرة سيناء ، و شرقا الخليج العربي و جزء من بلاد
العراق الجنوبية و جنوبا بحر العرب الذي هو امتداد لبحر الهند و شمالا بلاد الشام و جزء من بلاد العراق ،
على اختلاف في بعض الحدود و تقدر مساحتها ما بين مليون مربع إلى مليونين و ثلاثمائة ألف ميل مربع.
و الجزيرة العرب أهميه من حيث موقعها الطبيعي و الجغرافي ، فإنها في وضعها الداخلي محاطة
بالصحاري و الرمال من كل جانب.
و لأجل هذا الموضع مع أنهم كانوا مجاورين سكان الجزيرة أحرار في جميع الشؤون منذ أقدم العصور
مع أنهم كانوا مجاورين الإمبراطوريتين عظيمتين لم يكونوا يستطعون دفع هجماتهما لو لا هذا السد المنيع.
و أما بنسبة الى الخارج فإنها تقع بين فرات المعروفة في العالم القديم و تلتقي بها برا و بحرا فإن ناحيتها
الشمالية الغربية باب للدخول في قارة إفريقية ، و ناحيتها الشمالية الشرقية مفتاح لقارة أروبا ، و الناحية
الشرقية تفتح أبواب العجم و من ثم آسيا الوسطى و جنوبها و الشرق البعيد ، كذلك تلتقي كل القارة
الجزيرة بحرا و ترسي سفنها و بواخرها و لأجل هذا الموضع الجغرافي كان شمال الجزيرة و جنوبها موئلا
للأمم ، و مركزا لتبادل التجارة ، و الثقافة و الديانة و الفنون.
أقوام العرب
و أما أقوام العرب فقد قسمها المؤرخون الى ثلاثة أقسام ، بحسب السلالات التي ينحدرون منها .
العرب البائدة : هم العرب القدامي الذين انقرضوا تماما و لم يكن الحصول على تفاصيل كافية عن
تاريخهم ، مثل عاد، ثمود، و طسْم ، وجديس ، و عملاق ، و أميم ، و جرهم ، و حضور ، و وبار ، و عبيل ،
و جاسم ، و حضر موت و غيرها.
العرب العاربة : يشجب بن يعرب بن قحطان و يسمى بالعرب القحطانية.
العرب المستعربة : هي العرب المنحذرة و من صلب إسماعيل عليه السلام و تسمى بالعرب العدنانية.
أما العرب العاربة : و هي شعب قحطان فمهدها بلاد اليمن ، و قد تشعبت قبائلها و بطونها من ولد سبأ
بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، فاشتهرت منها قبيلتان حمير بن سبأ ، و كهلان بن سبأ ، و أما بقية بني
سبأ و هم أحد عشر أو أرعة عشر بطنا فيقال لهم : السبئيون لهم قبائل دون السبأ
فإما حمير فأشهر بطونها قضاعة : منها بهراء و بليُّ و اليقين و كلب و عذرة و وبرة.
السكاسك : و هم بنو زيد بن وائلة بن حمير ولقب زيد : السكاسك ، و هي غير سكاسك كندة الآتية
في بني كهلان
زيد الجمهور : و منها حمير الأصغر و لسبأ الأصغر ، و حضور و ذو أصبح.
و أما كهلان فأشهر بطونها همدان ، و الهان ، و الأشعر و طيئ ، و مذحج { و من مذحج عنس و النخع} ـ
و لخم { و من لخم : كندة : بنو معاوية و السكون و الكساسك } ، و جذم و عاملة ، و خولان و معارف ،
و أنمار { و من أنمار خثعم و بجيلة و من بجيلة : أحمس} و الأزد { و من الأزد الأوس و الخزرج ، و نزاعة ،
و أولاد جفنة ملوك الشام المعرفون بآل غسان و هاجرت بنو كهلان عن اليمن و انتشرت في أنحاء
الجزيرة يقال : كانت هجرة معظمهم قبيل سيل العرم حين فشلت تجارتهم لضغط الروم و سيطرتهم
على طريق التجارة البحرية و إفسادهم طريق البر بعد احتلالهم بلاد مصر و الشام، و يقال : بل إنهم
هاجروا بعد سيل حين هلك الحرث و النسل بعد إن كانت تجارة قد فشلت ، و كانوا قد فقدوا كل الوسائل
العيش و يؤيده سياق القرآن { سورة لسبأ 15ـ19 ـ و لا غروا إن كانت هناك ـ ما تقدم منافسة بين بطون
كهلان ، فقد يشير إلى هذا البقاء حمير مع جلاء كهلان.
لخم و جذام
انتقلوا الى شرق و شمال و كان في اللخمين نصر بن ربيعة أبو الملوك المناذرة بالحيرة
بنو طيئ
ساروا بعد مسير الأزد و سلمى و أقمرا هناك حتى عرف الجبلان بجبل الطي
كندة
نزلوا البحرين ، ثم اضطروا إلى مغادرتها فنزلوا بحضر موت ن و لا قوا هناك ما لاقوا بالبحرين ثم نزلوا نجدا ،
و كانوا دولة كبيرة الشأن و لكنها سرعان ما فنيت و ذهب آثرها.
و هناك قبيلة من حمير مع اختلاف في نسبتها إليه و هي قضاعة ، هجرت اليمن و استوطنت بادية السماوة
من مشارف العراق و استوطنت بعض بطونها مشارف الشام و شمال الحجاز.
و إما العرب المستعربة فاصل جدهم الأعلى سيدنا إبراهيم عليه السلام من بلاد العراق من مدينة يقال
لها { أو} على شاطئ الغربي من نهر فرات بالقرب من الكوفة و قد جاءت الحفريات بتفاصيل واسعة عن
هذه المدينة أسرة غبراهم عليه السلام و عن أحو الأحوال الدينية و الاجتماعية في تلك البلاد.
الملوك المتوجون
ألا أنهم في الحقيقة كانوا غير مستقلين رؤوسا القبائل و العشائر و كان لهم من الحكم و لامتياز
ما كان للملوك المتوجين ، و معظم هؤلاء كانوا على تمام الاستقلال ، و ربما كانت لبعضهم تبعية لملك متوج ـ
الملوك المتوجون : هم ملوك اليمن ، و ملوك مشارف الشام و هم آل غسان ـ و ملوك الحيرة و ما عدا
هؤلاء من حكام الجزيرة. لكن لهم تيجان ، فيما يلي موجز عن هؤلاء الملوك و الرؤساء .
الملك باليمن ـ ما أقدم الشعوب التي عرفت باليمن من العرب العاربة قوم سبأ ، و قد عثر على ذكرهم
في حفريات { أور} بخمس و عشرين قرنا قبل الميلاد، و يبدأ ازدهار حضارتهم و نفوذ سلطانهم و بسط
سيطرتهم بأحد عشر قرنا قبل الميلاد ، و يمكن تقسيم أدوارهم حسب التقدير الأتي.
ما بين 13 إلى 220 قم ـ عرفت دولتهم في هذه الفترة بالدولة المينية ، ظهرت في جوف : أي سهل
الواقع بين نجران و حضر موت ثم أخذت تنموا و تتسع و تسيطر و تزدهر حتى بلغ نفوذها السياسي
إلى العلى و معان من شمال الحجاز ـ و يقال إن مستعمراتها وصلت إلى خارج بلاد العرب ، و كانت التجارة
هي صلب معيشتهم ثم إنهم بنوا سد مأرب إلي له شأن كبير في تاريخ اليمن و الذي وفر لهم معظم
خيرات الأرض { حتى نسوا الذكر و كانوا قوما بورا } الفرقان ـ 18 ، و كان ملوكهم في هذه الفترة يلقبون
ب { مكرب سبأ } و كانت عاصمتهم مدينة صرحوان التي توجد أنقاضها على بعد 50 كيلو مترا الى شمال
الغربي من مدينة مأرب و على بعد 142 كيلوا متر شرقي صنعاء ـ و تعرف باسم خريبة } ، و بقدر عدد
هؤلاء الملوك ما بين 22 و 26 ملكا ـ ما بين 65 ق م إلى سنة 115 ق م.
عرفت دولتهم في هذه الفترة بدولة السبأ و قد تركوا لقب { مكرب} و عرفوا ب{ ملوك سبأ و اتخذوا مأرب
عاصمة لهم بدل صرواح } و توجد أنقاض مأرب على بعد 195 كيلو متر شرقي صنعاء ـ سنة 115 قم الى
سنة 300 م عرفت الدولة في هذه الفترة بالدولة الحميرية الأولى ، لأن قبيلة حمير غلبت و استقلت
بمملكة سبأ و قد عرف ملوكها ب ملوك سبأ ذي ريدان و هؤلاء الملك اتخذوا مدينة ريدان عاصمة لهم بدل
مدينة { ماربج و تعرف ريدان باسم ظافر و توجد أنقاضها على جبل مدور بالقرب من يريم } و في هذا العهد
فشلت تجارتهم
منذ سنة 300 م إلى إن دخل الإسلام ، عرفت الدولة في هذه الفترة بالدولة الحميرية الثانية ، و عرف ملوكها
ب ملوك السبأ ريدان و حضر موت و يمنت و قد توالت على هذه الدولة الأضطربات و الحوادث و تتابعت الانقلابات
و الحروب الأهلية التي جعلتها عرضة لأجانب حتى قضى على استغلالها ، فنا هذا العهد دخل الرومان في
عدن و بمعاونتهم احتلت الأحباش اليمن الأولى مرة سنة 34 م مستغلين التنافس بين القبيلتين همدان
و حمير و استمر احتلالهم سنة 371 م ثم نالت اليمن استقلالها ، و لكن بدأت تقع الثملات في سد مأرب
حتى وقع السيل العظيم الذي ذكره القرآن بسيل العرم سنة 45م، و كانت حادثة كبرى أدت إلى خراب العمران
و تشتت الشعوب.
أما أهل اليمن فإنهم بعد احتلالهم من الحبش ووقع الفيل استنجدوا بالفرس ، و قاموا بمقاومة الحبشة حتى
أجلوهم عن البلد و نالوا الأستقلال في 575م بقيادة معد مكرب سيف بن ذي يزن الحميري واتخذوه ملكا
لهم ، ثم اغتيل من طرف الأحباش و بموته انقطع الملك عي بيت ذي يزن و صالت اليمن مستعمرة فارسية
تتعقب عليها ولاة الفرس و كان أولهم وهرز، ثم المرزبان بن هرز ثم أبنه التينجان ، ثم خسروا بن التينجان ، ثم
باذان و كان آخر ولاة الفرس فإنه اعتنق الإسلام سنة 651 م و بإسلامه انتهى نفوذ فارس على بلاد اليمن
منقول من كتاب رحيق المختوم