تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فتح ملف المؤسسة العامة للجسر الملك فهد(160 مليوناً عوائد سنوية )


عمار القصيمي
11-05-06, 03:06 pm
فتح ملف المؤسسة العامة للجسر
160 مليوناً عوائد سنوية لجسر الملك فهد تقابلها جهود متواضعة للخدمات والتطوير والدعاية
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-05-11/Pictures/1105.nat.p10.n1.jpg

منظر عام لجسر الملك فهد
فرض مشروع جسر الملك فهد نفسه باعتباره أحد أضخم مشروعات التنمية في العقود الأخيرة من القرن الماضي.
ومثل هذا الإنجاز الكبير مفخرة وطنية تجسد مدى حرص السعودية على المشروع الاستراتيجي الأخوي لدول مجلس التعاون.
وفي السنوات الأخيرة بات الجسر، وهو أحد أضخم الجسور في العالم، لا يلقى مكاناً معتبراً في التغطيات الإعلامية بعد أن مُنعت وسائل الإعلام من دورها في رسم صورة حقيقية عما يدور في أروقته،حتى اضطرت الصحف في المناسبات الوطنية لإعادة صياغة محتويات آخر كتيب طبعته المؤسسة العامة لجسر الملك فهد، والذي يعود تاريخه إلى ما قبل 12 عاماً، بينما لم تبادر المؤسسة بالإفصاح عن أية معلومات إحصائية أو حتى نشرات ترويجية، في وقت بات الجسر معلما سياحيا يستقطب نحو 40 ألف زائر، يومياً، لا يجدون أثناء مرورهم به أية فعاليات دعائية توازي ذلك الإنجاز.
ووصلت سياسة التكتم بالمؤسسة العامة للجسر إلى أن أغلقت موقعها على شبكة الإنترنت وحذرت موظفيها من مغبة استخدام الشبكة، و ظلت توزع كتيباتها القديمة على ضيوفها إلى أن أصدرت البحرين تعميماً بعدم توزيعها على ضيوفها منعا للحرج.
"الوطن" تستعرض في تحقيقها ملفاً يكشف للمرة الأولى عن حال المؤسسة العامة لجسر الملك فهد التي تدير منفذاً عملاقاً على كل المستويات.
ووفقا للوثائق التي تحصلت عليها "الوطن" فإن المؤسسة تزخر بالملاحظات الإدارية والنظامية، فضلا عن إهمالها وعدم الاستغلال الأمثل لعوائدها التي تجاوزت 160 مليون ريال خلال العام الماضي فقط، قابلتها جهود متواضعة للخدمات والتطوير، ورغبة في عدم إبراز الجسر كما يستحق إعلامياً وترويجياً.
زحام الجسر
وبحسب المؤشرات الإحصائية لمعامل الزيادة في الجسر فإن عدد المسافرين من وإلى البحرين عبر الجسر سيرتفع إلى الضعف خلال 8 سنوات. ومن المنتظر أن يصل متوسط المسافرين يومياً إلى قرابة مائة ألف مسافر خلال عشرة أعوام، مسجلا أعلى معدل ارتفاع بين منافذ السعودية وكافة دول المنطقة.
وتشير الإحصائيات التي حصلت عليها "الوطن" إلى أن معدل مرتادي الجسر وصل العام الجاري إلى نحو أربعين ألف مسافر يومياً، فيما بلغت أعداد المركبات المستخدمة للجسر يومياً نحو 16 ألف مركبة بزيادة بلغت 18% عن العام الماضي.
وكان الجسر سبق أن سجل عبور 56 ألف مسافر خلال أحد أيام عيد الفطر، قبل 4 سنوات، واعتبر رقما قياسيا آنذاك إلا أن الرقم بات متوقعا في نهاية كل أسبوع. وتواجه الجهات العاملة في الجسر مصاعب كبيرة في احتواء ازدحام المسافرين، خاصة في مواسم الحج للمتجهين إلى السعودية، وفي مواسم الأعياد للمتجهين للبحرين.
وتبقى مشكلة الزحام في تزايد مستمر مما يشير إلى ضرورة وضع خطة لاحتوائها عبر تشييد منافذ جديدة أو بناء كبائن إضافية للجوازات والجمارك والتنسيق من أجل تحقيق أكبر استفادة من العاملين على الجسر، إلا أن كل ما سبق كان يمكن حله بوجود إرادة حقيقية في المؤسسة.
فبالنظر إلى اتفاقية إنشاء المؤسسة، في مادتها الثامنة عشرة، نجد أن النظام أوصى بتشكيل فريق للتنسيق والمتابعة على مستوى رفيع من إدارات الجسر في الدولتين، ليكون بمثابة المرجع الرئيسي لجميع الجهات العاملة على الجسر، وبهدف وضع خطط مشتركة لاحتواء أي معوقات أو مشكلات تضعف أداء الجسر، إلا أن هذا الفريق سرعان ما تم حله.
وساهم عدم التنسيق في تشتيت الجهود المبذولة بين الإدارات الحكومية العاملة على الجسر، وظل معظم إجراءات التنظيم والتنسيق للعابرين على الجسر محكوماً بجهودٍ واجتهادات فردية، مما يفسر الإرباك والزحام وفوضى الإجراءات التي تتبع في أوقات الذروة.
عدم التخطيط المشترك
وفي مقابل عدم التخطيط المشترك، تتزايد يومياً أعداد المسافرين وحركة نقل البضائع والشاحنات، وأضاف إليها مشروع نقل الرمال لمملكة البحرين عبئاً آخر دون تحرك واضح لوضع حلول سريعة وفاعلة وخطط مستقبلية لاحتواء الأزمة.
مطالب المسافرين
ومع تزايد عوائد الجسر تتعالى مطالب المسافرين بأن توفر المؤسسة العامة لجسر الملك فهد والمناط بها مسؤولية إدارة وصيانة الجسر،صالة لاستقبال الحجاج كبديل للخيام التي تنصب للحجاج سنوياً على غرار المنافذ الرئيسية الأخرى، ويمكن استغلالها في تنفيذ فعاليات أخرى على مدار العام لاسيما في أوقات الأعياد.
عوائد الجسر
ولعل العابرين باستمرار لجسر الملك فهد يلحظون البطء الكبير في نمو خدمات الجسر، فعلى سبيل المثال، فإن دورات المياه لا تتناسب إطلاقا مع عشرات الآلاف من المسافرين، فيما تعاني دورات المياه الخاصة بمسجد الجسر في الجانب البحريني من ضعف الصيانة منذ سنوات، بينما قد تطول الرحلة إلى أكثر من 5 ساعات في أوقات الذروة والتي تتزامن عادة مع تعطل مفاجئ في أنظمة الحاسبات الآلية الخاصة بالجوازات، أو عدم تواجد عدد كافٍ من الموظفين في الجمارك أو بوابات الدخول.
و تظل مساحات واسعة في جزيرة الجسر غير مستغلة استثماريا أو خدماتياً، ولم يفصح القائمون على المؤسسة عن خطط واضحة لاستغلالها أو إسنادها إلى جهات استشارية في هذا المجال وفق منافسات نظامية تطرح عبر الصحف.
إلا أن المسافرين قد يفاجؤون بأن هذا الحال يجري في ظروف تحسد عليها المؤسسة العامة لجسر الملك فهد لعدة أسباب، فهي، على سبيل المثال، مؤسسة عامة مستقلة لديها صلاحيات التطوير والتنفيذ بعيدا عن المعاملات الروتينية التي قد تثقل كاهل الإدارات الحكومية. وهي من جهة أخرى تمتلك موارد مالية ضخمة بينما لا يزيد موظفوها عن 115موظفاً.
وبحسب الحسابات الرسمية للعام الماضي، والتي حصلت عليها "الوطن"، فإن المؤسسة تبلغ استثماراتها من المبالغ غير المستغلة قرابة 600 ألف ريال تحقق دخلاً ثابتاً يقارب 3% سنويا ومن المتوقع أن يصل إجمالي المبلغ إلى أكثر من 700 ألف في نهاية العام الجاري، مع تزايد أعداد المسافرين واحتساب عوائد الاستثمار.
وبلغت إيرادات الجسر العام الماضي قرابة 160 مليون ريال، مقابل مصروفات للصيانة والتشغيل تقارب 43 مليوناً محققةً بذلك فائضاً يقارب 74% في ميزانية الجسر، فيما حققت رسوم البوابات وحدها 127 مليوناً العام الماضي.
ويضع هذا الدخل الكبير، والصلاحيات الممنوحة للمؤسسة واستقلالية قراراتها، علامات استفهام كبيرة إذا ما قورنت بحجم التطوير والجهود المبذولة في إبراز هذا المعلم الوطني الرائد على مستوى المنطقة.
التذاكر المخفضة
أصدر مجلس إدارة الجسر قراره بتخفيض رسم العبور لفئات معينة مثل الطلبة وبنسبة 50%، وكذلك تخفيض قيمته 15% للعبور المتكرر، بموجب إثباتات معينة ومحددة تستوجب هذا التخفيض. ومنذ إقرار التخفيض، قبل 15 سنة تقريباً إلى هذه اللحظة، لم تتضح بعد الشروط الواجب توفرها والمطلوبة للحصول على هذا التخفيض، مما تسبب في إزعاج لكثير من المراجعين بسبب التغيير الدائم في المستندات المطلوبة للحصول على هذه التذاكر المخفضة.
المعلومـــات
لحرص الدولة على إظهار هذا الصرح الحضاري العملاق وإبرازه للضيوف وزائري الجسر أوجدت مركزين للمعلومات يقعان على جانبي جزيرة الحدود، تشرف عليهما المؤسسة العامة للجسر، ويفترض أن يقوما بتقديم خدمات معلوماتية للزائرين، إلا أن زائري الجسر، وربما الإعلاميين، لا يعلمون بوجودهما، وفي حال قدر لأحد التوجه لأحدهما يصطدم بعدم احتوائه على أي شيء يتعلق بالجسر.
ويحتوي كل مركز على صالة كبيرة تحوي عددا من الكراسي وشاشة يتم من خلالها عرض الفيلم الوثائقي الوحيد عن إنشاء الجسر وهو فيلم منتج منذ 10 سنوات ولم يطرأ عليه أي تعديل أو تطوير، ويتحدث بطبيعة الحال عن العشر السنوات الأولى لافتتاح جسر الملك فهد، ويتم عرض الفيلم كما هو على وفد من كبار المختصين أو طلبة المرحلة الابتدائية!
و يوجد مجسم لجزيرة الحدود يرجع إلى أكثر من 20 سنة يمثل الشكل التخيلي لجزيرة الحدود قبل إنشاء الجسر، كذلك يوجد في مركز المعلومات بالجانب السعودي بعض المجسمات للمعدات التي ساهمت في إنشاء الجسر، من إهداء الشركة التي قامت بإنشاء الجسر "بلاست نيدام جروب".
ولا يجد العاملون أمامهم سوى تزويد الوفود الرسمية بالكتيب الوحيد الذي قامت المؤسسة بطباعته منذ أكثر من 12 سنة، والذي ما زال يحمل في مقدمته صوراً لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وأخيه العاهل البحريني الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمهما الله. وصدرت توجيهات رسمية من القيادة البحرينية بعدم توزيع هذا الكتيب على ضيوف مملكة البحرين.
ورغم الكثير من النداءات والمطالبات بتطوير هذه المراكز لما تسببه من حرج أمام ضيوف المؤسسة وزائري الجسر، باعتبارها نقاط استقطاب سياحية مهمة تعكس الوجه الحضاري والمشرق للسعودية، إلا أن هذه النداءات والمطالبات قوبلت برفض إدارات المؤسسة.
ومما يشير إلى عدم الاهتمام بالجانب الإعلامي للمؤسسة ومدى التخلف المعلوماتي الذي تعاني منه، ذلك الموقف من الإنترنت، الذي لا يزال غير معترف به لدى المؤسسة، فحتى هذه اللحظة لا يوجد أي خدمات تقدمها المؤسسة العامة لجسر الملك فهد لمراجعيها أو للمجتمع الخارجي من خلال الإنترنت، ولا يزال الموقع الخاص بالمؤسسة بالإنترنت متوقفاً عن العمل منذ سنتين. وفي وقت سابق من العام الماضي فقط تم الاتفاق مع شركة بتلكو البحرينية لتوصيل خدمة الإنترنت السريع للمؤسسة "سبيد نت"، مقابل 5 آلاف ريال شهرياً، واستمرت المؤسسة بالدفع لمدة 6 أشهر مع عدم السماح للموظفين بالاطلاع أو الاستفادة من هذه الخدمة، حتى تم إلغاؤها نهائياً مع بداية العام الميلادي الجاري لتغلق المؤسسة بذلك نوافذ الاتصال الإلكترونية بالعالم الخارجي، في الوقت الذي تستعد فيه السعودية لدخول عصر الحكومة الإلكترونية. وإلى جانب ذلك لا توجد للمؤسسة أي قنوات اتصالية بالجمهور أو الإعلام.
مجلس إدارة الجسر
أعطى نظام المؤسسة لمجلس إدارتها صلاحيات واسعة ليكون المرجعية الأولى لإدارة الجسر، إلا أن المجلس اقتصر على اجتماعات سنوية نهاية كل عام لإقرار الميزانية، ويتم الاكتفاء عنها بمراسلات تجرى بين الأعضاء عوضاً عن انعقاد الاجتماع الدوري الاعتيادي.
كما أن رئيس المجلس لم يدع لاجتماع غير عادي لبحث قرارات هامة، حيث قام مجلس الإدارة بتاريخ 3/6/1425هـ، وبناء على محضر اجتماع بالتمرير "بالمراسلة"، بإصدار قرار بالغ الأهمية يقضي بإنهاء خدمات أحد المديرين العامين المساعدين وتعيين مراقب مالي مديراً عاماً مساعداً بديلا له.
وفي أحد أهم القرارات التي تتعلق بتكليف مدير عام المؤسسة والمسؤول الأول عما جرى خلال السنتين الماضيتين، جرى اعتماد القرار بالمراسلة وخلا خطاب إنفاذه من توقيع 3 من الأعضاء الثمانية، حيث لم يتم عرضه عليهم.
ومن المثير للاستغراب ابتعاد أحد أعضاء المجلس بعد إحالته إلى التقاعد قبل 3 سنوات، دون إحلال شخص آخر بديل في مخالفة صريحة للنظام الأساسي.
وفي هذه الأثناء أسندت أهم 5 وظائف في المؤسسة إلى مكلفين واستولى اثنان فقط على كافة الوظائف الإدارية العليا الأربع بالتكليف.
ووفقا لسياسة التكليف، تم ترحيل التزامات العام المنصرم بحجة ترشيد النفقات لتمتنع بذلك المؤسسة عن دفع مستحقات الصيانة والتشجير والنظافة والمستشفيات والصحف وغيرها.
وتكشف القرارات الإدارية الفردية غياب فريق العمل عن اتخاذ القرارات الجوهرية على صعيد المؤسسة ومجلس إدارتها.
وبعيدا عما يقوله العاملون في المؤسسة عن بعد المجلس كل البعد عما يدور داخل المؤسسة وعدم اهتمامه بتطوير الأنظمة الداخلية للمؤسسة أو وضع سياسات وأهداف من شأنها الرقي بأداء الموظف وتطوير أساليب العمل وجودته فإن اتفاقية إنشاء المؤسسة في مادتها الخامسة نصت على وجود 4 أعضاء من كلا الجانبين السعودي والبحريني، إلا أن المجلس لم يعين بديلا لأحد الأعضاء الثمانية منذ بلوغه التقاعد قبل 3 سنوات.
وعلى الرغم من أن التنظيم الإداري والفني للمؤسسة نص صراحة في مادته رقم 106 من النظام الأساسي وصلاحية تطبيق النظام، على أن "لمجلس الإدارة وحده الحق في تعديل أو إلغاء أو إضافة أحكام جديدة إلى هذا النظام"، إلا أن رئيس مجلس الإدارة بدا متفردا في اتخاذ القرارات دون توقف عند إلزامية تحقيق النصاب القانوني أو تفويض بقية الأعضاء.
وعلمت "الوطن" أن مديري الإدارات بالمؤسسة رفعوا خطاب تظلم مدعما بوثائق ترصد تجاوزات إدارية إلى مجلس الإدارة وجرت مقابلات عديدة مع رئيس وأعضاء المجلس بغية احتواء الأزمة التي تكتنف المؤسسة خلال السنتين الأخيرتين.
وقال مدير إدارة في المؤسسة، تحتفظ الصحيفة باسمه، إن مجلس إدارة المؤسسة لا يتفاعل مع الأحداث الداخلية القائمة وطلبات الموظفين ولا يتدخل مباشرة لاحتواء الكثير من المشاكل الإدارية والعمل على حلها.
وكان مجلس الإدارة رشح أحد الموظفين "المراقب المالي" لمنصب المدير العام المساعد للشؤون المالية والإدارية دون الأخذ بمبدأ المفاضلة بين الموظفين أو حتى الأخذ بعنصر الجدارة أو الأقدمية أو الخبرة أو المؤهل كمعايير للمفاضلة، وما زاد الوضع تأزما ترشيحه مؤخرا مديرا عاما مكلفا على المؤسسة.
وتفيد الوثائق بأن قرار تعيين المراقب المالي على وظيفة مدير عام مساعد للشؤون المالية والإدارية جاء عبر مراسلة بعض الأعضاء وحجبه عن آخرين ودون اجتماع يدعو له الرئيس، كما أن خطاب تهنئة المراقب المالي بتعيينه في منصبه الجديد الموقع من قبل رئيس مجلس الإدارة والمؤرخ في 1/6/1425هـ، قد سبق قرار تعيينه المؤرخ في 2/6/1425هـ، الموقع عليه من قبل أعضاء في المجلس في محضر اجتماع بتاريخ 3/6/1425هـ، وقبل أن يتساءل الموظفون عن سبب تعيين المراقب مباشرة دون فترة تكليف جاء الرد بتكليفه مديراً عاما للمؤسسة.
وما يثير علامات استفهام أخرى تجاهل مجلس الإدارة لشغل وظيفة مدير عام مساعد للتشغيل والصيانة، كما نصت اللوائح على مدار عشرين عاما بالرغم من أهميتها، باعتبار التشغيل والصيانة هي النشاط الرئيسي للمؤسسة العامة للجسر.
والأغرب من ذلك أن وظيفة مدير عام مساعد للتشغيل والصيانة تدرج ضمن ميزانية كل عام بمخصصاتها ومميزاتها ويعتمدها مجلس الإدارة كل عام وطوال 20 سنة مع عدم تعيين مختص بالوظيفة.
كثرة المكلفين في المؤسسة
لا يرى الموظفون، أو المتابعون لما آلت إليه الأوضاع في المؤسسة العامة لجسر الملك فهد، سببا مقنعا لكثرة المكلفين في المؤسسة، وعدم التعيين على هذه الوظائف رغم أن كلا من الوظائف التي يشغلها مكلفون في الوقت الراهن تعد أساسية، وربما الأهم في المؤسسة، فعلى سبيل المثال تضم قائمة المكلفين: المدير العام المكلف والمدير العام المساعد للتشغيل والصيانة المكلف والمراقب المالي المكلف ومدير الإدارة المالية المكلف ومدير إدارة المخازن المكلف.
سياسة التقشف
أدت سياسة التقشف أو ما تعده إدارة المؤسسة ترشيدا للإنفاق إلى كوارث إدارية أهمها: تدني مستوى الصيانة وعدم توفر قطع الغيار أحيانا، وعدم تأمين مستلزمات العمل الضرورية لدرجة أن الموظفين يقومون بشراء أدوات القرطاسية على نفقتهم، والتضييق على الموظفين إلى أقصى حد ممكن في العلاج، والمماطلة في دفع مستخلصات المقاولين والمستشفيات وغيرها من حقوق الغير، حيث لم تتسلم شركة وطنية للصيانة، تحتفظ الصحيفة باسمها، منذ شهر أغسطس 2005م تاريخ بداية استلامهم لمشروع صيانة جسر الملك، وحتى الآن، ريالاً واحداً، ويتجاوز التأخير في صرف مستحقات مستشفيات وشركات نظافة وتشجير وفنادق واشتراكات الصحف الثمانية أشهر.
وتعاني الصالة الملكية من ضعف الصيانة حيث لم يتم تجديد الأثاث المستخدم في المكاتب، والذي مضى على تأمينه أكثر من 15 عاماً.
وعلى النقيض من هذا تم تأمين لوحة يوني بول بمناسبة اليوم الوطني عن طريق الإدارة المالية، والتي وجهت خطاب التعميد لإحدى المطابع بعمل هذه اللوحة الخاصة بقيمة 9000 ريال، وتم التحفظ على هذه المعاملة بالمؤسسة لعدة أسباب أهمها: المبالغة الواضحة بالسعر، حيث لا تتجاوز قيمتها التقديرية ألفي ريال، ولم يتم عرض هذه المعاملة على لجنة المشتريات التي شكلها المدير العام المكلف، كما أن اللوحات الخاصة بالمناسبات الوطنية يتم تأمينها مجاناً من قبل الشركة صاحبة حق الامتياز بالإعلان على الجسر، حسب نصوص العقد، إلا أن المؤسسة لم تتصل بالشركة للتنسيق معها قبل تركيبها، ثم قامت الإدارة المكلفة بالضغط على الشركة صاحبة حق الامتياز لدفع قيمة الفاتورة‍.
وبالرغم من كون الجسر معلماً حضارياً وسياحياً، فإن المؤسسة لم تقم بطبع وتوزيع أية منشورات أو مطبوعات للجمهور باستثناء كتيب أعد في مناسبة تشغيل الجسر.
وكنتيجة لذلك قدم المدير العام المكلف ميزانيته لأعضاء المجلس بوفر وصل 10 ملايين من المبالغ التي طلبها لميزانية العام الماضي، والمقدرة بـ 52 مليون ريال، وبدلا من مساءلة المدير عن عدم قدرته على التقدير المناسب للميزانية قبل عام، وتقديم الميزانيات المفصلة فإن أعضاء المجلس الحاضرين أبدوا رضاءهم عن الوفر في الميزانية.
وعلمت "الوطن" أن الميزانيات التفصيلية أخرج منها قيمة اعتماد لمشروع تطوير تحصيل رسوم البوابات والذي تصل تكلفته إلى 4 ملايين ريال لتأجيله إلى جانب التأخر في مستحقات الغير "الذمم المالية"، إلى جانب التشديد في العلاج وتعطيل عدد من العمليات الجراحية.
المؤسسة دون شبكة للحاسب
يتم العمل في المؤسسة بطريقة بدائية، تعتمد على نقل الأوراق عبر المستخدمين من موظف إلى آخر، وإلى حين إعداد هذا التقرير لا توجد شبكة حاسب آلي، وتوجد حاسبات قديمة وغير مربوطة بشبكة وبعضها يحتاج إلى صيانة. ولعل المفاجأة الأخرى في هذا السياق، أن مدير إدارة الحاسب الآلي غير متخصص لكونه مهندساً مدنياً
اجتماع مديري الإدارات
اعتاد أغلب مديري المؤسسة على عدم عقد اجتماعات دورية بمديري الإدارات، كما تجري العادة في المنشآت الحكومية والخاصة، إلا أن المدير العام الحالي اتخذ قرارا مفاجئاً بعقد اجتماعات دورية بمد يري إداراته بعد إيكال مهمة الإدارة إليه، مما أشاع روحا إيجابية، إلا أن الاجتماعات توقفت بعد أن اتضح من أول اجتماع جرى فيه تجاهل آراء مديري الإدارات وإصدار قرارات فردية بنقل الموظفين دون سبب واضح ودون علم مديريهم وعدم الجدية في تطوير أساليب العمل، دعمها عدم وجود أي مردود لهذه الاجتماعات، مما دفع مديري الإدارات التابعة للمؤسسة إلى الاعتقاد بأن الهدف منها استغلال محاضر في الادعاء بالأخذ بمبدأ الشورى، وإضفاء الشرعية على قرارات فردية تخالف بعضها النظام، إلى أن انتهى الأمر بإلغاء الاجتماعات قبل 8 أشهر وذلك بعد أن تضاءل عدد الحضور وأصبحت مثار تهكم الموظفين.

عمار القصيمي
12-05-06, 03:14 pm
فتح ملف المؤسسة العامة للجسر (2)
70% من موظفي جسر الملك فهد ينتقلون من مواقعهم خلال سنتين
وسائق قارب يترقى إلى وظيفة مأمور


تدني الإنتاجية بعد إهمال التدريب ورفع توقيعات الحضور إلى خمس مرات يومياً

ديوان الرقابة يوقف مشروع تطوير لعدم نظاميته والإدارة ترفض فرصا استثمارية دون دراستها



صورة للوحة الترحيبية قبالة الصالة الملكية


ازدياد عدد الشاحنات على الجسر بحاجة لخطط مستقبلية

تواصل "الوطن" في الحلقة الثانية عن جسر الملك فهد إبراز حقيقة ما تعانيه المؤسسة العامة للجسر، التي تدير أكبر منفذ حدودي بري للسعودية، من حيث عدد المسافرين راصدة أبرز ملامح الخلل الإداري وعدم الاستغلال الأمثل لعوائده.
وفي حلقة اليوم تنشر "الوطن" صوراً من الممارسات الإدارية التي كان لها الدور الأكبر في تعطيل إنتاجية العاملين، ففي السنتين الأخيرتين فقط صدرت قرارات بنقل داخلي لـ70% من موظفي المؤسسة شملت مديري إدارات وموظفين جرت بتجاوزات لصلاحيات مجلس الإدارة ومرجعهم المباشر، وتجاوزت القرارات حد المعقول كنقل سائق قارب إلى مأمور مشتريات أو ترقية كاتب إلى مدقق حسابات وتمديد خدمة مدير شؤون الموظفين استنادا إلى حاجة المؤسسة إليه وهو لا يملك أبسط صلاحيات مهنته. وأدت قرارات إلى منع الموظفين وأهاليهم من إجراء عمليات جراحية أو مراجعة أكثر من مستشفى مع تهديد المستشفيات التي تمنح إجازات مرضية ما أدى إلى حالة من الغليان داخل أروقة المؤسسة.
نقل 70% من الموظفين
تشهد أروقة العمل في المؤسسة في هذه الآونة أجواء مشحونة واحتجاجات كبيرة تعصف بسير العمل منذ أن أصدر المدير العام المكلف 6 قرارات نقل داخلي، طالت 70% من موظفي المؤسسة خلال سنتين في إجراء تعسفي، خاصة وأنه لم يورد أية إيضاحات عن أسبابها، في حين أسندت أعمال لمديرين وموظفين لا تتناسب مع مؤهلاتهم أو خبراتهم العملية بالمؤسسة. وشملت هذه القرارات أكثر من 70% من موظفي المؤسسة العامة الذين لا يتجاوز مجموعهم 115 موظفاً.
وفي أحد هذه القرارات، الذي يحمل رقم 361/26/د وتاريخ 25/7/1426، تم نقل 20 موظفاً دفعة واحدة وتم تحديد وظائف بعضهم داخل الإدارة المنقولين إليها، وتم ذلك دون علم مدير الإدارة المنقول منها الموظف أو مدير الإدارة المنقول إليها الموظف خلافا للائحة.
وفاقم من المشكلة عدم إخضاع المنقولين لدورات تأهيلية أو إعدادية، تبعا لما تتطلبه طبيعة العمل الجديد، ويتهم عدد من الموظفين المتضررين الإدارة بأنها تسعى إلى توريطهم في مهام يعجزون عنها وإحراجهم أمام زملائهم، مما تسبب في تعطيل كبير في إنتاجيتهم.
وفي هذا السياق تم نقل بعض الموظفين لأكثر من مرة خلال فترة زمنية قصيرة. ومن بين هذه القرارات، تم نقل سائق قارب إلى وظيفة مأمور مشتريات، ونقل مأمور مستودع إلى محاسب ثم محصل ونقل موظف من وظيفة كاتب إلى وظيفة محصل والعكس، وشملت التنقلات، أيضاً، مديري إدارات سبق أن قدموا شكاوى إلى مجلس الإدارة لتتضمن القرارات نقلهم إلى أعمال لا تتناسب مع مؤهلاتهم في قرار فسر على أنه يهدف إلى تهميشهم.
وصدر قرار برقم 1007/ق وتاريخ 28/10/1426، يقضي بنقل مدير الإدارة المالية، والذي يعتبر المسؤول الأول عن الإدارة المالية منذ التحاقه بالمؤسسة قبل 19 عاماً، وكُلف بعمله موظف يقل عنه بمرتبتين يعمل بقسم المشتريات ولم يسبق له العمل بالإدارة المالية منذ التحاقه بالمؤسسة ولو ليوم واحد ولا يحمل أي مؤهل يؤهله لذلك المنصب الجديد.
ومن القرارات الصادرة عن المدير العام المكلف والمثيرة للجدل قراره رقم 407/ق بتاريخ 28/4/1426هـ، بتكليف مدير إدارة الحاسب الآلي مشرفاً عاماً لإدارة الصيانة، بحيث يشرف مدير إدارة الحاسب الآلي على أعمال إدارة الصيانة، فيما لا يزال من غير المعلوم لدى موظفي المؤسسة من يتحمل مسؤولية أية مشكلة خاصة بالصيانة مدير إدارة الصيانة أم المشرف العام على إدارة الصيانة "مدير الحاسب الآلي".
إلى جانب ذلك، فإن هناك سبباً آخر يدعو للطعن في القرارات وهو أن النظام الأساسي للمؤسسة وفي الملحق رقم 1 من لائحة تصنيف الوظائف بالفقرة 1-3 من شروط شغل وظائف مديري إدارات بالمرتبة العاشرة نص على اختصاص مجلس الإدارة بها ويعود إليه تقديرها.
وتعارض قرارات النقل ما نصت عليه المادة رقم 89 من التنظيم الإداري للمؤسسة في الفقرة "ج"، الخاصة بضرورة وجود المؤهلات والخبرات العملية المطلوبة للوظيفة المنقول إليها الموظف.
الترقيات
تجاوزت قرارات الترقيات في المؤسسة حد المعقول من خلال جملة من القرارات الارتجالية إلى حد أن يتولى اثنان بقرار رسمي من الإدارة العليا للمؤسسة مهمة إدارة قسم واحد في نفس الوقت فضلا عن قيام مدير إحدى الإدارات بالإشراف على إدارة ما يزال مديرها يتولى مسؤوليتها أو ترقية موظفين إلى مهام لا تناسبهم إطلاقا.
وصدر قرار المدير العام المكلف برقم 177/ق وتاريخ 25/2/1426، بترقية أحد الموظفين من المرتبة الثامنة إلى المرتبة التاسعة على وظيفة مدير إدارة المخازن، بينما كان يشغل هذا الموظف قبل ترقيته وظيفة مشرف على المسار الخاص، ثم صدر قرار آخر من المدير العام المكلف برقم246/ق 11/3/1426، والقاضي باستمرار الموظف المذكور بالقيام بعمله السابق، وهو مشرف على المسار الخاص، بالإضافة إلى عمله الحالي كمدير إدارة المخازن!
ثم أصدر المدير العام المكلف قراره برقم 1007/ق وتاريخ 28/10/1426، والذي تضمن تكليف موظف آخر بإدارة المخازن رغم سريان القرار السابق!
وتمت كل هذه الإجراءات دون أن يمارس الأول أي عمل يتعلق بالمخازن إلى هذه اللحظة، فيما لا يجيز النظام تكليف موظف على وظيفة غير شاغرة، في حين لا يزال هذا الوضع غامضا حتى الآن.
وفي قرار آخر موقع من المدير العام المكلف برقم 178/ق وتاريخ 25/2/1426، نص على ترقية أحد الموظفين من المرتبة الرابعة من وظيفة كاتب إلى الدرجة السابعة من المرتبة الخامسة على وظيفة مدقق حسابات!
و مما يدعو إلى التساؤل عن مدى نظامية الترقية من وظيفة كاتب إلى وظيفة مدقق حسابات، علماً بأن الموظف المذكور أيضا لم يمارس أي مهام تتناسب مع الوظيفة التي ترقى إليها، ونظرا للإشكالية التي وقع بها لا يزال الموظف في إدارته السابقة بالرغم من صدور القرار!
وفي هذا السياق أصدر المدير العام المكلف قرارا إداريا برقم 1007/ق وتاريخ 28/102/1426، ينص على تنقلات بعض مديري الإدارات من إداراتهم إلى إدارات لا علاقة لهم بها، ولا يملكون أي مؤهل أو خبرة سابقة تتطابق مع متطلبات الوظيفة المنقولين إليها. ويثار جدل واسع في المؤسسة حول مدى نظامية هذا القرار، حيث يتعارض مع نصوص النظام، التي تنص على ضرورة توافر المؤهلات والخبرة عند الموظف مع الوظيفة المنقول إليها، من جهة، ومن جهة أخرى، فإنه من غير النظامي من حيث الصلاحيات في شغل وظيفة بالمرتبة العاشرة، وفي نفس القرار السابق تم نقل سائق القارب بحسب وظيفته التي عين فيها إلى وظيفة مأمور مشتريات!
وفي القرار نفسه تم تكليف موظف بقسم المشتريات على المرتبة الثامنة بوظيفة مدير الإدارة المالية بالمرتبة العاشرة، علما بأن هذا الموظف لا يملك أي خبرة أو مؤهل يؤهله للعمل في الإدارة المالية، فكيف يتولى وظيفة مدير الإدارة المالية، دون أن يعمل يوماً واحداً بالإدارة المالية للمؤسسة!
ويرى عدد من الموظفين أن مدير الإدارة المالية السابق هو الأكفأ والأجدر في المجال المالي، إلا أن قرار النقل جاء بسبب معارضته بعض سياسات المدير العام المكلف.
شؤون الموظفين
أقر مجلس إدارة جسر الملك فهد تمديد خدمة مدير شؤون الموظفين، 68عاماً"، الأمر الذي يمكن قبوله إذا كان المجلس يرى أنه لا يمكن الاستغناء عن خدمات الموظف لما يمتلكه من خبرة تعزز الحاجة الماسة لخدماته، إلا أن ما يجري في واقع المؤسسة أن مدير إدارة شؤون الموظفين لا يملك صلاحية التوقيع على ورقة تعريف للموظف أو حق التوقيع على شهادة راتب أو حسن سيرة وسلوك للموظف، وتم سحب صلاحية إعطاء الموظف ورقة تحويل للمستشفى ليتحول دوره إلى كاتب يعرض الأوراق على المدير العام، مما يثير تساؤلات حول الإصرار على تمديد خدماته!
ومن جانب آخر، فإن المؤسسة لا تبدي أي اهتمام بتطوير أداء الموظفين، بالرغم من أن استقلالية المؤسسة منحها فرصة كبيرة لاستغلال الإيرادات الكبيرة التي تقدر بـ10 ملايين ريال يومياً لتطوير أساليب العمل أو استقطاب الكفاءات المهنية والإدارية أو حتى تدريب الموظفين على رأس العمل.
وأمام هذا الإصرار لم تفلح محاولات معهد الإدارة العامة لتكرار تجربة تدريب الموظفين، بل وتم اعتماد تقارير الكفاية في شهر ذي القعدة من عام 1425، مع إغفال ذكر التدريب وإدراجه ضمن تقرير كفاية الموظف.
إثبات الحضور اليومي
وتشهد المؤسسة العامة لجسر الملك فهد آليات غريبة للتأكد من حضور وانصراف الموظف مثبتة في قرارات إدارية لا توجد في أي من المنشآت الحكومية الأخرى، فعلى الموظف لكي يثبت حضوره ولا يتعرض لعقوبة الغياب أو التسيب القيام بالتالي:
أولاً: إثبات الحضور صباحا وفق نموذج خاص، يقوم به مكتب المدير العام المكلف عند بداية الدوام الرسمي.
ثانياً: إثبات التواجد أو كما يطلق عليه "التحضير المفاجئ"، ويتم عن طريق مكتب المدير العام المكلف، أيضاً.
ثالثاً: تحضير بوابات الرسوم، وهو إثبات مرور الموظفين عبر بوابات الرسوم للجسر أثناء الدوام الرسمي.
خامساً: الرقابة السرية بتكليف بعض الموظفين بمراقبة أشخاص معينين، مراقبة تحركات سياراتهم طيلة فترة الدوام الرسمي، وعادة ما تتم الاستعانة بالمستخدمين الأجانب مثل عمال البوفيهات لهذه المهمة بحسب شكاوى الموظفين.
العلاج
وفي الوقت الذي ارتفعت فيه عوائد الجسر إلى مبالغ كبيرة، بات على كثير من الموظفين، بحسب ما جاء في خطاب التظلم، الدفع من جيوبهم الخاصة بسبب صعوبة الحصول على موافقة من المدير العام المكلف، والذي جاءت قراراته بإيقاف إجراء بعض العمليات الضرورية وعدم اعتماد أكثر من مستشفى لعلاج الموظف ولا يسمح بتغييره حتى وإن خلا من التخصص المطلوب. وتم الاعتراض على تكلفة العلاج والكشف ومبالغ الأدوية الضرورية.
وبعد سنوات من تجاهل تطوير نظام تحصيل الرسوم، قامت إدارة المؤسسة بإبرام عقد مشروع بطرق غير نظامية وجرى تمريره دون طرحه وفق شروط المناقصات أو تشكيل أي لجان لترسيته انتهى برفضه من قبل ديوان الرقابة.
وباتت المؤسسة اليوم أكثر جهة حكومية تمتلك سيارات فارهة قياسا بعدد الموظفين وقامت إدارتها بصرف سيارات مع استمرار بدل النقل في تجاوز صريح للأنظمة.
وفي تصرف آخر غير نظامي، قام مراقب مالي سابق مكلف حالياً بإدارة المؤسسة، بتحرير صك منزله خلافاً للنظام غير أنه رفض إعطاء موظف دفعة قرض سكني لعدم اكتمال مرحلة البناء، مما اضطره لبيع منزله، غير أن المدير نفسه وافق على منح موظف آخر دفعة غير مستحقة بتعهد.
وعلى الصعيد الاستثماري تستثمر المؤسسة 600 مليون ريال غير مستغلة من الدخل في ودائع بنكية ربوية، بينما يشترط النظام البحث عن أوجه استثمارية تتوافق مع الشريعة الإسلامية.
تحصيل الرسوم من البوابات
تتم عملية تحصيل رسم العبور على الجسر بطرق بدائية لا تتماشى مع الازدياد المطرد لحجم المسافرين. ومن أبرز سلبيات النظام القائم، إلى جانب مساهمته في تعطيل المسافر والنقص في الموظفين وتعطل الأجهزة من حين لآخر، عدم قدرته على الرقابة على صرف العملات والتي تبقى رهن أمانة الموظفين ومديريهم، حيث إن رسوم الجسر تساوي الدينار الكويتي والبحريني وعشرة ريالات بينما يصل الفارق بين كل منها إلى أربعة ريالات، بينما يستقبل الموظفون آلاف المسافرين يوميا. وبحسب ما علمته "الوطن"، فإن شركات عالمية عرضت منذ 8 سنوات تطوير عملية تحصيل الرسوم لتتم بطريقة آلية، حيث يتيح جهاز يعلق في أعلى البوابة احتساب الرسم ويمكن من خلال الجهاز قراءة بيانات الجمارك والجوازات في كبائن أخرى، إلا أنه تم رفض المشروع.
ومع كثرة المشاكل اضطرت المؤسسة إلي البحث عن نظام بديل ومتطور، يمكن من خلاله مراقبة المحصلين ودخول الموظفين.
وبعد عرض النظام المقترح على مجلس الإدارة تمت الموافقة على تعميد إحدى الشركات الوطنية لتوريد وتشغيل نظام تحصيل الرسوم لبوابات الجانبين السعودي والبحريني، وصدر التعميد برقم 1060/26/ج وتاريخ 16/11/1426، بمبلغ 6484000 ريال، إلا أن المناقصة هي الأخرى لم تتم بطرق نظامية، حيث إن المؤسسة لم تستجلب عروضا أخرى لعرضها على مجلس الإدارة قبل ترسيتها على الشركة، والتي تحتفظ الصحيفة باسمها.
وخلت الإجراءات من الاستعانة بأية جهة استشارية لدراسة المشروع مع أن المؤسسة لا تملك متخصصين في مجال الأنظمة الإلكترونية مع وجود مهندس مدني يدير إدارة الحاسب الآلي. ولم يطرح المشروع في منافسة عامة محلية أو عالمية لاستقطاب أفضل الشركات المؤهلة، ولم يتم الإعلان عنها في منافسة تنشر في الصحف، عملا بتوصية رئيس مجلس الإدارة بضرورة الإعلان عن المنافسات في الصحف الرسمية بقراره رقم 26023/11 وتاريخ 4/6/1425، ولم تشكل لجنة فتح المظاريف أو فحص العروض.
وفي مخالفة أخرى للأنظمة المالية المتعارف عليها تم إصدار التعميد للشركة من إدارة الحاسب الآلي واعتماده من قبل المدير العام المكلف، بينما كان من المفترض أن يصدر التعميد من الإدارة المالية كونها جهة الاختصاص بالتعميد المالي، وتم الاكتفاء بإرسال صورة التعميد للإدارة المالية مع اعتذار عن الخطأ من إدارة الحاسب.
وعلمت "الوطن" أن ديوان المراقبة العام أوقف المشروع وقرر رفض العقود لعدم نظامية المشروع، مبديا عليه بعض التحفظات والملاحظات.
الفرص الاستثمارية
علمت "الوطن" أن فرصا استثمارية واعدة تم التفريط بها من قبل إدارة المؤسسة العامة للجسر، إحداها عرض تقدمت به إحدى كبرى الشركات المختصة بإدارة وتشغيل محطات الوقود للمؤسسة العامة لجسر الملك فهد ينص على قيامهم بإنشاء برج يحوي مجمع مكاتب حديثا للمؤسسة مقابل إعطائهم مبنى المؤسسة الحالي، وهو يعاني من القدم وتم إلحاق مبانٍ به لضيق مساحته، وذلك بهدف إنشاء محطة وقود بخدماتها مكانه، مقابل فترة إعفاء من الإيجار يتم الاتفاق عليها.
وقامت الإدارة المكلفة بدورها برفع الخطاب الصادر بهذا الخصوص من إدارة الاستثمار إلى رئيس مجلس الإدارة مبدية عليها تحفظات بخصوص هذا المشروع منها: قرب مدينتي المنامة والخبر، وعدم الرغبة بإضافة إشغالات أخرى على جزيرة الحدود، خطورة خزانات الوقود الأرضية. وبناء على الشرح أقر رئيس مجلس الإدارة التوجيه وتم إلغاء المشروع وتبديد فرصة استثمارية واعدة.
وكيف تم رفض المشروع دون الاستعانة بلجنة فنية في تبرير خطورة خزانات الوقود الأرضية، ثم إن رفض مشاريع هامة تتعلق بمؤسسة عامة بقرار متفرد، أحد أهم المآخذ علما بأن خبرة المدير المكلف الرقابية قد لا تسعفه على البت في مثل هذه الأمور، التي تتطلب تشكيل لجنة فنية أو جهة استشارية.
ومن بين الفرص التطويرية المهدرة ما تقدمت به شركة وطنية كبرى تكفلت بإيصال معبر إلى الجسر، وتكفلت بإنشاء بوابة تشتمل على كبائن أخرى من الجانب السعودي مع التكفل بتجهيز البوابات ودفع ما يلزمها لتطبيق أنظمة التشغيل المبدئية، إلا أن إدارة المؤسسة اشترطت مبالغ تعجيزية.
ومع أن الفقرة رقم (1) من المادة الثامنة من الفصل الثالث للنظام المحاسبي للمؤسسة العامة لجسر الملك فهد نصت على أن يحدد مجلس الإدارة مجالات استثمار الفائض من أموال المؤسسة، بما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، إلا أن الواقع وطوال العشرين سنة الماضية لم يتدخل مجلس الإدارة في تحديد أو توجيه المؤسسة لأي من مجالات الاستثمار ولم يترك الحرية للمؤسسة في ممارسة أي عمل استثماري بهذا الخصوص ، وظل الوضع قائما كما كان وهو استثمار عوائد المؤسسة على شكل ودائع بنكية بلغت 600 مليون ريال مع نهاية العام الميلادي الماضي، مقابل نسبة محددة مقدما من الفوائد البنكية.
وبالرغم من استحداث إدارة للاستثمار مؤخراً إلا أن نشاطها انحصر في تحصيل إيجار المحلات التجارية والمكاتب المؤجرة على الجزيرة الحدودية!
سيارات
ومن المثير للاستغراب امتلاك المؤسسة العامة لجسر الملك فهد عددا كبيرا من السيارات، مقارنة بعدد موظفيها، فعلى ملكية المؤسسة قرابة أربعين سيارة بينما لا يتجاوز عدد الموظفين 115 موظفا من كافة المستويات الإدارية والعمالية.
ومن بين السيارات الأربعين عدد كبير من السيارات الفارهة والمخصصة لأفراد الإدارة العليا، وهي سيارة جاكوار موديل 2005، و3 سيارات مرسيدس فخمة وسيارة تويوتا ليكزس جيب وسيارتان تويوتا لكزس سيدان وبي إم دبليو من فئة 735، وسيارة تويوتا بريفيا عائلية، غير أن الأغرب من ذلك كله أن عدد أفراد الإدارة العليا، وهم شخصان فقط هما المدير العام المساعد للشؤون المالية والإدارية، وهو في الوقت نفسه المدير العام المكلف، والمدير العام المساعد للدراسات والحاسب الآلي، وهو أيضا المدير العام المساعد للتشغيل والصيانة المكلف!
أما بقية السيارات فمن المفترض أنها سلمت للموظفين الآخرين للاستخدام اليومي أثناء العمل إلا أن 4 سيارات أوبترا حديثة موديل 2005، تم تأمينها وتسليمها رسميا لبعض موظفي المؤسسة لاستخدمها طوال الوقت وتكون في عهدتهم، استنادا إلى النظام الإداري للمؤسسة والذي يسمح بتوفير وسيلة نقل للموظف مقابل اقتطاع بدل النقل عنه، غير أنه حدثت مخالفة نظامية للمادة رقم (34)، التي تنص على عدم جواز الجمع بين بدل النقل ووسيلة نقل، حيث لم يتم حسم بدل النقل من الموظفين الذين منحوا تلك السيارات إلى الآن.
دفعات القرض السكني
أراد المراقب المالي السابق شراء وحدة سكنية عام 2003، غير أن صك المنزل المراد شراؤه مرهون من قبله لصالح مصرف الراجحي، إلا أنه أجاز لنفسه صرف مبلغ "ذمة مالية"، مقدما لتحرير الصك، ومن ثم شراء المنزل عن طريق برنامج تملك وبناء المساكن المعمول به في المؤسسة. وتم صرف الذمة المالية له، وأودعها في حسابه الخاص بمبلغ 270.797 ريالا، وصرفت له بشيك رقم 2416، وبموجب سند الصرف رقم 666 وتاريخ 14/9/2003، وأقفلت هذه الذمة بموجب السند رقم 786 وتاريخ 27/10/2003.
ومن المعلوم أن النظام لا يجيز صرف ذمم للموظفين لأمور خاصة ويشترط شراء وحدة سكنية لها صك حر، وليس من واجبات المؤسسة تحرير الصكوك! غير أن المفاجأة الأخرى هي أن المراقب المالي السابق هو نفسه المدير العام المكلف حاليا بإدارة المؤسسة والذي يشترط نسبة إنجاز 100% من المرحلة المطلوبة لاستحقاق الدفعة، مما اضطر أحد الموظفين "محصل بوابة"، إلى بيع منزله حينما لم يتسن له الحصول على دفعته المقررة لوجود بعض القصور في إنجاز المرحلة، إلا أن المدير ذاته أجاز لمدير إدارة القروض والعقود الحصول على دفعة لا يستحقها بموجب تقرير الكشف الميداني.
وبالرغم من إقراره في خطاب آخر بعدم اكتمال بعض التشطيبات النهائية المؤهلة للحصول على الدفعة، تمت الموافقة له على الحصول على الدفعة المطلوبة مقابل تعهد بإنجاز المرحلة المتعثرة.