المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سعوديون يغسلون همومهم بالنكتة السوداء


المجمعة ديرتي
29-04-06, 11:44 pm
دبي- العربية .نت

أصبحت النكتة السوداء من الوسائل التي يستخدمها الشباب السعودي لغسل همومهم، كما يفعلون الآن مع جراح سوق الأسهم الذي كاد أن يخطف رسم البسمة من على شفاة الجميع ، فيما يركز اخرون على النكتة البيضاء المنسوجة من المواقف الساذجة. كما خصص بعض الشباب مواقع للضحك على الانترنت ،يتناولون فيها قضاياهم اليومية في المجتمع السعودي بالتعليق.

وكما يشير تقرير لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية السبت 29-4-2006 ، فعادة ما تسجل ذاكرة السعوديين المواقف الضاحكة للبرامج التلفزيونية والإذاعية الكوميدية ويحفظونها عن ظهر قلب. فمن ينسى شخصية مشقاص (حسن دردير) الشخصية الحجازية التلفزيونية المثيرة للضحك، أو المسلسل الإذاعي (عباس وعباسية) الذي ظل كاتبه الإعلامي يحيى باجنيد طوال سنوات يقدم البسمة الصافية مع مائدة الإفطار في رمضان، أو مسلسل أم حديجان الإذاعي الشهير الذي كان يقدمه الفنان عبد العزيز الهزاع باللهجة النجدية التي تزرع البسمة في كل بيت.

الا أن أكبر دليل على أن السعوديين يحبون الضحك حتى ولو على أنفسهم، يمكن رصده من خلال المسلسل التلفزيوني الموسمي الأكثر نجاحا وشهرة «طاش ما طاش» والذي يصور مواقف يومية في حياة السعوديين في قالب من الكوميديا اللاذعة، سرعان ما تتحول قفشات الممثلين فيه الى نكات يتم تداولها عبر الرسائل النصية Sms.




مواقع من أجل النكت

وبالرغم من ندرة المؤلفات التي تتناول موضوع النكتة كجزء من الثقافة المجتمعية السائدة، إلا أن شبكة الإنترنت ومنتدياتها تحفل بمواقع متخصصة في تدوين وسرد أحدث النكات وأكثرها تحريضا على الضحك والقهقهة. وتحمل هذه المواقع الإلكترونية أسماء تعكس هويتها ومهمتها في التحريض على الضحك. فهناك على سبيل المثال لا الحصر موقع المصرقعين، ووسع صدرك، المساطيل، الوناسة، العباريد، عشاق الريال، ونكت مره حلوة.

أما أبطالها فهم عادة شخصية البخيل والنذل والعربجي والغبي والحشاش. والأخير يحفل دائما باهتمام خاص كون البطل خارجا عن إرادته ويتصرف بلا وعي أو إدراك، وعادة ما يأتي رد فعله مثير للضحك وبأسلوب عامي دارج.

على أن أكثر النكت تداولا هي الخاصة بالأندية الرياضية الشهيرة ونجوم كرة القدم، والتي يتم إنتاجها وتداولها على نطاق واسع قبل أن يطلق حكم المباراة صافرة النهاية. الى جانب نكت المتزوجين، ونكت أنفلونزا الطيور، واحباطات المستثمرين في سوق الأسهم، وهوامير السوق.

ويقول صاحب موقع (فلّة للنكت) أن فكرة تصمم موقعه للنكت نبعت من كثرة ما يستمع إليه يوميا من النكات الجديدة. أضاف بعد أن أشترط أن يشارك باسمه المستعار (واحد فلّه) بقوله «نسمع في اليوم عشرات النكت وسرعان ما تضيع فأحببت أن أصمم هذا الموقع من أجل التدوين والوناسة».




ظروف اقتصادية متذبذبة

ويقول إيراهيم بهكلي وهو نائب مدير المكتبة العامة بمدينة جدة إن النكتة في المجتمعات العربية «تعد موسوعة تاريخية بحد ذاتها». مشيرا الى أن جذور النكتة العربية «نابعة من الرغبة في التنفيس من قسوة الاضطهاد الذي واكب حقبة الاستعمار الأجنبي وعانت منه تلك الشعوب». وفيما يتعلق بمجتمعه السعودي يقول بهكلي «يبدو أن الحضور القوي للنكتة السعودية الآن مردة الى عدة أسباب من بينها الظروف الاقتصادية المتذبذبة، وحالة البطالة التي يعاني منها الشباب».

أما الكاتب السعودي الساخر ثامر الميمان فهو يرى بأن النكتة العربية واحدة ولا تحمل جنسية بلد بعينه. ويقول «النكتة هي ترجمة لحالة من خلال أسلوب ساخر في أي بلد، لذلك لا بد من الأخذ في الاعتبار أن النكتة في حد ذاتها من أقوى الكتابات الجادة».

ويخشى الميمان على مصير النكتة السعودية نظرا لحالات الإحباط العام الذي يعيشه الناس بسبب البطالة والقروض المتراكمة ويقول باسما «بالله كيف يمكن لمجتمع أن يضحك في ظل تراكم الديون والهموم؟». أضاف: هناك الكثير ممن يؤمنون بالمثل الشهير«ابعد عن الشر وغني له» لقناعتهم بان النكتة عادة ما تكون «شر» يقع دائما تحت أعين الرقابة، وربما يدفع ذلك الى ابتعاد الناس عنها، وعن الضحك!. ويختم بقوله «إن النكت التي نسمعها ونقرأها ليست سوى حالة ضحك منزوعة أو مترددة لا تقوى على مواجهة الواقع، تخاف من الرقيب وآذان الناس. أحيانا تكون النكتة.. جبانة!».