برق1
25-04-06, 02:15 am
عـــالــــم الشــيـاطـيـن والـجـن
يبلغ بالبعض الخوف من الجن والشياطين إلى حد أن يعيش دائم الفزع , حائرا مترددا في حياته , يملأ وقته وفكره بالخوف من السحر والعين والجن بحيث يعيش حياة قلق وتوتر , فيرهق نفسه ومن حوله , ويفقد كثيرا من قوته وعزيمته بسبب هذه الأوهام التي جعل هو منها حائلا بينه وبين التمتع بالحياة , والعيش بطمأنية , وتجعل منه عضوا خاملا قليل الإنتاج في مجتمعه , فكل همه أن يدرأ عن نفسه أعين الحساد والشياطين والجن , وهذا من علامات ضعف الإيمان بالله , وصدق وعده بحفظ من آمن به وتوكل عليه سبحانه .
إن الخوف المـَـرَضـيّ هذا يجلب الوهن النفسي لصاحبه وبالتالي يكون عرضة لتلاعب الشياطين والجن به .
والله جل وعلا , يحب المؤمن القوي , أكثر من الضعيف , القوي في إيمانه وفي جسمه وفي عمله وفي عمته وعزيمته , إلى غيرا هذا .
ورغبة في تذكير الإخوة الكرام بشيء من حقائق الجن والشياطين فإليكم بعض التفصيلات عنهم :
أولا :
هل الشياطين من الجن أو من الإنس , أو هم خلق مستقل ؟
الشيطان في اللغة كل ما خرج عن الطاعة , مأخوذ من كلمة ( شطن ) أي بـعـُـد , والشيطان بعد عن الحق بتمرده عليه وعدم قبوله وسيره في ركب الباطل .
وعليه فكلمة شيطان تشمل كل خبيث متمرد عن طاعة الله يدعو للشر والضلال , وبهذا التعريف يخرج الملائكة لأنهم لا يعصون الله أبدا .
أما الجن والإنس فإن منهم من يتمرد على شريعة الله ونبذ عبادته والدعوة إلى الضلال , ولهذا فإن العصاة دعاة الضلالة من الجن شياطين , والعصاة دعاة الضلالة من الإنس شياطين .
قال تعالى : {{ وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن }} الأنعام ( 112 )
ولكنها – حسب علمي - إذا أطلقت دون تقييد أو مصاحبة قرينة لفظية أو حالية , فإنها تشير إلى شياطين الجن .
وشياطين الجن يطلق عليهم ( مردة الجن ) أيضا , أي المتمردون منهم على الحق والطاعة , ومنهم ذكور وإناث , ولهذا فإننا نستعيذ عند باب الخلاء من الخبث ( ذكور المردة ) والخبائث ( إناث المردة ).
ثانيا :
هل إبليس شيطان , وهل هو من الملائكة أو الجن أو الإنس ؟
نعم هو شيطان بل هو زعيم الشياطين كلهم جنهم وإنسهم .
وإبليس من الجن وهو أبو الجن كأبوّة آدم للإنس – على خلاف - وليس مَـلــَـكـا رغم كونه كان مع الملائكة في السماء يوم أمرهم الله بالسجود لآدم , فوجوده مع الملائكة إنما هو تشريف له بذلك المقام في الجنة مثلما كان وجود أبينا آدم - عليه سلام الله - هناك في الملأ الأعلى تشريفا من الله بالمقام هناك , فحـَـكـَـم الله على الشيطان بالخروج من الجنة لتكبره عن أمره ورفضه , وأخرج الله آدم – عليه السلام - منها عندما ضعفت عزيمته عن التزام وصية الله له بعدم الأكل من الشجرة وعدم تصديق زعم الشيطان عنها , وتحذيره إياه بإخراجه من الجنة إن صدّق الشيطان وأكل منها , أكل منها مصدقا عدوّه أن وراء ذلك حياة الخلود ! فكان ما وراء ذلك الخروج من الجنة .
( ومن زعم من السلف الصالح كونه من الملائكة لا من الجن لم يورد دليلا صريحا على هذا , أما من عدّوه من الجن فأدلتهم صريحة لا تنتقض )
و من أدلة كونه جنيا قول الله تعالى – وهو الذي خلق إبليس - : {{ فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه }} الكهف ( 50 )
ففي الآية تأكيد بأن إبليس من الجن , مما لا يحيجنا إلى البحث عن دليل آخر .
هذا مع أن بعض السلف قال بأن الجن المذكور هنا نوع من الملائكة , لا الجن المعروفين .
ولرد هذا الظن , وقطع ما قد يحصل من أهل التفسير بالعقل من تأويل , يكفي أن نعلم مقارنة الشيطان بين عنصره وعنصر آدم في القرآن الكريم : {{ قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين }} سورة (ص ) آية ( 76 )
فالشيطان إذن مخلوق من نار , ولذلك فهو من الجن الذين خلقوا من نار {{ والجانّ خلقناه من قبل من نار السموم }} الحجر ( 27 ) , {{ وخلق الجانّ من مارج من نار }} الرحمن ( 15 )
بينما الملائكة قد خـُـلـِـقوا من نور – كما في الحديث - .
ثالثا :
هل للجن أجسام أم هم أرواح فقط ولا أجسام محسوسة لهم ؟
لهم أجسام بدليل نصوص الشرع .
قال تعالى عن إبليس : {{ إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم }} الأعراف ( 27 )
إذن فإبليس كائن له قبيلة وقوم وهو يتمتع بحواس كالعين التي يرى بها .
عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ، ليجعله في وجهي ، فقلت : أعوذ بالله منك – ثلاث مرات – ثم قلت : ألعنك – أي الابعاد والطرد – بلعنة الله التامة ، فلم يستأخر– ثلاث مرات – ثم أردت أن آخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة )) صحيح الجامع .
الحديث دليل صريح على أن لإبليس جسم يمكن إيثاقه بالرباط , ويمكن أن يراه الناس , ويلمسونه .
وقال صلى الله عليه وسلم : "الجن ثلاثة أصناف ، فصنف يطير فـي الهواء ، وصنـف حيـات وكـلاب،
وصنف يحلون ويضعنون " رواه الطبراني ، والحاكم ، والبيهقـي باسنـاد صحيـح.
فهم إذم ثلاثة أصناف بحسب تشكّل أجسادهم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : وكلني رسول الله بحفظ زكاة رمضان . . . . . . . إلى أن قال : قال النبي:" أما إنه صدقك و هو كذوب ، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا ابا هريرة ؟ " قال: لا ، قال: " ذاك شيطان " رواه البخاري
فهذا أبو هريرة رأى واحدا من شياطين الجن , فهو يتشكل بأشكال محسوسة , منها جسم الإنسان .
وشياطين الجن يستطيعون التشكل بأكثر من جسم و خلافا لأجسامهم الحقيقية , كأن يتشكلوا بأجسام حيّات أو طيور , أو حيوان أوبشر , ومن هذا ما سبق , ومنه ما كان ظهر به إبليس يوم اجتماع كفار قريش مؤتمرين على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة فدخل عليهم إبليس بهيئة رجل ذي وقار من نجد .
وليست هذه صورته الأصلية , فصورالجن الأصلية صور قبيحة بشعة مفزعة الملامح , وإنما أعطى الله الواحدَ منهم القدرة على التشكل بصور عدة أمام الإنس , زيادة على هيئته القبيحة التي يظهر بها بين بني قومه .
رابعا :
ما الحكمة من كوننا لا نرى الشياطين وعموم الجن بصورهم الأصلية ؟
لعل من حكمة ذلك أنهم ذوو هيئات مرعبة , فلو رآهم الإنسان أصابه الفزع , فلا ينعم بعيش أو يطمئن في مكان .
ومن أدلة بشاعة صور الشياطين تشبيه الله تعالى شكل ثمر الزقوم الكريه البشع طعام أهل النار برؤوس الشياطين !!! {{ طلعها كأنه رؤوس الشياطين }} الصافات ( 65 ) فتصوّر بشاعة شكل رأس الشيطان الجني وأنت ترى طلع شجر الزقوم الذي هو نوع من العذاب قد خـُـلـِـق بشعا يرعب ويثير تقزز أهل النار نكاية بهم ومزيد عذاب لهم ! فهل يطيق البشر في الدنيا رؤية شكلٍ جعله الله ما ماثل شناعته عذابا لأهل النار ؟!
فالحمد لله الذي رحمنا بعدم القدرة على رؤية أجسام الجن بصورتها الأصلية .
وقد حاول بعض أصحاب البحث في الإعجاز , بيان كيف أن للجن أجساما محسوسة وأن الإنسان لا يستطيع رؤيتها , فذكر أن السبب سرعة اهتزاز أجسامهم فضرب مثالا ( بالمروحة ) التي كلما زادت سرعتها كلما قلت رؤية ريشها , حتى تختفي تماما ويرى ما خلفها دون عائق .
وسواء كان ذلك أو غيره فالحاصل أن لهم أجسام لا نستطيع رؤيتها بصورتها الأصلية , بقدرة الله .
خامسا :
هل يؤثر الجن على جسم وعقل الإنسان ؟
نعم .
وأدلة هذا عديدة من القرآن والسنة
عن وكيع بن مرة عن أبيه أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم معها صبي لها به لمم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( اخرج عدو الله أنا رسول الله )) قال : فبرىء، قال فأهدت إليه كبشين وشيئاً من سمن وأقط قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( خذ الأقط والسمن وأحد الكبشين ورد الآخر )) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
ومن أدلة هذا أيضا كلام الصحابة والسلف الصالح وكثير من العلماء الأجلاء , بل ومشاهدات كثير من العلماء وأتقياء الناس مما يصعب حصره كثرة .
ولم يكذّب تأثير الجن على جسد الإنسان وعقله وتلبسهم فيه إلا أهل التفسير بالعقل ( المدرسة العقلية ) والذين يقدمون العقل على النقل . فالعقل عندهم هو الحكم على نصوص الشرع فيقبلون ما تستوعبه عقولهم من نصوص الشرع الكريم , ويردون أو يؤولون ما لم تستوعبه بتأويلات قد تتكشف مخالفتها لحقائق الكون فيما بعد (, من هذا تكذيبهم حديث : " إذا وقع الذباب في إناء أحدكم . . . " فقد كشف علم الأحياء معجزة في الحديث تردّ مقدّسي العقل
وكان من سلف هؤلاء المفسرين فخر الدين الرازي - رحمه الله - الذي أول حديث الجن عن استراق السمع والقذف بالشهب في سورة الجن تأويلا يناسب ما وصله عقله من طاقة , وكان له في هذا الباب كلام مضطرب ينقض بعضه – رحمه الله تعالى -
ولست هنا لإثبات بطلان دعوى أصحاب العقل , أما لو شاء أحد الإخوة الكرام النقاش في هذه المسألة فأهلا وسهلا .
ملاحظة :
احترت هل الموضوع يتبع المنتدى الإسلامي أو الاجتماعي . قلت ( تدري حطه بالمنطقة المحايدة : العام , والله يعين " عيون الصقر " و " العلقم " كان الموضوع يبي له نقل )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يبلغ بالبعض الخوف من الجن والشياطين إلى حد أن يعيش دائم الفزع , حائرا مترددا في حياته , يملأ وقته وفكره بالخوف من السحر والعين والجن بحيث يعيش حياة قلق وتوتر , فيرهق نفسه ومن حوله , ويفقد كثيرا من قوته وعزيمته بسبب هذه الأوهام التي جعل هو منها حائلا بينه وبين التمتع بالحياة , والعيش بطمأنية , وتجعل منه عضوا خاملا قليل الإنتاج في مجتمعه , فكل همه أن يدرأ عن نفسه أعين الحساد والشياطين والجن , وهذا من علامات ضعف الإيمان بالله , وصدق وعده بحفظ من آمن به وتوكل عليه سبحانه .
إن الخوف المـَـرَضـيّ هذا يجلب الوهن النفسي لصاحبه وبالتالي يكون عرضة لتلاعب الشياطين والجن به .
والله جل وعلا , يحب المؤمن القوي , أكثر من الضعيف , القوي في إيمانه وفي جسمه وفي عمله وفي عمته وعزيمته , إلى غيرا هذا .
ورغبة في تذكير الإخوة الكرام بشيء من حقائق الجن والشياطين فإليكم بعض التفصيلات عنهم :
أولا :
هل الشياطين من الجن أو من الإنس , أو هم خلق مستقل ؟
الشيطان في اللغة كل ما خرج عن الطاعة , مأخوذ من كلمة ( شطن ) أي بـعـُـد , والشيطان بعد عن الحق بتمرده عليه وعدم قبوله وسيره في ركب الباطل .
وعليه فكلمة شيطان تشمل كل خبيث متمرد عن طاعة الله يدعو للشر والضلال , وبهذا التعريف يخرج الملائكة لأنهم لا يعصون الله أبدا .
أما الجن والإنس فإن منهم من يتمرد على شريعة الله ونبذ عبادته والدعوة إلى الضلال , ولهذا فإن العصاة دعاة الضلالة من الجن شياطين , والعصاة دعاة الضلالة من الإنس شياطين .
قال تعالى : {{ وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن }} الأنعام ( 112 )
ولكنها – حسب علمي - إذا أطلقت دون تقييد أو مصاحبة قرينة لفظية أو حالية , فإنها تشير إلى شياطين الجن .
وشياطين الجن يطلق عليهم ( مردة الجن ) أيضا , أي المتمردون منهم على الحق والطاعة , ومنهم ذكور وإناث , ولهذا فإننا نستعيذ عند باب الخلاء من الخبث ( ذكور المردة ) والخبائث ( إناث المردة ).
ثانيا :
هل إبليس شيطان , وهل هو من الملائكة أو الجن أو الإنس ؟
نعم هو شيطان بل هو زعيم الشياطين كلهم جنهم وإنسهم .
وإبليس من الجن وهو أبو الجن كأبوّة آدم للإنس – على خلاف - وليس مَـلــَـكـا رغم كونه كان مع الملائكة في السماء يوم أمرهم الله بالسجود لآدم , فوجوده مع الملائكة إنما هو تشريف له بذلك المقام في الجنة مثلما كان وجود أبينا آدم - عليه سلام الله - هناك في الملأ الأعلى تشريفا من الله بالمقام هناك , فحـَـكـَـم الله على الشيطان بالخروج من الجنة لتكبره عن أمره ورفضه , وأخرج الله آدم – عليه السلام - منها عندما ضعفت عزيمته عن التزام وصية الله له بعدم الأكل من الشجرة وعدم تصديق زعم الشيطان عنها , وتحذيره إياه بإخراجه من الجنة إن صدّق الشيطان وأكل منها , أكل منها مصدقا عدوّه أن وراء ذلك حياة الخلود ! فكان ما وراء ذلك الخروج من الجنة .
( ومن زعم من السلف الصالح كونه من الملائكة لا من الجن لم يورد دليلا صريحا على هذا , أما من عدّوه من الجن فأدلتهم صريحة لا تنتقض )
و من أدلة كونه جنيا قول الله تعالى – وهو الذي خلق إبليس - : {{ فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه }} الكهف ( 50 )
ففي الآية تأكيد بأن إبليس من الجن , مما لا يحيجنا إلى البحث عن دليل آخر .
هذا مع أن بعض السلف قال بأن الجن المذكور هنا نوع من الملائكة , لا الجن المعروفين .
ولرد هذا الظن , وقطع ما قد يحصل من أهل التفسير بالعقل من تأويل , يكفي أن نعلم مقارنة الشيطان بين عنصره وعنصر آدم في القرآن الكريم : {{ قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين }} سورة (ص ) آية ( 76 )
فالشيطان إذن مخلوق من نار , ولذلك فهو من الجن الذين خلقوا من نار {{ والجانّ خلقناه من قبل من نار السموم }} الحجر ( 27 ) , {{ وخلق الجانّ من مارج من نار }} الرحمن ( 15 )
بينما الملائكة قد خـُـلـِـقوا من نور – كما في الحديث - .
ثالثا :
هل للجن أجسام أم هم أرواح فقط ولا أجسام محسوسة لهم ؟
لهم أجسام بدليل نصوص الشرع .
قال تعالى عن إبليس : {{ إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم }} الأعراف ( 27 )
إذن فإبليس كائن له قبيلة وقوم وهو يتمتع بحواس كالعين التي يرى بها .
عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ، ليجعله في وجهي ، فقلت : أعوذ بالله منك – ثلاث مرات – ثم قلت : ألعنك – أي الابعاد والطرد – بلعنة الله التامة ، فلم يستأخر– ثلاث مرات – ثم أردت أن آخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة )) صحيح الجامع .
الحديث دليل صريح على أن لإبليس جسم يمكن إيثاقه بالرباط , ويمكن أن يراه الناس , ويلمسونه .
وقال صلى الله عليه وسلم : "الجن ثلاثة أصناف ، فصنف يطير فـي الهواء ، وصنـف حيـات وكـلاب،
وصنف يحلون ويضعنون " رواه الطبراني ، والحاكم ، والبيهقـي باسنـاد صحيـح.
فهم إذم ثلاثة أصناف بحسب تشكّل أجسادهم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : وكلني رسول الله بحفظ زكاة رمضان . . . . . . . إلى أن قال : قال النبي:" أما إنه صدقك و هو كذوب ، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا ابا هريرة ؟ " قال: لا ، قال: " ذاك شيطان " رواه البخاري
فهذا أبو هريرة رأى واحدا من شياطين الجن , فهو يتشكل بأشكال محسوسة , منها جسم الإنسان .
وشياطين الجن يستطيعون التشكل بأكثر من جسم و خلافا لأجسامهم الحقيقية , كأن يتشكلوا بأجسام حيّات أو طيور , أو حيوان أوبشر , ومن هذا ما سبق , ومنه ما كان ظهر به إبليس يوم اجتماع كفار قريش مؤتمرين على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة فدخل عليهم إبليس بهيئة رجل ذي وقار من نجد .
وليست هذه صورته الأصلية , فصورالجن الأصلية صور قبيحة بشعة مفزعة الملامح , وإنما أعطى الله الواحدَ منهم القدرة على التشكل بصور عدة أمام الإنس , زيادة على هيئته القبيحة التي يظهر بها بين بني قومه .
رابعا :
ما الحكمة من كوننا لا نرى الشياطين وعموم الجن بصورهم الأصلية ؟
لعل من حكمة ذلك أنهم ذوو هيئات مرعبة , فلو رآهم الإنسان أصابه الفزع , فلا ينعم بعيش أو يطمئن في مكان .
ومن أدلة بشاعة صور الشياطين تشبيه الله تعالى شكل ثمر الزقوم الكريه البشع طعام أهل النار برؤوس الشياطين !!! {{ طلعها كأنه رؤوس الشياطين }} الصافات ( 65 ) فتصوّر بشاعة شكل رأس الشيطان الجني وأنت ترى طلع شجر الزقوم الذي هو نوع من العذاب قد خـُـلـِـق بشعا يرعب ويثير تقزز أهل النار نكاية بهم ومزيد عذاب لهم ! فهل يطيق البشر في الدنيا رؤية شكلٍ جعله الله ما ماثل شناعته عذابا لأهل النار ؟!
فالحمد لله الذي رحمنا بعدم القدرة على رؤية أجسام الجن بصورتها الأصلية .
وقد حاول بعض أصحاب البحث في الإعجاز , بيان كيف أن للجن أجساما محسوسة وأن الإنسان لا يستطيع رؤيتها , فذكر أن السبب سرعة اهتزاز أجسامهم فضرب مثالا ( بالمروحة ) التي كلما زادت سرعتها كلما قلت رؤية ريشها , حتى تختفي تماما ويرى ما خلفها دون عائق .
وسواء كان ذلك أو غيره فالحاصل أن لهم أجسام لا نستطيع رؤيتها بصورتها الأصلية , بقدرة الله .
خامسا :
هل يؤثر الجن على جسم وعقل الإنسان ؟
نعم .
وأدلة هذا عديدة من القرآن والسنة
عن وكيع بن مرة عن أبيه أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم معها صبي لها به لمم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( اخرج عدو الله أنا رسول الله )) قال : فبرىء، قال فأهدت إليه كبشين وشيئاً من سمن وأقط قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( خذ الأقط والسمن وأحد الكبشين ورد الآخر )) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
ومن أدلة هذا أيضا كلام الصحابة والسلف الصالح وكثير من العلماء الأجلاء , بل ومشاهدات كثير من العلماء وأتقياء الناس مما يصعب حصره كثرة .
ولم يكذّب تأثير الجن على جسد الإنسان وعقله وتلبسهم فيه إلا أهل التفسير بالعقل ( المدرسة العقلية ) والذين يقدمون العقل على النقل . فالعقل عندهم هو الحكم على نصوص الشرع فيقبلون ما تستوعبه عقولهم من نصوص الشرع الكريم , ويردون أو يؤولون ما لم تستوعبه بتأويلات قد تتكشف مخالفتها لحقائق الكون فيما بعد (, من هذا تكذيبهم حديث : " إذا وقع الذباب في إناء أحدكم . . . " فقد كشف علم الأحياء معجزة في الحديث تردّ مقدّسي العقل
وكان من سلف هؤلاء المفسرين فخر الدين الرازي - رحمه الله - الذي أول حديث الجن عن استراق السمع والقذف بالشهب في سورة الجن تأويلا يناسب ما وصله عقله من طاقة , وكان له في هذا الباب كلام مضطرب ينقض بعضه – رحمه الله تعالى -
ولست هنا لإثبات بطلان دعوى أصحاب العقل , أما لو شاء أحد الإخوة الكرام النقاش في هذه المسألة فأهلا وسهلا .
ملاحظة :
احترت هل الموضوع يتبع المنتدى الإسلامي أو الاجتماعي . قلت ( تدري حطه بالمنطقة المحايدة : العام , والله يعين " عيون الصقر " و " العلقم " كان الموضوع يبي له نقل )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.