المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عجبا هل استبشر اهل بريدة بالكسوف


دبي
30-03-06, 07:04 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت في جريدة الجزيرة عدد 12236 بتاريخ 1 ربيع اول عام 1427هـ مقالا عن الكسوف الذي شهدة مناطق كبيرة من المملكة العربية السعودية ، الا ان ماشد انتباهى كلمات الحقيقة لم اجد مجالا الا وان ادلو بدلوى توضيحا لما ازعم انه يحتاج الى اعادة كتابه بل واعادة توجيه ولا اضنى ارى الامر ان شاء الله الا هو خطأ في التعبير اليك اخي النص واحكم انت :
تذكر الجريدة عن من رمز لنفسة بالدكتور الزعاق قوله : (((وقد استبشر الناس بمشاهدة هذه الظاهرة النادرة واكد الزعاق بأن هناك ملاحظة في هذا الجانب وهي المبالغات الطبية التى تحر من رؤية الكسوف )))هذا النص المكتوب في الجريدة المذكور اعلاها،
عليه بعض الملاحضات هي
1-قول الاخ الفاضل وقد استبشر الناس ) اعتقد هنا مخالفة شرعية يجب الوقوف عندها ويجب على المتحدث مراعاه كل كلمة يقولها خصة انها تصدر من انسان بلع مرحلة علمية (كما كتب )راقية وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم

((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته
ولكن يخوف الله بهما عباده فإذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا
إلى ذكر الله وإلى الصلاة والدعاء والاستغفار))

لذا وجب علينا ان ان نخاف الله ونكثر من ذكره والطاعات
فما الكسوف والخسوف الا ايات مذكره من عند الله تعالى
ومن خاف ادلج ومن ادلج فقد بلغ المنزل
فاين الاستبشار هنا

2- قول المبالغات الطبية / الحقيقة ان هناك انواع من الاشعة ذات الاطياف الظارة والتي اثبتت الابحاث العلمية الظرر وامل ان اجد فرصة واعطيك اخر القارى اهم واخر هذه الابحاث ، لذا لا اجد مبرر لذكر ان تنبيهات الاطباء مبالغات بل بالعكس ان ماذكر هو صحيح

ابو الحسن
30-03-06, 07:18 pm
الله المستعان
اصبحت ايات الله التي يخوف بها عباده ممن يستبشر برؤيته
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا راى الكسوف او الخسوف يهرع الى الصلاة ويدعو الله حتى ينكشف هذاالبلاء والمصيبة
لكن لعلها سبق قلم من الدكتور الزعاق

بريماكس
31-03-06, 01:03 am
شكرا أخي الكريم ..

.
.


أعتقد أنه موضوعك يحتاج المزيد من الوقفات ..

.
.


قرأت على الفلتر الذي وزعته مطابع السمان بالتعاون مع الفلكي الدكتور خالد الزعاق
ما نصه :

الكسوف :
من أجمل الظواهر الكونية النهارية المشاهدة من الأرض على الإطلاق ..


.
.



فأستغربت جداً ..
الكسوف آية من آيات الله التي يخوف بها عبادة ..
كيف تكون ظاهره كونيه جميلة .. ؟

.
.



ما رأيكم يكون هذا الموضوع ..
مساحة للتوضيح ..
و أتمنى تواجد الدكتور خالد الزعاق الذي يمتلك عضوية في هذا المنتدى ..


.




الموضوع للتثبيت


.
.



من خلف الشاشة
بريماكس

بن يمين
31-03-06, 06:16 pm
جزاك الله خيــــــــــــــــر على التعقيب

المحاضر
31-03-06, 11:06 pm
جميل أن يوجه بعضنا البعض بهذا الأسلوب الأدبي الراقي الدال على مجتمع راقي يطمح للرقي والنهضة
أخوكم
المحاضررررر

وحيد الجزيره
01-04-06, 04:31 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين احييكم جميعا هذا دخولي كعضو جديد

هلث
02-04-06, 12:24 am
قال تعالى :(انما يخشى الله من عباده العلماء) من تعلم العلوم الشرعية او الطبعية فزادته خشية لله فهو بحق مستحق للقب العالم اما من ازداد نفورا وقسىقلبه واعرض عن استشعار التخويف النبوي في الكسوف فهذا لاشك انه سينحرف عن جادة المؤمنين ليخرج بالطوام من الاستبشار بالكسوف كظاهرة فلكية وتوزيع النظارات لحماية العينين من الاشعة متناسيا حماية نفسه من غضب الله (زلزال ,غرق ,اعصار ,خسف ) بأن يهرع الى الصلاة ويكثر من الاستغفار حمانا الله واياكم من غضب الله واليم عقابه

الكربوني
05-04-06, 01:01 am
عندما قرأت ماذكره الاخ
دبي
من المصدر ..صحيفة الجزيره ..ٌلت في بالي لعله ..مبالعه ممن نقل هذه الكلمات من الزعاق صاغها لتتناسب وكان يخفى عليه الكثير
لكن ماأن رأيت ايضا

ماأتى به الاخ بريماكس

؟؟؟!!!

لاحول ولاقوة الاباللله

ياليت لو تكلم معه من يعرفه ووضح له ... معنى تلك الكلمات
فقد يخفاه مايقوله احيانا ..... نظن فيه ظن حسن

**
الله يفتح على قلوب الجميع

كرباج
05-04-06, 12:09 pm
وين يستبشر جاينا العيد على غفله !!

بالفعل شي محزن لما ذكره الفلكي !!

الزعاق كنت من المعجبين بك ولكن بعد هذا التطاول نقول لك قف ونريد توضيح منك !!

تشااااااااو

دبي
05-04-06, 12:32 pm
أخواني الأفاضل :
أبو الحسن : بارك الله فيك وأنا أوافقك انها سبق قلم
بريماكس :اشكر تعليقك واتمنا مثل ماتمنيت
بن يمين : اشكر حسن سمتك وبارك الله فيك
المحاضر : مقوله رائهة تستحق التمعن والوقوف على معانيها القيمة
وحيد الجزيرة : اللهم صلى على محمد وحياك الله بيننا
هيلث : لآ أعتقد أن مقولك
قال تعالى :(انما يخشى الله من عباده العلماء) من تعلم العلوم الشرعية او الطبعية فزادته خشية لله فهو بحق مستحق للقب العالم اما من ازداد نفورا وقسىقلبه واعرض عن استشعار التخويف النبوي في الكسوف فهذا لاشك انه سينحرف عن جادة المؤمنين ليخرج بالطوام من الاستبشار بالكسوف كظاهرة فلكية وتوزيع النظارات لحماية العينين من الاشعة متناسيا حماية نفسه من غضب الله (زلزال ,غرق ,اعصار ,خسف ) بأن يهرع الى الصلاة ويكثر من الاستغفار حمانا الله واياكم من غضب الله واليم عقابه
في هذا المقام تصدق والامر مجرد اجتها كلامي جانب الصواب واجزم لو وصل هذا التوضح بذالك الاسلوب النقدى المودب لوضحت له الصورة ، لكن واعذرني مقولتك هنا لا أجد نفسي الا متاسف عند قراتها واعجبتني مقوله اخي المحاضر وابو الحسن فنحن مجتمع يعذر بعضنا البعض وينبه كلا اخاه باحترام
ابو هيله صدقني لم ابالغ ولم اكن لااستحل لنفسي نقل كلام ابالغ فيه او انقله على غير ذكره
كرباج :ارجو ان يستمر اعجابك فنحن ابنا معتقد واحد وابنا وطن وحد جميل ان يعجب بعضنا بالاخر بامور الخير

أبو حكيم
05-04-06, 09:12 pm
اشكرك اخي دبي على هذا الموضوع ..... فعلاً كلام غريب من المدعو ... الزعاق

لم اكن من المتخصصين ولم اكن من المشائخ .... للرد على اخي الزعاق ولكني آثرت نقل فتوى للشيخ القرضاوي لترد على الزعاق


اترككم مع الفتوى عندما سئل عن ذلك



كان الاعتقاد - قديمًا - أن كسوف الشمس وخسوف القمر إنما يحدثان من غضب الله على الناس، عقاباً لهم على كفرهم ومعاصيهم، وقد ثبت اليوم مع تقدم العلوم الكونية أن الكسوف والخسوف أمر عادي يحدث لأسباب طبيعية معروفة يدرسها التلاميذ في مدارسهم . فهو ظاهرة طبيعية كالمد والجزر وما شابه ذلك.

ولهذا نسأل عن الحكمة في الصلاة التي شرعها الإسلام عند الكسوف والخسوف، فإن الملاحدة أعداء الدين يستغلون ذلك للطعن في الإسلام، وأنه بني هذه الصلاة على الخرافات القديمة التي كانت شائعة بين الناس بدعوى أن الصلاة لرفع غضب السماء عن أهل الأرض.

هذا مع أن الكسوف معروف عند علماء الفلك قبل أن يحدث، متى يحدث ؟ وأين يحدث ؟ وكم يمكث ؟ ...الخ، فلا يتصور حينئذ أن ترفعه صلاة أو دعاء.

أرجو بيان ذلك مكتوبًا لنشره وإذاعته، إقناعًا للمتشككين . وإفحامًا للمشككين.



كان هذا نص السؤال الذي ورد لفضيلة لشيخ يوسف القرضاوي بتاريخ الخميس 29 سبتمبر 2005. وقد أجاب فضيلة الشيخ على ذلك بقوله:







بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فلا تعارض بين أمر النبي بالصلاة والدعاء عند الكسوف والخسوف وبين العلم الذي يثبت أن هذه ظواهر طبيعية يمكن للعلماء التنبؤ بها مسبقا، فلقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء عند الصباح والمساء، وفي أوقات معينة شرعت صلوات معينة، وهذا لا يتعارض مع أنها ظواهر طبيعية.

يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي -حفظه الله -:

لم يأت في القرآن الكريم ذكر لصلاة الكسوف والخسوف . وإنما وردت بها السنة المطهرة من قول الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله، وذلك في السنة العاشرة للهجرة حين كسفت الشمس فصلى بأصحابه وأطال الصلاة حتى انجلت الشمس.

ولم يرد فيما اتفقت عليه الروايات الصحيحة أن هذا الكسوف كان نتيجة لغضب من الله على الناس . كيف وقد حدث ذلك بعد أن جاء نصر الله والفتح ودخل الناس في دين الله أفواجًا، وانتشر نور الإسلام في كل ناحية من جزيرة العرب، فلو كان الكسوف يحدث من غضب الله لحدث ذلك في العهد المكي، حين كان الرسول وأصحابه يقاسون أشد ألوان العنت والاضطهاد والإيذاء، وحين أخرجوا من ديارهم وأموالهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله.

ولقد كان الناس في عصر النبوة يعتقدون أن كسوف الشمس والقمر إنما هو مشاركة من الطبيعة لموت عظيم من عظماء أهل الأرض . وكان من غرائب المصادفات أن كسوف الشمس الذي حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان يوم وفاة إبراهيم ابنه من مارية القبطية، وقال الناس يؤمئذ:

إن الشمس قد انكسفت لموته أي حزنًا عليه، وإكرامًا للرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسكت على هذا القول الزائف والاعتقاد الباطل، وإن كان فيه إضافة آية أو معجزة جديدة إلى آياته ومعجزاته الكثيرة، لأن الله أغناه بالحق عن الانتصار بالباطل.

روى الإمام أحمد والطبراني من حديث سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فيهم يوم الكسوف فقال:

" أما بعد: فإن رجالاً يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر، وزوال هذه النجوم من مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض، إنهم قد كذبوا . ولكنها آيات من آيات الله عز وجل يعتبر بها عبادة..". (مجمع الزوائد ج 2 ص 210 رواه الحاكم وقال: صحيح على شرطهما ووافقه الذهبي كما في المستدرك وتلخيصه ج 1 ص 329، 231 ).

وروى البخاري عن المغيرة بن شعبة قال: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم، فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي ".

وفي بعض الروايات عند البخاري عن أبي بكرة مرفوعًا بعد قوله: لا ينكسفان لموت أحد قال: ولكن الله يخوف بهما عباده "، وفي ثبوت هذه الزيادة كلام أشار إليه الإمام البخاري نفسه. (الزيادة المذكورة من رواية حماد بن زيد عن يونس عن الحسن عن أبي بكرة، ولكن عددًا من الرواة الثقات رووا الحديث عن يونس، فلم يذكروها، منهم عبد الوارث وشعبة، وخالد بن عبد الله، وحماد بن سلمة، كما ذكر ذلك البخاري . وكثير من أئمة الحديث يرفض مثل هذه الرواية التي يخالف فيها الراوي من هم أوثق منه أو أكثر عددًا، وتوصف هذه الزيادة حينئذ بالشذوذ، فتخرج عن حد الحديث الصحيح .

وهنا يلتقط المشككون هذه الكلمة وأمثالها " يخوف الله بهما عباده " أو " ادعوا الله وصلوا حتى ينجلي " ليقولوا: مم التخويف ؟ ولماذا الدعاء ؟ لماذا الصلاة ؟ والكسوف أمر طبيعي؟.

نعم هو أمر طبيعي لا يتقدم ولا يتأخر عن موعده ومكانه وزمانه، وفقًا لسنة الله تعالى ولكن الأمور الطبيعية ليست خارجة عن دائرة الإرادة الإلهية . والقدرة الإلهية، فكل ما في الكون يحدث، بمشيئته تعالى وقدرته، ومثل هذا الذي يحدث لهذه الأجرام العظيمة جدير أن ينبه القلوب على عظمة سلطان الله تعالى وشمول إرادته ونفوذ قدرته، وبالغ حكمته، وجميل تدبيره، فتتجه إليه القلوب بالتعظيم، والألسنة بالدعاء، والأكف بالضراعة، والجباه بالسجود.

ولقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أذكار وأدعية شتى ينبغي للمسلم أن يتلوها بلسانه، ويستحضرها بقلبه، عند رؤية ظواهر طبيعية مختلفة، منها:

( أ ) عندما يصبح الصباح أو يمسي المساء:

أخرج الترمذي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه يقول: " إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور وإذا أمسى فليقل: اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا .. الحديث " وقال الترمذي: حسن صحيح.

وروى مسلم عن ابن مسعود قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال: " أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار، وعذاب في القبر ".
وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: " أصبحنا وأصبح الملك لله " الحديث.

(ب) عند هبوب الريح وظهور السحاب:

روى مسلم عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: " اللهم أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها وشر ما أرسلت به ".

وعنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ناشئًا (أي سحابة) في أفق السماء ترك العمل، وإن كان في صلاة، ثم يقول:
" اللهم إني أعوذ بك من شرها " . فإن مطر قال: " اللهم صيبًا هنيئًا " رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة وأبو عوانة في صحيحه بإسناد صحيح على شرط مسلم، كما في تخريج الكلم الطيب للألباني.

(ج ) عند رؤية الهلال:

عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال:

" الله أكبر، اللهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب وترضى، ربنا وربك الله " أخرجه الدارمي وأخرجه الترمذي أخصر منه من حديث طلحة، وحسنه وصححه ابن حبان، وهو صحيح بشواهده، كما قال الألباني.

وهناك أدعية وأذكار أخرى كثيرة تقال في مناسبات شتى: عند النوم، وعند اليقظة، وعند الأكل والشرب، وعند الشبع والري، وعند لبس الثوب، وركوب الدابة، وعند السفر والعودة منه، وغير ذلك مما ألفت فيه كتب كاملة. (مثل " عمل اليوم والليلة " للنسائي، وابن السني، و" الأذكار "، " للنووي " و" الكلم الطيب " لابن تيمية، و" الوابل الصيب " لابن القيم، و" تحفة الذاكرين " للشوكاني وغيرها.

والمقصود بهذه الأذكار والأدعية أن يكون الإنسان موصول القلب بالله دائمًا وأن يقابل كل حدث جديد، بقلب متفتح، وإحساس مرهف، وشعور حي يقظ، حتى الأحداث التي تتكرر كل يوم كالإصباح والإمساء، بل تتجدد في اليوم أكثر من مرة كالأكل والشرب.

فالمؤمن يرى الأشياء والحوادث بعين غير أعين الناس.

إن الناس يرونها بأعين رءوسهم فحسب، فإذا تكررت أمامهم مرات ومرات ألفوها، أما المؤمن فيراها بعين قلبه وبصيرته، فيرى وراءها يد الله التي تبدع وتتقن، وعين الله التي ترعى وتحفظ، فيسبح ويحمد، ويهلل ويكبر، ويدعو ويتضرع، كما روى البخاري في " الأدب المفرد ".عن عبد الله بن الزبير: أنه كان إذا سمع الرعد، ترك الحديث، وقال: " سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ".

وإذا كان هذا شأن المؤمنين في الأمور اليومية العادية المألوفة، فما بالك بحدث كبير لا يتكرر إلا كل عدد من السنين، مثل كسوف الشمس أو خسوف القمر ؟.

إن المؤمن لا يمر عليه مثل هذا الأمر، بل هذه الآية من آيات الله وهو لاهٍ غافل، كسائر اللاهين الغافلين من البشر . وإذا كان الدعاء والذكر يكفي فيما يتكرر من الأحداث الطبيعية كل يوم أو كل شهر، فهذا في حاجة إلى شيء أكثر من الدعاء والذكر وهو الصلاة، ثم إن أصحاب القلوب الحية تغلب عليهم الخشية من الله، كلما رأوا مظاهر قدرته في خلقه فهم لا يأمنون أن يكون وراء هذا الحادث العادي شيء آخر يعلمه الله ويجهلونه ولا حجر على إرادته وقدرته . فهو سبحانه إذا أراد شيئًا قال له: كن فيكون.

يقول الإمام ابن دقيق العيد: " ربما يعتقد بعضهم أن الذي يذكره أهل الحساب ينافي قوله: (يخوف الله بهما عباده) وليس بشيء (يعني هذا الاعتقاد) لأن لله أفعالاً على حسب العادة، وأفعالاً خارجة عن ذلك، وقدرته حاكمة على كل سبب، فله أن يقطع ما يشاء من الأسباب والمسببات بعضها عن بعض، وإذا ثبت ذلك فالعلماء بالله لقوة اعتقادهم في عموم قدرته على خرق العادة، وأنه يفعل ما يشاء، إذا وقع شيء غريب حدث عندهم الخوف لقوة ذلك الاعتقاد . وذلك لا يمنع أن يكون هناك أسباب تجرى عليها العادة إلا أن يشاء الله خرقها " . ذكره الحافظ في الفتح.

على أن في ظاهر الكسوف أمرًا يتنبه له المؤمن ويلتفت إليه، إذا كان غيره لا يلتفت إليه، وهو التذكير بقيام الساعة، وانتهاء هذا العالم، فإن مما ثبت بطريق الوحي اليقيني: أن هذا الكون سيأتي عليه يوم ينفرط فيه عقده، وينتثر نظامه، فإذا سماؤه قد انفطرت، وكواكبه قد انتثرت، وشمسه قد كورت، وجباله قد سيرت، وأرضه قد زلزلت زلزالها، وأخرجت أثقالها، وآذن ذلك كله بتبدل الأرض غير الأرض والسماوات، وبروز الخلق لله الواحد القهار.

إن الشمس والقمر ليسا أبدين ككل شيء في هذا العالم، إنهما يجريان كما قال الله خالقهما، إلى أجل مسمى، نعم مسمى معلوم عند الله، خفي مجهول عند الناس، ولكن المؤمن يوقن به ولا يغفل عنه، فإذا شاهد ظاهرة كالكسوف والخسوف، انتقل قلبه من اليوم إلى الغد، ومن الحاضر إلى المستقبل، وخصوصًا إذا تذكر قول الله تعالى: (وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب) (النحل: 77) ولعل هذا سر ما جاء في رواية بعض الصحابة في حديث الكسوف، أن النبي صلى الله عليه وسلم قام فزعًا يخشى أن تكون الساعة - مع أن للساعة مقدمات وعلامات وأشراطًا كثيرة أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ولم تقع بعد، ولهذا استشكل بعض العلماء هذه الرواية، ولكن يمكن حملها على أنه صلى الله عليه وسلم فعل ذلك تعليمًا لأمته وإرشادًا لها، لتكون على ذكر من أمر الساعة على كل حال، ولا سيما إذا تأخر الزمان، وظهرت معظم الأشراط والأمارات.

وقد حدث الكسوف في عهد عثمان، فصلى بالناس ثم انصرف فدخل داره. وجلس عبد الله بن مسعود إلى حجرة عائشة، وجلس إليه بعض الصحابة فقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالصلاة عند كسوف الشمس والقمر . فإذا رأيتموه قد أصابهما، فافزعوا إلى الصلاة فإنها إن كانت التي تحذرون (يعني الساعة) كانت وأنتم على غير غفلة، وإن لم تكن، كنتم قد أصبتم خيرًا واكتسبتموه. (رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني ورجاله موثوقون كما في مجمع الزوائد (ج 2: 206 - 207) وقال الشيخ أحمد شاكر في تخريج المسند ج 6 رقم 4387: إسناده صحيح.

وبهذا يتضح لنا أن ما شرعه الإسلام من صلاة ودعاء وذكر لله عند انكساف الشمس والقمر لا يعني بالضرورة أن الكسوف نتيجة لغضب من الله تعالى، وأن الصلاة لرفع هذا الغضب وإن فهم ذلك من كلام بعض العلماء ممن فسر هذه الظاهرة الكونية، حسبما انتهى إليها علمه في زمنه، ولكن أفهام العلماء - وخصوصًا في مثل هذه الأمور - ليست حجة على الدين، فالدين إنما يؤخذ من كتاب الله، وما بينه من سنة نبيه، وما عدا ذلك فكل واحد يؤخذ من كلامه ويترك.

وفي مقابل هؤلاء الذين قصر باعهم عن الإلمام بالعلوم الكونية والرياضية نجد إمامًا مثل حجة الإسلام الغزالي يخطيء هؤلاء القاصرين ويتكلم كلامًا في غاية الجودة والتحقيق، وذلك في كتابه " المنقذ من الضلال " حين عرض للفلاسفة وأنواع علومهم، ومنه العلوم الرياضية. (كانت العلوم الرياضية قديمًا شعبة من الفلسفة، وجزءًا لا يتجزأ من الدراسة الفلسفية، وكذلك الطبيعيات وغيرها ولم تستقل هذه العلوم وتأخذ طريقها المستقل إلا في العصور الحديثة وما يتولد عنها من آثار في الأنفس والأفكار).

ومما قاله :

" الآفة الثانية نشأت من صديق للإسلام جاهل، ظن أن الدين ينبغي أن ينصر بإنكار كل علم منسوب إليهم (يعني الفلاسفة) . فأنكر جميع علومهم، وادعي جهلهم فيها . حتى أنكر قولهم في الكسوف والخسوف، وزعم أن ما قالوه على خلاف الشرع، فلما قرع ذلك سمع من عرف ذلك بالبرهان القاطع، لم يشك في برهانه، لكن اعتقد أن الإسلام مبني على الجهل وإنكار البرهان القاطع، فازداد للفلسفة حبًا، وللإسلام بغضًا!.

" ولقد عظمت جناية من ظن الإسلام ينصر بإنكار هذه العلوم، وليس في الشرع تعرض لهذه العلوم بالنفي والإثبات، ولا في هذه العلوم تعرض للأمور الدينية.

وقوله عليه السلام: " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى وإلى الصلاة " . ليس في هذا إنكار علم الحساب المعرف بمسير الشمس والقمر واجتماعهما، أو مقابلتهما على وجه مخصوص.

أما قوله عليه السلام: " لكن الله إذا تجلى لشيء خضع له " فلا توجد هذه الزيادة في الصحاح أصلاً. (المنقذ من الضلال للغزالي - مع أبحاث في التصوف لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود ص 140، 141 " ط سابعة.

ولو جاز لنا الاستدلال بما فيه ضعف من الأحاديث، لذكرنا هنا الحديث الذي رواه الطبراني في الكبير عن سمرة، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: " إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد، ولا لشيء تحدثونه، ولكن ذلكم من آيات الله ... " والحديث فيه راوٍ ضعيف كما قال البيهقي ولهذا لم يعتمد عليه.

على أن مثل هذا الحديث وإن كان ضعيفًا، يمثل التفكير السائد لدى المسلمين في العصور الأولى، ولهذا رووه وخرّجوه وسجلوه في روايتهم.

والمهم أنه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء يدل على أن الكسوف يحدث لغير السبب الطبيعي الذي أجرى الله سننه بوقوعه عنده.

والله أعلم .

دبي
06-04-06, 01:02 pm
استاذنا ومشرفنا أبا حيكم
كم هو جميل منك هذا النقل ولاقتباس الرائع الجامع لجوانب الموضوع (النظرة الشرعية للكسوف )
واسئل الله ان لا يحرمنا من علمك وفضلك وادبك الجم ،وجزاك الله الجميع الخيررررررررر

الرمادي
07-04-06, 10:47 pm
أخي العزيز دبي


قرأت الموضوع قبل يومين فأحببت الرد وقتها لكن فضلت أخذ رأي الدكتور خالد الزعاق وسماع وجهة نظره قبل ذلك

أتصلت به مساء هذا اليوم ووجدت لديه الكثير ليقوله ويوضحه حول هذا الأمر ووجدت لديه وجهة نظر ورأي مقنع جداً فماكان مني إلا ان طلبت منه التفضل علينا بطرح رأيه في هذا الموضوع ووعدني خيراً


ربما يجدر بي الأشارة إلى قوله بأن عبارة (( وقد استبشر الناس بمشاهدة هذه الظاهرة النادرة )) هي من اضافة المحرر


كما أود التوقف عند عبارتك (( عن من رمز لنفسة بالدكتور الزعاق )) محاولاً فهم المغزى خلفها !!



تقبل تحياتي ,,,

دبي
08-04-06, 06:57 pm
الفاضل : الرمادى
جزاك الله خيرا واجزل لك المثوبه
(تكرما: ارجو قرأت ماكتبت بتمعن ودقة )كما ارجو احسان الظن فما اخفي شيئا

بورك فيك وكفاك شر مايؤذيك