عمار القصيمي
24-03-06, 03:37 pm
طالب الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن البريدي الكاتب والأكاديمي السعودي وأحد المتخصصين بالإبداع بإيجاد وتأسيس مركز تنموي للمخترعين يحمل اسم الملك عبد الله باعتبار الإبداع مدخلاً رئيساً لإحداث النقلة النوعية في المجتمع في جميع مسارب التنمية.
وبرهن الدكتور البريدي سبب ذلك هو ما يلاحظ لحركة الاختراع السعودي من قبل الأفراد عدم وجود جهة حكومية ترعى المخترعين من البداية وحتى النهاية.
مهيباً بالقطاع الخاص تبني ذلك والاستثمار فيه ويتحتم على القطاع الحكومي التدخل لدعم الاختراعات السعودية الغضة.
ولا يحبذ الدكتور البريدي استقلالية المركز المقترح حالياً بل أن يكون تحت مظلة مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين.
وتحدث الدكتور عبد الله البريدي في حوار خاص ل(الجزيرة) بهذا الخصوص بما يخدم المخترعين وإبداعاتهن من أبناء هذا الوطن الغالي من خلال الحوار التالي:
في البداية أجاب عن سؤال أثناء اللقاء الخامس للمخترعين السعوديين الذي عقد في مدينة بريدة من 12- 14-2-1427هـ طرحت توصية بتأسيس مركز للمخترعين يحمل اسم الملك عبد الله برأسمال خمسين مليون ريال ما الذي حملك على هذه التوصية بتأسيس ذلك المركز؟
قائلاً: أعتقد بأنه بات جلياً لنا بأن من مفردات مشروع التحضر العناية البالغة بالإبداع، ثقافة وأشخاصاً وتفكيراً وإنتاجاً، باعتبار الإبداع مدخلاً رئيساً لإحداث النقلة النوعية في المجتمع في جميع مسارب التنمية، ومن أهم ميادين الإبداع التي يجب أن تحظى باهتمامنا ما يتعلق بالاختراع، حيث يجسد الاختراع القنطرة التي نعبر من خلالها إلى جزر الاكتشافات الجديدة، ليس ذلك فحسب بل معتقد بأن الاختراع من أهم الوسائل التي تضمن السيادة الوطنية، ذلك أن الاختراعات تمكن المجتمع من أن يأكل من طعامه ويشرب من مائه ويدافع عن نفسه بنفسه، ولعل مما يؤكد عناية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ويرعاه - بالإبداع تأسيسه ودعمه الكبير لمؤسسة ترعى المبدعين والموهوبين والمخترعين، تلك المؤسسة التي حملت اسم المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - والحق أن جهوداً ضخمة وأموالاً كبيرة تبذل في سبيل تحقيق رسالة المؤسسة في رعاية المبدعين وترسيخ ثقافة الإبداع لدى مختلف الشرائح في المجتمع السعودي وخصوصاً في الميادين التربوية وبإشراف مباشر وواع من لدن وزير التربية والتعليم، ومن الجهود المضيئة للمؤسسة ما تقدمه من خدمات جيدة للمخترعين السعوديين، غير أن المتابع لحركة الاختراع السعودي من قبل الأفراد يلاحظ عدم وجود جهة حكومية ترعى المخترعين من بداية تشكل الفكرة ومروراً ببلورة الاختراع وتسويقه للمستثمرين وانتهاء بإنتاجه بما يخدم الخطط الوطنية التنموية ويعزز الأمن الوطني.
لكن لماذا لا يقوم القطاع الخاص بهذه المهمة؟
قائلاً: هذا سؤال جيد وصعب في الوقت ذاته، دعنا ننظر للمسألة من الزاوية التنموية فالعملية التنموية في جميع المجالات يكتنفها قدر كبير من الصعوبة والتعقيد كما أنها مكلفة وخطرة من حيث عدم ضمان نتائجها أو عوائدها الاقتصادية، هذه الأمور تدفع باتجاه حتمية قيام الحكومة بالعبء الأكبر في العملية التنموية في مراحلها الأولى إلى أن تصل إلى مرحلة النضج والجدوى الاقتصادية، حينها يمكنك أن تدفع بها إلى القطاع الخاص الذي يمتلك معاييره الخاصة في الإقدام أو الإحجام في قرارات الاستثمار وهذه نتيجة طبيعية في المسألة التنموية، ولو سحبنا هذا التحليل على قضية الاختراعات السعودية من قبل الأفراد فنجد أنها عملية لا تتضمن جاذبية اقتصادية أو دعنا نقل أن مخاطرها كبيرة، ولذلك فالقطاع الخاص لن يقدم على الاستثمار، بخلاف الحكومة التي لا تنظر إلى العوائد الاقتصادية المباشرة بقدر ما تراعي العوائد التنموية بمفهومها الشامل الذي يتضمن رفع الروح المعنوية للمجتمع في مجال الاختراع والتأكيد على امتلاكنا للقدرة على الإبداع والابتكار والاكتشاف لكي نصل في نهاية المطاف إلى إيجاد قاعدة صلبة أو بنية تحتية متكاملة لمنظومة الاختراع والتصنيع في الوطن، هنا تتضح حتمية التدخل الحكومي في دعم الاختراعات السعودية الغضة، وهذا ما حدا بنا للمطالبة بتأسيس مركز الملك عبد الله للمخترعين.
هل تؤيد أن يعمل المركز بشكل مستقل؟
بنظرة أولية أقول إنه يمكن أن يكون منضوياً تحت مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، ويمكن في مرحلة لاحقة النظر في استقلاله، بل إنني أعتقد أنه في ظرف عشر أو خمس عشرة سنة يمكننا خصخصته لأنني أتفاءل بقدرتنا على صناعة الجدوى الاقتصادية لاختراعاننا، ولكن بشرط أن نضمن مقومات الفعالية في مركز المخترعين المقترح.
وماذا تقصد بالفعالية؟
الفعالية تتحق إذا وجدت بعض العوامل والتي من أهمها وضوح الرؤية للمركز والاستعانة بطاقم مؤهل ووجود خطط استراتيجية وضمان المرونة بالجوانب الادارية والمالية وهذا يتطلب أن ننأى بالمركز عن البيروقراطيين سواء في الجوانب الإجرائية أو المالية. والحقيقة أننا فقدنا وبدرجة كبيرة تحقيق عوائد تنموية جيدة من الكثير من المؤسسات والصناديق ذات الطابع التنموي بسبب أننا جعلناها في قبضة عدد من الموظفين الحكوميين اليبروقراطيين الذين أحالوا تلك المؤسسات والصناديق إلى جراءات وملفات علاقية!
وأخيراً كم أنا متفائل بتحقيق هذا الحلم الكبير بتأسيس مركز الملك عبد الله للمخترعين وهي خطوة واثقة لبناء مستقبلنا بأيدينا ووفق ثقافتنا وحاجاتنا ومقدراتنا.
http://www.al-jazirah.com/images/jazirastripp_new.gif
وبرهن الدكتور البريدي سبب ذلك هو ما يلاحظ لحركة الاختراع السعودي من قبل الأفراد عدم وجود جهة حكومية ترعى المخترعين من البداية وحتى النهاية.
مهيباً بالقطاع الخاص تبني ذلك والاستثمار فيه ويتحتم على القطاع الحكومي التدخل لدعم الاختراعات السعودية الغضة.
ولا يحبذ الدكتور البريدي استقلالية المركز المقترح حالياً بل أن يكون تحت مظلة مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين.
وتحدث الدكتور عبد الله البريدي في حوار خاص ل(الجزيرة) بهذا الخصوص بما يخدم المخترعين وإبداعاتهن من أبناء هذا الوطن الغالي من خلال الحوار التالي:
في البداية أجاب عن سؤال أثناء اللقاء الخامس للمخترعين السعوديين الذي عقد في مدينة بريدة من 12- 14-2-1427هـ طرحت توصية بتأسيس مركز للمخترعين يحمل اسم الملك عبد الله برأسمال خمسين مليون ريال ما الذي حملك على هذه التوصية بتأسيس ذلك المركز؟
قائلاً: أعتقد بأنه بات جلياً لنا بأن من مفردات مشروع التحضر العناية البالغة بالإبداع، ثقافة وأشخاصاً وتفكيراً وإنتاجاً، باعتبار الإبداع مدخلاً رئيساً لإحداث النقلة النوعية في المجتمع في جميع مسارب التنمية، ومن أهم ميادين الإبداع التي يجب أن تحظى باهتمامنا ما يتعلق بالاختراع، حيث يجسد الاختراع القنطرة التي نعبر من خلالها إلى جزر الاكتشافات الجديدة، ليس ذلك فحسب بل معتقد بأن الاختراع من أهم الوسائل التي تضمن السيادة الوطنية، ذلك أن الاختراعات تمكن المجتمع من أن يأكل من طعامه ويشرب من مائه ويدافع عن نفسه بنفسه، ولعل مما يؤكد عناية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ويرعاه - بالإبداع تأسيسه ودعمه الكبير لمؤسسة ترعى المبدعين والموهوبين والمخترعين، تلك المؤسسة التي حملت اسم المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - والحق أن جهوداً ضخمة وأموالاً كبيرة تبذل في سبيل تحقيق رسالة المؤسسة في رعاية المبدعين وترسيخ ثقافة الإبداع لدى مختلف الشرائح في المجتمع السعودي وخصوصاً في الميادين التربوية وبإشراف مباشر وواع من لدن وزير التربية والتعليم، ومن الجهود المضيئة للمؤسسة ما تقدمه من خدمات جيدة للمخترعين السعوديين، غير أن المتابع لحركة الاختراع السعودي من قبل الأفراد يلاحظ عدم وجود جهة حكومية ترعى المخترعين من بداية تشكل الفكرة ومروراً ببلورة الاختراع وتسويقه للمستثمرين وانتهاء بإنتاجه بما يخدم الخطط الوطنية التنموية ويعزز الأمن الوطني.
لكن لماذا لا يقوم القطاع الخاص بهذه المهمة؟
قائلاً: هذا سؤال جيد وصعب في الوقت ذاته، دعنا ننظر للمسألة من الزاوية التنموية فالعملية التنموية في جميع المجالات يكتنفها قدر كبير من الصعوبة والتعقيد كما أنها مكلفة وخطرة من حيث عدم ضمان نتائجها أو عوائدها الاقتصادية، هذه الأمور تدفع باتجاه حتمية قيام الحكومة بالعبء الأكبر في العملية التنموية في مراحلها الأولى إلى أن تصل إلى مرحلة النضج والجدوى الاقتصادية، حينها يمكنك أن تدفع بها إلى القطاع الخاص الذي يمتلك معاييره الخاصة في الإقدام أو الإحجام في قرارات الاستثمار وهذه نتيجة طبيعية في المسألة التنموية، ولو سحبنا هذا التحليل على قضية الاختراعات السعودية من قبل الأفراد فنجد أنها عملية لا تتضمن جاذبية اقتصادية أو دعنا نقل أن مخاطرها كبيرة، ولذلك فالقطاع الخاص لن يقدم على الاستثمار، بخلاف الحكومة التي لا تنظر إلى العوائد الاقتصادية المباشرة بقدر ما تراعي العوائد التنموية بمفهومها الشامل الذي يتضمن رفع الروح المعنوية للمجتمع في مجال الاختراع والتأكيد على امتلاكنا للقدرة على الإبداع والابتكار والاكتشاف لكي نصل في نهاية المطاف إلى إيجاد قاعدة صلبة أو بنية تحتية متكاملة لمنظومة الاختراع والتصنيع في الوطن، هنا تتضح حتمية التدخل الحكومي في دعم الاختراعات السعودية الغضة، وهذا ما حدا بنا للمطالبة بتأسيس مركز الملك عبد الله للمخترعين.
هل تؤيد أن يعمل المركز بشكل مستقل؟
بنظرة أولية أقول إنه يمكن أن يكون منضوياً تحت مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، ويمكن في مرحلة لاحقة النظر في استقلاله، بل إنني أعتقد أنه في ظرف عشر أو خمس عشرة سنة يمكننا خصخصته لأنني أتفاءل بقدرتنا على صناعة الجدوى الاقتصادية لاختراعاننا، ولكن بشرط أن نضمن مقومات الفعالية في مركز المخترعين المقترح.
وماذا تقصد بالفعالية؟
الفعالية تتحق إذا وجدت بعض العوامل والتي من أهمها وضوح الرؤية للمركز والاستعانة بطاقم مؤهل ووجود خطط استراتيجية وضمان المرونة بالجوانب الادارية والمالية وهذا يتطلب أن ننأى بالمركز عن البيروقراطيين سواء في الجوانب الإجرائية أو المالية. والحقيقة أننا فقدنا وبدرجة كبيرة تحقيق عوائد تنموية جيدة من الكثير من المؤسسات والصناديق ذات الطابع التنموي بسبب أننا جعلناها في قبضة عدد من الموظفين الحكوميين اليبروقراطيين الذين أحالوا تلك المؤسسات والصناديق إلى جراءات وملفات علاقية!
وأخيراً كم أنا متفائل بتحقيق هذا الحلم الكبير بتأسيس مركز الملك عبد الله للمخترعين وهي خطوة واثقة لبناء مستقبلنا بأيدينا ووفق ثقافتنا وحاجاتنا ومقدراتنا.
http://www.al-jazirah.com/images/jazirastripp_new.gif