تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أحد أبناء بريدة .. يروي قصة نجاته في حادثة العبارة ( حصرياً )


أبوفالح
12-03-06, 07:30 pm
:x2:


الأخ الكريم .. فهد بن صالح المرشد .. هو أحد أبناء مدينة بريدة .. أيضاً هو أحد الناجين من عبارة السلام 98 .

ولأن قصة نجاته لم تظهر في وسائل الإعلام في مختلف أشكالها المسموعة والمرئية والمقروءة .

وتظل الأحداث الرهيبة لم تدرك أبداً بمشاهداته .

لذا كنت سعيداً باستضافته وتشريفه منزلي .. ليحدثني با لتفصيل المشوق وليس الممل عن كل شئ

والذي بدوري أخصه حصرياً لمنتدى بريدة .


والآن .. دعوني أترككم مع أخي فهد المرشد ليروي لكم كل شئ :


[line]


(( البداية )))


يظل الإنسان مسير لا مخير في حياته وما يعتريها من أصداف وأقدار .. ويتأكد هذا الفهم المنصف والعاقل

حين تدرك وتعلم يا صديقي أني بحثت جاهداً عن طائرة تقلني إلى مطار القاهرة منذ شرارة السفر الأولى .

ولكن تعذر الحجز وأعيتني المحاولة ... فأنا ببساطة أنوي السفر على مشارف إجازة لا تقل عن أسبوع .

وجموع غفيرة تنكبها من أجل فسحة الوقت هذه .. فكان الخيار الثاني هو السفر عن طريق إحدى القوارب السريعة

والذي يقلني من ميناء ضبا السعودي و حتى ميناء سفاجة المصري بوقت يستغرق قرابة ثلاث ساعات من صبيحة يوم الخميس

ولكن هذا القارب السريع هو الآخر تعذر الحصول عليه .. لآن التذاكر تطايرت بين جموع المسافرين المصريين والعائدين إلى وطنهم

ومن كان في شوق إلى أهله وذويه لا يقبل التأخير ولا يحفل بزيادة السعر .

وحينها أخبرني موظف الحجز .. أني أمتلك إحدى خيارين لا ثالث لهما .. وسريعاً يجب أن أقرر إحداهما لأقطع التذاكر :

الأول : قطع البحر الأحمر بواسطة إحدى القوارب السريعة . ولكن لن يتسنى هذا حتى أتأخر وأنتظر يوماً كاملاً

ليصبح ركوب البحر في مساء يوم الجمعة .

الثاني : قطع البحر الأحمر بواسطة العبارة الكبيرة والبطيئة ( عبارة السلام 98 ) .

والتي سوف تتحرك من ميناء ضبا في مساء يوم الخميس وتستغرق في رحلتها 9 ساعات تقريباً .

وبين هاذين الخيارين .. أخذت أقلب أوجه النظر وأبحث في أفضل النتائج

ولكن رغبتي الملحة في استغلال الإجازة لأكثر وقت ممكن جعلني أغلب خيار عبارة السلام البطيئة والتي تتحرك في مساء يوم الخميس .

وهنا نظرت إلى موظف الحجز بعزم وثقة .. وأمرته أن يقتطع تذكرتين على عبارة السلام .

وكانت الثانية لصديقي ورفيق أسفاري وحشاشة فؤادي ( عبد الإله المرشد ) ..

وحين تأملت في أحرف التذكرتين .. وجدت أنهما تحويان ضمان الذهاب والعودة من بريدة إلى القاهرة .

و لكن يا صديقي .. تظل الحقيقة المغيبة والمخيفة أنهما تذكرتا ذهاب ونصف عودة لا غير

فمشيئة الله وقدره أصدق من أحرف التذكرة وموظف الحجز وجميع من يمشي على البسيطة ..

وعند الساعة الثانية عشر ظهراً ودعت والدتي وخرجت من المنزل بعد أن أخبرتها أني سأذهب في رحلة برية قد تستغرق أسبوعاً كاملاً .

بعدها .. يممت وجهي شطر موقف النقل الجماعي في موقعه من شارع الملك عبدا لعزيز ( الخبيب سابقا ) .

وكان في معيتي صديقي عبد الإله ..ولا تسأل عن سعادتنا وسرورنا .. فنحن نبتسم في كل لحظه ونمني أنفسنا برحلة ماتعة وجميلة

ولا بأس أن يتخللها إجراء عملية ليزك لعيناي ..فأنا كما تشاهد لست أخلع ولا أنفك عن نظارتي الطبية .

وفي الساعة الواحدة ظهراً كنا ندلف إلى جوف الأتوبيس الضخم ونأخذ أماكننا بحرص وعناية ثم ننتظر ساعة الصفر

وبدء إيذان رحلة السفر إلى مدينة ضبا .. والتي من مينائها سنمتطي (عبارة السلام 98 ) لتشق بنا عباب البحر الأحمر

وتصل إلى ميناء سفاجة المصري .. ثم نستقل الأتوبيس مرة أخرى لنحط رحالنا في مدينة القاهرة

وخط العودة لا يختلف عن هذا المسار بجميع محطاته التوقفية .. كنا نردد هذا في كل لحظة وقد نسينا تصاريف القدر ولحج الماء الرهيبة

ومع بدء الرحلة وحتى تجاوزنا مدينه حائل بقليل كنّا لا نكف عن الحديث ولا نفتر عن الابتسام ولا نتوف عن العبث والمداعبة

ولكن حين أسدل الليل علينا ستاره ومضى أكثر من خمس ساعات وأبداننا لا تبارح المقعد الممل .. عندها أخذتني رغبة ملحة وشديدة إلى النوم

فنظرت إلى صديقي عبدالإله وأطلعته على رغبتي .. فلم يزد على أن قال ( نوم العوافي ) .

وهنا أملت رأسي قليلاً على المقعد ثم أسدلت الشماغ على وجهي .. بعدها لم ألبث قليلاً حتى رحت في سبات عميق ..

ولم أفق حتى بلغنا ميناء ضبا والصبح يكاد يشق الفضاء بنوره وخيوطه

وهنا نظرت إلى صديقي عبدالإله .. فرأيت في عينيه إجهاد السهر ووعثاء السفر حتى أخبرني

أنه لم يستطع النوم طيلة الليل عدا فترات متقطعة وقصيرة جداً .

وحين نزلنا في ميناء ضبا .. وسارعنا إلى تأدية صلاة الفجر .. ثم أخذنا نتمشى قليلاً ونحن نسبر الميناء بفضول ونشاط غريب .

حتى شاهدنا كشك صغير يبيع السندوتشات والمشروبات الساخنة .. فلم نتريث لحظة واحدة

بل ذهبنا إليه سريعاً ورائحة الإفطار الشهي تغرينا بالمسارعة .. فأخذنا منه أربع ساندويتشات مع كأسين من الشاي

بعدها جلسنا جانباً وأخذنا نلتهم ونرتشف وجبة الإفطار اللذيذة .. والأخيرة مع بعضنا البعض .

ولأن ركوب العبارة والبدء في إيذان السفر لن يكون قبل المساء

فقد شعرنا بوطأة الوقت الطويل الذي يتحتم علينا قضاء بين ردهات الميناء وبين أفياء صالات الانتظار.

فبين وصولنا الميناء وبين ركوب البحر قرابة عشر ساعات قضيناها بملل وإرهاق كبيرين .

ولكن لا بأس فقد حدثنا بعض رجالات الميناء .. أن في داخل العبارة التي ستقلنا إلى مصر كبائن صغيرة تستخدم للنوم والخصوصية والراحة

وهي بسعر زهيد لا يتجاوز 25 ريال للرحلة الكاملة .. ولأن العبارة ستمضي قرابة تسع ساعات حتى تصل إلى مينا سفاجة

فهذه الكبينة الصغيرة هي بغيتنا وما ترنو إليه أعيننا المجهدة .. لذا كنا ننتظر المساء بفارغ الصبر ونترقب في سكونه

نومه هانئة ومستغرقة داخل كبيتنا الصغيرة

وبعد صلاة العصر .. كنت أرى عبارة السلام 98 وهي ترسي في الميناء .. وقد فتحت جوفها الكبير

ليدلف إليه بطواعية وغفلة جموع هائلة من المسافرين .. ولم نكن نحن الصديقان في منأى وبعد عن هذه الغفلة والمأساة القريبة .

ولأن العبارة تحوي أقسام متفرقة وكبائن خاصة .. فقد قصدنا موزع التذاكر والجموع المسافرة لنطلب منه تذكرة كبينة خاصة .

ولكن كانت صفعة قوية ومؤلمة .. بل مخيبه .. حين أخبرنا موزع التذاكر أن الكبائن الخاصة قد نفذت ولم يتبقى غير تذاكر السطح

ولأن الخيار ليس بأيدينا فقد أخذنا تذاكر السطح بمرارة ومشينا إلى داخل العبارة ونحن نجرجر الخطأ بتعب وإرهاق لا يعلمه إلى الله .

وحين صعدنا إلى السطح واكتملت أعداد المسافرين وتأهبت العبارة للسفر والمضي

كنت أشاهد قرص الشمس وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة .. وقد أخذ يغرغر بشعاع ذهبي خافت

هو الأخير في يومه.. والأخير لجموع غفيره ذهبت أدراج المياه . :12[1]:

.
.
.
.




فاصل ثم نواصل :

فور يو
12-03-06, 07:48 pm
وعليكم السلام والرحمه ,,,

متــــــــــــــــــــــــــابع .

________

تحيتي للكل .

محروم بريده
12-03-06, 08:00 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بانتظار باقي القصه أخي أبوفالح

بنت الشرقيه
12-03-06, 08:41 pm
مساء الخير


متابعه

انتظر البقيه

الشماسي
12-03-06, 09:55 pm
متـــــــــابع للقصه
ومعجب بالنقال >>> راح وطي ابوفالح:19[1]:

البراق999
12-03-06, 11:38 pm
حياك اخوي ابو فالح



بانتظارك

الرمادي
14-03-06, 12:53 am
وانا متابع بشغف وانتظر اكمال القصه



تقبل تحياتي ,,,

قصمنجيه
14-03-06, 04:36 am
الله يعين عليك ..


سجل متـابعة .

MiSs_7o0oRyAh
14-03-06, 12:31 pm
http://www.geocities.com/miss_7o0oryah/OraNgeU.gif
http://o0ffline.jeeran.com/new_head.gifالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهhttp://o0ffline.jeeran.com/new_head.gif
كما عودتنا يابو فالح

يطلع بروسنا قرون لين تكتمل القصة

<<< مهب ناسية ابد قصة وادي عسير :)


متابعين معك يا مبدع التشويق

وننتظر البقية على أحر من الجمر
ولا تطول علينا


http://www.geocities.com/miss_7o0oryah/OraNgeD.gif
http://www.geocities.com/miss_7o0oryah/OraNgeT7yaT.gif

ام المقداد
14-03-06, 02:28 pm
تراي طحت بكم صدفه..
ورا ماسويت اعلان بالعام
عن الرحله..
بدايه مشوقه ننتظر باقي الاجزاء
بس لاتطول الله لايهينك بعدين
يصيبنا الملل ونسيبك..:)

فزاع
14-03-06, 08:59 pm
متابع ...................

دمعــة أمـل
15-03-06, 01:27 am
أسلوب رائع............

يجعلنا ننتظر البقية بشووووووووووووووووووووووووووق............

بندر الحمر
15-03-06, 03:36 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مازلنا متابعين أحداث القصه المثيره من إبن بريدة

ونحمد الله على سلامته


شكرا لك أخي أبوفالح على تقديم هذه القصه ونحن معك في كل حرف من حروف القصه المثيره والمؤلمه

خـــــــــــــــالـــــــــد
15-03-06, 04:38 pm
متابع

خاصه وان سمعت بعض التفاصيل مما اغراني للمتابعه هنا لاعرف البقيه

شكرا لك يابافالح

بريماكس
15-03-06, 07:17 pm
أبو فالح

قصة مثيرة .. لجاري العزيز فهد المرشد

أتمنى طرح ما تبقى ..


.
.



يثبت الموضوع


.
.


من خلف الشاشة
بريماكس

o0 Humer 0o
15-03-06, 07:56 pm
انتظر بفــــــ ـــ ـــ ـــ ـــارغ الصبــــر!! :15[2]:

أبو حكيم
16-03-06, 03:57 am
احترقت وانت لازلت تفكر بتكملة القصة !!!! يالله وش صار عليهم يوم ركبو بالعبارة ؟؟

بحر العطاء
16-03-06, 04:47 am
ياقماعة الخير خلو الراقل ياخد نفس
هو راح وائال عدو لي



يقول لايكثر ...ومير <<وش بعد

الخبوبي
16-03-06, 10:00 pm
متابع ........

SilVeR
17-03-06, 03:04 am
كعادتك أستاذي الفاضل :

أبو فالح

من تميز إلى آخر

ومن إبداع إلى إبداع


متميز




متابع



وترى هذيك قضت :)

ابوخالد 152
17-03-06, 10:35 am
سجل





واحد متابع





بس لاتأخر علينا الله لايهينك .

السعودي
18-03-06, 03:08 pm
http://www.buraydh.com/sign/taheya/bsmal.gif
http://www.buraydh.com/sign/taheya/slam.gif
http://www.arabiyat.com/forums/images/smilies/taheyatayeba.gif
يا شاحطهم أنت

قصة رائعة كما هي روعة أبا فالح وقلمه الآسر

متابع بعناية

ام المقداد
18-03-06, 03:35 pm
http://www.qassimy.com/vb/images/nasserqassimy/Sugarwa046.gif

الغلااااااااااا
18-03-06, 04:35 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو فالح

من تميز إلى آخر

ومن إبداع إلى إبداع


ومن تعليقه الى اخرى...!!!



متااااابعه

العصامي
18-03-06, 11:05 pm
اخي ابا فالح ننتظر بفارغ الصبر فكم هي تلك المأساة التي عاشها هؤلاء الناس وابكت الجميع

أبوفالح
19-03-06, 12:38 pm
(( الجزء الثاني ))



وحين صعدنا السطح واكتملت أعداد المسافرين وتأهبت العبارة للسفر والمضي

كنت أشاهد قرص الشمس وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة وقد أخذ يغرغر بشعاع ذهبي خافت

هو الأخير في يومه والأخير لجموع غفيره ذهبت أدراج المياه .

ولأن الإجهاد والإعياء بلغ فينا الثمالة والغاية .. أخذ النوم يغزو أعيننا بشراسة وإلحاح لا يقاوم

لذا .. لم نتأخر ولم نتريث في أداء صلاة المغرب والعشاء جمعاً وقصراً فوق سطح السفينة .

وبعدها أخذنا نتلصص ونبحث عن مكان خافت الإضاءة قليل التواجد .. ننام فيه طيلة وقت الرحلة .. ولكن أعيانا البحث وتعذرت الأماكن

فالعبارة ممتلئة بأعداد هائلة من المسافرين .. والجميع يبحث عن النوم والراحة .. فلسنا وحدنا في هذه البغية الملحة

وحين أصابنا اليأس .. أصبح افتراش أرضية السفينة هو الخيار الوحيد .. فبحت لصديقي عبدالإله هذه الرغبة فلم يترد أو يماري في شئ

بل وافق سريعاً .. وهو يقول بصوت ثقيل وعين مجهده .. ( أي مكان .. أهم نشئ ننام )

فسارعنا إلى زاوية السطح .. وحين أردنا التمدد على الأرض .. لاح لي مقعد فارغ تماماً .. يتجاوز طوله المتر بقليل

فكان مغرياً للتمدد والنوم فوق سياجه .. لكن لا يتسع لأكثر من شخص واحد

ولأن صديقي عبد الإله هو الأكثر مني إرهاقاً وسهراً .. فعيناه لم يغشاهما النوم طيلة رحلة الباص الطويلة

كان من البداهة أن يصبح المقعد من نصيبه .. أمّا أنا فقد افترشت الأرض قريباً من المقعد .. ولم نلبث غير لحظات قليلة

حتى ذهب صديقي في سبات عميق ونومه مفرطة في استغراقها .. وقبل أن أضع رأسي للنوم .. نظرت إلى جهة الميناء

فكنت أشاهد ميناء ضبا تلوح مصابيحه بشكل خافت جداً .. ولم أنتظر حتى تتلاشى وتغيب

بل سارعت إلى وضع رأسي فوق حقيبتي الصغيرة .. وذهبت أنا الآخر في سبات عميق .

وبعد مضي ما يقارب الساعة أو تزيد قليلاً .. تنبهت مذعورا على صوت جلبه وعبارات صاخبة .. فرفعت رأسي ثم نهضت على قدمي

وسارعت مذعوراً أكتشف الأمر وأبحث في السبب .. فلم أجد جواباً غير اللغط والتذمر والخوف بين جموع الأخوان المصريين

و الذي يكتظ بهم سطح السفينة .. وبين زحمة الخوف والأعين المذعورة .. أخبرني أحدهم أن السفينة تحترق في مقدمتها .

ويخشى أن تحترق المحركات بالكامل .. فأصبحت أشاركهم شعور الخوف والقلق .. ولكن لم يدر بخلدي لحظة واحدة

أن أشاركهم شعور الموت وغرق السفينة .. فهو مستبعد جداً في هاجسي

وفي هذه الأثناء كنت أشتم رائحة احتراق ( أشبه ما يكون باحتراق قطعة بلاستيك ) .. وكانت رائحتها قوية بعض الشئ

وهذا ما جعلني أفكر بإيقاظ عبدالإله من رقدته وسباته . فأنا أدرك تماماً معاناته الشديدة من مرض الربو المزن ..

فأحببت أن يغير من مكانه أو يفعل شيئاً في طريقة نومه .. وفي لحظات التردد بين إيقاظه أو تركه .. أخذ يتردد صوت بين جموع المسافرين

( لقد تمت السيطرة على الحريق )

فتنفست الصعداء وحمدت الله أني لم استعجل في إيقاظه .. وحين شعرت في الأمن وطمأنينة الوضع .. عاودتني رغبة النوم الملحة .

فاضطجعت من جديد وأسلمت نفسي للنوم .. ولم ألبث غير قليل حتى أصبحت أغط في النوم ..

ولكن بعد مضي ساعة تقريباً .. تنبهت من جديد على أصوات صاخبة تفوق كثيراً ما سمعته في يقظتي الأولى ..

حتى رائحة الاحتراق أصبحت شديدة جداً .. وحين اقتربت من الجموع الخائفة .. أدركت أن الوضع قد تأزم كثيراً ..

والسيطرة المزعومة ليست غير مطية التهدئة .

وحين أدركت أن رائحة الاحتراق أصبحت لا تحتمل ومصير السفينة قد يتأزم أكثر فأكثر.. سارعت إلى صديقي النائم

وهززته في جانبه وأنا أصيح بصوت متسارع وصارخ .. ( عبدالإله .. عبد الإله .. أبسرعه قم .. يالله قم )

فنهض صديقي مذعوراً ... وأخذ ينظر في عيني مشدوهاً ..وهو يتساءل بهلع : ( وش فيك ؟؟ )

فأوجزت لصدقي ما أدركه من مشكله .. وأخبرته أن مصير السفينة لا يمكن التنبؤ بأحداثه .. فالمولدات تحترق بشدة

والرائحة تفضح التكتم وتقضي على أسلوب التهدئة العقيم .

ولم نجد في تلك اللحظات الخائفة .. غير أن نقترب من بعضنا البعض وننتظر بقلق ما تتجلى عنه اللحظات القادمة ..

وغير هذا التصرف .. ليس في وسعنا فعل شئ

وبعد مضي قرابة النصف ساعة .. أخذت المشكلة تأخذ أبعاداً خطيرة جداً

فقد أخذت العبارة الكبيرة تترنح وتميل إلى جهة اليمين.. حتى سمعنا صوت صارخ يطلب من جميع الركاب أن يتجهوا بثقلهم إلى جهة اليسار

حتى يحدث التوازن وتقف العبارة عن ميلانها جهة اليمين .. فسارعت جموع المسافرين تلبي هذه الرغبة وهي تسأل الله الرحمة والشفقة .

وحين حدث تكتل الجموع المسافرة جهة اليمين .. شابني اعتقاد .. أو حدث هذا حقيقة .. لست أدري ..

أن العبارة استعادت توازنها من جديد .. فتنفست الصعداء وشددت على كف صديقي .. وأنا اصرخ بفرح طفولي وعيناي قد اتسعتا عن آخرهما

( عبدالإلة .. تعدلت العبارة .. إلاّ تعدلت .. والله تعدلت )

كنت اصرخ بهذه العبارة .. وأنا أرى الجموع الخائفة تتشبث بشدة في جانب العبارة الأيسر

بل كنت ألحظ أعينهم المذعورة وأفواههم الفاغرة بأنوار خافته تشوبها الظلمة قليلاً

فالعبارة رغم احتراقها لم تزل تحتفظ بمولدات الكهرباء سليمة تماماً دون أن تشوبها شائبة الضعف .. لكن ماعدا العبارة فالظلمة حالكة جداً

فنحن في أواخر الشهر الهجري ..فالبحر من تحتنا لسنا ندرك منه شيئاً غير ظلمته الشديدة وأصوات أمواجه المتكسرة على جوانب العبارة .

فالموج في تلك الليلة ثائر جداً وأصواته مهولة ومرعبة

وفي هذه الأثناء .. اختفى صديقي عبدالإله قليلاً .. ثم أتى وهو يرتدي طوق نجاة .. ثم حثني بالمسارعة لأبحث أنا الآخر عن طوق نجاه ..

فتذكرت سريعاً .. أن المقاعد التي فوق سطح سفينة .. كتب عليها ( أنزع الكرسي لتجد طوق النجاة ) ... أو قريباً من هذا المعني .

فسارعت إلى مكانها .. فوجدت أن المقاعد قد تطايرت .. وأطوق قد أخذت جميعها .. وقبل أن يقتلني اليأس

عثرت عل طوق نجاة مرمي على الأرض .. فسارعت إلى أخذه ثم سارعت إلى ارتدائه .

وحين أصبحت بجانب صديقي .. حدثت المفاجأة المريعة

لقد مالت العبارة إلى جهة اليمين بشكل حاد وارتفعت مقدمتها قليلاً فوق سطح البحر أمّا مؤخرتها فقد غاصت قليلاً في مياه البحر

وأصبحت الأجساد تنزلق بفعل الميلان ..ثم ترتطم بحاجز العبارة الأيمن .. والنساء والأطفال والضعفاء هم أكثر من يعجز عن التماسك

والتعلق بحاجز العبارة الأيسر.. فكنت أنا وصديقي عبدالإله من القلة الذين استطاعوا التشبث بحاجز العبارة الأيسر حتى النهاية .

ثم زادت درجة الميلان إلى جهة اليمين واقترب سطح السفينة إلى سطح البحر

أمَا جهة اليسار فقد أصبحت شاهقة الارتفاع والعلو .. حتى أصبحت أجسادنا تتدلى إلى الأسفل

ولكن صبرنا وتحملنا ألم التشبث والتعلق بحاجز العبارة الأيسر.. حتى كلّت أذرعنا وأعيانا الجهد والتحمل

ولكن لم نشأ القفز وركوب أهوال البحر حتى تقترب العبارة في غرقها من أجسادنا المتدلية .


وفي هذه اللحظات العصيبة أخذت تتسارع دقات قلبي وأنفاسي اللاهثة لم استطع كبتها أوتهدئتها

ولكن خوفي من الغرق والموت واسماك القرش وأهوال البحر .. جعلني أخرس فلا انبس ببنت شفه .

حتى كنت أختلس النظر مشدوهاً إلى صديقي وأنا غير مصدق لما يجري فكأني أعيش حلماً لا حقيقة .. ولم يكن صديقي بأحسن مني حالاً

فكلانا يعيش اللحظات الأخيرة .. قبل أن تغتالنا ظلمة البحر ووحشته.. وتتقاذفنا أمواجه ولججه .



فاصل .. ثم نواصل



عفواً .. لم يتبقى غير الجزء الثالث والأخير ( قريباً جداً ) :11_1_218v

abonaif
20-03-06, 12:57 am
الحمدلله على سلامتهم

وتقبل خالص شكري و تقديري يابو فالح
فعـــــــلا خبر حصــــــــري

بندر الحمر
20-03-06, 01:14 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله الله الله

فليحمد الله اخينا راوي القصة على سلامته فقد إنكتب له عمر جديد

وننتظر باقي القصة بشغف

ونحن بإنتظارك أخي أبوفالح

بريدتي
20-03-06, 01:32 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك اخي الكريم على هذا المقال

على أحر من الجمر بانتظار باقي القصة

يعطيك العافية

abonaif
20-03-06, 01:36 am
ابو فالح وين رحت
ارجو تفريغ او تخفيف بعض الرسائل الخاصة بك
حيث انني بعث رساله ضرورية جــدا لبريدك في المنتدى
وافادني بعدم قبول الرسالة لان صندوق ابوفالح ممتليء بالرسائل

الخبوبي
20-03-06, 04:23 am
بالإنتظار ...

العبرى
20-03-06, 05:47 pm
متــــابعة بشغف

لك التحية أبو فالح,,,

البصراوي
21-03-06, 02:08 am
متابع وبشغففففففففففففففففف كبير....

ويانتظار الجزء الثالث ...يابو فالح...

الفيصل..!!
22-03-06, 03:56 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متابع بشكل ماتتصور...

اتمنى نزول الجزء الثالث باسرع وقت ......

......تحياتي

ميكانيكي مخ
23-03-06, 02:29 am
متااااااااااااااااااااااااااااااااااااااابع

الغلااااااااااا
23-03-06, 05:50 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابو فاااااااااااااااااااااااااالح والله العظيم منتضريييين بسرررررررررررررعه...

نسيبه
24-03-06, 07:12 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أبو فالح عجل علينا في الجزا الثالث

حازم هشام
24-03-06, 09:25 pm
رحمك الله يا عبدالإله
فقد كان رفيق الصبا .
كان حسن الخلق محبوب من جميع جلسائه .
لم أنسى ولن أنسى مواقفه التي عشتها معه.
اللهم اغفر له وتجاوز عنه واسكنه فسيح جناته.

ام المقداد
24-03-06, 09:43 pm
رحمك الله يا عبدالإله
فقد كان رفيق الصبا .
كان حسن الخلق محبوب من جميع جلسائه .
لم أنسى ولن أنسى مواقفه التي عشتها معه.
اللهم اغفر له وتجاوز عنه واسكنه فسيح جناته. :(
الله يرحمه ويغفر له ..

البصراوي
27-03-06, 02:48 am
عجــــــــل علينا يابو فالح.......

الناس بمنتديات ثانيه تنتظرك.....


واسمح لي نقلت موضوعك.....



وشكرا

بندر الحمر
27-03-06, 08:49 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبوفالح نشكر لك طرحك

ولمن فاته الجزء الأول والثاني من هذه القصة

الأخ الكريم .. فهد بن صالح المرشد .. هو أحد أبناء مدينة بريدة .. أيضاً هو أحد الناجين من عبارة السلام 98 .

ولأن قصة نجاته لم تظهر في وسائل الإعلام في مختلف أشكالها المسموعة والمرئية والمقروءة .

وتظل الأحداث الرهيبة لم تدرك أبداً بمشاهداته .

لذا كنت سعيداً باستضافته وتشريفه منزلي .. ليحدثني با لتفصيل المشوق وليس الممل عن كل شئ

والذي بدوري أخصه حصرياً لمنتدى بريدة .


والآن .. دعوني أترككم مع أخي فهد المرشد ليروي لكم كل شئ :



--------------------------------------------------------------------------------



(( البداية )))


يظل الإنسان مسير لا مخير في حياته وما يعتريها من أصداف وأقدار .. ويتأكد هذا الفهم المنصف والعاقل

حين تدرك وتعلم يا صديقي أني بحثت جاهداً عن طائرة تقلني إلى مطار القاهرة منذ شرارة السفر الأولى .

ولكن تعذر الحجز وأعيتني المحاولة ... فأنا ببساطة أنوي السفر على مشارف إجازة لا تقل عن أسبوع .

وجموع غفيرة تنكبها من أجل فسحة الوقت هذه .. فكان الخيار الثاني هو السفر عن طريق إحدى القوارب السريعة

والذي يقلني من ميناء ضبا السعودي و حتى ميناء سفاجة المصري بوقت يستغرق قرابة ثلاث ساعات من صبيحة يوم الخميس

ولكن هذا القارب السريع هو الآخر تعذر الحصول عليه .. لآن التذاكر تطايرت بين جموع المسافرين المصريين والعائدين إلى وطنهم

ومن كان في شوق إلى أهله وذويه لا يقبل التأخير ولا يحفل بزيادة السعر .

وحينها أخبرني موظف الحجز .. أني أمتلك إحدى خيارين لا ثالث لهما .. وسريعاً يجب أن أقرر إحداهما لأقطع التذاكر :

الأول : قطع البحر الأحمر بواسطة إحدى القوارب السريعة . ولكن لن يتسنى هذا حتى أتأخر وأنتظر يوماً كاملاً

ليصبح ركوب البحر في مساء يوم الجمعة .

الثاني : قطع البحر الأحمر بواسطة العبارة الكبيرة والبطيئة ( عبارة السلام 98 ) .

والتي سوف تتحرك من ميناء ضبا في مساء يوم الخميس وتستغرق في رحلتها 9 ساعات تقريباً .

وبين هاذين الخيارين .. أخذت أقلب أوجه النظر وأبحث في أفضل النتائج

ولكن رغبتي الملحة في استغلال الإجازة لأكثر وقت ممكن جعلني أغلب خيار عبارة السلام البطيئة والتي تتحرك في مساء يوم الخميس .

وهنا نظرت إلى موظف الحجز بعزم وثقة .. وأمرته أن يقتطع تذكرتين على عبارة السلام .

وكانت الثانية لصديقي ورفيق أسفاري وحشاشة فؤادي ( عبد الإله المرشد ) ..

وحين تأملت في أحرف التذكرتين .. وجدت أنهما تحويان ضمان الذهاب والعودة من بريدة إلى القاهرة .

و لكن يا صديقي .. تظل الحقيقة المغيبة والمخيفة أنهما تذكرتا ذهاب ونصف عودة لا غير

فمشيئة الله وقدره أصدق من أحرف التذكرة وموظف الحجز وجميع من يمشي على البسيطة ..

وعند الساعة الثانية عشر ظهراً ودعت والدتي وخرجت من المنزل بعد أن أخبرتها أني سأذهب في رحلة برية قد تستغرق أسبوعاً كاملاً .

بعدها .. يممت وجهي شطر موقف النقل الجماعي في موقعه من شارع الملك عبدا لعزيز ( الخبيب سابقا ) .

وكان في معيتي صديقي عبد الإله ..ولا تسأل عن سعادتنا وسرورنا .. فنحن نبتسم في كل لحظه ونمني أنفسنا برحلة ماتعة وجميلة

ولا بأس أن يتخللها إجراء عملية ليزك لعيناي ..فأنا كما تشاهد لست أخلع ولا أنفك عن نظارتي الطبية .

وفي الساعة الواحدة ظهراً كنا ندلف إلى جوف الأتوبيس الضخم ونأخذ أماكننا بحرص وعناية ثم ننتظر ساعة الصفر

وبدء إيذان رحلة السفر إلى مدينة ضبا .. والتي من مينائها سنمتطي (عبارة السلام 98 ) لتشق بنا عباب البحر الأحمر

وتصل إلى ميناء سفاجة المصري .. ثم نستقل الأتوبيس مرة أخرى لنحط رحالنا في مدينة القاهرة

وخط العودة لا يختلف عن هذا المسار بجميع محطاته التوقفية .. كنا نردد هذا في كل لحظة وقد نسينا تصاريف القدر ولحج الماء الرهيبة

ومع بدء الرحلة وحتى تجاوزنا مدينه حائل بقليل كنّا لا نكف عن الحديث ولا نفتر عن الابتسام ولا نتوف عن العبث والمداعبة

ولكن حين أسدل الليل علينا ستاره ومضى أكثر من خمس ساعات وأبداننا لا تبارح المقعد الممل .. عندها أخذتني رغبة ملحة وشديدة إلى النوم

فنظرت إلى صديقي عبدالإله وأطلعته على رغبتي .. فلم يزد على أن قال ( نوم العوافي ) .

وهنا أملت رأسي قليلاً على المقعد ثم أسدلت الشماغ على وجهي .. بعدها لم ألبث قليلاً حتى رحت في سبات عميق ..

ولم أفق حتى بلغنا ميناء ضبا والصبح يكاد يشق الفضاء بنوره وخيوطه

وهنا نظرت إلى صديقي عبدالإله .. فرأيت في عينيه إجهاد السهر ووعثاء السفر حتى أخبرني

أنه لم يستطع النوم طيلة الليل عدا فترات متقطعة وقصيرة جداً .

وحين نزلنا في ميناء ضبا .. وسارعنا إلى تأدية صلاة الفجر .. ثم أخذنا نتمشى قليلاً ونحن نسبر الميناء بفضول ونشاط غريب .

حتى شاهدنا كشك صغير يبيع السندوتشات والمشروبات الساخنة .. فلم نتريث لحظة واحدة

بل ذهبنا إليه سريعاً ورائحة الإفطار الشهي تغرينا بالمسارعة .. فأخذنا منه أربع ساندويتشات مع كأسين من الشاي

بعدها جلسنا جانباً وأخذنا نلتهم ونرتشف وجبة الإفطار اللذيذة .. والأخيرة مع بعضنا البعض .

ولأن ركوب العبارة والبدء في إيذان السفر لن يكون قبل المساء

فقد شعرنا بوطأة الوقت الطويل الذي يتحتم علينا قضاء بين ردهات الميناء وبين أفياء صالات الانتظار.

فبين وصولنا الميناء وبين ركوب البحر قرابة عشر ساعات قضيناها بملل وإرهاق كبيرين .

ولكن لا بأس فقد حدثنا بعض رجالات الميناء .. أن في داخل العبارة التي ستقلنا إلى مصر كبائن صغيرة تستخدم للنوم والخصوصية والراحة

وهي بسعر زهيد لا يتجاوز 25 ريال للرحلة الكاملة .. ولأن العبارة ستمضي قرابة تسع ساعات حتى تصل إلى مينا سفاجة

فهذه الكبينة الصغيرة هي بغيتنا وما ترنو إليه أعيننا المجهدة .. لذا كنا ننتظر المساء بفارغ الصبر ونترقب في سكونه

نومه هانئة ومستغرقة داخل كبيتنا الصغيرة

وبعد صلاة العصر .. كنت أرى عبارة السلام 98 وهي ترسي في الميناء .. وقد فتحت جوفها الكبير

ليدلف إليه بطواعية وغفلة جموع هائلة من المسافرين .. ولم نكن نحن الصديقان في منأى وبعد عن هذه الغفلة والمأساة القريبة .

ولأن العبارة تحوي أقسام متفرقة وكبائن خاصة .. فقد قصدنا موزع التذاكر والجموع المسافرة لنطلب منه تذكرة كبينة خاصة .

ولكن كانت صفعة قوية ومؤلمة .. بل مخيبه .. حين أخبرنا موزع التذاكر أن الكبائن الخاصة قد نفذت ولم يتبقى غير تذاكر السطح

ولأن الخيار ليس بأيدينا فقد أخذنا تذاكر السطح بمرارة ومشينا إلى داخل العبارة ونحن نجرجر الخطأ بتعب وإرهاق لا يعلمه إلى الله .

وحين صعدنا إلى السطح واكتملت أعداد المسافرين وتأهبت العبارة للسفر والمضي

كنت أشاهد قرص الشمس وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة .. وقد أخذ يغرغر بشعاع ذهبي خافت

هو الأخير في يومه.. والأخير لجموع غفيره ذهبت أدراج المياه .

(( الجزء الثاني ))



وحين صعدنا السطح واكتملت أعداد المسافرين وتأهبت العبارة للسفر والمضي

كنت أشاهد قرص الشمس وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة وقد أخذ يغرغر بشعاع ذهبي خافت

هو الأخير في يومه والأخير لجموع غفيره ذهبت أدراج المياه .

ولأن الإجهاد والإعياء بلغ فينا الثمالة والغاية .. أخذ النوم يغزو أعيننا بشراسة وإلحاح لا يقاوم

لذا .. لم نتأخر ولم نتريث في أداء صلاة المغرب والعشاء جمعاً وقصراً فوق سطح السفينة .

وبعدها أخذنا نتلصص ونبحث عن مكان خافت الإضاءة قليل التواجد .. ننام فيه طيلة وقت الرحلة .. ولكن أعيانا البحث وتعذرت الأماكن

فالعبارة ممتلئة بأعداد هائلة من المسافرين .. والجميع يبحث عن النوم والراحة .. فلسنا وحدنا في هذه البغية الملحة

وحين أصابنا اليأس .. أصبح افتراش أرضية السفينة هو الخيار الوحيد .. فبحت لصديقي عبدالإله هذه الرغبة فلم يترد أو يماري في شئ

بل وافق سريعاً .. وهو يقول بصوت ثقيل وعين مجهده .. ( أي مكان .. أهم نشئ ننام )

فسارعنا إلى زاوية السطح .. وحين أردنا التمدد على الأرض .. لاح لي مقعد فارغ تماماً .. يتجاوز طوله المتر بقليل

فكان مغرياً للتمدد والنوم فوق سياجه .. لكن لا يتسع لأكثر من شخص واحد

ولأن صديقي عبد الإله هو الأكثر مني إرهاقاً وسهراً .. فعيناه لم يغشاهما النوم طيلة رحلة الباص الطويلة

كان من البداهة أن يصبح المقعد من نصيبه .. أمّا أنا فقد افترشت الأرض قريباً من المقعد .. ولم نلبث غير لحظات قليلة

حتى ذهب صديقي في سبات عميق ونومه مفرطة في استغراقها .. وقبل أن أضع رأسي للنوم .. نظرت إلى جهة الميناء

فكنت أشاهد ميناء ضبا تلوح مصابيحه بشكل خافت جداً .. ولم أنتظر حتى تتلاشى وتغيب

بل سارعت إلى وضع رأسي فوق حقيبتي الصغيرة .. وذهبت أنا الآخر في سبات عميق .

وبعد مضي ما يقارب الساعة أو تزيد قليلاً .. تنبهت مذعورا على صوت جلبه وعبارات صاخبة .. فرفعت رأسي ثم نهضت على قدمي

وسارعت مذعوراً أكتشف الأمر وأبحث في السبب .. فلم أجد جواباً غير اللغط والتذمر والخوف بين جموع الأخوان المصريين

و الذي يكتظ بهم سطح السفينة .. وبين زحمة الخوف والأعين المذعورة .. أخبرني أحدهم أن السفينة تحترق في مقدمتها .

ويخشى أن تحترق المحركات بالكامل .. فأصبحت أشاركهم شعور الخوف والقلق .. ولكن لم يدر بخلدي لحظة واحدة

أن أشاركهم شعور الموت وغرق السفينة .. فهو مستبعد جداً في هاجسي

وفي هذه الأثناء كنت أشتم رائحة احتراق ( أشبه ما يكون باحتراق قطعة بلاستيك ) .. وكانت رائحتها قوية بعض الشئ

وهذا ما جعلني أفكر بإيقاظ عبدالإله من رقدته وسباته . فأنا أدرك تماماً معاناته الشديدة من مرض الربو المزن ..

فأحببت أن يغير من مكانه أو يفعل شيئاً في طريقة نومه .. وفي لحظات التردد بين إيقاظه أو تركه .. أخذ يتردد صوت بين جموع المسافرين

( لقد تمت السيطرة على الحريق )

فتنفست الصعداء وحمدت الله أني لم استعجل في إيقاظه .. وحين شعرت في الأمن وطمأنينة الوضع .. عاودتني رغبة النوم الملحة .

فاضطجعت من جديد وأسلمت نفسي للنوم .. ولم ألبث غير قليل حتى أصبحت أغط في النوم ..

ولكن بعد مضي ساعة تقريباً .. تنبهت من جديد على أصوات صاخبة تفوق كثيراً ما سمعته في يقظتي الأولى ..

حتى رائحة الاحتراق أصبحت شديدة جداً .. وحين اقتربت من الجموع الخائفة .. أدركت أن الوضع قد تأزم كثيراً ..

والسيطرة المزعومة ليست غير مطية التهدئة .

وحين أدركت أن رائحة الاحتراق أصبحت لا تحتمل ومصير السفينة قد يتأزم أكثر فأكثر.. سارعت إلى صديقي النائم

وهززته في جانبه وأنا أصيح بصوت متسارع وصارخ .. ( عبدالإله .. عبد الإله .. أبسرعه قم .. يالله قم )

فنهض صديقي مذعوراً ... وأخذ ينظر في عيني مشدوهاً ..وهو يتساءل بهلع : ( وش فيك ؟؟ )

فأوجزت لصدقي ما أدركه من مشكله .. وأخبرته أن مصير السفينة لا يمكن التنبؤ بأحداثه .. فالمولدات تحترق بشدة

والرائحة تفضح التكتم وتقضي على أسلوب التهدئة العقيم .

ولم نجد في تلك اللحظات الخائفة .. غير أن نقترب من بعضنا البعض وننتظر بقلق ما تتجلى عنه اللحظات القادمة ..

وغير هذا التصرف .. ليس في وسعنا فعل شئ

وبعد مضي قرابة النصف ساعة .. أخذت المشكلة تأخذ أبعاداً خطيرة جداً

فقد أخذت العبارة الكبيرة تترنح وتميل إلى جهة اليمين.. حتى سمعنا صوت صارخ يطلب من جميع الركاب أن يتجهوا بثقلهم إلى جهة اليسار

حتى يحدث التوازن وتقف العبارة عن ميلانها جهة اليمين .. فسارعت جموع المسافرين تلبي هذه الرغبة وهي تسأل الله الرحمة والشفقة .

وحين حدث تكتل الجموع المسافرة جهة اليمين .. شابني اعتقاد .. أو حدث هذا حقيقة .. لست أدري ..

أن العبارة استعادت توازنها من جديد .. فتنفست الصعداء وشددت على كف صديقي .. وأنا اصرخ بفرح طفولي وعيناي قد اتسعتا عن آخرهما

( عبدالإلة .. تعدلت العبارة .. إلاّ تعدلت .. والله تعدلت )

كنت اصرخ بهذه العبارة .. وأنا أرى الجموع الخائفة تتشبث بشدة في جانب العبارة الأيسر

بل كنت ألحظ أعينهم المذعورة وأفواههم الفاغرة بأنوار خافته تشوبها الظلمة قليلاً

فالعبارة رغم احتراقها لم تزل تحتفظ بمولدات الكهرباء سليمة تماماً دون أن تشوبها شائبة الضعف .. لكن ماعدا العبارة فالظلمة حالكة جداً

فنحن في أواخر الشهر الهجري ..فالبحر من تحتنا لسنا ندرك منه شيئاً غير ظلمته الشديدة وأصوات أمواجه المتكسرة على جوانب العبارة .

فالموج في تلك الليلة ثائر جداً وأصواته مهولة ومرعبة

وفي هذه الأثناء .. اختفى صديقي عبدالإله قليلاً .. ثم أتى وهو يرتدي طوق نجاة .. ثم حثني بالمسارعة لأبحث أنا الآخر عن طوق نجاه ..

فتذكرت سريعاً .. أن المقاعد التي فوق سطح سفينة .. كتب عليها ( أنزع الكرسي لتجد طوق النجاة ) ... أو قريباً من هذا المعني .

فسارعت إلى مكانها .. فوجدت أن المقاعد قد تطايرت .. وأطوق قد أخذت جميعها .. وقبل أن يقتلني اليأس

عثرت عل طوق نجاة مرمي على الأرض .. فسارعت إلى أخذه ثم سارعت إلى ارتدائه .

وحين أصبحت بجانب صديقي .. حدثت المفاجأة المريعة

لقد مالت العبارة إلى جهة اليمين بشكل حاد وارتفعت مقدمتها قليلاً فوق سطح البحر أمّا مؤخرتها فقد غاصت قليلاً في مياه البحر

وأصبحت الأجساد تنزلق بفعل الميلان ..ثم ترتطم بحاجز العبارة الأيمن .. والنساء والأطفال والضعفاء هم أكثر من يعجز عن التماسك

والتعلق بحاجز العبارة الأيسر.. فكنت أنا وصديقي عبدالإله من القلة الذين استطاعوا التشبث بحاجز العبارة الأيسر حتى النهاية .

ثم زادت درجة الميلان إلى جهة اليمين واقترب سطح السفينة إلى سطح البحر

أمَا جهة اليسار فقد أصبحت شاهقة الارتفاع والعلو .. حتى أصبحت أجسادنا تتدلى إلى الأسفل

ولكن صبرنا وتحملنا ألم التشبث والتعلق بحاجز العبارة الأيسر.. حتى كلّت أذرعنا وأعيانا الجهد والتحمل

ولكن لم نشأ القفز وركوب أهوال البحر حتى تقترب العبارة في غرقها من أجسادنا المتدلية .


وفي هذه اللحظات العصيبة أخذت تتسارع دقات قلبي وأنفاسي اللاهثة لم استطع كبتها أوتهدئتها

ولكن خوفي من الغرق والموت واسماك القرش وأهوال البحر .. جعلني أخرس فلا انبس ببنت شفه .

حتى كنت أختلس النظر مشدوهاً إلى صديقي وأنا غير مصدق لما يجري فكأني أعيش حلماً لا حقيقة .. ولم يكن صديقي بأحسن مني حالاً

فكلانا يعيش اللحظات الأخيرة .. قبل أن تغتالنا ظلمة البحر ووحشته.. وتتقاذفنا أمواجه ولججه .


إنتظروا مفاجآت الجزء الثالث

روعة مشاعر
27-03-06, 09:15 pm
:36_1_2[1] ابو فالح وين الجزء الباقي بسرعه.......

قصمنجيه
28-03-06, 03:22 pm
أبو فالح

و الله ( مب ) حـــالة هذي



ننتظر .

ام المقداد
28-03-06, 04:30 pm
كالعاده لازم http://www.qassimy.com/vb/images/nasserqassimy/Sugarwa046.gif كم شهر قبل ..
بس ياجماعه الغايب حجته معه يمكن حصل له ظروف
ولاشي ..
الله يجعل سبب الغياب خير.

سامي الضويان
29-03-06, 03:25 am
ابوفالح لاتصير غرقت بالبانيو حقكم طمأن الله يخليك عليك؟؟؟؟؟

أبوفالح
30-03-06, 02:21 am
:x2:


تحية طيبة وخائفة لكل دالف ومتابع لهذه القصة الحولية :11[1]:

ولكن أحبتي .. لا تجعلوني في حرج الاعتذار .. فأنا أدرك تماماً تأخري المفرط في طرح الجزء الثالث .

ولكن ماذا أفعل .. فأنا أكبر مسوف يشهده التاريخ الحديث .. فطينتي تجعل من ( المهانة ) شعارها الأوحد

والقصة بأحرفها المستوفية للأحداث .. ليست تتواجد في صندوق الحفظ حتى أدرجها مرة واحدة

بل طريقتي اليتيمة في هذه القصة وغيرها .. أن أكتب وأكتب .. ولا أغادر الجهاز حتى أدرج ما كتبت .

ليصبح جزءاً أو نهاية .. لست أدري .. فالملل هو ما يحكمني .. لا غير

والآن .. تفضلوا أحرفاً طرية وساخنة .. من فرن الكيبورد إلى مائدة أعينكم الجميلة والشغوفة . :)



أخجل تحية ،،،

أبوفالح
30-03-06, 02:36 am
(( الجزء الثالث ))



وفي هذه اللحظات العصيبة أخذت تتسارع دقات قلبي وأنفاسي اللاهثة لم استطع كبتها أوتهدئتها

ولكن خوفي من الغرق والموت واسماك القرش وأهوال البحر .. جعلني أخرس فلا انبس ببنت شفه .

حتى كنت أختلس النظر مشدوهاً إلى صديقي وأنا غير مصدق لما يجري فكأني أعيش حلماً لا حقيقة .. ولم يكن صديقي بأحسن مني حالاً

فكلانا يعيش اللحظات الأخيرة .. قبل أن تغتالنا ظلمة البحر ووحشته.. وتتقاذفنا أمواجه ولججه .

وفي ذلك الموقف الرهيب في تداعياته والمغرق في خوفه وقلة حيلته .. أخذت عيناي تتسعان عن آخرهما

وأصبح التشبث بحاجز العبارة شديداً جداً .. فا النساء والأطفال والشيوخ أخذت أراهم يتقاذفون تباعاً في لجج الماء ا العاتية

والكثير منهم سقط في البحر والخيار ليس في يده .. فالجميع أمامي يصرخ .. و الجميع أمامي يتشبث .. والجميع ينادي على ذويه وأطفاله .

وحين اقتربت العبارة في جانبها الأيسر من مستوى سطح البحر الهائج .. ولم يتبقى غير المتر ونصف المتر ..

راعني أن أشاهد صديقي عبدالإله وهو يفلت حاجز العبارة ويقفز إلى البحر .

فلم أجد خياراً للتريث ومزيداً من التشبث .. بل سارعت إلى اللحاق به

وحين ارتطمت في سطح البحر .. غطست قليلاً ثم عاودت الظهور من جديد .. وكان طوق النجاة خير معين بعد الله

ولكن شاءت إرادة الله أن تكون الأمواج في تلك اللحظة عاتية وصاخبة جداً .. بل يبلغ ارتفاعها في بعض الفترات إلى قرابة الخمسة أمتار.

فكانت الأمواج تغشاني وتغمرني .. حتى أكاد أغرق وأنا ظاهر على سطح البحر

ولا ألتقط أنفاسي حتى تتجاوزني وقد عبثت في توازني ورصيد أنفاسي وما تبقى من جهدي ..

وحين تصبح الأمواج أقل عنفواناً .. كنت أنادي صارخاً باسم صديقي عبدالإله

فالظلام حالك جداً .. وارتفاع الأمواج يبني جداراً عملاقاً لا يجعلك تستبين حتى أقرب الأجساد إليك ..

فكان الصوت هو الوسيلة الأكثر نجاحاً وتعرفاً على ما حولك

وكنت أنتظر إجابة صديقي عبدالإله أو صرخة تخبرني بقربه .. ولكن دون جدوى .. فهدير الأمواج غلب كل صوت ..

ولكن رغم هذا أخذ يتناهى إلى سمعي شيئاً من جلبة الناس وصراخهم ومناداتهم لبعضهم البعض .

وفي هذه اللحظات المريعة .. لم تكن العبارة غرقت بالكامل .. بل كانت تحترق بشدة وعنفوان .. وفي مكاني العائم ..

أخذت تغشاني وتكتم أنفاسي سحابة سوداء .. زادت من حلوك الليل ووحشته .

حاملة معها رائحة احتراق شديدة جداً أشبه ما تكون بــ ( احتراق قطع هائلة من البلاستيك المقوى )

وقد زاد من حدتها وضررها .. كوني أرتمي قريباً جداً من مؤخرة العبارة .. والرياح في تلك الليلة تأتي عبر مقدمة العبارة إلى خلفها

فتنقل معها احتراق المقدمة ليغشى ويلف جسدي المرهق .

وحين أصبحت أختنق بشدة والصبر ليس في متناول أنفاسي .. حاولت العوم والهرب بعيداً عن رائحة الاحتراق ..

فكنت أبتعد وأحاول السباحة بعيداً عن العبارة .. حتى نجحت في الابتعاد قرابة العشرين متراً إلى الشرق ..

ساعدني في ذلك سرعة الرياح .. ودفع الأمواج

وحين أصبحت في مكاني الجديد .. أخذت ألتقط أنفاسي وأنا أكافح الموج وأتحاشى الغرق .. فكان الموج يضربني بشدة ودون هوادة

حتى يكاد يغرقني ويستهلك ما تبقى من أنفاسي .. حتى أيقنت في مرات كثيرة بالغرق والموت

فكنت أنطق بالشهادة مع كل موجة هادرة في طريقها إلى مكاني ولم ألبث قرابة النصف ساعة وأنا أكابد هذا المصير البائس

حتى تعبت وأجهدت وأصابني الإعياء وأنا لا أملك من أمري شيئاً ولا أستطيع لموقفي دفعا أو رداً ..

كنت أعيش في تلك اللحظات العصيبة جوانب مختلفة من الرعب المفرط

لقد اجتمع على قلبي في تلك الليلة رهبة البحر .. وهدير الموج .. ووحشة الظلام .

حتى بعد تكسر الأمواج وتجاوزها مكاني .. لم أكن لأحفل بالطمأنينة طرفة عين .. فقد كان ينتابني إحساس بوجود أسماك قرش

سوف تلتهمني قريباً من الأسفل وماذا عساني سأفعل لدفعها غير الصراخ وتدفق الدماء وتطاير الأشلاء .

لقد كان وسواس الخوف في تلك اللحظات يلح على تفكيري بوجود هذه القرش المفترس تحت قدمي بل يكاد يحتك بأناملي

وقد تعجب وتعجب إذا أخبرتك أني كنت في بعض اللحظات الخائفة أرفع أقدمي بمحاذاة سطح البحر

معتقداً ابتعادي قليلاً عن سمك القرش .. وحين تأتي موجة عاتية .. أتناسى تماماً سمك القرش

لآخذ نفساً يمنحني البقاء حتى تتجاوزني تلك الموجة .. ولم أزل يا صديقي على تلك الحالة البائسة وقتاً ليس بالقصير

حتى حدثت مفاجأة غريبة كاد قلبي معها يطير هلعاً وخوفاً ورعباً تجاوز المبالغة والسرف

حدث في تلك اللحظات التساجلية بين الموت والحياة .. أن التفت للخلف لأنظر مكان العبارة وقد غاصت تماماً في اعماق البحر ..

غاصت بحملها الغض والضعيف من النساء والأطفال وكبار السن ومن أعيتهم الحيلة في مغادرة كبائن النوم والراحة

ليصبح نومهم وراحتهم تحت أعماق المياه السحيقة .. إلى حيث لا يمكن الوصول إلى ملامستهم والنضر في ضحكات أعينهم .

هذه النظرة الخاطفة والسريعة إلى مكان العبارة .. جعلت شعر رأسي يكاد يقف من الخوف والترقب .. لقد شاهدت في حلكة الظلام المخيم

جسماً كبيراً يتجه إلى مكاني فوق سطح البحر وكان يقترب بهدوء ودون صخب .. فأخذت أنظر إليه وعيناي زائغتان

وأنفاسي اللاهثة تتسارع بشده .. وأخذت سريعاً أترقب دون شك أن يصبح رأسي وليس قدمي بين فكي القرش المفترس .

وحين بلغ مكاني وكاد أن يلامس جسدي .. أصبحت في شبه الغيبوبة وتجاوزت مرحلة الخوف والرهبة إلى حيث الاستسلام ونطق الشهادة .

ولكن الذي حدث .. مغاير تماماً لتوقعاتي الخائفة .. لقد كان هذا الجسم العائم لا يعدو أن يكون قارب نجاة أفلت من زحمة مريديه .

لقد كان يتهادى خاوياً لا يعتليه أحد حتى بلغ جسدي العائم وحين لامسني أو كاد يلامسني أدركت أنه قارباً للنجاة

وهنا كدت ابكي فرحاً وسعادة ولم أتريث لحظة واحدة بل سارعت إلى التشبث فيه .. وحين حاولت الصعود فوق ظهره أعيتني الحيلة في ذلك

.. فلقد أخذ البحر مني كل جهد وقوة .. وقارب النجاة هذا يتكون من طبقتين هوائيتين .. ولم أستطع النهوض بجسمي

واعتلائهما حتى أرتمي في وسط القارب .. وحين خانني الجهد وأصبحت مفلساً في صعود القارب .. خطرت لي فكرة سريعة

وهي ربط القارب بذراعي من حزامه المحيط حتى آخذ قسطاً من الراحة والاسترخاء .. ثم أحاولة صعود القارب من جديد .

وبعد مضي قرابة النصف ساعة من الوقت عاودتني الرغبة من جديد إلى صعود القارب .. ولكن هذه المرة كنت أكثر هدوء وطمأنينة

لذا لم أسارع إلى ارتقائها من مكاني .. ولكن أخذت أستدير عليها وأذرعي لا تنفك عن التشبث بها .

حتى عثرت في مؤخرة القارب على مكان مخصص للصعود .. وحين أصبحت في وسط القارب .. تنفست الصعداء وأحسست ببعض الأمان

ولكن راعني أن أجد قارب النجاة وقد امتلئ بماء البحر.. ليصل مستواه في بطن القارب إلى مستوى مخيف جداً .

فخشيت من مغبة ذلك وسارعت إلى فعل أيّ شئ .. ولكن آلمنى وأحزنني افتقاري لأي وسيلة أرفع بها الماء وأدفعه خارج القارب

فكانت أكفي المضمومة هما الوعاء اليتيم الذي بوسعي إيجاده .. فأخذت أخرج الماء بحرص ومثابرة وتواصل

ولكن في النهاية غلبني الموج الهادر وأصبح يقذف في بطن السفينة أضعاف ما أخرجه منها حتي تعبت ومللت وأصابني اليأس والخور

فسلمت أمري إلى الله وتمددت في بطن القارب وغاص جسمي في الماء الدافئ الذي يحتويه .. مسنداً رأسي على مقدمة القارب

ثم ذهبت في نومة متقطعة وغريبة .

وأصبح القارب يهيم على وجهه ويذهب كف شاء والأمواج والرياح تتقاذفه من كل جانب .

وفي تقديري أن الوقت في تلك اللحظات كان يسبق الفجر بساعة أو تزيد قليلاً .

فكنت استغرق في النوم وأشعر بلذة الراحة .. حتى تنتشلني من هدوئي ورقدتي موجة عاتية تقذف الماء البارد فوق وجهي

فأنتبه مذعوراً خائفاً فزعاً .. ولكن تراكم السفر والسهر وأهوال غرق العبارة يجعلني مجهداً حتى الثمالة

فلست ألبث غير لحظات قليلة ثم أعاود النوم من جديد

وفي إحدى فترات النوم طال استغراقي إلى وقت لست أدركه .. حتى أيقظتني موجة عاتية سكبت ماءاً غزيراً على بدني ووجهي .

فتنبهت مذعوراً كالعادة وفتحت عيناي عن آخرهما .. وأنا أشعر ببرد شديد ..

ولكن راعني أن أجد الشمس قد أشرقت لصبيحة الجمعة .. وأصبحت أرى البحر المخيف يزمجر في وضح النهار ..

فالتفت يمنة ويسرة ورفعت رأسي عالياً .. وعيناي تبحث بقلق ورهبة عن رفاق العبارة وعن صديقي عبدالإله

ولكن لا فائدة .. لست أرى فيما حولي غير مياه البحر الهائجة .. وعندها نهضت من رقدتي وتوضأت من بطن القارب ثم صليت الفجر

وأطلت فيها وأنا أبتهل وأدعو الله أن ينجيني ويجمعني بصديقي عبد الإله .

.
.
.
.
.
.
.
.
:

تصبحون على خير :a16[1]:

ام المقداد
30-03-06, 03:00 am
والله يالحظ..:(
استحكمت الزواله يوم وصلت اهم
نقطه بالقصه ..
مير الحمد لله على السلامه..<<اغديه ينشحط ويكمل :)

لافي
30-03-06, 04:05 am
الله يجمعنا علي خير ميعـــاد =في جنة الفردوس نلقا بعضنا
حيث أن هالدنيا بها هم وبعاد =أبكت كثير ونادر ما أضحكتنــا

الله يرحمك با أبو حمد ويتقبلك شهيدا راحت الأيام الجميلة بعد فرقاك ولكن (مالنا إلا ماكتب الله لنا)

بندر الحمر
30-03-06, 08:00 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هي الأقدار إذا لاحت لاتعرف صغيرا ولاكبيرا

وهي الأمواج إلى هاجت رأيت ما في بطنها خسارا

شكرا لك أخي الغالي أبوفالح على طرح هذه القصه ولي رجعه أخي أبوفالح

حنيش الملز
30-03-06, 08:17 pm
شكرا ابو فالح

ماقصرت بالعرض

قصمنجيه
02-04-06, 05:34 pm
كـعادتك يا ابو فـــالـح التشويق ديدنك .



*

الخاطوف
03-04-06, 03:35 am
ابوفالح الله يجزاك خير وشلون يبي يجين نووم
وانا مابعد كملت القصه الحين :12[1]:
حتى اقل شي المفروض انك حاطن موعد لأكتمال القصه
على العموم ابوفالح قصه رائعه وحركه حلوه ايضا
لاتتأخر بتكميل القصه تكفى تراي انتضره بكل شوق لمعرفت الاحداث

الخاطوف
03-04-06, 03:48 am
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابوفالح الله يجزاك خير وشلون يبي يجين نوم
وانا مابعد عرفت باقي الاحداث
لو انت الله يجزاك خير بس محدد لنا موعد
تكتمل بوه احداث القصه...
على العموم قصه رائعه وايضا حركه حلوه
بس تكفى ابو فالح لاتأخر بتكميل القصه
تراي انتضر احداث القصه على نار

الكربوني
03-04-06, 07:31 am
الله يغفر لعبدالله
والحمدلله على سلامة الناجين

اخوي ابوفالح
متابعين .... معك ....وبشوووق

البصراوي
03-04-06, 06:32 pm
اللـــــــــــه يسلمك ويهديك يابو صالح..........

انا اكثر المتحمسين ...خصوصا اني سامع ان الاخ عبدالاله ...وجدوووووووووووه وانا لاادري عن صحة الخبر...

واتمنى ذلك...


ولالالالالالالالالالالالالالالاتتأخـــــــــــــــ ر علينا .....

نرنر بريدة
04-04-06, 12:47 am
شكرا لك اخي الكريم

الأمبراطـــــور
05-04-06, 01:33 pm
تراي من اليوم وانا اقرى>>>> متابع




الله يرحم ابوك >>>>>> كونتينيو



تحياتي

أبوفالح
07-04-06, 05:39 pm
(( الجزء الرابع والأخير ))

.
.
.
.

ولكن لا فائدة .. لست أرى فيما حولي غير مياه البحر الهائجة .. وعندها نهضت من رقدتي وتوضأت من بطن القارب ثم صليت الفجر

وأطلت فيها وأنا أبتهل وأدعو الله أن ينجيني ويجمعني بصديقي عبد الإله

وبعد أن فرغت من أداء صلاة الفجر.. لم يكن في وسعي عمله غير أن اضطجع في بطن القارب من جديد منتظراً فرج الله وإنقاذه

وطيلة نهار الجمعة والموج لا يتوقف عن الهيجان والعبث بقاربي الهائم على غير هدى

وحين أصبحت الشمس في كبد السماء صليت الظهر والعصر جمعاً وقصراً .. لقد كنت لا أعي من الوقت غير هذا

فالشمس هي المؤشر اليتيم الذي أحفل بتواجده .

وكنت طيلة نهار الجمعة أنظر بترقب وأمل وإلحاح نفسي مسرف في تلهفه .. أن يصل إلى مكاني فريق إنقاذ ينتشلني من هذا القارب

ويعيدني إلى جنة اليابسة والأمان .. لقد كنت في هذا القارب عدا إيماني بالله أفتقد لأدنى أسباب الحياة المعيشية

ليس هناك ماء .. ليس هناك طعام .. حتى المجاديف لا تتواجد في هذا القارب

لقد كنت أشبه ما أكون بقطعة خشب عائمة لا يحفل بها ولا يدرك من أمرها شيئاً ... فما حولي هو البحر ثم البحر ولا شئ غير البحر .

وفي تلك اللحظات اليائسة .. أخذ ينتابني شعور مقلق جداً وهو أيضاً قريب جداً ..

يا ترى ماذا ستكون عليه حالتي لو ظللت على هذا الوضع الراهن لأيام قادمة ... قطعاً سأهلك عطشاً وجوعاً فوق هذا القارب

حتى وإن كان غرق العبارة ليلة البارحة وفراق صديقي وما أعقب ذلك من أهوال .. يجعلني في عزوف وعدم رغبة في المأكل أو المشرب

ولكن هذا إلى أمد قريب .. وأنا قطعاً لا أستطيع التحكم في طاقتي وجهدي طوال الوقت

بل ستضعف قوتي وتتراخى أعضائي حتى ألفظ أنفاسي فوق هذا القارب العائم .. وماذا يجدي نفعاً لو عثروا على جثتي بعد ذلك

وهي ممددة في جوف القارب وقد أنتنت وتضاعف حجمها .. وحين وصلت إلى هاجس الوفاة أخذ يلوح أمام عيني .. وجه أمي وثغرها الطاهر

لقد ودعتها وقبلت رأسها بعد أن كذبت عليها وأخبرتها عن رحلة برية سأقضيها في أطراف المدينة

تمنيت في تلك اللحظات أني صدقتها القول ولم أماري في وجهتي .. فأنا لست أريد أن تكون اللحظة الأخيرة مع أمي كذبة تنطلي عليها..

فقطعاً سيتضاعف حزنها وستدوم حسرتها حين تدرك هذا المصير .. وعندها ستبكي حبيبتي ثم تبكي و تبكي

ولا شئ في الأفق الفسيح أهمني أمره في تلك اللحظات العائمة .. غير بكاء حبيبتي أمي .

وحين يلح هذا الهاجس المؤلم في تفكيري .. كنت أرفع أكفي إلى السماء داعياً الله بصدق وضراعة أن ينجيني ويلطف بأمري .

وحين خيم الظلام في مساء هذا اليوم الجمعة وتوارت الشمس تماماً عن أفق البحر الأحمر

توضأت من جديد وصليت المغرب والعشاء جمعاً وقصراً .

بعدها .. تمددت كا العادة وأصبحت أبحث عن النوم والهروب من هذا الواقع ولا شئ غير ذلك يمكنني فعلة .. وفي تلك الليلة ( ليلة السبت )

تواصلت زمجرة الموج وهديره .. وأصبحت أستيقظ مع كل هجمة موج جديدة .. ثم لا ألبث غير قليل حتى أغيب في النوم من جديد

فقد اعتدت على هذا السيناريو .. حتى كنت أستيقظ وأنام مراراً وتكراراً في تلك الليلة

لكن لم أكن لأعي ماهو الوقت وكم مضى من الليل .. فالظلام حالك .. ولا شئ غير الظلام .

و قبل الفجر بساعة أو ساعتين .. لست أدري .. أخذتني نومه طويلة .. بل مستغرقة جداً

فأنا لم أفق إلا بعد بزوغ الشمس من صبيحة يوم السبت وحين فتحت عيناي بصعوبة وتثاقل

أخذت أرى الشمس ساطعة وقد ارتفعت في الأفق وسهامها المشرقة تداعب عيناي المغمضة منذ تباكير الصباح الأولى دون أن أشعر .

ولم أكن بحاجة إلى طول تفكير .. حتى أدرك سبباً لساعات النوم المتواصلة

فالبحر في ذلك الصباح كان يتسم بهدوء غريب جداً .. والشمس بدت مشرقة على غير العادة

فالسكينة والدفء هما السببان في لذة النوم المتأخرة وقد أطربني وسرني رؤية البحر في ذلك الصباح وقد بدأ أشبه بمرآة تفترش سطح البحر

فليس هناك أمواج .. وليس هناك صخب .. حتى قاربي أصبح لا يتأرجح البتة .

ولكن سعادتي لم تدم غير قليل .. حتى أدركت حدثاً طارئاً جعل قلبي يهبط بين أرجلي من شدة الخوف

ذلك أن القارب يتكون من طبقتين هوائيتين .. فبصرت بالطبقة الأولى وقد سربت هوائها بالكامل

وأصبح جوف القارب بطبقته الثانية يقترب كثيراً وكثيراَ من سطح البحر .

فكنت أتساءل بألم وخشية .. كيف تسرب الهواء ؟ .. وهل سيتسرب هواء الطبقة الثانية هو الآخر.. ؟

تساؤلات مخيفة لست أجد لها جواباً في داخلي غير الترقب وتسليم المصير .

وقد يكون التساؤل الوحيد الذي استطيع أن أجد له إجابة محددة .. بل جازمةً .. هو أن القارب بوضعه الجديد

لن يستطيع الصمود أكثر من دقائق معدودة لو زمجر البحر من جديد وتعالت أمواجه العاتية كما في البارحة وقبل البارحة

وهنا أيضاً لست أجد غير تسليم المصير وانتظار ما كتبه الله في أجلي .

ولأن الشمس مشرقة هذا الصباح والموج لن يغمرني بمائه .. فقد ارتفعت قليلاً عن جوف القارب وجمعت ثوبي بعيداً عن قعره الممتلئ بالماء

حتى يذهب البلل من ثوبي وبدني ولأشعر بالدفء والحرارة .. فجسمي أهلكته البرودة في اليومين الماضيين

وبعد ذلك استلقيت على ظهري وأنا أشعر بجوع وخدر وهزال .. والكثير من اليأس والحيرة .

وفي تلك اللحظات الساهمة .. أخذ يتناهى إلى سمعي صوت خافت وغريب في نغمه .

فأرهفت سمعي جيداً .. والأمل أخذ يدب إلى قلبي .. بل لم استطع الصبر لحظة واحدة فقد سارعت إلى النهوض

ونظرت يمنة ويسرة .. وأكفي خلف أذناي يحدثان تركيز وإرهاف سمعي أكثر

ولكن لا فائدة .. لاشئ في الأفق .. فهناك البحر ولا شئ غير البحر

فنكست رأسي ورجعت إلى وضعي اليائس مرة أخرى .. ولكن لم ألبث غير دقائق قليلة .. حتى أصبح الصوت أكثر وضوحاً

فعاودني أمل النجاة من جديد .. و حين أدركت هذا الصوت لا يشبه هدير الموج أصبح الأمل يتضاعف في قلبي

فصوت الموج حفظته عن ظهر قلب .. أضف إلى هذا أن البحر في تلك اللحظات المرهفة ساكن جداً لا يحدث أدنى موج ..

فهذا الذي يتناهى إلى سمعي هو أشبه ما يكون بصوت محرك .. نعم هو أشبه ما يكون بمحرك قارب

وعندها أجهدت النظر وأخذت أرقب جيداً في سطح البحر .. ولكن لا فائدة لست أرى شيئاً البتة

حتى أخذ الصوت يقترب ويقترب ليصبح أكثر وضوحاً وحدة .. فكنت مشدوهاً مذهولاً لست أدري ما أفعل

حتى كنت أنظر في أمامي وعن يميني وعن يساري بشغف وترقب وانبهار.. ولكن لم تشاهد عيناي شيئاً البتة .

فهناك صوت ولا شئ غير الصوت .. حتى أصبحت أشك في حقيقة سماعي .. وأخذ يدب إلى قلبي هاجس الإيحاء وأحلام اليقظة .

لكن ذلك الصوت أصبح قريباً جداً وصخب المحركات لا يخفى إدراكه .. وهنا فقط .. التفت إلى الخلف

وهي الجهة الوحيدة التي كنت أمرر عليها نظري سريعاً دون تركيز أو عناية .. وهنا اتسعت عيناي عن أخرهما وفغرت فمي بشدة

وأصبحت أنظر وأنا لا أكاد أصدق .. أحقاً ما تراه عيناي ( لنش إنقاذ ) .. كنت أبصره بوضوح وهو يشق عباب الماء متجهاً إلى قاربي الصغير

وفي أعلى اللنش .. هناك راية التوحيد تخفق في الهواء .. فأدركت سريعاً أن هذا اللنش يتبع خفر السواحل السعودية

وعندها أصابني ما يشبه الهستريا والخوف من عدم رؤيتهم لقاربي .. فقد انتصبت سريعاً في بطن القارب

وأخذت ألوح بشدة وأصرخ بأقصى ما أستطيع .. ولم أزل في تواصل مع صخبي ونشاطي .. حتى توقف اللنش قريباً مني

ورمى أحد الطاقم بحبل غليظ .. وأمرني بربطه في قاربي الصغير

فلم أتمالك في تلك اللحظات .. غير أن خررت ساجداً في بطن القارب وتغطى وجهي بالماء الذي يسكن قعره

ولكن لم أحفل بذلك .. بل أخذت أتفوه بعبارات الشكر والحمد والثناء لله تعالى على أن يسر لي هؤلاء المنقذين .

وحين صعدت لنش الإنقاذ .. تلقفني أحد الأفراد سريعاً ولفني بلحاف سميك ثم منحني قليلاً من الماء وهو يطلب مني الهدوء والراحة .

وفي تلك اللحظات صاح أحد الأفراد وهو يطالع بمنظار مقرب قائلاً : ( هناك قارب نجاة ) .. فاتجه اللنش صوب مكانه .. وحين بلغناه

أحزنني بشده أن يكون فارغاً لا يمتطيه أحد .. ولم نلبث غير قليل حتى صاح مرة أخرى .. أشاهد قارب نجاة آخر

فسارع القائد إليه .. وحين اقتربنا منه إذا هو يحمل أحد الأخوان المصريين .. فتم إنقاذه با الطريقة نفسها .. ثم واصلنا البحث عن ناجين

حتى صاح من يطالع بالمنظار عن مشاهدته لقارب نجاة آخر .. وحين بلغنا مكانه .. كنّا على موعد مع مفاجأة جميلة

فقارب النجاة يكتظ بمجموعة الرجال .. فأخذت أسابق النظر إليهم وأنا أتمنى بشوق وترقب أن يكون صديقي عبدالإله أحد هؤلاء الناجين

ولكن لم يحدث هذا .. فجميع الناجين من الأخوان المصريين .. عدا سعودي واحد هو أخي المعاق ( الدوسري )

وهو الذي خرج وتحدث عبر قناة المجد الفضائية .

وبعد إنقاذ هؤلاء الحزمة من الرجال .. عاودنا البحث والتجوال من جديد .. وبعد مضي قرابة الساعتين دون العثور على أحد

توجه قائد اللنش صوب ميناء ضبا .. وحين بلغنا الميناء .. تلقفتنا الأيدي الطبية بالرعاية والعطف وتلمس الحاجات

وتلقفتنا العدسات الصحفية باللقاءات والتساؤلات والفضول المسرف .

ولم أمكث غير قليل في الميناء .. حتى دلفت في سيارة إسعاف مجهزة بالكامل ، انطلقت سريعاً إلى مستشفى تبوك التخصصي

وبعد تجاوزي مرحلة الثقة والاطمئنان على صحتي .. تم نقلي إلى فندق في وسط مدينة تبوك

وفي غرفة الفندق كنت على موعد عشق ولهفة وغرام مع سرير الغرفة

فارتميت في أحضانة .. وذهبت سريعاً في نومة مريحة ولذيذة بل مستغرقة جداً .

نومة لا يشوبها إطلاقاً .. هدير موج .. أو تأرجح قارب أو هاجس غـــــرق



((((( تمت )))))

[line]



ملاحظة

حتى هذه اللحظة ... يوم الجمعة 9/3/ 1427 هــ الثانية والنصف بعد الظهيرة

ليس هناك خبر صادق عن نجاة صديقي عبدالإله

لذا .. أسأل الله العلي القدير أن تقر عيني برؤية وجهه وتتشنف آذاني بسماع صوته وحديثه

وإن كان قدر الله وأجله المحتوم سبق إليه في عرصات البحر .. فأسأله بمنه وكرمه أن يتقبله شهيداً عنده
.
.
.
.
.
.



أعذب تحية للجميع

بريــداوي
07-04-06, 08:35 pm
الحمد لله انه نجا

وابي اي مشرف على هالمنتدى
يعطين ايميله

بندر الحمر
09-04-06, 06:15 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لك أخي أبوفالح والحمد لله على نجاة أخينا

ونتمنى سلامة أخية

ونأمل من الله العلي العظيم أن يتغمد المتوفين ويرزقهم الشهادة و

الجنة والرحمة والمغفرة إنه ولي ذلك

نشكر لك طرح القصة كما نشكر لضيفنا سرد هذه القصه الخيالية الحقيقيه

شكرا لك م

المشوت
13-04-06, 08:16 pm
متابع بكل لهف لهذه القصة والتي يتميع صاحبها بموهبة الابداع الاسلوبي 0000000

RAYAN 766
14-04-06, 01:13 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو فالح الله لايهينك ننتظر منك البقية

أخوك

RAYAN 766

عسسل بريدة
16-05-06, 06:43 pm
اخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ
بعد مادخلت جو ابوفالح الله لايهينك لاتتأخر علينا حنا بانتضارك بفارغ الصبر
شكراً لك اخي الكريم على هذا المقال

nadem
29-05-06, 09:12 pm
بانتظار باقي القصه أخي أبوفالح