المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وتخرَّجَ الكسولُ بعدَ لأيٍ !


ناصرالكاتب
07-03-06, 03:09 pm
بسم الله الرحمن الرحيم

سمعتُ أستاذَنا الدكتور إبراهيم المطوع –المدرس في قسم اللغة العربية بجامعة القصيم- يقولُ ما معناه: «يظهر لي أن الأفضلَ للأديب –من شاعر أو ناثر- حين يمر على ما يهيج نفسَه للكتابة: أن يُمسِكَ عنها حتى تهدأ نفسُه، ثم يكتب».

واعترضَ على رأيِه بعضُ مَنْ نُسِب إلى قرضِ الشعر –من الطلاب-؛ بحجة أن المشاعرَ إذا بردتْ برَدَ النصُّ.

هذا ما فهمتُ مما سمعت.

وأظنُّ أنَّ قولَ الطالبِ الذي جرَّب قرضَ الشعر أوجه من قول الأستاذ، والأستاذُ دارسٌ ولا نعيبه على هذا الرأي؛ إذ يختلف قول المنشئ المجرب عن قول الدارس والناقد، فالأول يتحدث عن تجربة والثاني يلتفت حين يتحدث إلى النظريات وما يقتبسه منها مِن رؤى ومقاييس. (وأظنُّ -أيضا- أن أستاذنا يوافقني في هذا التعليل).

ليس هذا ما أريد الحديثَ عنه، وإن كان ذا صلة به؛ إذ هو قطعةٌ من «التاريخ» -تاريخ دراستي الجامعيَّة- الذي أريد نفضه واستخراج بعضِ ما فيه من التجارب، وأتأمل سيْرَه لأبوح ببعض المشاعر..

وإيرادي لهذا الحوار إنما كان للوقوف على الصوابِ من الرأيين؛ فأنا منذ أن انتهت الاختبارات النهائية، وخشيةُ الرسوب تغشاني بين ساعةٍ وأخرى؛ إذ للرسوب توابعُ من الآلام كنتُ أخشى وقوعَها، ثم إنَّ هذه النتيجة تأخرَتْ عن المعتاد كثيرا، حتى برد ما في النفسِ قليلا، ثم إنها جاءت على التدريج؛ فكانت على غير ما أظنُّ من السوء، ولم تكن على ما أحب مِنْ ممكن المطامع.. نجحتُ في المواد إلا مادة لا يضرني إعادةُ امتحانِها، فامتحنتُها، ويسَّر الله لي النجاح فيها، وهذا يعني: تخرجي من الجامعة –ولله الحمد على كل حال-.

وهذا يعني –أيضا- أنني الآن أكتبُ هذه المقالة بعد أن «هدَأت النفسُ»؛ فهل سيكون النص المكتوب أفضل منه إذا كانت نتيجةُ الامتحانات قد خرجت في وقت اهتزاز النفس وثورة المشاعر؟

لا أظنُّ ذلك يا أستاذنا إبراهيم! فإن كنتم ترونَ أن الغارقَ في يَمِّ الأشجان تحجبُه حالُه عن ترتيب ما يريد إنشاءه؛ فإنَّ النفسَّ في رحلةِ الغرقِ هذه تطَّلِع على أسرارٍ من أسرارها ودفائِنَ من مخبوءِ أفكارِها لم تكن لتطلع عليه في غير هذه الحال!

إنَّ حرقةَ الندم لتهتك للنفس عن أصابع تشير إلى جهالات النفس: «هذا من ذاك أيتها النفس! ... هذا ما جنيت يا نفس!».

وإنَّ غمرةَ السعادة لتجلي أسرارا من الجمال الطبيعي.. يراها السعيدُ عقودَ نورٍ عُلِّقت لفرَحِه، أو عصافير روضة غرَّدتْ من أجله.

وللبوحِ مجلسٌ آخر يتبع –إن شاء الله-.

عجولي
07-03-06, 03:14 pm
شكراً لك اخي الكريم على هذا المقال

ناصرالكاتب
08-03-06, 09:23 am
حياك الله أخي الكريم.

بنت الشرقيه
08-03-06, 09:45 am
صباح الخير

انا مع الدكتور بصراحه
لاني اقيس الموضوع على نفسي
لو حاولت الكتابه وانا امتلك الدافع القوي والعوامل القويه التى جعلتني احرك اصابعي على الكيبورد
لازم اكتب كلام بيعجبني في اللحظه لكن يمكن مايعجب غيري
لكن لوا جلت الكتابه الى ان تهدأنفسي مع بقاء فكره عن الموضوع وابعاده
لظهرت كتابتي في رونق جميل وطريقه تعجبني اكثر وربما اقنعت فيها الاغلبيه
مثل المحامي لا يبني دفاعه الابعد دراسه القضيه
والا ضاع المتهم بسبب ان المحامي لم تهدأنفسه من بعد قرأته للقضيه
لهذا يؤجلون المحامين وينقضون الحكم

اعجبني موضوعك اخي ناصر الكاتب
تحياتي

ناصرالكاتب
08-03-06, 09:57 am
حياكِ الله بنت الشرقية.

ولعل التفريق بين نوعين من الكتابة، هو الذي يجعلنا نعالج هذه المسألة بدقةٍ أكثر:

الضرب الأول: الكتابة الوجدانية، وهو ما كنتُ أعنيه في مقالتي.

الضرب الثاني: سائر الكتابات: من علمية ووعظية وغير ذلك.


فأما الضرب الأول؛ فيظهر لي أن الإقدام عليه حال اهتزاز النفس وثورة القريحة: أفضلُ لفنيِّة الكتابة.

أما الثاني: فلا.

عبدالله30
08-03-06, 01:53 pm
عزيزي00ناصر00

تحية طيبة00



الضرب الأول: الكتابة الوجدانية، .

من الافضل اللحاق على ثورة المشاعر0


الضرب الثاني: سائر الكتابات: من علمية ووعظية وغير ذلك.

التأني قد يكون جميلا0


شكرا لروعتك0

الرمادي
09-03-06, 11:20 pm
اخي العزيز ناصر الكاتب



كثيراً ماامسك القلم لأكتب مايخالج النفس من مشاعر وقت ثورتها فإن أكملت مابدأت في وقته وإلا فإن البرود يقضي عليه ويجعلني انسى ماكنت اريد كتابته


اتفق معك تماماً برأيك



تقبل تحياتي ,,,,