قصمنجيه
13-02-06, 08:58 pm
قبل أن أترجل من السيـارة.. هاتفت قريبتي.. عند أي بوابة أنتي ؟
فجـاءني صوتها يتسلل من بين الضجيج خافت
... يكتنفه جمود بدا لي واضح ..."عند بوابة ثلاثة "....
فتقدم أخي من البوابة الأولى ..إلى بوابة ثلاثة لأسواق النخيل
نزلت مِن السيارة , و طليت برأسي إلى أخي الذي يتبوأ مكانه خلف المقود
شكرته مُجَامِلة على إيصـالي ... و لكنه لم يرد .. كنت أعلم أنه ضاجر كونه سينزلني وحدي
كان ذالك واضح منذ أن استقلني من المنزل ... و لكن تجاهلت ضجرة طوال الطريق ..
أثرثر رغم أنه لا يرد علي.. سوى بهز رأسه ... و أتشاغل بعباءتي فأرفعها إلى رأسي رغم أنها
أصلا لم تنحدر منه ... و أنبش حقيبتي...
أفعل كل هذا لكي أقطع طول الطريق ..... الذي بدا لي أطول من المعتاد
لم يكن أخوتي يستطيبون أن ينزلوني لوحدي في السوق إلا بوجود والدتي معي .. أو أحدى
شقيقـاتي الآتي بلغن مبلغ النسـاء ...
ولكن تأتي ظروف أحيانا تجعلني أخالف قوانينهم رغم رضائي عنها ....
كان لإلحاح قريبتي دوراً في مخالفتي إياهم ...
وحينما هممت بإغلاق باب السيارة ... همهم أخي : انتبهي لـ نفسك ... قال ذالك ناصحاً
شكرته على اهتمامه .. و أغلقت باب السيارة خلفي .. ومضيت إلى البوابة ..
تشيعني دعوات أخي ............. أو ربمـا لعنــاته ؟؟
حينما اقتربت من الباب الآلي ... أنفرج عن قريبتي .... وهي تجلس على حافة
حوض نخلة صممت لزينة ...كان يبدو لي شكلها مبعثر لا أعلم لماذا
سألتها بعد ما تصافحنا ... أن كانت قد اشترت شيئاً أم لا ...؟؟
فأخبرتني أن هذا مكانها منذ وصولها ....فهي تنتظرني
مشينا و انحرفنا يساراً حيث أخبرتني أنها أول ما تريد هو أن تشتري ساعة ...
تحاذت خطواتنا ... رمقت محل أكسسواريز يساراً.. قلت لها محاولة قطع صمتنا
كم وددت أن أنام في هذا المحل ... ضحكت هي وقالت : تودين منه شيئاً
قلت لها مازحة .. لم أستلم شيكي من الوليد بعد ...
ضحكنا وواصلنا مسيرنا
خيل إلي أنني اسحب الصمت معي ... فلم تك صاحبتي سوى كتلة من الصمت
كنت أعلم أن هناك خطب ما يجثم على قلبها ... حاولت أتجاهله و أتكلف
المزح معها ... ملنا حيث الحميضي لسـاعات .. فدلفناهـ
قلت لها : هل هناك ماركة معينه تودين أن تشتري منها ..؟؟
قالت : لا.. لا يهم .... فتشنا عن ما يروق لهــا وقعت عينها على ساعة لا أذكر
ماركتها .. ولكن كانت بحدود 2600 قلت لها : سعرها مناسب ..؟
فأومأت برأسها موافقة ... أشرنها على البائع .... تكلم كثيرا عن مميزتها و لكن لم
نلتفت له .. كنا نعلم أنه يريد فقط أن يجعلنا لا نغير رأينا فيها
قبل أن نخرج منه قالت صاحبتي : هناك الكثير الذي ينبغي علينا أن ننجزه قبل
ساعتين .. قلت لها : بل ساعة لو أردتِ
حينما هممنا بـ الخروج من المحل قالت ببرود : طوال اليوم لم نتحادث
فلم يكن الأمر يحتاج إلى ذكاء ... فأدركت أنها تقصد زوجها
لم يكن هناك خلافات بيننا ...قالت ذالك مردفة ..
فصمت أشحذ منها مواصلة الكلام ....
فواصلت ....
هو لا يتحدث و لا يريد أن يسمع مني الكلام .. أنني أبحث عن أي أمر لكي أكسر الصمت
بيننا , فأحدثه عن ما يجب أن أقوله له ..وما لا يجب أن يعلم به...
فقط أفعل كل هذا لأخرجه من صمته ... ولكن في كل مرة حينما أستمر بـ الكلام
يقول لي بشكل مباشر : أسكتي لا أريد صداع ..
قلت لها : وهل تحتاجين إلى من يلقمك حجراً لتعين أنك تثرثرين أكثر من ما يجب ؟
لم تستسيغ ثقل ردي فـ تجاهلته
و قالت مواصلة شكواها ..
لا اعلم لماذا أشعر أن بيننا هوة كبيرة ..
تمتمت بذالك شاردة ... فدار بيننا صمت لبرهة ..
و أختلط معه وقع خطواتنا..بـ ضجيج المارة
فـ قَطعتُ الصمت بقولي : أحياننا التزم الصمت لـ 6 أو 7 ساعات لا أحدث أحد ...
ليس لشيء ... ولكن فقط أشتهي الصمت ..
و متى ما كنا لا نريد أن نتكلم.. فنحن لا نريد أن نسمع ....
فذاك زوجك ... أعلمي و أنـأي بـ نفسك..عن وصمه لكِ بـ الثرثارة فحينما لا يتكلم
فهو لا يريد أن يسمع أيضاً ...
هناك أمور كثيرة تستطيعن أن تلفتي انتباهه بها ... بعيداً عن كثرة الكلام
الذي تعلمين أنه يتضجر منه ...هناك فتور واضح بينكم ....
فقاطعتني : أفعل كل ما بوسعي .. ولكن هو لا يفعل شيئاً
قلت لها : جميعنا نظن أن نحن على صواب والآخر على خطأ ..!!
ثقي أن لو كان نصف ما تسعين إليه صائب , لا رأيتِ نتيجة مبهرة أمامكِ
و لكن ما فائدة السعي إذ كان خطئاً ...
فاستدركت بقولي : في أحايين كثيرة تكون الصراحة جارحة ....
ولم تعلق هي..
فطوانا الصمت ...أخذت أثناءها أقرأ الوجوه الغادية و المقبلة
ترى كم خلفها , من شؤون تطيب من جهة , و تـ تعكر من أخرى ..
يا الله كم هي كبيرة هذه الحياة ..!!
و أستمرينا نحث خطواتنا ...
و نحن غارقتين لا يقربنا ببعضنا سوى جسدين , و أما فكرينا...
فما شرق بي قد غر بها ...و سبحنا ببحور التيه ردحاً من الهم ..
وعدنا من لجج الأفكار ..حينما وصلنا قبل المنعطف ..حيث محل مس سليفدريج ..
فهو مبتغانا .. دلفنا المحل , ففتشت عن غطاءٍ كان يحجب عيني
أخذت أشير عليها ..و هي لا تزال بفتورها ...
هذه القطعة مناسبة لكِ ..أقول هذا و أنا أعلم أنها لم تكن معي .. بل سارحة
بعيداً عني ..و لكن واصلت تجاهلي لـ سرحانها
وقلت : تلك مبهرة ستكون عليكِ, و أخرى .. أولول حينما أرآها
لشدة الرقي الذي تمتاز به , و لكن هي كما هي صاحبتي ...
فقط تقلب نظراتها في أركان المحل
و قالت ببلاهة : أي شيء يعجبكِ بتأكيد هو يعجبني
فأسقطت ما بيدي ..وحملقت بها و أقطبت ......
ثم قلت : الآن أدركت لما هو يملّ الحديث معك ...
لم تكوني صاحبة رأي أبداً ..
فجاءني صوتها من بين أسنانها الآتي أسمع صريرهن ...
لما أنت تلقين بكل شيء علي ؟؟... ألم يكفي ما ألاقيه...
تريني كما هو.. أنني لا أصلح لشيء أبداً ...
فضحكت كثيراً على ملاحظتها .. و قلت من بين ضحكي ..
ألا تعلمين أن العلاج دائماً يكون بأشد الشجر مرارة !!
فـ قطعت لها وعداً بأن في وقتٍ أوسع ..
سأكون معها لكي ننظر بعينٍ أشمل لما ينغص عليها ..
فجـاءني صوتها يتسلل من بين الضجيج خافت
... يكتنفه جمود بدا لي واضح ..."عند بوابة ثلاثة "....
فتقدم أخي من البوابة الأولى ..إلى بوابة ثلاثة لأسواق النخيل
نزلت مِن السيارة , و طليت برأسي إلى أخي الذي يتبوأ مكانه خلف المقود
شكرته مُجَامِلة على إيصـالي ... و لكنه لم يرد .. كنت أعلم أنه ضاجر كونه سينزلني وحدي
كان ذالك واضح منذ أن استقلني من المنزل ... و لكن تجاهلت ضجرة طوال الطريق ..
أثرثر رغم أنه لا يرد علي.. سوى بهز رأسه ... و أتشاغل بعباءتي فأرفعها إلى رأسي رغم أنها
أصلا لم تنحدر منه ... و أنبش حقيبتي...
أفعل كل هذا لكي أقطع طول الطريق ..... الذي بدا لي أطول من المعتاد
لم يكن أخوتي يستطيبون أن ينزلوني لوحدي في السوق إلا بوجود والدتي معي .. أو أحدى
شقيقـاتي الآتي بلغن مبلغ النسـاء ...
ولكن تأتي ظروف أحيانا تجعلني أخالف قوانينهم رغم رضائي عنها ....
كان لإلحاح قريبتي دوراً في مخالفتي إياهم ...
وحينما هممت بإغلاق باب السيارة ... همهم أخي : انتبهي لـ نفسك ... قال ذالك ناصحاً
شكرته على اهتمامه .. و أغلقت باب السيارة خلفي .. ومضيت إلى البوابة ..
تشيعني دعوات أخي ............. أو ربمـا لعنــاته ؟؟
حينما اقتربت من الباب الآلي ... أنفرج عن قريبتي .... وهي تجلس على حافة
حوض نخلة صممت لزينة ...كان يبدو لي شكلها مبعثر لا أعلم لماذا
سألتها بعد ما تصافحنا ... أن كانت قد اشترت شيئاً أم لا ...؟؟
فأخبرتني أن هذا مكانها منذ وصولها ....فهي تنتظرني
مشينا و انحرفنا يساراً حيث أخبرتني أنها أول ما تريد هو أن تشتري ساعة ...
تحاذت خطواتنا ... رمقت محل أكسسواريز يساراً.. قلت لها محاولة قطع صمتنا
كم وددت أن أنام في هذا المحل ... ضحكت هي وقالت : تودين منه شيئاً
قلت لها مازحة .. لم أستلم شيكي من الوليد بعد ...
ضحكنا وواصلنا مسيرنا
خيل إلي أنني اسحب الصمت معي ... فلم تك صاحبتي سوى كتلة من الصمت
كنت أعلم أن هناك خطب ما يجثم على قلبها ... حاولت أتجاهله و أتكلف
المزح معها ... ملنا حيث الحميضي لسـاعات .. فدلفناهـ
قلت لها : هل هناك ماركة معينه تودين أن تشتري منها ..؟؟
قالت : لا.. لا يهم .... فتشنا عن ما يروق لهــا وقعت عينها على ساعة لا أذكر
ماركتها .. ولكن كانت بحدود 2600 قلت لها : سعرها مناسب ..؟
فأومأت برأسها موافقة ... أشرنها على البائع .... تكلم كثيرا عن مميزتها و لكن لم
نلتفت له .. كنا نعلم أنه يريد فقط أن يجعلنا لا نغير رأينا فيها
قبل أن نخرج منه قالت صاحبتي : هناك الكثير الذي ينبغي علينا أن ننجزه قبل
ساعتين .. قلت لها : بل ساعة لو أردتِ
حينما هممنا بـ الخروج من المحل قالت ببرود : طوال اليوم لم نتحادث
فلم يكن الأمر يحتاج إلى ذكاء ... فأدركت أنها تقصد زوجها
لم يكن هناك خلافات بيننا ...قالت ذالك مردفة ..
فصمت أشحذ منها مواصلة الكلام ....
فواصلت ....
هو لا يتحدث و لا يريد أن يسمع مني الكلام .. أنني أبحث عن أي أمر لكي أكسر الصمت
بيننا , فأحدثه عن ما يجب أن أقوله له ..وما لا يجب أن يعلم به...
فقط أفعل كل هذا لأخرجه من صمته ... ولكن في كل مرة حينما أستمر بـ الكلام
يقول لي بشكل مباشر : أسكتي لا أريد صداع ..
قلت لها : وهل تحتاجين إلى من يلقمك حجراً لتعين أنك تثرثرين أكثر من ما يجب ؟
لم تستسيغ ثقل ردي فـ تجاهلته
و قالت مواصلة شكواها ..
لا اعلم لماذا أشعر أن بيننا هوة كبيرة ..
تمتمت بذالك شاردة ... فدار بيننا صمت لبرهة ..
و أختلط معه وقع خطواتنا..بـ ضجيج المارة
فـ قَطعتُ الصمت بقولي : أحياننا التزم الصمت لـ 6 أو 7 ساعات لا أحدث أحد ...
ليس لشيء ... ولكن فقط أشتهي الصمت ..
و متى ما كنا لا نريد أن نتكلم.. فنحن لا نريد أن نسمع ....
فذاك زوجك ... أعلمي و أنـأي بـ نفسك..عن وصمه لكِ بـ الثرثارة فحينما لا يتكلم
فهو لا يريد أن يسمع أيضاً ...
هناك أمور كثيرة تستطيعن أن تلفتي انتباهه بها ... بعيداً عن كثرة الكلام
الذي تعلمين أنه يتضجر منه ...هناك فتور واضح بينكم ....
فقاطعتني : أفعل كل ما بوسعي .. ولكن هو لا يفعل شيئاً
قلت لها : جميعنا نظن أن نحن على صواب والآخر على خطأ ..!!
ثقي أن لو كان نصف ما تسعين إليه صائب , لا رأيتِ نتيجة مبهرة أمامكِ
و لكن ما فائدة السعي إذ كان خطئاً ...
فاستدركت بقولي : في أحايين كثيرة تكون الصراحة جارحة ....
ولم تعلق هي..
فطوانا الصمت ...أخذت أثناءها أقرأ الوجوه الغادية و المقبلة
ترى كم خلفها , من شؤون تطيب من جهة , و تـ تعكر من أخرى ..
يا الله كم هي كبيرة هذه الحياة ..!!
و أستمرينا نحث خطواتنا ...
و نحن غارقتين لا يقربنا ببعضنا سوى جسدين , و أما فكرينا...
فما شرق بي قد غر بها ...و سبحنا ببحور التيه ردحاً من الهم ..
وعدنا من لجج الأفكار ..حينما وصلنا قبل المنعطف ..حيث محل مس سليفدريج ..
فهو مبتغانا .. دلفنا المحل , ففتشت عن غطاءٍ كان يحجب عيني
أخذت أشير عليها ..و هي لا تزال بفتورها ...
هذه القطعة مناسبة لكِ ..أقول هذا و أنا أعلم أنها لم تكن معي .. بل سارحة
بعيداً عني ..و لكن واصلت تجاهلي لـ سرحانها
وقلت : تلك مبهرة ستكون عليكِ, و أخرى .. أولول حينما أرآها
لشدة الرقي الذي تمتاز به , و لكن هي كما هي صاحبتي ...
فقط تقلب نظراتها في أركان المحل
و قالت ببلاهة : أي شيء يعجبكِ بتأكيد هو يعجبني
فأسقطت ما بيدي ..وحملقت بها و أقطبت ......
ثم قلت : الآن أدركت لما هو يملّ الحديث معك ...
لم تكوني صاحبة رأي أبداً ..
فجاءني صوتها من بين أسنانها الآتي أسمع صريرهن ...
لما أنت تلقين بكل شيء علي ؟؟... ألم يكفي ما ألاقيه...
تريني كما هو.. أنني لا أصلح لشيء أبداً ...
فضحكت كثيراً على ملاحظتها .. و قلت من بين ضحكي ..
ألا تعلمين أن العلاج دائماً يكون بأشد الشجر مرارة !!
فـ قطعت لها وعداً بأن في وقتٍ أوسع ..
سأكون معها لكي ننظر بعينٍ أشمل لما ينغص عليها ..