mam999
13-02-06, 08:45 am
المرشد العائد من رحلة الموت لـ(عكاظ):
جثث الاطفال والنساء مشهد لن انساه مدى العمر
خالد الربعي (بريدة)
لم يصدق والد ووالدة الشاب فهد المرشد ان ابنهما عاد اليهما بعد ان كادا يفقدان الامل في نجاته من كارثة عبارة الموت.
وتحول منزل الاسرة في حي مشعل ببريدة الى افراح متصلة بعد ايام الحزن والدموع اثر شيوع خبر غرق العبارة السلام 98.
وكان المرشد غادر على متن العبارة برفقة ابن عمه لاجراء فحوصات طبية في القاهرة وقد كتب الله له النجاة فيما لم يعد ابن عمه حتى الآن ولا يعرف شيئاً عن مصيره.
عن تفاصيل رحلته بين الموت والحياة تحدث المرشد لـ(عكاظ) موضحاً انهما ركبا العبارة من ضباء بسبب عدم وجود حجز على الطيران واضطرا الى الجلوس على السطح لتفادي الازدحام الشديد في الغرف السفلية.
ومع انبعاث رائحة الدخان يقول فهد: اتجهنا الى ملاحي العبارة الذين طمأنونا بان المشكلة بسيطة وتم التغلب عليها.. ومع مرور الوقت تسربت المياه الى الداخل وازداد ميل العبارة الى جانبها الايمن ورغم كل ذلك لم يطلب الطاقم من الركاب ارتداء سترات النجاة والنزول الى القوارب ففعلنا ذلك بمبادرات شخصية وقفزنا الى المياه وكانت هذه آخر مرة رأيت فيها ابن عمي الذي لا اعرف مصيره حتى الآن.
يتوقف المرشد وهو يسترجع تفاصيل اللحظات العصيبة التي عاشها وسط امواج البحر واهواله ثم يواصل قائلاً: بدأت اجدف وانا ابحث عن أي شيء اتمسك به رغم ارتدائي طوق النجاة.. كان المنظر قمة المأساة جثث اطفال ونساء ورجال كبار في السن من حولي وقد اخذ مني التعب كل مأخذ.. وفي حوالى الثانية فجراً اصطدم بي قارب بلاستيكي فقفزت اليه وبقيت فيه حتى الحادية عشرة من ظهر يوم الجمعة ولم يكن حولي سوى البحر من كل الاتجاهات ومن شدة الارهاق غلبني النوم رغم كل ما انا فيه من اهوال ولم اصح الا على صوت لم اتبينه في البدء وكان صادراً من مركب يعلوه علم المملكة عندها بكيت فرحاً.. وسارع رجال حرس الحدود الي واركبوني المركب وقدموا لي الطعام فيما كان احدهم يقرأ عليَّ القرآن.. وفي الطريق وجدنا اشقاء مصريين تم اركابهم في العبارة.
وبوصولنا الى ضباء يقول المرشد تم نقلنا الى مستشفى الملك خالد بتبوك ومنه الى فندق قبل ان نتجه الى جدة ومنها توجهنا الى مطار القصيم الاقليمي مع عدد من ابناء المنطقة الذين كتب الله لهم النجاة من عبارة الموت.
اما والد فهد ووالدته فيقولان: كان هاجس الغرق مسيطراً على كل تفكيرنا ولم يقطع هذا الهاجس سوى صوت فهد عبر الهاتف عندها تحول الحزن الى فرح والدموع الى ابتسامة والبكاء الى تهليل وتكبير.
14/1/1427 هـ
جثث الاطفال والنساء مشهد لن انساه مدى العمر
خالد الربعي (بريدة)
لم يصدق والد ووالدة الشاب فهد المرشد ان ابنهما عاد اليهما بعد ان كادا يفقدان الامل في نجاته من كارثة عبارة الموت.
وتحول منزل الاسرة في حي مشعل ببريدة الى افراح متصلة بعد ايام الحزن والدموع اثر شيوع خبر غرق العبارة السلام 98.
وكان المرشد غادر على متن العبارة برفقة ابن عمه لاجراء فحوصات طبية في القاهرة وقد كتب الله له النجاة فيما لم يعد ابن عمه حتى الآن ولا يعرف شيئاً عن مصيره.
عن تفاصيل رحلته بين الموت والحياة تحدث المرشد لـ(عكاظ) موضحاً انهما ركبا العبارة من ضباء بسبب عدم وجود حجز على الطيران واضطرا الى الجلوس على السطح لتفادي الازدحام الشديد في الغرف السفلية.
ومع انبعاث رائحة الدخان يقول فهد: اتجهنا الى ملاحي العبارة الذين طمأنونا بان المشكلة بسيطة وتم التغلب عليها.. ومع مرور الوقت تسربت المياه الى الداخل وازداد ميل العبارة الى جانبها الايمن ورغم كل ذلك لم يطلب الطاقم من الركاب ارتداء سترات النجاة والنزول الى القوارب ففعلنا ذلك بمبادرات شخصية وقفزنا الى المياه وكانت هذه آخر مرة رأيت فيها ابن عمي الذي لا اعرف مصيره حتى الآن.
يتوقف المرشد وهو يسترجع تفاصيل اللحظات العصيبة التي عاشها وسط امواج البحر واهواله ثم يواصل قائلاً: بدأت اجدف وانا ابحث عن أي شيء اتمسك به رغم ارتدائي طوق النجاة.. كان المنظر قمة المأساة جثث اطفال ونساء ورجال كبار في السن من حولي وقد اخذ مني التعب كل مأخذ.. وفي حوالى الثانية فجراً اصطدم بي قارب بلاستيكي فقفزت اليه وبقيت فيه حتى الحادية عشرة من ظهر يوم الجمعة ولم يكن حولي سوى البحر من كل الاتجاهات ومن شدة الارهاق غلبني النوم رغم كل ما انا فيه من اهوال ولم اصح الا على صوت لم اتبينه في البدء وكان صادراً من مركب يعلوه علم المملكة عندها بكيت فرحاً.. وسارع رجال حرس الحدود الي واركبوني المركب وقدموا لي الطعام فيما كان احدهم يقرأ عليَّ القرآن.. وفي الطريق وجدنا اشقاء مصريين تم اركابهم في العبارة.
وبوصولنا الى ضباء يقول المرشد تم نقلنا الى مستشفى الملك خالد بتبوك ومنه الى فندق قبل ان نتجه الى جدة ومنها توجهنا الى مطار القصيم الاقليمي مع عدد من ابناء المنطقة الذين كتب الله لهم النجاة من عبارة الموت.
اما والد فهد ووالدته فيقولان: كان هاجس الغرق مسيطراً على كل تفكيرنا ولم يقطع هذا الهاجس سوى صوت فهد عبر الهاتف عندها تحول الحزن الى فرح والدموع الى ابتسامة والبكاء الى تهليل وتكبير.
14/1/1427 هـ