المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسلم دنماركي يروي خفايا تفجير غضب المسلمين من الرسوم المسيئة


المجمعة ديرتي
10-02-06, 03:21 am
الدنمارك تفتح ملف "أبو اللبن"


من أجواء الاحتجاجات اللبنانية على نشر الرسوم المسيئة للرسول (رويترز)

دبي- حيان نيوف

في شهر كانون أول /ديسمبر 2005 سافر شاب دنماركي مسلم من أصل لبناني على رأس مجموعة من الدعاة المسلمين إلى مصر ولبنان، حاملا معه ملفا يتضمن عشرات الرسوم المأخوذة عن الصحف الدنماركية والتي اعتبروها مسيئة للرسول، فضلا عن صور أخرى لم تنشرها الصحف واحتج عليها المتظاهرون في الدول الإسلامية ظنا منهم أنها كانت منشورة في تلك الصحف، وأشعل فتيل أزمة في العلاقات ما بين الدول الإسلامية والأوروبية لم تحصل منذ أمد بعيد.

وفي غضون ذلك، يواجه أحد الأئمة المسلمين في الدنمارك تهمة أنه كان وراء إثارة موجة الإحتجاجات في داخل وخارج الدنمارك على الرسوم، كما أطلق تصريحات قال فيها إنه لم تعد هناك دموع لذرفها على ضحايا أحداث 11 سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة.

في شتاء 2005 ، وصل الشاب المسلم أحمد عكاري إلى مصر ولبنان، سعيدا بمهمته في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه لم يكن يدرك أن زيارته هذه سوف تنتهي بأعمال عنف وحرق للسفارات والأعلام، وهذا ما ما يدينه شخصيا ويأسف عليه كما أسرّ في حديث خصّ به "العربية.نت".

وكشف في حديثه هذا أيضا عن زيارة أخرى يزمع القيام بها إلى الدول الإسلامية برفقة ممثلي كبرى الشركات الدنماركية بهدف توضيح مدى الضرر الذي أصاب الجالية المسلمة بعد أحداث العنف، وأن بعض الرسوم لم تنشرها الصحافة.

وفيما يعتقد أن نتائج زيارته إلى بلدان إسلامية جاءت على عكس ما أراد ، راح الشيخ أحمد عكاري يعد لزيارة ثانية، ولكن هذه المرة لإصلاح ما نجم من أضرار عن الزيارة الأولى ولشرح موقف المسلمين في الدنمارك أنهم "ضد العنف وأن حرق السفارات والأعلام ينعكس سلبا على وضعهم هناك". ويصطحب عكاري معه هذه المرة الشركات الدنماركية عوضا عن الدعاة، وهي الشركات التي يبدو أنها قلقة على مصالحها في العالم الإسلامي.




رسوم وزعتها لجنة اسلامية

من بين الصور التي رآها المتظاهرون في العالم الإسلامي، ما لم تنشره الصحف الدنماركية، وإنما وصلت للمسلمين في الدنمرك عبر البريد وأضافها أحمد عكاري إلى الملف الذي حمله معه في رحلته الشرق أوسطية.

يقول أحمد عكاري، الناطق باسم لجنة نصرة الرسول التي أنشأتها مؤسسة الوقف الإسلامي في الدنمارك،لـ"العربية.نت"، إنه حمل ملفا "يحتوي 12 صورة بالألوان والتي نشرت في الجريدة وما يقرب من 12 صورة أخرى من جرية أخرى أيضا بالألوان و 6 رسائل وأوراق وبيانات ثم الرسوم الثلاث التي أرسلت للمسلمين في الدنمارك من بينها شكل الخنزير ورجل ساجد وعليه كلب ورجل يمسك ولدا في يد وبنتا في اليد الأخرى يزعمون أنها تمثل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ".

وأكد عكاري أن الرسوم الثلاث لم تنشر في الصحف الدنماركية، ووصفها أنها " بالأبيض والأسود ولا يمكن أن تخدع أحدا، ثمة من رسمها على الورق، وبقيت مجهولة المصدر ".
أخطاء بالغة في حكاية الرسوم

من جانبه، نشر الباحث السوري الأيهم صالح على موقعه على شبكة الإنترنت مجموعة من المغالطات والأخطاء التي رافقت نشر رسوم الكاريكاتور هذه، معلقا على الرسوم الثلاثة التي لم تنشرها الصحف :

- الصورة الثانية هي مجرد تشويه لصورة المتسابق جاك بارو في مسابقة لتقليد أصوات الخنازير أقيمت في فرنسا، وقد التقطها له بوب إدمي مصور وكالة الأسوشييتد برس، ووزعتها الوكالة يوم 15 أيلول 2005، ويمكن الاطلاع عليها في هذه موقع MSNBC .
- أما الرسم الثالث، فهو مجرد تركيب صور على الحاسب لكلب ولشخص ساجد، وقد تم تشويه الصورة بحيث لا يظهر التركيب.
- ويبقى الرسم الأول الذي قد لا يكون أكثر من رسم بطريقة طفولية، أو أنه من رسم لطفلة تحاول التعبير عن كابوس تعرضت له.. .
ويضيف الباحث السوري في دراسته :" وبإضافة تعليقات بالعربية إلى هذه الرسوم الثلاثة بحيث تربطها بالرسول وبالإساءة للإسلام، يصبح لها معنى إضافي، وتصبح مثيرة واستفزازية للمسلمين في كل مكان. وتضمينها في هذا الدليل ليس إلا خدعة إعلامية للإيحاء أن جريدة يولاند بوسطن مسؤولة عنها".

وفي موضوع كتاب الأطفال، يقول الأيهم صالح :" نشرت صحيفة Politiken الدنماركية يوم 17 أيلول 2005 مقالة بعنوان (الخوف الكبير من انتقاد الإسلام)تحدث عن الصعوبات التي واجهها كاري بلوتجن في إيجاد رسام يقبل برسم بعض الرسوم لكتاب موجه للأطفال عن حياة الرسول. وجاءت الرسوم الكاريكاتورية في صحيفة يولاند بوسطن في سياق الرد على هذا المقال. وقد نشر الكتاب لاحقا وهو يجوي على غلافه رسما لشخص يمتطي حصانا مجنحا له وجه وشعر امرأة. ولم يورد الكتاب أي رسم من الرسوم الكاريكاتورية التي أوردتها الصحيفة. ولكن العديد من دعاة الجالية المسلمة في الدنمارك رددوا أن هذه الرسوم جزء من رسوم أخرى معدة لكتاب يشوه حياة الرسول سيتم توزيعه على الطلاب في الدانمارك".

وعودة إلى زيارته قبل أشهر، قابل أحمد عكاري في الشرق الأوسط شخصيات بارزة مثل : عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية، شيخ الأزهر، البطريرك الماروني نصر الله صفير، وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط. ويذكر عكاري أن البطريرك الماروني نصر الله صفير قال مباشرة عقب مشاهدته لملف الرسوم :" هذه قصدهم بها.. محمد.. هؤلاء لا يحترمون الأديان وأنا مستعد لرفع القضية للفاتيكان".

وإن حاول أحمد عكاري عدم الربط بين زيارته إلى الدول العربية وكشفه موضوع الرسوم وأحداث العنف والتظاهرات التي حصلت عقبها، إلا أنه أكد أنه والجهة التي ينطق باسمها كانا وراء كشف حكاية الرسوم للعالم الإسلامي وإضافة رسوم أخرى بملفهم لم تنشرها الصحف الأمر . واستطرد "لكن هذا لا يعني أننا نتحمل مسؤولية العنف وحرق الأعلام ونحن لا نريد من الشارع أن يحرق العلم الدنماركي، والآن الشعب الدنماركي يحملنا مسؤلية هذا العنف".

وفي إطار إعرابه عن الاسف الشديد لحرق العلم الدنماركي والهجوم على ممثلياتهم الدبلوماسية، كشف أحمد عكاري لـ"العربية.نت" عن رحلة قريبة يزمع القيام بها ولكن هذه المرة ليس من أجل الكشف عن رسوم جديدة مسيئة للرسول ولكن من أجل "الإيضاح لشعوب المنطقة أن هناك رسوما لم تنشرها الصحافة الدنماركية وأن المسلمين في الدنمارك يعارضون العنف وحرق الأعلام ويشدددون على اعتذار الحكومة الدنماركية بشكل واضح".

كما أماط العكاري اللثام عن أن مجموعة من ممثلي الشركات الدنماركية الكبرى التي لها مصالح في الدول الإسلامية سوف يكونون برفقته، ولم يستبعد أن يكون من بين هذه الشركات تلك التي تمت مقاطعة منتجاتها في العالم الإسلامي.

وعن أسباب قيامهم بزيارة مصر ولبنان بعد شهرين على نشر الرسوم، أوضح عكاري أنهم بذلوا قصارى جهدهم للحوار مع المسؤولين والصحيفة وتبيان الخطأ الحاصل دون جدوى. وقال:" بقينا شهرين من يوم الأحد 2-10 حتى ديسيمبر ونحن نراسل الصحيفة وكتبنا رسالة لوزير الثقافة وجمعنا 17 ألف توقيعا من مسلمي الدنمارك أعمارهم فوق 18 سنة وأرسلنا التوقيعات إلى رئيس الوزراء وتم الإتصال بالصحيفة للتباحث معها حول الخطأ الذي ارتكبته، واتصلنا ببعض سفراء دول العالم الاسلامي الذين تفاعلوا مع الأمر ورأوا أن فيه إساءة وقاموا بالاتصال برئيس الوزارء وطلبوا منه موعدا ورفضه وهذا سبب مشكلة لرئيس الوزراء الذي انتقده الأحزاب".




صحيفة أخرى نشرت رسوما للرسول

وكشف أحمد عكاري أن صحيفة دنماركية أخرى، لكنها مغمورة، واسمها "ويكند إيفسن"، كانت قد نشرت قبل صحيفة "يولان بوسطن"، 5 رسوم تسيئ للرسول صلى الله عليه وسلم.




الدنمارك تفتح ملف "أبو اللبن"

وفي موضوع آخر ذي صلة، ذكرت تقارير صحفية في صحف ومواقع غربية عديدة أن إماما مسلما في الدنمارك يدعى أحمد أبو اللبن دعا المسلمين في إحدى خطبه ألا يحزنوا على ضحايا أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة والتي نفذها تنظيم القاعدة. وزعمت هذه التقارير أن أحمد أبو اللبن كان يدعم الجماعة الإسلامية الأصولية بمصر. وأشارت إليه الصحف الغربية كأحد أبرز اللذين أسسوا لحملة الإحتجاجات ضد نشر الرسوم.

وكان روهان غونترا، مؤلف كتاب "Inside Al Qaeda" وعضو مركز دراسات العنف السياسي والإرهاب في سكوتلندا، وصف أحمد أبو اللبن أنه "متطرف إسلامي"، واتهمه بتقديم الدعم الإقتصادي والسياسي للجماعة الإسلامية في مصر التي ترتبط بالقاعدة. وذكرت مواقع الكترونية أن أبو اللبن هدد برفع دعوى قضائية ضد مؤلف هذا الكتاب، ولكن يبدو أنه لم يستمر فيها.

وفي اتصال مع "العربية.نت"، قال أحمد أبو اللبن أنه "كان واحدا من بين مجموعة من الأشخاص اجتمعوا وقدموا اقتراحات معينة حول الرد على موضوع الرسوم".وتابع قائلا إن " المسؤولين يعتبرون وضع الدولة شبه مهدد على الاقل اقتصاديا ويبحثون عن الفاعل، وبالنسبة لي ما يقال هو سياسي إذا تحقق يجب أن يعقبه المسوغات القضائية وهم يريدون أن يثبتوا للمواطن أنهم يبحثون عن الفاعل ، وطبعا سيقولون أن الأئمة المتشددين هم الذين نقلوا الأمور بشكل خاطئ للعالم".

وعن التهم الموجهة إليه ، قال :"التهم هي العبث بأمن الدولة إذا اعتبر التهديد الاقتصادي الذي حصل وتوسيع دائرة المقاطعة ثم التهديد الأمني للمواطنين الدنماركيين سائحين أو دبلوماسيين.. ربما يجد المدعي العام أنها مبرر كاف لفتح هذا الموضوع ".

لكنه استطرد قائلا :" نحن لا نريد من العالم أن يفهم أن الدنمارك في حرب ضد الاسلام والمسلمين. هذه صحيفة واحدة، وهناك أجواء من حرية الرأي قد يكون فيها تجاوزات وغيرها، ومحاولة تصوير الدنمارك أنها ضد المسلمين وتشن حرب على الاسلام تعبير غير دقيق وللأسف بعض الأخوة يظنون أننا خافون.. لا .. نحن نتحدث بكل قوة ونعلن عن رأينا".

وأرجع الحملة عليه لأنه فتح مسجده للإعلام والتحاور معه فأصبح في الواجهة ، و"كل المساجد مغلقة ما عدا مسجدنا الذي يتفاعل مع الإعلام عندما تحصل المشاكل فتوجه لنا التهمة بتدبيرها".

وعما يتهم به أنه دعا لعدم الحزن على ضحايا 11 سبتمبر، أوضح " أنا قلت لهم لماذا لم تذرفوا الدموع على العراق والانتفاضة في فلسطين، ونحن لم يعد لدينا المزيد من الدموع لنذرفها على ضحايا 11 سبتمبر".

وحول ما يوجه إليه من تهم بارتباط بالقاعدة، أجاب أن "هذا الإعلام هو الذي يربطني بالقاعدة"، ساخرا من هذه التهمة ، وقال " أنا لم أحصّل لا قاعدة ولا قمة".