بسمة الغد
02-02-06, 02:23 am
ربما الأمر لا يعدو كونه مجرد حدث عابر قدْ لا يـُحرّكـ أيّ ساكن .. لأيّ أحد ..
ولكنه هزّ وجداني فحضنتها وبكيتُ وبكيتُ وبكيتُ ,,
ربما أنا بحاجة للثرثرة .. للفضفضة فقط .. لذا فتحملوني أو إضغطوا على الإكس في أعلى يمين الصفحة .. http://www.buraydh.com/forum/images/icons/icon7.gif
عندما بدأ دوامي في المدرسة الجديدة .. كانَ المجتمع برمته جديد .. ففي كل عام يتم تحريكـ مشاعرنا
وتفكيرنا وقدراتنا كـَ أحجار رقعة الشطرنج .. دون أنْ نـُـمـْنــَح حقّ الإعتراض ..
أول التدريس لدى المرحلة الثانوية وقبل عامين في مدرسة متوسطة ,, والعام لدى الثانوية ..
وفي هذا العام كانتْ النقلة الجديدة إلى عالم الطفولة الابتدائي ..
ربما منْ نعم الله عليّ أننيّ قادرة على التكيــّف والتأقلم في أيّ مجتمع جديد وفي وقت قصير ..
ومع قدرتي على التكيـف إلا أنّ قلبي تبدأ معه أزمات مؤلمة تحتاج لأنْ أقضي وقتا ً مع الوجع ..
عندما يـُرافق الحدث فراق أحبة لهم في القلب مكان ..
اليوم كانَ الوضع مختلفا ً .. فليستْ أنا التي ستنتقل .. بلْ كانت الرفيقة الوحيدة التي اطمئنَ لها قلبي في هذا العام
كانتَ هي إدارية تعمل على الكمبيوتر وكنتَ أقضي جلّ وقتي معها وعندها ,,
حتى أنّ المعلمات كنْ يمازحنني قائلات ( وش فيك زعلانة علينا ما تقعدين عندنا بالغرفة طول وقت تحت بالإدارة ؟ )
وكنتُ أضحك معهن وأتعذّر لهنّ بما يرضيهن .. فروحي وفكري وعمري قريبٌ لها ومنها ..
هي مندوبة من مدرسة أخرى بطلبها لأجل أنْ تكون قريبة من ابنتها التي في الصف الأول ولو للأشهر الأولى ..
ولكنني الذي علمته أنه ندب لمدة عام كامل .. فكنتُ أقول لها ( كويس ندبك سنة .. أصلا أنا كل سنة يحطوني بمكان ..
يعني نطلع أنا وياك سوا ,, ترجعين أنت لمدرستك وأشوف أنا وين يحطوني ويا رب أجي عندك ) ..
ولكن يبدو أنّ القرار إستجد في أموره أشياء ولمْ تخبرني هي بذلك .. حتى هذا اليوم الأخير من الدوام ..
حيث انصرف الجميع مبكرا اليوم وكان بالإمكان أنْ أنصرف أنا مثلهن لكوني معلمة لا شأنْ لي بالإدارة
إلا أنني بقيت مع الإدراة لأجلها ولأجل أنْ أعينها في عملها كي تنتهي بسرعة ..
تفاجئتُ أنّ العمل الذي تقوم به مكثـّـف ولا شأنَ له بتسليم الشهادات ..
قلتُ لها : ( ليش مرهقة نفسك خلي الشغل هذا أول الترم الثاني )
قالت : ( والله وديّ أجي لو يومين أخلص شغلي اللي بدأته ما ودي أتركه لغيري ) !!؟؟
سألتها بذهول : ( وش هالكلام ؟ من جدّكـ إنت ِ ؟ منتب جاية الترم الثاني ) !!!!
إبتسمتْ وارتسمتْ من عينيها تعابير رحمة ٍ لي دون أنْ تنبس ببنت شفة ..
كانت أدمعي متأهبـة لمْ تحتج لمزيد عزم ٍ لـِ تهطل فانهمرتْ فجأة دون أيّ مقدمات ..
هرولتُ لدروة المياه لأكمل بكائي حتى شعرت أنْ تنفسي بدأ يخرج منْ معدتي وليس منْ رئتيّ فقط ..
لا أعلم كيف بكيتُ بهذه السرعة وبتلك القوة .. شعرتُ وكأنني مكبوتة فانفجرتْ ..
عدتُ للمكتب وقالت .. ( يا – بسمة -- ...) إلا أنني قطعتُ حديثها .. بقولي ( وين المشرط خل نكمل بالله ) ..
أتممنا العمل حتى انتهينا عند الساعة الثانية والنصف ظهرا .. وعندما حان وقت خروجي ..
لمْ أستطع أنْ أحتمل أكثر فطيلة الوقت وأنا أبتلع عبراتي و أشعر بإختناق ..
سلمتُ عليها وحضنتها بقوة ثمّ أجهشتُ بالبكاء بصوت مرتفع ,,
لمْ أكن أعلم أنها تمتلك تلك المكانة الشاسعة والتي جعلتُ من بكائي إجهاشا ً ..
قلت لها ( الله يعين الحين .. بناتكـ بيصيرون بوجهي كل يوم ) ... .. ثمّ خرجتُ لسيارتي ..
فعلا أنا بحالة نفسية رثــّة فيما يتعلق بأمر العمل والدوام المدرسي دون وجودها ..
لا أعلم كيف سأستطيع أنْ أتخذ لي طاولة وكرسي في غرفة المعلمات ..
يا لشماتتهن فيني .. مؤكد سيقولون ولو على سبيل الطرفة : ( يوم راحت رفيقتكـ عرفتينا ؟)
قدْ تتعجبون من تضخيم الأمر لديّ ,, ولكنْ أنا من النوع الذي يـٌقــَدس الصداقات ولا يـُفـرّط فيها ..
والفراق أشبه بالكابوس أو الجاثوم الذي يقض مضجعي .. وفوق هذا فإنّ كثيراً من البشر تتغير وتتبدل بعد الفراق
فيقل الوصال ويقل اللقاء ويموت الإحساس حتى يستحيل لمجرد ذكرى عابرة لوقت ٍ قدْ مضى وانتهى ..
وهذا بحد ذاته سيف قاطع لا احتمل أنْ يكون ,,
فماذا لو كان ؟؟؟
ولكنه هزّ وجداني فحضنتها وبكيتُ وبكيتُ وبكيتُ ,,
ربما أنا بحاجة للثرثرة .. للفضفضة فقط .. لذا فتحملوني أو إضغطوا على الإكس في أعلى يمين الصفحة .. http://www.buraydh.com/forum/images/icons/icon7.gif
عندما بدأ دوامي في المدرسة الجديدة .. كانَ المجتمع برمته جديد .. ففي كل عام يتم تحريكـ مشاعرنا
وتفكيرنا وقدراتنا كـَ أحجار رقعة الشطرنج .. دون أنْ نـُـمـْنــَح حقّ الإعتراض ..
أول التدريس لدى المرحلة الثانوية وقبل عامين في مدرسة متوسطة ,, والعام لدى الثانوية ..
وفي هذا العام كانتْ النقلة الجديدة إلى عالم الطفولة الابتدائي ..
ربما منْ نعم الله عليّ أننيّ قادرة على التكيــّف والتأقلم في أيّ مجتمع جديد وفي وقت قصير ..
ومع قدرتي على التكيـف إلا أنّ قلبي تبدأ معه أزمات مؤلمة تحتاج لأنْ أقضي وقتا ً مع الوجع ..
عندما يـُرافق الحدث فراق أحبة لهم في القلب مكان ..
اليوم كانَ الوضع مختلفا ً .. فليستْ أنا التي ستنتقل .. بلْ كانت الرفيقة الوحيدة التي اطمئنَ لها قلبي في هذا العام
كانتَ هي إدارية تعمل على الكمبيوتر وكنتَ أقضي جلّ وقتي معها وعندها ,,
حتى أنّ المعلمات كنْ يمازحنني قائلات ( وش فيك زعلانة علينا ما تقعدين عندنا بالغرفة طول وقت تحت بالإدارة ؟ )
وكنتُ أضحك معهن وأتعذّر لهنّ بما يرضيهن .. فروحي وفكري وعمري قريبٌ لها ومنها ..
هي مندوبة من مدرسة أخرى بطلبها لأجل أنْ تكون قريبة من ابنتها التي في الصف الأول ولو للأشهر الأولى ..
ولكنني الذي علمته أنه ندب لمدة عام كامل .. فكنتُ أقول لها ( كويس ندبك سنة .. أصلا أنا كل سنة يحطوني بمكان ..
يعني نطلع أنا وياك سوا ,, ترجعين أنت لمدرستك وأشوف أنا وين يحطوني ويا رب أجي عندك ) ..
ولكن يبدو أنّ القرار إستجد في أموره أشياء ولمْ تخبرني هي بذلك .. حتى هذا اليوم الأخير من الدوام ..
حيث انصرف الجميع مبكرا اليوم وكان بالإمكان أنْ أنصرف أنا مثلهن لكوني معلمة لا شأنْ لي بالإدارة
إلا أنني بقيت مع الإدراة لأجلها ولأجل أنْ أعينها في عملها كي تنتهي بسرعة ..
تفاجئتُ أنّ العمل الذي تقوم به مكثـّـف ولا شأنَ له بتسليم الشهادات ..
قلتُ لها : ( ليش مرهقة نفسك خلي الشغل هذا أول الترم الثاني )
قالت : ( والله وديّ أجي لو يومين أخلص شغلي اللي بدأته ما ودي أتركه لغيري ) !!؟؟
سألتها بذهول : ( وش هالكلام ؟ من جدّكـ إنت ِ ؟ منتب جاية الترم الثاني ) !!!!
إبتسمتْ وارتسمتْ من عينيها تعابير رحمة ٍ لي دون أنْ تنبس ببنت شفة ..
كانت أدمعي متأهبـة لمْ تحتج لمزيد عزم ٍ لـِ تهطل فانهمرتْ فجأة دون أيّ مقدمات ..
هرولتُ لدروة المياه لأكمل بكائي حتى شعرت أنْ تنفسي بدأ يخرج منْ معدتي وليس منْ رئتيّ فقط ..
لا أعلم كيف بكيتُ بهذه السرعة وبتلك القوة .. شعرتُ وكأنني مكبوتة فانفجرتْ ..
عدتُ للمكتب وقالت .. ( يا – بسمة -- ...) إلا أنني قطعتُ حديثها .. بقولي ( وين المشرط خل نكمل بالله ) ..
أتممنا العمل حتى انتهينا عند الساعة الثانية والنصف ظهرا .. وعندما حان وقت خروجي ..
لمْ أستطع أنْ أحتمل أكثر فطيلة الوقت وأنا أبتلع عبراتي و أشعر بإختناق ..
سلمتُ عليها وحضنتها بقوة ثمّ أجهشتُ بالبكاء بصوت مرتفع ,,
لمْ أكن أعلم أنها تمتلك تلك المكانة الشاسعة والتي جعلتُ من بكائي إجهاشا ً ..
قلت لها ( الله يعين الحين .. بناتكـ بيصيرون بوجهي كل يوم ) ... .. ثمّ خرجتُ لسيارتي ..
فعلا أنا بحالة نفسية رثــّة فيما يتعلق بأمر العمل والدوام المدرسي دون وجودها ..
لا أعلم كيف سأستطيع أنْ أتخذ لي طاولة وكرسي في غرفة المعلمات ..
يا لشماتتهن فيني .. مؤكد سيقولون ولو على سبيل الطرفة : ( يوم راحت رفيقتكـ عرفتينا ؟)
قدْ تتعجبون من تضخيم الأمر لديّ ,, ولكنْ أنا من النوع الذي يـٌقــَدس الصداقات ولا يـُفـرّط فيها ..
والفراق أشبه بالكابوس أو الجاثوم الذي يقض مضجعي .. وفوق هذا فإنّ كثيراً من البشر تتغير وتتبدل بعد الفراق
فيقل الوصال ويقل اللقاء ويموت الإحساس حتى يستحيل لمجرد ذكرى عابرة لوقت ٍ قدْ مضى وانتهى ..
وهذا بحد ذاته سيف قاطع لا احتمل أنْ يكون ,,
فماذا لو كان ؟؟؟