أبو صدام
23-01-06, 03:18 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
في مجلس بلدي.. اعطس يرحمك الله!!
بقلم / خالد صالح السيف*
في شأن الانتخابات البلدية كسبت الرهان مرتين ثنتين:
كانت الأولى فيهما لما أن: لم يفز من قائمتي سوى اثنين! وحسب؛ ربما ظننتم بي سوءا في المسألة الحسابية إذ القسمة الصائبة تقتضي أن يفوز من قائمتي أربعة حتى أكون حينها - بنظر العادين- قد كسبت الرهان.. وهذا لعمر الله له نبأ لو تعلمون عظيم - في السياق البلدي - سأفصح عنه بعدا، وإذ ذاك ستعلمون أني لم أكن قد أخفقت حسابيا في قسمة هي الأخرى لم تكن ضيزى.
بينما كان كسبي في الرهان الثاني (وقد وكدته سلفا هاهنا في مقالات) يكمن في أن محض اختيارات الدولة (بمعنى: تعيينات الحكومة) أفضل بكثير... وليس ثمة مقارنة تصح في الأذهان الراشدة فيمن عينتهم "الحكومة" وبين من ظن "الشعب"بادي الأمر أنهم هم من قد اختاروهم بمحض إراداتهم؛ هذا بحال لم تستلب فيه هذه الإرادة وقت الترشيحات من لدن من لم يكف بعد عن احتراف الوصاية على المجتمع واشتغاله على غمط الناس أقدارهم حتى أناب نفسه عنهم في حسن الاختيار، وهذا شأن ليست السعودية فيه استثناء ذلك أن أيما ثقافة هشة وبالغة الهزال في "المسألة الانتخابية" تنتظم شعبا بغالبه بالضرورة ستسفر هذه الثقافة الهشة هزالا عن مثلها من اختيارات ستسهم لاحقا"مجالسنا البلدية" ذاتها -دون أن أستبق الأحداث - بمنحنا درسا أوليا يتوكد جراءه: بأن من سيسعى في مصالح الناس المنتخبين - بكسر الخاء - هم الأعضاء المعينون من قبل الحكومة؛ فيما سيشتغل غالب من أنتخب -بكسر الخاء أيضا- بتكثيف حضورهم الفشخراني/الترزز ابتغاء ضمان المقاعد لدورة ثانية بله ثالثة.
أنا مثلك وأيم الله كنت - ولم أزل بعد- منتشيا إ ذ احتفيت وقتذاك بالتجربة كالآخرين و رحت من ثم أبشر بها، وما حسبتني قط لا ديانة ولا وطنية أمارس الركض في الضد من أن يشيع فينا مفردات منح الناس حقوقهم و مصطلحاتها إذ يأتي في سطرها الأول ولا ريب: أن يختار الشعب/الناس من يمثلهم في قضاء حاجاتهم الخدمية وسواها ؛بيد أني في المقابل ناديت كتابة ومشافهة مثل آخرين غيري بأن تتكرس فينا -قبلا-إشاعة الثقافة الانتخابية و بمراحل حتى يتمكن الناس دون وجل أو ارتباك من حقهم في اختياراتهم المحضة/الخالصة وذلك لما أن يجدوا أنفسهم فجأة قبالة صناديق اقتراع تلك التي لم يكونوا قد ألفوا رؤيتها من ذي قبل! إلا على شاشات التلفزة، غير أنهم حينما ألفوا أنفسهم ملاصقين لهذه الصناديق بحميمية عادت بهم الذاكرة كرة أخرى حيث صناديق الرحلات(عدة الكشتة... الثايه بلغتنا البريدية المحكية) إذن.. فثقافتنا عرتها على حقيقتها رؤية "صناديق الاقتراع" وإذ بها لا تعدو أن تكون ثقافة كشتات/طلعات بر. الأمر الذي لا يجعلنا نخول كثيرا على الأهلية الانتخابية للناس بمن فيهم "الأعضاء المنتخبون" بفتح الخاء.
ومهما يكن من أمر.. فلم تكن المسألة تحتاج إلى كبير حصافة أو ضخامة فطنة ليقرأ الناس -عن بكرة أبيهم- ما سيشي به المستقبل، و ذلك أن أول امتحان عسير (مصدر: من المحنة والابتلاء)طاول بمسه العتيد السادة الأعضاء كان مسرحه في اللقاء الأول لأحد المجالس..إنها إذن ساعة الصفر ستدق لقراءة كتاب "الأعضاء" وقد كان وقتها مغلقا (إبان تضخيم ذواتهم بحملاتهم الدعائية بما يعرف لدينا بالطهبلة!) وحسبنا أن قراءة عنوان هذا الكتاب من خلال الترشيح لمن سيتأهل لرئاسة المجلس ومن سينوبه.. هذا العنوان وحده كان كفيلا جدارة بفك شيفرة "الأعضاء" ممن وهبهم الناس أصواتهم ديانة ووطنية وقبلية ومهنية حتى!.
إذن.. فالعملية لفك شيفرتهم ليست عصية؛ ما عليك -يا صاحبي- سوى أن تتريث قليلا حتى يعلن عن اسم "السيد الرئيس"! وحينذاك ستتبين حقيقة (المجلس البلدي) في أي مدينة؛ وتعلم حقيقته يقينا هل أنه -ذات المجلس- سيكون مجرد حجرة فارهة لا يفرقها شيء البتة عن أختها الأخرى: حجرة السيد "رئيس البلدية"؛ بمعنى أن الأخ الرئيس للمجلس البلدي سيمارس بنفسه عمله الشاق في تثمين أعمال الأخ رئيس البلدية! أو تقويمها رقابيا..ما من شك أنه إلى الآن ليس في الأمر من شيء يمكنه أن يدعو للقلق ا لرقابي أو يشكل هزالا بعافية وسلامة صحة تأدية "المجلس البلدي " وما أنيط به من دور هو في أصله رقابي وفق النظام..لكن الأمر الذي لم أستطع استيعابه بعد هو كيف سينهض بهذا العبء المزدوج (رجل واحد) ليمارس الدورين في آن واحد!.. لا وبالقسطاس المستقيم. دون أن تعييه مشاق الأمانة وثقل تبعتها؟!.
لربما أني أنصت في هذه اللحظة لأحدكم وهو يقول: (يا ولد السيف -وش هاللقافة- وما دخل الرئيس حتى تحمله المسؤولية كلها ذلك أنه قد وقع عليه الاختيار فلم يكن من هذا التكليف بد)!!
إزاء هذا القول الصادق أعلق بالآتي:
لا ريب عندي أن السادة الأعضاء الأفاضل - وبخاصة المنتخبين - هم من يتحمل القسط الوافر من وزر هذا الاختيار الذي بالضرورة سيعيد شأن "البلديات" إلى ما كانت عليه قبلا في سالف أمرها من حيث الإجادة في بلاغة القول تبريرا وتسويفا.. وفلسفة إمساك العصا من منتصفه ابتغاء أن يحصد رئيسها رضا الناس كلهم!؛ بينما لم يحفظ لها طيلة أكثر من عقد زماني أي شيء ذي بال يمكن أن ينعت بكونه إنجازا كبيرا وحسبي هاهنا شهادات أهل البلد أنفسهم. دونما تمصلح من قريب أو بعيد!.
ومن المضحكات المبكيات في هذا السياق أن أول اجتماع عقد لأحد المجالس كانت غاية ما تفوه به الغالب من الأعضاء أسئلة من هذا النوع:
*البطاقات التي تثبت أني عضو مجلس بلدي يمكن أن توزع علينا هالليلة؟! وهل من حقي أن أضعها على جيبي/مخباتي لتبدو لكل أحد ألتقيه؟
*لماذا نحن أقل في الراتب ممن مجلسهم البلدي أكثر من 12 عضواً؟!
*أحدهم ممن راهن على كونه نائبا للرئيس لأمر يعلمه هو سأل عن: دور نائب الرئيس.. وذلك قبل أن تخرج النتائج المرفوعة لمعالي الوزير؟! على الرغم من أن هذا الدور لنائب الرئيس مدون في النظام الذي يفترض أن يكون صاحبنا قد قرأه من ذي قبل.
*هل لي ذات الصلاحية بوصفي عضو مجلس بلدي في منطقة أخرى غير منطقتي؟! وأبرز بطاقة العضوية في المطارات؟!
*هل الأربعة آلاف -راتب العضو- مرتبطة بحضور الجلسات أم لها علاقة بتقويم أداء العضو؟ هذا إن كان لأدائه تقويم!.
أسئلة الغالب عليها هذه اللغة.. ما الذي يمكننا أن نتوخاه من أصحابها؟!
سأدع الإجابة لكل من راهن على هؤلاء الأعضاء.
أعود ثانية لمسألة اختيار رئيس ذلك المجلس البلدي والذي أشتم من خلاله أمرا قضي بليل.. لعل الرئيس نفسه كان عراب هذا الأمر وداهيته.
ذلك أني التقيت بعضا من الأعضاء أحدهم منتخب والآخر معين وكانت إجابتهما في سبب اختيارهما للرئيس هي الأسباب ذاتها التي لا يمكن أن يجيب عليها سوى الرئيس!، وإلا لو أنهم كلفوا أنفسهم عناء قراءة النظام المبثوث صحافيا بكافة مواده لعلموا علم اليقين أن ما تلفظوا به من أسباب في اختيارهم له إنما هي أسباب متهافتة بالمرة ولا تنهض بها حجة لاختيار الرئيس الذي تم انتخابه في مقابل آخر جاء عن طريق الانتخاب وأحسب أنه لو كان هذا الآخر هو الرئيس لكان في مستقبليات هذا المجلس أمر تشي مقدماته على نجاحات ليس أقلها العمل الرقابي على أعمال البلدية.. وموزانتها المالية.
وبعد.. فأهمس بأذن كل من انتخب-بفتح الخاء- وأقول له: يدكا أوكتا وفوك نفخ! هذا بالفصيح أما بالعامي فأقول: عشاءك يالرفلا فكليه!.
هذا هو الشأن الغالب فينا التفوق إجادة في الكلام بلاغة وتزويقا ثم لا نلبث أن نخفق في أول امتحان يتقابل مع مصالحنا الذاتية.
أكاديمي سعودي في جامعة القصيم
المصدر جريدة الوطن السعودية
في مجلس بلدي.. اعطس يرحمك الله!!
بقلم / خالد صالح السيف*
في شأن الانتخابات البلدية كسبت الرهان مرتين ثنتين:
كانت الأولى فيهما لما أن: لم يفز من قائمتي سوى اثنين! وحسب؛ ربما ظننتم بي سوءا في المسألة الحسابية إذ القسمة الصائبة تقتضي أن يفوز من قائمتي أربعة حتى أكون حينها - بنظر العادين- قد كسبت الرهان.. وهذا لعمر الله له نبأ لو تعلمون عظيم - في السياق البلدي - سأفصح عنه بعدا، وإذ ذاك ستعلمون أني لم أكن قد أخفقت حسابيا في قسمة هي الأخرى لم تكن ضيزى.
بينما كان كسبي في الرهان الثاني (وقد وكدته سلفا هاهنا في مقالات) يكمن في أن محض اختيارات الدولة (بمعنى: تعيينات الحكومة) أفضل بكثير... وليس ثمة مقارنة تصح في الأذهان الراشدة فيمن عينتهم "الحكومة" وبين من ظن "الشعب"بادي الأمر أنهم هم من قد اختاروهم بمحض إراداتهم؛ هذا بحال لم تستلب فيه هذه الإرادة وقت الترشيحات من لدن من لم يكف بعد عن احتراف الوصاية على المجتمع واشتغاله على غمط الناس أقدارهم حتى أناب نفسه عنهم في حسن الاختيار، وهذا شأن ليست السعودية فيه استثناء ذلك أن أيما ثقافة هشة وبالغة الهزال في "المسألة الانتخابية" تنتظم شعبا بغالبه بالضرورة ستسفر هذه الثقافة الهشة هزالا عن مثلها من اختيارات ستسهم لاحقا"مجالسنا البلدية" ذاتها -دون أن أستبق الأحداث - بمنحنا درسا أوليا يتوكد جراءه: بأن من سيسعى في مصالح الناس المنتخبين - بكسر الخاء - هم الأعضاء المعينون من قبل الحكومة؛ فيما سيشتغل غالب من أنتخب -بكسر الخاء أيضا- بتكثيف حضورهم الفشخراني/الترزز ابتغاء ضمان المقاعد لدورة ثانية بله ثالثة.
أنا مثلك وأيم الله كنت - ولم أزل بعد- منتشيا إ ذ احتفيت وقتذاك بالتجربة كالآخرين و رحت من ثم أبشر بها، وما حسبتني قط لا ديانة ولا وطنية أمارس الركض في الضد من أن يشيع فينا مفردات منح الناس حقوقهم و مصطلحاتها إذ يأتي في سطرها الأول ولا ريب: أن يختار الشعب/الناس من يمثلهم في قضاء حاجاتهم الخدمية وسواها ؛بيد أني في المقابل ناديت كتابة ومشافهة مثل آخرين غيري بأن تتكرس فينا -قبلا-إشاعة الثقافة الانتخابية و بمراحل حتى يتمكن الناس دون وجل أو ارتباك من حقهم في اختياراتهم المحضة/الخالصة وذلك لما أن يجدوا أنفسهم فجأة قبالة صناديق اقتراع تلك التي لم يكونوا قد ألفوا رؤيتها من ذي قبل! إلا على شاشات التلفزة، غير أنهم حينما ألفوا أنفسهم ملاصقين لهذه الصناديق بحميمية عادت بهم الذاكرة كرة أخرى حيث صناديق الرحلات(عدة الكشتة... الثايه بلغتنا البريدية المحكية) إذن.. فثقافتنا عرتها على حقيقتها رؤية "صناديق الاقتراع" وإذ بها لا تعدو أن تكون ثقافة كشتات/طلعات بر. الأمر الذي لا يجعلنا نخول كثيرا على الأهلية الانتخابية للناس بمن فيهم "الأعضاء المنتخبون" بفتح الخاء.
ومهما يكن من أمر.. فلم تكن المسألة تحتاج إلى كبير حصافة أو ضخامة فطنة ليقرأ الناس -عن بكرة أبيهم- ما سيشي به المستقبل، و ذلك أن أول امتحان عسير (مصدر: من المحنة والابتلاء)طاول بمسه العتيد السادة الأعضاء كان مسرحه في اللقاء الأول لأحد المجالس..إنها إذن ساعة الصفر ستدق لقراءة كتاب "الأعضاء" وقد كان وقتها مغلقا (إبان تضخيم ذواتهم بحملاتهم الدعائية بما يعرف لدينا بالطهبلة!) وحسبنا أن قراءة عنوان هذا الكتاب من خلال الترشيح لمن سيتأهل لرئاسة المجلس ومن سينوبه.. هذا العنوان وحده كان كفيلا جدارة بفك شيفرة "الأعضاء" ممن وهبهم الناس أصواتهم ديانة ووطنية وقبلية ومهنية حتى!.
إذن.. فالعملية لفك شيفرتهم ليست عصية؛ ما عليك -يا صاحبي- سوى أن تتريث قليلا حتى يعلن عن اسم "السيد الرئيس"! وحينذاك ستتبين حقيقة (المجلس البلدي) في أي مدينة؛ وتعلم حقيقته يقينا هل أنه -ذات المجلس- سيكون مجرد حجرة فارهة لا يفرقها شيء البتة عن أختها الأخرى: حجرة السيد "رئيس البلدية"؛ بمعنى أن الأخ الرئيس للمجلس البلدي سيمارس بنفسه عمله الشاق في تثمين أعمال الأخ رئيس البلدية! أو تقويمها رقابيا..ما من شك أنه إلى الآن ليس في الأمر من شيء يمكنه أن يدعو للقلق ا لرقابي أو يشكل هزالا بعافية وسلامة صحة تأدية "المجلس البلدي " وما أنيط به من دور هو في أصله رقابي وفق النظام..لكن الأمر الذي لم أستطع استيعابه بعد هو كيف سينهض بهذا العبء المزدوج (رجل واحد) ليمارس الدورين في آن واحد!.. لا وبالقسطاس المستقيم. دون أن تعييه مشاق الأمانة وثقل تبعتها؟!.
لربما أني أنصت في هذه اللحظة لأحدكم وهو يقول: (يا ولد السيف -وش هاللقافة- وما دخل الرئيس حتى تحمله المسؤولية كلها ذلك أنه قد وقع عليه الاختيار فلم يكن من هذا التكليف بد)!!
إزاء هذا القول الصادق أعلق بالآتي:
لا ريب عندي أن السادة الأعضاء الأفاضل - وبخاصة المنتخبين - هم من يتحمل القسط الوافر من وزر هذا الاختيار الذي بالضرورة سيعيد شأن "البلديات" إلى ما كانت عليه قبلا في سالف أمرها من حيث الإجادة في بلاغة القول تبريرا وتسويفا.. وفلسفة إمساك العصا من منتصفه ابتغاء أن يحصد رئيسها رضا الناس كلهم!؛ بينما لم يحفظ لها طيلة أكثر من عقد زماني أي شيء ذي بال يمكن أن ينعت بكونه إنجازا كبيرا وحسبي هاهنا شهادات أهل البلد أنفسهم. دونما تمصلح من قريب أو بعيد!.
ومن المضحكات المبكيات في هذا السياق أن أول اجتماع عقد لأحد المجالس كانت غاية ما تفوه به الغالب من الأعضاء أسئلة من هذا النوع:
*البطاقات التي تثبت أني عضو مجلس بلدي يمكن أن توزع علينا هالليلة؟! وهل من حقي أن أضعها على جيبي/مخباتي لتبدو لكل أحد ألتقيه؟
*لماذا نحن أقل في الراتب ممن مجلسهم البلدي أكثر من 12 عضواً؟!
*أحدهم ممن راهن على كونه نائبا للرئيس لأمر يعلمه هو سأل عن: دور نائب الرئيس.. وذلك قبل أن تخرج النتائج المرفوعة لمعالي الوزير؟! على الرغم من أن هذا الدور لنائب الرئيس مدون في النظام الذي يفترض أن يكون صاحبنا قد قرأه من ذي قبل.
*هل لي ذات الصلاحية بوصفي عضو مجلس بلدي في منطقة أخرى غير منطقتي؟! وأبرز بطاقة العضوية في المطارات؟!
*هل الأربعة آلاف -راتب العضو- مرتبطة بحضور الجلسات أم لها علاقة بتقويم أداء العضو؟ هذا إن كان لأدائه تقويم!.
أسئلة الغالب عليها هذه اللغة.. ما الذي يمكننا أن نتوخاه من أصحابها؟!
سأدع الإجابة لكل من راهن على هؤلاء الأعضاء.
أعود ثانية لمسألة اختيار رئيس ذلك المجلس البلدي والذي أشتم من خلاله أمرا قضي بليل.. لعل الرئيس نفسه كان عراب هذا الأمر وداهيته.
ذلك أني التقيت بعضا من الأعضاء أحدهم منتخب والآخر معين وكانت إجابتهما في سبب اختيارهما للرئيس هي الأسباب ذاتها التي لا يمكن أن يجيب عليها سوى الرئيس!، وإلا لو أنهم كلفوا أنفسهم عناء قراءة النظام المبثوث صحافيا بكافة مواده لعلموا علم اليقين أن ما تلفظوا به من أسباب في اختيارهم له إنما هي أسباب متهافتة بالمرة ولا تنهض بها حجة لاختيار الرئيس الذي تم انتخابه في مقابل آخر جاء عن طريق الانتخاب وأحسب أنه لو كان هذا الآخر هو الرئيس لكان في مستقبليات هذا المجلس أمر تشي مقدماته على نجاحات ليس أقلها العمل الرقابي على أعمال البلدية.. وموزانتها المالية.
وبعد.. فأهمس بأذن كل من انتخب-بفتح الخاء- وأقول له: يدكا أوكتا وفوك نفخ! هذا بالفصيح أما بالعامي فأقول: عشاءك يالرفلا فكليه!.
هذا هو الشأن الغالب فينا التفوق إجادة في الكلام بلاغة وتزويقا ثم لا نلبث أن نخفق في أول امتحان يتقابل مع مصالحنا الذاتية.
أكاديمي سعودي في جامعة القصيم
المصدر جريدة الوطن السعودية