الـمـهـاجـر
07-01-06, 06:51 am
يعد جميل صدقي الزهاوي ذو الأصل الكردي أحد أشهر شاعرين ظهرا في العراق في أوائل القرن العشرين . و هو ينتمي إلى الأسلوب الكلاسيكي التقليدي . و من أشهر أعماله ملحمته التي عدّها أمين الريحاني ( أنفس أعماله و أحقها بالبقاء ) . و مع أن الملحمة تتضمن كفرا و جرأة على الله مما يثير حفيظة قارئها ( المؤمن ) إلا أن الزهاوي استطاع أن يصوغ معانيه بأسلوب ظريف يُغري بمتابعة القراءة !! و من باب العلم بالشيء أحببت أن أُطلع زملائي على بعض أبيات هذه الملحمة من باب أن ( ناقل الكفر ليس بكافر ) . في هذه الملحمة يتخيل الزهاوي أن سكان الجحيم ثاروا يوم القيامة على ربهم ، و قاموا بانقلاب تزلزل له عرش الرحمن ، و ثار سكان الجحيم من المخترعين و المفكرين و الأدباء على الملائكة و غزوا الجنة و أخرجوا من فيها من الأغبياء . و فيما يلي بعض الأبيات من هذه الملحمة :
يصف الشاعر في البداية استجواب منكر و نكير له فيقول لهما بعد أن أثقلاه بالأسئلة :
ولماذا لم تسألا عن ضميري ...... والفتى مَن يَعُفُّ منْـهُ الضميرُ
ولماذا لم تسألا عن جهادي ...... في سبيلِ الحقوقِ وهْـوَ شَـهيرُ
ولماذا لم تسألا عن وفائي ...... ووفائي لمن صَحِبتُ كثيرُ
أَسُكوتٌ عن كلِّ ما هُـوَ حَـقٌ ......وسؤالٌ عن كلِّ ما هُـوَ زورُ
ثم يصف لؤم الملَكَين حيث إنهما بعد أن يحكما عليه بالكفر ، لا يذهبان به الجحيم مباشرة بل يذهبان به أولا إلى الجنة حتى يُغيظاه .. يقول :
لمستْ إذ دخلتُها الوجهَ منّي ...... نفحةٌ فاح عطرُها والعبيرُ
جنةٌ عرضُها السماواتُ والأرضُ ...... بها مِن شتّى النعيمِ الكثيرُ
فطعامٌ للآكلينَ لذيذٌ ...... وشرابٌ للشاربينَ طهورُ
وعليها أسِـرّةٌ وفراشٌ ...... مثلما يَهوَى المؤمنون وثيرُ
وعلى تِـلكمُ الأسرةِ حورٌ ...... في حُـلِيٍّ لها ونِعْمَ الحورُ
ليس يخشين في المجانةِ عاراً ...... وإنِ اهتزّ تحتَهنّ السريرُ
و يصف ثورة أهل الجحيم من العلماء و الأدباء و العباقرة فيقول :
فعَلا من أهلِ الجحيمِ ضجيجٌ ...... رجَفَ الوادي منهُ والساعورُ
ولقد هاجُوا في الجحيمِ وماجُوا ...... كَِـخِضَمٍ مرّتْ عليه الدهورُ
ولقد أسرعتْ زبانيةُ ...... النارِ إليهم وكلُّهم مذعورُ
ثم جاءتهمُ الشياطينُ أنصاراً ...... وما جيشُ الماردينَ حقيرُ
ولقد جاء من ملائكةِ العرشِ ...... لإرجاعِ الأمنِ جَـمٌ غفيرُ
وقد اهتزّ عَرشُ ربِّك مِن ...... بعدِ سكونٍ والدائراتُ تدورُ
و بعد أن ينتصر أهل الجحيم يغادرون جحيمهم إلى الجنة و يخرجون من بها من الأغبياء .. يقول :
ثم طاروا على ظهورِ الشياطينِ ...... خِفافاً كما تَـطيرُ النسورُ
يطلبون الجِنانَ حتى إذا ما ...... بلَغوها جرَى نِضالٌ قصيرُ
طَردوا مَن بِـها مِن البُلْـه واحتلّوا ...... القصورَ العُليا ونِعمَ القصورُ
غيرَ مَن كانوا مصلحين فهذا ...... القسمُ منهم بالإحترامِ جَديرُ
يصف الشاعر في البداية استجواب منكر و نكير له فيقول لهما بعد أن أثقلاه بالأسئلة :
ولماذا لم تسألا عن ضميري ...... والفتى مَن يَعُفُّ منْـهُ الضميرُ
ولماذا لم تسألا عن جهادي ...... في سبيلِ الحقوقِ وهْـوَ شَـهيرُ
ولماذا لم تسألا عن وفائي ...... ووفائي لمن صَحِبتُ كثيرُ
أَسُكوتٌ عن كلِّ ما هُـوَ حَـقٌ ......وسؤالٌ عن كلِّ ما هُـوَ زورُ
ثم يصف لؤم الملَكَين حيث إنهما بعد أن يحكما عليه بالكفر ، لا يذهبان به الجحيم مباشرة بل يذهبان به أولا إلى الجنة حتى يُغيظاه .. يقول :
لمستْ إذ دخلتُها الوجهَ منّي ...... نفحةٌ فاح عطرُها والعبيرُ
جنةٌ عرضُها السماواتُ والأرضُ ...... بها مِن شتّى النعيمِ الكثيرُ
فطعامٌ للآكلينَ لذيذٌ ...... وشرابٌ للشاربينَ طهورُ
وعليها أسِـرّةٌ وفراشٌ ...... مثلما يَهوَى المؤمنون وثيرُ
وعلى تِـلكمُ الأسرةِ حورٌ ...... في حُـلِيٍّ لها ونِعْمَ الحورُ
ليس يخشين في المجانةِ عاراً ...... وإنِ اهتزّ تحتَهنّ السريرُ
و يصف ثورة أهل الجحيم من العلماء و الأدباء و العباقرة فيقول :
فعَلا من أهلِ الجحيمِ ضجيجٌ ...... رجَفَ الوادي منهُ والساعورُ
ولقد هاجُوا في الجحيمِ وماجُوا ...... كَِـخِضَمٍ مرّتْ عليه الدهورُ
ولقد أسرعتْ زبانيةُ ...... النارِ إليهم وكلُّهم مذعورُ
ثم جاءتهمُ الشياطينُ أنصاراً ...... وما جيشُ الماردينَ حقيرُ
ولقد جاء من ملائكةِ العرشِ ...... لإرجاعِ الأمنِ جَـمٌ غفيرُ
وقد اهتزّ عَرشُ ربِّك مِن ...... بعدِ سكونٍ والدائراتُ تدورُ
و بعد أن ينتصر أهل الجحيم يغادرون جحيمهم إلى الجنة و يخرجون من بها من الأغبياء .. يقول :
ثم طاروا على ظهورِ الشياطينِ ...... خِفافاً كما تَـطيرُ النسورُ
يطلبون الجِنانَ حتى إذا ما ...... بلَغوها جرَى نِضالٌ قصيرُ
طَردوا مَن بِـها مِن البُلْـه واحتلّوا ...... القصورَ العُليا ونِعمَ القصورُ
غيرَ مَن كانوا مصلحين فهذا ...... القسمُ منهم بالإحترامِ جَديرُ