الطاية
13-12-05, 08:49 pm
مظلومة خدمياً ومجني عليها بيئياً
مدفن للنفايات ومخلفات الصرف الصحي يحاصر أحياء شرق بريدة
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-12-10/Pictures/1112.nat.p14.n1411.jpg
بريدة: موسى العجلان
يكابد أهالي شرق مدينة بريدة المعاناة والألم ويصارعون المرض والحرمان والإهمال، لهم في كل يوم ملتقى بمذبحة بيئية وصحية جديدة، تمتد معاناتهم على شريط بريدة الشرقي بدءاً من أحياء: الضاحي والوسيطي والقاع البارد. هذا الشريط السكاني الهائل الذي يقطنه آلاف المواطنين، يعيش أسوأ مراحله العمرانية والتنموية، فلا يكاد ينعم بالحد الأدنى من مقومات الحياة الصحية والبيئية، مما شكل حلقات سلسلة تخنق عنق الجهة الشرقية من بريدة بأكملها.
البداية من سوق ماشية، قيد التنفيذ، يتوسط ويطل على أحياء القاع البارد والوسيطي والضاحي، مروراً بمرمى نفايات ومخلفات مواز تماماً لطريق الدائري الشرقي وطريق الملك فهد، وانتهاءً بمحرقة ومصب لمخلفات الصرف الصحي، والمصانع قابعة في قلب إقطاع وأملاك خاصة لمواطنين، خانقة لقرى الهدية وعسيلان، جعلت من الجهة الشرقية من بريدة حاضنة لمشاريع معادية للبيئة، كان من الأجدى والأنسب أن تكون بمعزل عن المواطن وبعيدة كل البعد عن محل الإقامة والسكنى لا أن تزاحم السكان في مسكنهم وتضيق عليهم.
"الوطن"، وعبر تجولها في المنطقة ومعايشتها للمأساة مع المواطنين عن قرب، اكتشفت أن بعض التجاوزات البيئية والصحية الخطيرة التي تعيشها تلك الجهة من بريدة تقع في قلب أراض ٍ مملوكة لمواطنين، وفي إقطاعات ملكية سامية في عهد جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، "رقم 6218 في 24/6/1378"، ولكن أبت الجهات المعنية والمسؤولة، كبلدية بريدة وفرع وزارة المياه والكهرباء ممثلة بالإدارة العامة للمياه، إلا أن تجر الويل والبؤس في قلب هذه الأراضي السكنية والرعوية البكر!
يقول عبد الله البديوي، أحد سكان حي القاع البارد والقريب من حي الوسيطي والضاحي: إيماناً مني كمواطن، يعيش الحد الأدنى من مقومات المواطنة الصالحة، أرى أنه يجب على كل من تسبب في خلق الواقع البيئي والخدمي السيئ الذي تعيشه الجهة الشرقية من بريدة أن يزيل هذا الخطر الجاثم على صدور المواطنين، وأن يبادر إلى خلق واقع خدمي وبيئي يجعل من رفعة المكان وعلو المنطقة مطلباً حقيقياً وهدفاً منشوداً، حيث تعيش تلك الجهة حالة بيئية وخدمية سيئة للغاية بل وخطيرة، خصوصاً وأن مشروعاً كمشروع سوق الماشية الجديد، الذي يطل برأسه على أحياء المواطنين مباشرة، وهو ملاصق لممتلكاتهم ومساكنهم، لابد وأنه سيؤثر سلباً على وضعهم البيئي والصحي والاقتصادي، حيث يطل على أحياء القاع البارد والوسيطي وقرية الهدية السكنية، وملاصق لمزارع تتطلب مناخاً صحياً سليماً، ومشروعاً كمشروع محطة التنقية والمدفن الصحي الذي سيفسد الأجواء على سكان هذه الأحياء.
البديوي لم ينكر أهمية هذه المشروعات الحيوية والضرورية، إلا أنه يتساءل عن كيفية أن توضع مثل هذه المشاريع بالقرب من الأحياء السكنية.
من جهته أوضح صالح محمد الدباسي الذي أطلع "الوطن" على وثائق الإقطاع الملكي وأوراق المبايعة لأراضي في شرق بريدة وتحديداً في المكان الذي خصصته بلدية بريدة والمديرية العامة للمياه لرمي النفايات ومخلفات الصرف الصحي بقوله: إن الأراض المملوكة لورثة والده، بموجب أمر الإقطاع الصادر من الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، برقم 6218 وتاريخ24/6/1378، والممنوحة لصالح محمد أبا الخيل والمنقولة لوالدي بموجب ورقة المبايعة بتاريخ 19/7 /1378، والمعروفة لدى العامة بـ"قارة الصاعين"، قد تحولت وبقدرة قادر إلى مصب ومجمع يرمى فيه كل نفايات المنطقة من مخلفات ونفايات صرف صحي وبناشر وزيوت, حيث لم تكتف البلدية بممارسة هذا الهدر البيئي والصحي في أراضينا المملوكة، بل تعدى ذلك إلى أن بدأت البلدية بتسوير وتشبيك أجزاء كبيرة من الأراضي لغرض استغلالها استغلالاً دائماً في رمي النفايات وتصريف مخلفات الصرف الصحي وتحديداً الحمأة "المواد الصلبة من مخلفات الصرف الصحي"، وأنا أحمل مسؤولية التعدي والهدر البيئي كاملة على بلدية مدينة بريدة والمديرية العامة للمياه ببريدة.
ويؤكد أحمد القعير من بلدة الهدية، شرق بريدة: أن بلدية بريدة وفرع وزارة المياه والكهرباء ممثلة بالمديرية العامة للمياه، أبت إلا أن تتحول أراضي قرية الهدية إلى مكان موحش ومرتع من مراتع كلاب الصحراء ووحوشها ومرمى للنفايات ومخلفات الصرف الصحي والحيوانات النافقة، مشيراً إلى أنهم كانوا يأملون المبادرة بتطوير وتحسين البلدة ووضع المشاريع الخدمية من إنارة وكهرباء وتعبيد وسفلتة ورصف طرق ومد شبكات مياه صالحة للشرب ووضع أبراج للجوال وغير ذلك، بدلاً مما أصابها، خاصة من تلك المشاريع التي من شأنها زيادة التضييق، مؤكداً أنه ما زال لا يستطيع استيعاب أن يكون هناك مدفن للنفايات ومحطة تنقية وسوق ماشية ومرمى لمخلفات الصرف الصحي في شريط ومنطقة واحدة.
واشتكى صاحب إحدى المزارع، في بلدة الهدية، علي حمد السعودي، مما ساد المنطقة من روائح وأدخنة تنبعث دوماً من إحراق ورمي مخلفات القمامة والصرف الصحي، مناشداً بعدم استغلال المنطقة والأراضي المجاورة لهم لرمي مخلفات الصرف الصحي والنفايات والورش والمصانع، وزيوت البناشر، التي قضت تماماً على خصوبة الأرض وجودتها وحولت نعيمنا ومكان راحتنا واستجمامنا إلى جحيم، وتمنى لو تقوم أي جهة رقابية مختصة بزيارة المنطقة للوقوف على حجم المشكلة على الطبيعة، والتي توشك أن تصل بالمنطقة إلى حافة الكارثة البيئية والصحية.
فهد عجمي السيحاني، من سكان حي الضاحي، أوضح أن الحي عانى من تأخر المشروعات الخدمية والتنموية، مثل مشروع المياه، حيث لم تعد صالحة للسقيا أو حتى للري أو للحيوان، متسائلاً: كيف لحي ضخم وواجهة ومدخل رئيسي لمدينة بريدة للقادمين من العاصمة أن يستقبل زوار بريدة بنفايات ومدافن للزبالة وأسواق ماشية ومخلفات صرف صحي وغيرها.
" الوطن " قامت بنقل الصورة كاملة كما هي للجهات المسؤولة وباللقاء المباشر مع كل من سعادة وكيل أمين منطقة القصيم المهندس صالح أحمد الأحمد، ومدير عام المياه بمنطقة القصيم المهندس عبد الكريم محمد الفوزان، باسطة أمامهم طلبات وشكاوى مواطني أحياء وقرى شرق بريدة منذ قبل شهر رمضان بأسابيع، إلا أننا لم نتلق أي إفادة أو توضيح رسمي حتى هذه اللحظة.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-12-10/local/local15.htm
مدفن للنفايات ومخلفات الصرف الصحي يحاصر أحياء شرق بريدة
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-12-10/Pictures/1112.nat.p14.n1411.jpg
بريدة: موسى العجلان
يكابد أهالي شرق مدينة بريدة المعاناة والألم ويصارعون المرض والحرمان والإهمال، لهم في كل يوم ملتقى بمذبحة بيئية وصحية جديدة، تمتد معاناتهم على شريط بريدة الشرقي بدءاً من أحياء: الضاحي والوسيطي والقاع البارد. هذا الشريط السكاني الهائل الذي يقطنه آلاف المواطنين، يعيش أسوأ مراحله العمرانية والتنموية، فلا يكاد ينعم بالحد الأدنى من مقومات الحياة الصحية والبيئية، مما شكل حلقات سلسلة تخنق عنق الجهة الشرقية من بريدة بأكملها.
البداية من سوق ماشية، قيد التنفيذ، يتوسط ويطل على أحياء القاع البارد والوسيطي والضاحي، مروراً بمرمى نفايات ومخلفات مواز تماماً لطريق الدائري الشرقي وطريق الملك فهد، وانتهاءً بمحرقة ومصب لمخلفات الصرف الصحي، والمصانع قابعة في قلب إقطاع وأملاك خاصة لمواطنين، خانقة لقرى الهدية وعسيلان، جعلت من الجهة الشرقية من بريدة حاضنة لمشاريع معادية للبيئة، كان من الأجدى والأنسب أن تكون بمعزل عن المواطن وبعيدة كل البعد عن محل الإقامة والسكنى لا أن تزاحم السكان في مسكنهم وتضيق عليهم.
"الوطن"، وعبر تجولها في المنطقة ومعايشتها للمأساة مع المواطنين عن قرب، اكتشفت أن بعض التجاوزات البيئية والصحية الخطيرة التي تعيشها تلك الجهة من بريدة تقع في قلب أراض ٍ مملوكة لمواطنين، وفي إقطاعات ملكية سامية في عهد جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، "رقم 6218 في 24/6/1378"، ولكن أبت الجهات المعنية والمسؤولة، كبلدية بريدة وفرع وزارة المياه والكهرباء ممثلة بالإدارة العامة للمياه، إلا أن تجر الويل والبؤس في قلب هذه الأراضي السكنية والرعوية البكر!
يقول عبد الله البديوي، أحد سكان حي القاع البارد والقريب من حي الوسيطي والضاحي: إيماناً مني كمواطن، يعيش الحد الأدنى من مقومات المواطنة الصالحة، أرى أنه يجب على كل من تسبب في خلق الواقع البيئي والخدمي السيئ الذي تعيشه الجهة الشرقية من بريدة أن يزيل هذا الخطر الجاثم على صدور المواطنين، وأن يبادر إلى خلق واقع خدمي وبيئي يجعل من رفعة المكان وعلو المنطقة مطلباً حقيقياً وهدفاً منشوداً، حيث تعيش تلك الجهة حالة بيئية وخدمية سيئة للغاية بل وخطيرة، خصوصاً وأن مشروعاً كمشروع سوق الماشية الجديد، الذي يطل برأسه على أحياء المواطنين مباشرة، وهو ملاصق لممتلكاتهم ومساكنهم، لابد وأنه سيؤثر سلباً على وضعهم البيئي والصحي والاقتصادي، حيث يطل على أحياء القاع البارد والوسيطي وقرية الهدية السكنية، وملاصق لمزارع تتطلب مناخاً صحياً سليماً، ومشروعاً كمشروع محطة التنقية والمدفن الصحي الذي سيفسد الأجواء على سكان هذه الأحياء.
البديوي لم ينكر أهمية هذه المشروعات الحيوية والضرورية، إلا أنه يتساءل عن كيفية أن توضع مثل هذه المشاريع بالقرب من الأحياء السكنية.
من جهته أوضح صالح محمد الدباسي الذي أطلع "الوطن" على وثائق الإقطاع الملكي وأوراق المبايعة لأراضي في شرق بريدة وتحديداً في المكان الذي خصصته بلدية بريدة والمديرية العامة للمياه لرمي النفايات ومخلفات الصرف الصحي بقوله: إن الأراض المملوكة لورثة والده، بموجب أمر الإقطاع الصادر من الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، برقم 6218 وتاريخ24/6/1378، والممنوحة لصالح محمد أبا الخيل والمنقولة لوالدي بموجب ورقة المبايعة بتاريخ 19/7 /1378، والمعروفة لدى العامة بـ"قارة الصاعين"، قد تحولت وبقدرة قادر إلى مصب ومجمع يرمى فيه كل نفايات المنطقة من مخلفات ونفايات صرف صحي وبناشر وزيوت, حيث لم تكتف البلدية بممارسة هذا الهدر البيئي والصحي في أراضينا المملوكة، بل تعدى ذلك إلى أن بدأت البلدية بتسوير وتشبيك أجزاء كبيرة من الأراضي لغرض استغلالها استغلالاً دائماً في رمي النفايات وتصريف مخلفات الصرف الصحي وتحديداً الحمأة "المواد الصلبة من مخلفات الصرف الصحي"، وأنا أحمل مسؤولية التعدي والهدر البيئي كاملة على بلدية مدينة بريدة والمديرية العامة للمياه ببريدة.
ويؤكد أحمد القعير من بلدة الهدية، شرق بريدة: أن بلدية بريدة وفرع وزارة المياه والكهرباء ممثلة بالمديرية العامة للمياه، أبت إلا أن تتحول أراضي قرية الهدية إلى مكان موحش ومرتع من مراتع كلاب الصحراء ووحوشها ومرمى للنفايات ومخلفات الصرف الصحي والحيوانات النافقة، مشيراً إلى أنهم كانوا يأملون المبادرة بتطوير وتحسين البلدة ووضع المشاريع الخدمية من إنارة وكهرباء وتعبيد وسفلتة ورصف طرق ومد شبكات مياه صالحة للشرب ووضع أبراج للجوال وغير ذلك، بدلاً مما أصابها، خاصة من تلك المشاريع التي من شأنها زيادة التضييق، مؤكداً أنه ما زال لا يستطيع استيعاب أن يكون هناك مدفن للنفايات ومحطة تنقية وسوق ماشية ومرمى لمخلفات الصرف الصحي في شريط ومنطقة واحدة.
واشتكى صاحب إحدى المزارع، في بلدة الهدية، علي حمد السعودي، مما ساد المنطقة من روائح وأدخنة تنبعث دوماً من إحراق ورمي مخلفات القمامة والصرف الصحي، مناشداً بعدم استغلال المنطقة والأراضي المجاورة لهم لرمي مخلفات الصرف الصحي والنفايات والورش والمصانع، وزيوت البناشر، التي قضت تماماً على خصوبة الأرض وجودتها وحولت نعيمنا ومكان راحتنا واستجمامنا إلى جحيم، وتمنى لو تقوم أي جهة رقابية مختصة بزيارة المنطقة للوقوف على حجم المشكلة على الطبيعة، والتي توشك أن تصل بالمنطقة إلى حافة الكارثة البيئية والصحية.
فهد عجمي السيحاني، من سكان حي الضاحي، أوضح أن الحي عانى من تأخر المشروعات الخدمية والتنموية، مثل مشروع المياه، حيث لم تعد صالحة للسقيا أو حتى للري أو للحيوان، متسائلاً: كيف لحي ضخم وواجهة ومدخل رئيسي لمدينة بريدة للقادمين من العاصمة أن يستقبل زوار بريدة بنفايات ومدافن للزبالة وأسواق ماشية ومخلفات صرف صحي وغيرها.
" الوطن " قامت بنقل الصورة كاملة كما هي للجهات المسؤولة وباللقاء المباشر مع كل من سعادة وكيل أمين منطقة القصيم المهندس صالح أحمد الأحمد، ومدير عام المياه بمنطقة القصيم المهندس عبد الكريم محمد الفوزان، باسطة أمامهم طلبات وشكاوى مواطني أحياء وقرى شرق بريدة منذ قبل شهر رمضان بأسابيع، إلا أننا لم نتلق أي إفادة أو توضيح رسمي حتى هذه اللحظة.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-12-10/local/local15.htm