تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عقول من النوع السنجابي‏


خالد العبدالله
07-12-05, 01:55 pm
إنك لن تخرق الأرض ولن ‏تبلغ الجبال طولا‏..
‏عقول ‏من النوع السنجابي

جاء ‏في حكم و قصص الصين القديمة أن ملكا أراد أن يكافئ أحد مواطنيه. فقال ‏له‏:‏‏ ‏امتلك من ‏الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيرا علي قدميك. فرح الرجل و شرع يزرع ‏الأرض مسرعا ومهرولا في جنون‏... سار مسافة طويلة فتعب و فكر أن يعود للملك ليمنحه ‏المساحة التي قطعها. ولكنه غير رأيه وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد .. سار ‏مسافات أطول و أطول و فكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه. لكنه تردد ‏مرة أخري و قرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد و المزيد ... ظل الرجل يسير ويسير ‏ولم يعد أبداً. فقد ضل طريقه وضاع في الحياة، ويقال إنه وقع صريعاً من جراء الإنهاك الشديد. لم يمتلك شيئا ولم يشعر بالاكتفاء والسعادة لأنه لم يعرف حد ‏الكفاية (القناعة).

------------------------------

النجاح الكافي صيحة أطلقها لوراناش وهوارد ‏ستيفنسون ... يحذران فيها من النجاح الزائف المراوغ الذي يفترس عمر الإنسان

فيظل ‏متعطشا للمزيد دون أن يشعر بالارتواء ... من يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسب ويقاوم الشهرة والأضواء والثروة والجاه والسلطان‏؟

لا سقف للطموحات في ‏هذه الدنيا ... فعليك أن تختار ما يكفيك منها ثم تقول نكتفي بهذا القدر ... ونواصل ‏الإرسال بعد الفاصل ... بعد فاصل من التأمل يتم فيه إعادة ترتيب أولويات المخطط ... الطموح مصيدة .. تتصور إنك تصطاده .. فإذا بك أنت الصيد الثمين .. لا ‏تصدق؟ إليك هذه القصة

-------------------------------------------

ذهب صديقان يصطادان الأسماك فاصطاد أحدهما سمكة ‏كبيرة فوضعها في حقيبته ونهض لينصرف ... فسأله الآخر: إلي أين تذهب؟ ... فأجابه ‏الصديق: إلي البيت‏ لقد اصطدت سمكة كبيرة جدا تكفيني ... فرد الرجل: انتظر ‏لتصطاد ‏المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي ... فسأله صديقه: ولماذا أفعل ذلك؟

فرد الرجل ... عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها ... فسأله صديقه: ولماذا أفعل هذا؟ قال له كي تحصل علي المزيد من المال ... فسأله صديقه: ولماذا أفعل ذلك؟ فرد ‏الرجل: يمكنك أن تدخره وتزيد من رصيدك في البنك ... فسأله: ولماذا أفعل ذلك؟ فرد الرجل: لكي تصبح ثرياً ... فسأله الصديق: وماذا ‏سأفعل بالثراء؟ فرد ‏الرجل تستطيع في يوم من الأيام عندما تكبر أن تستمتع بوقتك ‏مع أولادك وزوجتك ... فقال له الصديق العاقل‏ هذا هو بالضبط ما أفعله الآن ولا أريد تأجيله حتى أكبر ويضيع العمر ... رجل عاقل ... أليس ‏كذلك؟

-----------------------

يقولون المستقبل من نصيب أصحاب الأسئلة الصعبة، ولكن الإنسان - كما يقول فنس بوسنت - أصبح في هذا العالم مثل النملة التي تركب علي ظهر الفيل ... تتجه ‏شرقاً بينما هو يتجه غرباً ... فيصبح من المستحيل أن تصل إلى ما تريد ... لماذا؟

لأن ‏عقل الإنسان الواعي يفكر بألفين فقط من الخلايا، أما عقله الباطن فيفكر بأربعة ‏ملايين خلية

وهكذا يعيش الإنسان معركتين ... معركة مع نفسه ومع العالم ‏المتغير المتوحش ... ولا يستطيع أن يصل إلي سر السعادة أبداً

---------------------------------

يحكى ‏أن ‏أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم ... مشي الفتى ‏أربعين يوما حتي وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل ... وفيه يسكن الحكيم الذي يسعي ‏إليه ... وعندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيراً من الناس ... انتظر الشاب ‏ساعتين حتى يحين دوره ... انصت الحكيم بانتباه إلي الشاب ثم قال له: الوقت لا ‏يتسع الآن. وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين ... وأضاف ‏الحكيم وهو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت‏. امسك بهذه ‏الملعقة في يدك طوال جولتك وحاذر أن ينسكب منها الزيت ... أخذ الفتى يصعد ‏سلالم القصر ويهبط مثبتا عينيه علي الملعقة ... ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي ‏سأله: هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟ ... الحديقة الجميلة؟ ... وهل ‏استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟ ... ارتبك ‏الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئا، ‏فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة ... فقال الحكيم: ارجع وتعرف ‏علي معالم القصر ... فلا يمكنك أن تعتمد علي شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه ... عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلي الروائع الفنية المعلقة علي الجدران ... شاهد ‏الحديقة والزهور الجميلة ... وعندما رجع إلي الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى ... فسأله الحكيم: ولكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك؟ ... نظر الفتى إلي ‏الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا ... فقال له الحكيم: ‏تلك ‏هي النصيحة التي ‏أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة هو أن تري روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب ‏أبدا قطرتي الزيت

فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن ‏بين الأشياء، وقطرتا الزيت هما الستر والصحة ... فهما التوليفة الناجحة ضد ‏التعاسة

يقول إدوارد دي بونو أفضل تعريف للتعاسة هو انها تمثل الفجوة ‏بين قدراتنا وتوقعاتنا

إننا ‏نعيش في هذه الحياة بعقلية السنجاب...فالسناجب تفتقر إلي القدرة علي التنظيم رغم نشاطها وحيويتها ... فهي تقضي عمرها في ‏قطف وتخزين ثمار البندق بكميات أكبر بكثير من قدر ‏حاجتها





منقول للفائده

عجولي
07-12-05, 01:59 pm
شكراً لك اخي الكريم على هذا المقال

خالد العبدالله
08-12-05, 01:05 am
يامرحبااا اخوي عجولي لاشكر على واجب يارااائع

رمش الليل
08-12-05, 01:11 am
مشكوووووووووور جداً

عيون الصقر
08-12-05, 04:56 am
مشكور خالد العبدالله على الموضوع الجميل المفيد وعموما ابن آدم " اسيود راس مايملى عينه الا التراب" يموت وفي نفسه حاجات لم تقضى حتى ان بعضهم وهو على فراش الموت يوصي بقضاء حاجات لم يتمكن منها وقد رأيت شخص باحد المستشفيات الراقية بالعاصمة وفي الجناح الخاص وهو عاري الجسم والانابيب من كل جانب ولاصق الضغط وتخطيط القلب قد غطى مساحة جسده العاري ويديه وقد افترش اللاب توب ليتابع الاسهم " عالم مايمشي معه الا قولة يطلبك الحل والوعد مسجد ابونيان لاعين منك تغاب"

الـمـهـاجـر
08-12-05, 09:17 am
نعم النقل أخي الكريم .

نقل جميل و مفيد .

عناء الشارع
08-12-05, 09:38 am
كلاااااااام جميل

بس وين الي يعقل؟؟


مشكور على نقلك الرائع


تحياتي لك

خالد العبدالله
08-12-05, 11:21 pm
شكراااشباااب والله شكراا من قلبي والله افرح اذا شفت احد اعجبه الطرح . عشاني اتوقع انه اذا اعجبه راح يطبقه . يعني انا سويت شي مفيد للمجتمع اوجر عليه



ولاتنسونا من دعائكم

غريب
08-12-05, 11:34 pm
السلام عليكم

اخي خالد العبدالله مراحب

يجب علينا ان نفرق بين القناعه والكسل والطموح ... ونعمل على توازن هذه الأشياء ...

قصص اكثر من رائعه

تحياتي

خالد العبدالله
08-12-05, 11:51 pm
اشكرك غريب على المداخله . واصبت في كلامك عين الحقيقه .


واشكرك على شكرك