المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شفط دهون !


مخّ
26-11-05, 02:43 pm
أعرف صديقين أحدهما "سمين " يُدلع بـ( الإنبوبة ) والآخر لايمتلك أنفا , أو بعبارة أدق يمتلك أنفا لكن لاتراه إلا بعد أن تحد النظر في وجهه . وكانا إذا اجتمعا في مجلس يقول الأنبوبة معرضا ًبأنف صاحبه - على فرض وجوده - :" ماتشعر بكتمة يافلان ؟" .
فيرد عليه صاحب الأنف :" بلى , أشعر بكتمة من رائحة الغاز !"
لندع صاحبنا الأنبوبة على الرف , أو لنضعه على جنب حتى لاينكسر الرف . وليصحبنا " صاحب الأنف " في حديثي , لنفترض جدلاً أنه شعر بحرج من أنفه وأراد أن يجري عملية تجميلية له , فإنه سيشكى لطبيب إحراجه وأنه بحاجة إلى " خشمن " يرز وجهه , ويملأ الفراغ , وحتى أيضاً إذاطلب منه أحد شيئا يقول له :" أبشر وعلى هالخشم " لانه لو قال هذا قبل أن يجري العملية , لقال الطالب " تتكلم عن أي خشم طال عمرك " , وكذلك لينعم بمدح ربعه بأنه " خشمن غانم " وهذه جميعا لا تتأتى إلا " بخشمن عليه الكلام " وسيقدر الطبيب للأسباب التي أنف ذكرها " ملحوظة أنف هنا بمنى سبق وليس الأنف تبع صاحبنا " أن صاحبنا بحاجة إلى أنف " هنا الأنف الذي يحمله وجه صاحبنا " يسد الأفق , وسيجعله يخرج محملا بأنف ينؤ به عصبة من أبطال العرب في حمل الأثقال !
وعلى طاري الأنف يذكر عن رجل أنه كان يحمل أنفا كبيرا فإذا دخل عليه أحد " المنسمين " يقول له :" السلام عليكما " يريد أن أنفه كأنه رجل ثان " منسدج " في وجهه . والفضل بن دكين تزوج امرأه فلما أهوى إليها ليقبها قالت له :" أبعد ركبتك عن وجهي " فقال :" رحمك الله , هذا أنفي ".
ويذكر أن قوما رأوا رجلاعظيم الأنف فضحكوا , فقال لهم :" علاما تضحكون ؟ على أنفي - والله - لقد أتيتكم منقوم ما أنا فيهم إلا افطس !
ورأيت بعض الناس يحمل مقصاً يقص به شعر أنفه خشية أن يشتبك مع صوابره , وقد يستفيد بعض الشباب من هذه العادة القديمة ويطورها فيصبح بدل القص الإستشوار !
وسبحان الله ! المتأمل لشكل الأنف يجده كأنه أرنب متهيأه للقفز - أيها القارئ الكريم خذ نفس عميق -ريلاكس - تأمل أنفك - وأظن لهذا سميت مقدمة الأنف " أرنبة ".


لنعد لحديثنا , عيادات التجميل منتشرة من القديم فلقد كان هناك من تصل شعرها , ومن تتفلج للحسن , ثم أصبح من النساء من " تشخمط " في وجهها ببعض الكتابات والذكريات تقليدا للهنديات والغريب أنهن يقلدن الهنديات فالعادة نحن العرب لانقلد إلا أمريكا , ومن أجل هذا بنيت حدسي على أن العمة القادمة هي الهند !


والصفة الدمامة لابد أن يتخلص منها كافية " افعالنا " وإن كان العقل لايقاس بالجمال فهناك من مشاهير العرب من هو دميم الخلقة , فالجاحظ والفرزدق من أمراء البيان , وكانت سحنتاهما قريبة من اسميهما , فالفرزدق بمعنى الأرغفة , مفرده رغيف , وأسألوا أي " خباز " فقد يكون وجه الفرزدق مثل " الخبزة " ولذلك سمي الفرزدق .أما الجاحظ فلسواد عينية " اقصد جحوظهما " وقد طعن في جماله من امرأة ؛ جاءت اليه وأشارت بان يتبعها , فماوصلت إلى صائغ قالت :" مثل هذا !" وأشارت إلى الجاحظ , فلما ولت سأل الجاحظ الصائع من " يكون هذا ؟" فاخبره أن المرأة قدمت إليه تريد أن ينقش لها صورة شيطان على الخاتم فاخبرها أنه لم ير شيطانا قط , فقدمت بك لأبدأ النقش !


ويذكر عن رجل دميم ذكي – اقمح من ذكاء – تزوج جميلة حمقاء , مؤملا أن ينجب ابنا على جمالها وذكائة , وحصل وأن انجب ابنا بحمق زوجته ودمامة خلقته " ألتم المتعوس على خايب الرجا ".
وفي عصرنا كثرت عيادات التجميل وربما لو كان الفرزدق والجاحظ والغبي الأخير في زماننا لكانوا من زبائنها .
فيدخل الإنسان بوجه لهذه العيادات ويخرج بآخر , وإن كان كثيرا ممن يدخلونها لايحتاج أن يخرج بآخر فهو يعيش في حياته اليومية بألف وجه ووجه .
وأغلب الزبائن – كالعادة – نساء , تدخل إلى العيادة وتطلب عيون نانسي , وأنف أصالة , وفم شريهان , وتخرج من العيادة وهي شبه شعبولا .
ولأغلب الأخر من الزبائن بعض الشباب " المُشكل " فيدخل مصطحبا صورة زيدان إلى العيادة ويخرج " يدربي رأسه " في دواري الحواري ممتطيعا رقم" 10" وآخرتها دكة الإحتياط .


فالجمال ليس دائما نعمة فقد يسبب الحقد دليل ذلك كثير من الناس يحقد على العقيد معمر القذافي من أجل جماله الفطري , بالإضافة إلى الشراشف التي يرتديها .


وقد تأملت حال كثير من شباب الأسواق ووجدته حريا بأن أهدي له هذه الأبيات مع " رفسه ":>>


جارية أعجبها حسنها *** ومثلها في الناس لم يخلق


قلت لها : إني محب لها *** فأقبلت تضحك من منطقي


والتفتت إلى فتاة لها *** كأنها الربرب في القرطق


وقالت لها : قولي "لهيدا" الفتى *** انظر إلى وجهك ثم أعشق


وكثيرا من الفتيات اللائي يعرضن انفسهن في السوق السوداء لما كسدت بضاعتهن في سوق الزواج من أخوات تلك المرأة جميلة المنتقب , قبيحة المسفر , وزاد الطين بله , عيادات المغربي , فكم من عين عسلية تحولت إلى زرقاء , وكم من دفناء تحولت إلى نجلاء .


وهن حريا بهن قول الشاعر :


قولي لطيفك ينقلع *** ولعل أنفك ينجدع


يأيها الوجه الذي *** قال المغازل فيه " وع "


سبحان من جعل الدمامة *** فيك وصفاً يصطرع


مهلاً فحبلك بالجمال *** من البداية , منقطع


ياصورة لو قيل للشيطان *** كنها لم يطع


وهو "خبل " يطيع , لكن القاعدة عند هذا الصنف " المهم مو الجمال أهم شيء الأخلاق "

عجولي
26-11-05, 02:44 pm
شكراً لك اخي الكريم على هذا المقال

شيئ من حتى
26-11-05, 03:52 pm
عزيزي مخ ..

أهنئك على هذه الموهبة أولا ..
وأقول ثانيا هذا من أجمل الطروح الساخرة التي قرأتها في حياتي ...

شكرا جزيلا لك ..

مخّ
27-11-05, 02:26 pm
عجولي
سعيد بهكذا إطلالة

شيء من حتى
أن الجميل هو حضورك أستاذي , ويبدو أني سأخذ مقلب في نفسي بعد هذا المديح - الله يحفظني لكم -
رحم الله بن خالوية عندما قال :" أموت وفي نفسي شيء من حتى "

الرمادي
27-11-05, 07:07 pm
أخي الغالي مخّ



قرأت حروفك بإستمتاع وتركيز


فجمعت بين الطرفة والمعلومة


لازالت الأبتسامة مرسومة على محياي بفضل الله ثم بفضلك ايها الغالي


طرح اكثر من رائع ظلمته بالعنوان فقد اوحى بغير المضمون فكدت ان اخسر بعدم الدخول اليه



تقبل تحياتي وتقديري ,,,

شقرديه
27-11-05, 10:18 pm
استمتعت بقرأته كامل

وتدخلت وكبرت الخط

لزوم القرأة

مشكور أخوي

أول مرة أدري أنه قام عز ((ذوي الأنوف الكبيرة))

العبرى
27-11-05, 11:01 pm
كلمات رائعة وممتعه

دمت مبدعاً,,,

مخّ
28-11-05, 02:24 am
الرمادي , شقردية , العبري
اسعدتني زيارتكم وما أدري ليه الرسيفر يأكل المواضيع بسرعة ولولا مخافة أن يلعب توم في عب أحد لما رددت لكن إكراما لخشومكم الغانمة سطرت هذه الكلمات التي تتقاصر عن شكركم .

عيون الصقر
28-11-05, 03:12 am
مشكور اخوي والله امتعتنا وخصوصا عن الانوف ماتلاحظ ان الكلام عليها كثير هالايام يمكن عشان بالمقدمة جايبه لنفسها الكلام لكن اعرف واحد مشاالله يقول بالاختبارات اذا جيت اذاكر يد فيها بيالة الشاهي ويد فيها الكتاب واتصفح بخشمي.

مخّ
29-11-05, 02:21 am
عيون الصقر صديقك هذا يسغل خشمه بطريقه مثلى ,
اشكرك لأنك هنا وليرتفع الموضوع

خـــــــــــــــالـــــــــد
30-11-05, 11:08 pm
اخي الكريم مخ


و الله اني مخمخت مع موضوعك

و اعجبني جدا اسلوبك الساخر


وما تطرقت اليه من عمليات التجميل...

دائما افكر

القبيحات التي تتحول من القبح الى الجمال الصارخ ..


كيف ستغير جيناتها


حيث ان اولادها سياتون على صورتها فجيناتهم من جيناتها

ام العمليات التجميليه لهولاء ايضا وراثه .