المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملتزم ..محاولة في العلاج


إسلام أبو سلام
09-11-05, 07:04 am
إذا لم ينفع الخسيس التزامه !!!

لا شك أن المرء يولد موحداً ولا يولد ملتزماً ...
ولا شك أن "الناس معادن كمعادن الفضة والذهب ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا". (رواه مسلم) ومن يسميهم الناس بالملتزمين هم من جملة المسلمين ولا يختلفون عنهم إلا في مزيد من الحرص على موافقة الشرع في كل صغيرة وكبيرة، وهم في الغالب قد اختاروا هذا الطريق بعد مضي سنين من أعمارهم بعيدين عنه، ولم يتربوا عليه منذ الصغر، عملاً بقول الله سبحانه: "فاستقم كما أمرت ومن تاب معك"، وقول النبي – صلى الله عليه وسلم: "قل آمنت بالله ثم استقم".
في حين أن بقية الناس يكتفون بالقيام بعدد معين من شرائع الإسلام وأوامره ونواهيه ولا يكادون يستزيدون في علم ولا عمل - وكأن الاستقامة رهبانية اختيارية يفعلها من يشاء ويتركها من يشاء.
ولا شك أنه يدخل في طريق الاستقامة والالتزام أطياف من الناس، وذلك بعد أن تطبَّعوا بطباع مختلفة في سنوات حياتهم – وذلك قبل التزامهم -، فيدخلونه وهم على طباعهم وعِلاّتهم رجاء أن يصلحهم الله ويزكيهم بهذا الدين، فتجد فيهم الكريم، وتجد فيهم الخسيس في الهمة أو في الطباع.
والخسة في البشر تأتي على طرائق شتى، فمن الناس من يكون فاحش القول أوالفعل (أو كليهما)، ومنهم الحقود، ، ومنهم النمام، ومنهم الكذاب ومنهم ذو الوجهين، ومنهم الشاذ.
ومنهم ومنهم ...
هذا وأمثاله موجود في الناس ...
ولا شك أن تغيير الطباع أصعب بكثير من مجرد الالتزام بشرائع الإسلام الظاهرة.
لذلك يلقى خسيس الهمة أوالطباع - إذا وُفِّق للالتزام وصدق فيه - من العنت والمشقة في علاج نفسه ما لا يلقى كريمها.
وليست المشكلة في أن الخسة لا علاج لها في دين الله، فالله - سبحانه - قد صرح بأن القرآن "شفاء لما في الصدور". والطباع الخسيسة ما هي إلا أمراض في القلوب فلن يعجز القرآن عن علاج مثلها.
لكن المشكلة تكون حين يسلك خسيس الهمة أو الطباع طريق الالتزام، وتبدأ تتضح عليه العلامات الظاهرة للالتزام، لكنه:
- يكتفي بالأمور الظاهرة من الشرع، ولا يعتني بعلاج أمراضه، ولا يستسلم الاستسلام الكامل الذي به يشفي القرآن أمراض القلوب.
- أو أن ما عنده من إيمان لا يقوى على التغلب على ما تأصل فيه من طباع سيئة إلا في فترات ازدياد الإيمان، وأما في فترات الفتور، ونقصان الإيمان، فيغلب الطبع على التطبع، وتغلب الخسة المتأصلة على نوازع الخير وعلى شُعب الإيمان ...
وفي كلا الحالتين ينتج عن ذلك إنسان خسيس في جثمان ملتزم !!!
ولهذه النوعية من الداخلين في طريق الاستقامة أثر سيء على سمعة بقية الصالحين.
فالشر يعم والخير يخص ...
والناس تترصد ...
وتنظر إلى من ظاهرهم الصلاح كما ينظر الصقر إلى قطعة اللحم.
فإذا خالط الناس بعضاً من هؤلاء، ورأوا ما هم عليه من الخسة، عمموا هذه الصورة على الجميع.
وليت المشكلة تقتصر على ذلك ...
المشكلة أن أمثال هؤلاء يساهمون في إفساد ذات البين بين الصالحين.
ويساهمون في شيوع الأخلاق السيئة فيهم ودنو الهمة لديهم.


في سنوات مضت ... حين كان الملتزمون أقل عدداً وأكثر غربة، كانت الهمم فيهم أكبر وكانت مكانتهم عند الناس أطيب وأرفع.
أما اليوم، فهم أكثر في العدد، وأردأ في النوع !!!
وبسبب ذلك يصح أن يقال أن الالتزام يزداد أفقياً لا رأسياً.
ربما لقلة العلماء والمربين، ودخول أهل الخسة هذا الطريق دون همة كبيرة منهم لعلاج أمراضهم، ولتغير المجتمعات وتناقص معادن الذهب والفضة في مجتمعات المسلمين يوماً بعد يوم.
ومع هذا كله، فليس لأحد أن يطالب أمثال هؤلاء بالخروج عن هذا الطريق، ولا بمخالفة الصالحين في مظهرهم حتى لا يسيئوا للصالحين، ولا غير ذلك، لأن هذا من الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف، ولأن دين الله لم ينزل للنخبة فقط.
بل الله وحده هو العليم بما في القلوب من رفعة أو خسة، وقد تكفل بتمييز الصفوف بما يجريه من أقدار وفتن ومحن.
فلا يصمد في هذا الطريق إلى النهاية إلا الصابرون المخلصون.
خلاصة القول:
أن كثيراً ممن يسلك طريق الالتزام يبقى أسير ما نشأ عليه من أخلاق وطباع قبل التزامه. ولا يشذ عن ذلك إلا قلة قليلة يتميزون بهمة عالية وتجرد كبير، وهم غرباء بين الناس وبين الملتزمين غير الجادين في طريق الالتزام.
ملاحظة: استخدمت كلمة ملتزم بسبب شيوعها ولأنها أبلغ في إيصال الفكرة للقارئ، وهناك كلمات أصح منها لكنها غير شائعة مثل كلمة مستقيم.
منقول من الساحات لكاتبه ابن حران ـ وفقه الله ـ .

شيئ من حتى
09-11-05, 08:03 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

كلام جميل لكن اين المشكلة .... لكي نعرفها يجب أن نحددها أولا .
اذا كان الانسان محسوبا على مجتمع معين .. ولا تريد أن نخرجه منه ... ولا يستطيع أن يعتدل
فعندها بامكاننا أن نقول أن على المجتمع أن يتخلى عن التقسيم الغير عادل .

مالذي جنيناه من التقسيمات التي لا تحمل أي معنى غير الاحكام التعميمية ، ولا يسع أحد أن ينكر أن من خلق هذا التقسيم هم نفسهم الملتزمين بحسب اختيار الكاتب .. حيث لم يدركوا المشاكل التي قد تلحقهم بسبب هذا التقسيم .

في المجتمع هناك تقسيمات أشمل وهي مسلم أو غيره ولكن أن تخلق تقسيمات تحت هذه فهنا المشكلة وهي :

كيف تصنف الشخص حسب الاقسام التي وضعتها ؟؟؟!!!

لا يمكن أن يستوعب الجميع المعايير التي قد توضع لمثل هذه التصانيف وسيحكم الجميع على المظاهر كما اختار الكاتب ايضا .

وهنا سنقول ان الحل أن نتخلص من هذه التصنيفات ، وأنا ارى أن هذه المصطلحات في طريقها الى الاختفاء بسبب ظهور شرائح أخرى من المجتمع لا يمكن أن نصنفها من ضمن هذه الاقسام ، وهذا مانتمنى حصوله ( أو على الاقل ما اتمناه )

والله الموفق ؛؛؛

@سكر@
09-11-05, 10:35 am
مشكور اخونا على هذا النقل

الملتزمين بشر واناس عاديون وليسو ملائكة هذا هو المبدأ الشائع بين كافة اطياف مجتمعنا
اما مسالة الخسة كما سماها الكاتب وما شابه ذلك فموجودة في كل جنس وفي كل مكان وزمان حتى في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
وان يكون الشخص ملتزم وخبيث الطبع افضل من ان يكون غير ملتزم وخبيث الطبع

والرسول قال ( لا فرق بين عربي ولا اعجمي الا بالتقوى )
وقال ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم )

شاهد
09-11-05, 01:43 pm
امراض المجتمع متعددة و من اهمها ما ذكر بالمقال ولكي يتم العلاج يجب التشخيص وعرض المشكلة بتجرد

إسلام أبو سلام
09-11-05, 02:49 pm
شيء من حتى

أوافقك الرأي أن التصنيف ليس له مستند من كتاب أوسنة والله سبحانه يقول " .. فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنم سابق بالخيرات بإذن الله .. "

ونقلي لا يدل على الموافقة في كل شيء . لكن المقال أعجبني لما يغلب عليه من الصواب وحسن العرض ..

مداخلتك كملت الموضوع وفعلاً الملتزمين هم من وضع لأنفسهم عبارة وشعار وحري بهم أن يختاروا قول الله وتسميته لأمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ " هو سماكم المسلمين .. "

سكر

نعم كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .. ونستغفر الله ونتوب إليه ..

ومن كان له إخوان يتواصون معه على الحق ويتواصون بالصبر فحري به أن يرتقي للكمال .

وخطأ دون خطأ يا سكر ,,,

شاهد

موافق على كلامك وأكثر الناس إخلاصاً هم أكثرهم تجرد .. والمعول على القبول .

ولد الغيثي
11-11-05, 05:28 am
(غثاء كغثاء السيل)
لاتعليق

الرمادي
11-11-05, 07:26 pm
أخي العزيز إسلام أبو اسلام



بإعتقادي الشخصي أن غالبية اولئك لم يتخذوا الألتزام لمجرد التمسك بنافلة المظهر !!

إنما مايجنونة من مكاسب تلك النظرة الخاصة التي نعطيها إياهم نظير تلبسهم بلباس الملتزمين هي الهدف الأهم !!


وهؤلاء هم الخطر الأكبر على المجتمع لأنهم لايحملون قناعات تتواكب مع الطريق الذي يسلكونه


لذا فإن اساس المشكلة تكمن بنا نحن من خلال نظرتنا إليهم واعطاءهم مالايستحقونه لمجرد انهم اتخذوا مظراً مختلفاً



تقبل تحياتي ,,,