حبيب العوني
09-11-05, 05:57 am
اسمع مخاطبة الجليس ولا تكن * * * عجلاً بنطقك قبلما تتفهـم
لم تعط مع أذنيك نطقـاً واحـداً * * * إلا لتسمع ضعف ما تتكلم
قرأت هذين البيتين لصفي الدين الحليّ مرات عدة حتى لكأنني أقرؤهما للمرة الأولى في كل مرة حيث يحويان آداباً وفنوناً قلماً ننتبه إليها أو نلقي لها بالاً ..
كيف تكون متحدثاً لبقاً ؟ ومستمعاً مثالياً ؟ نعم فنحن نفتقد لمثل هذه المهارات السلوكية التي تجعلنا أناساً نرقى بأنفسنا عن سفاسف الأمور .. فمهارة الاستماع إحدى أهم الوسائل التي تعيننا على تفهم الأمور ووضوحها وقليل من الناس من تراهم يفسحون المجال لمحدثهم حتى يوضح وجهة نظره كاملة .
إن تحري الحقيقة والصواب هو الغرض الأساسي من المناقشات والحوارات في مختلف مجالات الحياة ، وهذا الغرض هو الأساس الذي يجب أن تقوم عليه الحوارات
أدب الحديث
يقول الله عز وجل: (الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان) ان نعمة البيان من اجل النعم التي اسبغها الله على الإنسان وكرمه بها على سائر الخلق وعلى قدر جلال النعمة يعظم حقها وقد علمنا الاسلام كيف نستفيد من نعمة الكلام والمسلم العاقل من يستغل هذه النعمة في العمل الصالح.
لان اكثر الناس لا ينقطع لهم كلام ولا تهدأ لألسنتهم حركة يقول الله تبارك وتعالى: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقه او معروف او إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما) النساء 114.
واجب على المسلم ان يسأل نفسه قبل ان يتكلم مع الآخرين هل هناك داع للكلام؟ فان وجد داعيا للكلام تكلم والا فالصمت اولى قال عبدالله بن مسعود: والذي لا اله غيره ما على ظهر الارض شيء احوج الى طول سجن من لسان.
ومن نصائح رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي ذر (عليك بطول الصمت فانه مطردة للشيطان وعون لك على امر دينك).
نعم ان اللسان حبل مرخي في يد الشيطان يصرف صاحبه كيف شاء فاذا لم يملك الانسان امره كان فمه مدخلا للنفايات التي تلوث قلبه وتضاعف فوقه حجب الغفلة.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه) اخرجه احمد.
والبعد عن اللغو من اركان الفلاح وقد فرضه القرآن الكريم بين فريضتين من فرائض الاسلام قال تعالى: (قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون).
وقد كره الاسلام اللغو لان يكره التفاهات ولا يكن الا مضيعة للوقت وبقدر تنزه المسلم عن اللغو تكون درجته عند الله فواجب على المسلم ان يعود لسانه على الجميل من القول ويكون هذا مع الصديق ومع العدو على السواء فمع الاصدقاء.
يحفظ مودتهم ويستديم صداقتهم ويمنع الشيطان من ان يوقع بينهم العداوة قال تعالى (وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن، ان الشيطان ينزغ بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا). الاسراء 53.
اما حسن الكلام فهو يطفىء الخصومة ويكسر حدتها قال تعالى: (ولا تستوي الحسنة والا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) فصلت 34.
ومن الامور التي تضمن للمرء عدم وقوعه في اللغو وتضمن له السلامة:
1ـ البعد عن اللغو والجدال وسد جميع الابواب امامه.
2ـ البعد عن الجدال من اعظم الطرق التي تسد بها باب الشيطان. والبعد عن الجدال في كل الامور مثلا الجدال في الدين والجدال في السياسة والجدال في العلوم وفي الآداب.
والجدل ابعد شيء عن البحث النزيه والاستدلال الموفق.
وبعض الناس لهم مجالس يتجاذبون فيها اطراف الحديث والاسلام يكره مجالس القاعدين الذين يقضون اوقاتهم في تصيد الاخبار وتتبع العورات. قال تعالى: (ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده).
هذا وقد انتشر في عصرنا هذا جلوس الجماهير في النوادي وغيرها من اماكن اللهو وتلك آفة اصابت المجتمع بعلل شتى فنذكر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (اياكم والجلوس في الطرقات قالوا يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها قال اذا ابيتم الا المجلس فاعطوا الطريق حقه قالوا وما حقه يا رسول الله؟ قال: غض البصر وكف الاذى ورد السلام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. اخرجه مسلم
والحمد لله رب العالمي
لم تعط مع أذنيك نطقـاً واحـداً * * * إلا لتسمع ضعف ما تتكلم
قرأت هذين البيتين لصفي الدين الحليّ مرات عدة حتى لكأنني أقرؤهما للمرة الأولى في كل مرة حيث يحويان آداباً وفنوناً قلماً ننتبه إليها أو نلقي لها بالاً ..
كيف تكون متحدثاً لبقاً ؟ ومستمعاً مثالياً ؟ نعم فنحن نفتقد لمثل هذه المهارات السلوكية التي تجعلنا أناساً نرقى بأنفسنا عن سفاسف الأمور .. فمهارة الاستماع إحدى أهم الوسائل التي تعيننا على تفهم الأمور ووضوحها وقليل من الناس من تراهم يفسحون المجال لمحدثهم حتى يوضح وجهة نظره كاملة .
إن تحري الحقيقة والصواب هو الغرض الأساسي من المناقشات والحوارات في مختلف مجالات الحياة ، وهذا الغرض هو الأساس الذي يجب أن تقوم عليه الحوارات
أدب الحديث
يقول الله عز وجل: (الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان) ان نعمة البيان من اجل النعم التي اسبغها الله على الإنسان وكرمه بها على سائر الخلق وعلى قدر جلال النعمة يعظم حقها وقد علمنا الاسلام كيف نستفيد من نعمة الكلام والمسلم العاقل من يستغل هذه النعمة في العمل الصالح.
لان اكثر الناس لا ينقطع لهم كلام ولا تهدأ لألسنتهم حركة يقول الله تبارك وتعالى: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقه او معروف او إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما) النساء 114.
واجب على المسلم ان يسأل نفسه قبل ان يتكلم مع الآخرين هل هناك داع للكلام؟ فان وجد داعيا للكلام تكلم والا فالصمت اولى قال عبدالله بن مسعود: والذي لا اله غيره ما على ظهر الارض شيء احوج الى طول سجن من لسان.
ومن نصائح رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي ذر (عليك بطول الصمت فانه مطردة للشيطان وعون لك على امر دينك).
نعم ان اللسان حبل مرخي في يد الشيطان يصرف صاحبه كيف شاء فاذا لم يملك الانسان امره كان فمه مدخلا للنفايات التي تلوث قلبه وتضاعف فوقه حجب الغفلة.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه) اخرجه احمد.
والبعد عن اللغو من اركان الفلاح وقد فرضه القرآن الكريم بين فريضتين من فرائض الاسلام قال تعالى: (قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون).
وقد كره الاسلام اللغو لان يكره التفاهات ولا يكن الا مضيعة للوقت وبقدر تنزه المسلم عن اللغو تكون درجته عند الله فواجب على المسلم ان يعود لسانه على الجميل من القول ويكون هذا مع الصديق ومع العدو على السواء فمع الاصدقاء.
يحفظ مودتهم ويستديم صداقتهم ويمنع الشيطان من ان يوقع بينهم العداوة قال تعالى (وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن، ان الشيطان ينزغ بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا). الاسراء 53.
اما حسن الكلام فهو يطفىء الخصومة ويكسر حدتها قال تعالى: (ولا تستوي الحسنة والا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) فصلت 34.
ومن الامور التي تضمن للمرء عدم وقوعه في اللغو وتضمن له السلامة:
1ـ البعد عن اللغو والجدال وسد جميع الابواب امامه.
2ـ البعد عن الجدال من اعظم الطرق التي تسد بها باب الشيطان. والبعد عن الجدال في كل الامور مثلا الجدال في الدين والجدال في السياسة والجدال في العلوم وفي الآداب.
والجدل ابعد شيء عن البحث النزيه والاستدلال الموفق.
وبعض الناس لهم مجالس يتجاذبون فيها اطراف الحديث والاسلام يكره مجالس القاعدين الذين يقضون اوقاتهم في تصيد الاخبار وتتبع العورات. قال تعالى: (ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده).
هذا وقد انتشر في عصرنا هذا جلوس الجماهير في النوادي وغيرها من اماكن اللهو وتلك آفة اصابت المجتمع بعلل شتى فنذكر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (اياكم والجلوس في الطرقات قالوا يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها قال اذا ابيتم الا المجلس فاعطوا الطريق حقه قالوا وما حقه يا رسول الله؟ قال: غض البصر وكف الاذى ورد السلام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. اخرجه مسلم
والحمد لله رب العالمي