المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : < أعترافات فتاة لعوب ><بين اليأس والأمل><والرفض والقبول>


شخصية
08-11-05, 04:09 pm
هذه اعترافات فتاة لعوب أحببت أن أشرككم قراءتها معي ..

تبدأ الفتاة باعترافاتها وتقول :

لقد قلت بأنني فتاة لعوب .. انظروا انظروا جيداً .. هذا هو الفرق بيني وبين باقي الفتيات فأي فتاة أخرى من المستحيل أن تقول هكذا عن نفسها ولكنني أستطيع .. نعم أستطيع أن أقول أي شيء وكذلك أن أفعل اي شيء .. أتصل بهذا وذاك وأخرج مع فلان وعلان وأصنع قصص الحب الجميلة مع الشباب الصغار وأتكلم بلهجة العجوز مع الكبار وأطوف الأسواق بحثاً عن الشباب اللاهثين وراء الفتيات الجميلات مثلي .. نحن اللاتي نسيطر على عقول الشباب وقلوبهم ، هؤلاء الشباب الذين لا تردعهم شرطة ولا يقدر عليهم أهل ولا تستطيع أي سلطة أن تؤثر عليهم ذلك التأثير الذي نؤديه نحن .. إنهم أغبياء ومجانين نساء ولذلك سأخبركم ماذا أفعل حتى أجعلهم يلهثون خلفي !!

في البداية وبعد أن أخرج من الحمام أتجه إلى خزانة الملابس وأختار أكثر الفساتين إغرائاً .. يم يم أكثرهن لفتاً للانتباه ومن مميزات هذا الثوب - أحم أحم دكتوراه في هذا المجال - من مميزاته أنني أعرف كيف أختار اللون الذي يجعل عبدالله وسالم وأحمد يقولون آه يا ويلي عليها ، يالله ما أحلاها ، فديتها والله .. ألبس عبائتي المثيرة وأتكسر في مشيتي وأضع العطر الذي يجعل الشباب يلاحقونه كالمجانيين .. أحب أن ألبس التنورة والقميص أكثر لأنها تعطي مجالاً أكثر للرؤية والمشاهدة .. أقصد أن تنورتي هي التي تجعل حمد وناصر ومنصور يبحثون عن أي ورقة يكتبون عليها أرقام هواتفهم .. على ذكر الهاتف والموبايل فتلفوني على أذني دائماً من كثرة المعجبين وأصدقاء السوء .. أعلم أنهم أصدقاء سوء وشباب فاسدون وأعلم تماماً أنهم يبحثون عن المتعة والراحة معي فمنهم من يبحث عن الكلمة الحلوة عبر التلفون ومنهم من يبحث عن شيء آخر لا أبخل به عليه لأنني أصبحت أحس بأنني فتاة منتهية أي بمعنى أصح (خربانة خربانة) فلم يعد يهمني عرضي لأن ألف شاب انتهكه ولم يعد يهمني زوج المستقبل لأنه لن يأتي أبداً .. هل تعرفون لماذا ؟

لن أتزوج أبداً لأن بدايتي كانت مع الشاب الذي أحببته بصدق فخانني ، مع الشاب الذي وهبته شرفي فداسه تحت قدميه .. لن أتزوج لأنني تجاوزت العشرينيات من عمري أي أن قطار الزواج لم يتوقف أمام بيتنا ولن أرى زواجاً بعد اليوم إلا من إنسان لا يعرف شيئاً عني وعن سمعتي أو من أربعيني أحمق فاته قطار الزواج ويبحث الآن عن أي شيء يسد به رمقه !!

سأخبركم عن قصة حبي الأول لأنه سبب كل ما أنا فيه الآن فقد أحببت شاباً يكبرني بعامين وكنت وقتها في الثانية والعشرين من عمري فسرق عقلي وقلبي ومشاعري .. نعم أحببته الحب البريء الذي لا يعرف الكذب ، إنه حب الطفولة ، حب الجمال ، حب الحياة ، لم أكذب عليه للحظة واحدة ، صدقته في كل ما يقول ، أعطيته كل شيء يريده ، خرجت معه وأحببته وجعلته زوجاً قبل أن يكون الزواج لينقطع فجأة وبدون أي مقدمات .. استمر غيابه لمدة شهرين كاملين اكتشفت بعدها أنه تزوج من امرأة أخرى .. كان وقع الصدمة علي كبيراً وكان وقع الخبر علي كالصاعقة لدرجة أنني أصبحت طريحة الفراش بعدها لمدة أسبوعين لأستيقظ بعدها فأجد أن الدنيا سوداء قاتمة ، الكل يكذب فيها ويخون ، الكل يبيع الوعود ويجري ، الكل يستغل الحب في إشباع شهوته ويهرب .. توقفت عند هذه المحطة ليبدأ الشيطان في وسوساته التي لا تؤدي إلى خير وفعلاً أقنعني بأن أعيش ليومي فقط ، أتمتع وألعب وألهو كما أشاء لأن الإنسان لا يعيش شبابه إلا مرة واحدة فقط بعدها تبدأ الأمراض والعلل وقائمة الممنوعات الطويلة التي لا تنتهي ولذلك قررت أن أعيش أيامي هكذا ساهية لاهية إلى أن يأتي اليوم الذي أتوب فيه !!

ربما تستغربون من بعض الأشياء في اعترافي هذا وكل منكم يبحث عن سؤال ليسألني إياه .. أيوا يا شباب بالدور .. السؤال الأول : أين هم أهلي ؟ أي من ينصحني ويمنعني ويوقفني عند حدي ؟

الإجابة بالتأكيد .. ليس لدي أهل لأن معشر الشباب الطالح هم أهلي وهم من اقضي معهم أغلب وقتي فأبي متزوج من ثلاثة نساء وللعلم أبي ليس مشغولاً بزوجاته الثلاث بل مشغول بتلك الكأس التي تلعب بعقله فلا يكاد يفارقها حتى يعود إليها مرة أخرى أما بالنسبة لأمي فهي زوجة أبي الأولى والتي طلقها عندما كنت أحبو لتربيني جدتي العجوز التي ماتت وبعدها بدأت أتنقل بين أحضان زوجات أبي الحنونات جداً إلى أن قرر والدي إبقائي مع عمه الأعمى حتى أرعاه وأقف بجانبه حتى يموت هو الآخر !!

السؤال الثاني : ألا أخاف الله ؟ ألا أعرف الإسلام ؟ ألست خائفة من يوم الحساب ؟
بصراحة شديدة هذا السؤال يسألني إياه الشباب المتدينون بعض الشيء ولكن هل سيقبل الله توبتي بعد كل ما فعلت ؟ هل عندما أتوب سأجد الزوج الذي يحميني ويحرسني ويطهرني ؟ هل الناس ستتركني في حالي ويسكتون عن الخوض في مغامراتي ؟ هل إذا تبت ولبست النقاب سأجد من يتزوجني ويستر علي ؟
أحس أنني لن أتوب أبداً لأنني بالفعل ساقطة وحقيرة ، أين وجهي الذي أقف به أمام الله بعد كل ما فعلت ؟ أين هي الجنة التي سأدخلها وقد شربت الخمر وعاشرت الرجال وهجرت الصلاة ؟! أين وأين ... أين ؟

معى كل شاب أحس بأنني محبوبة ، مرغوبة ، وفاتنة ومع كل شاب أحس بأنني أحبه ويحبني وأريده ويريدني ، هل لي من توبة وأنا أموت في عشق الشباب ولا أستطيع الاستغناء عنهم ، ولنفرض بأنني تبت وانصلح حالي فكيف سأقضي وقت الفراغ الطويل الذي كانوا يملأونه علي بالضحك والمتعة والشهوة ؟!

مع كل هذا أحس بالعذاب يمزقني ، لا أريد أن أموت وأنا على هذا الفجور ، أكذب عليكم إذا قلت أنني لا أستطيع أن أتوب ، أكذب على نفسي إذا قلت بأنني قد فقدت الأمل في الحياة الطاهرة .. سمعت عن عذاب القبر وعذاب جهنم ووقفة المحشر .. سمعت عن ملائكة العذاب وعزرائيل الذي يخطف الروح ، سمعت عن عذاب الزاني وعذاب شارب الخمر وجزاء تارك الصلاة .. أريد أن أتوب .. نعم أنا آسفة ، أريد أن أتوب ، لا أريد أن أرى أصدقاء السوء بعد اليوم ، سأحطم هاتفي وأغلق باب غرفتي وأمسك كتابي ، سأبحث عن صديقة تقف إلى جنبي وتساعدني ولكن أين الصديقة التي تأخذ بيدي وتساعدني ؟ هل تريد إحداهن أن تفقد سمعتها وشرفها لأنها على صلة بالفتاة اللعوب التي تسمى أنا ؟