KuWaiT_PoeT
05-11-05, 03:35 am
الشيخ صالح الصقعبي (رحمه الله)
أسرة تتبنى العلم وتنتج العلماء
في البداية أحيي الأخ فهد الحمد الصقعبي على هذه المبادرة النابعة من أصول جعلت العلم هدفا ونهل من مناهله العديد من أفراد هذه الأسرة بحمد الله بل أن البعض لم يكتفي بأن يتعلم بل أصبح معلم..
قد يندهش الإخوة وأبناء العم وهم يقرأون هذه السطور ويتساءلون " المدرسين أكثر من جح القصيم، وكل العوائل يعمل بعض أفرادها معلمين" نعم هذا صحيح في عالم اليوم حيث أصبح العالم بأسره قرية كونيه يعرف من في شماله ما حدث في جنوبه بعد الحدث بثواني معدودة ، بل نستطيع متابعة الحدث بتفاصيله الدقيقة رغم بعد المسافة واختلاف اللغة.
ولكن لو عدنا بالذاكرة قليلا إلى الوراء وهذا القليل يزيد من مائة عام وتوقفنا لدى ذاك الذي وقف بجردة بريدة يلتفت يمينا ويسارا بقلق بالغ ممسكا بيده ورقة يبحث عن من " يفك الخط" فلا يجد... نعم .. تعج الجردة بالذاهب والآتي ولكن لا يوجد من يجيد القراءة والكتابة ...في هذه الأجواء لم يكن للمدارس النظامية وجود بل أن كيان الدولة بمؤسساتها كما نعيشه اليوم لم يكن له وجود... وكانت المبادرات الشخصية والإحساس بالانتماء هي المحرك للبعض للقيام بالعديد من الأنشطة ومنها التعليم، فكانت بريدة " وهنا أرجو أن لا يفهم من هذه المشاركة المتواضعة في هذه المطبوعة الوليدة أنها توثيق دقيق لما سيطرح بل هي إطلالة سريعة على من قام بدور المدرس في وقت يندر فيه من " يفك الخط" بل أبعد من هذا وهو افتتاح مدرسه تكاد تكون مطابقة لما نحن عليه اليوم حيث كانت بريدة في نهاية عام 1200هـ تعج بالكتاتيب وجميعها تدرس القران وتجويده .. ولكن الخطيب والمعلم محمد بن عبد العزيز الصقعبي " رحمه الله" قام بفتح مدرسه عرفت فيما بعد بمدرسة الصقعبي وكانت تضيف إلى ما عرف في الكتاتيب من مواد الحساب والخط والإملاء والمطالعة وغيرها من المناهج الدراسية ، وكلف الشيخ محمد ابنه المربي الجليل الشيخ صالح الصقعبي " رحمه الله" بإدارة هذه المدرسة والإشراف عليها وتطويرها في الوقت الذي اختار ابنه الآخر الشيخ عبدالله بن محمد الصقعبي "رحمه الله" أن يقوم بهذه المهمة في مكان آخر من ارض العروبة والإسلام حيث شارك في التدريس بمدرسة " المباركية" بالكويت في أوائل 1300هـوبعدها ذهب إلى العراق بمعية زميله وأستاذه الشيخ الشنقيطي " رحمه الله" في افتتاح مدرسه في الزبير والمشاركة في التعليم فيها.
أعود مرة أخرى إلى مدرسة الصقعبي ببريده وأحيل الأخوة والأخوات إلى ما كتبه الأستاذ الفاضل المرحوم / صالح السليمان العمري في سلسلة آل سليم ، وكذلك ما كتبه الدكتور/ فالح الحربي عن الكتاتيب بالقصيم وكذلك ما دونه المربي الفاضل الأستاذ/ عبدالله البراهيم السليم " رحمه الله"
وهنا.. كان لي شرف إجراء لقاء مع الأستاذ/ عبدالله السليم نشر في جريدة المدينة عام 1401هـ تحدث فيه عن الكتاتيب حيث كان مشرفا ومدرسا بمدرسة أخواله " السيف" وقال رحمه الله عن الشيخ صالح الصقعبي " كنت أنا وهو كفرسي رهان" وكان رحمه الله يهتم بالتربية فكان مربيا ومعلما ، كما أنه كان يتميز بموهبة الخط فكان خطه من أجمل الخطوط .
وحول بداية التعليم النظامي قال الأستاذ/ السليم " انه عند التوجيه بافتتاح مدرسة حكومية للبنين كان هناك معارضه في بريده ومصدر هذه المعارضة اصرر أهالي ببريده أن يتولى تعليم أبنائهم إحدى منهم وتم الكتابة للملك عبدالعزيز بهذا الخصوص وتضمن ترشيحي أنا والشيخ صالح المحمد لهذه المهمة غلا أن إرادة الله سيقت كل شيء وتوفي الشيخ صالح قبل افتتاح المدرسة رحمة الله عليه.
بقي أن أقول أن مدرسة الصقعبي لم يكن دورها مقتصرا على أبناء بريده بل أخذ طلاب العلم يفدون إليها من مختلف المناطق والأقاليم ، ولعل اقرب مثال على ذلك أن علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر قد درس في هذه المدرسة وذكر ذلك في مقدمة كتابه " طبقات الشعراء" والذي قام بطبعه النادي الأدبي ببريده مبررا فيه أسباب اختيار هذا النادي بالذات ومحيلا ذلك إلى الأيام الخالدة التي قضاها في مدرسة الصقعبي التي حتمت عليه الوفاء لمدينة بريدة وأهلها من خلال طباعة إحدى كتبه في ناديها الأدبي .
هناك العديد من الإشارات المتناثرة هنا وهناك عن دور المدرسة في محيطه الصغير بريده ، وفي محيطه الأكبر نجد ، كما أن هناك العديد من المؤلفات عن ما قام به الشيخ عبدالله المحمد ومن قبله والده وجده في مجال العلم والتعليم .
بقي أن أقول بكل صدق كم نحن مقصرون نحن حملة القلم في حق هذه الرموز التي تتجاوز محيطها العائلي إلى الوطني فهم بحق رموز وطنيه تكريمهم واجب على أبناء هذا المجتمع المنتمي لهذه العائلة أو خارجها المهتمين بالعلم والحركة العلمية في المملكة ، وكلي أمل أن يتم تبني جائزة باسم الشيخ صالح الصقعبي تقدم للمتفوقين من أبناء هذه الأسرة.
منقول.
أسرة تتبنى العلم وتنتج العلماء
في البداية أحيي الأخ فهد الحمد الصقعبي على هذه المبادرة النابعة من أصول جعلت العلم هدفا ونهل من مناهله العديد من أفراد هذه الأسرة بحمد الله بل أن البعض لم يكتفي بأن يتعلم بل أصبح معلم..
قد يندهش الإخوة وأبناء العم وهم يقرأون هذه السطور ويتساءلون " المدرسين أكثر من جح القصيم، وكل العوائل يعمل بعض أفرادها معلمين" نعم هذا صحيح في عالم اليوم حيث أصبح العالم بأسره قرية كونيه يعرف من في شماله ما حدث في جنوبه بعد الحدث بثواني معدودة ، بل نستطيع متابعة الحدث بتفاصيله الدقيقة رغم بعد المسافة واختلاف اللغة.
ولكن لو عدنا بالذاكرة قليلا إلى الوراء وهذا القليل يزيد من مائة عام وتوقفنا لدى ذاك الذي وقف بجردة بريدة يلتفت يمينا ويسارا بقلق بالغ ممسكا بيده ورقة يبحث عن من " يفك الخط" فلا يجد... نعم .. تعج الجردة بالذاهب والآتي ولكن لا يوجد من يجيد القراءة والكتابة ...في هذه الأجواء لم يكن للمدارس النظامية وجود بل أن كيان الدولة بمؤسساتها كما نعيشه اليوم لم يكن له وجود... وكانت المبادرات الشخصية والإحساس بالانتماء هي المحرك للبعض للقيام بالعديد من الأنشطة ومنها التعليم، فكانت بريدة " وهنا أرجو أن لا يفهم من هذه المشاركة المتواضعة في هذه المطبوعة الوليدة أنها توثيق دقيق لما سيطرح بل هي إطلالة سريعة على من قام بدور المدرس في وقت يندر فيه من " يفك الخط" بل أبعد من هذا وهو افتتاح مدرسه تكاد تكون مطابقة لما نحن عليه اليوم حيث كانت بريدة في نهاية عام 1200هـ تعج بالكتاتيب وجميعها تدرس القران وتجويده .. ولكن الخطيب والمعلم محمد بن عبد العزيز الصقعبي " رحمه الله" قام بفتح مدرسه عرفت فيما بعد بمدرسة الصقعبي وكانت تضيف إلى ما عرف في الكتاتيب من مواد الحساب والخط والإملاء والمطالعة وغيرها من المناهج الدراسية ، وكلف الشيخ محمد ابنه المربي الجليل الشيخ صالح الصقعبي " رحمه الله" بإدارة هذه المدرسة والإشراف عليها وتطويرها في الوقت الذي اختار ابنه الآخر الشيخ عبدالله بن محمد الصقعبي "رحمه الله" أن يقوم بهذه المهمة في مكان آخر من ارض العروبة والإسلام حيث شارك في التدريس بمدرسة " المباركية" بالكويت في أوائل 1300هـوبعدها ذهب إلى العراق بمعية زميله وأستاذه الشيخ الشنقيطي " رحمه الله" في افتتاح مدرسه في الزبير والمشاركة في التعليم فيها.
أعود مرة أخرى إلى مدرسة الصقعبي ببريده وأحيل الأخوة والأخوات إلى ما كتبه الأستاذ الفاضل المرحوم / صالح السليمان العمري في سلسلة آل سليم ، وكذلك ما كتبه الدكتور/ فالح الحربي عن الكتاتيب بالقصيم وكذلك ما دونه المربي الفاضل الأستاذ/ عبدالله البراهيم السليم " رحمه الله"
وهنا.. كان لي شرف إجراء لقاء مع الأستاذ/ عبدالله السليم نشر في جريدة المدينة عام 1401هـ تحدث فيه عن الكتاتيب حيث كان مشرفا ومدرسا بمدرسة أخواله " السيف" وقال رحمه الله عن الشيخ صالح الصقعبي " كنت أنا وهو كفرسي رهان" وكان رحمه الله يهتم بالتربية فكان مربيا ومعلما ، كما أنه كان يتميز بموهبة الخط فكان خطه من أجمل الخطوط .
وحول بداية التعليم النظامي قال الأستاذ/ السليم " انه عند التوجيه بافتتاح مدرسة حكومية للبنين كان هناك معارضه في بريده ومصدر هذه المعارضة اصرر أهالي ببريده أن يتولى تعليم أبنائهم إحدى منهم وتم الكتابة للملك عبدالعزيز بهذا الخصوص وتضمن ترشيحي أنا والشيخ صالح المحمد لهذه المهمة غلا أن إرادة الله سيقت كل شيء وتوفي الشيخ صالح قبل افتتاح المدرسة رحمة الله عليه.
بقي أن أقول أن مدرسة الصقعبي لم يكن دورها مقتصرا على أبناء بريده بل أخذ طلاب العلم يفدون إليها من مختلف المناطق والأقاليم ، ولعل اقرب مثال على ذلك أن علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر قد درس في هذه المدرسة وذكر ذلك في مقدمة كتابه " طبقات الشعراء" والذي قام بطبعه النادي الأدبي ببريده مبررا فيه أسباب اختيار هذا النادي بالذات ومحيلا ذلك إلى الأيام الخالدة التي قضاها في مدرسة الصقعبي التي حتمت عليه الوفاء لمدينة بريدة وأهلها من خلال طباعة إحدى كتبه في ناديها الأدبي .
هناك العديد من الإشارات المتناثرة هنا وهناك عن دور المدرسة في محيطه الصغير بريده ، وفي محيطه الأكبر نجد ، كما أن هناك العديد من المؤلفات عن ما قام به الشيخ عبدالله المحمد ومن قبله والده وجده في مجال العلم والتعليم .
بقي أن أقول بكل صدق كم نحن مقصرون نحن حملة القلم في حق هذه الرموز التي تتجاوز محيطها العائلي إلى الوطني فهم بحق رموز وطنيه تكريمهم واجب على أبناء هذا المجتمع المنتمي لهذه العائلة أو خارجها المهتمين بالعلم والحركة العلمية في المملكة ، وكلي أمل أن يتم تبني جائزة باسم الشيخ صالح الصقعبي تقدم للمتفوقين من أبناء هذه الأسرة.
منقول.