mam999
25-10-05, 05:45 pm
إنهم يشربون العطور
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة إقبال شباب على تناول الكولونيا رغم الأضرار الصحية والخطورة التي
تمثلها على المتعاطين والتي تصل إلى فقدان البصر أو الوفاة المفاجئة في بعض الحالات.
وفيما يتزايد عدد الذين يتعاطون هذه السموم، يوجه الأطباء والمختصون تحذيرات شديدة من خطورة محتويات هذه المادة على الجسم البشري، ويطالبون باتخاذ إجراءات حازمة لحماية الشباب من الوقوع في شرك هذه السموم، خاصة أن مادة الكولونيا متوفرة في الكثير من المحلات وبأسعار زهيدة، مما يشجع على استخدامها مهما كانت النتائج بالنسبة لمن يوصلهم تعاطيها إلى الإدمان.
آثار الإيثانول الضارة
يعد الكحول الإيثيلي من أهم الكحوليات من حيث التأثير السام، فهو المكون المشترك في كافة أنواع الخمور والمشروبات الكحولية، وهو المسؤول عن الأثر السمي الناجم عن تعاطي هذه المشروبات.
* يحضر الكحول الإيثيلي بتخمير السكريات بفعل فطر الخميرة.
* يتراوح تركيز الكحول في المشروبات المخمرة ما بين 4% كمشروب البيرة، وعشرة أضعافه في المشروبات المقطرة.
* عند تعاطي المشروبات الكحولية يمر حوالي 80% من الكحول إلى الأمعاء الدقيقة حيث يتم امتصاصه إلى مجرى الدم.
* يمر الكحول الممتص من المعدة والأمعاء الدقيقة خلال الشريان الكبدي إلى الكبد.
* يتحول الكحول الممتص إلى أسيتالداهيد فحمض الآسيتيك "الخليك" ثم إلى ثاني أكسيد الكربون والماء.
* ما يزيد عن هذا المعدل الثابت يخرج من الكبد عن طريق الوريد الكبدي إلى الناحية الوريدية للقلب ومنه إلي الرئتين.
* يعمل الكحول كمثبط للجهاز العصبي المركزي، ويؤثر على المستويات العليا أولاً.
* وعند تعاطي كميات صغيرة من الإيثانول، يحدث إحساس زائف بالانتعاش والبهجة والثقة بالنفس والقوة.
* كما ينشأ عن ذلك فقدان الإحساس بالرهبة أو التهيب، وأيضاً فقدان الوقار مع الثرثرة وقلة الحياء.
* بارتفاع نسبة الكحول بالدم إلى مستوى 150% يشعر الشخص بإحساس متزايد بفقدان السيطرة.
* عند مستوى كحول 150-300% في الدم، يظهر بوضوح عدم تناسق الحركة والحديث وترنح واكتئاب وبلادة.
* عند مستوى أعلى من 300% في الدم، يصاب بنوم عميق يؤدي إلى غيبوبة قد تنتهي بالوفاة.
* ينشأ عن تعاطي كميات كبيرة من الكحول على مدد طويلة حالة تسمم مزمن تتضمن تدمير الأعضاء الحيوية للجسم.
* يؤثر الكحول على الجهاز الهضمي بإحداث تقرحات في كل من المعدة والاثني عشر.
* قد يدمر الكحول الخلايا المسؤولة عن تكوين حمض الهيدروكلوريك بجدار المعدة.
* يسبب الكحول التهاباً مزمناً بغدة البنكرياس ويصيب الكبد بالتليف.
* يؤدي تعاطي الكحول لمدة طويلة وبكميات كبيرة إلى اختلال عقلي شديد.
* يصاب المدمن بمتلازمة كورساكوف حيث يفقد الذاكرة للأحداث القريبة ولتعويض ذلك يبدأ في اختلاق الأحداث لملء فجوات ذاكرته.
ويرى المشرف على مستشفى الأمل بجدة الدكتور محمد شاوش الغامدي أن محتوى الكولونيا من أخطر الكحوليات لاحتوائها على مادة الميثانول التي يمكن أن تتسبب غالباً في فقدان البصر، ويتعرض متعاطي الكولونيا للإصابة بالتليف الكبدي إضافة إلى إصابة العصب البصري، كما أن لها تأثيراً على المعدة والجهاز العصبي، ويلجأ لاستخدام الكولونيا الأشخاص غير القادرين على شراء أنواع الكحوليات الأخرى الأقل خطرا والغالية الثمن.
والمشكلة أن مادة الكولونيا رخيصة ومتوفرة في جميع المحلات ويمكن الحصول عليها بسهولة، والملاحظ أن أغلب متعاطي هذه المادة هم من أبناء الأسر التي تمر باضطرابات اقتصادية ومشاكل أسرية وهم يلجؤون لتناولها تحت تأثير الضغوط النفسية، مضيفا أن من خطورة كحوليات الكولونيا عند التوقف عن تناولها أو تناول الكحول بشكل عام حدوث رعشة في الجسم وقصور يمكن أن يؤدي إلى توقف القلب، وتصل نسبة الوفيات في حال التوقف إلى 20% من بين متناولي الكحوليات ما لم يتم التوقف تحت إشراف صحي حتى يتخلص جسم المدمن من السموم، موضحاً أن الكولونيا عبارة عن مواد كيميائية مركبة تشمل الإيثانول والميثانول وهذه المواد خطيرة وتوجد في أغلب المشروبات الكحولية خاصة التي تصنع يدوياً.
من جانبه قال أخصائي السموم بمركز السموم بجدة الدكتور صلاح نصر: إلى جانب الإيثانول والميثانول، تزيد مركزات الرائحة التي تستخدم في العطور والمواد الكيميائية الأخرى من نسبة الخطر السُمي، وهناك أنواع تجارية من هذه المادة رخيصة تستخدم كمواد كحولية، ولاحتواء الكولونيا على هذه الكحوليات يلجأ لها الكثير من ضعاف النفوس من مدمني الخمور ويتعاطونها كبديل لها، كما أن توفرها في السوق والحصول عليها بسهولة أديا إلى تعرض الكثير من المتعاطين لعمليات تسمم أو فقدان البصر أو الوفاة، مؤكداً أن التسمم يحدث حسب الكمية المتناولة وتركيزها في الدم، ومن أعراضه قيام المتعاطي بأعمال مخزية ومخجلة لا يفعلها عاقل، وتتدرج إلى الترنح وحدوث قيء وهبوط في مستوى السكر في الدم، وقد ينتهي الأمر إلى دخول المتعاطي في غيبوبة ثم الوفاة إذا لم يحدث تدخل علاجي سريع، علماً بأن الوفاة تحدث عند تعاطي 5 جرامات من الكحول النقي لكل كيلوجرام من وزن الجسم.
ويضيف الدكتور نصر: وهناك الحالات المزمنة لإدمان الكحوليات التي تعرض المتعاطي لتغيرات أخلاقية فيفقد عنصر الحياء، ويكون متقلب المزاج، مهملا أسرته وعمله ومظهره، ويميل إلى اقتراف الجرائم، وتحدث له تغيرات عقلية مثل نسيان الحوادث القريبة بسبب حدوث فجوات بالذاكرة، وخطورة هذه الفجوات أنها تمتلئ بتخيلات لوقائع لم تحدث وترسخ في الذاكرة بعد ذلك مثل اعتقاده أن زوجته تخونه أو أمور أخرى قد تؤدي إلى كراهية الناس لاعتقاده أنهم أعداء له، رغم أن كل هذه التخيلات التي خزنها في فجوات الذاكرة غير صحيحة.
ويشير إلى أن الاستمرار في تناول الكولونيا يتسبب في قلة التركيز والاختلال العقلي وزغللة النظر وحالات من الغيبوبة والتهاب في المعدة وإصابة في عضلة القلب والبنكرياس والتليف الكبدي. وعند التوقف عن التعاطي يمكن أن تحدث للمتعاطي حالة من الهيجان خلال انسحاب الكحوليات والسموم من الجسم قد تؤدي إلى الوفاة، لذلك يجب أن يكون التوقف تحت إشراف طبيب، ومن الغريب جدا أنه في حالة التسمم بمادة الميثانول يمكن معالجة المدمن بالمادة نفسها بعد تخفيفها بالتدريج حتى الشفاء من الإدمان.
قال الأمير عبدالملك بن سعود بن عبدالعزيز، أثناء حضوره لمناسبة تخريج الدفعة الرابعة من مرشدي التعافي بمستشفى الأمل للصحة النفسية بجدة: إن أمريكا يوجد بها أكثر من 50 مستشفى لمعالجة الإدمان، بينما لا يوجد في السعودية إلا 3 مستشفيات، ورغم البرامج العلاجية والتأهيلية التي تقدمها تلك المستشفيات، إلا أن الوضع يحتاج إلى وجود مستشفيات عديدة ويجب أن يفتح المجال للقطاع الخاص بإيجاد مستشفيات متخصصة في برامج مكافحة المخدرات وسحب السموم من المدمنين، إضافة إلى منعهم من الانتكاسة. وأضاف أن وقوع الشباب في استخدام مادة الكولونيا يرجع لعدة عوامل منها توفر مادة الكولونيا بأسعار رخيصة في جميع المحلات.
أما مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور عبد الرحمن خياط، فأوضح أن الشؤون الصحية بجدة تسعى لتطوير برامجها النفسية من خلال الاهتمام بالإنسان، حيث إن الحالة النفسية للإنسان يمكن أن تقوده إلى الطريق الصحيح أو إلى الطريق الخاطئ، داعياً إلى عرض تجارب الذين تم علاجهم، وأقلعوا عن مثل هذه العادات.
ويرى مدير جامعة الملك عبد العزيز الدكتور أسامة طيب أن المخدرات والمسكرات، تعد طاعون العصر وتفشيها بين الشباب والمجتمع يعد كارثة، لما تخلفه من أمراض نفسية وتعطيل لطاقات المجتمع.
ويشير المشرف على مستشفى الأمل بجدة والاختصاصي النفسي الدكتور محمد شاوش إلى أن متعاطي الكحوليات يحتلون المرتبة الخامسة في قائمة مراجعي المستشفى أو النزلاء. بعد إدمان الهروين والمنشطات وبعض التركيبات لبعض المواد المخدرة والحشيش، بشكل عام ففي عام 1421 هـ كان أعلى نسبة تصل إلى المستشفى حيث تجاوز عدد المراجعين أكثر من 400 شخص فيما تراجع هذا العدد حتى أنه وصل خلال عام 1425 هـ إلى حدود 200 شخص وقال شاوش أن شرب الكحوليات أصبح سلوكا من سلوك المجتمع وإنه لا يراجع المستشفى إلا في حالة التسمم أو في حالة الوقوع في المخدرات الأكثر خطورة أما الكحوليات بما فيها الكولونيا لا يأتي المتعاطي له إلى المستشفى بل إنه من الصعب الحصول على إحصائية له.
الكحول الإيثيلي "الإيثانول"
الآثار الضارة لتعاطي الكحول
وفرت الدراسات التي أجريت على متعاطي المشروبات الكحولية معلومات كثيرة عن الآثار الضارة للكحول على المتعاطين من بينها:
* تعاطي 60 جراماً من الكحول يومياً يؤدي إلى زيادة حدوث الأمراض المتعلقة بالكحول.
* تعاطي 180 جرامًا من الكحول يوميا كافٍ لتليف الكبد.
* التليف الكبدي يعد السبب الثالث للوفاة لدى البالغين الذكور في الولايات المتحدة والرابع لدى الإناث.
* 40% من نزلاء المستشفيات العامة في بريطانيا والولايات المتحدة وأوروبا يعانون من مشكلات متعلقة بالخمور.
* ما بين ثلث ونصف نزلاء مستشفيات الأمراض العقلية في الأمريكيتين وأوروبا يعانون من مشكلات متعلقة بالخمور.
* 25% من حالات التسمم في بريطانيا كانت بسبب تعاطي الكحول.
* 60% من كبار السن الذين أدخلوا إلى المستشفيات في بريطانيا بسبب كثرة السقوط أو هبوط القلب أو فقدان الذاكرة كانوا يعانون من مشكلات متعلقة بتعاطي الخمور.
* 90% من حالات التسمم الكحولي التي أدخلت إلى المستشفيات في روسيا كانت لأطفال تحت سن 15.
* الخمور أهم ثاني سبب للوفيات في الولايات المتحدة، وفي كل عام يتوفى 125 ألف شخص بسبب تعاطيها.
* 50% من جرائم الاغتصاب تحدث تحت تأثير الخمر، حسب منظمة الصحة العالمية.
* معظم حالات الاعتداء على المحارم كانت بسبب تأثير الخمر، حسب دائرة المعارف البريطانية.
يعد الكحول الإيثيلي من أهم الكحوليات من حيث التأثير السام، وهو المكون المشترك في كافة أنواع الخمور والمشروبات الكحولية، وهو المسؤول عن الأثر السمي الناجم عن تعاطي هذه المشروبات.
ويحضر الكحول الإيثيلي بتخمير السكريات بفعل فطر الخميرة ويتراوح تركيز الكحول في المشروبات المخمرة ما بين 4% كمشروب البيرة، وعشرة أضعافه أي حوالي 40% في المشروبات المقطرة كالويسكي والفودكا. وقد تتعدى نسبة الكحول هذه النسب السابقة لتصل إلى 55% في مشروبات البراندي "الكونياك".
امتصاص الكحول الإيثيلي ومساره بالجسم
عند تعاطي المشروبات الكحولية فإن حوالي 20% من الكحول يتم امتصاصه مباشرة من خلال جدار المعدة، خاصة إذا كانت خالية من الطعام حيث يؤثر نوع وكمية الطعام الموجود بالمعدة على سرعة امتصاص الكحول منها، ويمر80% من الكحول إلى الأمعاء الدقيقة حيث يتم امتصاصه إلى مجرى الدم أيضاً. يمر الكحول الممتص من المعدة والأمعاء الدقيقة خلال الشريان الكبدي إلى الكبد، حيث يقوم إنزيم متخصص، يعرف باسم نازع هيدروجين الكحول "Alcohol dehydrogenase enzyme"، بتكسير الكحول الممتص بمعدل ثابت محولاً إياه إلى أسيتالداهيد فحمض الآسيتيك "الخليك" ثم إلى ثاني أكسيد الكربون والماء، وما يزيد عن هذا المعدل الثابت يخرج من الكبد عن طريق الوريد الكبدي إلى الناحية الوريدية للقلب ومنه إلى الرئتين، حيث يمكن الكشف عن وجوده في هواء الزفير، ثم إلى الجانب الشرياني للقلب حيث يتوزع إلى كافة أنسجة وأعضاء الجسم بما فيها الدماغ.
أعراض وعلامات التسمم بالإيثانول
يعمل الكحول من الوجهة الفارماكولوجية كمثبط للجهاز العصبي المركزي، ويكون هذا التثبيط تدريجياً في المستوى بحيث يؤثر على المستويات العليا أولاً، ثم يتدرج إلى المستويات أو المراكز الأكثر بدائية للجهاز العصبي.
وعند تعاطي كميات صغيرة من الكحول، فإن أول ما يتأثر في الجهاز العصبي هو المراكز العليا التي تشكل عنصر السيطرة والكبح والانضباط على السلوك الإنساني، فعند تثبيط هذه المراكز بفعل الكحول يقل هذا الأثر الكابح على المراكز الدنيا ويظهر ذلك في صورة إحساس بالانتعاش والبهجة وإحساس زائف بازدياد الثقة بالنفس والقوة، كما ينشأ عن ذلك فقدان الإحساس بالرهبة أو التهيب، وأيضاً فقدان الوقار مع الثرثرة وقلة الحياء.
خصائص وأضرار الميثانول
الميثانول مادة سامَّة قاتلة تنتج من الغاز الطبيعي ويستخدم كمادة مضافة للوقود، يدخل في صناعة بتروكيماويات، ويستخدم كوقود نظيف لمصانع توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه، وهذه أهم خصائصه:
* مركَّب يتحطم في الجسم إلى الحمض الفورمي "Formis acid" والفورمالدهيد Formaldehyde، السام جداً.
* الميثانول في الطبيعة يكون مصحوباً دوماً بالإيثانول "Ethanol"، الذي يبطل مفعوله السُّمّي.
* ينطلق مركب الميثانول الحرِّ والسامِّ من الأسبرتام عند تسخينه في درجة حرارة 30 مْ.
* للميثانول تأثير ضار على العيون، وعلى الكبد والدماغ وأعضاء أخرى ويعمل على تثبيط الجهاز العصبي المركزي.
* يعتبر ساماً في حالة مستويات التركيز العالية، حيث يسبب تلفاً للجهاز العصبي المركزي بالجسم.
* ينتهي التعرض الزائد بصورة خاصة إلى فقدان رد الفعل، الحساسية تجاه الضوء وفقدان البصر.
وتعد الأعراض السابقة من قبل المتعاطين للكحول بمثابة الأثر المرغوب فيه لديهم، حيث يلتمس معتادو الشراب الشجاعة والثقة والقدرة على تكوين العلاقات الإنسانية في تعاطي الكحول. وهذه نقطة يجب أخذها في الاعتبار عند التصدي لعلاج حالات إدمان الكحول بالتأهيل النفسي، وأيضاً في حالات الإدمان عموماً.
ويصحب هذا الإحساس الزائف بالبهجة والقدرة على أداء الأعمال بصورة أفضل بطء في الأعمال المنعكسة وازدياد في زمن الاستجابة، وسوء في أداء النشاطات المعقدة كقيادة السيارة أو الطائرة أو أداء المهارات الرياضية. وعادة ما يكون مستوى الكحول في الدم المصاحب لهذه الأغراض في حدود 50-100 ملليجرام.
وبارتفاع نسبة الكحول بالدم إلى مستوى حوالي 150 ملليجرام، تظهر على الشخص علامات احتقان الوجه وازدياد سرعة ضربات القلب وإحساس متزايد بفقدان السيطرة يتجلى في شكل هياج وتخاطب صاخب وحركة متزايدة، وفي هذه الحالة يكون المتعاطي ميالاً إلى الشجار لأتفه الأسباب أو مرحاً بصورة غير طبيعية أو ميالاً للمزاح الثقيل أو حسياً بدرجة ملحوظة، كما قد يكون في بعض الأحيان شديد الاكتئاب حسب شخصية الفرد، إلا أن هذه الأعراض عادة ما تكون ثابتة بالنسبة للشخص الواحد.
ويتبع هذه المرحلة، عند مستوى كحول يتراوح ما بين 150-300%، مرحلة يظهر فيها بوضوح عدم تناسق الحركة وثقل واختلاط الحديث وترنح بالمشية واكتئاب وقلة النشاط العقلي، وتنتهي عند مستوى أعلى من 300 ملليجرام بنوم عميق يؤدي إلى سبات أو غيبوبة قد تنتهي بالوفاة.
الآثار البيولوجية للتسمم المزمن بالإيثانول
الكحول في واقع الأمر مواد سامة ويجب أن ينظر إليها على هذا الأساس. وينشأ عن تعاطي كميات كبيرة من الكحول على مدد طويلة حالة تسمم مزمن تتضمن تدمير الأعضاء الحيوية للجسم، حيث تؤثر الكحول على الجهاز الهضمي بإحداث تقرحات في كل من المعدة والإثني عشر، كما قد تدمر الكحول الخلايا المسؤولة عن تكوين حمض الهيدروكلوريك بجدار المعدة، كما تسبب الكحول أيضاً التهاباً مزمناً بغدة البنكرياس وتؤثر الكحول تأثيراً بالغاً على الكبد حيث تسبب تليفاً مصحوباً بتنكيس دهني في خلاياه مما يعرف باسم التليف الكحولي للكبد أو تليف لاينيك "Laenec's cirrhosis".
كما يؤدي تعاطي الكحول لمدة طويلة وبكميات كبيرة إلى اختلالٍ عقلي شديد وانحلال مطرد ودائم بالدماغ والأعصاب المحيطة "الطرفية". كما تتلف الوظائف العقلية كالذاكرة والقدرة على التحكم والتعلم، ويتغير تركيب الشخصية وينهار تكيفها مع الواقع.
ومتلازمة كورساكوف هي إحدى المظاهر الذهَانية الناشئة عن إدمان الكحول حيث يفقد المدمن الذاكرة للأحداث القريبة، ولتعويض ذلك يبدأ المدمن في اختلاق الأحداث لملء فجوات ذاكرته.
وقد تكون التهابات الأعصاب الطرفية الناشئة عن الإدمان مصحوبة بآلام شديدة باليدين والقدمين. وتلك الحالات صعبة العلاج إذ إنها مترقّية ولا تنعكس أو تبدي تحسناً بالعلاج عادة.
ويُعَدٌ الأثر المسكر لتعاطي الإيثانول مسؤولاً عن وقوع العديد من الجرائم والانتحار والحوادث كالشغب وحوادث السيارات، مما استوجب سن القوانين ووضع التشريعات للحد من هذه الأمور.
الكحول الميثيلي "الميثانول"
يعد الميثانول أبسط أنواع الكحوليات تركيباً، وهو يحضر بالتقطير الإتلافي للخشب، لذا يُسمى كحول الخشب. وهو واسع الاستخدام كوقود وكمذيب عضوي، كما يدخل في عملية غش الخمور نظراً لرخص ثمنه بالمقارنة بالمشروبات الكحولية المقطرة.
وتُعزى النسبة الكبرى من حالات التسمم بالميثانول إلى تعاطيه كبديل للمشروبات الكحولية من قِبَل المدمنين أو من خلال استهلاك خمور جرى غشها بإضافة الميثانول إليها. ويرجع الأثر السام للميثانول إلى تحوله في جسم الإنسان إلى فورمالدهيد وحمض فورميك بواسطة إنزيم نازع هيدروجين الكحول بالكبد.
أعراض وعلامات التسمم بالميثانول
يُعد تراكم النواتج الاستقلابية (metabolic products) السامة للميثانول مسؤولاً عن ظهور أعراض وعلامات التسمم به. وأهم هذه النواتج الفورمالدهيد الذي له تأثير إتلافي على العديد من خلايا الجسم وبخاصة شبكية العين والعصي البصري بالإضافة إلى حدوث الحُماض "acidosis" بسبب تكون حمض الفورميك.
وعلى ذلك فأعراض التسمم بالميثانول تبدأ في الظهور بعد فترة تتراوح بين 12 و14 ساعة من تعاطيه على شكل صداع ودوار وغثيان وقيء وآلام شديدة بالبطن والظهر تعزى إلى التهاب البنكرياس، وتظهر أعراض تثبيط الجهاز العصبي المركزي والفشل التنفسي. ومن العلامات الثابتة للتسمم بالميثانول الاضطراب البصري الذي قد يتراوح ما بين ضعف مؤقت وبسيط بالرؤية وبين حالة العمى التام المصاحب للتعافي من حالات التسمم الحادة حيث تكون الحدقتان متسعتين دون استجابة للضوء.
التفريق بين الميثانول والإيثانول كيميائياً
ويمكن التفريق بين الميثانول والإيثانول باختبار مبسط: حيث نأخذ 1 ملج من الكحول ونضعه بالأنبوبة ثم نضع عليه حمض سالسيك، فإذا تصاعدت رائحة فكس "أبو فاس"، فهو ميثانول، وإذا لم تتصاعد أي رائحة، نأخذ 1 مل كحول ونضع عليه حمض الخليك، ونسخنه مع إضافة حمض الكبريتيك، فإذا تصاعدت رائحة التفاح، فهو إيثانول.
وأثبتت إحصائية لمنظمة الصحة العالمية أن 50 % من جرائم الاغتصاب تحدث تحت تأثير الخمر. وجاء في دائرة المعارف البريطانية أن معظم حالات الاعتداء على المحارم كانت بسبب تأثير الخمر.
وإذا كانت الخمور تدر البول، إلا أنها تؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن، واحتقان البروستاتا، وتتفاعل مع أدوية السكر مما يؤدي إلى حدوث غيبوبة تصل إلى وفيات.
00000000000
جريدة الوطن - الثلاثاء
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة إقبال شباب على تناول الكولونيا رغم الأضرار الصحية والخطورة التي
تمثلها على المتعاطين والتي تصل إلى فقدان البصر أو الوفاة المفاجئة في بعض الحالات.
وفيما يتزايد عدد الذين يتعاطون هذه السموم، يوجه الأطباء والمختصون تحذيرات شديدة من خطورة محتويات هذه المادة على الجسم البشري، ويطالبون باتخاذ إجراءات حازمة لحماية الشباب من الوقوع في شرك هذه السموم، خاصة أن مادة الكولونيا متوفرة في الكثير من المحلات وبأسعار زهيدة، مما يشجع على استخدامها مهما كانت النتائج بالنسبة لمن يوصلهم تعاطيها إلى الإدمان.
آثار الإيثانول الضارة
يعد الكحول الإيثيلي من أهم الكحوليات من حيث التأثير السام، فهو المكون المشترك في كافة أنواع الخمور والمشروبات الكحولية، وهو المسؤول عن الأثر السمي الناجم عن تعاطي هذه المشروبات.
* يحضر الكحول الإيثيلي بتخمير السكريات بفعل فطر الخميرة.
* يتراوح تركيز الكحول في المشروبات المخمرة ما بين 4% كمشروب البيرة، وعشرة أضعافه في المشروبات المقطرة.
* عند تعاطي المشروبات الكحولية يمر حوالي 80% من الكحول إلى الأمعاء الدقيقة حيث يتم امتصاصه إلى مجرى الدم.
* يمر الكحول الممتص من المعدة والأمعاء الدقيقة خلال الشريان الكبدي إلى الكبد.
* يتحول الكحول الممتص إلى أسيتالداهيد فحمض الآسيتيك "الخليك" ثم إلى ثاني أكسيد الكربون والماء.
* ما يزيد عن هذا المعدل الثابت يخرج من الكبد عن طريق الوريد الكبدي إلى الناحية الوريدية للقلب ومنه إلي الرئتين.
* يعمل الكحول كمثبط للجهاز العصبي المركزي، ويؤثر على المستويات العليا أولاً.
* وعند تعاطي كميات صغيرة من الإيثانول، يحدث إحساس زائف بالانتعاش والبهجة والثقة بالنفس والقوة.
* كما ينشأ عن ذلك فقدان الإحساس بالرهبة أو التهيب، وأيضاً فقدان الوقار مع الثرثرة وقلة الحياء.
* بارتفاع نسبة الكحول بالدم إلى مستوى 150% يشعر الشخص بإحساس متزايد بفقدان السيطرة.
* عند مستوى كحول 150-300% في الدم، يظهر بوضوح عدم تناسق الحركة والحديث وترنح واكتئاب وبلادة.
* عند مستوى أعلى من 300% في الدم، يصاب بنوم عميق يؤدي إلى غيبوبة قد تنتهي بالوفاة.
* ينشأ عن تعاطي كميات كبيرة من الكحول على مدد طويلة حالة تسمم مزمن تتضمن تدمير الأعضاء الحيوية للجسم.
* يؤثر الكحول على الجهاز الهضمي بإحداث تقرحات في كل من المعدة والاثني عشر.
* قد يدمر الكحول الخلايا المسؤولة عن تكوين حمض الهيدروكلوريك بجدار المعدة.
* يسبب الكحول التهاباً مزمناً بغدة البنكرياس ويصيب الكبد بالتليف.
* يؤدي تعاطي الكحول لمدة طويلة وبكميات كبيرة إلى اختلال عقلي شديد.
* يصاب المدمن بمتلازمة كورساكوف حيث يفقد الذاكرة للأحداث القريبة ولتعويض ذلك يبدأ في اختلاق الأحداث لملء فجوات ذاكرته.
ويرى المشرف على مستشفى الأمل بجدة الدكتور محمد شاوش الغامدي أن محتوى الكولونيا من أخطر الكحوليات لاحتوائها على مادة الميثانول التي يمكن أن تتسبب غالباً في فقدان البصر، ويتعرض متعاطي الكولونيا للإصابة بالتليف الكبدي إضافة إلى إصابة العصب البصري، كما أن لها تأثيراً على المعدة والجهاز العصبي، ويلجأ لاستخدام الكولونيا الأشخاص غير القادرين على شراء أنواع الكحوليات الأخرى الأقل خطرا والغالية الثمن.
والمشكلة أن مادة الكولونيا رخيصة ومتوفرة في جميع المحلات ويمكن الحصول عليها بسهولة، والملاحظ أن أغلب متعاطي هذه المادة هم من أبناء الأسر التي تمر باضطرابات اقتصادية ومشاكل أسرية وهم يلجؤون لتناولها تحت تأثير الضغوط النفسية، مضيفا أن من خطورة كحوليات الكولونيا عند التوقف عن تناولها أو تناول الكحول بشكل عام حدوث رعشة في الجسم وقصور يمكن أن يؤدي إلى توقف القلب، وتصل نسبة الوفيات في حال التوقف إلى 20% من بين متناولي الكحوليات ما لم يتم التوقف تحت إشراف صحي حتى يتخلص جسم المدمن من السموم، موضحاً أن الكولونيا عبارة عن مواد كيميائية مركبة تشمل الإيثانول والميثانول وهذه المواد خطيرة وتوجد في أغلب المشروبات الكحولية خاصة التي تصنع يدوياً.
من جانبه قال أخصائي السموم بمركز السموم بجدة الدكتور صلاح نصر: إلى جانب الإيثانول والميثانول، تزيد مركزات الرائحة التي تستخدم في العطور والمواد الكيميائية الأخرى من نسبة الخطر السُمي، وهناك أنواع تجارية من هذه المادة رخيصة تستخدم كمواد كحولية، ولاحتواء الكولونيا على هذه الكحوليات يلجأ لها الكثير من ضعاف النفوس من مدمني الخمور ويتعاطونها كبديل لها، كما أن توفرها في السوق والحصول عليها بسهولة أديا إلى تعرض الكثير من المتعاطين لعمليات تسمم أو فقدان البصر أو الوفاة، مؤكداً أن التسمم يحدث حسب الكمية المتناولة وتركيزها في الدم، ومن أعراضه قيام المتعاطي بأعمال مخزية ومخجلة لا يفعلها عاقل، وتتدرج إلى الترنح وحدوث قيء وهبوط في مستوى السكر في الدم، وقد ينتهي الأمر إلى دخول المتعاطي في غيبوبة ثم الوفاة إذا لم يحدث تدخل علاجي سريع، علماً بأن الوفاة تحدث عند تعاطي 5 جرامات من الكحول النقي لكل كيلوجرام من وزن الجسم.
ويضيف الدكتور نصر: وهناك الحالات المزمنة لإدمان الكحوليات التي تعرض المتعاطي لتغيرات أخلاقية فيفقد عنصر الحياء، ويكون متقلب المزاج، مهملا أسرته وعمله ومظهره، ويميل إلى اقتراف الجرائم، وتحدث له تغيرات عقلية مثل نسيان الحوادث القريبة بسبب حدوث فجوات بالذاكرة، وخطورة هذه الفجوات أنها تمتلئ بتخيلات لوقائع لم تحدث وترسخ في الذاكرة بعد ذلك مثل اعتقاده أن زوجته تخونه أو أمور أخرى قد تؤدي إلى كراهية الناس لاعتقاده أنهم أعداء له، رغم أن كل هذه التخيلات التي خزنها في فجوات الذاكرة غير صحيحة.
ويشير إلى أن الاستمرار في تناول الكولونيا يتسبب في قلة التركيز والاختلال العقلي وزغللة النظر وحالات من الغيبوبة والتهاب في المعدة وإصابة في عضلة القلب والبنكرياس والتليف الكبدي. وعند التوقف عن التعاطي يمكن أن تحدث للمتعاطي حالة من الهيجان خلال انسحاب الكحوليات والسموم من الجسم قد تؤدي إلى الوفاة، لذلك يجب أن يكون التوقف تحت إشراف طبيب، ومن الغريب جدا أنه في حالة التسمم بمادة الميثانول يمكن معالجة المدمن بالمادة نفسها بعد تخفيفها بالتدريج حتى الشفاء من الإدمان.
قال الأمير عبدالملك بن سعود بن عبدالعزيز، أثناء حضوره لمناسبة تخريج الدفعة الرابعة من مرشدي التعافي بمستشفى الأمل للصحة النفسية بجدة: إن أمريكا يوجد بها أكثر من 50 مستشفى لمعالجة الإدمان، بينما لا يوجد في السعودية إلا 3 مستشفيات، ورغم البرامج العلاجية والتأهيلية التي تقدمها تلك المستشفيات، إلا أن الوضع يحتاج إلى وجود مستشفيات عديدة ويجب أن يفتح المجال للقطاع الخاص بإيجاد مستشفيات متخصصة في برامج مكافحة المخدرات وسحب السموم من المدمنين، إضافة إلى منعهم من الانتكاسة. وأضاف أن وقوع الشباب في استخدام مادة الكولونيا يرجع لعدة عوامل منها توفر مادة الكولونيا بأسعار رخيصة في جميع المحلات.
أما مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور عبد الرحمن خياط، فأوضح أن الشؤون الصحية بجدة تسعى لتطوير برامجها النفسية من خلال الاهتمام بالإنسان، حيث إن الحالة النفسية للإنسان يمكن أن تقوده إلى الطريق الصحيح أو إلى الطريق الخاطئ، داعياً إلى عرض تجارب الذين تم علاجهم، وأقلعوا عن مثل هذه العادات.
ويرى مدير جامعة الملك عبد العزيز الدكتور أسامة طيب أن المخدرات والمسكرات، تعد طاعون العصر وتفشيها بين الشباب والمجتمع يعد كارثة، لما تخلفه من أمراض نفسية وتعطيل لطاقات المجتمع.
ويشير المشرف على مستشفى الأمل بجدة والاختصاصي النفسي الدكتور محمد شاوش إلى أن متعاطي الكحوليات يحتلون المرتبة الخامسة في قائمة مراجعي المستشفى أو النزلاء. بعد إدمان الهروين والمنشطات وبعض التركيبات لبعض المواد المخدرة والحشيش، بشكل عام ففي عام 1421 هـ كان أعلى نسبة تصل إلى المستشفى حيث تجاوز عدد المراجعين أكثر من 400 شخص فيما تراجع هذا العدد حتى أنه وصل خلال عام 1425 هـ إلى حدود 200 شخص وقال شاوش أن شرب الكحوليات أصبح سلوكا من سلوك المجتمع وإنه لا يراجع المستشفى إلا في حالة التسمم أو في حالة الوقوع في المخدرات الأكثر خطورة أما الكحوليات بما فيها الكولونيا لا يأتي المتعاطي له إلى المستشفى بل إنه من الصعب الحصول على إحصائية له.
الكحول الإيثيلي "الإيثانول"
الآثار الضارة لتعاطي الكحول
وفرت الدراسات التي أجريت على متعاطي المشروبات الكحولية معلومات كثيرة عن الآثار الضارة للكحول على المتعاطين من بينها:
* تعاطي 60 جراماً من الكحول يومياً يؤدي إلى زيادة حدوث الأمراض المتعلقة بالكحول.
* تعاطي 180 جرامًا من الكحول يوميا كافٍ لتليف الكبد.
* التليف الكبدي يعد السبب الثالث للوفاة لدى البالغين الذكور في الولايات المتحدة والرابع لدى الإناث.
* 40% من نزلاء المستشفيات العامة في بريطانيا والولايات المتحدة وأوروبا يعانون من مشكلات متعلقة بالخمور.
* ما بين ثلث ونصف نزلاء مستشفيات الأمراض العقلية في الأمريكيتين وأوروبا يعانون من مشكلات متعلقة بالخمور.
* 25% من حالات التسمم في بريطانيا كانت بسبب تعاطي الكحول.
* 60% من كبار السن الذين أدخلوا إلى المستشفيات في بريطانيا بسبب كثرة السقوط أو هبوط القلب أو فقدان الذاكرة كانوا يعانون من مشكلات متعلقة بتعاطي الخمور.
* 90% من حالات التسمم الكحولي التي أدخلت إلى المستشفيات في روسيا كانت لأطفال تحت سن 15.
* الخمور أهم ثاني سبب للوفيات في الولايات المتحدة، وفي كل عام يتوفى 125 ألف شخص بسبب تعاطيها.
* 50% من جرائم الاغتصاب تحدث تحت تأثير الخمر، حسب منظمة الصحة العالمية.
* معظم حالات الاعتداء على المحارم كانت بسبب تأثير الخمر، حسب دائرة المعارف البريطانية.
يعد الكحول الإيثيلي من أهم الكحوليات من حيث التأثير السام، وهو المكون المشترك في كافة أنواع الخمور والمشروبات الكحولية، وهو المسؤول عن الأثر السمي الناجم عن تعاطي هذه المشروبات.
ويحضر الكحول الإيثيلي بتخمير السكريات بفعل فطر الخميرة ويتراوح تركيز الكحول في المشروبات المخمرة ما بين 4% كمشروب البيرة، وعشرة أضعافه أي حوالي 40% في المشروبات المقطرة كالويسكي والفودكا. وقد تتعدى نسبة الكحول هذه النسب السابقة لتصل إلى 55% في مشروبات البراندي "الكونياك".
امتصاص الكحول الإيثيلي ومساره بالجسم
عند تعاطي المشروبات الكحولية فإن حوالي 20% من الكحول يتم امتصاصه مباشرة من خلال جدار المعدة، خاصة إذا كانت خالية من الطعام حيث يؤثر نوع وكمية الطعام الموجود بالمعدة على سرعة امتصاص الكحول منها، ويمر80% من الكحول إلى الأمعاء الدقيقة حيث يتم امتصاصه إلى مجرى الدم أيضاً. يمر الكحول الممتص من المعدة والأمعاء الدقيقة خلال الشريان الكبدي إلى الكبد، حيث يقوم إنزيم متخصص، يعرف باسم نازع هيدروجين الكحول "Alcohol dehydrogenase enzyme"، بتكسير الكحول الممتص بمعدل ثابت محولاً إياه إلى أسيتالداهيد فحمض الآسيتيك "الخليك" ثم إلى ثاني أكسيد الكربون والماء، وما يزيد عن هذا المعدل الثابت يخرج من الكبد عن طريق الوريد الكبدي إلى الناحية الوريدية للقلب ومنه إلى الرئتين، حيث يمكن الكشف عن وجوده في هواء الزفير، ثم إلى الجانب الشرياني للقلب حيث يتوزع إلى كافة أنسجة وأعضاء الجسم بما فيها الدماغ.
أعراض وعلامات التسمم بالإيثانول
يعمل الكحول من الوجهة الفارماكولوجية كمثبط للجهاز العصبي المركزي، ويكون هذا التثبيط تدريجياً في المستوى بحيث يؤثر على المستويات العليا أولاً، ثم يتدرج إلى المستويات أو المراكز الأكثر بدائية للجهاز العصبي.
وعند تعاطي كميات صغيرة من الكحول، فإن أول ما يتأثر في الجهاز العصبي هو المراكز العليا التي تشكل عنصر السيطرة والكبح والانضباط على السلوك الإنساني، فعند تثبيط هذه المراكز بفعل الكحول يقل هذا الأثر الكابح على المراكز الدنيا ويظهر ذلك في صورة إحساس بالانتعاش والبهجة وإحساس زائف بازدياد الثقة بالنفس والقوة، كما ينشأ عن ذلك فقدان الإحساس بالرهبة أو التهيب، وأيضاً فقدان الوقار مع الثرثرة وقلة الحياء.
خصائص وأضرار الميثانول
الميثانول مادة سامَّة قاتلة تنتج من الغاز الطبيعي ويستخدم كمادة مضافة للوقود، يدخل في صناعة بتروكيماويات، ويستخدم كوقود نظيف لمصانع توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه، وهذه أهم خصائصه:
* مركَّب يتحطم في الجسم إلى الحمض الفورمي "Formis acid" والفورمالدهيد Formaldehyde، السام جداً.
* الميثانول في الطبيعة يكون مصحوباً دوماً بالإيثانول "Ethanol"، الذي يبطل مفعوله السُّمّي.
* ينطلق مركب الميثانول الحرِّ والسامِّ من الأسبرتام عند تسخينه في درجة حرارة 30 مْ.
* للميثانول تأثير ضار على العيون، وعلى الكبد والدماغ وأعضاء أخرى ويعمل على تثبيط الجهاز العصبي المركزي.
* يعتبر ساماً في حالة مستويات التركيز العالية، حيث يسبب تلفاً للجهاز العصبي المركزي بالجسم.
* ينتهي التعرض الزائد بصورة خاصة إلى فقدان رد الفعل، الحساسية تجاه الضوء وفقدان البصر.
وتعد الأعراض السابقة من قبل المتعاطين للكحول بمثابة الأثر المرغوب فيه لديهم، حيث يلتمس معتادو الشراب الشجاعة والثقة والقدرة على تكوين العلاقات الإنسانية في تعاطي الكحول. وهذه نقطة يجب أخذها في الاعتبار عند التصدي لعلاج حالات إدمان الكحول بالتأهيل النفسي، وأيضاً في حالات الإدمان عموماً.
ويصحب هذا الإحساس الزائف بالبهجة والقدرة على أداء الأعمال بصورة أفضل بطء في الأعمال المنعكسة وازدياد في زمن الاستجابة، وسوء في أداء النشاطات المعقدة كقيادة السيارة أو الطائرة أو أداء المهارات الرياضية. وعادة ما يكون مستوى الكحول في الدم المصاحب لهذه الأغراض في حدود 50-100 ملليجرام.
وبارتفاع نسبة الكحول بالدم إلى مستوى حوالي 150 ملليجرام، تظهر على الشخص علامات احتقان الوجه وازدياد سرعة ضربات القلب وإحساس متزايد بفقدان السيطرة يتجلى في شكل هياج وتخاطب صاخب وحركة متزايدة، وفي هذه الحالة يكون المتعاطي ميالاً إلى الشجار لأتفه الأسباب أو مرحاً بصورة غير طبيعية أو ميالاً للمزاح الثقيل أو حسياً بدرجة ملحوظة، كما قد يكون في بعض الأحيان شديد الاكتئاب حسب شخصية الفرد، إلا أن هذه الأعراض عادة ما تكون ثابتة بالنسبة للشخص الواحد.
ويتبع هذه المرحلة، عند مستوى كحول يتراوح ما بين 150-300%، مرحلة يظهر فيها بوضوح عدم تناسق الحركة وثقل واختلاط الحديث وترنح بالمشية واكتئاب وقلة النشاط العقلي، وتنتهي عند مستوى أعلى من 300 ملليجرام بنوم عميق يؤدي إلى سبات أو غيبوبة قد تنتهي بالوفاة.
الآثار البيولوجية للتسمم المزمن بالإيثانول
الكحول في واقع الأمر مواد سامة ويجب أن ينظر إليها على هذا الأساس. وينشأ عن تعاطي كميات كبيرة من الكحول على مدد طويلة حالة تسمم مزمن تتضمن تدمير الأعضاء الحيوية للجسم، حيث تؤثر الكحول على الجهاز الهضمي بإحداث تقرحات في كل من المعدة والإثني عشر، كما قد تدمر الكحول الخلايا المسؤولة عن تكوين حمض الهيدروكلوريك بجدار المعدة، كما تسبب الكحول أيضاً التهاباً مزمناً بغدة البنكرياس وتؤثر الكحول تأثيراً بالغاً على الكبد حيث تسبب تليفاً مصحوباً بتنكيس دهني في خلاياه مما يعرف باسم التليف الكحولي للكبد أو تليف لاينيك "Laenec's cirrhosis".
كما يؤدي تعاطي الكحول لمدة طويلة وبكميات كبيرة إلى اختلالٍ عقلي شديد وانحلال مطرد ودائم بالدماغ والأعصاب المحيطة "الطرفية". كما تتلف الوظائف العقلية كالذاكرة والقدرة على التحكم والتعلم، ويتغير تركيب الشخصية وينهار تكيفها مع الواقع.
ومتلازمة كورساكوف هي إحدى المظاهر الذهَانية الناشئة عن إدمان الكحول حيث يفقد المدمن الذاكرة للأحداث القريبة، ولتعويض ذلك يبدأ المدمن في اختلاق الأحداث لملء فجوات ذاكرته.
وقد تكون التهابات الأعصاب الطرفية الناشئة عن الإدمان مصحوبة بآلام شديدة باليدين والقدمين. وتلك الحالات صعبة العلاج إذ إنها مترقّية ولا تنعكس أو تبدي تحسناً بالعلاج عادة.
ويُعَدٌ الأثر المسكر لتعاطي الإيثانول مسؤولاً عن وقوع العديد من الجرائم والانتحار والحوادث كالشغب وحوادث السيارات، مما استوجب سن القوانين ووضع التشريعات للحد من هذه الأمور.
الكحول الميثيلي "الميثانول"
يعد الميثانول أبسط أنواع الكحوليات تركيباً، وهو يحضر بالتقطير الإتلافي للخشب، لذا يُسمى كحول الخشب. وهو واسع الاستخدام كوقود وكمذيب عضوي، كما يدخل في عملية غش الخمور نظراً لرخص ثمنه بالمقارنة بالمشروبات الكحولية المقطرة.
وتُعزى النسبة الكبرى من حالات التسمم بالميثانول إلى تعاطيه كبديل للمشروبات الكحولية من قِبَل المدمنين أو من خلال استهلاك خمور جرى غشها بإضافة الميثانول إليها. ويرجع الأثر السام للميثانول إلى تحوله في جسم الإنسان إلى فورمالدهيد وحمض فورميك بواسطة إنزيم نازع هيدروجين الكحول بالكبد.
أعراض وعلامات التسمم بالميثانول
يُعد تراكم النواتج الاستقلابية (metabolic products) السامة للميثانول مسؤولاً عن ظهور أعراض وعلامات التسمم به. وأهم هذه النواتج الفورمالدهيد الذي له تأثير إتلافي على العديد من خلايا الجسم وبخاصة شبكية العين والعصي البصري بالإضافة إلى حدوث الحُماض "acidosis" بسبب تكون حمض الفورميك.
وعلى ذلك فأعراض التسمم بالميثانول تبدأ في الظهور بعد فترة تتراوح بين 12 و14 ساعة من تعاطيه على شكل صداع ودوار وغثيان وقيء وآلام شديدة بالبطن والظهر تعزى إلى التهاب البنكرياس، وتظهر أعراض تثبيط الجهاز العصبي المركزي والفشل التنفسي. ومن العلامات الثابتة للتسمم بالميثانول الاضطراب البصري الذي قد يتراوح ما بين ضعف مؤقت وبسيط بالرؤية وبين حالة العمى التام المصاحب للتعافي من حالات التسمم الحادة حيث تكون الحدقتان متسعتين دون استجابة للضوء.
التفريق بين الميثانول والإيثانول كيميائياً
ويمكن التفريق بين الميثانول والإيثانول باختبار مبسط: حيث نأخذ 1 ملج من الكحول ونضعه بالأنبوبة ثم نضع عليه حمض سالسيك، فإذا تصاعدت رائحة فكس "أبو فاس"، فهو ميثانول، وإذا لم تتصاعد أي رائحة، نأخذ 1 مل كحول ونضع عليه حمض الخليك، ونسخنه مع إضافة حمض الكبريتيك، فإذا تصاعدت رائحة التفاح، فهو إيثانول.
وأثبتت إحصائية لمنظمة الصحة العالمية أن 50 % من جرائم الاغتصاب تحدث تحت تأثير الخمر. وجاء في دائرة المعارف البريطانية أن معظم حالات الاعتداء على المحارم كانت بسبب تأثير الخمر.
وإذا كانت الخمور تدر البول، إلا أنها تؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن، واحتقان البروستاتا، وتتفاعل مع أدوية السكر مما يؤدي إلى حدوث غيبوبة تصل إلى وفيات.
00000000000
جريدة الوطن - الثلاثاء