الشماسي
16-10-05, 08:25 pm
البحتري (821-898): أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي. هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. انتقل إلى بغداد عاصمة الدولة فكان شاعراً في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديواناً ضخماً، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضاً قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصوراً بارعاً، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع.
سينية البحتري
وصف الشاعر العباسي البحتري إيوان كسرى في سينيته المشهورة التي تتوارد في أبياتها العظة التاريخية لهذه الدولة التي كانت ذات قوة عظيمة ثم اضمحلت يقول فيها:
صُـــنتُ نَفسي عَمّا يُدَنِّسُ نَفسي=وَتَرَفَّعــــــــــتُ عَن جَدا كُلِّ جِبسِ
وَتَماسَكتُ حينَ زَعزَعَني الدَهـر=التِماساً مــــــــــِنهُ لِتَعسي وَنَكسي
بُلَغٌ مِن صُبابَةِ العَيشِ عِـــــندي= طَفَّفَتها الأَيّـــــــــــامُ تَطفيفَ بَخسِ
وَبَعيدٌ مابَينَ وارِدِ رِفَـــــــــــــــهٍ= عَلَلٍ شُـــــــربُهُ وَوارِدِ خِـــــــمسِ
وَكَأَنَّ الزَمانَ أَصبَحَ مَحــــــمولاً= هَواهُ مَـــــــعَ الأَخَسِّ الأَخَــــــــسِّ
لَو تَراهُ عَلِمتَ أَنَّ اللـــــــــــَيالي= جَعَلَت فيهِ مَأتَماً بَعدَ عُــــــــــرسِ
وَهوَ يُنبيكَ عَن عَجائِبِ قَـــــــومٍ= لا يُشابُ الـــــــبَيانُ فيهِم بِلَــــبسِ
وَإِذا ما رَأَيتَ صورَةَ أَنطـــــاكِيَّة= اِرتَعـــــــتَ بَينَ رومٍ وَفُـــــــــرسِ
وَالمَنايا مَواثِلٌ وَأَنوشَــــــــروان= يُزجي الصُفوفَ تَحتَ الدِرَفــــــسِ
في اِخضِرارٍ مِنَ اللِباسِ عـــــَلى= أَصفَرَ يَختالُ في صَبيـــــغَةِ وَرسِ
وَعِراكُ الرِجالِ بَينَ يَــــــــــــدَيهِ= في خُفوتٍ مِنهُم وَإِغمـاضِ جَرسِ
مِن مُشيحٍ يَهوى بِعامِلِ رُمـــــحٍ= وَمُليحٍ مِــــــــنَ السِنانِ بِتُـــــرسِ
تَصِفُ العَينُ أَنَّهُم جِدُّ أَحــــــــياءٍ= لَـــــهُم بَينَهُم إِشـــــــارَةُ خُــــرسِ
يَغتَلي فيهِم ارتيِابي حَـــــــــــتّى= تَتَقَرّاهُـــــــــــمُ يَدايَ بِلَــــــــــمسِ
وَتَوَهَّمتُ أَنَّ كِسرى أَبَـــــــرويزَ= مُعــــــــــاطِيَّ وَالبَلَهبَذَ أُنــــــــسي
حُلُمٌ مُطبِقٌ عَلى الشَكِّ عَــــــيني= أَم أَمانٍ غَيَّرنَ ظَنّي وَحَــــــــدسي
وَكَأَنَّ الإيوانَ مِن عَجَبِ الصَنعَةِ= جَوبٌ في جَــــــــــنبِ أَرعَنَ جِلسِ
يُتَظَنّى مِنَ الكَآبَةِ إِذ يَبــــــــــــدو= لِـــــعَينَي مُصـــــَبِّحٍ أَو مـــــُمَسّي
مُزعَجاً بِالفِـــراقِ عَن أُنسِ إِلفٍ= عـــــَزَّ أَو مُــــرهَقاً بِتَطليقِ عِرسِ
عَكَسَت حَظُّهُ اللَيالي وَباتَ المُشـ= تَـــــري فيهِ وَهوَ كَــــــوكَبُ نَحسِ
فَهوَ يُبدي تَجَــــــــــــــلُّداً وَعَلَيه= كَلـــــكَلٌ مِن كَلاكِلِ الدَهـــرِ مُرسي
لَم يَعِبهُ أَن بُزَّ مِن بُسُطِ الــديباج= وَاِســـــتَلَّ مِـــــن سُتورِ المَـــــقسِ
مُشمَخِّرٌ تَعلو لَهُ شُـــــــــــــرُفاتٌ= رُفِعَت في رُؤوسِ رَضوى وَقُـدسِ
لابِساتٌ مِنَ البَياضِ فَما تُـــبصِرُ= مِـــــنها إِلـــــّا غـــــَلائِلَ بــــــُرسِ
لَيسَ يُدرى أَصُنعُ إِنسٍ لِجـــــــِنٍّ= سَكَنـــــوهُ أَم صـــــُنعُ جِــنٍّ لِإِنـسِ
فَكَأَنّي أَرى المَراتِبَ وَالقَــــــــومَ= إِذا مـــــا بَلَغتُ آخِـــــرَ حِسّــــــــي
وَكَأَنَّ الوُفودَ ضاحينَ حَســـــرى= مِن وُقـــــوفٍ خَلفَ الزِحامِ وَخِنسِ
وَكَأَنَّ القِيانَ وَسطَ المَقاصــــــيرِ= يُرَجِّـــــعنَ بَينَ حُـــــوٍ وَلُعــــــــسِ
وَكَأَنَّ اللِقاءَ أَوَّلَ مِن أَمــــــــــسِ= وَوَشـــــكَ الفِـــــراقِ أَوَّلَ أَمـــــسِ
وَكَأَنَّ الَّذي يُريدُ إِتّـــــــــــــــِباعاً= طامـــــِعٌ في لُحوقِهِم صُبحَ خَـمسِ
عُمِّرَت لِلسُرورِ دَهراً فَــــصارَت= لِلـــــتَعَزّي رِبـــــاعُهُم وَالتـــــَأَسّي
فَلَها أَن أُعينَها بِدُمــــــــــــــــوعٍ= موقَفاتٍ عَلى الصـــــَبابَةِ حُـــــبس
ذاكَ عِندي وَلَيسَت الـــدارُ داري= بِإِقتِرابٍ مِنها وَلا الجــــِنسُ جِنسي
طلبها مني الدكتور يوم حصلته قلت ليش ماأحطه بالمنتدى !!
ومع التحية
سينية البحتري
وصف الشاعر العباسي البحتري إيوان كسرى في سينيته المشهورة التي تتوارد في أبياتها العظة التاريخية لهذه الدولة التي كانت ذات قوة عظيمة ثم اضمحلت يقول فيها:
صُـــنتُ نَفسي عَمّا يُدَنِّسُ نَفسي=وَتَرَفَّعــــــــــتُ عَن جَدا كُلِّ جِبسِ
وَتَماسَكتُ حينَ زَعزَعَني الدَهـر=التِماساً مــــــــــِنهُ لِتَعسي وَنَكسي
بُلَغٌ مِن صُبابَةِ العَيشِ عِـــــندي= طَفَّفَتها الأَيّـــــــــــامُ تَطفيفَ بَخسِ
وَبَعيدٌ مابَينَ وارِدِ رِفَـــــــــــــــهٍ= عَلَلٍ شُـــــــربُهُ وَوارِدِ خِـــــــمسِ
وَكَأَنَّ الزَمانَ أَصبَحَ مَحــــــمولاً= هَواهُ مَـــــــعَ الأَخَسِّ الأَخَــــــــسِّ
لَو تَراهُ عَلِمتَ أَنَّ اللـــــــــــَيالي= جَعَلَت فيهِ مَأتَماً بَعدَ عُــــــــــرسِ
وَهوَ يُنبيكَ عَن عَجائِبِ قَـــــــومٍ= لا يُشابُ الـــــــبَيانُ فيهِم بِلَــــبسِ
وَإِذا ما رَأَيتَ صورَةَ أَنطـــــاكِيَّة= اِرتَعـــــــتَ بَينَ رومٍ وَفُـــــــــرسِ
وَالمَنايا مَواثِلٌ وَأَنوشَــــــــروان= يُزجي الصُفوفَ تَحتَ الدِرَفــــــسِ
في اِخضِرارٍ مِنَ اللِباسِ عـــــَلى= أَصفَرَ يَختالُ في صَبيـــــغَةِ وَرسِ
وَعِراكُ الرِجالِ بَينَ يَــــــــــــدَيهِ= في خُفوتٍ مِنهُم وَإِغمـاضِ جَرسِ
مِن مُشيحٍ يَهوى بِعامِلِ رُمـــــحٍ= وَمُليحٍ مِــــــــنَ السِنانِ بِتُـــــرسِ
تَصِفُ العَينُ أَنَّهُم جِدُّ أَحــــــــياءٍ= لَـــــهُم بَينَهُم إِشـــــــارَةُ خُــــرسِ
يَغتَلي فيهِم ارتيِابي حَـــــــــــتّى= تَتَقَرّاهُـــــــــــمُ يَدايَ بِلَــــــــــمسِ
وَتَوَهَّمتُ أَنَّ كِسرى أَبَـــــــرويزَ= مُعــــــــــاطِيَّ وَالبَلَهبَذَ أُنــــــــسي
حُلُمٌ مُطبِقٌ عَلى الشَكِّ عَــــــيني= أَم أَمانٍ غَيَّرنَ ظَنّي وَحَــــــــدسي
وَكَأَنَّ الإيوانَ مِن عَجَبِ الصَنعَةِ= جَوبٌ في جَــــــــــنبِ أَرعَنَ جِلسِ
يُتَظَنّى مِنَ الكَآبَةِ إِذ يَبــــــــــــدو= لِـــــعَينَي مُصـــــَبِّحٍ أَو مـــــُمَسّي
مُزعَجاً بِالفِـــراقِ عَن أُنسِ إِلفٍ= عـــــَزَّ أَو مُــــرهَقاً بِتَطليقِ عِرسِ
عَكَسَت حَظُّهُ اللَيالي وَباتَ المُشـ= تَـــــري فيهِ وَهوَ كَــــــوكَبُ نَحسِ
فَهوَ يُبدي تَجَــــــــــــــلُّداً وَعَلَيه= كَلـــــكَلٌ مِن كَلاكِلِ الدَهـــرِ مُرسي
لَم يَعِبهُ أَن بُزَّ مِن بُسُطِ الــديباج= وَاِســـــتَلَّ مِـــــن سُتورِ المَـــــقسِ
مُشمَخِّرٌ تَعلو لَهُ شُـــــــــــــرُفاتٌ= رُفِعَت في رُؤوسِ رَضوى وَقُـدسِ
لابِساتٌ مِنَ البَياضِ فَما تُـــبصِرُ= مِـــــنها إِلـــــّا غـــــَلائِلَ بــــــُرسِ
لَيسَ يُدرى أَصُنعُ إِنسٍ لِجـــــــِنٍّ= سَكَنـــــوهُ أَم صـــــُنعُ جِــنٍّ لِإِنـسِ
فَكَأَنّي أَرى المَراتِبَ وَالقَــــــــومَ= إِذا مـــــا بَلَغتُ آخِـــــرَ حِسّــــــــي
وَكَأَنَّ الوُفودَ ضاحينَ حَســـــرى= مِن وُقـــــوفٍ خَلفَ الزِحامِ وَخِنسِ
وَكَأَنَّ القِيانَ وَسطَ المَقاصــــــيرِ= يُرَجِّـــــعنَ بَينَ حُـــــوٍ وَلُعــــــــسِ
وَكَأَنَّ اللِقاءَ أَوَّلَ مِن أَمــــــــــسِ= وَوَشـــــكَ الفِـــــراقِ أَوَّلَ أَمـــــسِ
وَكَأَنَّ الَّذي يُريدُ إِتّـــــــــــــــِباعاً= طامـــــِعٌ في لُحوقِهِم صُبحَ خَـمسِ
عُمِّرَت لِلسُرورِ دَهراً فَــــصارَت= لِلـــــتَعَزّي رِبـــــاعُهُم وَالتـــــَأَسّي
فَلَها أَن أُعينَها بِدُمــــــــــــــــوعٍ= موقَفاتٍ عَلى الصـــــَبابَةِ حُـــــبس
ذاكَ عِندي وَلَيسَت الـــدارُ داري= بِإِقتِرابٍ مِنها وَلا الجــــِنسُ جِنسي
طلبها مني الدكتور يوم حصلته قلت ليش ماأحطه بالمنتدى !!
ومع التحية