المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تعرف عن : مفاسد الزنـــــــــــا !!!


العندليب
07-10-05, 02:53 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : ـــ

ما ذا تعرف عن : مفاسد الزنا

(( محمد بن إبراهيم الحمد ))

الزنا فساد كبير وشر مستطير، يضر بمرتكبيه و بالأمة عموما. وبما أن الزنا يكثر وقوعه وتكثر الدواعي إليه، فهذه نبذة عن آثاره ومفاسده:

1.الزنا يجمع خلال الشر كلها من قلة الدين وذهاب الورع وفساد المروءة وقلة الغيرة ووأد الفضيلة.

2.يقتل الحياء ويلبس وجه صاحبه رقعة من الصفاقة والوقاحة.

3.ظلمة القلب وطمس نوره.

4.أنه يذهب حرمة فاعله ويسقطه من عين ربه وأعين عباده، ويسلب صاحبه اسم البر والعفيف والعدل، ويعطيه اسم الفاجر والفاسق والزاني والخائن.

5.أن الناس ينظرون إلى الزاني بعين الريبة والخيانة، ولا يأمنه أحد على حرمته وأولاده.

6.ومن أضراره ضيقة الصدر وحرجه، فإن الزناة يعاملون بضد قصودهم. فمن طلب لذة العيش وطيبه بمعصية الله عاقبه الله بنقيض قصده، فما عند الله لا ينال إلا بطاعته، ولم يجعل الله معصيته سبباً إلى خير قط. ولو علم الفاجر ما في العفاف من اللذة والسرور وانشراح الصدر وطيب العيش، لرأى أن الذي فاته من اللذة أضعاف أضعاف ما حصل.

7.الزاني يعرض نفسه لفوات الاستمتاع بالحور العين في المساكن الطيبة في جنات عدن.

8.الزنا يذهب بكرامة الفتاة ويكسوها عاراً لا يقف عندها، بل يتعداها إلى أسرتها. حيث تدخل العار على أهلها وزوجها وأقاربها وتنكس به رؤوسهم بين الخلائق.

9.إذا حملت المرأة من الزنا فقتلت ولدها جمعت بين الزنا والقتل، وإذا حملته على الزوج أدخلت على أهلها وأهله أجنبياً ليس منهم، فورثهم ورآهم وخلا بهم وانتسب إليهم وهو ليس منهم.

10.أن الزنا جناية على الولد، فهو يؤدي إلى قطع النسب إلى الآباء. كذلك فيه جناية عليه وتعريض به، لأنه يعيش وضيعاً في الأمة مدحوراً من كل جانب، فالناس يستخفون بولد الزنا وتنكره طبائعهم، ولا يرون له من الهيئة الاجتماعية اعتباراً. فما ذنب هذا المسكين؟ وأي قلب يحتمل أن يتسبب في هذا المصير؟!

11.زنا الرجل فيه إفساد المرأة المصونة وتعريضها للفساد والتلف.

12.الزنا يهيج العداوات ويزكي نار الانتقام بين أهل المرأة وبين الزاني، ذلك أن الغيرة التي طبع عليها الإنسان على محارمه، فيكون ذلك مظنة لوقوع المقاتلات وانتشار المحاربات، لما يجلبه هتك الحرمة للزوج وذوي القرابة من العار والفضيحة الكبرى.

13.للزنا أثر على محارم الزاني، فشعور محارمه بتعاطيه هذه الفاحشة يسقط جانباً من مهابتهن ويسهل عليهن بذل أعراضهن، إن لم يكن ثوب عفافهن منسوجاً من تربية دينية صادقة.
بخلاف من ينكر الزنا ويتجنبه ولا يرضاه لغيره، فإن هذه السيرة تكسبه مهابة في قلوب محارمه وتساعده على أن يكون بيته طاهراً عفيفاً.

14.للزنا أضرار جسيمة على الصحة يصعب علاجها والسيطرة عليها، بل ربما أودت بحياة الزاني كالإيدز والهربس والزهري والسيلان ونحوها.

15.الزنا سبب لدمار الأمة، فقد جرت سنة الله في خلقه أنه عند ظهور الزنا يغضب الله (عز وجل) ويشتد غضبه، فلا بد أن يؤثر غضبه في الأرض عقوبة.


وخص سبحانه حد الزنا من بين الحدود بثلاثة خصائص:
1.القتل فيه بأشنع القتلات، وحيث خففه جمع فيه بين العقوبة على البدن بالجلد، وعلى القلب بتغريبه عن وطنه سنة.
2. أنه نهى عباده أن تأخذهم بالزناة رأفة في دينه بحيث تمنعهم من إقامة الحد عليهم. فإنه سبحانه من رأفته بهم شرع هذه العقوبة، فهو أرحم منكم بهم ولم تمنعه رحمته من أمره بهذه العقوبة، فلا يمنعكم أنتم ما يقوم بقلوبكم من الرأفة من إقامة أمره.
3. أنه سبحانه أمر أن يكون حدهما بمشهد من المؤمنين، فلا يكون في خلوة بحيث لا يراهما أحد، وذلك أبلغ في مصلحة الحد وحكمة الزجر.
ومما يحسن التنبيه عليه في هذا الشأن أن فاحشة الزنا تتفاوت بحسب مفاسدها. فالزاني والزانية مع كل أحد أشد من الزنا بواحدة أو مع واحد، والمجاهر بما يرتكب أشد من الكاتم له، والزنا بذات الزوج أشد من الزنا بالتي لا زوج لها، لما فيه من الظلم والعدوان عليه وإفساد فراشه، وقد يكون هذا أشد من مجرد الزنا أو دونه. والزنا بحليلة الجار أعظم من الزنا ببعيدة الدار، لما يقترن بذلك من أذى الجار وعدم حفظ وصية الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وكذلك الزنا بامرأة الغازي في سبيل الله أعظم إثماً عند الله من الزنا بغيرها، ولهذا يقال للغازي: خذ من حسنات الزاني ما شئت. وكذلك الزنا بذوات المحارم أعظم جرماً وأشنع وأفظع، فهو الهلاك بعينه.
وكما تختلف درجات الزنا بحسب المزني بها، فكذلك تتفاوت درجاته بحسب الزمان والمكان والأحوال. فالزنا في رمضان ليلاً أو نهاراً أعظم إثماً منه في غيره، وكذلك في البقاع الشريفة المفضلة هو أعظم منه فيما سواها.
وأما تفاوته بحسب الفاعل، فالزنا من المحصن أقبح من البكر، ومن الشيخ اقبح من الشاب، ومن العالم أقبح من الجاهل، ومن القادر على الاستغناء أقبح من الفقير العاجز. وقد يقترن بالفاحشة من العشق الذي يوجب اشتغال القلب بالمعشوق وتأليهه وتعظيمه والخضوع له والذل له وتقديم طاعته وما يأمر به على طاعة الله، ومعاداة من يعاديه وموالاة من يواليه، ما قد يكون أعظم ضرراً من مجرد ركوب الفاحشة.
كيفية التوبة من الزنا
وبعد أن تبين عظم جرم الزنا وآثاره المدمرة على الأفراد والأمة، فإنه يحسن التنبيه على وجوب التوبة من الزنا. فيجب على من وقع في الزنا أو تسبب في ذلك أو أعان عليه أن يبادر إلى التوبة النصوح وأن يندم على ما مضى وألا يرجع إليه إذا تمكن من ذلك. ولا يلزم على من وقع في الزنا رجلاً كان أو امرأة أن يسلم نفسه ويعترف بجرمه، بل يكفي في ذلك أن يتوب إلى ربه وأن يستتر بستره (عز وجل) وأن يقطع علاقته بكل ما يذكره بتلك الفعلة. {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الفرقان : 68- 70].

رسالة وسائط (( بعد تعديل التنسيق ))

شقرديه
07-10-05, 03:00 pm
جزاك الله خير

العندليب
07-10-05, 03:05 pm
وإياك .. شكرا على مرورك الكريم أختي شقردية ...

ثامر الناصر
07-10-05, 03:06 pm
مشكور اخي ..

الله يجزاكم خير ان شاء الله وبارك الله فيك

نسال الله ان يحمينا من الزنا ان شاء الله

ودمتمـ

العندليب
07-10-05, 03:14 pm
أهلا أخي سلطانكوووووووووو

اللهم آميييين ... ومشكور على مروركم الكريم ...

الافق
07-10-05, 03:27 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة وبعد:
جزاك الله خير ... أخي العزيز (( العنـــــدليب ))
أحببت أن أظيف ماكتبته في هذا النتدى - المنتدى الاجتماعي التربوي - قبل فترة ليست بالبعيدة
بسم الله الرحمن الرحيم
والموضوع هو - هذا التسائل -
هل تعلم أن الله أمر بالنظر إلي الزناة ؟؟!!

هي حقيقة والله ، ألا وهي مشروعية النظر إلي الزناة ، وقبل أن أذكر الدليل من كتاب ربنا عز وجل ، أقول :
هل تعلم يا من تُشاهد الصور والأفلام الجنسية ، هل تعلم ماذا يفعل هذا الرجل وهذه المرأة ؟؟ هل تعلم ؟؟
نعم والله إنهما يزنيان ... سبحان الله تعلم !!
حبيبي : أيرضيك سخطه ؟؟!!
أخي الحبيب : قد يكون دار في ذهنك الآن أن قصدي هو أن تُقلب ناظريك علي صفحات الإنترنت وعبر أفلام الجنس وفي الصور العارية .....
دعنا من هذه المقدمة ولنذكر الدليل علي مشروعية النظر إلي الزناة ..
قال رب العالمين :" الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ " [1] .
لقد أمر الله بالنظر إلي الزناة ، ولكن هل إلي هذا الرجل الذي تجرد من ثيابه ، وإلي هذه المرأة التي تجردت من حياءها وعفافها قبل لباسها ؟؟ ....
لا والله .. إنما أمر بالنظر إليهما ولكن ليس علي الحالة الماضية ، وإنما عند المجيء بهما لإقامة الحد عليهما ، فقد أمر الله تعالي بذلك عقوبة لهما بحضور طائفة من المؤمنين ، وفي حضور المؤمنين وقت إقامة الحد زيادة في التنكيل ، وذلك حتي يكون العقاب بدنيًا ومعنويًا . وكذلك ردعًا للنفوس المريضة عن ارتكاب الجريمة بتشريع عقوبة لها .
حبيبي : قد ذُكر في سفر يشوع بن سيراخ :" كل امرأة زانية تُداس كالزبل في الطريق " [2] . هذا عند اليهود .
وجاء في الكتاب المقدس :" قد سمعتم أنه قيل للأولين لا تزن ، أما أنا فأقول لكم أن كل من نظر إلي امرأة لكي يشتهيها فقد زنا في قلبه ، فإن شككتك عينك اليمني فاقلعها وألقها عنك ، فإنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقي جسدك كله في جهنم " [3] وهذا عند النصارى .
وكما قيل : كلام الملوك ؛ ملوك الكلام ؛ قال الملك الحق جل جلاله :" وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً " [4] .
لقد حرم الإسلام بعض المنكرات بالتدريج ، فمثلاً الخمر حُرم علي ثلاث مراحل ، أما الزنا فقد حرمه الإسلام من أول الأمر وليس شيء أعظم بعد الكفر من قتل النفس بغير الحق ثم الزنا [5] .
قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ؛ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " [6] .
وأنت ما غيرت ، بل رضيت ، وشاهدت ، وتمتعت ، واستبحت ، فأصبحت .. يرضيك سخط الله عز وجل ... .
تأملوا قوله عز وجل :" وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى " أي لا تباشروا مبادئه القريبة أو البعيدة ، فضلاً عن مباشرته .

وإليك بعض التدابير الواقية من الاقتراب من الزنا :
1- الزواج : فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ولقد رغب الإسلام في الزواج ، قال تعالي :" فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء " إن التحرز من مقدمات الزنا واجب ولا يُتوصل إليه إلا بالنكاح ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجـــــــــب .
وأعلم أن الزواج سنة الرسل ، وأن الزواج نعمة من الله فإن المرأة الصالحة خير متاع الدنيا ، وأنه استكمال لنصف الدين [7] ، وأن فيه أجر من حيث المعاشرة النفقة وحسن القوامة والتربية ... .
ومن تلك التدابير : إماطة العوائق عن طريق النكاح ؛ ومن تلك العوائق : الفقر : قال تعالي :" وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " [8] .
وفي هذه الآية دليل علي تزويج الفقير ، ولا يقولن : كيف أتزوج وليس لي مال ، فإن رزقه ، ورزق عياله علي الله تعالي .
قال أبو بكر الصديق : أطيعوا الله فيما أمركم ه من النكاح ؛ ينجز لكم ما وعدكم من الغني .
قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" ثلاثة حق على الله تعالى عونهم : المجاهد في سبيل الله و المكاتب الذي يريد الأداء و الناكح الذي يريد العفاف " [9].
وليس معني هذا الكلام أن تذهب للزواج ، ثم تجلس في البيت وتنتظر الزواج . قال عمر بن الخطاب : هل تظن أن السماء تمطر ذهبًا أو فضة ؟؟ .
ولكن عليك الأخذ بالأسباب ، ولو كنت رجلاً لتزوجت [10] .
ومن تلك العوائق المغالاة في المهور ، قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" خير الصداق أيسره " [11] . قال ابن القيم : المغالاة في المهور مكروهة في النكاح وأنها من قلة بركته وعسره .
قال عمر بن الخطاب : ألا لا تغالوا في صُدق النساء ، فإنه لو كان مكرمة في الدنيا ، أو تقوي عند الله كان أولاكم به النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وانظروا إلي الرحمة المهداة ، والنعمة المسداه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما قال للصحابيّ :" اذْهَبْ فَالْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ " [12] ، ثم انظروا " فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لَا وَاللَّهِ مَا وَجَدْتُ شَيْئًا وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ " فهل قال له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أنت صعلوك لا مال لك ، إذًا فاجلس في بيتك حتى تجد كذا وكذا .. لا والله انظروا " فَقَالَ لَهُ مَاذَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ فَقَالَ مَعِي سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا لِسُوَرٍ يُعَدِّدُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْلَكْنَاكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ " صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
لم يفعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يُفعل الآن [13] .
ولا تجد الناس يغالون في المهر إلا بحجة أنها تأمين لمستقبل البنت ، وأنه من باب الافتخار والمباهاة بين الأهل ، أو لعله سعيّ من الوليّ لاكتساب المال .
وقد حذر من الغلاء في المهور النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد ثبت عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإنكار علي بعض من غالي في المهور وذلك عندما أمهر رجل امْرَأَةٍ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لَوْ كُنْتُمْ تَغْرِفُونَ مِنْ بَطَحَانَ مَا زِدْتُمْ " [14] ويزداد هذا الإنكار علي من كلف نفسه فوق طاقتها وذلك عندما سأل رجل قائلاً :" عَلَى كَمْ تَزَوَّجْتَهَا ؟ قَالَ : عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ . فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ !! كَأَنَّمَا تَنْحِتُونَ الْفِضَّةَ مِنْ عُرْضِ هَذَا الْجَبَلِ ... الحديث " [15] . وكان صداق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأزواجه 500 درهم ، تُعادل اليوم 130 ريالاً تقريبًا . ومهور بناته 400 درهم ، تُعادل اليوم 100 ريال تقريبًا .
وحذر من الغلاء في المهور أيضًا بعض الصحابة والأئمة ، وفي زماننا فضيلة العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ [16] والعلامة ابن باز [17] وفضيلة العلامة ابن العثيمين [18] وفضيلة الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم [19] وغيرهم من مشياخنا حفظهم الله .

اختصارا لهذه النقطة ، أوجه رسالة لآبائي الكرام : أن اتقوا الله عز وجل في رجال المسلمين ، واعلموا أن من عسر الزواج فقد يسر الزنا ومن يسر الزواج فقد عسر الزنا ، فالله الله في الشباب ، الله الله في الشباب .
من تلك التدابير الواقية : إشاعة الحب والود في الحياة العائلية والترابط بين الأهل جميعًا .
ثم ترسيخ الإيمان وتقوي الله في القلوب ، والبعد عن المعصية فإن من أثر المعصية المعصية بعدها ، ولن يرضي الشيطان حتي يوقعك في الكفر ، نسأل الله العافية .
ومن تلك التدابير : البعد عن المعازف والغناء .
ومن ذلك الصيام ، حتى ييسر الله لك النكاح والحصول علي مؤنه .
ومن ذلك قرار المرأة في البيوت ، وإذا خرجت فبالشروط المعروفة .
ومن ذلك ، بل ومن أعظم ذلك : غض البصر ؛ إذ أن النظر بريد الزنا ، وتذكر أن نظر الله إليك أقرب ، واحذر سخط الله ومقته .
ومن ذلك ؛ بل وجماع ذلك أحفظ الله .. احفظ الله في أوامره بالإتباع وفي نواهيه بالاجتناب وفي حدوده فلا تتجاوز ما أمر به وأذن فيه إلي ما نهي عنه وحذر منه ، والنتيجة : يحفظك .
فمن حفظ الله فقد حفظ نفسه ، ومن ضيع تقواه فقد ضيع نفسه والله عنيّ عنه .

اللهم علم بهذا الكلام جاهلاً ، وأهدي به ضالاً ، وثبت به عالمًا ، وأصب به هدفًا ، وسدد به رمية ، وارفع به قدرًا ، واغفر به ذنبًا ، وأزل به غمًا ، وأرفع به بلاء ، وأقبله يا رب العالمين .

أخيرًا : رجاء ممن قرأه وانتفع به ألا يبخل عليّ بدعوة علها تكون صالحة ، وإن أحسنت فحقٌ ذاك في عنقي ، وإن أخطأت فأهلٌ أنتم لأعذاري .
وما خططت والله لأن يكون الموضوع بهذا الحجم ، غير أنه خرج بهذا الحجم ، والحمد لله أولاً وآخرًا ، وظاهرًا وباطنًا ، وأولاً وآخرًأ .
رجاء : أرجو مراجعة كتاب " التدابير الواقية من الزنا في الفقه الإسلامي " للدكتور : فضل إلهي . فإنه والله في غاية الأهمية ، أسأل الله أن يجزي كاتبه عنه خيرًا .

---------------------------------------------------------------------------------
تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــابع :
الهوامش:-
[1] سورة النور آية : 2 .
[2] الكتاب المقدس : 2/263 الفصل التاسع .
[3] 3/8 الفصل الخامس
[4] الإسراء : 32 .
[5] انظر تفسير القرطبي 12/76 .
[6] رواه مُسْلِم .
[7] وذلك للحديث الذي حسنه الألباني برقم 430 في صحيح الجامع عن أنس رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :"إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الباقي" .
[8] النور : 32 .
[9] الحديث عن أبي هريرة ، وحسنه الألباني برقم 3050 في صحيح الجامع .
[10] عنوان مقالة للدكتور رياض بن محمد المسيميري علي موقع صيد الفوائد ، أرجو مراجعتها .
http://saaid.net/Doat/almosimiry/32.htm
[11] الحديث عن عقبة بن عامر‏ ‏صححه الألباني برقم 3297 في صحيح الجامع .‏
[12] متفق عليه عن سهل بن سعد رضي الله عنه .
[13] قد كنت تقدمت لأحد الأخوات الملتزمات وتم القبول بيني وبينها ، ثم فُرق بيننا ، تعلمون لِما ؟ لأن الأهل طلبوا مني أن أكتب المؤخر 50 ألف جنيه ، والقائمة – علي خراب المجتمعات – 50 ألف ، والشبكة قريبًا من 200 جم من الذهب !! والله المستعان .
وهذا من باب " لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا " .
[14] الحديث عن أبي حدرد صححه الألباني برقم 5299 في صحيح الجامع .
[15] عن أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم . ومعني عُرض الجبل : جانبه .
[16] مجموعة ثلاث رسائل تحقيق الشيخ إسماعيل الأنصاري ص 100 .
[17] كتاب الدعوة – الفتاوى : صـ 166- 168، مجموع فتاوي ومقالات متنوعة ج 4 ص 37 لفضيلته رحمه الله .
[18] فتاوي نور علي الدرب – النكاح .
[19] عودة الحجاب 2/310 .


ولكم تحيــــــــــــــــــــــــــــــــ الافق ــــــــــــــــــــــــــــات ،،،،

العندليب
07-10-05, 03:34 pm
هلا وغلا بأخوي الأفق ...

ومشكور على الإذافة اللي زادت الموضوع نور ... وأتمنى لك التوفيق ...

ميدوو
07-10-05, 03:47 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع جميل أخي ابو شهد

وللزنا مخاطر كثيره

فكم سمعنا من قصص لأسر تهدمت بسبب انتقال الأمراض المستعصيه فيها

وكان السبب هو شهوة عابره و ترك الشخص النفس على هواها

والبعد عن اوامر الله سبحانه وتعالى

الف شكر اخي العندليب على موضوعك

عاشق التحدي
07-10-05, 04:11 pm
الله يجزاكم خير ان شاء الله وبارك الله فيك

مايحتاج اسم!!
07-10-05, 04:15 pm
جزاك الله خير اخي العندليب
وكفانا الله شر الزنا

تحيهــ لكمــ

بندر الحمر
07-10-05, 04:25 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الغالي العندليب جزاك الله خيرا أخي الغالي

فعلا الزنا مصيبة حلها الزواج

وأهم أسبابها السفر للخارج فقد يكون أحد أبوابها

والنهاية أكيد مؤلمة الله يكفينا وإياكم شره

http://images.google.com.sa/images?q=tbn:CkhzrhpbeKoJ:www.55a.net/images/1/soor3.jpg

DeWDrOp
07-10-05, 08:46 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : ـــ

ما ذا تعرف عن : مفاسد الزنا

(( محمد بن إبراهيم الحمد ))

الزنا فساد كبير وشر مستطير، يضر بمرتكبيه و بالأمة عموما. وبما أن الزنا يكثر وقوعه وتكثر الدواعي إليه، فهذه نبذة عن آثاره ومفاسده:

1.الزنا يجمع خلال الشر كلها من قلة الدين وذهاب الورع وفساد المروءة وقلة الغيرة ووأد الفضيلة.

2.يقتل الحياء ويلبس وجه صاحبه رقعة من الصفاقة والوقاحة.

3.ظلمة القلب وطمس نوره.

4.أنه يذهب حرمة فاعله ويسقطه من عين ربه وأعين عباده، ويسلب صاحبه اسم البر والعفيف والعدل، ويعطيه اسم الفاجر والفاسق والزاني والخائن.

5.أن الناس ينظرون إلى الزاني بعين الريبة والخيانة، ولا يأمنه أحد على حرمته وأولاده.

6.ومن أضراره ضيقة الصدر وحرجه، فإن الزناة يعاملون بضد قصودهم. فمن طلب لذة العيش وطيبه بمعصية الله عاقبه الله بنقيض قصده، فما عند الله لا ينال إلا بطاعته، ولم يجعل الله معصيته سبباً إلى خير قط. ولو علم الفاجر ما في العفاف من اللذة والسرور وانشراح الصدر وطيب العيش، لرأى أن الذي فاته من اللذة أضعاف أضعاف ما حصل.

7.الزاني يعرض نفسه لفوات الاستمتاع بالحور العين في المساكن الطيبة في جنات عدن.

8.الزنا يذهب بكرامة الفتاة ويكسوها عاراً لا يقف عندها، بل يتعداها إلى أسرتها. حيث تدخل العار على أهلها وزوجها وأقاربها وتنكس به رؤوسهم بين الخلائق.

9.إذا حملت المرأة من الزنا فقتلت ولدها جمعت بين الزنا والقتل، وإذا حملته على الزوج أدخلت على أهلها وأهله أجنبياً ليس منهم، فورثهم ورآهم وخلا بهم وانتسب إليهم وهو ليس منهم.

10.أن الزنا جناية على الولد، فهو يؤدي إلى قطع النسب إلى الآباء. كذلك فيه جناية عليه وتعريض به، لأنه يعيش وضيعاً في الأمة مدحوراً من كل جانب، فالناس يستخفون بولد الزنا وتنكره طبائعهم، ولا يرون له من الهيئة الاجتماعية اعتباراً. فما ذنب هذا المسكين؟ وأي قلب يحتمل أن يتسبب في هذا المصير؟!

11.زنا الرجل فيه إفساد المرأة المصونة وتعريضها للفساد والتلف.

12.الزنا يهيج العداوات ويزكي نار الانتقام بين أهل المرأة وبين الزاني، ذلك أن الغيرة التي طبع عليها الإنسان على محارمه، فيكون ذلك مظنة لوقوع المقاتلات وانتشار المحاربات، لما يجلبه هتك الحرمة للزوج وذوي القرابة من العار والفضيحة الكبرى.

13.للزنا أثر على محارم الزاني، فشعور محارمه بتعاطيه هذه الفاحشة يسقط جانباً من مهابتهن ويسهل عليهن بذل أعراضهن، إن لم يكن ثوب عفافهن منسوجاً من تربية دينية صادقة.
بخلاف من ينكر الزنا ويتجنبه ولا يرضاه لغيره، فإن هذه السيرة تكسبه مهابة في قلوب محارمه وتساعده على أن يكون بيته طاهراً عفيفاً.

14.للزنا أضرار جسيمة على الصحة يصعب علاجها والسيطرة عليها، بل ربما أودت بحياة الزاني كالإيدز والهربس والزهري والسيلان ونحوها.

15.الزنا سبب لدمار الأمة، فقد جرت سنة الله في خلقه أنه عند ظهور الزنا يغضب الله (عز وجل) ويشتد غضبه، فلا بد أن يؤثر غضبه في الأرض عقوبة.


وخص سبحانه حد الزنا من بين الحدود بثلاثة خصائص:
1.القتل فيه بأشنع القتلات، وحيث خففه جمع فيه بين العقوبة على البدن بالجلد، وعلى القلب بتغريبه عن وطنه سنة.
2. أنه نهى عباده أن تأخذهم بالزناة رأفة في دينه بحيث تمنعهم من إقامة الحد عليهم. فإنه سبحانه من رأفته بهم شرع هذه العقوبة، فهو أرحم منكم بهم ولم تمنعه رحمته من أمره بهذه العقوبة، فلا يمنعكم أنتم ما يقوم بقلوبكم من الرأفة من إقامة أمره.
3. أنه سبحانه أمر أن يكون حدهما بمشهد من المؤمنين، فلا يكون في خلوة بحيث لا يراهما أحد، وذلك أبلغ في مصلحة الحد وحكمة الزجر.
ومما يحسن التنبيه عليه في هذا الشأن أن فاحشة الزنا تتفاوت بحسب مفاسدها. فالزاني والزانية مع كل أحد أشد من الزنا بواحدة أو مع واحد، والمجاهر بما يرتكب أشد من الكاتم له، والزنا بذات الزوج أشد من الزنا بالتي لا زوج لها، لما فيه من الظلم والعدوان عليه وإفساد فراشه، وقد يكون هذا أشد من مجرد الزنا أو دونه. والزنا بحليلة الجار أعظم من الزنا ببعيدة الدار، لما يقترن بذلك من أذى الجار وعدم حفظ وصية الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وكذلك الزنا بامرأة الغازي في سبيل الله أعظم إثماً عند الله من الزنا بغيرها، ولهذا يقال للغازي: خذ من حسنات الزاني ما شئت. وكذلك الزنا بذوات المحارم أعظم جرماً وأشنع وأفظع، فهو الهلاك بعينه.
وكما تختلف درجات الزنا بحسب المزني بها، فكذلك تتفاوت درجاته بحسب الزمان والمكان والأحوال. فالزنا في رمضان ليلاً أو نهاراً أعظم إثماً منه في غيره، وكذلك في البقاع الشريفة المفضلة هو أعظم منه فيما سواها.
وأما تفاوته بحسب الفاعل، فالزنا من المحصن أقبح من البكر، ومن الشيخ اقبح من الشاب، ومن العالم أقبح من الجاهل، ومن القادر على الاستغناء أقبح من الفقير العاجز. وقد يقترن بالفاحشة من العشق الذي يوجب اشتغال القلب بالمعشوق وتأليهه وتعظيمه والخضوع له والذل له وتقديم طاعته وما يأمر به على طاعة الله، ومعاداة من يعاديه وموالاة من يواليه، ما قد يكون أعظم ضرراً من مجرد ركوب الفاحشة.
كيفية التوبة من الزنا
وبعد أن تبين عظم جرم الزنا وآثاره المدمرة على الأفراد والأمة، فإنه يحسن التنبيه على وجوب التوبة من الزنا. فيجب على من وقع في الزنا أو تسبب في ذلك أو أعان عليه أن يبادر إلى التوبة النصوح وأن يندم على ما مضى وألا يرجع إليه إذا تمكن من ذلك. ولا يلزم على من وقع في الزنا رجلاً كان أو امرأة أن يسلم نفسه ويعترف بجرمه، بل يكفي في ذلك أن يتوب إلى ربه وأن يستتر بستره (عز وجل) وأن يقطع علاقته بكل ما يذكره بتلك الفعلة. {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الفرقان : 68- 70].

رسالة وسائط (( بعد تعديل التنسيق ))


هلا اخوي


مفاسد الزنا كثيرة ومايختلف عليها اثنين


جزاك الله خير على طرحك

ولد الغيثي
09-10-05, 01:05 am
جزاكم الله خير وعسى الله يعصمنا

العندليب
09-10-05, 05:14 am
الله يحييكم جميعاً وشكرا لكم على مروركم الكريم ..

اسأل الله أن يعصمنا وإياكم ..