المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيُّ عزٍ عزَّك ياخالد ؟؟


ليث الغاب
28-09-05, 07:45 am
بسم الله الرحمن الرحيم


في زمن الذل والهوان ، وتسلط اليهود والنصارى على المسلمين ، وضعف شوكتهم ، وقلة حيلتهم ، وهوانهم على الكافرين ، أقف هنا وقفة سريعة مع رجل لا كالرجال ، بل والله أمة في رجل، لنعيد جوانب العزة والإباء ، أتدرون من أعني ومن أقصد ؟؟ إنه ذاك الذي لم يهزم في جاهلية ولا إسلام، إنه سيف الله ورسوله ، السيد الإمام الكبير ، قائد المجاهدين ، أبو سليمان، إنه : خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه، فإلى هذه المشاهد:

في مؤتة قال البطل: لقد انقطع في يدي تسعة أسياف ، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية. ومن أولى بهذا من خالد؟؟ لا أحد!!

في كاظمة وهي أول معركة مع الفرس، وكان قائد قوات الفرس هرمز ، أرسل إليه خالد رسالة خالدة قبل المعركة وفيها: أسلم تسلم ، أو اعتقد لنفسك ولقومك الذمة ، وأقرر بالجزية، و إلا فلا تلومنَّ إلا نفسك فقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون شرب الخمر.
وفي هذا المعركة دعا هرمز خالداً للبراز، وسرعان ما أجابه خالد ، وتمكن منه في الحال وذبحه ذبح النعاج، وركن الفرس إلى الفرار ، بعد قتل قائدهم ، وركب المسلمين أكتافهم ، فقتل المسلمين منهم مقتلة عظيمة ، إلى الليل وأسروا الكثير منهم.

في معركة اؤليس أو نهر الدم ، صبر الفرس صبراً عظيماً ، وقد تحالف معهم نصارى العرب، ولقي المسلمون مقاومة عنيفة حتى شقوا على المسلمين، عندها نذر البطل لله أن يجري نهراً من دمائهم إن منحه الله النصر عليهم، فقال: اللهم إنك لك عليَّ إن منحتنا أكتافهم ، ألا أستبقي منهم أحداً قدرنا عليهم حتى أجري نهرهم بدمائهم، وارتاب الفرس الذعر والخوف لما رأوا ثبات المسلمين وقوة ضرباتهم ، فركنوا إلى الفرار، ونادى منادي خالد حتى يفي بنذره: الأسر الأسر، لاتقتلوا إلى من امتنع ، فأقبلت بهم خيول المسلمين أفواجاً مستأسرين، يساقون سوق الأنعام ، فجمعهم خالد فضربوا أعناقهم على النهر، فجرى النهر بدمائهم ، فسمي النهر بنهر الدم.

حينما اشتد الكرب على المسلمين بالشام أطلق الصديق كلمات عطرة فقال: والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد، وذلك لكثرة الروم وحلفائهم التي بلغت ربع مليون، بينما جيوش الإسلام لا تتجاوز 32 ألفاَ.
أمره الصديق أن يترك العراق ويذهب للشام عوناَ للمسلمين هناك، مر خالد بطريقه بتدمر ، فتحصنوا منه ، فأحاط بهم من كل جانب، ولم يقدر عليهم فماذا قال لهم البطل؟؟
قال لهم: والله لو كنتم بالسحاب لا ستنزلناكم ولظهرنا عليكم ، وماجئنا إلا ونحن نعلم أنكم ستفتحونها لنا ، وإن أنتم لم تصالحوني هذه المرة لأرجعن إليكم وقد انصرفت من وجهي هذا ، ثم لا أرتحل عنكم إلا وأقتل مقاتلتكم ، وأسبي ذراريكم، فمضى ، فبعثوا في إثر خالد ، فرجع إليهم وفتحوا له مدينتهم وصالحوه، فأيًّ عز عزك ياخالد ؟؟!!

قال أُكيدر ملك دومة الجندل: لا أحد أيمن منك ، ولا يرى قوم وجه خالد قلوا أو كثروا إلا هزموا. والحق ما شهدت به الأعداء.

في معركة اليرموك الفاصلة، طلب ماهان قائد الروم خالداً أن يبرز له ليكلمه ، وعندما تواجه خيليهما قال ماهان: قد علمنا أنه لم يخرجكم من بلادكم إلا الجهد والجوع ، فإن شئتم أن أعطيت كل واحد منكم عشرة دنانير ، وكسوة وطعاماً وترجعون إلى بلادكم ، وفي العام القادم أبعث إليكم بمثلها، فقال خالد: إنه لم يخرجنا من بلادنا ماذكرت ، غير أنَّا قوم نشرب الدماء ، وإنه قد بلغنا أنه لادم أطيب من دم الروم فجئنا لذلك.فأصاب الفرس مقتلة عظيمة في هذه المعركة.

في أجنادين يوم من أيام خالد مع الروم ، وقد انهزم الروم هزيمة شديدة ، فلما رأى القبقلال قائد الروم ماصنع المسلمون بجيشه ، قال للروم: لفوا رأسي بثوب ، قالوا: لِمَ؟ قال: يوم البئيس ، لا أحب أن أرها ، ما رأيت في الدنيا يوماً أشد من هذا ، فاحتز المسلمون رأسه وإنه لملففٌ. الله أكبر .

أيها الأحبة:

مواقف العزة في حياة البطل كثيرة، بل حياته كلها عزة ، نسأل الله أن يخلف للمسلمين خيراً وأن يقيهم شر أنفسهم والشيطان ، والله المستعان.

نقلت أكثر هذه المواقف من شريط : ليث المشاهد للشيخ : بندر العتيبي.

محبكم: ليث الغاب، ، ،