مزاجي
21-09-05, 07:07 pm
الهزائم الفضائحية تعود من جديد، هكذا خرجت الصحف والمقالات تصف مباراة المنتخب السعودي لكرة السلة مع نظيره الصيني، (هذا التنين الذي استيقظ ليقاسم أمريكا الأرض ، وبما أنني أتحدث عن الرياضة أزعم أن أمريكا لن تحصل على المركز الأول في الأولمبياد المقبلة هذه المرة، أو ستكتشف أن التنين سيعيدها إلى حرب جديدة وباردة كما كان يحدث قبل موت الاتحاد السوفيتي غير المأسوف عليه) .
البعض طرح الأسئلة المكرورة: من المسئول؟ والبعض أجاب بشكل سريع: اتحاد كرة السلة، فأعلن البعض: يجب أن تستقيل إدارة الاتحاد. لن أطالب ببقاء هذه الإدارة، وبالتأكيد لن أطالب بإبعادها، لأن القضية وإن رآها البعض فضيحة أراها واقعاً يقع علينا دائما، لكننا نهرب منه بصب جام غضبنا على شخص ما، وعادة ما يكون المدرب أو الإداري أو اللاعبون، وإن كان رئيس الاتحاد لايملك قوة السلطة يأتيه نصيب من التهم .
ثم وبعد عملية قذف غضبنا هذا، نشعر بالراحة فنظن أن المشكلة حلت فيما هي واقع نعيشه دائما ويصدمنا دائما، ونقذف غضبنا دائما ولا نسأل لماذا تأتي الهزائم فضائحية فقط للعالم العربي ؟
قد يتساءل أحدهم: لماذا لم يحدث لقطر أو لبنان ما حدث لنا ؟
وأظن الإجابة سيجدها واضحة لو ذهب إلى لاعبي لبنان وقطر ليتحدث معهم ، على أن يتسلح باللغة الإنجليزية ليستطيع التواصل مع اللاعبين .
بمعنى أن قطر ولبنان أيضا لا تملكان القدرة على صنع إنسان مبدع ينافس الإنسان في المجتمعات الأخرى ، وإن الإنسان العربي ليكون مبدعا في أي مجال عليه أن يذهب للغرب ليصبح مبدعا .
ولكن لماذا لا يستطيع الإنسان العربي أن يكون مبدعا في العالم العربي ؟ وما الذي يمنعه من الإبداع ؟
المفكرون يرون أن الخيال هو أول أدوات الإبداع لأن الخيال فوق المعرفة ، فهو يحتضن الكون بأسره، وحين نقمع خيال الفرد تضمر العقول والإبداع أيضا.
ولكن من يقمع هذا الخيال؟
باستطاعتي أن أفعل كما يفعل (الكتاب العربويون)، واتهم الحكومات العربية كما يفعل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أو (لاعب التلات ورقات) كما يسميه أحد أصدقائي المصريون ، فتطمئن الشعوب العربية على أن لا خلل لديها ولا هي مسئولة، وإنها ضحية لا ذنب لها ، لكن عقلي يتصادم مع فكرة من يصنع من؟
أعني هل الحكومة هي من يصنع المجتمع ، أم أن الأمر تراتبيا يأتي هكذا فرد يصنع أسرة وأسرة تصنع قبيلة ، والقبيلة تصنع قبائل ، والقبائل تصنع مجتمعاً ، والمجتمع ينتج حكومته ، لهذا كان الرئيس في العراق وإن تغيرت قبيلته كان يأتي ديكتاتورا دائما ، لأن المجتمع العربي يملك خاصية صناعة الديكتاتور.
إذن لن أنافق الشعوب العربية وألعب على عواطفها وألبسها دور الضحية ، وسأتهم المجتمع برمته وبكل أطيافه إلا فئة قليلة وشاذة تحاول، لكن المجتمع مازال ينفيها .
مشكلة الإنسان العربي مع المجتمع الذي يقمعه منذ أن يولد، فأسرته تقمع خياله وتمنعه من السؤال ومن التعبير عن ذاته ، وحين يكبر يذهب لمعلم لا يقمعه فقط، بل يحول عقله إلى ببغاء عليه أن يردد ما يقوله المعلم دون أن يفكر أو يحلل أو يستنتج ، فيما بعد يذهب هذا الإنسان إلى العمل ليواجه مديره الذي عليه أن ينتظر تعليماته، وإن أصدر قرارا عليه أن يصمت ولا يعبر عن رأيه، لأن الغالبية ليسوا صامتين فقط، بل يؤكدون أن القرار الخاطئ هو الصواب.. متمتمين (يا أخي خلنا نسترزق) .
وهذه المنظومة هي عرف صنعه المجتمع ، ومن يشذ عنه ويصر على طرح الأسئلة والاعتراض يتهمه المجتمع : (أهله ما ربوه).
أعرف أنني حفرت أكثر من اللازم في هزيمة المنتخب السعودي أو الفضيحة كما يسميها البعض ، وربما أتهم بأني خلطت الأمور أكثر من اللازم ، ومع هذا أصر على أن هزيمة المنتخب لم تكن بسبب إخفاق الجهاز الفني أو الإداري، بقدر ما هي إخفاق مجتمع يقمع الفرد ويريده أن يبدع ، والقمع لا ينتج إلا إنساناً مضطهداً ينافق المجتمع (ليعيش) .
للكاتب الكبير صالح الطريقي
البعض طرح الأسئلة المكرورة: من المسئول؟ والبعض أجاب بشكل سريع: اتحاد كرة السلة، فأعلن البعض: يجب أن تستقيل إدارة الاتحاد. لن أطالب ببقاء هذه الإدارة، وبالتأكيد لن أطالب بإبعادها، لأن القضية وإن رآها البعض فضيحة أراها واقعاً يقع علينا دائما، لكننا نهرب منه بصب جام غضبنا على شخص ما، وعادة ما يكون المدرب أو الإداري أو اللاعبون، وإن كان رئيس الاتحاد لايملك قوة السلطة يأتيه نصيب من التهم .
ثم وبعد عملية قذف غضبنا هذا، نشعر بالراحة فنظن أن المشكلة حلت فيما هي واقع نعيشه دائما ويصدمنا دائما، ونقذف غضبنا دائما ولا نسأل لماذا تأتي الهزائم فضائحية فقط للعالم العربي ؟
قد يتساءل أحدهم: لماذا لم يحدث لقطر أو لبنان ما حدث لنا ؟
وأظن الإجابة سيجدها واضحة لو ذهب إلى لاعبي لبنان وقطر ليتحدث معهم ، على أن يتسلح باللغة الإنجليزية ليستطيع التواصل مع اللاعبين .
بمعنى أن قطر ولبنان أيضا لا تملكان القدرة على صنع إنسان مبدع ينافس الإنسان في المجتمعات الأخرى ، وإن الإنسان العربي ليكون مبدعا في أي مجال عليه أن يذهب للغرب ليصبح مبدعا .
ولكن لماذا لا يستطيع الإنسان العربي أن يكون مبدعا في العالم العربي ؟ وما الذي يمنعه من الإبداع ؟
المفكرون يرون أن الخيال هو أول أدوات الإبداع لأن الخيال فوق المعرفة ، فهو يحتضن الكون بأسره، وحين نقمع خيال الفرد تضمر العقول والإبداع أيضا.
ولكن من يقمع هذا الخيال؟
باستطاعتي أن أفعل كما يفعل (الكتاب العربويون)، واتهم الحكومات العربية كما يفعل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أو (لاعب التلات ورقات) كما يسميه أحد أصدقائي المصريون ، فتطمئن الشعوب العربية على أن لا خلل لديها ولا هي مسئولة، وإنها ضحية لا ذنب لها ، لكن عقلي يتصادم مع فكرة من يصنع من؟
أعني هل الحكومة هي من يصنع المجتمع ، أم أن الأمر تراتبيا يأتي هكذا فرد يصنع أسرة وأسرة تصنع قبيلة ، والقبيلة تصنع قبائل ، والقبائل تصنع مجتمعاً ، والمجتمع ينتج حكومته ، لهذا كان الرئيس في العراق وإن تغيرت قبيلته كان يأتي ديكتاتورا دائما ، لأن المجتمع العربي يملك خاصية صناعة الديكتاتور.
إذن لن أنافق الشعوب العربية وألعب على عواطفها وألبسها دور الضحية ، وسأتهم المجتمع برمته وبكل أطيافه إلا فئة قليلة وشاذة تحاول، لكن المجتمع مازال ينفيها .
مشكلة الإنسان العربي مع المجتمع الذي يقمعه منذ أن يولد، فأسرته تقمع خياله وتمنعه من السؤال ومن التعبير عن ذاته ، وحين يكبر يذهب لمعلم لا يقمعه فقط، بل يحول عقله إلى ببغاء عليه أن يردد ما يقوله المعلم دون أن يفكر أو يحلل أو يستنتج ، فيما بعد يذهب هذا الإنسان إلى العمل ليواجه مديره الذي عليه أن ينتظر تعليماته، وإن أصدر قرارا عليه أن يصمت ولا يعبر عن رأيه، لأن الغالبية ليسوا صامتين فقط، بل يؤكدون أن القرار الخاطئ هو الصواب.. متمتمين (يا أخي خلنا نسترزق) .
وهذه المنظومة هي عرف صنعه المجتمع ، ومن يشذ عنه ويصر على طرح الأسئلة والاعتراض يتهمه المجتمع : (أهله ما ربوه).
أعرف أنني حفرت أكثر من اللازم في هزيمة المنتخب السعودي أو الفضيحة كما يسميها البعض ، وربما أتهم بأني خلطت الأمور أكثر من اللازم ، ومع هذا أصر على أن هزيمة المنتخب لم تكن بسبب إخفاق الجهاز الفني أو الإداري، بقدر ما هي إخفاق مجتمع يقمع الفرد ويريده أن يبدع ، والقمع لا ينتج إلا إنساناً مضطهداً ينافق المجتمع (ليعيش) .
للكاتب الكبير صالح الطريقي