الافق
18-09-05, 05:11 pm
هل تتاثر المرأة عاطفيا بمشاهدة الرجل ..؟!!
--------------------------------------------------------------------------------
أعتقد أن قضية كهذه تعدّ قضية حساسة - وجريئة - إلى حدّما سيما مع حصول الطفرة الاتصالية ( والتواصلية ) في هذا العصر ( التكنولوجي ) !!
العصر الذي يعجّ بمتغيّرات اجتماعية وسلوكية واختلاط كثير من المفاهيم في حياة الناس سواءً في قيمهم ومبادئهم أو حتى في عاداتهم وأعرافهم وتقاليدهم !!
الرجل اليوم يظهر - وأعني ظهورا في مقام مخاطبة الجمهور - على الشاشة وفي الدوائر التلفزيونية المغلقة وعلى أوارق المجلة والصحيفة وفي المنتديات وغرف الدردشة إمّا معلماً او ناصحاً أو فناناً أو لا عباً أو عارضاً دعائيّاً أو ممثلاً أو ذئبا يقتنص السوانح أو نحو ذلك ..
وفي الطرف الآخر المرأة تسمعه وتنظر إليه وتتوجّه منه وتراقب حركاته وترصد ابتساماته وتتأثّر ببعض دمعاته - وبعضها دموع التماسيح - سواء كانت تسمعه أو تشاهده !!
في أحد المجمّعات الثقافية تكدّست النساء من كل جانب ، متفاوتة أسنانهم مترقبّة عيونهم ..!!
كل ذلك من أجل أن ضيف اللقاء هو ( ....... ) !!
قبل اللقاء اتصلت به إحدى الغيورات وقالت له : أسألك بالله ألاّ تحضر لقاء هذه الليلة فإن النساء مفتونات !!
وفعلاً .. لم يحصل اللقاء المرتقب !!
فضجّت النساء بالصّخب !!
لا أعتقد أن أحداً منكم فاته اللقاء التلفزيوني معه . .
وأعتقد أنكم لاحظتم جميعاً ما قالته تلك المتصله ( بشغف وغنج ) ..!!
تعرض نفسها للزواج من ضيف اللقاء !!
رسالة وصلتني من فتاة .. تقول أنها تحبه إلى حدّ الجنون !!
وضعت صوره في الجوال ..!!
مقاطع ( بلوتوث ) !!
أعلم أنه لا يشعر بي ..!!
ماذا أفعل ؟!
وأخرى لم تبعد عنها كثيراً ..
رأيته على شاشة التلفاز فوقع في قلبي حبه ..
وزاد من تعلّقي به أنه قال في لقاء ( القناة ) أنه غير متزوج ؟!
شغفت به إلى حدّ أني كرهت أبي وأمي !!
أنقذوووني !!
وفي لحظة - جريئة - يحتدم النقاش والصخب بين الزوج وزوجته . .
قتطلقها ..
تقذفها ..
بكل جرأة في وجهه ..
( لا يكون تحسب نفسك إنك أجمل من - ............. - )؟!
وحدّث عن ( غرف الدردشة ) ودهاليز ( الماسنجر ) ولاحرج !!
منهنّ من طلبت الطلاق من زوجها لترتبط بالذي يحاورها على ( الماسنجر ) !!
هذا - الواقع - وهذه الأحداث توقفنا عند تساؤلات مهمّة !
- هل هناك أثر أو انجذاب عاطفي - حقيقي - يؤثر على المرأة عند مشاهدتها - فضلاً عن استماعها - للرجل ؟!
السؤال بصيغة أبسط : هل يمكن أن يحدث إعجاب أو تعلّق من المرأة بالرجل بمجرّد النظر ؟!
- لماذا تتاثّر المرأة ؟!
- كيف نحدّ من هذه الظاهرة - إن كانت ظاهرة - ( سبل الوقاية والعلاج ) ؟!
مجموعة أسئلة أطرحها بين أيديكم لنتحاور فيها . .
ولعلي أن ابدأ في طرح بعض التصوّرات المهمّة حول الأسئلة السابقة . .
قضايا مهمــــة
بداية :
الإجابة بـ ( نعم ) أو ( لا ) بإطلاق قد تكون إجابة متعجّلة تفتقر إلى الواقعيّة ؛ لأن واقع الأمر يستلزم تبعات معيّنة لكل جواب منهما .
خلق الله الخلق كما أخبر ( زوجين اثنين ) قال مجاهد : يعني الذكر والأنثى، والسماء والأرض، والشمس والقمر، والليل والنهار، والنور والظلام، والسهل والجبل، والجن والإنس، والخير والشر، والبكرة والعشي . . .
وههنا قضايا مهمة :
الأولى :
أن الله عزوجل لم يجعل ( - الذكر والأنثى - ) يتشابهون من كل وجه بل جعل بينهمااختلافات فطرية وخَلقية وخُلقية فقال مقرراً لهذه الحقيقية : " وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى " .
الثانية :
أن الله خلق الناس وجعل بعضهم لبعض فتنة كما قال الله تعالى : " وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً " قال ابن كثير رحمه الله : أي اختبرنا بعضكم ببعض، وبلونا بعضكم ببعض أ.هـ
ومن هنا يمكن القول بأن الله خلق المرأة فتنة للرجل والرجل فتنة للمرأة .
ولذلك جاء الأمر للرجل والمرأة بغضّ البصر فقال الله تعالى : " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ . . " " وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ . . "
والأمر بغض البصر يؤكّد هذه الحقيقة في عمومها .
ومما يزيد هذه الحقيقة تقريراً وتأكيداً قصّة امرأة العزيز والنسوة مع يوسف عليه السلام وافتتانهم به عليه السلام . وتأمل معي الوصف القرآني لهذه الواقعة ، قال الله تعالى : " وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ .. . "
وإنك لتعجب لو علمت أن النسوة فتنّ بيوسف عليه السلام من قبل أن يرينه ولذلك كنّ حريصات على رؤية يوسف عليه السلام ، ولذلك وصف الله قول النسوة بأنه ( مكر ) ، قال ابن سعدي رحمه الله : وكان هذا القول منهن مكرا ، ليس المقصود به مجرد اللوم لها ، والقدح فيها ، وإنما أردن أن يتوصلن بهذا الكلام ، إلى رؤية يوسف ، الذي فتنت به امرأة العزيز ، لتحنق امرأة العزيز ، وتريهن إياه ، ليعذرنها ولهذا سماه : مكرا !! أ.هـ
الثالثة :
أن الرجل أشد افتتاناً بالمرأة لا العكس . قال الله تعالى : " يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً " قال طاوس: ليس يكون الإنسان في شيء أضعف منه في أمر النساء !
وروي عن ابن عباس أنه قرأ "وخلق الإنسان ضعيفا" أي وخلق الله الإنسان ضعيفا، أي لا يصبر عن النساء. !!
يؤكّد هذا المعنى :
1 - قول الله تعالى : " زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ . . " فخصّ جل وتعالى النساء بأنهنّ مزيّنات للرجال ، والتزيين هنا من جهتين :
أ / تزيين الله تعالى بالإيجاد والتهيئة للانتفاع وإنشاء الجبلة على الميل إلى هذه الأشياء .
ب / تزيين الشيطان بالوسوسة والخديعة وتحسين أخذها من غيروجوهها .
2 - الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء . "
سيما إذا أدركنا أنها مزّيّنة للرجل ؛ وهنا يستوقفنا هذاالموقف منه صلى الله عليه وسلم الذي يعطينا تأكيداً واقعيّاً لهذه الحقيقة المهمة وذلك أنه مرّة رأى امرأة فدخل على زينب بنت جحش فقضى حاجته منها ثم خرج إلى أصحابه فقال لهم : " إن المرأة تقبل في صورة شيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله فإنه يضمر ما في نفسه " !!
ولذلك يتأكّد الأمر للرجل بغضّ البصر عن الحرام ولا يحتدّ الخلاف الفقهي فيه كالمرأة .
3 - أن النساء مأمورات بالحجاب بشقيه :
- بلزوم البيوت : " وقرن في بيوتكنّ " .
- بلبس الجلباب والخمار وستر الزينة عن الرجال الأجانب .
4 - ولعل مما يُستأنس به ما تؤكّده بعض الدراسات من أن الرجل تؤثر فيه المناظر والصّور أكثر من المرأة ، ومنه يمكن القول بأن هذا أحد الحِكم التي يًستأنس بها في إباحة الشريعة للرجل بأن يتزوج من اربع !!
الرابعة :
أن حصول افتتان المرأة بالنظر إلى الرجل أخفّ من حصول افتتان الرجل بها !!
هذه القضيّة تقررها سابقتها ، إضافة إلى :
1 - أن الرجال لم يؤمروا بالتحجّب عن النساء . مما يدل على ضعف فتنة النظر عند النساء بالرجال - وأقول ضعف وليس انعدام - .
2 - الخلاف الفقهي في حكم غض البصر بالنسبة للمرأة عن الرجال .
ويمكن أن ألخّص هذاالخلاف في نقاط :
أ / اتفق العلماء جميعا رحمهم الله على ان نظر المرأة الى الاجنبي بشهوة ولذة جنسية محرم قال النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم ( 6/184 ) : ( وأما نظر المرأة الى وجه الرجل الاجنبي فإن كان بشهوة فحرام بالاتفاق ) .
ب / نظر المرأة الى الرجل الاجنبي بدون شهوة اختلف العلماء في ذلك :
* جمهور العلماء ( الحنفية والمالكية والحنابلة ) يرون جواز ذلك وادلتهم في ذلك :
- حديث عائشة رضي الله عنها قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وانا انظر الى الحبشة وهم يلعبون ..) رواه مسلم والحديث ظاهر الدلالة في ان المرأة تنظر الى الرجل.
- حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها ان زوجها طلقها فأبى ان ينفق عليها فجاءت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها : ( لا نفقة لك فانتقلي فاذهبي الى ابن ام مكتوم فكوني عنده فإنه رجل اعمى تضعين ثيابك عنده ) رواه مسلم
* عند الشافعية ورواية عند الحنابلة عدم جواز ذلك ، مستدلين بعموم الأمر بغض البصر .
3 - للاستئناس تؤكد دراسات حديثة أن المرأة تتأثر بما تسمع أكثر مما تتأثر بالمنظر والصورة .
وهذا المعنى الذي أدركه ذلك الشاعر بقوله :
والأذن تعشق قبل العين أحياناً !!
ومن هنا جاء الأدب الشرعي للزوج بأن يقدم بين يدي معاشرته لزوجته من المداعبة قبل اللقاء .
يبقى أن أنبه إلى أن هناك مبالغة في النظر إلى المرأة، على أنها (كائن) سريع التأثر والانجذاب.. للطرف الآخر.. و تصوّرها بأنها ( سطح عاكس ) و ( جسم حساس ) يلتقط كل ما يقع عليه ويتفاعل معه !!
إذن كيف نفسّر تلك الصور التي أشرت إليها سابقاً من تعلّق بعض النساء بالرجال من مشاهدته في قناة أو شريط ( فيديو ) أو على شبكة تلفزيونية في محاضرة علمية أو على مقاعد الدراسة أو نحو ذلك . . . ؟!
أو بسؤال أدق : لماذا - أو متى - تتاثر المرأة وتتعلّق بالرجل ؟!
بداية لابد أن أؤكد على أن هذاالانجذاب ليس حكماً عاماً يشمل كل أفراده ، بل هو أمرٌ حاصل بحصول أسبابه ودواعيه ، والأمر يختلف من امرأة إلى أخرى على قدر الاختلاف في جوانب مهمة ( دينية وثقافية واجتماعية ونفسيّة ) .
ومن هنا لعلي أن أخلص بالإشارة إلى بعض الأسباب التي تؤثر ( عاطفياً ) على المرأة تجاه الرجل ، منها :
يتبع......................
الأسباب
* أسباب عائدة إلى ضعف التدين والاستقامة .
- ضعف تعظيم الله في القلب .
ولذلك كلما ضعفت عظمة الله في قلب الانسان - أيّاً كان ذكراً أو أنثى - فإن هذا القلب لابد وأن يمتلئ بتعظيم غيره والتعلّق بغيره لوجود المحل الفارغ !!
يقول ابن القيم – رحمه الله -: (القلب إذا أخلص عمله لله لم يتمكن منه العشق فإنه يتمكن من القلب الفارغ).
- التساهل في إطلاق البصر إلىالرجال .
فالمرأة لا تراعي حدّ الله في النظر إلى الرجال مع السائق والبائع وفي التلفاز وفي أشرطة الفيديو وعلى شبكات النقل التلفزيوني في قاعات الطالبات أو المحاضرات والأمسيات العامة .
هذاالتساهل وعدم الحرص على غضّ البصر على قدر المستطاع يورثها مع التعوّد التعلّق !!
- حب التطلّع وعدم الرضا .
فالزوجة تنظر إلى زوج فلانة ، وتسمع عنه ، وتسأل عنه ، وربما وجدت في زوجها قصوراً هو عند غيره غير موجود فتراها تتطلّع إلى ذلك وتتحيّن الفرصة السانحة !!
- الجهل .
سواء الجهل بالأحكام الشرعية المتعلقة بأحكام النظر وغوائله وعواقبه ، أو الجهل بأساليب المكر والخديعة التي يسلكها بعض ضعاف النفوس من بني البشر !!
* أسباب عائدة إلى الظروف الاجتماعية والنفسية .
- الاختلاط .
وهذه ( الآفة ) من أعظم الآفات التي تساهل فيها كثيرٌ من الناس ، فالمرأة تختلط بالرجال في مكان العمل وفي الشارع ( وعند إشارة المرور ) وفي البيت الواحد ربما خالطت إخوان زوجها وأصدقائه ونحو ذلك .
ولذلك نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بسدّ هذه الثغرة حتى من جهة الأمان فيها فقال : " إياكم والدخول على النساء " فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ ! قال : " الحمو الموت " !!
والحمو : هو أخو الزوج وقيل هم أقارب الزوج ، فتأمل كيف أن الشريعة سدّن هذاالباب حتى من الجهة التي يُظن أنها جهة مأمونة ، وما ذلك إلاّ لما في هذاالاختلاط من المفاسد العظيمة على المرأة وعلى الرجل .
- العنوسة والطلاق .
شعور الفتاة بفوات قطارا لزواج يجعلها تخبط خبط عشواء ، تتمنى هذا وذاك ، وتنظر إلى هذا وإلى غيره ..
تطرق كل سبيل ..
ولذلك لا عجب أن ترى مواقع ( الزواج عبر الانتر نت ) كظيظة بها النساء ، وسجلاّت بعض مكاتب التزويج تحتشد بها أسماء ( القوارير ) من كل حدبٍ وصوب !!
المطلّقات أيضاً يشعرن بأنهن ( مجموعة ) غير مرغوب فيهن ، وأن المجتمع ينظر إليهن بنظرة ( النقص ) فيولّد عندها هذاالشعور التعلّق ولو ( بالقشّة ) إذا وجدت من يعطيها بعض الاهتمام كاسراً لحاجز النقص فيها !!
- الحرمان العاطفي .
منعطف خطير في حياة كل فتاة ، يساهم في خطورة هذاالمنعطف البيت ابتداء ، فالبنت لا تجد أباً يشبع عاطفتها ويسمع منها ، والأم عنها مشغولة ؛ أو أن بعض تقاليد التربية الموروثة تحظر على الفتاة أن تتكلم مع والديها في أمور تخصّها ( عاطفيّاً ) مما يولّد عندها رغبة البحث عن الذات خارج الأسوار !!
والزوجة لا تسمع من زوجها كلمة الحب والغرام ، ولا يشنّف أذنها بمدح ولا ثناء ولا إعجاب !!
ربما كتبت مقالاً في صحيفة أو منتدى فوجدت من الثناء والمدح والاعجاب ما يأسرقلبها ويسلب لبّها ، لم تسمع بهذا من ابيها ولا أمها ولا زوجها .. فكان هذا المدح حبل الوصل بينها وبين الآخر !!
لا تستغرب من كثرة شكاوىالفتيات .. ( لاأحد يفهمني ) !!
وبعض شكاوى الزوجات ( لا أشعر بزوجي إلاّ على الفراش ) !!
حين تفتقد هذا الاحتواء العاطفي في محيطها فإنها حتماً ستطلبه من خلف ( المحيط ) !!
الأمان النفسي حاجة فطريّة ملحّة !!
ولعلي أن أوقفكم على بعض الإحصائيات ونتأمل سويّا حديث الأرقام ونرى كيف أن للحرمان العاطفي أثراً حتى على مستوى معدّل الجريمة :
86 % من دوافع جرائم النساء هو: الشعور بالحرمان العاطفي .
55% من المتزوجات دافعهن للجريمة الحرمان العاطفي .
67 % من المطلقات دافعهن للجريمة هو الحرمان العاطفي .
50 % من البنات غير المتزوجات دافعهن للجريمة هو الحرمان العاطفي .
90 % من المكرهات على الزواج يلجئن إلى الجريمة . بسبب الحرمان العاطفي .
هذاالملخلص لدراسة أجريت على عدد ( 228 ) امرأة محكوم عليها بالسجن في مؤسسات رعاية الفتيات وسجون النساء في المملكة . ( انظر : الحرمان العاطفي في الأسرة للعقيد الدكتور محمد بن ابراهيم السيف )
- غياب الراقابة .
جوال . . حاسب شخصي .. غرفة خاصة .. جهاز استقابل ( ريسفر ) خاص !!
تخرج مع السائق .. تدخل معه .. أين ؟ لماذ ؟! - لا رقيب - !!
- الفقر وضيق المعيشة ( والبخل ) .
فالمرأةالتي تعيش حياة الفقر والمسغبة وضيق العيش والتعب ، يجعلها تتطلّع إلى حياة أفضل بالبحث عن ( الشريك ) المقتدر صاحب المال أو الجاه !!
ولذلك ربما تعلّقت المرأة بمثل هذا الرجل لتسدّ هذاالجانب من النقص في حياتها !!
والزوج البخيل أو ألب البخيل على بناته أوزوجاته ربماأحوجهنّ إلى أن يكنّ أسيرات للمادة التي يفتقدونها في بيتهم !!
- القنوات الفضائية .
التي صارت تعرض أجساد الرجال ( عراة ) ( مهندمين ) !!
في تصريح لأحد مروّجي الإباحية ، يذكر أن الخطّة كانتتستهدف ابتداء إظهار الفاتنات على الشاشات لفتنة الرجال لعلمهم بأن الرجل يتأثر بالصورة أكثر من المرأة ، ولذلك كانت أغلب الأفلام الإباحية موجّهة بالإصالة إلى الرجل ، ولم يكن الرجل ليظهر فيها عاريّاً ، لكن اليوم مع حصول بعض الظروف الاجتماعية التي جعلت النساء يبحثن عن الرجال كان من الضرورة بمكان أن نعرض لهم أجسام الرجال بصورة ( تكسر ) حاجز ( الدينصوريّة ) فيه ، فإن المرأة عادة رما تقززت من رؤية منظر الرجل العاري ، لكن جاءت هذه الفضائيات والقنوات لتكسر هذاالحاجز عند المرأة وليزيد من ولعها وتعلّقها !!
- الصحبة السيئة .
فتاة أرسلت لي برسالة مبكية .. فيها قصة الدمار والانهيار والاغتيال !!
بدأت فصول القصة من خلال صديقتها ( ابنة خالها ) والتي جرّاتها على أن تتعرّف على صديق صديقها .. ومن هنا بدأت سلسلة الضياع !!
وأخرى تحتفظ في شنطتها بصور اللاعبين والفنانين لتفتن بها زميلاتها وصديقاتها وتجرئهنّ على ا، يقتنين هذه الصور ويتفاخرن بها !!
في السوق مع صديقتها .. تظهر لبقاتها وحنكتها في التماكس مع البائعين ، و ( مهاوشة ) الصائعين !!
وهكذا تبقى الصحبة السيئة كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم : " كنافخ الكير إمّا أن يحرق ثيابك أو تجده منه رائحة خبيثة " !!
التساهل في إتيان المعالجين والرقاة .
فالمرأة حين تصاب بمرض أو أزمة نفسيّة أو روحيّة تجدها تحاول أن تطرق باب كل من سمعت به أنه الخبير الحاذق ، فلا تسأل عن ثقته ودينه وأمانته فيحصل من مثل هذا التساهل شيء من الانجذاب ، سيماإذا حصل على يد المعالج أو الراقي بعض التحسّن والتغيّر في الحالة الصحيّة للمرأة فإن ذلك سيولّد عندها الشعور بالامتنان .
كنوع من ردّ الجميل والعرفان على المعروف ، وهنا ربما دخل الشيطان ورمى بشباكه ليصطاد القلوب الخاوية من محبة الله وتعظيمه !!
المعالجين في الطب النفسي كثيراً ما يشكون من تعلّق بعض ( المراجعات ) بهم ، فتبقى الفتاة تنتقل من مشكلة إلى مشكلة أخرى فإن وجدت معالجا موثوقاً كفّ عنها وكفّها عنه ، وإن وجدت غير ذلك ربما أفسدها وربما أفسدته !!
- بعض الأعراف والتقاليد ( البالية ) .
التي لا يزال بعض الناس يتشبثون بها كتشبثهم بثياب أجدادهم !!
وبعض هذه العادات السيئة ربما جرّـ الفتاة إلى التعلّق والانجذاب ومحاولة ممارسة ( الحرية العاطفية ) بعيداً عن هذه التقاليد ولو كانت من خلف الأسوار .
من هذه التقاليد :
1 - الإكراه على الزواج .
فالبنت لابن عمها أو ابن خالها ، لا يمكن أن تختار غيره ولا أن تبتغي عنه بديلاً !!
2 - العضل .
فبعض الآباء يعضل ابنته عن الزواج طمعاً في راتبها ، أو عناداً لأمهاالمطلقة ، وهكذا تبقى الفتاة أسيرة البيت طليقة العواطف خارجه !!
3 - احتقار المرأة .
كم تصاب بالغثيان والتقزز حين تسمع من يذكر أمه أو أخته أو زوجته ثم يردف ذلك بقوله ( وأنت بكرامه ) !!
وبعضهم لا يضاجع زوجته في حيضتها ولا يجالسها ولا يؤاكلها !!
وبعضهم يجعلها حبيسة الدار لا نزهة ولا زيارة ولا وصل للأقارب ، وكأن الحكم عليها بالسجن الأبدي بين جدران بيتها !!
هذاالاحتقار يولّد عند المرأة شعور البحث عن الذات .. !!
- غياب الراعي عن الرعية .
فالأب أو الزوج كثير السهرات والسفريات ( والكشتات ) قليل الرعاية والمتابعة لأهل بيته ورعيته التي استرعاه الله إياهم وكلّفه بأمانة القوامة عليهم .
ومن ذلك عدم تواجد الأم ايضا في البيت لفترات طويلة إمّأ في زيارات أو حفلات وسهرات أو انشغال بالعمل ومسؤولياته وغيكال الرعاية إلى المربية والخادمة ( والسائق ) !!
- تعمّد بعض الرجال إلى الظهور بشكل مميز وملفت .!!
فالشاب اليوم ربما ( تأنّث وتخنّث ) يستجلب أنظار الفتيات ( بقصّة غربية ) أو سيارة ( بحرية اللون ) !!
والرجل على القناة يظهر بعد شدّ الوجه وتمليح العين ، وصفّ الشوارب ، ( وتحزيق الملابس ) !!
وعلى الانتر نت .. ربما جوّد المتحدث صوته أو نبرة كلامه أو نمّق عبارته وزيّف خاطرته !!
يرجمهم أهل الدراية بهم بـ ( التميلح ) وبعضهم يصفهم بـ ( التمسحة ) !!
المقصود أن هناك طائفة ( غير قليلة ) من الرجال تحاول اصطياد القلوب وإضرام فتيل النار فيها بمثل هذه التصرفات غير المسئولة - من حيث يشعرون أو لايشعرون - !!
هذه جملة من الأسباب التي ربما تحكّمت في عاطفة المرأة فجعلتها أسيرة منقادة منجذبة إلى ما يضرها ولا ينفعها ، سيما إذا أدركنا حقيقة :
- أن المرأة تميل إلى الرجل ميلاً فطريّاً .
- أن الشيطان يزيّن هذاالميل ويخرج به عن الجادة .
نخلص من هذا إلى أمرين مهمّين :
أ / أن المرأة حين تقع في (إعجاب، أو حب، أو علاقة)، مع رجل، إنما يحدث هذا في ظل ظروف نفسية واجتماعية محددة .
ب / أنها تنجذب إلى الرجل على اساس مما تفقد . ( عاطفة - احترام وتقدير - مكانة اجتماعية - شكل ظاهري .. ) !
الدكتور محمد الحضيف جسّد ظاهرة ( الانجذاب العاطفي ) عند المرأة للرجل من خلال محورين :
الأول : جوانب الجاذبيّة في الرجل تتمحور في ثلاثة أمور :
1 - الشكل الظاهري ( الجمال والوسامة ) .
2 - المركز الاجتماعي ( والمادي ) .
3 - الصوت وطريقة الكلام .!
الثاني : الأبعاد الثلاثة المؤثرة في انجذاب المرأة للرجل :
1 - الشكل الظاهر . ( صورته - صوته - مركزه الاجتماعي )
2 - الرسالة ( مضمون الرسالة ) التي يطرحهاالرجل والتي تعبّر عن ثقافته ونظرته .
3 - الحالة النفسيّة عند المتلقي . فهي مؤثر حقيقي سيما في فترات الضعف أو الأزمات النفسية عند المتلقّي .
الوقاية والعلاج
* الوقاية والعلاج .
الوقـــــــــــــــــاية .
أماالوقاية من هذا ( الداء ) فلعي أن أطرح بعض الوقائيات :
1 - محبة الله وتنمية شعور التعظيم لله في القلب .
وهذا يتم بأمور :
أ / المحافظة علىالفرائض .
ب / الاجتهاد في النوافل .
جـ / قراءة القرآن قراءة تفسيرية .
د / القراءة في سير الصالحات .
هـ / القراءة في معاني اسماء الله وصفاته وأثر هذه الأسماء والصفات في واقع الناس .
و / صيام النفل والصدقات .
ز / الدعاء وكثرة الاستغفار .
حـ / محاسبة النفس قبل واثناء وبعد العمل .
2 - غض البصر .
وحفظه قدر المستطاع عن أن ينظر إلى حرام ، والاهتمام بغضّ البصر سيما إذا كان من الفضول والتطلّع .
3 - الإنشغال بما يفيد .
وكلما كان الانشغال ( مهاريّاً ) كان ذلك أقوى في صدّ هذا الداء ومدافعته ، كأن تنشغل الفتاة بالحفظ أو الالتحاق ببعض الدوراتالتدريبية المهنية مما يخصّ النساء ونحو ذلك .
4 - صحبة الصالحات .
العـــــــــــــــــــــلاج .
1 - قطع السّبل والتخلّص من كل ما يذكّر بالماضي .
اسما كان أو رقما أو بريدا الكترونيا أو رسالة أو هدية أو ( بلوتوث ) أو صورة أو برنامجا تلفزيونيا أو إذاعيا أو حتى شريطا مسموعاً أو مرئيّاً و ما إلى ذلك ، المقصود أن تتخلّص الفتاة من كل شيء يربطها بالماضي أو يربطها بمن تعلّق به قلبها !!
2 - إدراك عواقب التعلّق .
فالتعلّق يورث :
- العجز والكسل .
- ويقتل الطموح والإبداع .
- ويثير الهموم والغموم .
- ويفوّت الفرص السانحة .
- حرمان الطاعة .
- الجنون والعته والإصابة بالأمراض النفسيّة المزمنة .
- الذلّ والمهانة .
- انشغال المحل عن محبة الله والتعلّق به .
كل ذلك وغيره مما يورثه التعلّق بغير الله ، وفي الأثر : " من تعلّق بشيء وُكل إليه " فمن تعلق بالله فقد وُكل إلى قوي ذو الجلال والجمال والرحمة والإحسان .
ومن تعلّق بغيره من البشر فقد تعلّق بضعيف !
3 - تنمية الإرادة وتقويتها والصدق في العزيمة .
4 - المبادرة إلى الزواج .
فهو صمام الأمان بإذن الله ، لكن لا يكون ذلك إلا حين على منهج الوصيّة النبوية للرجال والنساء ، فقد أوصى الرجال بأن يختاروا صاحبة الدين الودود الولود ، واوصى النساء بأن يخترن صاحب الدين والخلق .
5 - الرضا بالموجود ومحاولة اكتشاف أسرار الجاذبيّة فيما تملك .
فالمرأة المتزوجة تجتهد في اكتشاف مواطن الجاذبيّة في زوجها ، وأن تعيش باستراتيجية : لا تظن أن ما ليس معك أفضل مما معك !!
إن كل جديد بقدر مافيه من الميزات الجميلة فإنه ولا شك يحمل بعض العيوب والميزات غير الجميلة .
6 - أن تحاول الفتاة خلْق جو من العاطفة في بيئتها .
مع والدها ووالدتها ، أن تصارحهم بالحب أن تعبّر لهم عن مكنون صدرها ومشاعرها وعواطفها ، إن لم تستطع فلا بأس من أن تفضفض مشاعرها وعواطفها في مذكّرات صغيرة تكتبها تزيّنها تنمّقها .
7 - على الوالدين ( والمربين عموماً ) .
أن يحرصوا على ملاحظة إشباع الجوعة العاطفية عند بناتهم ، فيتقرّبون إليهم ويتنزّلون إلى مستوياتت تفكيرهم وعواطفهم ، وعليهم أن ينفضوا رتابة الماضي وركام التقاليد التي تصنع الكبت والرهاب عند الفتاة ، لأن الفتاة بحاجة إلى من يستمع إليها من يشاركها من يقف معها ..
إن لم تجد ذلك في حضن أبويها فإنها حتماً ستشدّ أحزمة الإقلاع .. إلى ما خلف الأسوار !!
وكذلك بالنسبة للزوج مع زوجته عليه أن يشعر بحجم الجوعة العاطفيّة عند المرأة ، وأن يدرك كل زوج أن المرأة لا يُشبع عاطفتها إلا لذيذ الكلام ومعسول القول وعذب العبارة ولطيف الإشارة ، فالزوجة لا تريد أن تعيش ( وضع أتوماتيكي ) على فراش الزوجيّة بقدر ما تريد أن تسمع عبارات الحب والغرام والشوق والاشتياق .
8 - رفقاً بالقوارير . . رفقاً رفقا ً
ألا فليتق الله نفر ممن عُرف عنهن فتنة النساء بهنّ وأن يقلّواالظهور سواء في المنتديات أو على شاشات القنوات .
وان يحاولوا قدر المستطاع محاولة ( المقاربة والتسديد ) بين الأولويات والمهمّات ، وإني لا أدعو إلى حجاب أولاء .. وإنما أدعوهم إلى أن يتحرروا من عقدة ( التميلح ) !!
تلك أيها الكرام محاولة متواضعة للإجابة على تساؤلات الاطروحة ، والخروج بتوصيات مهمّة لعل الله أن يكتب فيها نفعاً لكل مسلم ومسلمة ولكل قارئ وقارئة
سبحانك ربي لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك . .
منقووووول للمناقشــــــــــــــــــــــــــــــــــــة .............................
ولكم تحيــــــــــــــــــــــــــــ الافق ــــــــــــــــــــــــــــات ،،،،،،،،،،،
--------------------------------------------------------------------------------
أعتقد أن قضية كهذه تعدّ قضية حساسة - وجريئة - إلى حدّما سيما مع حصول الطفرة الاتصالية ( والتواصلية ) في هذا العصر ( التكنولوجي ) !!
العصر الذي يعجّ بمتغيّرات اجتماعية وسلوكية واختلاط كثير من المفاهيم في حياة الناس سواءً في قيمهم ومبادئهم أو حتى في عاداتهم وأعرافهم وتقاليدهم !!
الرجل اليوم يظهر - وأعني ظهورا في مقام مخاطبة الجمهور - على الشاشة وفي الدوائر التلفزيونية المغلقة وعلى أوارق المجلة والصحيفة وفي المنتديات وغرف الدردشة إمّا معلماً او ناصحاً أو فناناً أو لا عباً أو عارضاً دعائيّاً أو ممثلاً أو ذئبا يقتنص السوانح أو نحو ذلك ..
وفي الطرف الآخر المرأة تسمعه وتنظر إليه وتتوجّه منه وتراقب حركاته وترصد ابتساماته وتتأثّر ببعض دمعاته - وبعضها دموع التماسيح - سواء كانت تسمعه أو تشاهده !!
في أحد المجمّعات الثقافية تكدّست النساء من كل جانب ، متفاوتة أسنانهم مترقبّة عيونهم ..!!
كل ذلك من أجل أن ضيف اللقاء هو ( ....... ) !!
قبل اللقاء اتصلت به إحدى الغيورات وقالت له : أسألك بالله ألاّ تحضر لقاء هذه الليلة فإن النساء مفتونات !!
وفعلاً .. لم يحصل اللقاء المرتقب !!
فضجّت النساء بالصّخب !!
لا أعتقد أن أحداً منكم فاته اللقاء التلفزيوني معه . .
وأعتقد أنكم لاحظتم جميعاً ما قالته تلك المتصله ( بشغف وغنج ) ..!!
تعرض نفسها للزواج من ضيف اللقاء !!
رسالة وصلتني من فتاة .. تقول أنها تحبه إلى حدّ الجنون !!
وضعت صوره في الجوال ..!!
مقاطع ( بلوتوث ) !!
أعلم أنه لا يشعر بي ..!!
ماذا أفعل ؟!
وأخرى لم تبعد عنها كثيراً ..
رأيته على شاشة التلفاز فوقع في قلبي حبه ..
وزاد من تعلّقي به أنه قال في لقاء ( القناة ) أنه غير متزوج ؟!
شغفت به إلى حدّ أني كرهت أبي وأمي !!
أنقذوووني !!
وفي لحظة - جريئة - يحتدم النقاش والصخب بين الزوج وزوجته . .
قتطلقها ..
تقذفها ..
بكل جرأة في وجهه ..
( لا يكون تحسب نفسك إنك أجمل من - ............. - )؟!
وحدّث عن ( غرف الدردشة ) ودهاليز ( الماسنجر ) ولاحرج !!
منهنّ من طلبت الطلاق من زوجها لترتبط بالذي يحاورها على ( الماسنجر ) !!
هذا - الواقع - وهذه الأحداث توقفنا عند تساؤلات مهمّة !
- هل هناك أثر أو انجذاب عاطفي - حقيقي - يؤثر على المرأة عند مشاهدتها - فضلاً عن استماعها - للرجل ؟!
السؤال بصيغة أبسط : هل يمكن أن يحدث إعجاب أو تعلّق من المرأة بالرجل بمجرّد النظر ؟!
- لماذا تتاثّر المرأة ؟!
- كيف نحدّ من هذه الظاهرة - إن كانت ظاهرة - ( سبل الوقاية والعلاج ) ؟!
مجموعة أسئلة أطرحها بين أيديكم لنتحاور فيها . .
ولعلي أن ابدأ في طرح بعض التصوّرات المهمّة حول الأسئلة السابقة . .
قضايا مهمــــة
بداية :
الإجابة بـ ( نعم ) أو ( لا ) بإطلاق قد تكون إجابة متعجّلة تفتقر إلى الواقعيّة ؛ لأن واقع الأمر يستلزم تبعات معيّنة لكل جواب منهما .
خلق الله الخلق كما أخبر ( زوجين اثنين ) قال مجاهد : يعني الذكر والأنثى، والسماء والأرض، والشمس والقمر، والليل والنهار، والنور والظلام، والسهل والجبل، والجن والإنس، والخير والشر، والبكرة والعشي . . .
وههنا قضايا مهمة :
الأولى :
أن الله عزوجل لم يجعل ( - الذكر والأنثى - ) يتشابهون من كل وجه بل جعل بينهمااختلافات فطرية وخَلقية وخُلقية فقال مقرراً لهذه الحقيقية : " وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى " .
الثانية :
أن الله خلق الناس وجعل بعضهم لبعض فتنة كما قال الله تعالى : " وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً " قال ابن كثير رحمه الله : أي اختبرنا بعضكم ببعض، وبلونا بعضكم ببعض أ.هـ
ومن هنا يمكن القول بأن الله خلق المرأة فتنة للرجل والرجل فتنة للمرأة .
ولذلك جاء الأمر للرجل والمرأة بغضّ البصر فقال الله تعالى : " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ . . " " وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ . . "
والأمر بغض البصر يؤكّد هذه الحقيقة في عمومها .
ومما يزيد هذه الحقيقة تقريراً وتأكيداً قصّة امرأة العزيز والنسوة مع يوسف عليه السلام وافتتانهم به عليه السلام . وتأمل معي الوصف القرآني لهذه الواقعة ، قال الله تعالى : " وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ .. . "
وإنك لتعجب لو علمت أن النسوة فتنّ بيوسف عليه السلام من قبل أن يرينه ولذلك كنّ حريصات على رؤية يوسف عليه السلام ، ولذلك وصف الله قول النسوة بأنه ( مكر ) ، قال ابن سعدي رحمه الله : وكان هذا القول منهن مكرا ، ليس المقصود به مجرد اللوم لها ، والقدح فيها ، وإنما أردن أن يتوصلن بهذا الكلام ، إلى رؤية يوسف ، الذي فتنت به امرأة العزيز ، لتحنق امرأة العزيز ، وتريهن إياه ، ليعذرنها ولهذا سماه : مكرا !! أ.هـ
الثالثة :
أن الرجل أشد افتتاناً بالمرأة لا العكس . قال الله تعالى : " يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً " قال طاوس: ليس يكون الإنسان في شيء أضعف منه في أمر النساء !
وروي عن ابن عباس أنه قرأ "وخلق الإنسان ضعيفا" أي وخلق الله الإنسان ضعيفا، أي لا يصبر عن النساء. !!
يؤكّد هذا المعنى :
1 - قول الله تعالى : " زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ . . " فخصّ جل وتعالى النساء بأنهنّ مزيّنات للرجال ، والتزيين هنا من جهتين :
أ / تزيين الله تعالى بالإيجاد والتهيئة للانتفاع وإنشاء الجبلة على الميل إلى هذه الأشياء .
ب / تزيين الشيطان بالوسوسة والخديعة وتحسين أخذها من غيروجوهها .
2 - الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء . "
سيما إذا أدركنا أنها مزّيّنة للرجل ؛ وهنا يستوقفنا هذاالموقف منه صلى الله عليه وسلم الذي يعطينا تأكيداً واقعيّاً لهذه الحقيقة المهمة وذلك أنه مرّة رأى امرأة فدخل على زينب بنت جحش فقضى حاجته منها ثم خرج إلى أصحابه فقال لهم : " إن المرأة تقبل في صورة شيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله فإنه يضمر ما في نفسه " !!
ولذلك يتأكّد الأمر للرجل بغضّ البصر عن الحرام ولا يحتدّ الخلاف الفقهي فيه كالمرأة .
3 - أن النساء مأمورات بالحجاب بشقيه :
- بلزوم البيوت : " وقرن في بيوتكنّ " .
- بلبس الجلباب والخمار وستر الزينة عن الرجال الأجانب .
4 - ولعل مما يُستأنس به ما تؤكّده بعض الدراسات من أن الرجل تؤثر فيه المناظر والصّور أكثر من المرأة ، ومنه يمكن القول بأن هذا أحد الحِكم التي يًستأنس بها في إباحة الشريعة للرجل بأن يتزوج من اربع !!
الرابعة :
أن حصول افتتان المرأة بالنظر إلى الرجل أخفّ من حصول افتتان الرجل بها !!
هذه القضيّة تقررها سابقتها ، إضافة إلى :
1 - أن الرجال لم يؤمروا بالتحجّب عن النساء . مما يدل على ضعف فتنة النظر عند النساء بالرجال - وأقول ضعف وليس انعدام - .
2 - الخلاف الفقهي في حكم غض البصر بالنسبة للمرأة عن الرجال .
ويمكن أن ألخّص هذاالخلاف في نقاط :
أ / اتفق العلماء جميعا رحمهم الله على ان نظر المرأة الى الاجنبي بشهوة ولذة جنسية محرم قال النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم ( 6/184 ) : ( وأما نظر المرأة الى وجه الرجل الاجنبي فإن كان بشهوة فحرام بالاتفاق ) .
ب / نظر المرأة الى الرجل الاجنبي بدون شهوة اختلف العلماء في ذلك :
* جمهور العلماء ( الحنفية والمالكية والحنابلة ) يرون جواز ذلك وادلتهم في ذلك :
- حديث عائشة رضي الله عنها قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وانا انظر الى الحبشة وهم يلعبون ..) رواه مسلم والحديث ظاهر الدلالة في ان المرأة تنظر الى الرجل.
- حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها ان زوجها طلقها فأبى ان ينفق عليها فجاءت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها : ( لا نفقة لك فانتقلي فاذهبي الى ابن ام مكتوم فكوني عنده فإنه رجل اعمى تضعين ثيابك عنده ) رواه مسلم
* عند الشافعية ورواية عند الحنابلة عدم جواز ذلك ، مستدلين بعموم الأمر بغض البصر .
3 - للاستئناس تؤكد دراسات حديثة أن المرأة تتأثر بما تسمع أكثر مما تتأثر بالمنظر والصورة .
وهذا المعنى الذي أدركه ذلك الشاعر بقوله :
والأذن تعشق قبل العين أحياناً !!
ومن هنا جاء الأدب الشرعي للزوج بأن يقدم بين يدي معاشرته لزوجته من المداعبة قبل اللقاء .
يبقى أن أنبه إلى أن هناك مبالغة في النظر إلى المرأة، على أنها (كائن) سريع التأثر والانجذاب.. للطرف الآخر.. و تصوّرها بأنها ( سطح عاكس ) و ( جسم حساس ) يلتقط كل ما يقع عليه ويتفاعل معه !!
إذن كيف نفسّر تلك الصور التي أشرت إليها سابقاً من تعلّق بعض النساء بالرجال من مشاهدته في قناة أو شريط ( فيديو ) أو على شبكة تلفزيونية في محاضرة علمية أو على مقاعد الدراسة أو نحو ذلك . . . ؟!
أو بسؤال أدق : لماذا - أو متى - تتاثر المرأة وتتعلّق بالرجل ؟!
بداية لابد أن أؤكد على أن هذاالانجذاب ليس حكماً عاماً يشمل كل أفراده ، بل هو أمرٌ حاصل بحصول أسبابه ودواعيه ، والأمر يختلف من امرأة إلى أخرى على قدر الاختلاف في جوانب مهمة ( دينية وثقافية واجتماعية ونفسيّة ) .
ومن هنا لعلي أن أخلص بالإشارة إلى بعض الأسباب التي تؤثر ( عاطفياً ) على المرأة تجاه الرجل ، منها :
يتبع......................
الأسباب
* أسباب عائدة إلى ضعف التدين والاستقامة .
- ضعف تعظيم الله في القلب .
ولذلك كلما ضعفت عظمة الله في قلب الانسان - أيّاً كان ذكراً أو أنثى - فإن هذا القلب لابد وأن يمتلئ بتعظيم غيره والتعلّق بغيره لوجود المحل الفارغ !!
يقول ابن القيم – رحمه الله -: (القلب إذا أخلص عمله لله لم يتمكن منه العشق فإنه يتمكن من القلب الفارغ).
- التساهل في إطلاق البصر إلىالرجال .
فالمرأة لا تراعي حدّ الله في النظر إلى الرجال مع السائق والبائع وفي التلفاز وفي أشرطة الفيديو وعلى شبكات النقل التلفزيوني في قاعات الطالبات أو المحاضرات والأمسيات العامة .
هذاالتساهل وعدم الحرص على غضّ البصر على قدر المستطاع يورثها مع التعوّد التعلّق !!
- حب التطلّع وعدم الرضا .
فالزوجة تنظر إلى زوج فلانة ، وتسمع عنه ، وتسأل عنه ، وربما وجدت في زوجها قصوراً هو عند غيره غير موجود فتراها تتطلّع إلى ذلك وتتحيّن الفرصة السانحة !!
- الجهل .
سواء الجهل بالأحكام الشرعية المتعلقة بأحكام النظر وغوائله وعواقبه ، أو الجهل بأساليب المكر والخديعة التي يسلكها بعض ضعاف النفوس من بني البشر !!
* أسباب عائدة إلى الظروف الاجتماعية والنفسية .
- الاختلاط .
وهذه ( الآفة ) من أعظم الآفات التي تساهل فيها كثيرٌ من الناس ، فالمرأة تختلط بالرجال في مكان العمل وفي الشارع ( وعند إشارة المرور ) وفي البيت الواحد ربما خالطت إخوان زوجها وأصدقائه ونحو ذلك .
ولذلك نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بسدّ هذه الثغرة حتى من جهة الأمان فيها فقال : " إياكم والدخول على النساء " فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ ! قال : " الحمو الموت " !!
والحمو : هو أخو الزوج وقيل هم أقارب الزوج ، فتأمل كيف أن الشريعة سدّن هذاالباب حتى من الجهة التي يُظن أنها جهة مأمونة ، وما ذلك إلاّ لما في هذاالاختلاط من المفاسد العظيمة على المرأة وعلى الرجل .
- العنوسة والطلاق .
شعور الفتاة بفوات قطارا لزواج يجعلها تخبط خبط عشواء ، تتمنى هذا وذاك ، وتنظر إلى هذا وإلى غيره ..
تطرق كل سبيل ..
ولذلك لا عجب أن ترى مواقع ( الزواج عبر الانتر نت ) كظيظة بها النساء ، وسجلاّت بعض مكاتب التزويج تحتشد بها أسماء ( القوارير ) من كل حدبٍ وصوب !!
المطلّقات أيضاً يشعرن بأنهن ( مجموعة ) غير مرغوب فيهن ، وأن المجتمع ينظر إليهن بنظرة ( النقص ) فيولّد عندها هذاالشعور التعلّق ولو ( بالقشّة ) إذا وجدت من يعطيها بعض الاهتمام كاسراً لحاجز النقص فيها !!
- الحرمان العاطفي .
منعطف خطير في حياة كل فتاة ، يساهم في خطورة هذاالمنعطف البيت ابتداء ، فالبنت لا تجد أباً يشبع عاطفتها ويسمع منها ، والأم عنها مشغولة ؛ أو أن بعض تقاليد التربية الموروثة تحظر على الفتاة أن تتكلم مع والديها في أمور تخصّها ( عاطفيّاً ) مما يولّد عندها رغبة البحث عن الذات خارج الأسوار !!
والزوجة لا تسمع من زوجها كلمة الحب والغرام ، ولا يشنّف أذنها بمدح ولا ثناء ولا إعجاب !!
ربما كتبت مقالاً في صحيفة أو منتدى فوجدت من الثناء والمدح والاعجاب ما يأسرقلبها ويسلب لبّها ، لم تسمع بهذا من ابيها ولا أمها ولا زوجها .. فكان هذا المدح حبل الوصل بينها وبين الآخر !!
لا تستغرب من كثرة شكاوىالفتيات .. ( لاأحد يفهمني ) !!
وبعض شكاوى الزوجات ( لا أشعر بزوجي إلاّ على الفراش ) !!
حين تفتقد هذا الاحتواء العاطفي في محيطها فإنها حتماً ستطلبه من خلف ( المحيط ) !!
الأمان النفسي حاجة فطريّة ملحّة !!
ولعلي أن أوقفكم على بعض الإحصائيات ونتأمل سويّا حديث الأرقام ونرى كيف أن للحرمان العاطفي أثراً حتى على مستوى معدّل الجريمة :
86 % من دوافع جرائم النساء هو: الشعور بالحرمان العاطفي .
55% من المتزوجات دافعهن للجريمة الحرمان العاطفي .
67 % من المطلقات دافعهن للجريمة هو الحرمان العاطفي .
50 % من البنات غير المتزوجات دافعهن للجريمة هو الحرمان العاطفي .
90 % من المكرهات على الزواج يلجئن إلى الجريمة . بسبب الحرمان العاطفي .
هذاالملخلص لدراسة أجريت على عدد ( 228 ) امرأة محكوم عليها بالسجن في مؤسسات رعاية الفتيات وسجون النساء في المملكة . ( انظر : الحرمان العاطفي في الأسرة للعقيد الدكتور محمد بن ابراهيم السيف )
- غياب الراقابة .
جوال . . حاسب شخصي .. غرفة خاصة .. جهاز استقابل ( ريسفر ) خاص !!
تخرج مع السائق .. تدخل معه .. أين ؟ لماذ ؟! - لا رقيب - !!
- الفقر وضيق المعيشة ( والبخل ) .
فالمرأةالتي تعيش حياة الفقر والمسغبة وضيق العيش والتعب ، يجعلها تتطلّع إلى حياة أفضل بالبحث عن ( الشريك ) المقتدر صاحب المال أو الجاه !!
ولذلك ربما تعلّقت المرأة بمثل هذا الرجل لتسدّ هذاالجانب من النقص في حياتها !!
والزوج البخيل أو ألب البخيل على بناته أوزوجاته ربماأحوجهنّ إلى أن يكنّ أسيرات للمادة التي يفتقدونها في بيتهم !!
- القنوات الفضائية .
التي صارت تعرض أجساد الرجال ( عراة ) ( مهندمين ) !!
في تصريح لأحد مروّجي الإباحية ، يذكر أن الخطّة كانتتستهدف ابتداء إظهار الفاتنات على الشاشات لفتنة الرجال لعلمهم بأن الرجل يتأثر بالصورة أكثر من المرأة ، ولذلك كانت أغلب الأفلام الإباحية موجّهة بالإصالة إلى الرجل ، ولم يكن الرجل ليظهر فيها عاريّاً ، لكن اليوم مع حصول بعض الظروف الاجتماعية التي جعلت النساء يبحثن عن الرجال كان من الضرورة بمكان أن نعرض لهم أجسام الرجال بصورة ( تكسر ) حاجز ( الدينصوريّة ) فيه ، فإن المرأة عادة رما تقززت من رؤية منظر الرجل العاري ، لكن جاءت هذه الفضائيات والقنوات لتكسر هذاالحاجز عند المرأة وليزيد من ولعها وتعلّقها !!
- الصحبة السيئة .
فتاة أرسلت لي برسالة مبكية .. فيها قصة الدمار والانهيار والاغتيال !!
بدأت فصول القصة من خلال صديقتها ( ابنة خالها ) والتي جرّاتها على أن تتعرّف على صديق صديقها .. ومن هنا بدأت سلسلة الضياع !!
وأخرى تحتفظ في شنطتها بصور اللاعبين والفنانين لتفتن بها زميلاتها وصديقاتها وتجرئهنّ على ا، يقتنين هذه الصور ويتفاخرن بها !!
في السوق مع صديقتها .. تظهر لبقاتها وحنكتها في التماكس مع البائعين ، و ( مهاوشة ) الصائعين !!
وهكذا تبقى الصحبة السيئة كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم : " كنافخ الكير إمّا أن يحرق ثيابك أو تجده منه رائحة خبيثة " !!
التساهل في إتيان المعالجين والرقاة .
فالمرأة حين تصاب بمرض أو أزمة نفسيّة أو روحيّة تجدها تحاول أن تطرق باب كل من سمعت به أنه الخبير الحاذق ، فلا تسأل عن ثقته ودينه وأمانته فيحصل من مثل هذا التساهل شيء من الانجذاب ، سيماإذا حصل على يد المعالج أو الراقي بعض التحسّن والتغيّر في الحالة الصحيّة للمرأة فإن ذلك سيولّد عندها الشعور بالامتنان .
كنوع من ردّ الجميل والعرفان على المعروف ، وهنا ربما دخل الشيطان ورمى بشباكه ليصطاد القلوب الخاوية من محبة الله وتعظيمه !!
المعالجين في الطب النفسي كثيراً ما يشكون من تعلّق بعض ( المراجعات ) بهم ، فتبقى الفتاة تنتقل من مشكلة إلى مشكلة أخرى فإن وجدت معالجا موثوقاً كفّ عنها وكفّها عنه ، وإن وجدت غير ذلك ربما أفسدها وربما أفسدته !!
- بعض الأعراف والتقاليد ( البالية ) .
التي لا يزال بعض الناس يتشبثون بها كتشبثهم بثياب أجدادهم !!
وبعض هذه العادات السيئة ربما جرّـ الفتاة إلى التعلّق والانجذاب ومحاولة ممارسة ( الحرية العاطفية ) بعيداً عن هذه التقاليد ولو كانت من خلف الأسوار .
من هذه التقاليد :
1 - الإكراه على الزواج .
فالبنت لابن عمها أو ابن خالها ، لا يمكن أن تختار غيره ولا أن تبتغي عنه بديلاً !!
2 - العضل .
فبعض الآباء يعضل ابنته عن الزواج طمعاً في راتبها ، أو عناداً لأمهاالمطلقة ، وهكذا تبقى الفتاة أسيرة البيت طليقة العواطف خارجه !!
3 - احتقار المرأة .
كم تصاب بالغثيان والتقزز حين تسمع من يذكر أمه أو أخته أو زوجته ثم يردف ذلك بقوله ( وأنت بكرامه ) !!
وبعضهم لا يضاجع زوجته في حيضتها ولا يجالسها ولا يؤاكلها !!
وبعضهم يجعلها حبيسة الدار لا نزهة ولا زيارة ولا وصل للأقارب ، وكأن الحكم عليها بالسجن الأبدي بين جدران بيتها !!
هذاالاحتقار يولّد عند المرأة شعور البحث عن الذات .. !!
- غياب الراعي عن الرعية .
فالأب أو الزوج كثير السهرات والسفريات ( والكشتات ) قليل الرعاية والمتابعة لأهل بيته ورعيته التي استرعاه الله إياهم وكلّفه بأمانة القوامة عليهم .
ومن ذلك عدم تواجد الأم ايضا في البيت لفترات طويلة إمّأ في زيارات أو حفلات وسهرات أو انشغال بالعمل ومسؤولياته وغيكال الرعاية إلى المربية والخادمة ( والسائق ) !!
- تعمّد بعض الرجال إلى الظهور بشكل مميز وملفت .!!
فالشاب اليوم ربما ( تأنّث وتخنّث ) يستجلب أنظار الفتيات ( بقصّة غربية ) أو سيارة ( بحرية اللون ) !!
والرجل على القناة يظهر بعد شدّ الوجه وتمليح العين ، وصفّ الشوارب ، ( وتحزيق الملابس ) !!
وعلى الانتر نت .. ربما جوّد المتحدث صوته أو نبرة كلامه أو نمّق عبارته وزيّف خاطرته !!
يرجمهم أهل الدراية بهم بـ ( التميلح ) وبعضهم يصفهم بـ ( التمسحة ) !!
المقصود أن هناك طائفة ( غير قليلة ) من الرجال تحاول اصطياد القلوب وإضرام فتيل النار فيها بمثل هذه التصرفات غير المسئولة - من حيث يشعرون أو لايشعرون - !!
هذه جملة من الأسباب التي ربما تحكّمت في عاطفة المرأة فجعلتها أسيرة منقادة منجذبة إلى ما يضرها ولا ينفعها ، سيما إذا أدركنا حقيقة :
- أن المرأة تميل إلى الرجل ميلاً فطريّاً .
- أن الشيطان يزيّن هذاالميل ويخرج به عن الجادة .
نخلص من هذا إلى أمرين مهمّين :
أ / أن المرأة حين تقع في (إعجاب، أو حب، أو علاقة)، مع رجل، إنما يحدث هذا في ظل ظروف نفسية واجتماعية محددة .
ب / أنها تنجذب إلى الرجل على اساس مما تفقد . ( عاطفة - احترام وتقدير - مكانة اجتماعية - شكل ظاهري .. ) !
الدكتور محمد الحضيف جسّد ظاهرة ( الانجذاب العاطفي ) عند المرأة للرجل من خلال محورين :
الأول : جوانب الجاذبيّة في الرجل تتمحور في ثلاثة أمور :
1 - الشكل الظاهري ( الجمال والوسامة ) .
2 - المركز الاجتماعي ( والمادي ) .
3 - الصوت وطريقة الكلام .!
الثاني : الأبعاد الثلاثة المؤثرة في انجذاب المرأة للرجل :
1 - الشكل الظاهر . ( صورته - صوته - مركزه الاجتماعي )
2 - الرسالة ( مضمون الرسالة ) التي يطرحهاالرجل والتي تعبّر عن ثقافته ونظرته .
3 - الحالة النفسيّة عند المتلقي . فهي مؤثر حقيقي سيما في فترات الضعف أو الأزمات النفسية عند المتلقّي .
الوقاية والعلاج
* الوقاية والعلاج .
الوقـــــــــــــــــاية .
أماالوقاية من هذا ( الداء ) فلعي أن أطرح بعض الوقائيات :
1 - محبة الله وتنمية شعور التعظيم لله في القلب .
وهذا يتم بأمور :
أ / المحافظة علىالفرائض .
ب / الاجتهاد في النوافل .
جـ / قراءة القرآن قراءة تفسيرية .
د / القراءة في سير الصالحات .
هـ / القراءة في معاني اسماء الله وصفاته وأثر هذه الأسماء والصفات في واقع الناس .
و / صيام النفل والصدقات .
ز / الدعاء وكثرة الاستغفار .
حـ / محاسبة النفس قبل واثناء وبعد العمل .
2 - غض البصر .
وحفظه قدر المستطاع عن أن ينظر إلى حرام ، والاهتمام بغضّ البصر سيما إذا كان من الفضول والتطلّع .
3 - الإنشغال بما يفيد .
وكلما كان الانشغال ( مهاريّاً ) كان ذلك أقوى في صدّ هذا الداء ومدافعته ، كأن تنشغل الفتاة بالحفظ أو الالتحاق ببعض الدوراتالتدريبية المهنية مما يخصّ النساء ونحو ذلك .
4 - صحبة الصالحات .
العـــــــــــــــــــــلاج .
1 - قطع السّبل والتخلّص من كل ما يذكّر بالماضي .
اسما كان أو رقما أو بريدا الكترونيا أو رسالة أو هدية أو ( بلوتوث ) أو صورة أو برنامجا تلفزيونيا أو إذاعيا أو حتى شريطا مسموعاً أو مرئيّاً و ما إلى ذلك ، المقصود أن تتخلّص الفتاة من كل شيء يربطها بالماضي أو يربطها بمن تعلّق به قلبها !!
2 - إدراك عواقب التعلّق .
فالتعلّق يورث :
- العجز والكسل .
- ويقتل الطموح والإبداع .
- ويثير الهموم والغموم .
- ويفوّت الفرص السانحة .
- حرمان الطاعة .
- الجنون والعته والإصابة بالأمراض النفسيّة المزمنة .
- الذلّ والمهانة .
- انشغال المحل عن محبة الله والتعلّق به .
كل ذلك وغيره مما يورثه التعلّق بغير الله ، وفي الأثر : " من تعلّق بشيء وُكل إليه " فمن تعلق بالله فقد وُكل إلى قوي ذو الجلال والجمال والرحمة والإحسان .
ومن تعلّق بغيره من البشر فقد تعلّق بضعيف !
3 - تنمية الإرادة وتقويتها والصدق في العزيمة .
4 - المبادرة إلى الزواج .
فهو صمام الأمان بإذن الله ، لكن لا يكون ذلك إلا حين على منهج الوصيّة النبوية للرجال والنساء ، فقد أوصى الرجال بأن يختاروا صاحبة الدين الودود الولود ، واوصى النساء بأن يخترن صاحب الدين والخلق .
5 - الرضا بالموجود ومحاولة اكتشاف أسرار الجاذبيّة فيما تملك .
فالمرأة المتزوجة تجتهد في اكتشاف مواطن الجاذبيّة في زوجها ، وأن تعيش باستراتيجية : لا تظن أن ما ليس معك أفضل مما معك !!
إن كل جديد بقدر مافيه من الميزات الجميلة فإنه ولا شك يحمل بعض العيوب والميزات غير الجميلة .
6 - أن تحاول الفتاة خلْق جو من العاطفة في بيئتها .
مع والدها ووالدتها ، أن تصارحهم بالحب أن تعبّر لهم عن مكنون صدرها ومشاعرها وعواطفها ، إن لم تستطع فلا بأس من أن تفضفض مشاعرها وعواطفها في مذكّرات صغيرة تكتبها تزيّنها تنمّقها .
7 - على الوالدين ( والمربين عموماً ) .
أن يحرصوا على ملاحظة إشباع الجوعة العاطفية عند بناتهم ، فيتقرّبون إليهم ويتنزّلون إلى مستوياتت تفكيرهم وعواطفهم ، وعليهم أن ينفضوا رتابة الماضي وركام التقاليد التي تصنع الكبت والرهاب عند الفتاة ، لأن الفتاة بحاجة إلى من يستمع إليها من يشاركها من يقف معها ..
إن لم تجد ذلك في حضن أبويها فإنها حتماً ستشدّ أحزمة الإقلاع .. إلى ما خلف الأسوار !!
وكذلك بالنسبة للزوج مع زوجته عليه أن يشعر بحجم الجوعة العاطفيّة عند المرأة ، وأن يدرك كل زوج أن المرأة لا يُشبع عاطفتها إلا لذيذ الكلام ومعسول القول وعذب العبارة ولطيف الإشارة ، فالزوجة لا تريد أن تعيش ( وضع أتوماتيكي ) على فراش الزوجيّة بقدر ما تريد أن تسمع عبارات الحب والغرام والشوق والاشتياق .
8 - رفقاً بالقوارير . . رفقاً رفقا ً
ألا فليتق الله نفر ممن عُرف عنهن فتنة النساء بهنّ وأن يقلّواالظهور سواء في المنتديات أو على شاشات القنوات .
وان يحاولوا قدر المستطاع محاولة ( المقاربة والتسديد ) بين الأولويات والمهمّات ، وإني لا أدعو إلى حجاب أولاء .. وإنما أدعوهم إلى أن يتحرروا من عقدة ( التميلح ) !!
تلك أيها الكرام محاولة متواضعة للإجابة على تساؤلات الاطروحة ، والخروج بتوصيات مهمّة لعل الله أن يكتب فيها نفعاً لكل مسلم ومسلمة ولكل قارئ وقارئة
سبحانك ربي لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك . .
منقووووول للمناقشــــــــــــــــــــــــــــــــــــة .............................
ولكم تحيــــــــــــــــــــــــــــ الافق ــــــــــــــــــــــــــــات ،،،،،،،،،،،