المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أنت حمـــــــــــــار ..... ؟!!


مزاجي
12-09-05, 04:25 am
إذا قال لكم أحدهم يوماً "يا حمير"، فإن أول من سوف يرد على هذا المدعي أو يغضب منه أو حتى يكتم الغيظ سيكون هو الحمارالأكبر، لأن كل من يدافع عن نفسه وبأي صورة كانت، حينها يكون قد شعر بأنه قد هاجمه أحـد، وبأن هناك حماراً فعلاً بداخله. وللخروج من هذا المأزق يجب أن تكون قد عرفت قيمتك أمام الحمار، لهذا حاولت أن أعرف المعايير التي تقاس بها القيمة أو الثمن. فمثلاً في "الفندق" عرفت سعر الخضراوات، وأن ثمن شوال البصل بدينار واحد، فقمت بعدّ محتوياته فظهرت عشرون بصلة، وبتقسيم الألف درهم على محتويات الشوال ستظهر لنا قيمة البصلة الواحدة وهذا ما كان يهمني (سعر البصلة الواحدة) رغم أنها تساوي صفر إذا خرجت من الشوال، أما في سوق السيارات فتحدد الأثمان فيه وفقاً لمعايير ثابتة: النوع والموديل والحالة وسنة وبلد الصنع وأحياناً يتدخل اللون. فإذا كانت السيارة مرسيدس مثلاً ، وموديلها جديد سيكون ثمنها أعلى من قيمة الحمار نفسه لأنها من صنع ألمانيا .. رغم أن الحمار من خلق الله، ولكن سرعته وشكله وأيضاً أخلاقه تؤثر على سعره .. والحال نفسه يحدث في سوق المعادن الثمينة حيث وجدت أن الناس لا يحترمون الذهب (أرقى المعادن) بل يحترمون أصحابه أيضاً ويعتبرونهم أكبر قيمة. ثم لتاجر الفضة ثم النحاس حسب القدرة الشرائية، وهكذا يقل الاحترام إلى أن يصل إلى احتقار بائع الفحم ورجل القمامة رغم أنه الوحيد الذي يجعل شوارع وأحياء تجار الذهب نظيفة.

رغم أنني بهذه المعلومات كنت أريد أن أريح أعصابي من شدة التعب في التفكير في محددات القيمة، إلا أنني - وما زاد الطين بلة - لم أجد سوقاً للإنسان لكي أعرف قيمته، رغم أنني تجولت كثيراً في سوق الماشية (السعي) بحثاً عن تناقض فيه، ووجدت أن القيمة الفعلية لبعض الأشياء تكمن في ندرتها، فالندرة تسبب الجودة وهذا معيار اقتصادي .. ولكنها ليست معايير ثابتة حيث أن الأخلاق والصدق والأمانة والمسؤلية تعتبر سلعة نادرة ولكن قيمتها في هذا العصر ليست مرتفعة.

أما بالنسبة للصنع وبلد الصنع كمحددات للقيمة. يقول المعيار أنه إذا كان بلد الصنع عظيماً والموديل جديد يصبح المصنع مرتفع من حيث القيمة. ولكن هذا المعيار سقط في الامتحان أمام المصريين القدامى حيث أن أبو الهول حجارة على هيئة أسد مضنعه منذ قدم الزمن، ومازالت مرتفعة القيمة. إن ايجاد معيار أو تفسير مقنع لقيمة الأشياء من الأمور التي لها الاهتمام الأوسع. لذا تاهت قيمة المواطن والإنسان في هذه الضوضاء، فإذا كان سعر شوال البصل دينار واحد، فكم يساوي المواطن بالكيلو إذا علمنا أن جرام الذهب عشرة دنانير .. النتيجة ... صفر .. لمــاذا؟ لأن الإنسان لا يمت لقانون الاقتصاد بصلة، فالإنسان يتواجد بكثرة وخاصةً في مستشفى الجلاء والفندق ومباريات كرة القدم، ورغم هذا فقيمته منخفضة جداً، أما الموديل واللون فقد أثار اهتمامي هذا المعيار عندما انفجر المكوك الفضائي تشالنجر، فظهر في الجرائد وبخط عريض في أول الصفحات هذا العنوان: "وفاة سبع رواد في انفجار المكوك تشالنجر" وفي نفس الصفحة وبخط صغير كتب خبر مفاده موت عشرة ألاف طفل في افريقيا بسبب المجاعة ويجب أن ننوه هنا إلى أن الإنسان يختلف عن المواطن فالإنسان من خلق الله، أما المواطن فهو من خلق الزمان والمكان، فالمكان الذي يولد فيه الإنسان يصبح مواطناً له، حتى وإن لم يجد نفسه فيه. إذاً فالمكان يعتبر معياراً مؤثراً في تحديد القيمة، فمثلاً حمار الحاج خليل لا يساوي ظفر أو نهيق حمار القاضي رغم أن الحاج خليل إنسان وكذلك القاضي ... ولتأكيد هذا المنظور، عندما مات حمار القاضي اجتمع الناس لتعزية القاضي .. لأن مكانة القاضي مرتفعة في المجتمع، وهنا الاحترام والتعزية، ليس للحمار رغم أنه من خلق الله بل للقاضي .. وللتأكيد على ذلك عندما مات القاضي لم يأت أحد .. لماذا لأن المكان الذي كان يشغله القاضي أصبح شاغراً، أي أن القاضي فقد مكانته في المجتمع، فالخاتم بو فص أسود الذي كان يلبسه القاضي كان له قيمة كبيرة لأن مكانه كان في اصبع القاضي، أما عندما مات القاضي فإن سعر الخاتم سيكون على الميزان وبسعر الكسر، وكذلك الحال بالنسبة لعائلته. ولكن هل قيمة الإنسان نفسه تساوي صفر أمام الله .. بالنسبة لتحديد القيمة بين البشر فلا يهم إذا كانت قيمتك صفر لأن المكانة تقوم بإحداث تغيير كبير عليك وعلى قيمتك. فإذا جاء هذا الصفر وأنت على اليمين قد تتحول إلى عشرة أو مائة وهكذا.. إذاً فالمكانة لها الحل والربط بين البشر، أما بالنسبة لله فهي مسائل بسيطة ونسبية جداً حيث أنه من تواضعَ لله رفعه .. فقيمة حمار الحاج خليل هي نفسها قيمة حمار القاضي فما بالك بالإنسان ..

أما قيمتك أنت وكيف تحدد، فلا توجد لها بورصة ولا ميزان ولا حتى شوال توضع فيه، حتى وإن كان هذا الشوال هو القبيلة .. لمـاذا؟ لأنك أنت الوحيد الذي سوف يضع قيمة لنفسه، فالناس تنظر إليك كما أنت تنظر لنفسك .. فإذا نظرت في داخلك واعتبرت نفسك إنسان، وهذا تميز بالطبع، سوف تكون حينها قاض، أما إذا مشيت مثل القاضي، ولبست مثله بدون أن تعكس ذلك من داخلك، حينها ستكون أرخص من حمار الحاج خليل، فجميع الناس مخلوقين من الطين، ومعرفتك من أي طينة أنت خلقت كفيلة بأن تجعل منك قاضي أو حمار .. ودون أي شك أن الإنسان قد خلق من طين ولكن كل أرض طينية قد يخرج منها السنديان والنخيل والقمح، وهناك أرض يخرج منها الحنظل والخشخاش والقعمول. والفرق الوحيد بين الطين الذي نمشي عليه والطين الذي خلقنا منه هو أنك تستطيع أن تختار نوع النبتة التي سوف تكون عليها وسوف تشق الأرض وترتفع أو تزحف .. ففي عقل كل إنسان هناك شئ يقوم بتربيته، ومن خلال معرفتك بالشئ الذي تربيه في عقلك تكون قد فهمت نفسك وعرفت قيمتك وسعرك في سوق البشر، ولا داعي بعدها أن تفتخـر أو أن تغضـب إذا قال لك أحدهم .. أنت إنسان ..أو أنت حمـار.


بقلم / ميلاد الدسوقي .

ام المقداد
12-09-05, 07:46 am
السلام عليكم..
مع ان الموضوع يحوي قدر كبير من الفائده..
الا ان العنوان اضر بالموضوع ايما ضرر..
قال تعالى:
((و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ))
قال ابن كثير :استدل بهذه الآية الكريمة على أفضلية جنس البشر على جنس الملائكة أي استدل بها من قال بأن بني آدم –و هم جنس البشر –أفضل من الملائكة
فكيف نقول لأحدهم ونسأله اانت حمار؟
سؤال نشاز حتى لو كان سيدخلنا الى عمق موضوع رائع كهذا الموضوع..
واللذي استنبطت من ثناياه ان الانسان بقدرته اللتي وهبها الله اياه قادر على
صنع مكانته وشق طريق النجاح بما ان الله تعالى هداه النجدين واعطاه القدره على
الاختيار..
فهو لابد قادر على صنع نجاحه ومستقبله ومكانته بإذن الله..
ومنهم من انتكس فأصبح اقل قدراً من البهائم ..عند الله وعند الخلق..
اخيراً
أنت الوحيد الذي سوف يضع قيمة لنفسه، فالناس تنظر إليك كما أنت تنظر لنفسك
هذا صحيح 100%
شكراً لك اخي مزاجي.