نعسانة
04-09-05, 10:13 pm
ملكة جمال الكون سعودية
((الرجعية)) كلمة أصلها في اللغة رجع من الرجوع و معناها التخلف هذا الذي نهتم به لتمسكنا بأعز ما نملك الدين-العادات-التقاليد-القيم-الأخلاق التي بذرها العرب في نفوسنا منذ الأزل وجاء الإسلام بسموه ليقرها ويتمم نواقصها0
وموضوع المرأة دائما ما يكون هو نقطة انطلاق وارتكاز مثل تلك المجادلات التي تتهمنا بالتخلف و غالبا ما يكون موضوع المرأة نفسه هو دليلنا القوي على الأصالة والعمق والخصوصية التي نتميز بها عن غيرنا0
ومما يؤسف له أن من يتهمنا بالتخلف هم بعض إخواننا العرب من الأقطار العربية التي طغى على بعض من أهلها التأثر بالأوربيين والشعوب التي تملك التطور الصناعي و تفتقد للحضارة الروحية السامية0
ودعونا نستعرض أحد أهم المظاهر التي يعتبرها البعض تطورا و حضارة و تقف خلفها جهات رسمية و نعتبرها نحن دينا وأخلاقا00
قمة الانحطاط الخلقي والتخلف الجاهلي تلك هي ((مسابقة ملكة جمال 000)) لعلي أذكر من يعلم وأفيد من لا يعلم أن العرب في الجاهلية وعبر كتب التراث و ما يحكيه الرواة كانوا يحددون يوما في السنة أظن أنه كان يسمى ((يوم الحسان)) ولكم أعزائي أن تعقدوا مقارنة بين هذا اليوم و يوم مسابقة ملكة الجمال التي يتم الإعلان عنه و الإعداد له مسبقا0
في ((يوم الحسان)) كانت تجلب الجواري المملوكات ليتم استعراضهن مشية وغناء وحديثا وقواما وبهاء أمام وجهاء وأعيان المجتمع الجاهلي وكذلك الوافدين من كل حدب وصوب إما لشراء ما يطيب لهم من الجواري أو الاستمتاع بالنظر لجمال هؤلاء الغيد المساكين اللواتي أجبرهن أسيادهن على إبراز مفاتنهن وجمالهن و كسر عفتهن لتباع الواحدة منهن بأكثر قدر من الدراهم ويستفيد مولاها الذي جلبها سلعة يتاجر بها0
فكان عليها أن تعتبر الحضور في شبه عري وتعود من أمامهم لتستعرض ما تعرفه من فنون الرقص وان غنت فذاك من زيادة الخير، ثم عليها أن تلقي ما تحفظ من الشعر العربي على مسامع الحضور0
وفي نهاية هذا المهرجان و بعد المزايدات و المزاد يعلن على الملأ أن الجارية فلانة هي أغلى الجواري ثمنا وقد فاز بها واشتراها فلان بن فلان تليها الجارية فلانة ثم فلانة ثم فلانة00
فبالله عليكم عندما تعقدون مقارنة بين ما رويته لكم من أحاديث الجاهلية في استعراض وبيع الجواري وما شاهدته في مطلع القرن الحادي و العشرين على شاشة تلفزيون عربي ، أتجد فرقا سوى أن هنالك جواري يشترين ويبعن إلا أن أسيادهن ينزهون ويكرمون بناتهم و أخواتهم وأمهاتهم عن هذا مجتمعات ومؤسسات رسمية تستعرض بفتيات مجتمعها بطريقة لا تمت للأخلاق ولا للقيم الإنسانية بصلة0
أستغرب أن يكون هنالك رجال عقلاء خلف مثل هذا العمل الكبير والمنظم00 وسؤالي هو أليس التخلف هو العودة لجهل الجاهلية في التعامل مع الإنسان كجسد بعيدا عن الروح؟!
أم التخلف هو حفاظنا نحن الخليجيين على القيم الروحية و الذاتية لمجتمعنا وأفراده0
أين القيم الروحية في مسابقة ملكات الجمال ، أين القيمة الإنسانية ، أين قيمة الذات و الأخلاق و العفة ؟! كيف لنا في مجتمع إسلامي عربي أن نقيس بمقاييس غريبة منحلة مجتمعا عربيا ملتزما0
والله أن هؤلاء الفتيات على الشاشة لو دققت فيهن النظر لاكتشفت أنهن يثرن الشفقة و الرحمة على ما هن فيه من ابتذال لا أخلاقي 00 كل واحدة منهن تريد إثبات أنها أجرأ وأقوى من زميلاتها ، أو ليس الحياء هو الجمال وقمة الأنوثة ؟ كيف لنا أن نقيس بالمقياس الفرنسي الجمال العربي الأصيل الذي لا يغفل الملامح و لا يتجاهل الروح بل يبنى على أساسها0
ومثل هذه المسابقات هي دعوة مبطنة للانحلال ، فالبائسة التي اختيرت ملكة الجمال (المزعوم) هي صيد سمين لكل شركات الدعاية و الإعلان و مروجي أغلفة المجلات فتبتذل جسديا حتى تستغل أسوأ استغلال ممكن لجمع أكبر دخل لها و لمتبنيها الفني من هذه الحملات0
و ما بقي من الفتيات التسع عشرة والتي لم تفكر لجنة التحكيم في أنها بقرار الاختيار قد قضت على البنيان الإنساني النفسي بداخل كل واحدة منهن ، خصوصا إذا عرفنا أن أصل هذا البنيان هش قابل للانهيار لأنه بني على أساس مادي وليس روحيا ومعنويا0
وكل واحدة من الخاسرات تقف بانتظارها عصابة مفترسة تتأهب لاحتضانها والترويج لها بأي شكل مادي لا أخلاقي كاستعراض دعائي أو فني وما شابهه0
ثم ما الفائدة من مثل هذه المسابقات وما هو المردود الذي نستفيده منها؟ هل لنفهم أن الجمال هو أساس وجود المرأة؟ أليس في هذا إجحاف بحق النساء الأقل جمالا ، أم نتعلم من هذا أن نرفض وجودهن بيننا أن لم يكن جميلات جدا؟ أنرفض كل أم أو جدة عجوز فقدت جمال الصبا؟ وهل الجمال هو المقياس الوحيد الذي نتعامل به مع المرأة ، أهكذا علمتنا أخلاقنا وقيمنا العربية؟0
حقا هو سؤال جوهري أبحث له عن إجابة ما هي فائدة مثل هذه المسابقات لمجتمعنا ، وأي بناء تحدثه لدينا؟
فهذه الظاهرة ليست فردية ولا عشوائية لنتجاهلها إنها حدث خطط له بعناية0
بعد هذا الاستعراض ألا يحق لي أختار هذا العنوان الذي توجت به هذه المقالة ، وعندما أقول ملكة جمال الكون سعودية فأنا لا أقصد سعودية فقط بل بحرينية وقطرية وإماراتية وكويتية و عمانية وكل فتاة عفيفة من أي وطن فكل مجتمعاتنا العربية الأصيلة مليئة بالفتيات اللاتي يفتخر بهن عرش ملكة الجمال ولا تفتخر هي به0
ألا يحق لي بعد ما قلتها وما لا أستطيع أن أقوله أن أقف ملء المكان وأقول 00 فتاة صانت جمالها و حفظته لمن يرعاها ويقدرها ويصونها ، لا لمن يراها جسدا بلا روح أليست هي ملكة جمال الكون؟ فتاة تقوم تصلي الفجر وتتشح بردائها وتستقبل القبلة لتصلي أليست هي ملكة جمال الكون؟ فتاة حفظت زوجها حاضرا غائبا أليست هي ملكة جمال الكون؟ فتاة رفعت يديها إلى السماء يملؤها الإيمان (يا رب استرني) أليست هي ملكة جمال الكون؟ فتاة تربت على العفة و الكرامة و الحياء وأخلاقها القرآن أليست هي ملكة جمال الكون؟!
((الرجعية)) كلمة أصلها في اللغة رجع من الرجوع و معناها التخلف هذا الذي نهتم به لتمسكنا بأعز ما نملك الدين-العادات-التقاليد-القيم-الأخلاق التي بذرها العرب في نفوسنا منذ الأزل وجاء الإسلام بسموه ليقرها ويتمم نواقصها0
وموضوع المرأة دائما ما يكون هو نقطة انطلاق وارتكاز مثل تلك المجادلات التي تتهمنا بالتخلف و غالبا ما يكون موضوع المرأة نفسه هو دليلنا القوي على الأصالة والعمق والخصوصية التي نتميز بها عن غيرنا0
ومما يؤسف له أن من يتهمنا بالتخلف هم بعض إخواننا العرب من الأقطار العربية التي طغى على بعض من أهلها التأثر بالأوربيين والشعوب التي تملك التطور الصناعي و تفتقد للحضارة الروحية السامية0
ودعونا نستعرض أحد أهم المظاهر التي يعتبرها البعض تطورا و حضارة و تقف خلفها جهات رسمية و نعتبرها نحن دينا وأخلاقا00
قمة الانحطاط الخلقي والتخلف الجاهلي تلك هي ((مسابقة ملكة جمال 000)) لعلي أذكر من يعلم وأفيد من لا يعلم أن العرب في الجاهلية وعبر كتب التراث و ما يحكيه الرواة كانوا يحددون يوما في السنة أظن أنه كان يسمى ((يوم الحسان)) ولكم أعزائي أن تعقدوا مقارنة بين هذا اليوم و يوم مسابقة ملكة الجمال التي يتم الإعلان عنه و الإعداد له مسبقا0
في ((يوم الحسان)) كانت تجلب الجواري المملوكات ليتم استعراضهن مشية وغناء وحديثا وقواما وبهاء أمام وجهاء وأعيان المجتمع الجاهلي وكذلك الوافدين من كل حدب وصوب إما لشراء ما يطيب لهم من الجواري أو الاستمتاع بالنظر لجمال هؤلاء الغيد المساكين اللواتي أجبرهن أسيادهن على إبراز مفاتنهن وجمالهن و كسر عفتهن لتباع الواحدة منهن بأكثر قدر من الدراهم ويستفيد مولاها الذي جلبها سلعة يتاجر بها0
فكان عليها أن تعتبر الحضور في شبه عري وتعود من أمامهم لتستعرض ما تعرفه من فنون الرقص وان غنت فذاك من زيادة الخير، ثم عليها أن تلقي ما تحفظ من الشعر العربي على مسامع الحضور0
وفي نهاية هذا المهرجان و بعد المزايدات و المزاد يعلن على الملأ أن الجارية فلانة هي أغلى الجواري ثمنا وقد فاز بها واشتراها فلان بن فلان تليها الجارية فلانة ثم فلانة ثم فلانة00
فبالله عليكم عندما تعقدون مقارنة بين ما رويته لكم من أحاديث الجاهلية في استعراض وبيع الجواري وما شاهدته في مطلع القرن الحادي و العشرين على شاشة تلفزيون عربي ، أتجد فرقا سوى أن هنالك جواري يشترين ويبعن إلا أن أسيادهن ينزهون ويكرمون بناتهم و أخواتهم وأمهاتهم عن هذا مجتمعات ومؤسسات رسمية تستعرض بفتيات مجتمعها بطريقة لا تمت للأخلاق ولا للقيم الإنسانية بصلة0
أستغرب أن يكون هنالك رجال عقلاء خلف مثل هذا العمل الكبير والمنظم00 وسؤالي هو أليس التخلف هو العودة لجهل الجاهلية في التعامل مع الإنسان كجسد بعيدا عن الروح؟!
أم التخلف هو حفاظنا نحن الخليجيين على القيم الروحية و الذاتية لمجتمعنا وأفراده0
أين القيم الروحية في مسابقة ملكات الجمال ، أين القيمة الإنسانية ، أين قيمة الذات و الأخلاق و العفة ؟! كيف لنا في مجتمع إسلامي عربي أن نقيس بمقاييس غريبة منحلة مجتمعا عربيا ملتزما0
والله أن هؤلاء الفتيات على الشاشة لو دققت فيهن النظر لاكتشفت أنهن يثرن الشفقة و الرحمة على ما هن فيه من ابتذال لا أخلاقي 00 كل واحدة منهن تريد إثبات أنها أجرأ وأقوى من زميلاتها ، أو ليس الحياء هو الجمال وقمة الأنوثة ؟ كيف لنا أن نقيس بالمقياس الفرنسي الجمال العربي الأصيل الذي لا يغفل الملامح و لا يتجاهل الروح بل يبنى على أساسها0
ومثل هذه المسابقات هي دعوة مبطنة للانحلال ، فالبائسة التي اختيرت ملكة الجمال (المزعوم) هي صيد سمين لكل شركات الدعاية و الإعلان و مروجي أغلفة المجلات فتبتذل جسديا حتى تستغل أسوأ استغلال ممكن لجمع أكبر دخل لها و لمتبنيها الفني من هذه الحملات0
و ما بقي من الفتيات التسع عشرة والتي لم تفكر لجنة التحكيم في أنها بقرار الاختيار قد قضت على البنيان الإنساني النفسي بداخل كل واحدة منهن ، خصوصا إذا عرفنا أن أصل هذا البنيان هش قابل للانهيار لأنه بني على أساس مادي وليس روحيا ومعنويا0
وكل واحدة من الخاسرات تقف بانتظارها عصابة مفترسة تتأهب لاحتضانها والترويج لها بأي شكل مادي لا أخلاقي كاستعراض دعائي أو فني وما شابهه0
ثم ما الفائدة من مثل هذه المسابقات وما هو المردود الذي نستفيده منها؟ هل لنفهم أن الجمال هو أساس وجود المرأة؟ أليس في هذا إجحاف بحق النساء الأقل جمالا ، أم نتعلم من هذا أن نرفض وجودهن بيننا أن لم يكن جميلات جدا؟ أنرفض كل أم أو جدة عجوز فقدت جمال الصبا؟ وهل الجمال هو المقياس الوحيد الذي نتعامل به مع المرأة ، أهكذا علمتنا أخلاقنا وقيمنا العربية؟0
حقا هو سؤال جوهري أبحث له عن إجابة ما هي فائدة مثل هذه المسابقات لمجتمعنا ، وأي بناء تحدثه لدينا؟
فهذه الظاهرة ليست فردية ولا عشوائية لنتجاهلها إنها حدث خطط له بعناية0
بعد هذا الاستعراض ألا يحق لي أختار هذا العنوان الذي توجت به هذه المقالة ، وعندما أقول ملكة جمال الكون سعودية فأنا لا أقصد سعودية فقط بل بحرينية وقطرية وإماراتية وكويتية و عمانية وكل فتاة عفيفة من أي وطن فكل مجتمعاتنا العربية الأصيلة مليئة بالفتيات اللاتي يفتخر بهن عرش ملكة الجمال ولا تفتخر هي به0
ألا يحق لي بعد ما قلتها وما لا أستطيع أن أقوله أن أقف ملء المكان وأقول 00 فتاة صانت جمالها و حفظته لمن يرعاها ويقدرها ويصونها ، لا لمن يراها جسدا بلا روح أليست هي ملكة جمال الكون؟ فتاة تقوم تصلي الفجر وتتشح بردائها وتستقبل القبلة لتصلي أليست هي ملكة جمال الكون؟ فتاة حفظت زوجها حاضرا غائبا أليست هي ملكة جمال الكون؟ فتاة رفعت يديها إلى السماء يملؤها الإيمان (يا رب استرني) أليست هي ملكة جمال الكون؟ فتاة تربت على العفة و الكرامة و الحياء وأخلاقها القرآن أليست هي ملكة جمال الكون؟!