تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحب في سطور من ذهب


الداب
03-01-02, 03:07 pm
الــحــب



يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار " متفق عليه عن أنس بن مالك – رضي الله عنه - .

الحب عاطفة إنسانية فطرية راقية ، وأحاسيس قلبية نامية ، تجذب المتحابين ، وتلهب نار الشوق والاحتياج بينهم .

ونظرة الإسلام لهذه القضية تأتي على الوجه التالي :

· الإسلام مع إقراره لهذه العاطفة ، إلا أنه اعتمد مقياسا للرشد العاطفي ، بأن أوجب أن يكون حب الله ورسوله أحب إلى المرء من أي شيء آخر. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما " .

· وكما أن هناك حبا أرقى فهناك حبا أدنى وأرخص ، ومن ذلك :

o حب الطواغيت والأنداد : " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله " .

o الحب المدفوع بدافع الغريزة والفاحشة : " وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا " .

o حب الهوى والشيطان : " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم " .

والحب الذي يباركه الإسلام ويمجده بين الرجل والمرأة : هو ذلك الحب الناضج الذي يأتي في وقت يتحمل الإنسان نتائجه بالزواج ، ولا يسلك السبل الملتوية وغير المشروعة لإشباع هذا الهوى . أما أن يكون الحب " موضة " لما تلفظه أكوام وتلال من أفلام السينما ، فإن ذلك ليس فيه من الحب إلا اسمه ، فهم لا يعنون من أمر الحب إلا التجارة والكسب الرخيص ، وتسطيح لاهتمامات شباب أمة تعاني التخلف والتبعية والاستبداد .

ولقد أكثر الشعراء في التعبير عن هذا الحب المنضبط ، ومن ذلك ما عبر به الشاعر علي الجارم :

غــر يعـود معـرة وآثـاما
والحـب ما لم تكـتنفه شمـائل

وحـيا إذا ما شـئت أو إلهاما والحـب من سر السـمــاء

وأعـده للمكرمات غلامــا
الـحب ألبـسه المروءة يافعا

فالعشق الذي يصوره الإعلام ، هو بحد ذاته طريق للغواية ، ومتاجرة بعواطف الشباب والمراهقين ، ذلك الشباب الذي لا يجد نفسه وراء تلك الأوهام إلا مكبلا بأغلال الرذيلة والانحراف والمعصية والندم .

والله عز وجل ، يقول في محكم كتابه : " ولا تقربوا الزنا " ، ولم يقل : ولا تزنوا . مما يدل على أن حتى مقدمات الزنا منهي عنها ، ومقدمات الزنا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ رواه مسلم في صحيحه



؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟