المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال رائع (لايفوتك)


ابوفهد
30-12-01, 09:10 pm
كتب :عبدالله ناصر الفوزان - جريدة الوطن


ضيَّقت صدري وزارة المالية... فقد كنت أتوقع حصول وفر في إيرادات ميزانيتنا للعام المنتهي 1421 ـ 1422هـ لأنها قدرت على أساس (21) دولاراً لبرميل البترول كما (يقال) وظل السعر خلال غالبية أشهر السنة أعلى من ذلك بكثير، وكنت أتطلع إلى أن تقوم وزارة المالية بتحويل الوفر لحساب الدين العام كما ينص على ذلك المرسوم الملكي الكريم الذي صدرت به الميزانية والذي تقول إحدى فقراته بالحرف الواحد (يخصص ما يتحقق من فائض في الإيرادات لتسديد الدين العام) ولكن هذا مع الأسف لم يحصل... ولا أقصد أن الوفر الذي توقعته لم يحصل... فالوفر قد تحقق بالفعل حيث كانت الإيرادات التقديرية للميزانية (215) مليار ريال، وكانت الإيرادات الفعلية (230) مليار ريال، أي بزيادة قدرها (15) مليار ريال... لكن الذي لم يحصل هو تحويل هذا الوفر لحساب الدين العام، فقد حولت الوزارة هذا الوفر لحساب مصروفات إضافية لم ترد في الميزانية... وحصل أمر آخر لم يكن في الحسبان ولا يخطر على البال، وهو أن وزارة المالية لم تكتف بصرف الوفر من الإيرادات فترفع المصروفات من (215) مليار ريال إلى (230) مليار ريال، بل صرفت (25) مليار ريال أخرى لتبلغ جملة المصروفات (255) مليار ريال وغطت هذا الفرق الذي بلغ (25) مليار ريال من الاقتراض على حساب الدين العام... أي إن المصروفات الإضافية بلغت ـ يا للعجب ـ (40) مليار ريال... أي والله ... (40) مليار ريال... في وقت كنا فيه في أمس الحاجة لتوفير كل ريال بعد أن بلغ ديننا العام (630) مليار ريال.
لقد كان عندي أمل في أن وزارة المالية ستستفيد من الفرق بين الإيرادات الفعلية والتقديرية في تسديد جزء من الدين العام، وأن يظل هذا نهجاً متبعاً في كل ميزانية تزيد فيها الإيرادات الفعلية عن المقدرة، بحيث يعطي ذلك المواطن أملاً في أن الوزارة قد تتغلب مستقبلاً على مشكلة الدين العام أو على الأقل تخفف منها وتسيطر عليها، ولكن ما فعلته الوزارة هذا العام بصراحة أصابني باليأس وكدَّر خاطري، فإذا كانت الوزارة لم تعطنا الأمل في عام مالي زادت فيه الإيرادات الفعلية عن الإيرادات التقديرية وكانت أسعار البترول فيه فوق التوقعات فمتى ستعطينا الأمل يا ترى...؟ وإذا كانت الوزارة لم تكتف بصرف الوفر في الإيرادات بل اقترضت مبالغ إضافية وصرفتها وحمَّلتنا ديوناً إضافية جديدة، في ظل هذا الوضع، فكيف لا نصاب باليأس...؟ وهل من المقبول أن تظل الجهات الرقابية والإشرافية تتفرج على الوزارة وهي تواصل إخفاقها في ضبط المصروفات على ذلك النحو الذي جعل ديننا العام يتصاعد بهذا الشكل السريع ويرتفع حتى في السنوات التي يرتفع فيها سعر البترول إلى (27) دولاراً و (30) دولاراً كما حصل هذا العام، وعلى ذلك النحو الذي زادت فيه المصروفات عن المحدد في المرسوم الملكي بـ(40) مليار ريال...؟

لقد قلت في مقالي الذي نشرته (الوطن) في العشر الأواخر من رمضان (نريد ميزانية واضحة لو سمحتم) وكنت أقصد ميزانية العام المالي الجديد 1422 ـ 1423هـ وكان انطباعي أن ميزانية العام المنصرم 1421 ـ 1422هـ قد انتهت بما انتهت إليه حين تم تقديمها لنا في بداية العام بكل ما فيها من وضوح وغموض، وأن ما قد يحصل فيها من نتائج فعلية في نهاية العام لن يخرج عن ذلك العرض الذي تم تقديمه بقرار مجلس الوزراء وبالمراسيم الملكية الكريمة على اعتبار أن الأوضاع الاقتصادية المحلية لم يحصل فيها تغييرات ملحوظة، ولكن وزارة المالية فاجأتني بما ورد في بيانها عن الميزانيتين إذ بدلاً من الغموض المحدود الذي توقعته في الميزانية الجديدة الذي استدعى كتابة مقالي قدمت لنا الوزارة بلاغاً من سطرين عن ميزانية العام المنتهي خلقت به غموضاً أضخم من سلسلة جبال طويق حيث فهنا من بيانها أن المصروفات الفعلية بلغت (255) مليار ريال بزيادة قدرها (40) مليار ريال عن المصروفات التي حددها المرسوم الملكي الكريم البالغة (215) مليار ريال ولم تقل لنا الوزارة سلمها الله لماذا تجاوزت ما حدده المرسوم الملكي الكريم وفي ماذا تم صرف هذه المليارات الـ(40).
(40) ملياراً... ... !!؟؟‍ بصراحة هذا يشكل بالنسبة لي غموضاً شديداً... فالمبلغ ضخم جداً بكل المقاييس، وتعليمات المرسوم الملكي الكريم وقرار مجلس الوزراء لا تجيز صرف مبالغ إضافية في بنود الرواتب وما في حكمها أو المشروعات أو أعمال الصيانة وجميع أوجه الصرف الأخرى، فقد أكدت بوضوح وقوة على أنه لا يجوز إحداث الوظائف الجديدة خلال العام المالي ولا يجوز الصرف بما يجاوز الاعتمادات الواردة في الميزانية، ولا يجوز الالتزام بأي مصروف ليس له اعتماد في الميزانية... كما أكدت على وجوب التزام الجهات الحكومية دون استثناء بالصرف في حدود اعتمادات الميزانية دون زيادة، فكيف يا ترى تم تجاوز اعتمادات الميزانية مع كل تلك التأكيدات بـ(40) مليار ريال...؟ هذا هو الغموض الشديد الذي سأواصل الحديث عنه في المقال المقبل بمشيئة الله.

عبدالله ناصر الفوزان

http://www.alwatan.com.sa/daily/200.../writers20b.htm

الطيف
31-12-01, 01:52 am
يضيق الصدر ويشق البطن ويموت الحيل والله لو عندنا مليون بير نفط ومليون منجم ذهب و700.000 منجم فحم وفوسفات وكل شي الديون لاحقتنا لاحقتنا وبلدنا مأكول يعني مأكول

مابه فايدة