المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيرة المجاهد احمد النعيمي في غزوة سبتمبر {احد قادة الطائرات المباركه}


الحربه
28-12-01, 03:57 pm
منقول من كتوم السلفي في منتدى الأصلاح

بسم الله الرحمن الرحيم

وبعد ؛ فهذه ترجمة موجزة للمجاهد أحمد النعمي نسأل الله أن يتقبله شهيدا وأن يجمعنا به في الفردوس الأعلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وأن يخرج في هذه الأمة من ينتصر لها ويزيل ذلها أمثاله

اسمه ونسبه :

هو أبو هاشم ، أحمد بن عبدالله النعمي ، الهاشمي نسبا القحطاني ولاءً .

نشأ وترعرع في حي الوردتين بأبها ، وهو من الأحياء المعروفة والكبيرة في منطقة شمسان تحت القلعة العثمانية بأبها .

وهو من عائلة كريمة النسب متدينة ، كان أحد أجداده من الأشراف قد نزل في منطقة ( الحرجة ) وهي بلدة تبعد عن سراة عبيدة قرابة ثمانين كيلو ، وكان جده كغيره من الأشراف ينزل معلما وقاضيا وأميرا في المنطقة التي يأتيها .

وعائلته هناك معروفة ومشهورة وانتقل أبوه إلى أبها ، حيث يعمل موظفا بإحدى الدوائر الحكومية .

كان أحمد رحمه الله شابا أبيض مشوبا بحمرة ، وسيما قسيما ، لطيف المعشر ، يعرف ذلك كل من رافقه .

نشأ أحمد كغيره من الشباب له اهتمامات الشباب ولم يكن ذا توجه سلفي جهادي ، بل كان من الشباب الذين ينطبق عليه قول عمر رضي الله عنه ( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام ) ، وكل مانشرته جريرة الوطن من صور له فإنما كانت قبل هدايته واستقامته .

*** ثم هدى الله أحمد في عام 1420 تقريبا ، فأصبح نورا في بيته ، نورا في حيه ، نورا لشباب أبها ، حتى لقد كان شباب أبها يأتون إليه إبان استقامته فرحا به وسرورا لمايعلمون من وزنه عند غير المتديين ، وكانوا يدعونه إلى طلعاتهم رجاء الثبات له فكانوا يفاجؤون أنه صائم وهم ليسوا بصائمين ! ويلعبون كرة وهو لا يلعب معهم بل لقد كان ينتقدهم فيما أخبرني به ويقول ( الشباب المتدين ينقصهم الوعي !) .

حج رحمه الله في سنة 1420هـ ، ثم خرج إلى أفغانستان بعد حجه في أول سنة 1421هـ ، وهناك كان مثالا للشباب في عبادته وسمته وجديته وأدبه .


لطيفة :

كان رحمه الله يقوم الليل من الساعة الثانية عشرة إلى الفجر حتى لقد أخبرني أحد الإخوة من أصحابه فقال : والله لقد كنت أجاهد نفسي لألحق بأحمد في العبادة فلا أطيق فأقول ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .


آخر اتصال :

اتصل رحمه الله قبل استشهاده على أحد الإخوة فقال له : يا فلان كم تصلي من الليل ؟ ثلاث ساعات ؟! فرد عليه وقال :لا ؟ ، فقال له أحمد : ساعتين ؟ فقال : لا ؟ ، فقال له أحمد : يافلان عز نفسك !!


رؤيا صالحة :

أخبرني الأخ عبدالملك المهري وكان مع أحمد في قندهار ؛ قال : كنت أنا وأحمد في ليلة من الليالي في المعهد الشرعي فصلى أحمد من الليل قرابة الأربع ساعات ، ثم نام نومة خفيفة ، فقام فقال لي : ياعبدالملك رأيت في المنام أني أتيت عند قصر كبير ، ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي : يا أحمد أبشر بالجنة!

بل كان رحمه الله يرى النبي صلى الله عليه وسلم باستمرار حتى إنه ليحزن إذا تأخرت رؤياه .


كان رحمه الله ذات صوت جميل بالقرآن ، وأخبرني الأخ ذباح القندهاري أنه صلى بهم في ليلة من الليالي صلاة العشاء وهم في الخط الأول في مواجهة العدو ، فلم يتمالك نفسه من شدة البكاء ، وكنا - والله - نتمنى الصلاة التي يصلي بنا فيها أحمد .

وكان رحمه الله لا يفوت كل يوم جمعة جلسة من بعد صلاة العصر إلى المغرب ، ويوصي الإخوة بها .

وعندما كان الإخوة يقصرون في الصلاة في أفغانستان كان ينكر عليهم ويقول : أنتم مهاجرون وهذه أرضكم والمهاجر لا يقصر .

ولم يكن مهذارا ولا ثرثارا ، بل معروفا بقلة الكلام حتى إن الإخوة عندما كانوا ينشدون الأناشيد لم يكن يشتغل معهم بذلك ، وأذكر أن الإخوة في يوم من ايام كانوا في مسيرة طويلة جدا وتعبوا حتى تساقط كثير منهم تحت الأشجار من التعب ، فتنادوا يريدون من أحمد أن ينشد لهم وكان ذا صوت عذب فأنشد بصوته الجميل قصيدة نبطية مطلعها :

والله لو قيدوني قيد الجمال بالسلاسل *** لأفك قيدي واسري واسلك طريق الشهادة

فتفاعلوا جميعا ثم أكملوا المسيرة ، وكانوا يداعبونه بقولهم : انتكس احمد ، لأنه لم يكن ينشد .

وكان من غرائب ما حصل له في طريقه إلى أمريكا :

* أنه غسل ملابسه في يوم من الأيام ففوجيء بوجود جواز سفره في الملابس ، وهذا يعني تعطيله عن السفر ، إلا أنه أصر وكوى الإخوة الجواز بمكوى حراري إلا أن الجواز كان يبدو غير طبيعي ، ومع ذلك واصل مسيرته وكان يمسك في كل مطار ينزل به ويقلبون الجواز تحت الأشعة وهو يدعو ربه ، وواصل مسيرته ، حتى إني أعرف أنه مسك في أربع مطارات لدول مختلفة ، ومع ذلك عمى الله عنه الأنظار .

تواترت له كثير من الرؤى قبل استشهاده بأن له شأن عظيم في الدنيا والآخرة ، وقد رأينا شأنه العظيم في الدنيا ، فنسأل الله أن يرينا شأنه العظيم في الآخرة .

كان رحمه الله يحب أن يصلي صلاة الفجر خلف فضيلة الشيخ أحمد الحواشي إمام الجامع الكبير في خميس مشيط ، والشيخ معروف بإطالة الصلاة والخشوع فيها حتى إنه يصلي صلاة الفجر قرابة النصف ساعة وهو ممن يرى فرضية عين الجهاد ، وكان بيت أحمد يبعد عن الجامع 25كيلو فكان يخرج للصلاة قبل الفجر بنصف ساعة .

موقف ابتلاء :

عندما نزل أحمد رحمه الله إلى دبي ، وكان كما أسلفنا وسيما وكان حالقا لحيته للتخفي وهو في طريقه إلى أمريكا فنزل في أحد الفنادق ، فأزعجوه بعروضهم القذره للمومسات - أكرمكم الله - فقال لهم : عندنا غيرهم في شقة ثانية ، فاغتاظوا وأرادوا أن يتحدوه بالفتنة ، وعندما كان راجعا لغرفته من الخارج وجد المصاعد مقفلة فاضطر لصعود الدرج ، وأثناء صعوده قابلته إحداهن وليس عليها والله إلا ما يغطي عورتها المغلظة وثدييها قبحها الله ، فجرى بسرعة ودخل غرفته وأخذ حوائجه وخرج من الفندق . رحمه الله ونسأل الله أن يمتعه بالحور العين كما خاف مقام ربه في الدنيا .


الحراسة :

كان رحمه الله حريصا على الرباط والحراسة وكان معه مجموعته التي أثر عليهم وهم وائل ووليد وآخرين لا نريد ذكر أسمائهم نسأل الله أن يعمي عنهم الأنظار حتى يلحقوا بإخوانهم .

فكانت تلك المجموعة تحرس في إحدى بوابات المطار بقندهار ، وشباب الجهاد في العادة يشتغلون بالحداء وما شابهه إلا أن مجموعة أحمد كانت تشتغل بشيء آخر ، فيخبرني ذباح القندهاري الصغير أنهم كانوا يأخذون كتابا ويقرؤون فيما بينهم ، اللطيف في الأمر أن الإخوة المجاهدين كانوا يسمون تلك المجموعة لجديتهم وعبادتهم ب(المطاوعة) !.

ولعلنا أن نكمل ترجمة أحمد وباقي إخوانه الأبطال في مقال أوسع


ولي طلب من جميع من يقرأ هذا المقال : أن ينشره في المنديات الأخرى ويحدث به غيره من إخوانه وأهله ومشايخه وطلبة العلم لعل الله أن ينفع بها .

والحمد لله رب العالمين