المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أووووواه ياعبدالعزيز .. ستبكيك القلوب دماً .. " إلى ربٍ رحيم "


رجل ذبلت زهرته
22-06-05, 12:52 pm
رحل ..

ولم يبق إلا عطر أنفاسه الطاهرة .. تعطر المكان .. والاجواء ..

رحل ..

ومكانه الفارغ لن يملأه سواه ..

الآن فقط .. أحسست بالفراغ ياصاحبي ..

لماذا تذهب وتتركني لأنياب الحياة البغيضة بلا سناك ..

أيها الطاهر ..

قلبك لازال ينبض هنا .. في صدري .. فلاتصدق أجهزتهم الصدئة ..

روحك لازالت تختلج في جسدي ..

لن أصدقهم .. فأنت هنا لن ترحل ..

.......

كنت أقف قبالته وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ..

كنت أقف فوق رأسه أقرأ عليه القرآن وهو يصارع الثواني المتبقية له في الحياة ..

آآآآآآآآآآآآآآه .. ياعبدالعزيز ..

لك الله ..

إلى رحمة الله ياصاحبي ..

سأبكيك حتى تجف عينياي ..

وسأذكرك حتى ألقاك ..

وإني لأنظر إلى لقائي بك وكأنه أمامي الآن .. فلا تجزع ..

فأنت قادم إلى رب الأرباب ..

الرحيم التواب ..

.....


كشفت عن وجهه الطاهر لأنظر إليه .. النظرة الأخيرة ..

لأهوي على رأسه أقبله .. وأي رأس أقبل ..

كيف لي العيش بعدك ياصاحبي ..

كيف لي العيش وأنفاسي تستعصي علي استنشاق هواء لا تستنشقه ..

كيف لي العيش وصوتك لن ينداح بعد الآن ليملأ الأجواء بهجة ..


أنتزعوني منه انتزاعاً .. فلابد للكفن أن يربط .. ولابد للصلاة أن تقام .. ولابد للحياة أن تبتئس ..


أنزلته اللحد أحمله بين يدي .. ذلك الجسد النحيل .. الذي أنهكه المرض .. قرابة السنتين وحربه قائمة معه ..

فككت عنه الرباط .. لينفك معه قلبي .. وكأن الروح تنتزع .. وياليتها كذلك لتلحق به .. وتسعد بصحبته ..

وضعته على جنبه الأيمن .. مستقبلاً القبلة .. لأستقبل أنا حياة بلا روح .. وأياماً بلا سعادة .. وساعات بلا عبدالعزيز ..

وضعت اللبنة تحت رأسه الطاهر .. لأبدأ في بناء الجدار الذي يفصله عن ناظري ..

سبع لبنات كانت كفيلة بذلك ..

وضعت الأولى .. وضحكته لازالت ترن في رأسي .. كان كلما نظر إلي استقبلني ببسمة ينخلع لها قلبي .. ودعته وودعت البسمة ..

وضعت الثانية .. وعبيره لازال يعطر الأجواء .. ذلك العبير الذي لم أفقده حتى الآن .. ولن أفقده .. فهو مؤنسي وشاحذي للحياة ..

وضعت الثالثة .. وكلماته تدور في رأسي .. وصدى صوته في أذني ..

وضعت الرابعة .. وأنا أحس بيده تمسك بيدي في آخر لحظاتنا .. آآآه ياعبدالعزيز .. خذ يدي أرجوك .. بئس عيش بلا روحك ..

وضعت الخامسة .. وأنا أرتجف .. فالجدار قارب على الإنتهاء .. وبيد من ؟ .. بيدي أنا .. الذي كنت أمد يدي إليك لأدني بك إلى الحياة وإذا بي أمدها لأبني الجدار الذي يفصلك عنها ..

وضعت السادسة .. وعيناي تدمعان .. كيف لي أن أبني هذا الجدار وأنا أعلم أنه يتوارى خلفه إلى الأبد .. أغفر لي ياصاحبي قسوة قلبي .. ولكني آليت على نفسي أن أكون آخر البشر نظراً إليك ..

وضعت السابعة .. وهمستك الأخيرة في أذني .. تصرخ الآن ..


بنيت .. وبدأ الناس بإهالة التراب على قبر الطاهر السامي ..

دعوني هنا .. وأهيلوا علي التراب معه .. فلاطاب عيش بعده ..

سامحني ياصاحبي .. سأخرج الآن .. وأعدك بإذن الله أن أصحبك ..

أعدك ..

أعدك ..


غفر الله لك .. وأدخلك فسيح جناته .. وألهمني ومحبوك الصبر والسلوان ..


عزوني فيه ..

فوالله إن رحيله لفاجعة ..

إنا لله وإنا إليه راجعون .


عبدالعزيز بن علي المنسلح رحل إلى جوار ربه ليلة الثلاثاء 13/5/1426 الساعة العاشرة والنصف مساءً .

رجل ذبلت زهرته
23-06-05, 02:12 am
غفر الله لك .. وأدخلك فسيح جناته .. وألهمني ومحبوك الصبر والسلوان ..