تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حوار بين الجنين .... وأمــه (( قصيدة شعرية رائعة ))


الطيف
28-12-01, 04:46 am
قصيدة غاية في الروعة ,,,,, حوار بين جنين وأمه ,,


طرح السـّؤال و لم يفـز بجواب

و نمـا السـّؤال بخاطـر الـمرتاب

باللّه يا أمّ الجنـين تعطـّفي

و اشفي الغليل بحكمة و صـواب

إنّي هنا في ظلمـــتي متعطـّش

للنّـور في إشـراقه المنساب

و تملّكت بالأمّ شبه غمامـة

غمرت فضـاء سمائها بسحـــاب

أتقول قـولا صــادقا لجنينها

أم تستكـين لحيرة و عذاب

قال الجنـين لأمّه: يا أمّ قد

تعب الفـؤاد و لم تف بلبـاب

أهي الحياة سعادة و رفاهــة

أم خدعة ملفوفة بسـراب ؟

و بدا على الأمّ اكتئـاب هــزّها

بتوتـّر و تشنّج الأعصـاب

نطقت…و صاحت: يا بنيّ قتلتني

و رميتـني في مقلتي بحراب

إنّ الحياة عجيبـة و رهيبة

أسرارها مطويـّة ككتاب

فإذا سعيت لنيلها و دفعـت مهـــرهــا

غاليا، خـدعتك مثل ســراب

تركتـــــك وحـــــــدك خائرا متهالكا

مثل الفـريد من القطيـع بغـاب

ضـــلّ القطيع و ظنّ أنّه آمـن

فغـدا طريد ثعالب و ذئـاب

و لقد تراها كالمـلاك براءة

تسبي العقول يسحـرها الـجـذّاب

فإذا اقتربت تمنّعت و تراجعت

و لو ابتعدت لنلت شــرّ عقـاب

هي هكذا،تضع الرّفيع من السّما

و تزجّه بغيابة السّــرداب

أمّا الوضيع فيرتقي بمقامه

إن كان وغــدا أو سليل كـلاب

هذا مقـــــــالي يا بنيّ سمعته

و لك الخيار ففز بخـير طلاب

سكن المـكان طواه صمت مطبق

شلّ العقول وغـاب بالألبــــاب

و بدا على الأمّ ارتــخاء حالم

و استسلمت للواحــد الوهّـاب

و تدحرجت من خدّها قطرات دمــع

دافئ مجهولـة الأسبـاب

أمّا الجنين فلا حراك ببطنها

فكأنّـه لم يلق أيّ جــواب

و مضى الزّمــــان يسير سير مكبّل

فإذا القليـل يمرّ كالأحقاب

حتّى تمـــزّق فجأة صمت الدّجى

و على صــراخ الأمّ فوق سحاب

و تتابعت صرخاتها، و تضرّعت

و توسّـلت للخـالق الوهّـاب

أن يستجيب لغـــوثها و صـراخها

و يحطّ عنها من ثقيل عــذاب

و تصاعدت من بعد صرخة قادم

قبل الحياة و رام خوض صعاب

قدم الوليد و شاع بشـر عـــــارم

فكسا الوجوه بفرحة التّرحـاب

هي هــكذا سنن الحياة و شرعها

فرح جـزيل أو جليل مصــــاب