أبوفالح
30-05-05, 04:38 pm
أحبتي الكرام
كان شاباً في ريعان شبابه .. في أعطافه آمال وأحلام .. يرتقب المستقبل الجميل ويرنوا إلى الأفضل الواعد .. يتملك الدنيا في نظراته وطموحه وتألقه .. ولكن لم تجري رياح هذا الشاب كما كان يشتهي ويتمنى .
فمع مساء يوم الخميس الماضي .. كان هذا الشاب يرتمي داخل سيارته ( الكامري ) .. ويغذ السير في شمال حي القويع .. وفي طريق ترابي نافذ على طريق الملك فهد .. كان هذا الشاب على موعد مع قدرة المحتوم وأنفاسه الأخيرة .. ليغرقني ومن تعرف على نهايته الحزينة جداً بلجج عاتية من الألم العاصف .. وفصلاً من الحسرة على موته .. وتأنيب الغفلة في إنقاذه
عفواً أحبتي .. ليست حادثة الموت هي نشيج الألم وتراكمات الشفقة .. ولكن سيناريوا الموت هو المسرف في ألمه وتعذيبه .. وعن هذا .. سأحدثكم بفيض العزاء وانتظاري منكم له الدعاء
- من أثر الحادث .. تدرك بداهة أن هذا الشاب كان يجهل انعطاف المنفذ الترابي تماماً ... أيضاً تدرك بداهة أن هذا الشاب كان يقود الكامري بسرعة عالية جداً .
تفاصيل المأساة
كان هذا الشاب ينحدر من حي ( الخبيبية ) أو قادم ( من جنوب القويع ) .. بسرعة شديدة .. وحين لامست إطارات السيارة بداية المنفذ الترابي ومع الانعطاف .. فقد السيطرة في ثباتها والتحكم في مسارها .. فانحرفت به نحو اليسار إلى تل مرتفع من المخلفات التي تحاذي هذا المنفذ الترابي .. فارتطمت بشدة في أسفل التل ثم قفزت معانقة أعلى التل ثم تهاوت في خلف التل الذي ينخفض من الجهة الأخرى لأكثر من أربعة أمتار حتى استقرت أخيراً على رأسها تماماً ..
هذه الأحداث المتسارعة .. حدثت في لحظات قليلة .. لم تقع على عين رقيب أو مشاهد .. عدا ذات الإله المحيطة بكل شئ ... فظل هذا الشاب في سيارته طيلة ليلة الخميس يعاني من إصابات رهيبة وآلام قاتلة .. يحاول الخروج .. لكن دن جدوى .. فقد حبسته السيارة مع أقدامه .. فكان خارجاً بنصف جسده من النافذة ينشد النجده ويستجدي السيارات العابرة .. ولكن دون جدوى لم يفطن أحد إلى وجوده .. فكان مقيداً في سيارته طوال ليل الخميس الدامس .. ثم خرجت عليه شمس الجمعة إلى أن غربت وهوفي نكبته وحيداً إلاّ من ربه ثم خرجت عليه شمس السبت وغربت أيضاً وهو في نكبته .. ومع تباكير الفجر من يوم الأحد تم العثور عليه وأصبح مكان الشاب يكتض با المئات من البشر ... ولكن ما الفائدة لقد شبع هذا الشاب موتاً ..
ومع تكاتف الضعف والألم وتعدد أيام الغفلة .. يصعب التبؤ متى كانت وفاة الشاب .. لكن ليس هناك شك أن هذا الشاب قد حاول الخروج واخذ يتطلع إلى السيارات العابرة والقريبة من مكانه دون نتيجة .. حدثني بهذا مشافهة .. من عثر عليه وابلغ الشرطة عن وجوده .. فهيئته وقراءة مكان جثته تدعوا بشدة إلى هذا الضن المؤلم
كيف تم العثور عليه
قبل أن تدركوا كيف تم العثور عليه .. من المهم جداً أن تدركوا تفاصيل المكان ..
لست أكذبكم خبراً .. حين أخبركم أن هذا الشاب مات وأنتن .. بين بصر الناس وسمعهم
نعم يا سادة .. فهناك ثلاثة طرق تحيط بمكان الشاب تماماً :
الأول : طريق الملك فهد من جهة الشمال .. وهذا مكتظ با الحركة ولا يبتعد أكثر من 200 م عن مكان الشاب
الثاني : طريق هيكلي ( سيدين ) .. من جهة الشرق ولم يزل هذا الطريق غير نافذ .. ولكن يستخدمه الكثير ممن يرتاد حي القويع وما حولها .. وهذا الطريق لا يبتعد عن مكان الشاب أكثر من 100 متر .. وبخجل شديد .. سأخبركم أني أحد الذين يرتاد هذا الطريق كثيراً .. وقد مررت با القرب من مكان الشاب مرات عديدة وهو يتلظى في نكبته .. في طريقي إلى منزلي أو خروجي منه فمكان الحادثة قريب جداً من مسكني ..
ولكن أنا يا سادة لست أعلم من الغيب شيئاً !
الثالث : هو المنفذ الترابي من جهة الغرب .. وهذا لا يبتعد عن مكان الشاب بأكثر من خمسة أمتار .. وقد مررت أيضاً مع هذا المنفذ دون أن أدرك أن بجواري شاباً يحتضر .
وبمزيج من الغرابة والألم .. مكان الشاب غامض جداً .. ولا يمكن رؤية السيارة المقلوبه إلاّ من زاوية الطريق الشرقي .. فهو يحتجب عن طريق الملك فهد بأشجار كبيرة من الأثل .. ويحتجب عن المنفذ الترابي بتل مرتفع من بقايا المخلفات .. حتى منظر السيارة من زاوية الطريق الشرقي . تدعو إلى التجاوز وعدم الاحتفال .. فأنت تخال أنها لا تختلف عن بقايا المخلفات التي تحتضنها وكأنها تالفة منذ عهد قديم ( حقيقة )
إذاً كيف تم العثور على هذا البائس .
يحدثني مشافهة .. من حظي با الشرف المتأخر . قائلاً :
كنت مع ساعات الفجر الأولى من يوم الأحد .. أمشي الهوينا وقد فتحت النافذة ونسمات رقيقة تمنحني الهدؤ واللطافة .. فكنت أسلك الطريق الشرقي عن مكان الشاب .. وهدفي هو طريق الملك فهد .. وفجأة حانت مني التفاتة إلى جهة اليسار .. فوقعت عيني على هيكل السيارة المقلوبة .. ولأني أعرف المكان جيداً .. فقد راعني وأرهبني تواجدها .. ولكن أخذت أتذكر بشكل حاد هل من المحتمل أن تكون منذ عهد قديم .. ولكن لم أصل إلى نتيجة فا الحيرة والشك يتجاذبانني .. حتى قطعت أمري وأوقفت سيارتي وترجلت منها .. وأخذت أقترب .. وحين بلغت مكانها .. أرهبني وأفزعني رؤية جسد الشاب وقد خرج نصفه من النافذة وتضخم بضربات الشمس وأنتن بصورة رهيبة .. فا ابتعدت فزعاً وانتشلت جوالي وأنا أرتجف رعباً وخوفاً وهلعاً .. وأبلغت رجال الشرطة بمكان الشاب .. ( انتهى )
وقبيل صلاة الظهر كنت شاهداً على إخراجه وحمله .. إلى حيث لا ينتظر أحداً من البشر .
ختاماً
لا يسعني في ختام هذا السرد المؤلم .. إلاّ أن أتساءل ..
- هل هناك من يتحمل وزر الغفلة في إنقاذ حياة هذا الشاب طيلة ثلاثة أيام ؟؟
أنا لست أدري .. ولكن مكان الشاب الغامض جداً .. يجعلني أغض الطرف فلا أتجنى على أحد ..
رحم الله ذلك الشاب رحمة واسعة .. وادخله فسيح جناته بمنه وفضله وكرمه .. وجعل مصيبته التي تكبدها في الدنيا .. تكفيراً لذنبه وغفراناً لخطيئته يوم لا ينفع مال ولا بنون ..
كان شاباً في ريعان شبابه .. في أعطافه آمال وأحلام .. يرتقب المستقبل الجميل ويرنوا إلى الأفضل الواعد .. يتملك الدنيا في نظراته وطموحه وتألقه .. ولكن لم تجري رياح هذا الشاب كما كان يشتهي ويتمنى .
فمع مساء يوم الخميس الماضي .. كان هذا الشاب يرتمي داخل سيارته ( الكامري ) .. ويغذ السير في شمال حي القويع .. وفي طريق ترابي نافذ على طريق الملك فهد .. كان هذا الشاب على موعد مع قدرة المحتوم وأنفاسه الأخيرة .. ليغرقني ومن تعرف على نهايته الحزينة جداً بلجج عاتية من الألم العاصف .. وفصلاً من الحسرة على موته .. وتأنيب الغفلة في إنقاذه
عفواً أحبتي .. ليست حادثة الموت هي نشيج الألم وتراكمات الشفقة .. ولكن سيناريوا الموت هو المسرف في ألمه وتعذيبه .. وعن هذا .. سأحدثكم بفيض العزاء وانتظاري منكم له الدعاء
- من أثر الحادث .. تدرك بداهة أن هذا الشاب كان يجهل انعطاف المنفذ الترابي تماماً ... أيضاً تدرك بداهة أن هذا الشاب كان يقود الكامري بسرعة عالية جداً .
تفاصيل المأساة
كان هذا الشاب ينحدر من حي ( الخبيبية ) أو قادم ( من جنوب القويع ) .. بسرعة شديدة .. وحين لامست إطارات السيارة بداية المنفذ الترابي ومع الانعطاف .. فقد السيطرة في ثباتها والتحكم في مسارها .. فانحرفت به نحو اليسار إلى تل مرتفع من المخلفات التي تحاذي هذا المنفذ الترابي .. فارتطمت بشدة في أسفل التل ثم قفزت معانقة أعلى التل ثم تهاوت في خلف التل الذي ينخفض من الجهة الأخرى لأكثر من أربعة أمتار حتى استقرت أخيراً على رأسها تماماً ..
هذه الأحداث المتسارعة .. حدثت في لحظات قليلة .. لم تقع على عين رقيب أو مشاهد .. عدا ذات الإله المحيطة بكل شئ ... فظل هذا الشاب في سيارته طيلة ليلة الخميس يعاني من إصابات رهيبة وآلام قاتلة .. يحاول الخروج .. لكن دن جدوى .. فقد حبسته السيارة مع أقدامه .. فكان خارجاً بنصف جسده من النافذة ينشد النجده ويستجدي السيارات العابرة .. ولكن دون جدوى لم يفطن أحد إلى وجوده .. فكان مقيداً في سيارته طوال ليل الخميس الدامس .. ثم خرجت عليه شمس الجمعة إلى أن غربت وهوفي نكبته وحيداً إلاّ من ربه ثم خرجت عليه شمس السبت وغربت أيضاً وهو في نكبته .. ومع تباكير الفجر من يوم الأحد تم العثور عليه وأصبح مكان الشاب يكتض با المئات من البشر ... ولكن ما الفائدة لقد شبع هذا الشاب موتاً ..
ومع تكاتف الضعف والألم وتعدد أيام الغفلة .. يصعب التبؤ متى كانت وفاة الشاب .. لكن ليس هناك شك أن هذا الشاب قد حاول الخروج واخذ يتطلع إلى السيارات العابرة والقريبة من مكانه دون نتيجة .. حدثني بهذا مشافهة .. من عثر عليه وابلغ الشرطة عن وجوده .. فهيئته وقراءة مكان جثته تدعوا بشدة إلى هذا الضن المؤلم
كيف تم العثور عليه
قبل أن تدركوا كيف تم العثور عليه .. من المهم جداً أن تدركوا تفاصيل المكان ..
لست أكذبكم خبراً .. حين أخبركم أن هذا الشاب مات وأنتن .. بين بصر الناس وسمعهم
نعم يا سادة .. فهناك ثلاثة طرق تحيط بمكان الشاب تماماً :
الأول : طريق الملك فهد من جهة الشمال .. وهذا مكتظ با الحركة ولا يبتعد أكثر من 200 م عن مكان الشاب
الثاني : طريق هيكلي ( سيدين ) .. من جهة الشرق ولم يزل هذا الطريق غير نافذ .. ولكن يستخدمه الكثير ممن يرتاد حي القويع وما حولها .. وهذا الطريق لا يبتعد عن مكان الشاب أكثر من 100 متر .. وبخجل شديد .. سأخبركم أني أحد الذين يرتاد هذا الطريق كثيراً .. وقد مررت با القرب من مكان الشاب مرات عديدة وهو يتلظى في نكبته .. في طريقي إلى منزلي أو خروجي منه فمكان الحادثة قريب جداً من مسكني ..
ولكن أنا يا سادة لست أعلم من الغيب شيئاً !
الثالث : هو المنفذ الترابي من جهة الغرب .. وهذا لا يبتعد عن مكان الشاب بأكثر من خمسة أمتار .. وقد مررت أيضاً مع هذا المنفذ دون أن أدرك أن بجواري شاباً يحتضر .
وبمزيج من الغرابة والألم .. مكان الشاب غامض جداً .. ولا يمكن رؤية السيارة المقلوبه إلاّ من زاوية الطريق الشرقي .. فهو يحتجب عن طريق الملك فهد بأشجار كبيرة من الأثل .. ويحتجب عن المنفذ الترابي بتل مرتفع من بقايا المخلفات .. حتى منظر السيارة من زاوية الطريق الشرقي . تدعو إلى التجاوز وعدم الاحتفال .. فأنت تخال أنها لا تختلف عن بقايا المخلفات التي تحتضنها وكأنها تالفة منذ عهد قديم ( حقيقة )
إذاً كيف تم العثور على هذا البائس .
يحدثني مشافهة .. من حظي با الشرف المتأخر . قائلاً :
كنت مع ساعات الفجر الأولى من يوم الأحد .. أمشي الهوينا وقد فتحت النافذة ونسمات رقيقة تمنحني الهدؤ واللطافة .. فكنت أسلك الطريق الشرقي عن مكان الشاب .. وهدفي هو طريق الملك فهد .. وفجأة حانت مني التفاتة إلى جهة اليسار .. فوقعت عيني على هيكل السيارة المقلوبة .. ولأني أعرف المكان جيداً .. فقد راعني وأرهبني تواجدها .. ولكن أخذت أتذكر بشكل حاد هل من المحتمل أن تكون منذ عهد قديم .. ولكن لم أصل إلى نتيجة فا الحيرة والشك يتجاذبانني .. حتى قطعت أمري وأوقفت سيارتي وترجلت منها .. وأخذت أقترب .. وحين بلغت مكانها .. أرهبني وأفزعني رؤية جسد الشاب وقد خرج نصفه من النافذة وتضخم بضربات الشمس وأنتن بصورة رهيبة .. فا ابتعدت فزعاً وانتشلت جوالي وأنا أرتجف رعباً وخوفاً وهلعاً .. وأبلغت رجال الشرطة بمكان الشاب .. ( انتهى )
وقبيل صلاة الظهر كنت شاهداً على إخراجه وحمله .. إلى حيث لا ينتظر أحداً من البشر .
ختاماً
لا يسعني في ختام هذا السرد المؤلم .. إلاّ أن أتساءل ..
- هل هناك من يتحمل وزر الغفلة في إنقاذ حياة هذا الشاب طيلة ثلاثة أيام ؟؟
أنا لست أدري .. ولكن مكان الشاب الغامض جداً .. يجعلني أغض الطرف فلا أتجنى على أحد ..
رحم الله ذلك الشاب رحمة واسعة .. وادخله فسيح جناته بمنه وفضله وكرمه .. وجعل مصيبته التي تكبدها في الدنيا .. تكفيراً لذنبه وغفراناً لخطيئته يوم لا ينفع مال ولا بنون ..