الصافي
28-05-05, 01:54 am
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه خطبة لعلي رضي الله عنه عندما أغار سفيان بن عوف الأزدي ثم الغامدي على الأنبار زمان علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان واليها ابن حسان أو حسان البكري فقتله وأزال تلك الخيل عن مسالحها ن فخرج علي حتى جلس على باب السدة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال (( أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة ، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذلة وشمله البلاء وألزمه الصغار وسيم الخسف ومنع النَّصف . ألا وإني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلاً ونهاراً سراً وإعلاناً ، وقلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم ، فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا . فتواكلتم وتخاذلتم وثقل عليكم قولي واتخذتموه ورآءكم ظهرياً ، حتى شنت عليكم الغارات . هذا أخو غامد قد وردت خيله الأنبار ، وقتل حسان البكري ، وأزال خيلكم عن مسالحها ، وقتل منكم رجالاً صالحين . وقد بلغني أن الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة فينتزع أحجالها وقلبها ورعثها ثم انصرفوا وافرين ما كلم رجل منهم كلماً . فلوا أن امرءاً مسلماً مات من بعدها أسفاً ما كان عندي ملوماً ، بل كان عندي به جديراً . فياعجباً من جد هؤلاء القوم في باطلهم وفشلكم عن حقكم ، فقبحاً لكم وترحاً حين صرتم غرضاً يرمى وفيئاً ينهب . يغار عليكم ولا تغيرون ، وتٌغزون ولاتَغزون ، ويعصى الله وترضون . فإذا أمرتكم بالسير إليهم في الحر قلتم : حمَّارة القيظ أمهلنا حتى ينسلخ عنا الحر . وإذا أمرتكم بالسير في البرد قلتم : أمهلنا حتى ينسلخ عنا القر . كل هذا فراراً من الحر والقر ن فإذا كنتم من الحر والقر تفرون فأنتم والله من السيف أفر . يا أشباه الرجال ولا رجال ، ويا أحلام الأطفال وعقول ربات الحجال ، وددت أن الله أخرجني من بين ظهرانيكم وقبضني إلى رحمتهمن بينكم ، والله لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم ، معرفة والله جرت ندماً ، وورثت صدري غيظاً ، وجرعتموني الموت أنفاساً ، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان ، حتى قالت قريش : إن ابن أبي طالب شجاع ولكن لا علم له بالحرب ، لله أبوهم ، وهل منهم أحد أشد لها مراساً وأطول لها تجربة مني ، لقد مارستها وما بلغت العشرين فيها ، وقد نيفت على الستين ، ولكنه لا رأي لمن لا يطاع ))
فقام رجل من الأزد يقال له فلان بن عفيف ثم أخذ بيد أخ له فقال : يا أمير المؤمنين أنا وأخي كما قال الله (( رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي )) فمرنا بأمرك ، فوالله لنضربن دونك وإن حال دونك جمر الغضا وشوك القتاد . فأثنى عليهما وقال لهما خيراً وقال (( أين تقعان مما أريد )) ثم نزل .
هذه خطبة لعلي رضي الله عنه عندما أغار سفيان بن عوف الأزدي ثم الغامدي على الأنبار زمان علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان واليها ابن حسان أو حسان البكري فقتله وأزال تلك الخيل عن مسالحها ن فخرج علي حتى جلس على باب السدة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال (( أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة ، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذلة وشمله البلاء وألزمه الصغار وسيم الخسف ومنع النَّصف . ألا وإني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلاً ونهاراً سراً وإعلاناً ، وقلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم ، فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا . فتواكلتم وتخاذلتم وثقل عليكم قولي واتخذتموه ورآءكم ظهرياً ، حتى شنت عليكم الغارات . هذا أخو غامد قد وردت خيله الأنبار ، وقتل حسان البكري ، وأزال خيلكم عن مسالحها ، وقتل منكم رجالاً صالحين . وقد بلغني أن الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة فينتزع أحجالها وقلبها ورعثها ثم انصرفوا وافرين ما كلم رجل منهم كلماً . فلوا أن امرءاً مسلماً مات من بعدها أسفاً ما كان عندي ملوماً ، بل كان عندي به جديراً . فياعجباً من جد هؤلاء القوم في باطلهم وفشلكم عن حقكم ، فقبحاً لكم وترحاً حين صرتم غرضاً يرمى وفيئاً ينهب . يغار عليكم ولا تغيرون ، وتٌغزون ولاتَغزون ، ويعصى الله وترضون . فإذا أمرتكم بالسير إليهم في الحر قلتم : حمَّارة القيظ أمهلنا حتى ينسلخ عنا الحر . وإذا أمرتكم بالسير في البرد قلتم : أمهلنا حتى ينسلخ عنا القر . كل هذا فراراً من الحر والقر ن فإذا كنتم من الحر والقر تفرون فأنتم والله من السيف أفر . يا أشباه الرجال ولا رجال ، ويا أحلام الأطفال وعقول ربات الحجال ، وددت أن الله أخرجني من بين ظهرانيكم وقبضني إلى رحمتهمن بينكم ، والله لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم ، معرفة والله جرت ندماً ، وورثت صدري غيظاً ، وجرعتموني الموت أنفاساً ، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان ، حتى قالت قريش : إن ابن أبي طالب شجاع ولكن لا علم له بالحرب ، لله أبوهم ، وهل منهم أحد أشد لها مراساً وأطول لها تجربة مني ، لقد مارستها وما بلغت العشرين فيها ، وقد نيفت على الستين ، ولكنه لا رأي لمن لا يطاع ))
فقام رجل من الأزد يقال له فلان بن عفيف ثم أخذ بيد أخ له فقال : يا أمير المؤمنين أنا وأخي كما قال الله (( رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي )) فمرنا بأمرك ، فوالله لنضربن دونك وإن حال دونك جمر الغضا وشوك القتاد . فأثنى عليهما وقال لهما خيراً وقال (( أين تقعان مما أريد )) ثم نزل .