smart
13-05-05, 12:44 am
السفارة البريطانية مع جامعة سعودية:
كم من الفرص تضيع!
قينان الغامدي
في منتصف الثمانينات الميلادية تقريباً من القرن الماضي قررت وزارة الخارجية البريطانية تخصيص عدد من المنح الدراسية للطلبة السعوديين الذين بدؤوا مرحلة الماجستير في مختلف التخصصات، ويجيدون اللغة الإنجليزية، المنحة تتراوح مدتها بين ثلاثة أشهر وسنة كاملة على نفقة الخارجية البريطانية، وهدفها إفادة الباحث في مجال تخصصه الذي يسعى للحصول على الشهادة فيه. وبدأ البرنامج، وكانت الوزارة من خلال سفارتها بالرياض تحاول عن طريق العلاقات العامة التعرف على هؤلاء الدارسين المستحقين للمنح، وسنوياً تحصل على عدد لا بأس به عن طريق المعارف والعلاقات الشخصية، ومنذ ثلاث سنوات تقريباً رأت السفارة أن تجرب أسلوباً عملياً لاختيار هؤلاء عن طريق الجامعات السعودية، فقام مندوب من السفارة واتصل برئيس قسم في إحدى الجامعات وشرح له البرنامج وأهدافه وآلياته وطلب منه الاجتماع معه لترشيح بعض خريجي القسم الذين توجهوا لدراسة الماجستير. استحسن رئيس القسم الفكرة وأشاد بالبرنامج وحدد موعداً للمندوب لإكمال اللازم. قبل الموعد بساعات اتصل رئيس القسم معتذراً عن الموعد، طالباً الاتصال بعميد الكلية. المندوب بادر إلى الاتصال بالعميد الذي رحب وأشاد وحدد موعداً للاجتماع من أجل إتمام المهمة. قبل الموعد اتصل العميد معتذراً عن الموعد، طالباً نقل الموضوع إلى وكيل الجامعة. المندوب اتصل بالوكيل الذي رحب وأشاد وحدد موعداً للاجتماع. قبيل الموعد اتصل الوكيل معتذراً وطالباً الاتصال بمدير الجامعة. مندوب السفارة خشي أن يتصل بمدير الجامعة، فيحيله إلى وزير التعليم العالي، ثم إلى مجلس الوزراء ثم قد تتحول المسألة إلى قضية تتشكل لها لجنة للدراسة، وأخرى لدراسة الدراسة فتضيع الفرصة على مستحقيها. أقفل المندوب على الموضوع وعادت السفارة إلى سيرتها الأولى في الاختيار، مع إضافة إعلانات عن البرنامج عبر الصحف. المتقدمون الراغبون تفيض أعدادهم عن المطلوب، لكن فاتت الفرصة على الجامعات أن ترشح الجديرين والمتميزين من أبنائها لأنه لا أحد يحب أو يجرؤ على اتخاذ القرار. وكم من الفرص تضيع بسبب مركزية القرار.
كم من الفرص تضيع!
قينان الغامدي
في منتصف الثمانينات الميلادية تقريباً من القرن الماضي قررت وزارة الخارجية البريطانية تخصيص عدد من المنح الدراسية للطلبة السعوديين الذين بدؤوا مرحلة الماجستير في مختلف التخصصات، ويجيدون اللغة الإنجليزية، المنحة تتراوح مدتها بين ثلاثة أشهر وسنة كاملة على نفقة الخارجية البريطانية، وهدفها إفادة الباحث في مجال تخصصه الذي يسعى للحصول على الشهادة فيه. وبدأ البرنامج، وكانت الوزارة من خلال سفارتها بالرياض تحاول عن طريق العلاقات العامة التعرف على هؤلاء الدارسين المستحقين للمنح، وسنوياً تحصل على عدد لا بأس به عن طريق المعارف والعلاقات الشخصية، ومنذ ثلاث سنوات تقريباً رأت السفارة أن تجرب أسلوباً عملياً لاختيار هؤلاء عن طريق الجامعات السعودية، فقام مندوب من السفارة واتصل برئيس قسم في إحدى الجامعات وشرح له البرنامج وأهدافه وآلياته وطلب منه الاجتماع معه لترشيح بعض خريجي القسم الذين توجهوا لدراسة الماجستير. استحسن رئيس القسم الفكرة وأشاد بالبرنامج وحدد موعداً للمندوب لإكمال اللازم. قبل الموعد بساعات اتصل رئيس القسم معتذراً عن الموعد، طالباً الاتصال بعميد الكلية. المندوب بادر إلى الاتصال بالعميد الذي رحب وأشاد وحدد موعداً للاجتماع من أجل إتمام المهمة. قبل الموعد اتصل العميد معتذراً عن الموعد، طالباً نقل الموضوع إلى وكيل الجامعة. المندوب اتصل بالوكيل الذي رحب وأشاد وحدد موعداً للاجتماع. قبيل الموعد اتصل الوكيل معتذراً وطالباً الاتصال بمدير الجامعة. مندوب السفارة خشي أن يتصل بمدير الجامعة، فيحيله إلى وزير التعليم العالي، ثم إلى مجلس الوزراء ثم قد تتحول المسألة إلى قضية تتشكل لها لجنة للدراسة، وأخرى لدراسة الدراسة فتضيع الفرصة على مستحقيها. أقفل المندوب على الموضوع وعادت السفارة إلى سيرتها الأولى في الاختيار، مع إضافة إعلانات عن البرنامج عبر الصحف. المتقدمون الراغبون تفيض أعدادهم عن المطلوب، لكن فاتت الفرصة على الجامعات أن ترشح الجديرين والمتميزين من أبنائها لأنه لا أحد يحب أو يجرؤ على اتخاذ القرار. وكم من الفرص تضيع بسبب مركزية القرار.