المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا الموقف .. حدث أمام عيني !!


أبوفالح
03-05-05, 03:47 pm
http://www.buraydh.com/mntda/buraydh1111.gif

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحبتي الكرام ... سأثقل على أبصاركم بسرد هذا الموقف العالق بذاكرتي مند عام 1422 للهجرة ..
وما جعلني استحضر هذا الموقف .. هو ما نسمع ونرى من سيول جارفة اجتاحت مناطق متفرقة من المملكة .. فموقفي لا يبتعد كثيراً عن هذه الأحداث الماطرة والمخيفة في آن واحد ..
وقبل أن أدعكم في أحداث هذا الموقف .. أحب التنويه إلى أني شاهد العيان على ما أذكر وأصف دون زيادة أو مبالغة .

كنّا خمسة من الشباب ننحدر من أبها إلى جيزان عبر طريق العقبة .. وهدفنا هو جزيرة فرسان والشوق الملح إلى ركوب العبّارة .. لا غير !!
ومع بداية هذا الطريق المتعرج أنشقت السماء بأمطار غزيرة جدآ .. فكنا نمشي الهوينا خوفآ من الإنزلاق إلى الوديان السحيقة .. وبعد أن تجاوزنا ما يقارب 30 كم ، كنا على موعد مع مفاجأة غريبة .. لقد توقف السير فجأة ، وأصبح الجميع في عرض الطريق لا يتقدمون خطوة واحدة .. فتوقفت جانبآ وذهبت لأستكشف الأمر والسبب في هذا التوقف .. فكانت أرى مفاجأة جميلة في بدايتها ، و في نهايتها كانت أمر من العلقم ...
السبب في توقف الجميع .. كان خوفآ من تجاوز ( الجسر ) اللذي أمامهم ، فكانت كميات هائلة من مياه المطر ، تنحدر من أعالي الجبال وتحمل معها أحجار كبيرة جداً ،ثمّ ترتفع فوق الجسر بسرعة مذهلة تدعو إلى الخوف والترقب .. ولكن لم يكن يخلو هذا المنظر من جمال وإثارة ومتعة سعدنا بها كثيراً
حتى حدثت هذه المفاجأة ..!!
لقد كان بين هؤلا الذين منعهم طوفان الجسر من التجاوز والتريث حتى يتوقف أو يخف ظغط الإنحدار المائي .. شاب وشابة ، تدرك بداهة أنهم ( معاريس .. ينعمون في شهر العسل ) وقد اصطافا في أجواء عسير الجميلة .. فهم يرتمون في نعومة ودلال داخل سيارة ( أوبل ) فارهة وجديدة .. وكانا كغيرهم ينتظرون رحمة السماء حتى يواصلو المسير .. ولكن فجأة وبتهور غير مسبوق عزم هذا الشاب على تجاوز الجسرأمام أعين الناس ، وحين ظهرت منه بوادر الجنوان .. سارع الجميع إلى تحذيره ومنهم من سعى إلى منعه .. ولكن كان عنيدآ فلم يقبل النصح والتحذير ... فأخذ في التقدم .. حتى تجاوز الجسر بسلام .
عفوآ .. العبارة الأخيرة لم تكن هي النتيجة ، ولكن : هي الأمنية الصادقة لهذا العش الزوجي ، يلهج بها من خلفهم في تلك الجموع الخائفة .
فحين أخذ الشاب في التقدم رويدآ رويدآ .. كانت قوة الماء تشتد ، بفعل إنحداره من أعالي الجبال .. وحين تجاوزا منتصف الجسر ، بلغ جريان الماء ورتطامه بجانب السياره الأيمن أشد ما يكون .. وفي هذه اللحظات الحالكة كنت أشاهد بوضوح سيارة الشاب تنجرف قليلآ نحو هاوية الجسر إلى الشعيب الجارف .. وحين أدرك الشاب هذا المأزق ، حاول التدارك والرجوع .. ولكن فات الأوان لقد فقد السيطرة والتحكم في ثباتها ، وأخذت تقترب بشدة نحو الهاوية وأخذت تقترب وتقترب وتقترب ، وكانت شهقات الفزع لا تتوقف من أجلهم فا الجميع قد احتبست أنفاسهم ، وبلغت القلوب الحناجر .. خوفاً وهلعاً من أجلهم .
فكنت في تلك اللحظات العصيبة ، أمسك قلبي فزعآ وإشفاقاً ، لما أشاهد أمامي من لحظات حاسمة في حياة واعدة تكاد تطوى وتغرق أمام عيني .. وكدت أصل إلى حد البكاء ، والكثير من حولي بكى فعلآ ..
وحين تأرجحت سيارتهم قرب الهاوية .. أغمضت عيناي ، وحين سمعت صراخ الناس من حولي ، أدركت بداهة أن عش الزوجية قد سقط في الهاوية .. ففتحت عيناي لأرى بوضوح سيارة الأوبل تتقلب بشده ، والأمواج تعبث بها في كل مكان ... وفي داخلها كانت تتقلب وتتهاوى مشاريع وأماني واعدة ، تفوهت بها شفاه من كان داخل هذه السيارة الغارقة ..!!

يتبع ............


أعذب تحية

الذاهبة
03-05-05, 04:20 pm
و أنتم يا الرخوم ..

تناظرون و تبكون ؟!

ما جاء على بالكم تنقذونهم .. تتصلون على .. أيه صح .. ما فيه أحد تتصلون به أصلاً .. !

رب لا تذرني وحيدةً مع رخمة !



الله يرحمهم .. و الله يلعن التهور و الاغترار بالنفس !

جنى على الضعيفة !





نتابع معك يا سيدي ..

ام المقداد
03-05-05, 05:32 pm
^
^
الذاهبه ردك واضح انك مقهوره
والله يلوم اللي يلومك..
لكن..
الرخمه اللي اقتحم الجسر
وصدق من قال الفرق بين
الشجاعه والتهور شعره دقيقه..
للأسف ماكان هالمسكين يدري بها..
اما المشاهدين فقد فعلوا مايستطيعون
فعله..
تبينهم يتهورون علشان يثبتون الشجاعه!!
همن لادحدروا مع الجبل وراحوا قطع..
وش بتجيب لهم قولة يابطل..
مادري انا احس ان النهايه ماراح تكون زي
ماتوقعنا..
معاك يابو فالح..

أبوفالح
03-05-05, 06:11 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عفواً .. القصة لم تنته بعد ... والنتائج غير متوقعة البته .. وحين أرجع إلى المنزل ليلاً سأكملها حتى النهاية ... ولكن أعتذر الآن فأنا أشعر بملل كبير إلى الكتابة إضافة إلى غبتي في الخروج عن المنزل ..


تعليقات عابرة وسريعة

أختي ( اليزابث )

صدقيني .. بعد تعليقك السابق أخذت أردد في داخلي :

ربي لا تذرني مع أدبشه .. تقرا ولا تفهم

يعني أخبرتك أن الوادي يجرف أحجار كبيرة .. وتنتظرين أحد يجازف في حياته ويصل إليهم ؟!

أيضاً تدركين تماماً أن السيارة تفقد ثباتها والوادي يدحرجها كورقة خريف .. وتعتقدين أن إنقاذهم أمر في متناول اليد ؟!!

عموماً تفضلي هذه هالحقائق :

- أحداث هذه المجازفة لم تستغرق أكثر من خمس دقائق .. ومع هذا الوقت القصير يصعب التفكير فضلاً عن التنفيذ .
- تم الإتصال فوراً على فرقة الدفاع المدني .. ولكن أتت في وقت متأخر جداً ( بعد 3 ساعات )... وسأحدثكم في هذه الليلة عن مجيئها المخجل جداً .

عموماً ... أنا سعيد جداً بردك الحانق والمتألم .. فهو دليل ملموس عل تفاعلك مع حديثي .

تابعي معي .. يا الزابث .


أم المقداد يا غالية

يعطيط العافية على ردك المتعقل ودفاعك الجميل .. لكن لا تشرهين على أفلانه ، فهي تحترق من أجل إنقاذهم ..
وأنا متأكد أنها لو كانت في ذلك الحدث .. لسارعت إلى الدخول إليهم وربط السيارة في شوشته ثم سحبها إلى بر الأمان .. أيضاً من يدري ن فقد ( تسد ) الوادي في عباته .. لتجعل الجميع ينعمون في تجاوز الجسر بما فيهم ( أبو فالح ) ..

أقول .. الحمد لله على العقل

أعذب تحية

بندر الحمر
03-05-05, 07:21 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فهم يرتمون في نعومة ودلال داخل سيارة ( أوبل ) فارهة وجديدة ..

عرفته راعي الأوبل http://www.asmilies.com/smiliespic/happy/001.gifhttp://www.asmilies.com/smiliespic/love/017.gif



قصة محزنة من بدايتهاhttp://www.asmilies.com/smiliespic/sad/051.gif



بإنتظار بقية القصة http://www.asmilies.com/smiliespic/sad/096.gif

ماجد الأول
03-05-05, 08:16 pm
السلام عليكم

يشدني ويستهويني سرد الأحداث الواقعية بيراع من عايشها
خصوصا إذا كان دفق القلم بمثل رشاقة ألفاظك وجاذبية معانيك
قصتك مؤلمة .. أرجو لها نهاية سعيدة ..

مع التحية ..

الرمادي
03-05-05, 09:40 pm
الرائع والمبدع ابو فالح


نقلتنا معك لنعيش القصة وكأنها أمام ناظرنا


سرد رائع وإسلوب جميل ومشوق

سننتظر بقية القصة بشوق كبير






فيمتو .. اقول اعقل احسن لك :)




تحياتي ,,,

الذاهبة
04-05-05, 02:07 pm
معقول ؟! مين إليزابيث ؟!

نفسي و منى عيني أشوف مشاركة بدون مشادات كلامية ..

بو فالح سرى ليله ..

هل الدمع من عينه ..

لا يسري ولا يرتاح ..

يا خايب .. زمانك راح !


أتمنى أن تكمل القصة يا استاذي .. أنا مشدودة ماعاد إلا أنقطع .. من الشد

أشكر لطفك .. و أبشرك شوشتي دهنتها بوازلين .. و طمنت ..

و الله ثم والله ثم و الله : ما قصدت شخصك الكريم بالرخامة .. لكنك لا تتوانى في الإنطلاق .. الله يسامحك ..

تفضل كمل .. كلنا سمع :

أبوفالح
04-05-05, 06:20 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فيمتو .. يا بعدهم

أنا مستغرب من ها الفاين اللّي له يومين يمعط أمنه .. ولا قضي .

عموماً .. أقول أعقل أحسن لك .... ( نفس أدري وش السالفة )

أعذب تحية

أبوفالح
04-05-05, 06:27 pm
ماجد الأول .. يا رائع

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

صدقني .. أنا فخور بشهادتك وإطرائك ... شكراً لك .

أعذب تحية

أبوفالح
04-05-05, 06:33 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا هلا با الريس الكبير ( رمادي قلبي )

أسعدني مرورك .. كما أسعدني تعليقك المشجع ، وشوقك المنتظر

لكن لا عمرك تهوش فيمتو عندي .. !!:for1:

أعذب تحية

أبوفالح
04-05-05, 06:42 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الذاهبة .. يا ملا الذهاب


يجب أن تدركي .. أن تعليقي على ردك خرج من الكيبورد وليس من القلب ..

ولكن صدقيني .. أعتذارك مخجل ولا يمكن تصديقه

فأنا شاهد العيان على هذه الحادثة ... فكيف خرجت عن السياق والمشاهدة ؟؟

عموماً .. لو ما يجين من هذه القصة .. إلا أنك هبطتي شعرك .. أعتقد يكفي


تقبلي تحيات .. الرخمة ( أبو فالح )

أبوفالح
04-05-05, 07:10 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تابع .. القصة

وحين تأرجحت سيارتهم قرب الهاوية .. أغمضت عيناي ، وحين سمعت صراخ الناس من حولي ، أدركت بداهة أن عش الزوجية قد سقط في الهاوية .. ففتحت عيناي لأرى بوضوح سيارة الأوبل تتقلب بشده ، والأمواج تعبث بها في كل مكان ... وفي داخلها كانت تتقلب وتتهاوى مشاريع وأماني واعدة ، تفوهت بها شفاه من كان داخل هذه السيارة الغارقة ..!!


وبعد هذه اللوحة المسرفة في ألمها وقسوتها ، أخذنا ننتظر أن يخف جريان الوادي وتدفقه الشديد .. فكنا ننتظر ونحن نعيش سباتاً من الذهول والصمت المطبق .. .. وبعد أن مكثنا أكثر من ساعتين ونحن نتلظى مرارة الحادثة ، والرغبة الملحة إلى معرفة النهاية والأحداث الحالكة التي عاشها العريسان بعد أن هوت سيارتهم في الوادي السحيق !!

وبعد أن تجاوزنا هذا الجسر .. أخذنا نتقدم ببط وألم.. فكنا نمشي الهوينا وأبصارنا قد تركزت في مجرى الوادي المحاذي لنا ونحن نترقب في خوف وأنفاس لاهثة.. مشاهدة ( الأوبل ) ... أو حتى مشاهدة جثث غارقة وكئيبة لعريس وعروسة ... ولكن لا شئ يدرك أو يرى وكأن الوادي قد أبتلع سيارة الأوبل بما تحمل من أجساد ناعمة وطرية ..

وبعد أن تجاوزنا 2كم ونحن بمحاذاة هذا الوادي ... أصبحنا نرى بوضوح هذه المفاجأة والفاجعة في آن واحد .

كنت أرى أمامي سيارة الأوبل وقد أصبحت كومة من الحديد ، فهي مستقرة على رأسها وعجلاتها إلى الأعلى وقد اختنقت وغاصت في الطين ، فأصبح ارتفاع السيارة لا يتجاوز 40 سم .. والسيارة في جميع أجزائها قد تهشمت بصورة شديدة جداً .. فأنت لا تدرك نوع السيارة أبداً حتى تخبر بذلك ، فأخذت ألتفت يمنة ويسرة .. ولكن لا فائدة لم أجد أثراً أو ألحظ جسداً .. فهالني مجرد التفكير أن يكون العروسين يقبعون داخل هذه السيارة التي أمامي .. وإذاً كان هذا صحيحاً .. فالموت في حساب البشر هو مصيرهم المحقق ، ولا أمل في الحياة لمن تحوي في جنباتها..
وحين توقفي عند سيارتهم.. لم يكن هناك غير القليل من الرجال لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة .. وقد ذهبت محاولاتنا الكثيرة لرفع (الأوبل )وقلبها إلى الوضع الصحيح .. أدراج العبث واليأس .. فقد تشبثت في الطين حتى الثمالة .. فلم ينفع معها ( عفريته ) .. أوحتى وسيلة جر .. وهذه الأخيرة كانت تتأرجح معها الأوبل فقط ... وبينما كنا نقلب الفكر والرأي والمشورة .. و لحظات قاتلة من اليأس وقلة الحيلة والرغبة في مسابقة الزمن تحرقنا بلظاها المتأجج والمستعر مع كل دقيقة أو ثانية تمر ...
في هذه اللحظات المريرة على قلوبنا .. غمزني صديقي ( ي _ ف ) قائلاً بدهشة وصوت مبحوح وصارخ .. أنظر إلى هناك .. فكنت أرى حيث أشار .. جسد العروس بقامتها الممشوقة ولباسها الجنز ، وشعرها المتناثر .. ممدداً على الأرض .. فلم ننتظر لحظة واحدة ، أو نتوانى برهة .. بل سارعنا إليها ونحن نلهج با الدعاء أن تكون هذه المسكينة على قيد الحياة

يتبع ...:g1:

بندر الحمر
04-05-05, 07:31 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعيش في ألم وحزن مع هذه القصة

الله يجعل ختامها مسك

شكرا لك أخي أبوفالح

وااااصل إبداعاتك

أنواع الأعصاب لمعرفة المزيد

دمعــة أمـل
05-05-05, 02:46 am
اخي ابو فالح ............

اسلوبك في سرد القصة اكثر من رائع..........

ننتظر البقيه........فلا تتأخر علينا

ام المقداد
05-05-05, 04:24 am
معك ..:g2:

الذاهبة
05-05-05, 01:09 pm
(( وبعد أن مكثنا أكثر من ساعتين ونحن نتلظى مرارة الحادثة ، والرغبة الملحة إلى معرفة النهاية والأحداث

الحالكة))

أبو فالح .. بالله عليكم ساعتين .. ترقب و جمود .. ياخي متى اتصلتوا على الدفاع المدني .. متى طلبتوا

النجدة .. أو ما جاء على بالكم تتصلون ؟


(( غمزني صديقي ( ي _ ف ) قائلاً بدهشة وصوت مبحوح وصارخ .. أنظر إلى هناك ))

وش اسمه ؟ ياسر فهد ؟

ليه صوته مبحوح ؟ من البكاء و النياح ؟


أبو فالح اعذرني ما اقدر اقرأ و اسكت

لازم أعلق و أسأل .. بس الله يوفقك

أكتب القصة .. نبي نعرف المعجزة ..



سبحان ربي لطيف بالعباد .. !

وليد الطريقي
05-05-05, 06:03 pm
الاخ العزيز ابو فالح لقد اتلفت اعصابنا بنقطاعاتم المملة خلص القصة وقلنا وش صار ترى اعصابي واصلة حدها عموماً انتظر بقية القصة دون تقطيع

اكار شوكولانا
05-05-05, 06:23 pm
وين راح ذايكمل

الووووووووووو........ابو فالح

أبوفالح
05-05-05, 09:40 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذي بدء ... أود إعطاء لمحة موجزة عن عقبة جيزان ( مكان الحادثة ) ... فهي تتصف في الآتي :

- هذا الطريق يربط بين أبها ومنطقة جيزان .. وهو شديد الإنحدار والخطورة .. لهذا يمنع رجال الشرطة السيارات ذات ( القير التماتيك ) من عبوره خوفاً من الإنزلاق وعدم القدرة على التوقف .

- الطريق يحاذي الجبال من اليمين والوادي من اليسار .. لمن كان في حال النزول إلى جيزان .

- الأمطار دائماً مخيفة لمن يتجاوز هذا الطريق .. ليس خوفاً من كثافتها وشدتها .. ولكن روافد الوادي هي الجبال المحيطة .. ونحدار المطر من أعالي الجبال يجعل سرعته تتضاعف رغم قلته .

- هناك عدداً من الجسور تتجاوز الوادي في مناطق منخفظة وروافد قوية .. وهي دائماً مكمن الخطر والحذر .

- من يرتاد ذلك الطريق دائماً .. قد اعتاد على التوقف في الأجواء الممطرة .. حتى يخف ظغط الإنحدار المائي من أمام الجسر الذي يود تجاوزه .. . فا الماء رغم شدته قد يتوقف بسرعة .

- بقي أن أحدثكم .. أنّ ذلك اليوم الذي أصبحت فيه شاهداً على نكبة الأوبل .. هو من الأيام المشهودة في غزارة المطر .. وكثرة الجسور التي منعت التجاوز والمواصلة .. حدثني بهذا بعض المتجمهرين قرب الأوبل .



والآن سأقف قليلاً مع بعض الردود .. ثم أكمل القصة .. والتي لم أكن أعتقد أني سأعجز عن اختصارها في رد واحد .

فيمتو .. يا غالي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ليس مؤكداً .. أن يكون ختامها مسك .. ولكن انتظر وستدرك .

مشرفتنا .. ريماز

أنا سعيد جداً .. بثائك وإعجابك .. وأتمنى أن أكون عند حسن ظنك في أسلوبي ..

ولا يفوتني .. أن أتقدم بشكري لك أنت ولأخي ماجد الأول .. حين طوقتماني بفيض تشجيعكم وكرم تثبيتكم لهذه القصة .. و التي أخذت حجماً وهتماماً .. أنا أعجب لوجوده ... وقد يكون دافعاً للمزيد من الكتابة .. شكراً لكما .

أم المقداد .. يا غالية

ما أجمل حرصك ومتابعتك لهذا الموقف .. أنا فخور بك


الذاهبة .. يا ملا الذهاب

أبداً .. خوذي راحك في الأسئلة .. فهذا من حقك .. ولكن أتمنى أن تكون في آخر القصة .

والآن سأجيبك على تساؤلاتك ( أمناقراتك ) السابقة .

- انتظارنا .. لأكثر من ساعتين ليس جموداً .. ولكن حتى يخف ظغط الماء فنستطيع تجاوز الجسر .. و قد ذكرت هذا في القصة .. ولكن لا فائدة مع فهمك .
أيضاً .. تم الإتصال على الدفاع المدني في اللحظات الأولى من الحادث .. ولكن كان تعلليلهم لهذا التأخر الشديد .. هو العجز من تجاوز أكثر من جسر في الأسفل كانت لا تختلف عن الجسر الذي انتضرنا أمامه أكثر من ساعتين .

أمّا سؤالك المهم جداً : ( ليه صوته مبحوح ؟ من البكاء و النياح ؟ ) .. عفواً ليس من بكاء أو نوح .. ولكن سأخبرك عن السبب :

تلك المنطقة مليانة با القرود المهذبة واللطيفة .. ومن المصادفات العجيبة .. حين مررنا بمجموعة كبيرة منها .. فوجدناها تحتفل بشئ معين .. فاقتربنا منها كثيراً .. وهنا أدركنا أنّها قد أعدت ( طبق خيري ) .. يكون ريعه لمعلمات الحاسب .. المهم أشترى صديقي ياسر فهد ، قطعة إيسكريم .. وهي السبب في صوته المبحوح ..

عيون القصيم .. يا متذمر
صدقني .. لم يكن في نيتي تجزئة القصة .. ولكن الأحداث تفرض نفسها في الإسهاب .. وأنا لست أحتفظ في القصة مكتوبة في مكان معين .. ولكن حين أكتب شيئاً منها أبعثه سريعاً إلى هذا المنتدى .. فأرجو أن تعذرني ..



اكار شوكولانا


يا هلا ومسهلا .. نعم .. نعم معك أبو فالح .. خذ باقي القصة .

أعذب تحية

أبوفالح
05-05-05, 09:51 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تابع .. القصة


في هذه اللحظات المريرة على قلوبنا .. غمزني صديقي ( ي _ ف ) قائلاً بدهشة وصوت مبحوح وصارخ .. أنظر إلى هناك .. فكنت أرى حيث أشار .. جسد العروس بقامتها الممشوقة ولباسها الجنز ، وشعرها المتناثر .. ممدداً على الأرض .. فلم ننتظر لحظة واحدة ، أو نتوانى برهة .. بل سارعنا إليها ونحن نلهج با الدعاء أن تكون هذه المسكينة على قيد الحياة

ولكن قبل أن نصل إلى موضعها في بضعة أمتار ، كنا على موعد مع مفاجأة سارة جداً .. لقد نهضت هذه الفتاة حين شعرت في اقترابنا ، وأصبحت في وضعية الجلوس مطرقة برأسها إلى الأرض ، وبعدها أصبحت تمثالاً من الثلج .. وحين اقتربنا منها ، ارتضينا سريعاً أن يتقدم ويقترب إليها شخص واحد ، حتى لا نضاعف عليها الخوف والهلع .. فتقدم ذلك الشيخ المسن ذو الهيئة الوقورة ، والذي يسكن تلك الأرض منذ نعومة أظفارة .. ليسألها بلطف وصوت دافئ وحنون هذا السؤال الملح في أذهاننا منذ إدراكنا أنّها على قيد الحياة ... كان سؤال الشيخ المسن :
يا بنتي .. وين بعلك ؟؟
ولكن لم تزل مطرقة .. ولم تنطق ببنت شفة .. فأخذ يكرر عليها السؤال :
يا بنتي .. خبريني وين بعلك ... عشان نخرجه ؟؟
ولكن لا فائدة .. فهي لم تزل مطرقة .. وتساؤلات الشيخ ذهبت أدراج الوادي ..
وهنا افترضت أن الفتاة .. لا تفهم معنى ( بعلك ) .. فأخذت أنادي عليها وأسمعها صوتي قائلاً :
هذا الشيخ يقصد .. أين زوجك ؟ أين عريسك؟
فكنت أترقب بلهفة شديدة أن تجيب الفتاة على توضيحي الأخير .. ولكن لا فائدة .. فا الصمت المطبق هو جوابها المتكرر والمؤلم في ذات الوقت ..

ومع هذه اللحظات المتسائلة .. أخذت سيارة الأوبل المنكوبة تعج با الفئام المختلفة من البشر، بعد أن أصبحت الجسور المتفرقة في متناول التجاوز وعدم الخوف .. فأخذ الكثير يقترب من الفتاة ، وأصبح جسدها مرتعاً للنظرات الطائشة والعابثة .. فأدركت بداهة .. أن وجودها في هذا المكان لا فائدة منه .. بل يزيد القضية تعقيداً ، والبحث عن الشاب تقصيرا .. وكان الشيخ تختلج في خاطره هذه الخطوة الملحّة .. فاتفقنا سريعاً دون أن نحفل برأي الفتاة المسكينة على إبعادها عن هذا المكان .. وحين اقترب الشيخ بسيارته القديمة ، وأصبح بمحاذاتها .. ترجل منها ، وفتح الباب الخلفي وهو يدعوها إلى الركوب ، والذهاب إلى مكان آمن ومريح .. بعيداً عن هذا الضجيج ..
وهنا وقعنا أيضاً في مشكلة الرفض والصمت المطبق .. فهي لا تجيب ولا تستجيب .. فأصبحنا في حيرة تعاملية لا نحسد عليها .. فنحن لم نعتد على كسر خصوصية الفتاة بذات اليد وإركابها عنوة .. أيضاً نحن نتلمس لها العذر في هذا الإحجام .. فهي خائفة جداً ، والرعب يكاد يقتلها .. وتجربة الوادي التي عايشتها قبل قليل ، جعلت منها فتاة ذاهلة وبائسة ، فهي لا تكبي ولا تصرخ لا تستغيث .. فهي تجاوزت هذه الوقفات الإنفعالية بمراحل ... فأصبح الصمت المطبق ملاذها الأخير ..

ولكن حين أصبح التقاطر الشبابي لايطاق .. ضاق الشيخ ذرعاً ، وصرخ فيها قائلاً :
يابنتي .. أنا مثل أبوك .. أرفعي راسك حتى تنظري كيف الرجّاله حولك .

وهنا رفعت رأسها ، واختلست النظر .. وكانت حقاً .. نظرة موفقه جداً .

فا الرعب تضاعف في داخلها .. فأصبحت تحمل وجهاً شاحباً لا يختلف عن الأموات .. وسارعت إلى النهوض ولكن بتردد يشوبه الخوف .. وحتى نضفي عليها قليلاً من الأمن .. فقد أخذنا على سمعها وبصرها بيانات الشيخ كاملة ورجوناها أن تركب سريعاً .. فا استجابت وركبت وتحرك الشيخ بسيارته ، ولكن لم يتجاوز أكثر من 100م حتى حظرت أول سيارة للشرطة .. فأصبحت الفتاة في معيتهم إلى حيث لا أدري ..
وهنا تنفسنا الصعدا .. وأصبح البحث يتجدد ويتحدد من أجل العثور على الشاب البائس .. وكانت سيارة الأوبل وقلبها إلى الوضع الصحيح هي الخطوة الأولى والمخيفة والمرعبة في ذات الوقت .. فنحن نترقب ونخشى أن نفاجأ بجسد الشاب ممزقاً ومهترياً ومخنوقاً في داخلها ..


يتبع ...


أعذب تحية

ام المقداد
05-05-05, 11:08 pm
يابعد عمري البنيه :(
حالتها تبكي الحجر ....
الله يجزاكم خير
بانتظارك.

MiSs_7o0oRyAh
05-05-05, 11:58 pm
http://www.geocities.com/miss_7o0oryah/basmlah.gif

http://www.geocities.com/miss_7o0oryah/no.gifالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهhttp://www.geocities.com/miss_7o0oryah/no.gif
. . . . .
. . .
.

<<<<<< متحمسسسسسسسسسسسسه
ابو فالح مدري ابو فلاح وينك كمل الله يخليك ترا طاقتي الصبرية خلصت

يا بعدي يا هي رحمته من شدة الذهول صار فيها حاله ذهول وما قدرت تتكلم
حتى انا من شدة تحمسي مع القصة عجزت احتسي




.
. . .
. . . . .
http://www.geocities.com/miss_7o0oryah/no.gifتحياااا:for12:ااااتيhttp://www.geocities.com/miss_7o0oryah/no.gif

http://www.geocities.com/miss_7o0oryah/sob7ank.gif

وليد الطريقي
06-05-05, 01:38 am
الاعلان هــــــــــــــام

عن مقاطعتي للموضوع لان والله العالم ان ابو فالح يحب يوتر الاعصاب وصار موضوعه ممل من كثرة التاجيل والمماطلة لذا اعلان انسحابي



<<<<< والله ياهو يبي ينسحب كثر منها

الذاهبة
06-05-05, 07:37 am
الذهابة يا ملا الذهاب .. تقول :


((أبداً .. خوذي راحك في الأسئلة .. فهذا من حقك .. ولكن أتمنى أن تكون في آخر القصة .))

يمديني نسيت وش بسأل .. ماشاء الله عليك هذا و هو ( موقف ) .. لنا اسبوعين نقرأ فيه .. أجل كيف لو

عندك قصة أو ملحمة ... *أو مقصب بالمرة *..

(( الآن فهمت لماذا الانتظار ساعتان من الزمن أو يفوق .. ممممممممممم !

تأكلون أيس كريم و تتفرجون على شلة ( المؤدبات ) .. الحمد لله ما طلعن هن معلمات الحاسب ..


أبو فالح :

ارتقاءاً عند طلبكم .. سوف لن أسأل هذه المرة ..

و لن أعلق إلا في آخر القصة ..



لكن ملاحظة صغنونة :

عروس = الأنثى

عريس = الذكر




تفضل المايك ..

الرمادي
06-05-05, 02:00 pm
إبداع في الوصف ..

وإبداع في السرد ..

وإبداع حتى في تعذيب من حضر هنا :)



هنيئا لنا بإبداعك يارائع


بس ولو عاد لاتطول اكثر :)


تقبل تحياتي ,,,

ريــــــــــانه
06-05-05, 02:46 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابو فالح ماجمل سردك والله انها قصه مؤثره جدا لكن عجل علينا بالباقي >>>>>>>>تكفى

وليد الطريقي
07-05-05, 12:24 am
انا اكملكم القصة لاني شفت القصة كاملة ها وش ريكم

الشماسي
07-05-05, 07:00 am
أبوفالح ابداع في سررد القصه جميل جداا

أبوفالح ابداع في سررد القصه جميل جداا


يمال العافية يالذيب
واصل وحنا معك

ومع التحية

أبوفالح
07-05-05, 08:00 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أم المقداد .. يا غالية

حقاً .. موقف الفتاة يدعو إلى الشفقة والرحمة .. شكلك عاطفيه ورحومة جداً

MiSs_7o0oRyAh

يعطيك العافية على جميل متابعك .. وطاقك الصبرية .. ما علي منها

لكن . تعالي .. وش معنى : ( عجزت احتسي ) .. والله عجزت أفهمها !!

عيون القصيم .. يا مشاكس

أهم شي عندي ما تزعل علينا .. لكن ما أكتمك .. أستانس إذا شفتك ( حمق )


الذاهبة .. يا أنيقة .. يا مهذبه

لا تصدقين .. بس حبيت أسلم من شرك ..
لكن عاد ( أجحديه ) .. تراي عدلت تنبيهك !!

الرمادي .. يا ريس

أقول الخلا .. شهادك مجروحة ، حتى نتجاوز يوم الأحد القادم !!


سلافة .. يا غالية

والله أحرجتين في كلمة ( تكفى ) .. يعطيك العافية على جميل متابعتك .. و أتمنى لك سعادة دائمة .


الشماسي .. يا فرع السنيدي

صراحة .. أسعدني تواجدك .. وشهادتك وتعليقك .. وسام أثير على قلبي ..
لكن غداً سأكون عندك ( في منتدى الرحلات ) .. معي كم صورة عن رحلتنا الأخيرة إلى مدينة ضبا .. أتمنى أن تحوز على إعجابك .


أعذب تحية

أبوفالح
07-05-05, 08:18 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تابع ... القصة

وهنا تنفسنا الصعدا .. وأصبح البحث يتجدد ويتحدد من أجل العثور على الشاب البائس .. وكانت سيارة الأوبل وقلبها إلى الوضع الصحيح هي الخطوة الأولى والمخيفة والمرعبة في ذات الوقت .. فنحن نترقب ونخشى أن نفاجأ بجسد الشاب ممزقاً ومهترياً ومخنوقاً في داخلها ..

فبعد أن توارت الفتاة واختفت .. بأحلامها الموءودة وآلامها المولودة ، أصبح البحث والتحري لاينفك ولا يقف عن الشاب البائس .. فهناك خليط من الشباب سلك مجري الوادي بحثاً عنه . وهناك قلة من الرجال الأفاضل أخذت على عاتقها قلب الأوبل إلى الوضع الصحيح
. ولكن الكثير من هذا التواجد الزاحف أخذ يرقب سيارة الأوبل ، وينظر هنا وهناك غير عابئ بما يحدث .. فاخترت موقفي قريبا من الأوبل ، وكانت الفكرة التي ارتضيناها سريعاً .. هي سحب الأوبل في سيارة ( جيب ) وأن يتضافر الجميع في الجانب الآخر إلى الرفع والمساعدة على قلبها إلى الوضع الصحيح .. وفعلاً تم ّ التهيؤ .. فأصبح الجيب في وضع الاستعداد ، وسواعد الرجال تهيأت لرفع الأوبل .. وحانت ساعة الصفر ، والخوف من القادم بلغ منتهاه وتزاحم الانفعالات المشفقه والمترقبه يعبث في الجميع .. فتقدم الجيب ، ورفع الرجال .. فتحركت الأوبل وأخذت ترتفع وترتفع .. فكنت في هذه اللحظات أسارق النظر إلى أسفل السيارة ، وخشيتي كبيرة أن تظهر أمامي يداً متدلية أو قدماً متمزقة أو دما تنزف .. أو أيّ شئ يصفعني في حقيقة وجود الشاب البائس داخل الأوبل
وفجأة .. توقف كل شئ .. لقد عجز الجيب عن التقدم وأصبحت إطاراته تصدر صريخاً مزعجاً وهي في مكانها لا تتقدم قيد أنمله ، وسواعد الرجال قد تعبت وأجهدت .. أضف إلى هذا عدم الثبات في أرض طينية وحلة ، فا الأرجل مع شدة الرفع أخذت تتزحاق بدورها فلا تثبت في مكانها .. فسائنا العجز وأحزننا الإخفاق .. فأخذنا نصرخ بشدة ، كي يهب الجميع للمساعدة ، فليس هناك فسحة للتفرج .. ومع هذه اللحظات الحانقة .. حضرت بإخفاق شديد أول سيارة للدفاع المدني ، ومن خلفها وسيلة مخجلة جداً في تقدير الإنقاذ والنجدة ، لقد كان في معيتها ( وايت ممتلئ بالماء ) .. وكأن الوادي في حاجة إلى إطفاء وإغراق .. ولكن لا بأس ، فقد كان التصرف سريعاً ، فهذا ( الوايت ) .. وسيلة قوية وثابته لرفع وقلب ( الأوبل ) .. ولكن هذه المرة تفاجأنا برفض رجال الدفاع المدني تلبية هذه الرغبة الملحة ، بحجة واهية لست أتذكرها الآن .. ولكن في النهاية تم الإذعان ، ورجع ( الوايت ) إلى موقع قريب من ( الأوبل ) .. وتم إحكام سلسلة الجر في كلا الطرفين ، وفي هذه المرة لم نكن بحاجة إلى رفع الأوبل بسواعدنا .. فنحن نثق بقوة ( الوايت ) والتي تأكدت بوجود ثقل الماء فوق ظهره .. فأخذت مكاني جانباً وأخذت أترقب اللحظات القادمة .. وهنا أخذ الوايت يتقدم رويداً رويداً .. فأخذت سيارة الأوبل ترتفع ببساطة مدهشة ، وقلوبنا أخذت ترتفع إلى حناجرنا .. والأنفاس لاهثة والأعين مفتوحة عن آخرها .. ومع ارتفاع ( الأوبل ) لأكثر من متر .. حدثت مفاجأة محزنة .. توالت معها الشهقات وصرخ من أجلها البعض وتوقف الوايت في أثنائها .. فمع ارتفاع السيارة وانكشاف الأرض التي عانقتها الأوبل وتشبثت بها منذ ساعات .. ظهرت في مكان السائق تحديداً ( بقعة حمراء كبيرة ) ... سالت على الأرض وأخذت تنتشر محدثة طبقة خفيفة فوق الأرض الطينية الوحلة .. فأدركتنا الكآبة لرؤيتها وآلمنا وفاة الشاب .. وترحمنا عليه قبل أن تبين جثته .. وفي هذه اللحظات العصيبة .. كان أحد الحاضرين ذكياً في فراسته ، سريعاً في إدراكه .. فقد لاحظ قبل غيره .. أنّ هذه الطبقة الحمراء لا تتمازج مع الماء الضحل .. فا قترب منها وجسها بيده .. ثم التفت إلى الجميع وهو يصرخ بصوت طفولي قائلاً : ( هذا ماهو دم .. هذا زيت الدركسون ) .. وكان محقاً في ذلك ، فهذا الزيت يتفرد دون غيره من الزيوت بلونه الأحمر ... وهنا تنفست الراحة ، وعاودني الأمل ، فأشرنا إلى سائق ( الوايت ) أن يكمل قلبها إلى الوضع الصحيح .. فتحرك قليلاً ثم تهاوت (الأوبل ) إلى وضعها الصحيح تماماً ..



يتبع ..

أحبتي ليس هناك غير القليل .. وأعدكم أن يكون هذا المساء .. هو نهاية المطاف من هذا الموقف .

أعذب تحية

MiSs_7o0oRyAh
07-05-05, 04:24 pm
وانا وش يبي يصبرن لين يجي المساااء
ابو فالح تكفى ترا تكفرى تهز الرجاجيل
..
ياربيييييه عليك حرق اعصاب مهب طبيعي :(
متحمسة قوووووووووووووووه


يعطيك العافية على السرد الرائع والمشوق

الذاهبة
07-05-05, 11:25 pm
http://uae-el.net/upload/yalil!.gif



لحظة انصاف :

أبو فالح .. ماعليك من احد لا عاقلهم ولا مهابيلهم .. أنت خطير و قصتك .. رهيبة .. و أسلوبك : خيال !

لحظة تراجع :

خير إن شاء الله أبو فالح ؟

راح الشتاء و جانا شتاء .. وحنا انتظارنا لي متى ؟؟

اكار شوكولانا
08-05-05, 12:49 am
سؤال بجائزه

س/ كم عدد المرات التي ذكر ت فيها الاوبل في قصة حبيبنا ابوفالح

يالله تفكيركم واللي ماعليه نظاره يقص نظاره لانهن كثاااااااااااااار

أبوفالح
08-05-05, 11:23 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تابع ... الفصل الأخير


فأشرنا إلى سائق ( الوايت ) أن يكمل قلبها إلى الوضع الصحيح .. فتحرك قليلاً ثم تهاوت (الأوبل ) إلى وضعها الصحيح تماماً ..

فاقتربنا منها ، والأعين قد فتحت عن آخرها ، والرهبة بلغت منتهاها .. ولكن بعد مرور مدة وجيزة .. تنفس الجميع الصعداء ، فليس هناك أحد داخل السيارة .. أيضاً من سلك مجرى الوادي بحثاً عنه .. رجع أدراجه ولم يعثر على شئ ... فأصابتنا الحيرة ، وأخذ الملل والكآبة يدب إلى قلوبنا .. فعزمنا على ترك المكان ، ومواصلة السفر إلى مدينة جيزان ،
فغادرنا المكان ، ونحن نشعر بشفقة وفضول عظيمين إلى التعرف على مصير الشاب البائس .. وفي تلك الليلة التي أصبحت جيزان هي مكان المبيت .. لم ننفك من إجراء الاتصالات الكثيرة ، على الشرطة والدفاع المدني ومستشفى جيزان العام إلى قبيل الفجر .. وسؤال يتيم كنا نردده على كل مجيب :
هل استقبلتم أو تلقيتم حالة إصابة أو غرق في طريق العقبة ؟؟
ولكن .. لا فائدة ، فنحن لم نحر جواباً مع الجميع .. فهم بين جاهل أو غير مكترث .. فأصبحنا نطوي الأمل ، وآثرنا النسيان .. فليس هناك أيّ نتيجة!

وبعد أن رجعنا إلى مدينة بريدة ، وأصبحنا في أحضانها لأكثر من يوم ..

كنت في ذلك المساء على موعد مع مفاجأة غير متوقعة أبداً .. فقد اتصل برقمي ، صديق الرحلة ( س – ه ) .. فكنت أجد في صوته .. نبرة الاهتمام والاحتفاء والمفاجأة .. حتى أخبرني أن صحيفة ( الوطن أو الرياض ) قد نشرت مقتطع بسيط من تفاصيل حادثة الأوبل .. فلم أتمالك أن صرخت ..

- جابو طاري الشاب ؟؟

- أيه جابوه .. والخبر معي ها الحين .

- طيب وش صار عليه ؟

- ودك تدري ؟

- ياخي خل عنك المطرسه .. هاه .. لقوه .؟

- طيب أنت ودك تدري .؟

- أيه .. ودي أدري ياعم .

- طيب خلاص أتصل علي ......... ثم أغلق الهاتف ..

فكنت أردد في داخلي ( لاصار لك حاجة عند ... قله يا سيدي ) .. فضربت على رقمه .. فكان يجيب وهو غارق في الضحك .

- خير إنشا الله .. وش تبي متصل ؟

- يا الله اتصلت عليك .. علمن وش صار عليه ؟

- طيب .. أنت ودك تدري ؟

- يا ثور.. أبسرعة علمن .

- طيب خلاص لا تزعل .. لقو الشاب ... طيب صراحة أنت ودك تدري ؟

- لا .. خلاص ما يحتاج .. أنا أروح أشوف الجرايد كلهن .. تقلع بس .

وحين أدرك الغضب والجدية في صوتي .. أخبرني سريعاً عن مصير الشاب .. لقد كان سياق التقرير يحوي هذا المعنى :



( وقد عثر على جثة السائق غريقاً .. عل بعد 7كم من سيارته المنكوبة )

أخيراً

لست أملك في ختام هذا الموقف إلاّ أن أقول :

- اللهم ارحم ذلك الشاب وأدخله فسيح جناتك .. اللهم اجعل غرقه شفاعة .. ومصيبته تكفيراً .

- اللهم ارزق تلك الفتاة الصبر والسلوان ، وأخلفها خير منه .. إنك سميع مجيب .



أعذب تحية

أبوفالح
08-05-05, 11:27 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نظراً لظيق الوقت .. وتأخري الشديد عن بعاريني .. أكتفي بكتابة وإدراج الفصل الأخير من هذا الموقف .

ولكن لي عودة .. مع إخفاقات شهر صفر :c6:


أعذب تحية

MiSs_7o0oRyAh
08-05-05, 02:39 pm
الله يرحمه وجعله الله من الشهداء


:(:(:(

الذاهبة
08-05-05, 11:04 pm
- اللهم ارحم ذلك الشاب وأدخله فسيح جناتك .. اللهم اجعل غرقه شفاعة .. ومصيبته تكفيراً .

- اللهم ارزق تلك الفتاة الصبر والسلوان ، وأخلفها خير منه .. إنك سميع مجيب .

اللهم استجب دعاء



يعطيك العافية يابو فالح .. قصة مؤلمة

ليه ما تألف قصص ؟ تستطيع ذلك .. و ببساطة .. :)

ياكرهي لصاحبك ( سلطان هدهد )

وراه كذا رفع ضغطي .. يستهبل و الرجل ميت ؟!

المهم ..

ليتكم تاخذون عبرة من هالقصص .. غرق و مصافق أمواج و يالله سترك بس ..

ولا تأخذكم العزة بالإثم .. لامن صب المطر .. و انعدمت الرؤية .. و تكدر الجو ..

اقضبوا أراضيكم و أطلبوا ربكم الغفران و النجاة .. و اتركوا عنكم المهايط .. يعننى شجعان !!

تحياتي .. لابو فالح العقاد .

أبوفالح
09-05-05, 02:50 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

MiSs_7o0oRyAh


والله ما بعد تكفى شئ .. تراي أختصرت القصة وختمته علشانك .

عموماً .. معرفك جعلني محترف في القص واللزق .


الذاهبة .. يا ملا الذهاب اللي ما يهاب .



أبو فالح .. ماعليك من احد لا عاقلهم ولا مهابيلهم

أنا لو يفكن الله منك .. كان ما عندي أخلاف ...

راح الشتاء و جانا شتاء .. وحنا انتظارنا لي متى ؟؟

هذا والله الشعر .. هاذي والله الجزالة .. ما شاء الله .. المتنبي يتقاعس أمام هذه الملكة الشعرية !!

حقيقة .. أدعو الريس الرمادي .. إلى تثبيت هذه المقطوعة الجميلة في جميع المنتديات ..


اكار شوكولان


سؤال بجائزه

س/ كم عدد المرات التي ذكر ت فيها الاوبل في قصة حبيبنا ابوفالح


واللي ورطت نفسك يا ولد قزاز

هاه .. يا شوكلانو .. قول أو فعل ... أو أخرطي ..

وشي الجائزة .. لا أحلي فيك مع أقهوة العصر .


أعذب تحية

ام المقداد
10-05-05, 02:13 am
- اللهم ارحم ذلك الشاب وأدخله فسيح جناتك .. اللهم اجعل غرقه شفاعة .. ومصيبته تكفيراً .

- اللهم ارزق تلك الفتاة الصبر والسلوان ، وأخلفها خير منه .. إنك سميع مجيب .


اللهم آمين.
بوركت ابا فالح..
قصه مثيره ومحزنه :(
واسلوب ادبي رائع.

الرمادي
10-05-05, 02:14 pm
رائع ابا فالح


فقد كان ماعلقتنا به يستحق هذا العناء


اللهم ارحم ذلك الشاب واجعل الجنة مثواه

وصبر زوجته واخلفها خيرا منه



تقبل تحياتي ,,,

ريــــــــــانه
10-05-05, 03:54 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اللهم ارحم ذلك الشاب وأدخله فسيح جناتك .. اللهم اجعل غرقه شفاعة .. ومصيبته تكفيراً .

- اللهم ارزق تلك الفتاة الصبر والسلوان ، وأخلفها خير منه .. إنك سميع مجيب .



اخيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــرا

بغت ماتقضي تصدق لي كم يوم مادخلت المنتدى عشان القصه (قلت ماراح ادخل حتى تتكتمل ) يعني لو ماكلمت كان انا بخبر كانا


قصه روعه واسلوبها اروع

ماجد الأول
11-05-05, 03:41 pm
أخي الحبيب أبا فالح
أجدت وأبدعت
لا تحرمنا من مثل هذه الصياغة الرائعة
التي أبحرنا فيها بمتعة
نسأل الله أن يرحم الشاب وأن يعوض الفتاة خيرا
والتهور يا إخوان فتاك العواقب
وكل هذا قضاء وقدر من رب العالمين
حفظكم الله دائما وأبدا

مع التحية ..

أبوفالح
13-05-05, 02:06 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أم المقداد .. يا غالية

تمنيت إطالة الموقف حتى الفصل العشرين .. حتى أظفر بتشجيعك وجميل عباراتك ومتابعتك الرائعة

شكراً لك


أعذب تحية

أبوفالح
13-05-05, 02:10 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الرمادي ... يا ريس

أيضاً .. شهادتك مجروحة حتى نتجاوز يوم السبت :p

أعذب تحية

أبوفالح
13-05-05, 02:15 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سلافه .. يا غالية

لو كنت أدرك هذا .. لجعلت الموقف في سطرين .. فأنت إحدى رياحين المنتدى العطرة

شكراً لطيب متابعتك


أعذب تحية

أبوفالح
13-05-05, 02:29 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مشرفنا الرائع .. ماجد الأول

لا تسأل عن سعادتي وثقتي .. حين ألمس ثناءاً وتشجيعاً من أقلام رائعة وأحرف جميلة أحفل كثيراً بشهادتها

وحين تقدم شكري ومتناني من أجل تثبيت الموضوع .. فأنا أود تحديث الشكر وتثنية الامتنان من أجل إضفاء شهادة التميز لهذه المشاركة .. أعتقد هذا إسراف في الكرم والإحتفاء .. لذا أتمنى أن أكون أهلاً لهذا الجميل .




أعذب تحية

فريـــد
13-05-05, 02:39 am
نسأل الله المغفرة والرحمة

ولزوجته وأهله الصبر والسلوان

- لا أراك الله مكروهاً -

لكن :

تدرج سلس في القصة جعلني أتابعها من مبدأ إنساني صادق
التسلسل جيد
والأحداث كأننك تتابعها في الواقع
أشكر لك ذلك .

أبوفالح
14-05-05, 01:47 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تقهو .. يا غالي

يعطيك العافية .. أسعدني كثيراً مرورك وتعليقك

أنا فعلاً تقهويت من جمال عبارتك وصدق متابعتك ... شكراً لك


أعذب تحية

أبوفالح
14-05-05, 06:59 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحبتي الكرام ... سأثقل على أبصاركم بسرد هذا الموقف العالق بذاكرتي مند عام 1422 للهجرة ..
وما جعلني استحضر هذا الموقف .. هو ما نسمع ونرى من سيول جارفة اجتاحت مناطق متفرقة من المملكة .. فموقفي لا يبتعد كثيراً عن هذه الأحداث الماطرة والمخيفة في آن واحد ..
وقبل أن أدعكم في أحداث هذا الموقف .. أحب التنويه إلى أني شاهد العيان على ما أذكر وأصف دون زيادة أو مبالغة .

ذي بدء ... أود إعطاء لمحة موجزة عن عقبة جيزان ( مكان الحادثة ) ... فهي تتصف في الآتي :

- هذا الطريق يربط بين أبها ومنطقة جيزان .. وهو شديد الإنحدار والخطورة .. لهذا يمنع رجال الشرطة السيارات ذات ( القير التماتيك ) من عبوره خوفاً من الإنزلاق وعدم القدرة على التوقف .

- الطريق يحاذي الجبال من اليمين والوادي من اليسار .. لمن كان في حال النزول إلى جيزان .

- الأمطار دائماً مخيفة لمن يتجاوز هذا الطريق .. ليس خوفاً من كثافتها وشدتها .. ولكن روافد الوادي هي الجبال المحيطة .. ونحدار المطر من أعالي الجبال يجعل سرعته تتضاعف رغم قلته .

- هناك عدداً من الجسور تتجاوز الوادي في مناطق منخفظة وروافد قوية .. وهي دائماً مكمن الخطر والحذر .

- من يرتاد ذلك الطريق دائماً .. قد اعتاد على التوقف في الأجواء الممطرة .. حتى يخف ظغط الإنحدار المائي من أمام الجسر الذي يود تجاوزه .. . فا الماء رغم شدته قد يتوقف بسرعة .

- بقي أن أحدثكم .. أنّ ذلك اليوم الذي أصبحت فيه شاهداً على نكبة الأوبل .. هو من الأيام المشهودة في غزارة المطر .. وكثرة الجسور التي منعت التجاوز والمواصلة .. حدثني بهذا بعض المتجمهرين قرب الأوبل .

( البداية )

كنّا خمسة من الشباب ننحدر من أبها إلى جيزان عبر طريق العقبة .. وهدفنا هو جزيرة فرسان والشوق الملح إلى ركوب العبّارة .. لا غير !!
ومع بداية هذا الطريق المتعرج أنشقت السماء بأمطار غزيرة جدآ .. فكنا نمشي الهوينا خوفآ من الإنزلاق إلى الوديان السحيقة .. وبعد أن تجاوزنا ما يقارب 30 كم ، كنا على موعد مع مفاجأة غريبة .. لقد توقف السير فجأة ، وأصبح الجميع في عرض الطريق لا يتقدمون خطوة واحدة .. فتوقفت جانبآ وذهبت لأستكشف الأمر والسبب في هذا التوقف .. فكانت أرى مفاجأة جميلة في بدايتها ، و في نهايتها كانت أمر من العلقم ...
السبب في توقف الجميع .. كان خوفآ من تجاوز ( الجسر ) اللذي أمامهم ، فكانت كميات هائلة من مياه المطر ، تنحدر من أعالي الجبال وتحمل معها أحجار كبيرة جداً ،ثمّ ترتفع فوق الجسر بسرعة مذهلة تدعو إلى الخوف والترقب .. ولكن لم يكن يخلو هذا المنظر من جمال وإثارة ومتعة سعدنا بها كثيراً
حتى حدثت هذه المفاجأة ..!!
لقد كان بين هؤلا الذين منعهم طوفان الجسر من التجاوز والتريث حتى يتوقف أو يخف ظغط الإنحدار المائي .. شاب وشابة ، تدرك بداهة أنهم ( معاريس .. ينعمون في شهر العسل ) وقد اصطافا في أجواء عسير الجميلة .. فهم يرتمون في نعومة ودلال داخل سيارة ( أوبل ) فارهة وجديدة .. وكانا كغيرهم ينتظرون رحمة السماء حتى يواصلو المسير .. ولكن فجأة وبتهور غير مسبوق عزم هذا الشاب على تجاوز الجسرأمام أعين الناس ، وحين ظهرت منه بوادر الجنوان .. سارع الجميع إلى تحذيره ومنهم من سعى إلى منعه .. ولكن كان عنيدآ فلم يقبل النصح والتحذير ... فأخذ في التقدم .. حتى تجاوز الجسر بسلام .
عفوآ .. العبارة الأخيرة لم تكن هي النتيجة ، ولكن : هي الأمنية الصادقة لهذا العش الزوجي ، يلهج بها من خلفهم في تلك الجموع الخائفة .
فحين أخذ الشاب في التقدم رويدآ رويدآ .. كانت قوة الماء تشتد ، بفعل إنحداره من أعالي الجبال .. وحين تجاوزا منتصف الجسر ، بلغ جريان الماء ورتطامه بجانب السياره الأيمن أشد ما يكون .. وفي هذه اللحظات الحالكة كنت أشاهد بوضوح سيارة الشاب تنجرف قليلآ نحو هاوية الجسر إلى الشعيب الجارف .. وحين أدرك الشاب هذا المأزق ، حاول التدارك والرجوع .. ولكن فات الأوان لقد فقد السيطرة والتحكم في ثباتها ، وأخذت تقترب بشدة نحو الهاوية وأخذت تقترب وتقترب وتقترب ، وكانت شهقات الفزع لا تتوقف من أجلهم فا الجميع قد احتبست أنفاسهم ، وبلغت القلوب الحناجر .. خوفاً وهلعاً .
فكنت في تلك اللحظات العصيبة ، أمسك قلبي فزعآ وإشفاقاً ، لما أشاهد أمامي من لحظات حاسمة في حياة واعدة تكاد تطوى وتغرق أمام عيني .. وكدت أصل إلى حد البكاء ، والكثير من حولي بكى فعلآ ..
وحين تأرجحت سيارتهم قرب الهاوية .. أغمضت عيناي ، وحين سمعت صراخ الناس من حولي ، أدركت بداهة أن عش الزوجية قد سقط في الهاوية .. ففتحت عيناي لأرى بوضوح سيارة الأوبل تتقلب بشده ، والأمواج تعبث بها في كل مكان ... وفي داخلها كانت تتقلب وتتهاوى مشاريع وأماني واعدة ، تفوهت بها شفاه من كان داخل هذه السيارة الغارقة ..!!

وبعد هذه اللوحة المسرفة في ألمها وقسوتها ، أخذنا ننتظر أن يخف جريان الوادي وتدفقه الشديد .. فكنا ننتظر ونحن نعيش سباتاً من الذهول والصمت المطبق .. .. وبعد أن مكثنا أكثر من ساعتين ونحن نتلظى مرارة الحادثة ، والرغبة الملحة إلى معرفة النهاية والأحداث الحالكة التي عاشها العريسان بعد أن هوت سيارتهم في الوادي السحيق !!

وبعد أن تجاوزنا هذا الجسر .. أخذنا نتقدم ببط وألم.. فكنا نمشي الهوينا وأبصارنا قد تركزت في مجرى الوادي المحاذي لنا ونحن نترقب في خوف وأنفاس لاهثة.. مشاهدة ( الأوبل ) ... أو حتى مشاهدة جثث غارقة وكئيبة لعريس وعروسة ... ولكن لا شئ يدرك أو يرى وكأن الوادي قد أبتلع سيارة الأوبل بما تحمل من أجساد ناعمة وطرية ..

وبعد أن تجاوزنا 2كم ونحن بمحاذاة هذا الوادي ... أصبحنا نرى بوضوح هذه المفاجأة والفاجعة في آن واحد .

كنت أرى أمامي سيارة الأوبل وقد أصبحت كومة من الحديد ، فهي مستقرة على رأسها وعجلاتها إلى الأعلى وقد اختنقت وغاصت في الطين ، فأصبح ارتفاع السيارة لا يتجاوز 40 سم .. والسيارة في جميع أجزائها قد تهشمت بصورة شديدة جداً .. فأنت لا تدرك نوع السيارة أبداً حتى تخبر بذلك ، فأخذت ألتفت يمنة ويسرة .. ولكن لا فائدة لم أجد أثراً أو ألحظ جسداً .. فهالني مجرد التفكير أن يكون العروسين يقبعون داخل هذه السيارة التي أمامي .. وإذاً كان هذا صحيحاً .. فالموت في حساب البشر هو مصيرهم المحقق ، ولا أمل في الحياة لمن تحوي في جنباتها..
وحين توقفي عند سيارتهم.. لم يكن هناك غير القليل من الرجال لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة .. وقد ذهبت محاولاتنا الكثيرة لرفع (الأوبل )وقلبها إلى الوضع الصحيح .. أدراج العبث واليأس .. فقد تشبثت في الطين حتى الثمالة .. فلم ينفع معها ( عفريته ) .. أوحتى وسيلة جر .. وهذه الأخيرة كانت تتأرجح معها الأوبل فقط ... وبينما كنا نقلب الفكر والرأي والمشورة .. و لحظات قاتلة من اليأس وقلة الحيلة والرغبة في مسابقة الزمن تحرقنا بلظاها المتأجج والمستعر مع كل دقيقة أو ثانية تمر ...
في هذه اللحظات المريرة على قلوبنا .. غمزني صديقي ( ي _ ف ) قائلاً بدهشة وصوت مبحوح وصارخ .. أنظر إلى هناك .. فكنت أرى حيث أشار .. جسد العروس بقامتها الممشوقة ولباسها الجنز ، وشعرها المتناثر .. ممدداً على الأرض .. فلم ننتظر لحظة واحدة ، أو نتوانى برهة .. بل سارعنا إليها ونحن نلهج با الدعاء أن تكون هذه المسكينة على قيد الحياة

ولكن قبل أن نصل إلى موضعها في بضعة أمتار ، كنا على موعد مع مفاجأة سارة جداً .. لقد نهضت هذه الفتاة حين شعرت في اقترابنا ، وأصبحت في وضعية الجلوس مطرقة برأسها إلى الأرض ، وبعدها أصبحت تمثالاً من الثلج .. وحين اقتربنا منها ، ارتضينا سريعاً أن يتقدم ويقترب إليها شخص واحد ، حتى لا نضاعف عليها الخوف والهلع .. فتقدم ذلك الشيخ المسن ذو الهيئة الوقورة ، والذي يسكن تلك الأرض منذ نعومة أظفارة .. ليسألها بلطف وصوت دافئ وحنون هذا السؤال الملح في أذهاننا منذ إدراكنا أنّها على قيد الحياة ... كان سؤال الشيخ المسن :
يا بنتي .. وين بعلك ؟؟
ولكن لم تزل مطرقة .. ولم تنطق ببنت شفة .. فأخذ يكرر عليها السؤال :
يا بنتي .. خبريني وين بعلك ... عشان نخرجه ؟؟
ولكن لا فائدة .. فهي لم تزل مطرقة .. وتساؤلات الشيخ ذهبت أدراج الوادي ..
وهنا افترضت أن الفتاة .. لا تفهم معنى ( بعلك ) .. فأخذت أنادي عليها وأسمعها صوتي قائلاً :
هذا الشيخ يقصد .. أين زوجك ؟ أين عريسك؟
فكنت أترقب بلهفة شديدة أن تجيب الفتاة على توضيحي الأخير .. ولكن لا فائدة .. فا الصمت المطبق هو جوابها المتكرر والمؤلم في ذات الوقت ..

ومع هذه اللحظات المتسائلة .. أخذت سيارة الأوبل المنكوبة تعج با الفئام المختلفة من البشر، بعد أن أصبحت الجسور المتفرقة في متناول التجاوز وعدم الخوف .. فأخذ الكثير يقترب من الفتاة ، وأصبح جسدها مرتعاً للنظرات الطائشة والعابثة .. فأدركت بداهة .. أن وجودها في هذا المكان لا فائدة منه .. بل يزيد القضية تعقيداً ، والبحث عن الشاب تقصيرا .. وكان الشيخ تختلج في خاطره هذه الخطوة الملحّة .. فاتفقنا سريعاً دون أن نحفل برأي الفتاة المسكينة على إبعادها عن هذا المكان .. وحين اقترب الشيخ بسيارته القديمة ، وأصبح بمحاذاتها .. ترجل منها ، وفتح الباب الخلفي وهو يدعوها إلى الركوب ، والذهاب إلى مكان آمن ومريح .. بعيداً عن هذا الضجيج ..
وهنا وقعنا أيضاً في مشكلة الرفض والصمت المطبق .. فهي لا تجيب ولا تستجيب .. فأصبحنا في حيرة تعاملية لا نحسد عليها .. فنحن لم نعتد على كسر خصوصية الفتاة بذات اليد وإركابها عنوة .. أيضاً نحن نتلمس لها العذر في هذا الإحجام .. فهي خائفة جداً ، والرعب يكاد يقتلها .. وتجربة الوادي التي عايشتها قبل قليل ، جعلت منها فتاة ذاهلة وبائسة ، فهي لا تكبي ولا تصرخ لا تستغيث .. فهي تجاوزت هذه الوقفات الإنفعالية بمراحل ... فأصبح الصمت المطبق ملاذها الأخير ..

ولكن حين أصبح التقاطر الشبابي لايطاق .. ضاق الشيخ ذرعاً ، وصرخ فيها قائلاً :
يابنتي .. أنا مثل أبوك .. أرفعي راسك حتى تنظري كيف الرجّاله حولك .

وهنا رفعت رأسها ، واختلست النظر .. وكانت حقاً .. نظرة موفقه جداً .

فا الرعب تضاعف في داخلها .. فأصبحت تحمل وجهاً شاحباً لا يختلف عن الأموات .. وسارعت إلى النهوض ولكن بتردد يشوبه الخوف .. وحتى نضفي عليها قليلاً من الأمن .. فقد أخذنا على سمعها وبصرها بيانات الشيخ كاملة ورجوناها أن تركب سريعاً .. فا استجابت وركبت وتحرك الشيخ بسيارته ، ولكن لم يتجاوز أكثر من 100م حتى حظرت أول سيارة للشرطة .. فأصبحت الفتاة في معيتهم إلى حيث لا أدري ..
وهنا تنفسنا الصعدا .. وأصبح البحث يتجدد ويتحدد من أجل العثور على الشاب البائس .. وكانت سيارة الأوبل وقلبها إلى الوضع الصحيح هي الخطوة الأولى والمخيفة والمرعبة في ذات الوقت .. فنحن نترقب ونخشى أن نفاجأ بجسد الشاب ممزقاً ومهترياً ومخنوقاً في داخلها ..

فبعد أن توارت الفتاة واختفت .. بأحلامها الموءودة وآلامها المولودة ، أصبح البحث والتحري لاينفك ولا يقف عن الشاب البائس .. فهناك خليط من الشباب سلك مجري الوادي بحثاً عنه . وهناك قلة من الرجال الأفاضل أخذت على عاتقها قلب الأوبل إلى الوضع الصحيح
. ولكن الكثير من هذا التواجد الزاحف أخذ يرقب سيارة الأوبل ، وينظر هنا وهناك غير عابئ بما يحدث .. فاخترت موقفي قريبا من الأوبل ، وكانت الفكرة التي ارتضيناها سريعاً .. هي سحب الأوبل في سيارة ( جيب ) وأن يتضافر الجميع في الجانب الآخر إلى الرفع والمساعدة على قلبها إلى الوضع الصحيح .. وفعلاً تم ّ التهيؤ .. فأصبح الجيب في وضع الاستعداد ، وسواعد الرجال تهيأت لرفع الأوبل .. وحانت ساعة الصفر ، والخوف من القادم بلغ منتهاه وتزاحم الانفعالات المشفقه والمترقبه يعبث في الجميع .. فتقدم الجيب ، ورفع الرجال .. فتحركت الأوبل وأخذت ترتفع وترتفع .. فكنت في هذه اللحظات أسارق النظر إلى أسفل السيارة ، وخشيتي كبيرة أن تظهر أمامي يداً متدلية أو قدماً متمزقة أو دما تنزف .. أو أيّ شئ يصفعني في حقيقة وجود الشاب البائس داخل الأوبل
وفجأة .. توقف كل شئ .. لقد عجز الجيب عن التقدم وأصبحت إطاراته تصدر صريخاً مزعجاً وهي في مكانها لا تتقدم قيد أنمله ، وسواعد الرجال قد تعبت وأجهدت .. أضف إلى هذا عدم الثبات في أرض طينية وحلة ، فا الأرجل مع شدة الرفع أخذت تتزحاق بدورها فلا تثبت في مكانها .. فسائنا العجز وأحزننا الإخفاق .. فأخذنا نصرخ بشدة ، كي يهب الجميع للمساعدة ، فليس هناك فسحة للتفرج .. ومع هذه اللحظات الحانقة .. حضرت بإخفاق شديد أول سيارة للدفاع المدني ، ومن خلفها وسيلة مخجلة جداً في تقدير الإنقاذ والنجدة ، لقد كان في معيتها ( وايت ممتلئ بالماء ) .. وكأن الوادي في حاجة إلى إطفاء وإغراق .. ولكن لا بأس ، فقد كان التصرف سريعاً ، فهذا ( الوايت ) .. وسيلة قوية وثابته لرفع وقلب ( الأوبل ) .. ولكن هذه المرة تفاجأنا برفض رجال الدفاع المدني تلبية هذه الرغبة الملحة ، بحجة واهية لست أتذكرها الآن .. ولكن في النهاية تم الإذعان ، ورجع ( الوايت ) إلى موقع قريب من ( الأوبل ) .. وتم إحكام سلسلة الجر في كلا الطرفين ، وفي هذه المرة لم نكن بحاجة إلى رفع الأوبل بسواعدنا .. فنحن نثق بقوة ( الوايت ) والتي تأكدت بوجود ثقل الماء فوق ظهره .. فأخذت مكاني جانباً وأخذت أترقب اللحظات القادمة .. وهنا أخذ الوايت يتقدم رويداً رويداً .. فأخذت سيارة الأوبل ترتفع ببساطة مدهشة ، وقلوبنا أخذت ترتفع إلى حناجرنا .. والأنفاس لاهثة والأعين مفتوحة عن آخرها .. ومع ارتفاع ( الأوبل ) لأكثر من متر .. حدثت مفاجأة محزنة .. توالت معها الشهقات وصرخ من أجلها البعض وتوقف الوايت في أثنائها .. فمع ارتفاع السيارة وانكشاف الأرض التي عانقتها الأوبل وتشبثت بها منذ ساعات .. ظهرت في مكان السائق تحديداً ( بقعة حمراء كبيرة ) ... سالت على الأرض وأخذت تنتشر محدثة طبقة خفيفة فوق الأرض الطينية الوحلة .. فأدركتنا الكآبة لرؤيتها وآلمنا وفاة الشاب .. وترحمنا عليه قبل أن تبين جثته .. وفي هذه اللحظات العصيبة .. كان أحد الحاضرين ذكياً في فراسته ، سريعاً في إدراكه .. فقد لاحظ قبل غيره .. أنّ هذه الطبقة الحمراء لا تتمازج مع الماء الضحل .. فا قترب منها وجسها بيده .. ثم التفت إلى الجميع وهو يصرخ بصوت طفولي قائلاً : ( هذا ماهو دم .. هذا زيت الدركسون ) .. وكان محقاً في ذلك ، فهذا الزيت يتفرد دون غيره من الزيوت بلونه الأحمر ... وهنا تنفست الراحة ، وعاودني الأمل ، فأشرنا إلى سائق ( الوايت ) أن يكمل قلبها إلى الوضع الصحيح .. فتحرك قليلاً ثم تهاوت (الأوبل ) إلى وضعها الصحيح تماماً ..

فأشرنا إلى سائق ( الوايت ) أن يكمل قلبها إلى الوضع الصحيح .. فتحرك قليلاً ثم تهاوت (الأوبل ) إلى وضعها الصحيح تماماً ..

فاقتربنا منها ، والأعين قد فتحت عن آخرها ، والرهبة بلغت منتهاها .. ولكن بعد مرور مدة وجيزة .. تنفس الجميع الصعداء ، فليس هناك أحد داخل السيارة .. أيضاً من سلك مجرى الوادي بحثاً عنه .. رجع أدراجه ولم يعثر على شئ ... فأصابتنا الحيرة ، وأخذ الملل والكآبة يدب إلى قلوبنا .. فعزمنا على ترك المكان ، ومواصلة السفر إلى مدينة جيزان ،
فغادرنا المكان ، ونحن نشعر بشفقة وفضول عظيمين إلى التعرف على مصير الشاب البائس .. وفي تلك الليلة التي أصبحت جيزان هي مكان المبيت .. لم ننفك من إجراء الاتصالات الكثيرة ، على الشرطة والدفاع المدني ومستشفى جيزان العام إلى قبيل الفجر .. وسؤال يتيم كنا نردده على كل مجيب :
هل استقبلتم أو تلقيتم حالة إصابة أو غرق في طريق العقبة ؟؟
ولكن .. لا فائدة ، فنحن لم نحر جواباً مع الجميع .. فهم بين جاهل أو غير مكترث .. فأصبحنا نطوي الأمل ، وآثرنا النسيان .. فليس هناك أيّ نتيجة!

وبعد أن رجعنا إلى مدينة بريدة ، وأصبحنا في أحضانها لأكثر من يوم ..

كنت في ذلك المساء على موعد مع مفاجأة غير متوقعة أبداً .. فقد اتصل برقمي ، صديق الرحلة ( س – ه ) .. فكنت أجد في صوته .. نبرة الاهتمام والاحتفاء والمفاجأة .. حتى أخبرني أن صحيفة ( الوطن أو الرياض ) قد نشرت مقتطع بسيط من تفاصيل حادثة الأوبل ..
فكنت أحترق فضولاً وشفقة ... إلى التعرف على مصير الشاب ..
حتى أدركت أنّ تقرير الصحيفة .. يحوي هذا الخبر المؤلم :


( وقد عثر على جثة السائق غريقاً .. عل بعد 7كم من سيارته المنكوبة )

أخيراً

لست أملك في ختام هذا الموقف إلاّ أن أقول :

- اللهم ارحم ذلك الشاب وأدخله فسيح جناتك .. اللهم اجعل غرقه شفاعة .. ومصيبته تكفيراً .

- اللهم ارزق تلك الفتاة الصبر والسلوان ، وأخلفها خير منه .. إنك سميع مجيب .

اعذب تحية