ămōяẻ
19-04-05, 12:51 pm
http://www.sfhty.com/u/23870200504180544171.jpg
تعرض صالات السينما الأميركية في شهر ايار المقبل، الفيلم الأميركي المثير للجدل "مملكة السماء" KINGDOM OF HEAVEN إخراج ريدلي سكوت وبطولة النجم العالمي أورلاندو بلوم. ويحكي الفيلم الذي تم تصوير معظم مشاهده بين أسبانيا والمغرب، أحداث الحروب الصليبية التي جرت بين المسلمين والغربيين في القرنين الحادي والثاني عشر الميلاديين.
مملكة السماء "أو مملكة الفردوس كما أطلق عليه البعض"، أنتجته شركة "فوكس" الهوليودية بتكلفة ضخمة بلغت حوالي 130 مليون دولار، ولم يشترك استديو "وورنر براذرز" الممول الرئيسي لشركة "فوكس" وغيرها من شركات الإنتاج الأميركية في تمويل هذا الفيلم، حيث أشارت بعض الصحف الأميركية إلى تخوف منتجي "وورنر براذرز" من إثارة هذا الفيلم للعديد من المشاكل بين معتنقي الأديان المختلفة.
وفي هذا الصدد أجرت صحيفة "نيويورك تايمز" الواسعة الانتشار، تحقيقاً استباقياً لمعرفة ردود الأفعال المختلفة تجاه قصة هذا الفيلم وتوقيت إنتاجه، حيث عنونت تحقيقها الصحفي (مخاوف من إثارة النعرات الدينية وتكريس الصور النمطية عن العرب والمسلمين.. 130 مليون دولار لإنتاج فيلم عن الحملة الصليبية).
وجاء في هذا التحقيق: "لعل التوقيت غير مناسب الآن في ظل المشاهد الدموية التي تنقلها شبكات الأخبار عن المواجهات بين المسلمين والغربيين في العراق وأماكن أخرى، أن يعلن عن فيلم سينمائي يعكس القتال الشرس بين المسيحيين والمسلمين على مدينة القدس في الحملة الصليبية التي جرت في القرن الثاني عشر الميلادي، وتتضمن قصة الفيلم شخصيات تاريخية حقيقية ذكرتها المصادر، مثل القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي والقائد الصليبي باليان".
وأشارت ليلى القطامي المتحدثة باسم "اللجنة العربية الأميركية لمناهضة التمييز" إلى أن المخاوف الرئيسية تتركز في فكرة إنتاج فيلم عن الحروب الصليبية وما يمكن أن يعنيه ذلك في الخطاب الأميركي اليوم، إضافة إلى أنني أعتقد أن هناك الكثير من الأحاديث، التي تدور حالياً مع ما تردده بعض الشخصيات البارزة، لأقاويل حول تضارب الإسلام مع قيم المسيحية والقيم الأميركية.
مسجد قرطبة
من مفارقات كواليس "مملكة السماء"، هو عدم سماح رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في أسبانيا بتصوير بعض المشاهد في كنيسة "ميزكيتا" في قرطبة، التي كانت مسجداً كبيراً أيام دولة الأندلس الإسلامية وتحولت فيما بعد إلى كنيسة، بحجة أن المخرج أراد استخدام الكنيسة بتصويرها كمسجد إسلامي في القدس، ويمكن أن يثير ذلك حفيظة الناس، فانتقلت كاميرات وعدد وكادر الفيلم إلى المغرب لتصوير معظم المشاهد.
تبدأ مشاهد الفيلم بحدث مأساوي يجري مع بطله القائد الصليبي "باليان" ـ الممثل البريطاني أورلاندو بلوم ـ حيث تنتحر زوجته وتتركه في حالة من اليأس والحزن، ويجبر "باليان" الذي كان حداداً في إحدى المقاطعات الفرنسية، على الانضمام إلى الحملات الصليبية التي احتشدت في أوروبا لمحاربة المسلمين واسترداد القدس منهم بوصفها حلم المسيحيين على مر الزمان.
وعقب وصوله إلى القدس يقع "باليان" في غرام شقيقة ملك القدس المسيحي، ثم تنتقل القصة لتصور المذبحة التي ارتكبها الجيش الصليبي بحق المسلمين العرب، حيث يتوجه صلاح الدين الأيوبي (يُجسّد الدور الفنان السوري غسان مسعود)، بجيشه للثأر للكرامة الإسلامية، وتندلع معارك دموية مروعة بين جيش "باليان" من جهة وجيش المسلمين بقيادة صلاح الدين من جهة أخرى، تنتهي بحوارٍ بين القائدين.حيث ينادي صلاح الدين: "هل ستسلم القدس؟" فيجيبه "باليان" بيأس تملؤه العجرفة: "قبل أن أخسر المدينة سأضرم النار فيها وأسويها بالأرض.. وسأسوي كل شيء بالأرض، أماكننا المقدسة وأماكننا المقدسة وكل شيء في المدينة".
فيلم عربي يتيم
الحروب الصليبية على المنطقة الإسلامية التي قبل ثمانية قرون، كانت لفترة طويلة منجماً لا ينضب لشركات الإنتاج السينمائي الأميركي والغربي، حيث أنتجت هوليود عشرات الأفلام عن أحداثها وأبطالها، ورغم ذلك فإن المكتبة السينمائية العربية قدمت فيلماً يتيماً واحداً طيلة تاريخها الفني الذي يمتد لعقود، وهو فيلم "الناصر صلاح الدين الأيوب" للمخرج يوسف شاهين، أدى دور البطولة فيه النجم أحمد مظهر بمشاركة: حمدي غيث الذي أدى دور "ريتشارد قلب الأسد" وليلى فوزي وصلاح ذو الفقار وغيرهم من النجوم، والفيلم من إنتاج الستينات.
ولعشرين عام خلت حاول المخرج العربي العالمي مصطفى العقاد -صاحب أهم عملين في تاريخ السينما العربية، فيلمي "الرسالة" و"عمر المختار"، أن يخرج فيلماً عن صلاح الدين الأيوبي والحروب الصليبية، إلا أن محاولاته لم تر النور رغم أنه حصل على موافقة النجم العالمي "شين كونري" لأداء دور البطولة.
وعرض العقاد مشروعه على عشرات الجهات الفنية والرسمية العربية إلا أنه لم يفلح بالحصول على تمويل لإنتاج الفيلم، حتى أن بعض وسائل الإعلام الصادرة عام 2003 كتبت بسخرية مريرة: (أمة المليار.. عجزت عن إنتاج فيلم صلاح الدين!!).
ومن جهة أخرى، ادعى المؤرخ جيمس ريستون الابن، على الشركة المنتجة، بأنها نسخت دون إذن مواد من كتاب له عن الحملات الصليبية، واستغلته في الفيلم.
وزعم المؤرخ بأن المخرج ريدلي سكوت، رفض عرضاً من مايك ميدافوي رئيس شركة "فونيكس بيكتشرز" لإخراج الفيلم استناداً إلى كتابه، ثم لجأ سراً إلى استخدام محتويات من الكتاب كأساس لفيلمه.
وأشار إلى أن كاتب السيناريو وليام مونامان استوحى الشخصية الرئيسية للفيلم، من شخصية أحد الفرسان المغمورين في كتابه ويدعى بيلان من إيبلان، كما أنه استولى على اسم الفيلم من عنوان الفصل الثاني لكتابه.
ويمثل في الفيلم ممثل عربي آخر غير غسان مسعود، وهو الممثل المصري خالد النبوي، الذي قال عن دوره في الشريط "أؤدي دور رجل دين مسلم خلال معركة القدس الشهيرة بين صلاح الدين والصليبيين، وأتوقع للفيلم أن يعزز صورة التسامح الإسلامي في الغرب، وأعتقد أن الوقت قد حان لكي يعرف عنّا الغرب أكثر، كما نحن نعرف عنه".
http://www.farfesh.com/article-images/b05418125549.jpg
http://www.farfesh.com/article-images/b05418125644.jpg
http://www.farfesh.com/article-images/b05418125619.jpg
تعرض صالات السينما الأميركية في شهر ايار المقبل، الفيلم الأميركي المثير للجدل "مملكة السماء" KINGDOM OF HEAVEN إخراج ريدلي سكوت وبطولة النجم العالمي أورلاندو بلوم. ويحكي الفيلم الذي تم تصوير معظم مشاهده بين أسبانيا والمغرب، أحداث الحروب الصليبية التي جرت بين المسلمين والغربيين في القرنين الحادي والثاني عشر الميلاديين.
مملكة السماء "أو مملكة الفردوس كما أطلق عليه البعض"، أنتجته شركة "فوكس" الهوليودية بتكلفة ضخمة بلغت حوالي 130 مليون دولار، ولم يشترك استديو "وورنر براذرز" الممول الرئيسي لشركة "فوكس" وغيرها من شركات الإنتاج الأميركية في تمويل هذا الفيلم، حيث أشارت بعض الصحف الأميركية إلى تخوف منتجي "وورنر براذرز" من إثارة هذا الفيلم للعديد من المشاكل بين معتنقي الأديان المختلفة.
وفي هذا الصدد أجرت صحيفة "نيويورك تايمز" الواسعة الانتشار، تحقيقاً استباقياً لمعرفة ردود الأفعال المختلفة تجاه قصة هذا الفيلم وتوقيت إنتاجه، حيث عنونت تحقيقها الصحفي (مخاوف من إثارة النعرات الدينية وتكريس الصور النمطية عن العرب والمسلمين.. 130 مليون دولار لإنتاج فيلم عن الحملة الصليبية).
وجاء في هذا التحقيق: "لعل التوقيت غير مناسب الآن في ظل المشاهد الدموية التي تنقلها شبكات الأخبار عن المواجهات بين المسلمين والغربيين في العراق وأماكن أخرى، أن يعلن عن فيلم سينمائي يعكس القتال الشرس بين المسيحيين والمسلمين على مدينة القدس في الحملة الصليبية التي جرت في القرن الثاني عشر الميلادي، وتتضمن قصة الفيلم شخصيات تاريخية حقيقية ذكرتها المصادر، مثل القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي والقائد الصليبي باليان".
وأشارت ليلى القطامي المتحدثة باسم "اللجنة العربية الأميركية لمناهضة التمييز" إلى أن المخاوف الرئيسية تتركز في فكرة إنتاج فيلم عن الحروب الصليبية وما يمكن أن يعنيه ذلك في الخطاب الأميركي اليوم، إضافة إلى أنني أعتقد أن هناك الكثير من الأحاديث، التي تدور حالياً مع ما تردده بعض الشخصيات البارزة، لأقاويل حول تضارب الإسلام مع قيم المسيحية والقيم الأميركية.
مسجد قرطبة
من مفارقات كواليس "مملكة السماء"، هو عدم سماح رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في أسبانيا بتصوير بعض المشاهد في كنيسة "ميزكيتا" في قرطبة، التي كانت مسجداً كبيراً أيام دولة الأندلس الإسلامية وتحولت فيما بعد إلى كنيسة، بحجة أن المخرج أراد استخدام الكنيسة بتصويرها كمسجد إسلامي في القدس، ويمكن أن يثير ذلك حفيظة الناس، فانتقلت كاميرات وعدد وكادر الفيلم إلى المغرب لتصوير معظم المشاهد.
تبدأ مشاهد الفيلم بحدث مأساوي يجري مع بطله القائد الصليبي "باليان" ـ الممثل البريطاني أورلاندو بلوم ـ حيث تنتحر زوجته وتتركه في حالة من اليأس والحزن، ويجبر "باليان" الذي كان حداداً في إحدى المقاطعات الفرنسية، على الانضمام إلى الحملات الصليبية التي احتشدت في أوروبا لمحاربة المسلمين واسترداد القدس منهم بوصفها حلم المسيحيين على مر الزمان.
وعقب وصوله إلى القدس يقع "باليان" في غرام شقيقة ملك القدس المسيحي، ثم تنتقل القصة لتصور المذبحة التي ارتكبها الجيش الصليبي بحق المسلمين العرب، حيث يتوجه صلاح الدين الأيوبي (يُجسّد الدور الفنان السوري غسان مسعود)، بجيشه للثأر للكرامة الإسلامية، وتندلع معارك دموية مروعة بين جيش "باليان" من جهة وجيش المسلمين بقيادة صلاح الدين من جهة أخرى، تنتهي بحوارٍ بين القائدين.حيث ينادي صلاح الدين: "هل ستسلم القدس؟" فيجيبه "باليان" بيأس تملؤه العجرفة: "قبل أن أخسر المدينة سأضرم النار فيها وأسويها بالأرض.. وسأسوي كل شيء بالأرض، أماكننا المقدسة وأماكننا المقدسة وكل شيء في المدينة".
فيلم عربي يتيم
الحروب الصليبية على المنطقة الإسلامية التي قبل ثمانية قرون، كانت لفترة طويلة منجماً لا ينضب لشركات الإنتاج السينمائي الأميركي والغربي، حيث أنتجت هوليود عشرات الأفلام عن أحداثها وأبطالها، ورغم ذلك فإن المكتبة السينمائية العربية قدمت فيلماً يتيماً واحداً طيلة تاريخها الفني الذي يمتد لعقود، وهو فيلم "الناصر صلاح الدين الأيوب" للمخرج يوسف شاهين، أدى دور البطولة فيه النجم أحمد مظهر بمشاركة: حمدي غيث الذي أدى دور "ريتشارد قلب الأسد" وليلى فوزي وصلاح ذو الفقار وغيرهم من النجوم، والفيلم من إنتاج الستينات.
ولعشرين عام خلت حاول المخرج العربي العالمي مصطفى العقاد -صاحب أهم عملين في تاريخ السينما العربية، فيلمي "الرسالة" و"عمر المختار"، أن يخرج فيلماً عن صلاح الدين الأيوبي والحروب الصليبية، إلا أن محاولاته لم تر النور رغم أنه حصل على موافقة النجم العالمي "شين كونري" لأداء دور البطولة.
وعرض العقاد مشروعه على عشرات الجهات الفنية والرسمية العربية إلا أنه لم يفلح بالحصول على تمويل لإنتاج الفيلم، حتى أن بعض وسائل الإعلام الصادرة عام 2003 كتبت بسخرية مريرة: (أمة المليار.. عجزت عن إنتاج فيلم صلاح الدين!!).
ومن جهة أخرى، ادعى المؤرخ جيمس ريستون الابن، على الشركة المنتجة، بأنها نسخت دون إذن مواد من كتاب له عن الحملات الصليبية، واستغلته في الفيلم.
وزعم المؤرخ بأن المخرج ريدلي سكوت، رفض عرضاً من مايك ميدافوي رئيس شركة "فونيكس بيكتشرز" لإخراج الفيلم استناداً إلى كتابه، ثم لجأ سراً إلى استخدام محتويات من الكتاب كأساس لفيلمه.
وأشار إلى أن كاتب السيناريو وليام مونامان استوحى الشخصية الرئيسية للفيلم، من شخصية أحد الفرسان المغمورين في كتابه ويدعى بيلان من إيبلان، كما أنه استولى على اسم الفيلم من عنوان الفصل الثاني لكتابه.
ويمثل في الفيلم ممثل عربي آخر غير غسان مسعود، وهو الممثل المصري خالد النبوي، الذي قال عن دوره في الشريط "أؤدي دور رجل دين مسلم خلال معركة القدس الشهيرة بين صلاح الدين والصليبيين، وأتوقع للفيلم أن يعزز صورة التسامح الإسلامي في الغرب، وأعتقد أن الوقت قد حان لكي يعرف عنّا الغرب أكثر، كما نحن نعرف عنه".
http://www.farfesh.com/article-images/b05418125549.jpg
http://www.farfesh.com/article-images/b05418125644.jpg
http://www.farfesh.com/article-images/b05418125619.jpg