المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوق الشورجة: بين اصل التسمية، وانقطاع الكهرباء، والازدحام والبوم حريقا هائل


حنيش الملز
16-04-05, 09:48 pm
سوق الشورجة: بين اصل التسمية، وانقطاع الكهرباء، والازدحام ، وحريق التهمه اليوم



لا يخفى على احد الاهمية التجارية التي يتمتع بها سوق (الشورجة) فهو يعد من اقدم واوسع واهم الاسواق في العراق قاطبة، ويمثل المركز التجاري الرئيس والممول لجميع البضائع والسلع المستوردة والمحلية بكافة انواعها ومناشئها والتي تدخل في حياة الفرد والاسرة العراقية في عموم العراق.

ويقع السوق حالياً بإمتداده الافقي على ثلاثة شوارع، هي شارع الرشيد وشارع الجمهوري وشارع الكفاح، اما عمودياً فهو يمتد من بداية ساحة الوثبة وحتى ساحة الامين المحاذية لساحة الرصافي من جهة شارع الرشيد، وتتكون داخل هذا السوق الكبير عدة اسواق صغيرة منها ما هو مختص بنوع محدد من البضائع، ومنها ما يتوفر على انواع مختلفة من البضائع والسلع، ومن تلك الاسواق مثلاً، سوق الزجاجيات وسوق الصابون وسوق العطارين وسوق الملح، ومن الجهة المقابلة الممتدة الى شارع الكفاح يقع سوق التمن وسوق الدهانة، ويذكر السيد عبد فاضل وهو احد العطارين المعروفين في سوق الشورجة، ان اسم الشورجة مشتق من كلمة فارسية متكونة من مقطعين وهي (شور) وتعني المالح وكلمة (جا) وتعني (البئر) وان هذا المكان حسب ما يقول السيد عبد الله، كان مخصصاً لبيع الملح، غير ان هناك رأي آخر يقول ان السوق تكون بالاساس من بعض الباعة الذين يبيعون الحلويات والمأكولات لزوار مرقد الشيخ (ابو القاسم بن روح النوبختي) المتوفى سنة 306 للهجرة الذي يقع قبره في السوق وشيد عليه جامع كبير سنة 1960 وتقابله على امتداد شارع الجمهوري كنيسة مريم العذراء التي انشأت سنة 1668 وهي للأقباط الارثوذكس.

رغم تضارب الآراء حول تاريخ نشأة سوق الشورجة الا ان غالبية التجار الذين يعملون فيه الآن اتفقوا على انه اصبح سوقاً بالمعنى المتعارف عليه في الاربعينيات من القرن الماضي، وكان معظم تجاره الرئيسين من يهود العراق، وكان مقتصراً على تجارة بعض البضائع وليس كما هو عليه الآن، ويقول السيد محمد ان اقدم محل تجارة في سوق الشورجة يعود للعطار (المعشب) السيد هاشم العلوي وبعده جاء الحاج محمد كاظم حمندي والسيد هاشم الموسوي الذي يعد اول من عمل في تجارة الزجاجيات والاواني المنزلية حيث يعود تاريخ عمله الى عام 1942 وكان الممول الوحيد في العراق لتلك البضائع آنذاك وما زال ولده السيد محمد هاشم الموسوي يعمل في نفس التجارة وقال :

الزجاجيات والاواني المنزلية تعد من البضائع المهمة للعائلة العراقية ولذلك فنحن حريصون على جلب افضل الانواع واقلها ثمناً، فنحن نذهب الى البلدان البارعة في صناعة الزجاجيات ومنها الهند والفلبين والصين وكوريا الجنوبية واندنوسيا وغيرها .
ويقول السيد محمد كريم وهو يعمل عطاراً، ان اقدم الاماكن في هذا السوق هو (خان الاغا الصغير) و (خان الدجاج) و(سوق الصابون) الذي كان سوقاً كبيراً ولا يباع فيه سوى الصابون فقط وكانت تصله البضاعة من شتى انحاء العالم، اما الآن فقد زحفت عليه بضائع مختلفة كما انتقل بعض تجار الصابون الى مناطق مختلفة من منطقة الشورجة، كذلك سوق العطارين وكان اغلب تجاره يعملون بالاعشاب والتوابل، وسوق التمن الذي كان ممتداً من الجهة المقابلة لمدخل سوق الشورجة القديم الى شارع الكفاح قبل ان يقتطعه افتتاح شارع الجمهوري وكان ذلك السوق متخصصاً بتجارة الحبوب ولكن الرز (التمن) كان له الحضور الغالب لدى التجار ولذلك اشتقت التسمية (سوق التمن) اما الآن فقد تنوعت التجارة فيه وصار القسم الاكبر منه متخصص في تجارة السكائر، ولا سيما الجزء القريب من شارع الكفاح وقد اطلق عليه حديثاً اسم (سوق السكائر).

السوق العربي /

وهو سوق انشأ حديثاً قياساً بقدم سوق الشورجة ويقع بمحاذاة السوق المسقف القديم وهو يمتد من شارع الرشيد الى شارع الجمهوري حيث يقابله على طرفي واجهته مرقد السيد النوبختي وكنيسة مريم العذراء.

وعن تاريخ نشأة السوق وطبيعة البضائع والسلع المعروضة فيه قال السيد : نبيل عبد الستار وهو اول من عمل في السوق اذ قال: تم افتتاح السوق في عام 1979 ويتكون من ثلاثة طوابق ويضم مئات المحال التجارية بالاضافة الى المخازن، وقد وضعت امانة بغداد في حينها شروطاً مشددة لإستثمار هذا المبنى والمحال التي تقع فيه ومن هذه الشروط ان يقوم المستأجرون بوضع ديكورات وزخارف موحدة على واجهات المحال، وان التاجر المستثمر لا يجوز له تغيير نوع البضاعة التي يتاجر بها الا بعد استحصال موافقة الامانة، علماً ان السوق بشكل عام خصص لبيع الكماليات والملابس والكرزات ولعب الاطفال، وقد وضعت عقوبات صارمة بحق من يخرق هذه الشروط في العمل داخل السوق، ولذلك حافظ السوق على خصوصيته حتى هذه اللحظة.

هموم تجار الشورجة /

في الدرابين والشوارع الفرعية الملتوية والتي تمثل شبكة من الممرات تربط معظم المساحة الواسعة التي يقع في دواخلها سوق الشورجة التي يمكن من خلالها ان تحصي انواع البضائع والسلع والحاجيات الكثيرة القادمة من كافة انحاء العالم، منها ما يباع بالجملة لتجار المحافظات وغيرهم، ومنها ما يباع بالمفرد وهو ما يسمى بالبيع المباشر للمواطنين الذين لن يعودوا الى بيوتهم الا وقد وجدوا ضالتهم من السلع والبضائع اياً كانت وحسب النوع والحجم والمنشأ الذي هم بحاجة اليه، فمن الاواني المنزلية والاجهزة الكهربائية والافرشة والملابس والاغذية والسجاد ومواد التجميل والعطور والقرطاسية الى المواد الغذائية المعلبة والمشروبات الغازية والحبوب والمعجنات والتوابل وليس انتهاءً بالفواكه والخضر والسمك الحي الذي تجده عند اطراف السوق في عربات الباعة المتجولين، فهنا كل شيء في هذا السوق العريق كل شيء سوى شيء واحد فقط فقده تجار الشورجة منذ ما يقارب الشهرين وهذا الشيء هو الكهرباء. نعم الكهرباء، فقد فقدت الكهرباء من هذا السوق منذ شهرين ما انهم كانوا يعانون في زمن النظام السابق من الضرائب الرسمية وغير الرسمية التي يأخذها منهم ازلام الامن والحزب الصدامي عنوة. اما الآن فإن معاناتهم تكمن في انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر منذ شهرين تقريباًُ ورغم مراجعاتهم المستمرة دون ان ينجدهم احد لإعادة الكهرباء ولا سيما في هذا التنور الصيفي حسب تعبيرهم.

وهذا اليوم اندع حريق هائل في السوق وحسبنا الله ونعم الوكيـل

حنيش الملز
16-04-05, 09:53 pm
http://www.alwifaq.net/news/index.php?Show=News&id=5584


بالرابط اعلاه عن الحريق اليوم طالت مئات المحلات