مزاجي
02-04-05, 03:27 am
كثيراً ما قرأت مقالات توبخ الإنسان العربي، وتطالبه بالحفاظ على البيئة، وربما الكثير تابع توقيعات الوزير المثقف غازي القصيبي على إعلانات الصحف وهو ينبه (حافظوا على الماء، حافظوا على البيئة).
وكنت أتساءل ، لماذا لا نسأل أنفسنا، لِمَ لا يحافظ الإنسان العربي على البيئة؟
لنبتعد قليلا عن مقالات التقريع (يجب ولا يجب)، ولنتساءل ومعنا الوزير المثقف، لو رحنا نؤذن في أذن الإنسان العربي ألف عام (يجب أن تحافظ على البيئة) ما الذي يعيقه ألا يستجيب؟
أظن وليس كل الظن إثما.. لأن لدى المواطن العربي شعوراً أن لا أحد يحافظ عليه، لا على مستوى إنسانيته ولا على مستوى وجوده.. فهو يشعر أنه مهمش ومسلوب الإرادة والفرص المتاحة لتشوهه ومرضه وموته أكثر من تلك الفرص المتاحة لأن يعيش ويشعر أنه إنسان.
وبالتالي يترتب على هذا الشعور اللامبالاة بما حوله.. هذه اللامبالاة التي لا يبررها المعنيون بالحفاظ على البيئة، وقد أدعي أني لا أبررها مثلهم، لكني لا أستطيع إلا أن أتعاطف مع ذاك الفقير الذي ينغمس في (برميل) القاذورات ليبحث عن طعام يسد به جوعه ثم يبعثر القاذورات في الشارع.. وربما يقضي حاجته بالشارع أيضا، ولا أستطيع أن أقول له: عليك أن تحافظ على البيئة، فأنا أعرف رده أو أتخيل أنه سيقول لي: لم يحافظ علي أحد.. فلتذهبوا أنتم وبيئتكم إلى الجحيم.
من هنا أجدني أختلف مع من يأتي ليطالب الإنسان العربي بتحمل مسؤوليته في الحفاظ على البيئة.
فأنا لا أستطيع أن أتخيل إنساناً يهتم بنظافة البيئة فيما هو لا يشعر بوجوده.
لهذا وإن كان هناك أحد معني بهذا الأمر، أعني بأمر البيئة.. عليه أن يحافظ على الإنسان العربي أولا، ومن ثم سيحافظ الإنسان على بيئته التي يعيش بها.. على المعنيين ألا يجلبوا لنا نتائج حضارة الغرب والتي من ضمنها الوعي بقيمة الحفاظ على البيئة.
فنحن لم نعمل الأسباب التي تؤدي إلى هذه النتائج.. ففي الغرب ـ رغم اختلافي مع تعاملهم معنا هنا في الشرق، إلا أني أغبطهم على تعاملهم مع الإنسان الذي سجدت له الملائكة ـ فهو محترم وله كل حقوقه بأن يعيش بكرامته وإنسانيته، وبالتالي أنتج هذا الاحترام للإنسان ليس وعياً بأهمية الحفاظ على البيئة فقط.. بل إنه بدأ يُشرع ويضع قوانين للحيوانات.. وللشجر.
قد يندهش البعض حين يسمع أن هناك مواطناً أمريكياً منع الحكومة من قطع شجرة لتعبيد شارع وطالبهم بالدوران حول الشجرة، وحكمت المحكمة لصالحه ضد الدولة، فيما هنا ـ وعلى سبيل المثال لا الحصر ـ شاهدنا رئيس دولة يدخل حربا، دامت ثماني سنوات وخلفت نصف مليون قتيل.. ثم لا شيء؟!.. هل يحق لي أن أذهب لهذا الإنسان وأحدثه عن الوعي البيئي، ثم أطالبه بالحفاظ على البيئة؟
إن الإنسان بطبعه ينزع للخير، ولكن حين تحوله لكائن لا قيمة له، يصبح (حقيراً، أنانياً، دنيئاً، قذراً، منافقاً، خائناً وعبداً للدينار إنء شئنا)، بل يجد متعته في تلويث البيئة وقطع الأشجار والأزهار وقتل الطيور، لأنه لا يشعر بوجوده وكيانه على .
من هنا أجدني مختلفاً مع الوزير المثقف، والكثير من كتابنا الذين يقرعون الإنسان العربي، وأطالبهم بأن يغيروا شعارهم ليأتي شعارهم وإعلان الوزير هكذا.. (حافظوا على قيمة الإنسان يحافظ على البيئة).
* صالح إبراهيم الطريقي
وكنت أتساءل ، لماذا لا نسأل أنفسنا، لِمَ لا يحافظ الإنسان العربي على البيئة؟
لنبتعد قليلا عن مقالات التقريع (يجب ولا يجب)، ولنتساءل ومعنا الوزير المثقف، لو رحنا نؤذن في أذن الإنسان العربي ألف عام (يجب أن تحافظ على البيئة) ما الذي يعيقه ألا يستجيب؟
أظن وليس كل الظن إثما.. لأن لدى المواطن العربي شعوراً أن لا أحد يحافظ عليه، لا على مستوى إنسانيته ولا على مستوى وجوده.. فهو يشعر أنه مهمش ومسلوب الإرادة والفرص المتاحة لتشوهه ومرضه وموته أكثر من تلك الفرص المتاحة لأن يعيش ويشعر أنه إنسان.
وبالتالي يترتب على هذا الشعور اللامبالاة بما حوله.. هذه اللامبالاة التي لا يبررها المعنيون بالحفاظ على البيئة، وقد أدعي أني لا أبررها مثلهم، لكني لا أستطيع إلا أن أتعاطف مع ذاك الفقير الذي ينغمس في (برميل) القاذورات ليبحث عن طعام يسد به جوعه ثم يبعثر القاذورات في الشارع.. وربما يقضي حاجته بالشارع أيضا، ولا أستطيع أن أقول له: عليك أن تحافظ على البيئة، فأنا أعرف رده أو أتخيل أنه سيقول لي: لم يحافظ علي أحد.. فلتذهبوا أنتم وبيئتكم إلى الجحيم.
من هنا أجدني أختلف مع من يأتي ليطالب الإنسان العربي بتحمل مسؤوليته في الحفاظ على البيئة.
فأنا لا أستطيع أن أتخيل إنساناً يهتم بنظافة البيئة فيما هو لا يشعر بوجوده.
لهذا وإن كان هناك أحد معني بهذا الأمر، أعني بأمر البيئة.. عليه أن يحافظ على الإنسان العربي أولا، ومن ثم سيحافظ الإنسان على بيئته التي يعيش بها.. على المعنيين ألا يجلبوا لنا نتائج حضارة الغرب والتي من ضمنها الوعي بقيمة الحفاظ على البيئة.
فنحن لم نعمل الأسباب التي تؤدي إلى هذه النتائج.. ففي الغرب ـ رغم اختلافي مع تعاملهم معنا هنا في الشرق، إلا أني أغبطهم على تعاملهم مع الإنسان الذي سجدت له الملائكة ـ فهو محترم وله كل حقوقه بأن يعيش بكرامته وإنسانيته، وبالتالي أنتج هذا الاحترام للإنسان ليس وعياً بأهمية الحفاظ على البيئة فقط.. بل إنه بدأ يُشرع ويضع قوانين للحيوانات.. وللشجر.
قد يندهش البعض حين يسمع أن هناك مواطناً أمريكياً منع الحكومة من قطع شجرة لتعبيد شارع وطالبهم بالدوران حول الشجرة، وحكمت المحكمة لصالحه ضد الدولة، فيما هنا ـ وعلى سبيل المثال لا الحصر ـ شاهدنا رئيس دولة يدخل حربا، دامت ثماني سنوات وخلفت نصف مليون قتيل.. ثم لا شيء؟!.. هل يحق لي أن أذهب لهذا الإنسان وأحدثه عن الوعي البيئي، ثم أطالبه بالحفاظ على البيئة؟
إن الإنسان بطبعه ينزع للخير، ولكن حين تحوله لكائن لا قيمة له، يصبح (حقيراً، أنانياً، دنيئاً، قذراً، منافقاً، خائناً وعبداً للدينار إنء شئنا)، بل يجد متعته في تلويث البيئة وقطع الأشجار والأزهار وقتل الطيور، لأنه لا يشعر بوجوده وكيانه على .
من هنا أجدني مختلفاً مع الوزير المثقف، والكثير من كتابنا الذين يقرعون الإنسان العربي، وأطالبهم بأن يغيروا شعارهم ليأتي شعارهم وإعلان الوزير هكذا.. (حافظوا على قيمة الإنسان يحافظ على البيئة).
* صالح إبراهيم الطريقي