المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمراض المنقولة جنسيا...


اكار شوكولانا
23-03-05, 11:51 am
تضاعف عدد زائري عيادات الأمراض البولية التناسلية والصحة الجنسية في العقد الأخير، وما زالت الأمراض المنقولة جنسيا تستمر في الازدياد، حيث تم تشخيص 82 ألف حالة في بريطانيا في عام 2002، وارتفعت الإصابات بنسبة ثلاثة أضعاف منذ عام 1996 ووصلت لنسبة %57. وعلى الرغم من التوعية الصحية وتسليط الاضاءة في الصحافة وأجهزة الإعلام في الغرب، ما زال الإهمال والجهل بأعراض هذه الأمراض، وعدم معرفة المخاطر الناتجة عنها وطريقة علاجها كبيرا. وعلى الرغم من سهولة علاج معظمها، فإنه غالبا ما لا تكتشف الإصابة بها بسبب غياب الأعراض، وقد لا يتم التشخيص لعدة سنوات وإحدى نتائج غياب الأعراض الجدية خطورة الإصابة بالعقم، هذا المقال يلقي الضوء على أكثر هذه الأمراض شيوعا، أعراضها، علاجها، وكيفية الوقاية منها.

السيلان "غونوريا" Gonorrhea

تضاعف عدد الإصابات بها بنسبة تزيد عن الضعف منذ عام 1995، هي عدوى شائعة للجهاز البولي التناسلي، خاصة الإحليل وعنق الرحم، يوجد حوالي مليون عدوى جديدة معلن عنها سنويا في الولايات المتحدة، وهي أكثر شيوعا عند الشباب من الرجال والنساء.

الأعراض:
قد تكون لا عرضية أو بسيطة، احتمال ظهور الأعراض عند الرجال أكثر منه عند النساء، عادة تظهر بعد 3 ـ 6 أيام من بدء العدوى، وتتضمن التهاب الإحليل، إحساس بالحرقة الشديدة أثناء التبول، مع تكرار مرات التبول، وخروج مفرزات من العضو الذكري مع علامات التهاب موضعية مثل احمرار الإحليل واحتقانه.
في النساء قد تمر لا عرضية، وقد تشكو المرأة المصابة من خروج مفرزات مهبلية خضراء مصفرة مصحوبة بخيوط دموية مصدرها عنق الرحم، بالاضافة للحكة الموضعية واحمرار الشفرين وحرقة أثناء التبول، وفي حال إصابة الشرج تحصل مفرزات شرجية وألم شرجي. أخطر أشكال هذه العدوى هي عند النساء عندما تتطور وتصيب الرحم وقناتي فالوب (مكان التقاء النطفة بالبيضة لتلقيحها)، وهي السبب الشائع لالتهاب الحوض المزمن الذي يسبب ألما شديدا، ارتفاع درجة الحرارة والتهابا معمما في الجسم وأخيرا العقم الذي يصيب الرجال أيضا، وتسبب في الجنسين انتشار العدوى إلى الدم وقد تصل إلى القلب والمفاصل وتسبب التهابا معمما في الجسم وإن كان نادرا.

وتنتقل العدوى لمواليد الأمهات المصابات أثناء ولادة الجنين ومروره في المهبل مسببة التهاب العيون، يتميز سيلان العين لدى المواليد الجدد بظهور صديد شديد قد يسبب العمى إذا لم يعالج.

التشخيص:
يتم بأخذ مسحة من المنطقة المصابة للزرع.

العلاج:
المضادات الحيوية، وقد طورت البكتيريا مقاومة للعلاج نتيجة استخدامه في كثير من الأحيان من دون مبررات طبية مثل الزكام، حاليا تستخدم أجيال جديدة من المضادات الحيوية التي أثبتت فاعليتها في علاج السيلان مثل "روسيفين" Rocephin أ"و زيثروماكس" Zithromax، من الأهمية بمكان تنبيه الشريك المصاب لشريكه الآخر من أجل تأكيد التشخيص الدقيق بالفحص الطبي وتناول العلاج بالجرعة الشافية، يجب طلب المشورة الطبية لدى ظهور الأعراض لتفادي العقابيل الخطيرة للمرض الذي يمكن الشفاء منه ببساطة.

"الكلاميديا" Clamydia

أشيَع هذه الأمراض انتشارا في بريطانيا مع زيادة بنسبة ثلاثة أضعاف منذ 1995 بنسبة 90 ألف إصابة جديدة في السنة.

الأعراض:
لا توجد أية أعراض في %50 من الرجال و%70 من النساء، وإذا ظهرت فإنها تظهر بعد أسبوع إلى 3 أسابيع من بدء الإصابة وتختفي بعد عدة أيام.
تكون عند النساء على شكل مفرزات مهبلية بيضاء مائلة إلى الاصفرار ذات رائحة غير مستحبة مصدرها التهاب عنق الرحم، نزف بين الطموث، ألم عند التبول، وألم أو نزف خلال ممارسة العلاقة الزوجية.
في الرجال: ألم إربي (أعلى الفخذ)، التهاب وتورم الخصية، خروج مفرزات من العضو الذكري، ألم أثناء التبول، وشعور بالحرقة والحكة في المنطقة التناسلية.

الآثار البعيدة المدى:
تكون خطرة، خاصة لدى النساء، حين تكون صامتة وتتطور لالتهاب الحوض المزمن لدى ثلث المصابات، الذي يصعب علاجه ويسبب الألم المزمن، العقم والحمل خارج الرحم. وفي الرجال، يسبب التهاب الخصيتين والعقم، كما تنتقل العدوى لنصف المواليد الجدد للأمهات المصابات مسببة التهاب ملتحمة العين بالكلاميديا (العين المحمرة) خلال أسبوع من الولادة، كما يصاب ربعهم بالتهاب الرئة.
توجد أشكال نادرة من العدوى التي تنتقل خلال جروح وسحجات الجلد مسببة التهاب العقد اللمفية التي تنتقل مع الزمن إلى الجهاز اللمفي مسببة تقرحات وتورما وألما في الجلد.

التشخيص :
يتم بفحص البول أو أخذ مسحة من العضو الذكري ومن المهبل والعلاج بسيط وهو المضادات الحيوية.

"السفليس" Syphilis

الإصابة الأولية قد تكون لا عرضية أو تظهر على شكل تقرح غير مؤلم، لكنه معدٍ بشدة في مكان الإصابة الأولى، يظهر في أي مكان في الجسم، ويختفي تلقائيا خلال ستة أسابيع، وهذا لا يعني الشفاء، حيث يتطور المرض خلال ثلاث مراحل، فبعد مرحلة العدوى الأولية وإذا ترك من غير علاج ينتقل إلى الدم، ويتميز بظهور طفح جلدي على الكفين وباطن القدمين، ارتفاع درجة الحرارة، حرقة في البلعوم، ثم تختفي هذه الأعراض تلقائيا ويصبح المرض ساكنا لعدة سنوات، مع إمكانية ظهور أعراض الطور الثاني للمرض من وقت لآخر، ويتطور إلى المرحلة الثالثة بعد سنوات من العدوى الأولية قد تصل لـ 15 سنة، ويصبح ببطء أكثر سوءا ويسبب مضاعفات خطيرة في القلب والرئتين والدماغ والعامود الفقري، مسببا الإصابة بالشلل والعته. وفي الحوامل يسبب الاسقاط وموت الجنين ضمن الرحم أو إصابة أعضائه الحيوية بالعدوى.

التشخيص:
بمسحة من القرحة الأولية أو فحص الدم.

العلاج:
بالمضادات الحيوية مع ضرورة المتابعة الطبية للتأكد من الشفاء.

الوحيدات المشعرة "التريكوموناس" Trichomonas

عدوى شائعة يسببها طفيلي مذنب وحيد الخلية، توجد بنسبة 50 ـ %75 لدى بنات الهوى، وبنسبة 5 ـ %15 من النساء المشاهدات في عيادات أمراض النساء، وحيث انه نادرا ما يسبب أي أعراض لدى الرجال، فإن عودة المرض للزوجة بواسطة الزوج غير المعَالج شائعة جدا.

الأعراض:
إما لا عرضية، أو عرضية تظهر لدى المرأة على شكل مفرزات مهبلية صفراء مخضرة ذات رائحة كريهة، وألم أسفل البطن وأثناء التبول وأثناء ممارسة العلاقة الجنسية. تزداد الأعراض سوءا حول فترة الطمث، وقد يظهر احتقان وتهيج في المهبل وعنق الرحم.

التشخيص:
يتم بفحص المفرزات مباشرة تحت المجهر في عيادة الطبيب، ويمكن مشاهدة الطفيلي وحيد الخلية.

العلاج:
بالمضاد الحيوي "ميترونيدازول"، ونسبة الشفاء %95 على أن يتم علاج الشريكين معا.

"العقبول التناسلي" Genital Herpes

عدوى فيروسية وللفيروس نوعان، أحدهما يسبب العقبول الفموي بنسبة أكبر، والآخر يسبب العقبول التناسلي. وقد وجد تداخل بين النوعين، كما وجد أن التناسلي منه يصيب %80 من بائعات الهوى، و%3 فقط من عموم الناس، ينتقل عبر الجلد غالبا أثناء طور السكون اللاعرضي.

الأعراض:
لا عرضية في %50 من الحالات، تظهر الأعراض خلال 2 ـ 20 يوما من الإصابة، وتشمل: صداعا، ارتفاع حرارة، آلاما عضلية، يتبعها خلال 3 أيام حكة وشعور بالانزعاج والألم في المنطقة التناسلية يعقبها ظهور التحوصل والقرحة، ظهور عقد لمفية إربية، تختفي الأعراض تلقائيا خلال 3 ـ 4 أسابيع، في النساء يظهر العقبول في الشفرين والمهبل وحول الشرج وفي الرجال في أي مكان حول المنطقة التناسلية والشرج والردفين.

تعود الأعراض مع درجات مختلفة من الخطورة والتكرارية، حيث يسكن الفايروس حول الأعصاب مسببا عودة الإصابة، لا يسبب المرض العقم عند النساء، لكن يزيد من خطورة حدوث الإسقاطات. من الأهمية بمكان ولادة الحامل المصابة بالعملية القيصرية إذا وجد العقبول لديها أثناء المخاض، لأن عدوى الجنين أثناء مروره في قناة الولادة تسبب العمى والتخلف العقلي، مع زيادة موت المواليد الجدد.

التشخيص:
مسحة من مكان الإصابة، وتشخيص اللاعرضيين صعب ويجب على كل شخص يظهر لديه الحويصل التناسلي أن يطلب الفحص الطبي.

العلاج:
كمعظم الإصابات الفايروسية لا يوجد علاج شاف، والإصابة تستمر مدى الحياة، يمكن للأدوية المضادة للفايروسات مثل "أسيكلوفير" Acyclovir أن تباعد بين عودة الإصابة وتقصر فترة وخطورة المرض على أن تعطى من بداية ظهور العقبول.

الوقاية:
يجب الابتعاد عن المعاشرة خلال ظهور العقبول، وقد يتوفر لقاح خلال العام المقبل للوقاية، ظهرت فاعليته لدى النساء فقط.

"الفايروس الإنساني الحليمي" (الثؤلول التناسلي)

ظهرت أكثر من 70 ألف إصابة جديدة في عام 2003، وهو أكثر بنسبة الربع من عام 1995، تصيب من 3 ـ %28 من الجنسين، سببها فايروس HPV.
قد تكون بلا أعراض لدى البعض، ويظهر الثؤلول لدى الأغلبية المصابة خلال أسابيع أو أشهر من نقل العدوى من الشريك المصاب، يظهر الثؤلول غير المؤلم لدى النساء خارج أو داخل المهبل في عنق الرحم أو حول الشرج وعند الرجال في رأس العضو أو على مدخله أو حول الشرج، إذا ترك من دون علاج يمكن أن يكبر وينتشر مشكلا ورما على شكل القرنبيط، يختفي عادة لوحده، لكن ببطء ولعدة سنوات، ولا يوجد علاج شاف كجميع الإصابات الفايروسية. تسبب بعض أنواع الفايروس إصابة عنق الرحم بتغيرات خلوية مرضية للعنق يمكن أن تسبب تغيرات ما قبل سرطانية وسرطانية.

التشخيص:
يتم بفحص الـ DNA (الخريطة الوراثية للفايروس) بالمشاركة مع مسحة من عنق الرحم، وبأخذ جزء من الثؤلول للفحص.

العلاج:
بتخريب الخلايا الشاذة بتجميدها، وذلك بتطبيق سائل النايتروجين موضعيا، أو بالليزر، أو بحرق الثؤلول بوضع حمض تريكلوراسيتيك من قبل طبيب خبير، حتى لا يؤذي الأنسجة الطبيعية المحيطة بالآفة.

"الفطور المصورية" Mycoplasma

بكتيريا شائعة الانتقال تصيب الرجل والمرأة، بعض المصابين لا عرضيين وبعضهم يشكو من التهاب المثانة، مفرزات مهبلية، حرقة خلال ممارسة العلاقة الجنسية، شعور بعدم الارتياح عند التبول، مفرزات من العضو الذكري، والتهاب بروستاتا وخصية. أحد أخطر نتائج الإصابة التهاب الحوض وانبثاق جيب المياه الباكر لدى الحامل. وقد تسبب العقم من خلال تخريب الأنابيب، وتخفيض عدد وحركة الحيامن.
يجب علاج الزوجين بالمضادات الحيوية. التي تستجيب بشكل جيد للعلاج.
"قمل الجسم والعانة"

طفيليات تنتقل بالملامسة العامة والمعاشرة، وتتميز بوجود الحكة التي تتفاقم أثناء الليل، تعالج بمضادات الطفيليات، ويجب تعقيم أغطية الأسرة والملابس بشكل جيد لإتمام الشفاء.

حقائق مهمة جداً:
ـ يذكر أن ممارسة الجنس العابرة والمعاشرة المحرمة مع شريك مصاب بالأمراض المعدية جنسيا، ولو لمرة واحدة، كافية لإصابتك بواحد أو أكثر من الـ 25 مرضا معديا المنقول بالمعاشرة.
ـ بالتأكيد لا تريد أن تنتقل إليك العدوى، لذلك امتنع عن إقامة علاقة مع طرف ثالث خارجي.
ـ لا يجب أن تشعر بالتوتر إذا لم تتوفر لك ممارسة الجنس، فعدم إشباع هذه الرغبة لن يسبب فقدان الحياة ويمكنك الانتظار.
ـ في حالة الإقبال على الزواج يجب إجراء الفحوص اللازمة للكشف عن وجود هذه الأمراض قبل نقلها للزوجة، التي قد تكلف الكثير في حال إهمالها، وأقلها العقم، وما يتطلبه من أعباء مادية واجتماعية.
ـ في حال تعدد الزوجات ووجود العلاقة الزوجية المنتظمة، يجب إجراء الفحص لشركاء المعاشرة كل ستة أشهر.
ـ من الأفضل إجراء الفحص الطبي في حال وجود معاشرة محرمة، لأن أعراض هذه الأمراض ستظهر عاجلا أم آجلا على الشريك الجنسي وستكون دليلا على ما قد تم فعله في الخفاء.
ـ لا يجب تناول المضاد الحيوي قبل إجراء الفحص الطبي والزرع الجرثومي، لأن تناول الأدوية العشوائي يسبب ظهور سلالات جرثومية مقاومة للعلاج، ما يجعل الشفاء أكثر تعقيدا بحيث يكلف العلماء البحث دائما عن مضادات حيوية جديدة مكلفة ماديا ومعنويا.
ـ تذكر أن معظم هذه الأمراض قابل للشفاء ويجب اللجوء للكشف الطبي عند ظهور الأعراض الأولية وتناول العلاج الصحيح للشريكين، وتذكر أن هذا الحل بسيط وسهل ورخيص التكاليف، الذي قد ينقلب ليصبح مكلفا جدا في حال الإهمال، وبهذا توفر العناء المعنوي والمادي الذي يتطلبه علاج عقابيل ومضاعفات هذه الأمراض غير المعالجة (العقم، الالتهاب المزمن، إصابة الأجنة).
ـ يجب إجراء الفحص الطبي للحامل لكشف هذه الأمراض وعلاجها، حتى لا تنتقل إلى الجنين ضمن الرحم أو أثناء الولادة.
ـ يجب أن يعالج الشريكين دائما، حتى لا تنتقل العدوى مرة أخرى من الشريك غير المعالج.
ـ من الأمراض الخطيرة الأخرى التي تنتقل بالمعاشرة الإيدز، والتهاب الكبد الوبائي، التي زاد انتشارها في العقود.



منقول