آخر العنقود
18-02-05, 03:50 pm
يوم السبت : فكرت أن أتزوج من امرأة حسناء ، ملكة جمال ؛ أجمل فتاة على وجه الأرض
تكون قد تقاسمت شطر الحسن المتبقي في الدنيا مع الناس بعد يوسف عليه السلام الذي حظي بالشطر الأول .. ثم فكرت فقلت : ثم ماذا ؟؟ ماذا بعد أن تتزوج هذه وتستمتع بها شهر شهران ثلاثة سنة سنتين ثلاث ثم ماذا ؟؟ لقد ملك الخلفاء والحكام قبلك من الجواري ما لا يوصف حسنهن ولا يبارى جمالهن .. فهارون الرشيد على سبيل المثال كان يمر في بعض الليالي على حجرات الجواري المستترة عن الأنظار والتي تجمع من ملكات الجمال ووصيفاتهن ما يعجز الإنسان عن وصفهن حتى لو ملك زمام البيان .. وكان ينظر إلى أحسنهن في كل ليلة فيغمزها في قدمها وتكون مضطجعة ثم تنهض كأنما صعقها الكهرباء ( لم يكن هنا ك كهرباء في ذلك الوقت ولذا فهذا التشبيه معاصر ) وتقول له أمرك ياسيدي فيقول إذهبي إلى مخدعي .. وماهي إلا لحظات ويجدها الرشيد في انتظاره في أجمل هيئة وأحسن منظر .. بل إن المتوكل وهو حفيد الرشيد قد وطئ لوحده أربعة آلاف جارية .. وهذا الكلام موثق في كتب التاريخ ، وحفيد المتوكل وهو المعتضد وكان من خلفاء العصر العباسي الثاني هل تعلمون ماسبب وفاته ؟! ! لقد أصابه داء في ركبتيه وذلك من إفراطه في الجماع .. قلت : ليس ثمة تميز في الزواج من امرأة حسناء فهؤلاء ذكروا في التاريخ نعم لكن لم يذكروا لهذه الصفات فيهم .. بل بالكاد تجد من يشير إليها فالرشيد يذكر بالجهاد والحج في كل عامين بالتناوب . . والمتوكل يذكر بنصره لأهل السنة وللإمام أحمد والمعتضد يذكر بقوته في عصر ضعف الخلافة العباسية .. ثم إن الكثير في عصرنا تزوج وكان من المعددين واقترن بنساء تحسدهن النجوم ويغار منهن القمر ثم ماذا لاشيء ؟؟! وأنا كما ذكرت سابقاً ( آخر العنقود ) وإخواني كلهم وهم كثر تزوجوا ماعدا واحداً يكبرني وزوجاتهم في الغاية من الجمال والروعة ثم ماذا ؟؟! لاشيء تغير عليهم أبداً .. إذاً لماذا أظن أن الزواج من جميلة العالم هو كل شيء بالنسبة لي .. أنا سأتزوج إن شاء الله ولن أموت وأنا ( صرورة ) : الصرورة : الذي يموت أعزباً ... ولكنني أريد شيء أتميز به والزواج من حسناء ليس تميزاً ..
الأحد : فكرت أن أصبح تاجراً وأن أملك الملايين وأن أصبح من المساهمين الكبار في البنوك وفي الشركات وفي المؤسسات وأن أصبح الشيخ : .......... وأعني بالشيخ هنا شيخ الأموال .. ولكنني نظرت فوجدت أن البنوك تمتلئ بالمليارات التي تعود إلى أشخاص من بيننا يعيشون معنا ويلبسون كما نلبس ويأكلون كما نأكل !! ثم ماذا ؟! ! لاشيء ستموت كما يموت غيرك الشيخ فهد العويضة ( الشيخ هنا ترادف التاجر ) توفي قبل سنة ونصف وكان يملك طائرات خاصة ومن المعدات والأرصدة ما لايحصى .. ورفيق الحريري أيضاً مات وله من الثروة خمسة عشر ملياراً .. وكثير من التجار يجلسون في المجالس لا تكاد تتبينهم من تشابههم بغيرهم ..إذاً حتى التجارة ليست تميز ..
الإثنين : فكرت في أن أكمل دراستي وأنال الشهادات العليا وأصبح دكتوراً بل أستاذ دكتور ( بروفيسور ) فأنال أعلى شهادة علمية وينادى علي في المجالس والاجتماعات بالدكتور ..
ثم ماذا لاشيء ! ! الدكاترة يملؤن الشوارع والمنتديات والمجالس والجامعات ولو أحصيت في جامعة واحدة من جامعاتنا لوجدت الآلاف من الدكاترة مامعنى أن أكون واحداً من آلاف وآلاف وآلاف .. لاشيء ! لا تميز ! إذاً لماذا أكمل دراساتي ....
الثلاثاء : فكرت في أن أطلب العلم وأصبح طالب علم .. فيسألني الناس عن الفتاوى في أمور الدين .. ثم نظرت فقلت أرقام طلاب العلم تملأ المفكرات فلماذا أزحمها باسمي وخريجي الكليات الشرعية بعشرات الألوف ثم ماذا لاشيء والمشائخ كثيرون وأنا لن أصبح شيخاً وإنما طالب علم أي أقل بكثير من المشائخ فإذاً لا يجب علي طلب العلم لأنني لن أتميز عن غيري ..
الأربعاء : فكرت في أن أكون أشعر الناس يتبادل الناس دواويني وأن أكون كاتباً بارعاً تتناول مقالاتي ويقرأها المثقفون والأصحاب .. ثم نظرت فوجدت في كل جريدة عشرات الكتاب ممن يجيدون الكتابة لا أحد يتحدث عنهم وكذلك الشعراء فمجرد زيارة لمكتبة جرير أو العبيكان تجد أرففاً مملوءة بالدواوين من الشعر الذي لو ظللت طول حياتك تنظم ما أتيت بقصيدة واحدها مثل قصائد تلك الدواوين والمتنبي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس وكتب خمسة آلاف بيت أو أكثر كل قصيدة كانت أروع من سابقتها لا أحد يتحدث عنه بل وكثيرون يقدحون فيه .. إذاً لا حاجة لأن أتمنى أن أكون شاعراً فحلاً ويكفي أن أرضى بأبياتي الهزيلة القليلة .. لأن الشعر لا يوجد به تميز ..
الخميس : فكرت في أن أكون المسؤول الأكبر في الدولة أعقد الاجتماعات الكبيرة وأسافر إلى شتى بلاد الدنيا ويقال لي أطال الله بقاءك وتفرش لي الورود وأنزع من أريد وأبقي من أريد ويقال لي ( لاتسأل عما تفعل ) مهما تفعل فالخير في يمينك والصواب في قولك حتى لو لم أكن أعرف القراءة ولا الكتابة .. أرى الدنيا كلها لي لا يمكن أن أشتهي شيئاً فيمنع عني .. كل شيء كل شيء حققته .. وفي الحقيقة فهذا تميز مابعده تميز ولكن ثمة مشكلة فشهوة السلطان أعظم من شهوة الفرج وشهوة البطن .. فعندما أجتمع بمسؤول دولة عظمى كافرة فلا بد أن ألين له القول فأضيع ديني ولا بد أن أرضى بما يقول وأعادي من يعادي وأوالي من يوالي فأضيع إسلامي وذلك خشية على حكمي.. ولذا فإن هذا التميز وإن وجد إلا أنه سيمنعني التميز في الآخرة وسيجعلني في دركات النار إن لم يعف الله عني .. فلا حاجة لهذا التميز أو لنقل عجزي عن هذا التميز لا يؤلمني لأن فيه عواقب وخيمة ..
الجمعة : فكرت في أن أجاهد في سبيل الله فأصبح من الذين يبشرون بروح وريحان ورب راض غير غضبان ؛ وأصبح من الذين يجري أجرهم إلى يوم القيامة وهذا للمرابطين في سبيل الله دون غيرهم .. وأصبح من الذين يستبشرون عند ربهم وهم أحياء رغم خروج أرواحهم من أبدانهم .. وينالون في الجنة سبعين من الحور وليس اثنتين مثل باقي المؤمنين .. ويشفعون في سبعين من أهلهم أيضاً .. ويكونون في الفردوس الأعلى من الجنة .. ومن فضلهم أن لا يكفنون ولا يغسلون لأن الملائكة تتولى تغسيلهم .. ويحشرون يوم القيامة وجراحهم تشهد لهم في حين أن غيرهم جوارحهم تشهد عليهم ... ولكنني في الحقيقة ما وجدت ما يضاهي هذا التميــــــــــز.
تكون قد تقاسمت شطر الحسن المتبقي في الدنيا مع الناس بعد يوسف عليه السلام الذي حظي بالشطر الأول .. ثم فكرت فقلت : ثم ماذا ؟؟ ماذا بعد أن تتزوج هذه وتستمتع بها شهر شهران ثلاثة سنة سنتين ثلاث ثم ماذا ؟؟ لقد ملك الخلفاء والحكام قبلك من الجواري ما لا يوصف حسنهن ولا يبارى جمالهن .. فهارون الرشيد على سبيل المثال كان يمر في بعض الليالي على حجرات الجواري المستترة عن الأنظار والتي تجمع من ملكات الجمال ووصيفاتهن ما يعجز الإنسان عن وصفهن حتى لو ملك زمام البيان .. وكان ينظر إلى أحسنهن في كل ليلة فيغمزها في قدمها وتكون مضطجعة ثم تنهض كأنما صعقها الكهرباء ( لم يكن هنا ك كهرباء في ذلك الوقت ولذا فهذا التشبيه معاصر ) وتقول له أمرك ياسيدي فيقول إذهبي إلى مخدعي .. وماهي إلا لحظات ويجدها الرشيد في انتظاره في أجمل هيئة وأحسن منظر .. بل إن المتوكل وهو حفيد الرشيد قد وطئ لوحده أربعة آلاف جارية .. وهذا الكلام موثق في كتب التاريخ ، وحفيد المتوكل وهو المعتضد وكان من خلفاء العصر العباسي الثاني هل تعلمون ماسبب وفاته ؟! ! لقد أصابه داء في ركبتيه وذلك من إفراطه في الجماع .. قلت : ليس ثمة تميز في الزواج من امرأة حسناء فهؤلاء ذكروا في التاريخ نعم لكن لم يذكروا لهذه الصفات فيهم .. بل بالكاد تجد من يشير إليها فالرشيد يذكر بالجهاد والحج في كل عامين بالتناوب . . والمتوكل يذكر بنصره لأهل السنة وللإمام أحمد والمعتضد يذكر بقوته في عصر ضعف الخلافة العباسية .. ثم إن الكثير في عصرنا تزوج وكان من المعددين واقترن بنساء تحسدهن النجوم ويغار منهن القمر ثم ماذا لاشيء ؟؟! وأنا كما ذكرت سابقاً ( آخر العنقود ) وإخواني كلهم وهم كثر تزوجوا ماعدا واحداً يكبرني وزوجاتهم في الغاية من الجمال والروعة ثم ماذا ؟؟! لاشيء تغير عليهم أبداً .. إذاً لماذا أظن أن الزواج من جميلة العالم هو كل شيء بالنسبة لي .. أنا سأتزوج إن شاء الله ولن أموت وأنا ( صرورة ) : الصرورة : الذي يموت أعزباً ... ولكنني أريد شيء أتميز به والزواج من حسناء ليس تميزاً ..
الأحد : فكرت أن أصبح تاجراً وأن أملك الملايين وأن أصبح من المساهمين الكبار في البنوك وفي الشركات وفي المؤسسات وأن أصبح الشيخ : .......... وأعني بالشيخ هنا شيخ الأموال .. ولكنني نظرت فوجدت أن البنوك تمتلئ بالمليارات التي تعود إلى أشخاص من بيننا يعيشون معنا ويلبسون كما نلبس ويأكلون كما نأكل !! ثم ماذا ؟! ! لاشيء ستموت كما يموت غيرك الشيخ فهد العويضة ( الشيخ هنا ترادف التاجر ) توفي قبل سنة ونصف وكان يملك طائرات خاصة ومن المعدات والأرصدة ما لايحصى .. ورفيق الحريري أيضاً مات وله من الثروة خمسة عشر ملياراً .. وكثير من التجار يجلسون في المجالس لا تكاد تتبينهم من تشابههم بغيرهم ..إذاً حتى التجارة ليست تميز ..
الإثنين : فكرت في أن أكمل دراستي وأنال الشهادات العليا وأصبح دكتوراً بل أستاذ دكتور ( بروفيسور ) فأنال أعلى شهادة علمية وينادى علي في المجالس والاجتماعات بالدكتور ..
ثم ماذا لاشيء ! ! الدكاترة يملؤن الشوارع والمنتديات والمجالس والجامعات ولو أحصيت في جامعة واحدة من جامعاتنا لوجدت الآلاف من الدكاترة مامعنى أن أكون واحداً من آلاف وآلاف وآلاف .. لاشيء ! لا تميز ! إذاً لماذا أكمل دراساتي ....
الثلاثاء : فكرت في أن أطلب العلم وأصبح طالب علم .. فيسألني الناس عن الفتاوى في أمور الدين .. ثم نظرت فقلت أرقام طلاب العلم تملأ المفكرات فلماذا أزحمها باسمي وخريجي الكليات الشرعية بعشرات الألوف ثم ماذا لاشيء والمشائخ كثيرون وأنا لن أصبح شيخاً وإنما طالب علم أي أقل بكثير من المشائخ فإذاً لا يجب علي طلب العلم لأنني لن أتميز عن غيري ..
الأربعاء : فكرت في أن أكون أشعر الناس يتبادل الناس دواويني وأن أكون كاتباً بارعاً تتناول مقالاتي ويقرأها المثقفون والأصحاب .. ثم نظرت فوجدت في كل جريدة عشرات الكتاب ممن يجيدون الكتابة لا أحد يتحدث عنهم وكذلك الشعراء فمجرد زيارة لمكتبة جرير أو العبيكان تجد أرففاً مملوءة بالدواوين من الشعر الذي لو ظللت طول حياتك تنظم ما أتيت بقصيدة واحدها مثل قصائد تلك الدواوين والمتنبي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس وكتب خمسة آلاف بيت أو أكثر كل قصيدة كانت أروع من سابقتها لا أحد يتحدث عنه بل وكثيرون يقدحون فيه .. إذاً لا حاجة لأن أتمنى أن أكون شاعراً فحلاً ويكفي أن أرضى بأبياتي الهزيلة القليلة .. لأن الشعر لا يوجد به تميز ..
الخميس : فكرت في أن أكون المسؤول الأكبر في الدولة أعقد الاجتماعات الكبيرة وأسافر إلى شتى بلاد الدنيا ويقال لي أطال الله بقاءك وتفرش لي الورود وأنزع من أريد وأبقي من أريد ويقال لي ( لاتسأل عما تفعل ) مهما تفعل فالخير في يمينك والصواب في قولك حتى لو لم أكن أعرف القراءة ولا الكتابة .. أرى الدنيا كلها لي لا يمكن أن أشتهي شيئاً فيمنع عني .. كل شيء كل شيء حققته .. وفي الحقيقة فهذا تميز مابعده تميز ولكن ثمة مشكلة فشهوة السلطان أعظم من شهوة الفرج وشهوة البطن .. فعندما أجتمع بمسؤول دولة عظمى كافرة فلا بد أن ألين له القول فأضيع ديني ولا بد أن أرضى بما يقول وأعادي من يعادي وأوالي من يوالي فأضيع إسلامي وذلك خشية على حكمي.. ولذا فإن هذا التميز وإن وجد إلا أنه سيمنعني التميز في الآخرة وسيجعلني في دركات النار إن لم يعف الله عني .. فلا حاجة لهذا التميز أو لنقل عجزي عن هذا التميز لا يؤلمني لأن فيه عواقب وخيمة ..
الجمعة : فكرت في أن أجاهد في سبيل الله فأصبح من الذين يبشرون بروح وريحان ورب راض غير غضبان ؛ وأصبح من الذين يجري أجرهم إلى يوم القيامة وهذا للمرابطين في سبيل الله دون غيرهم .. وأصبح من الذين يستبشرون عند ربهم وهم أحياء رغم خروج أرواحهم من أبدانهم .. وينالون في الجنة سبعين من الحور وليس اثنتين مثل باقي المؤمنين .. ويشفعون في سبعين من أهلهم أيضاً .. ويكونون في الفردوس الأعلى من الجنة .. ومن فضلهم أن لا يكفنون ولا يغسلون لأن الملائكة تتولى تغسيلهم .. ويحشرون يوم القيامة وجراحهم تشهد لهم في حين أن غيرهم جوارحهم تشهد عليهم ... ولكنني في الحقيقة ما وجدت ما يضاهي هذا التميــــــــــز.