المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشخص الذي أضحك الناس عبر القرون


المحيميد 1
04-02-05, 05:59 pm
جحا الشهير
أشهر طرائفه ما ذكره الآبي في كتابه (نثر الدرر) قائلاً:

(لما قدم أبو مسلم الخراساني العراق قال ليقطين بن موسى: أحب أن أرى جحا، فتوجه إليه يقطين فدعاه، وقال: تهيأ حتى تدخل على أبي مسلم، وإياك أن تُعلّق بشيء دون أن تستأذن، فإني أخشاه عليك، قال: نعم.

فلما كان من الغد جلس أبو مسلم ووجه يقطين إليه فدعاه، وأدخل على أبي مسلم وهو في صدر المجلس ويقطين إلى جنبه، وليس معهما أحد فسلّم ثم قال:

ـ يا يقطين أيكما أبو مسلم؟

فضحك أبو مسلم ووضع يده على فمه ولم يكن قبل ذلك ضاحكاً). ويضيف أبو حيان التوحيدي في كتابه (الإمتاع والمؤانسة) إلى هذه الطريفة: إن جحا تمادى في تحامقه فقال لأبي مسلم صاحب الدعوة:

ـ إني نذرت إن رأيتك أن آخذ منك ألف درهم

فقال أبو مسلم: إني رأيت أصحاب النذور يعطون ولا يأخذون!

وأمر له بها.

ومن الطرائف المنسوبة إلى جحا والتي لها ما يشابهها في تراث الأمم الأخرى هذه الحكاية:

(ذهب جحا إلى السوق واشترى حماراً وربطه بحبل ومشى وسحبه وراءه، فتبعه لصّان، وحلّ واحد منهما الحبل ووضعه حول عنقه وهرب الآخر بالحمار وجحا لا يدري، ثم التفت خلفه فوجد إنساناً مربوطاً في الحبل فتعجب وقال له: أين الحمار؟ فقال: أنا هو، فقال جحا: وكيف حصل هذا؟ قال اللص: كنت عاقاً لوالدتي فدعت الله أن يمسخني حماراً.

فلما أصبح الصباح قمت من نومي فوجدت نفسي ممسوخاً حماراً فذهبت إلى السوق وباعتني للرجل الذي اشتريتني منه، والآن أحمد الله لأن أمي رضيت علي، فعدت آدمياً،.

فقال جحا: لا حول ولا قوة إلا بالله، وكيف كنت سأستخدمك وأنت آدمي اذهب إلى حال سبيلك.

وحلّ الحبل من حول عنقه وهو يقول له:

ـ إياك أن تغضب أمك مرّة أخرى، والله يعوضني خيراً.

وفي الأسبوع الثاني ذهب جحا إلى السوق ليشتري حماراً فوجد حماره الذي اشتراه من قبل فتقدم إليه وجعل فمه في أذنه وقال له: يا شؤم عدت إلى عقوق أمك. ألم أقل لك لا تغضبها؟ إنك تستحق ما حلّ بك.

يحكى أن رجلا فقيرا يدعى جحا كان يعيش في قرية صغيرة. وكان أهل الخير يعطونه بعض الطعام رأفة به، ومع ذلك فإن جحا يبقى في كثير من الأيام بدون عشاء.
فقال له جاره: يا جحا لماذا لا تدخر جزءاً من طعام الغداء لكي تأكله وقت العشاء، وفي اليوم التالي حصل جحا على بعض البلح من أحد الجيران فأكل.. وأكل.. ولم يبق لديه سوى بلحة واحدة فقال جحا:آه.. لقد نسيت العشاء ولم يبق إلا هذه البلحة.. لا يهم .. سوف أدخرها للعشاء.. ولكن أين أدخرها؟! إذا ادخرتها عندي فلن أصبر وسآكلها قبل العشاء.. فما العمل؟؟ فكر جحا.. وفكر..ثم قال سأضعها عند جاري الأول ولن أخذها منه إلا وقت العشاء.. وضع جحا البلحة عند جاره الأول، ولكن كان عند الجار ديكاً كبيراً انقض على البلحة.. حاول الجار أن ينقذ البلحة ولكن كان قد فات الأوان.. فقد التهم الديك البلحة بسرعة.. أتى جحا في المساء وطلب البلحة من جاره.. فاعتذر منه جاره قائلا: عذرا يا جحا لقد أكل الديك البلحة.. سأحضر لك بلحة أخرى غدا بإذن الله . لكن جحا أصر وأصر وألح عند باب جاره قائلاً: إما البلح لح لح لح، وإلا الديك دك دك دك..
واضطر جاره أن يعطيه الديك حتى يتخلص من إزعاجه، وفي اليوم التالي وضع جحا الديك عند جاره الثاني وطلب منه العناية به لأنه لا يملك قفصاً لهذا الديك. وكانت زوجة الجار مشغولة بخبز الخبز وكان التنور موقدا. قفز الديك داخل التنور .. علقت النيران بريشه.. حاولت الزوجة إنقاذه ولكنها لم تستطع.. ومات الديك. وعندما عاد جحا وعلم بموت الديك في التنور أخذ يطالب بالتنور عند باب جاره وقال: إما الديك دك دك وإلا التنور نور نور نور. تحت إزعاج جحا الذي لا يطاق دخل الرجل بيته وأعطى جحا التنور..
ذهب جحا لجاره الثالث فوضع عنده التنور وانصرف.. وكان عند هذا الجار بقرة فرفست التنور..تحطم التنور وتهشم. عندما سمع جحا بالخبر غضب غضبا شديداً.. وتأسف له جاره.. ولكن جحا لم يقبل الأسف.. بل رد قائلا: إما التنور نور نور نور، وإلا البقرة رة رة رة.. وتحت إلحاحه الشديد وإزعاجه سحب الجار البقرة وأعطاها جحا.. فلما أمسك جحا البقرة من حبلها سحبها بشدة فرفسته رفسة قوية وهربت منه.
وقع جحا على الأرض يتأوه .. كان الألم شديدا لايطاق.. وجلس في داره أياما حتى خف ألمه..ندم جحا على ما بدر منه من سوء خلق تجاه جيرانه.. ولذلك عندما استطاع الخروج من الدار مرة أخرى.. اخذ يبحث عن عمل حتى يعوض جيرانه ما أخذه منهم بالقوة والحيلة والإلحاح.. وقرر أن يعيش بقية عمره يأكل من عمل يده.. وأن يعيش عيشة السعداء الكرماء.



قال رجل لجحا : ما اجمل القمر !؟ فاجاب جحا : اي والله . خاصة باليل


شاعت حكاياته وقصصه الطريفة حتى تهافتت عليه الشعوب، فكل شعب وكل أمة على صلة بالدولة الإسلامية صمّمت لها (جحا) خاصاً بها بتحوير الأصل العربي بما يتـلاءم

مع طبيعة تلك الأمة وظروف الحياة الاجتماعية فيها. ومع أن الأسماء تختلف وشكل الحكايات ربما يختلف أيضاً، ولكن شخصية (جحا) المغفّل الأحمق وحماره هي هي لم تتغيّر ،

بل إنك تجد الطرائف الواردة في كتاب (نوادر جحا) المذكور في فهرست ابن النديم (377هـ) هي نفسها لم يختلف فيها غير أسماء المدن والملوك وتاريخ وقوع الحكاية، فجحا العربي عاش في القرن الأول الهجري واشتهرت حكاياته في القرنين الثاني والثالث، وفي القرون التي تلت ذلك أصبح (جحا) وحكاياته الظريفة على كل لسان، وقد ألّفت مئات الحكايات المضحكة ونُسبت إليه بعد ذلك، ويبدو أن الأمم الأخرى استهوتها فكرة وجود شخصية ظريفة مضحكة في أدبها الشعبي لنقد الحكام والسخرية من الطغاة والظالمين، فنقلت فكرة (جحا العربي) إلى آدابها مباشرة، وهكذا تجد شخصية (نصر الدين خوجه) في تركيا، و(ملة نصر الدين) في إيران، و(غابروفو) جحا بلغاريا المحبوب، و(ارتين) جحا أرمينيا صاحب اللسان السليط، و(آرو) جحا يوغسلافيا المغفل. وبعودة بسيطة إلى التاريخ تكتشف أن كل هذه الشخصيات في تلك الأمم قد ولدت واشتهرت في القرون المتأخرة، وهناك شك في وجودها أصلاً، فأغلب المؤرخين يعتقدون أنها شخصيات أسطورية لا وجود لها في الواقع، وقد اشتهرت حكاياتها في القرون الستة الأخيرة، وربما أشهرها وأقدمها هو (الخوجة نصر الدين) التركي الذي عاصر تيمورلنك في القرن الرابع عشر، كما يتضح ذلك من حكاياته الطريفة مع هذا الطاغية المغولي.

وقد تطورت شخصية جحا وتكاثرت نوادره على مرّ العصور ومنها: إن اللصوص سرقوا قميصه الذي لم يكن يملك غيره، فجلست زوجته تبكي، بينما هو جلس يحمد الله ويضحك لأنه لم يكن بداخله. ويروى أيضاً أنه قال لجاره ذات يوم: لقد سرقوا حمارك، لكن الحمار سرعان ما نهق في الحقل، فشتمه الجار واتهمه بالكذب فقال له جحا: أتصدق الحمار وتكذبني؟!. ‏

ومنها أيضاً أن صديقاً له توظف عند الدولة براتب جيد، ودعا جحا ليتوظف أيضاً، لكنه رفض وقال إنه سوف يشتغل بتربية النحل وتجارة العسل، وفي آخر الشهر عندما قبض الموظف راتبه وجد أن قسماً كبيراً منه قد طار تحت بند متفرقات مثل: ضريبة الدخل، والمجهود الحربي، والمدارس، والطرقات، والنقابة، والمجلة ..ووالخ.. فقال لجحا: ما أغنى الدولة تجبي كل هذه الأموال من عداد الموظفين والعمال ثم تدعي الفقر!.. أين تذهب بكل هذه المبالغ؟!.. فقال له جحا: في عالم النحل هناك فئة تسمى العاملات تطير كل واحدة منها آلاف الكيلو مترات، وتعمل مئات الساعات والخ.. لتصنع نقطة من العسل، ثم تعمل آلاف وآلاف العاملات في تجميع هذه النقاط ليصنعن لقيمات مؤونة للشتاء، يقضين في تجميعها طوال الربيع والصيف، وأخيراً يأتي من يلعقها بلحسة واحدة. ‏

عاشق التحدي
04-02-05, 07:41 pm
يعطيك العافية اخوي المحيميد 1 .

البرحيه
04-02-05, 09:01 pm
شكــــــرا لك

عبدالله القيعاني
04-02-05, 09:14 pm
عزيزي / المحيميد 1



يأكل من عمل يده.. وأن يعيش عيشة السعداء الكرماء.



تسلم اخوي ,,


تحياتي ،،