تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خطوات تجعلك قائداُ قادراْ على كسب ثقة الناس


راعي الاوله
18-01-05, 10:46 pm
اولا فهم محتوى التعامل مع البشر :
يرتبط جزء مهم من عمل الإداري أو القائد بالتعامل مع الناس من حوله، التعامل مع الأنداد ومع الرؤساء ومع الأتباع وغيرهم. لكن الكثيرين لا يولون هذا الأمر الاهتمام الذي يستحقه. إن القيادة هي فن إدارة الناس وتوجيههم نحو الهدف. وإدارة الناس مرتبطة بالتعامل معهم بأسلوب يقنعهم بالتعاون معك والسير خلفك نحو هدف واحد. ويقول بيلفر شتاين في هذا المجال "يظن كثير من رجال الإدارة أن العلاقات الإنسانية فصل في كتاب تنظيم العمل، وهم مخطئون في هذا، فالعلاقات الإنسانية هي كل الكتاب".

يتطلب التعامل مع الناس مهارات مختلفة ومتعددة لا يستطيع المرء بدونها أن يطور نفسه أو يجمع الناس من حوله. وقد وجدت الأبحاث العلمية الحديثة أن نجاح الإنسان في القيادة مرهون بقدرته على إتقان مهارات التعامل، وأن 85% من النجاح في القيادة يعزى إلى مهارات التعامل، وإن لم يكن من الضروري استعمالها جميعاً، فهي تستخدم حسب الموقف والشخص المقابل.

ومهارات التعامل مع الناس أربعة هي الفهم والاتصال، والتأثير، والتحفيز، وبناء العلاقات. وسوف نستعرض هذه المهارات في سلسلة من الحلقات. ونبدأ اليوم بالمهارة الأولى، مهارة الفهم والاتصال.

لتحقيق الفهم والاتصال علينا أولاً أن نستمع لما يقوله الناس. ونقصد هنا الاستماع والإصغاء الحقيقي الذي يصاحبه التفكير والتدبير فيما يقوله المتحدث. فعدم الاستماع قد يكلف الإنسان كثيراً بل وقد يودي بحياته. فأحد أسباب تحطم المكوك الفضائي تشالنجر كان عدم القدرة على الاستماع. وقد ورد في الأثر نصيحة عبد الله لأبيه طاهر بن الحسين "أكثر من الإذن للناس عليك، وأبرز لهم وجهك، وسكن لهم حواسك".

وعليك ثانياً أن تحس بمشاعر الناس وما يعتمل في قلوبهم. إن القائد في حاجة دائمة إلى تحديد المسافة النفسية الفاصلة بينه وبين الناس، وذلك بتحديد المشكلات التي يعاني منها الشخص والمحاولة الجادة لإيجاد الحل المناسب. ونجد خير مثال على ذلك في الموقف التالي: كان صحابي يحضر حلقة الرسول عليه الصلاة والسلام مع ابن له، وكان الرجل يحبه حباً شديداً، فمات الولد. وامتنع الرجل أن يحضر الحلقة حزناً على ابنه. ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فسأل عنه وعزاه ثم قال له: يا فلان أيما كان أحب إليك؟ أن تمتع به عمرك، أو لا تأتي غداً إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك؟ قال: يا نبي الله بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لي لهو أحب إلي. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: فذاك لك. رواه النسائي.

كما أن على القائد ثالثاً أن يفهم النفسية الإنسانية. فالقائد الفعال هو الذي يملك القدرة على توقع ما يدور في النفوس، ومن ثم التعامل مع كل شخص حسب ما يناسبه. فهذا النبي عليه الصلاة والسلام يسمع بكاء الطفل فيقصر في الصلاة احتراماً لمشاعر الأم وباقي المصلين.


المهارة الثانية وهي مهارة التأثير التي تتحقق عبر التالي:

التحريك العاطفي: إذا سلمنا بأن القيادة هي فن إدارة الناس وتوجيههم نحو الهدف. يصبح من المهم التأثير في الناس لتحريكهم نحو الهدف المراد تحقيقه. وتعتبر العاطفة هي صمام أمان العلاقات مع الآخرين، ويستلزم تحريكها معرفة القائد بالطبيعة الإنسانية وفهم الحاجات والاحتياجات. ومن المهم تحريك العاطفة وقت الأزمات بالذات.

الاهتمام بالإنسان: الاهتمام بالكائن البشري من أكثر الأمور تأثيراً في القلوب، ونحن نريد مجتمعاً يحمل كل معاني الإنسانية فيه، مجتمعاً يحترم الإنسان ويحترم إنسانيته. وهذا النبي عليه الصلاة والسلام يهتم حتى بالطفل في أحشاء أمه عندما جاءت الغامدية إليه تطلب إقامة الحد عليها، فأعرض عنها صلى الله عليه وسلم حتى قالت له: والله إني لحبلى من الزنا. فقال لها: أما الآن لا، فاذهبي حتى تلدي. فجاءت بالطفل عندما ولدت فقال لها صلى الله عليه وسلم: اذهبي حتى تفطميه. فجاءت به وفي يده كسرة خبز. أخرجه مسلم. وهذا عمر بن عبد العزيز يبين للناس أهمية وضرورة الاهتمام بالفقراء والعمال وعامة الناس عندما طلب منه أن يدفع بعض المال لكسوة الكعبة الشريفة فقال: إني أرى أن أجعل هذا المال في أكباد جائعة فإنها أولى من الكعبة. إلى هذا الحد كرم الإسلام الإنسان.

الإقناع: هو أن تحث الآخرين على فهم وجهة نظرك وتقبلها. ومن ثمة تأييدك فيما تحاول نقله إليهم من معلومات. وقد تنقل إليهم حقائق أو وقائع، وقد تبين لهم نتائج وتأكيدات حقيقية عن طريق إعطائهم أدلة مادية وحجج وبراهين دون أن تتعامل معهم بفوقية واستعلاء.

الوفاء: كلمة الوفاء التي نسيتها الكثير من المؤسسات اليوم سواء منها المهنية أو الخيرية، فإنك تجد العاملين في مؤسسة ما وقد أفنوا زهرة شبابهم في رفع شأن مؤسستهم ونجاحها، تجد المؤسسة تمارس عليهم الضغوط المتوالية لتقديم استقالتهم في نهاية المطاف، وإذا كرمتهم المؤسسة بعد الاستقالة فلا تتجاوز شهادة تكريم رخيصة!! وقد أكرم النبي عليه الصلاة والسلام عجوزاً وقال: إنها كانت تغشانا في أيام خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان. رواه الحاكم. ونحن على قناعة تامة بأن المشاكل الإدارية التي نعاني منها اليوم بحاجة إلى بعض الوفاء والمعاني الإنسانية. ومعاني الوفاء لا تحتاج إلى تمثيل، فهي خلق أصيل يدل على نفس عالية وسمو في الأخلاق تظهر وقت الشدائد. وقال الشافعي: الحر من راعى وداد لحظة، أو انتمى لمن أفاده لفظه.

سحر الألفة: كثيراً ما تمر على الإنسان أزمات نفسية، فيحتاج لمن يفضي له آلامه وأناته، فيشعر من ذلك بالارتياح الممزوج بسحر الألفة. وهذا الخليفة المأمون ينشده نديمه مخارق قول أبي العتاهية:

وإني لمحتاج إلى ظل صاحب يروق ويصفو إن كدرت عليه

فقال مخارق: فقال لي أعد، فأعدت سبع مرات. فقال لي: يا مخارق خذ مني الخلافة وأعطني هذا الصاحب


المهارة الثالته وهي مهارة بناء العلاقات الإنسانية التي تتحقق عبر التالي:


الابتسامة الساحرة

الابتسامة لا تكلف شيء ويبقى مداها طول العمر. الابتسامة التي تدل على قلب مفعم بالحب والود تجاه الآخر، وتشكل مركز جذب للقلوب. عن جرير بن عبد الله قال: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي. أخرجه البخاري. كما أن تبسمك في وجه أخيك صدقة.

الاعتراف بالخطأ ومعرفة القصور

صورة مميزة في بناء العلاقات، تدل على نبل القائد وتواضعه، واعتقاده بأن العمل مهما بلغ من نجاح وامتياز وفعالية وتفوق فإنه ليس كاملاً أو مثالياًً. كما أن ذلك يبعدنا عن العناد والتمسك بالرأي ?حقاً وباطلاً- وعدم الاستماع للنصح وآراء الآخرين. وهذا عمر بن الخطاب، الرجل الذي وصفه النبي عليه الصلاة والسلام بوعاء للعلم، وهو على المنبر يتكلم في مسألة صدقات النساء تعترضه امرأة وتصحح له معلومة. فقال رضي الله عنه دون خجل: اللهم اغفر لي، كل الناس أفقه منك يا عمر. أخطأ أمير المؤمنين وأصابت امرأة. ولم يقلل اعترافه بالخطأ أمام الملء من مكانته ومن نظرة أتباعه إليه، بل زاد الاعتراف بالخطأ من مكانته ومن ثقة الناس به.

السيطرة على النفس والسلوك

لا شك أن الهدوء والسيطرة على النفس لهما فوائد كثيرة على من يلتزم بهما. كما أنهما من صفات القائد الناجح. يحقق الهدوء والسيطرة على السلوك جواً من الطمأنينة ودفع الخوف خاصة عند الأزمات والأخطار. وقد كان الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يغضب فيبدو ذلك على وجهه، لكنه لا يظهر غضبه على فعله. وكلنا يعلم فضل كظم الغيظ والحلم عن الغضب. كما أن السيطرة على الانفعالات والحفاظ على الهدوء يمكن الإنسان من التفكير بشكل سليم واتخاذ القرار المناسب بعيداً عن ردود الفعل والعواطف الثائرة.

بنك العواطف

الحساب المصرفي في بنك العواطف يضمن لك علاقة طويلة المدى. فكر في علاقاتك بهذا الأسلوب، فكل كلمة قاسية هي سحب من الرصيد. وكل خطأ ترتكبه تجاه شخص لك معه علاقة هو سحب من الرصيد. كما أن الكلمة الطيبة هي إضافة للرصيد، وكلما زاد رصيدك كلما أمكنك الاعتماد على الشخص أكثر. إن هناك معانٍ ترفع من الرصيد ومعانٍ تسحب منه، فانتبه لما يصدر منك من أفعال وأقوال واحرص على ألا تؤذي مشاعر من حولك


اما فيما يتعلق بالرؤيه الهادفه ومعرفة الهدف :
عليك أن تملك رؤية مرشدة واضحة لحياتك، وفهم أفضل لقيمك واحتياجاتك وتوقعاتك وآمالك وأحلامك. والوصول إلى رؤية مرشدة تتمثل كل هذه الاحتياجات والتوقعات والأحلام يحتاج إلى أن يكون المرء صادقاً مع نفسه، أميناً جداً في فهمه لنفسه ولما يريد أن يكون. إذ أن المعرفة الحقيقية للنفس هي مفتاح تحديد الهدف والاتجاه في الحياة، وهي المنظار الذي يتم من خلاله تحديد رؤية الإنسان ومساره. كما أن من لا يعرف نفسه لا يستطيع أن يدعي أنه يعرف الآخرين. فكيف تحدد رؤية مرشدة لغيرك ?بشراً ومنظمات- وأنت عاجز عن تحديدها لنفسك؟ إننا يجب أن نكون حذرين فلا نقع في الفخ الذي أوقع الشاعر المشهور الطرماح بين حكيم الطائي نفسه فيه عندما قعد للناس وقال: اسألوني عن الغريب، وقد أحكمته كله ?أي غريب اللغة- وكان في ذلك صادقاً. فقال له رجل: ما معنى الطرماح؟ فلم يعرفه. فقد عرف الطرماح كل غريب، لكنه نسي القريب وانصرف عنه، بل وأقرب شيء إليه وهو اسمه.

وإليك بعض الخطوات المقترحة للوصول إلى رؤية مرشدة لنفسك ومنظمتك:

أولاً: البيئة الهادئة. ابحث عن بيئة هادئة ومنعزلة وابتعد عن أي نشاط يومي لتتمكن من التأمل الجاد. ويمكنك أن تذهب مثلاً إلى مكان عبادة أو إلى شاطئ البحر أو للمنتزه، حيث تكون محاطاً بصوت العصافير والأمواج والنباتات وغيرها من الأصوات الهادئة المريحة.

ثانياً: التأمل في المراحل الأولى لحياتك. تأمل في طفولتك المبكرة، وانظر كيف تشكلت حياتك. ابحث عن السلوكيات المتكررة والدوافع والقيم التي لديك والناتجة عن الطريقة التي تربيت بها.

ثالثاً: التأمل في سير أنشطتك. فكر في طريقة سير حياتك وأهم نشاطاتك ووظائفك بترتيب زمني، وأدرج المهارات والمواهب التي اكتسبتها خلال انتقالك في الحياة. صنف هذه المهارات حسب نوعها وتأمل:

ما هي المهارات والمواهب التي استمتعت باستعمالها؟

في أي المجالات تفوقت؟ وما الذي كان سهلاً عليك؟

رابعاً: سماع الضمير الداخلي. فكر في لحظات حياتك التي قمت فيها باتخاذ قرارات لم تبدو منطقية أو ملائمة في ذلك الوقت، مع أنك شعرت بصحتها. ماذا تخبرك هذه الفترات من الحدس والحس الداخلي والإدراك عن اهتماماتك الحقيقية؟

خامساً: الأثر المتروك. إسأل نفسك ما الذي سأفعله حتى لو لم أكن أحصل على مقابل؟ ما الذي أحلم بعمله؟ وما هي رغباتي؟ ما الذي سأفعله إن بقي لي ستة أشهر فقط على قيد الحياة؟ أو لو كنت سأعيش بصحة جيدة مدة مائة عام.

((( منقول )))

اتمنى انها تفيدكم وتساعدكم لفهم اكبر لمعنى الحياة وتداخلاتها اليوميه المؤثره في حياتنا ....

اخوكم راعي الاوله

الرمادي
19-01-05, 04:16 am
أخي العزيز راعي الأوله

رغم اني لم اكمل قرأة الموضوع إلا اني إستفدت منه الكثير واطمع بالمزيد بالعودة إليه مرة أخرى بإذن الله

تقبل تحياتي ,,