غريب
02-12-04, 04:57 am
عبر بعض القادة الدينيين في سائر الاديان بل وبعض الساسة ايضا، عن رأيهم بأن المرأة التي تتبرج الى حد الاغراء الجنسي ليس لها ان تتذمر اذا تعرضت للتحرش بل وحتى الاغتصاب. لا اريد ان اضم نفسي لهذا الفريق، فانني افترض ان على الرجل الشريف ان يسيطر على حيوانية شهواته حتى عند التعرض للاغراء. ولكن لي غضاضة في هذا الأمر. فمما يزعجني في المرأة الغربية وايضا الشرقية المتفرنجة انها تمعن في تقصير تنورتها حتى تحولت الى مجرد شريط حول وسطها. تجلس هكذا في القطار والحافلات والصالات العامة وتضع ساقا على ساق. ولكن ما ان ينقل رجل نظره الى ساقيها ويختلس لحظة من البلبصة حتى تنظر اليه شذرا وغضبا ثم تقف لجر تنورتها الى الاسفل في محاولة يائسة لاخفاء المزيد من فخذيها.
يا بنت الناس، لم هذه المشقة؟ اذا كنت تريدين الستر، فلماذا تلبسين تنورة بهذا القصر؟ لماذا تكشفين عن ساقيك وتنزعجين من النظر اليهما؟ ما هي الفكرة؟ أليست هي جذب انظار الرجال؟
يظهر ان الرجال ملوا من هذه اللعبة فلم يعودوا يبلبصون على ما هو دون المنيجوب. انزعجت النساء من هذا الصدود. ومهما بذلن من جهود لتقصير المنيجوب الى ما هو، أقصر وأقصر، فان الرجال لم يظهروا اي استعداد للالتفات. واصلوا تفضيل قراءة الجرائد. لم يبق للمرأة غير فتح جبهة جديدة على العدو. وهذه المرة من فوق. بدأت بتنزيل بلوزتها وكشف المزيد من صدرها ونهديها. واستعرت المعركة ثانية. الرجل يبلبص والمرأة تظهر الاستياء وتجر البلوزة للأعلى لتستر على صدرها. اكتب هذه السطور والمعركة ما زالت مستعرة في قطارات لندن وصالات الانتظار.
ولكن بعض الفتيات الجريئات اسرعن لفتح جبهة ثالثة على العدو بتنزيل التنورة من فوق وتصعيد البلوزة للأعلى بحيث تكشف 10 ـ 15 سنتمترا من البطن على مدار الجسم، وبالغت بعضهن بالعملية بتزيين السرة بالمجوهرات. لم يعد الرجل المسكين يجد اي مفر وقد فتحت عليه ثلاث جبهات، ناهيك عما على الوجه من اصباغ وبودرات ورموش وعطور. مرة اخرى، ما ان يلقي رجل نظره على ما فوق البطن من لؤلؤ او مرجان، حتى تبادر الفتاة فتضع يدها فوقها لتحرسها من الحرامية الناظرين. تحملنا كل ذلك. ولكن حظي السيئ الذي لا ينفك من مصاحبتي، ألقاني مؤخرا بعهدة طبيبة شابة حسناء، بعد تقاعد طبيبي عن العمل.
كلما ذهبت لمراجعتها وجدتها وقد فتحت عليّ كل هذه الجبهات الثلاث، ثم تجلس امامي، ساقا على ساق، ونهدا حذاء نهد وتسألني عن صحتي، هل بعد هذا من قسوة؟ ويعجبون لماذا فشلت وزارة الصحة البريطانية في خفض نسبة الاصابات بمرض القلب. طرحتني على السرير لتفحصني مالت علي بجسمها. تساءلت وهي تبعج كرشي بأناملها، ايا ترى سيحق لزوجتي مطالبة الدولة بنصف مليون باوند تعويضا عن موت كاتب معروف بالسكتة القلبية نتيجة تعريضه لما لا طاقة له على تحمله من جمال واغراء؟
------------------------
الحياء بين الجد والزيف
خالد القشطيني
يا بنت الناس، لم هذه المشقة؟ اذا كنت تريدين الستر، فلماذا تلبسين تنورة بهذا القصر؟ لماذا تكشفين عن ساقيك وتنزعجين من النظر اليهما؟ ما هي الفكرة؟ أليست هي جذب انظار الرجال؟
يظهر ان الرجال ملوا من هذه اللعبة فلم يعودوا يبلبصون على ما هو دون المنيجوب. انزعجت النساء من هذا الصدود. ومهما بذلن من جهود لتقصير المنيجوب الى ما هو، أقصر وأقصر، فان الرجال لم يظهروا اي استعداد للالتفات. واصلوا تفضيل قراءة الجرائد. لم يبق للمرأة غير فتح جبهة جديدة على العدو. وهذه المرة من فوق. بدأت بتنزيل بلوزتها وكشف المزيد من صدرها ونهديها. واستعرت المعركة ثانية. الرجل يبلبص والمرأة تظهر الاستياء وتجر البلوزة للأعلى لتستر على صدرها. اكتب هذه السطور والمعركة ما زالت مستعرة في قطارات لندن وصالات الانتظار.
ولكن بعض الفتيات الجريئات اسرعن لفتح جبهة ثالثة على العدو بتنزيل التنورة من فوق وتصعيد البلوزة للأعلى بحيث تكشف 10 ـ 15 سنتمترا من البطن على مدار الجسم، وبالغت بعضهن بالعملية بتزيين السرة بالمجوهرات. لم يعد الرجل المسكين يجد اي مفر وقد فتحت عليه ثلاث جبهات، ناهيك عما على الوجه من اصباغ وبودرات ورموش وعطور. مرة اخرى، ما ان يلقي رجل نظره على ما فوق البطن من لؤلؤ او مرجان، حتى تبادر الفتاة فتضع يدها فوقها لتحرسها من الحرامية الناظرين. تحملنا كل ذلك. ولكن حظي السيئ الذي لا ينفك من مصاحبتي، ألقاني مؤخرا بعهدة طبيبة شابة حسناء، بعد تقاعد طبيبي عن العمل.
كلما ذهبت لمراجعتها وجدتها وقد فتحت عليّ كل هذه الجبهات الثلاث، ثم تجلس امامي، ساقا على ساق، ونهدا حذاء نهد وتسألني عن صحتي، هل بعد هذا من قسوة؟ ويعجبون لماذا فشلت وزارة الصحة البريطانية في خفض نسبة الاصابات بمرض القلب. طرحتني على السرير لتفحصني مالت علي بجسمها. تساءلت وهي تبعج كرشي بأناملها، ايا ترى سيحق لزوجتي مطالبة الدولة بنصف مليون باوند تعويضا عن موت كاتب معروف بالسكتة القلبية نتيجة تعريضه لما لا طاقة له على تحمله من جمال واغراء؟
------------------------
الحياء بين الجد والزيف
خالد القشطيني