ناصرالكاتب
27-11-04, 10:06 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
اتّفق لي في هذه الأيام أنْ تلاقى في ديوان ضيافتي الذهني عددٌ من الومضات حول قضية حقوق النشر، والسرقةِ الأدبيّة، ومن ذلك ما يلي:
- ابتعتُ مجلةَ «الهلال» المصرية، وقد احتوت على مقال في مشكلة السرقات الأدبية،
- وابتعتُ أيضا رسالةً للحافظ جلال الدين السيوطي –رحمه الله- بعنوان:
«الفارق بين المصنّفِ والسّـارق».
- وفي أحدِ المنتديات ناقشتُ شخصاً شارك بعدد من المشاركات دون أن يشير إلى أنها ليست من إنشائه، وهو بذلك قد عرّض نفسَه لأن يُقذَف بتهمة السرقة، ولعلّه منها بريء؛ لكن خَفِيت عليه بعضُ ضوابط النشر.
وأريد –في هذه المشاركة- أن أذكر بعضَ الفوائد، والطرائف حول هذا الموضوع.
قال العلامة السيوطي –رحمه الله- في طليعة كتابه الذي ألفه تنكيلا بمن سرَق بعضَ كتبِه:
«بسم الله الرحمن الرحيم، صلَّ الله على سيّدنا ومولانا محمدٍ وآلِهِ وصحبِه وسلَّمَ.
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}[النساء:58]
هل أتاك حَديثُ الطارِق؟ وما أدراك ما الطَّارق؟! الخائِنُ السَّارق، والمائنُ (أي: الكاذب) المارِق (أي: الخارج عن حدوده)...»
ثم ذكَر –رحمه الله- شيئا من فضله وإنعامه على ذلك السـارق، ثم قال:
«فما كان من هذا العديم الذّوق؛ إلا أنه نبَذَ الأمانةَ وراءَ ظهرِ وخان، وجَنَى ثِمَارَ غُروسِنا وهو فيما جناه جان، وافتضَّ أبكارَ عَرائِسِنا اللاتي لم يطمثهنَّ في هذا العصر إنسٌ قبلَنا ولا جَان، وأغار على عدَّة كُتُبٍ لنا؛ أقمنا في جمعِها سِنِين، وتتَبَّعْنا فيها الأصولَ القديمةَ وما أنا على ذلك بضنين، وعمد إلى كتابي "المعجزات والخصائص" الطوَّل والمُختصر، فسرقَ جَميعَ ما فيهما بعِباراتي التي يعرفها أولو البَصَر، وزادَ على السرقةِ، فنسبَهُما إلى نفسِه ظلماً وعدوانا وما اقتصر، وقال: «تتبَّعْتُ وجَمَعْتُ ووققعَ لي»؛ قال تعالى: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ...} [الشورى:41] ».
ثم وصف –رحمه الله- جهده في كتابه المسروق، وأنّ تأليف استغرق عشرين سنة.. ثم قال:
«فجاءَ هذا السارقُ فصدَّر كلامَه بأن قال: «وأما الخصائصُ؛ فقد تتبعتُ، فوقع لي».
وساقَ كتابي برُمَّتِه، وأورَدَ ما جمعتُه ....، فزعمَ أنَّه الجامعُ المتَتَبِّع! وهو كلابسِ ثَوْبَيْ زورٍ؛ بما لمْ يُعطَ مُتَشَبّع
وعَمَد إلى التخاريج والنُّقولِ التي وقعتُ عليها في أُصولِ القوم، فذكرَ العزوَ مستقِلاًّ به؛ من غيرِ واسطةِ كتابي، موهماً أَنَّهُ وقفَ على تلكَ الأصولِ، وهو لم يَرَها بعينِه إلى اليوم، ولا في النوم!!
ولقد أبْهَمْتُ نُقولاً عن أَئمةٍ، فأوردَها على إبهامِها، ولو سُئلَ: في أيّ كتابٍ هي؟ لم يدرِ خِنْصَرَها من إبهامِها!».
ثم قال –رحمه الله-:
«وإنَّما ورَّطه في ذلك الجهلُ بآداب المُصنّفينَ، فإنه ليس من أهل هذا المنزل، بل هو عن هذا الفِناءِ بمَعزِل...».
وللحديثِ صلةٌ مهمة -يسّر اللهُ إتمامَها-.
اتّفق لي في هذه الأيام أنْ تلاقى في ديوان ضيافتي الذهني عددٌ من الومضات حول قضية حقوق النشر، والسرقةِ الأدبيّة، ومن ذلك ما يلي:
- ابتعتُ مجلةَ «الهلال» المصرية، وقد احتوت على مقال في مشكلة السرقات الأدبية،
- وابتعتُ أيضا رسالةً للحافظ جلال الدين السيوطي –رحمه الله- بعنوان:
«الفارق بين المصنّفِ والسّـارق».
- وفي أحدِ المنتديات ناقشتُ شخصاً شارك بعدد من المشاركات دون أن يشير إلى أنها ليست من إنشائه، وهو بذلك قد عرّض نفسَه لأن يُقذَف بتهمة السرقة، ولعلّه منها بريء؛ لكن خَفِيت عليه بعضُ ضوابط النشر.
وأريد –في هذه المشاركة- أن أذكر بعضَ الفوائد، والطرائف حول هذا الموضوع.
قال العلامة السيوطي –رحمه الله- في طليعة كتابه الذي ألفه تنكيلا بمن سرَق بعضَ كتبِه:
«بسم الله الرحمن الرحيم، صلَّ الله على سيّدنا ومولانا محمدٍ وآلِهِ وصحبِه وسلَّمَ.
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}[النساء:58]
هل أتاك حَديثُ الطارِق؟ وما أدراك ما الطَّارق؟! الخائِنُ السَّارق، والمائنُ (أي: الكاذب) المارِق (أي: الخارج عن حدوده)...»
ثم ذكَر –رحمه الله- شيئا من فضله وإنعامه على ذلك السـارق، ثم قال:
«فما كان من هذا العديم الذّوق؛ إلا أنه نبَذَ الأمانةَ وراءَ ظهرِ وخان، وجَنَى ثِمَارَ غُروسِنا وهو فيما جناه جان، وافتضَّ أبكارَ عَرائِسِنا اللاتي لم يطمثهنَّ في هذا العصر إنسٌ قبلَنا ولا جَان، وأغار على عدَّة كُتُبٍ لنا؛ أقمنا في جمعِها سِنِين، وتتَبَّعْنا فيها الأصولَ القديمةَ وما أنا على ذلك بضنين، وعمد إلى كتابي "المعجزات والخصائص" الطوَّل والمُختصر، فسرقَ جَميعَ ما فيهما بعِباراتي التي يعرفها أولو البَصَر، وزادَ على السرقةِ، فنسبَهُما إلى نفسِه ظلماً وعدوانا وما اقتصر، وقال: «تتبَّعْتُ وجَمَعْتُ ووققعَ لي»؛ قال تعالى: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ...} [الشورى:41] ».
ثم وصف –رحمه الله- جهده في كتابه المسروق، وأنّ تأليف استغرق عشرين سنة.. ثم قال:
«فجاءَ هذا السارقُ فصدَّر كلامَه بأن قال: «وأما الخصائصُ؛ فقد تتبعتُ، فوقع لي».
وساقَ كتابي برُمَّتِه، وأورَدَ ما جمعتُه ....، فزعمَ أنَّه الجامعُ المتَتَبِّع! وهو كلابسِ ثَوْبَيْ زورٍ؛ بما لمْ يُعطَ مُتَشَبّع
وعَمَد إلى التخاريج والنُّقولِ التي وقعتُ عليها في أُصولِ القوم، فذكرَ العزوَ مستقِلاًّ به؛ من غيرِ واسطةِ كتابي، موهماً أَنَّهُ وقفَ على تلكَ الأصولِ، وهو لم يَرَها بعينِه إلى اليوم، ولا في النوم!!
ولقد أبْهَمْتُ نُقولاً عن أَئمةٍ، فأوردَها على إبهامِها، ولو سُئلَ: في أيّ كتابٍ هي؟ لم يدرِ خِنْصَرَها من إبهامِها!».
ثم قال –رحمه الله-:
«وإنَّما ورَّطه في ذلك الجهلُ بآداب المُصنّفينَ، فإنه ليس من أهل هذا المنزل، بل هو عن هذا الفِناءِ بمَعزِل...».
وللحديثِ صلةٌ مهمة -يسّر اللهُ إتمامَها-.