تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دعوة إلى الصفاء بين الزوجين


المجمعة ديرتي
17-11-04, 04:41 am
دعوة إلى الصفاء بين الزوجين


إن السعادة الزوجية أشبه بقرص من العسل تبنيه نحلتان، وكلما زاد الجهد فيه زادت حلاوة الشهد فيه.

ولا شك أن مسؤولية السعادة الزوجية تقع على الزوجين، فلابد من وجود المحبة بين الزوجين.

وفي الوقت نفسه نقول: إن البيت السعيد لا يقف على المحبة وحدها بل لابد أن تتبعها روح التسامح والتصافي بين الزوجين إن الزواج في نظر الإسلام سكن نفسي واطمئنان روحي وصفاء قلبي مشترك، وتعاون بين الزوجين على قطع مرحلة الحياة معًا على درب واحد.

وانظر ما أروع تعبير القرآن الكريم في هذا الشأن: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21].

وبهذه المودة وهذا الصفاء تحل كل المشاكل الناشئة فيما بعد، فهي مشاكل تنشأ بين حبيبين لا جامع بينهما إلا الوفاء أما غيرهما فالرابط بينهما هو المنفعة والمصلحة.

وهذه دعوة خاصة إلى الصفاء والتصافي بين الزوجين، والتجاوز عن الزلات.

ولكن كيف يتحقق الصفاء بين الزوجين؟

يمكن تحقيق الصفاء بين الزوجين عبر هذه المراحل التالية:

ـ المصارحة اللطيفة لها فعل السحر في إعادة علاقتكما الزوجية إلى الهدوء والسكينة إن عكّر صفوها معكّر.

ـ اطلب من زوجتك أن تجلس بقربك وضمها إلى صدرك مع لمسات ونظرات تعبّر عن حب وشوق، وأحسن معاملتك لزوجتك تحسن هي إليك، أشعرها أنك تفضلها على نفسك، وأنك حريص على إسعادها، ومحافظ على صحتها، ومُضحٍ من أجلها ـ إن مرضت مثلاً ـ بما أنت قادر عليه.

ـ لاطف زوجتك بعبارات تشعل ما في قلبها من عاطفة وغريزة، وتأسَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك 'فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك' [رواه البخاري] وحتى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وهو القوي الشديد الجاد في حكمه ـ كان يقول: 'ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي ـ أي في الأنس والسهولة ـ فإن كان في القوم كان رجلاً'.

ـ وللزوجة أقول تهيئي لاستقبال زوجك بترحيب حار ومظهر جميل ورائحة طيبة تنسيه عناء العمل ومتاعبه.

ـ انظري في عيوب زوجك نظرة حبيب فتصغر عيوبه ويهون ما كنت ترينه كبيرًا، وتأملي قول الشاعر:

عين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا

ـ التزمي الهدوء عندما يغضب زوجك ثم صارحيه بما صدر منه وعاتبيه بود 'ويبقى الود ما بقي العتاب'.

ـ وللزوج أقول الزم الهدوء ولا تغضب؛ فالغضب أساس الشحناء والتباغض، وإن أخطأت تجاه زوجتك فاعتذر إليها ـ وهذا ليس عيبًا ـ، لا تنم ليلتك وأنت غاضب منها وهي حزينة باكية، تذكّر أن ما غضبت منه ـ في أكثر الأحوال ـ أمر تافه لا يستحق تعكير صفو حياتكما الزوجية، ولا يحتاج إلى كل ذلك الانفعال. استعذ بالله من الشيطان الرجيم وهدئ ثورتك، وتذكّر أن ما بينك وبين زوجتك من روابط ومحبة أسمى بكثير من أن تدنسه لحظة غضب عابرة، أو ثورة انفعال طارئة.

ـ اشتغلي أيتها الزوجة بمرضاة زوجك حتى تلقي منه ما يرضيك، ويترجم ذلك قول الأعرابية لابنتها: 'كوني له أمة يكن لكِ عبدًا'.

وفي الحديث عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة' رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

ـ أكثري من كلمة حبيبي أحبك فهي لم تخصص للعشاق إنما لك أنت وزوجك.

ـ إن كنتِ امرأة عاملة فلا تعكري صفو العلاقة بينك وبين زوجك بمشاكل العمل وانعكاساته على نفسيتك بل دعي كل ما يخص العمل في مكانه وعودي إلى البيت صافية وخالية.

ـ إن كرهت عزيزي الزوج من زوجتك خلقًا فتذكّر خُلقًا آخر حتى تصفو مشاعرك تجاهها، وتذكّر معنى قول رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم : 'لا يفرك مؤمن أي لا يبغض مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر'.

فحاول أن تغض الطرف عن بعض نقائص زوجتك، وتذكّر ما لها من محاسن ومكارم تغطي هذا النقص.

ـ أشعر زوجتك أنها في مأمن من أي خطر، وأنك لا يمكن أن تفرّط فيها أو أن تنفصل عنها.

ـ قابل التصرفات الصادرة من زوجتك بنوع من الحلم بعيدًا عن العنف.

ـ ولا تهن زوجتك؛ فإن أي إهانة توجهها إليها تظل راسخة في قلبها وعقلها، وأخطر الإهانات التي قد لا تستطيع زوجتك أن تغفرها لك هي أن تنفعل فتضربها أو تشتمها أو تلعن أباها أو أمها أو تتهمها في عرضها.

ـ تجنب هذا الأسلوب من المدح إذا أردت أن تثني على زوجتك 'أنت إنسانة رائعة...ولكن' فقد تنسى كل مديحك ولا تتذكر إلا ما استثنيته فقط.

وهنا نقف ونسأل: هل الصفاء بين الزوجين يؤثر على العلاقة بينهما وعلى حياة أفراد الأسرة؟

وللإجابة على هذا السؤال تذكر أهمية التصافي على علاقة الزوجين وحياة أفراد الأسرة فيما يلي:

ـ الصفاء يقوي انتماء الزوجة لزوجها ويزيد من رغبة الزوج في القرب من زوجته.

ـ الصفاء ينعش الحياة الزوجية فيعيش الزوجان حالة حب يتجدد كل يوم.

ـ وبه يزداد احترام الزوج لأسرة زوجته، كما يقوي تقدير الزوجة لأسرة زوجها وصفاء قلبها تجاههم.

ـ والصفاء يُضفي جو من الهدوء وراحة البال على المنزل.

ـ بالصفاء يعي كل من الزوجي دوره فيكون زوجًا وأبًا بمعنى الكلمة وتكون زوجة وأمًا بمعنى الكلمة.

ـ بالصفاء تتجدد الأجواء الإيمانية في المنزل فتستقيم نفس الزوجة والزوج إذا كانا على يقظة وتقوى علاقتهما بالله عز وجل.

ـ بالصفاء تتوثق وتصفو علاقة كلا الزوجين بمن حولهما من أصدقاء وأقرباء.

ـ بالصفاء يصبح الزوجان قادرين على مواجهة مشاكل الأبناء وتصرفاتهم بحكمة وهدوء بعيدًا عن العنف والانفعال.

ـ والصفاء يؤدي إلى استقرار نفسيات الأبناء وهدوئها، ويتكيف الأبناء مع والديهم ويزداد الانتماء إليهم، فيلجأون إلى والديهم إذا شقّ عليهم أمر أو احتاجوا لمساعدة.

ـ وبالصفاء تقل خلافات الأبناء مع بعضهم وتسير نحو التفاهم والانسجام ويتحسن التحصيل العلمي والمستوى الدراسي للأبناء.

وفي الختام أدعو الله لجميع الأسر المسلمة أن تصفو قلوبهم لتصفو حياتهم.

منقوووووووووووووووووووول


تحيا تي

الداب
17-11-04, 05:57 pm
أنا اتصور ان الحواروالمناقشة المجدية والفعاله وفتح طاولة النقاش كل اسبوع وتدارس الاخطاء
كفيلة بحل جميع المشاكل وهي التي تجعل البيت عامر بكل صفاء0
البشاشة والسلام عند الدخول من الاشياء التي لاتحتاج الى جهد وهي تزرع الصفاء بين الزوجين

أخي المجمعة شكرلك على هذا النقل

تحية لهذا الجهد الرائع منك عزيزي

المجمعة ديرتي
18-11-04, 05:57 am
الداب

سرني مرورك وابهجني ردكم بارك الله فيكم

فى انتظر زيارتكم القادمه

بندر الحمر
18-11-04, 04:54 pm
أخي المجمعه ديرتي

قل آمين ...الله يصفي قلوب المسلمين ...ويبعد عنهم المفسدين ..

خزامى نجـد
18-11-04, 07:16 pm
بارك الله فيك اخي الفاضل(( المجمعه ديرتي ))

فدائماً تلجمني مبادراتك واختياراتك الرائعه عن الكلام

وبصراحه أحب أن أؤكد على نقطه وردت في الموضوع وهي :

إن كنتِ امرأة عاملة فلا تعكري صفو العلاقة بينك وبين زوجك بمشاكل العمل وانعكاساته على نفسيتك بل دعي كل ما يخص العمل في مكانه وعودي إلى البيت صافية وخالية.

فمشاكل العمل تبقى في العمل ولا تدخل اسوار المنزل أبداً




تحياتي لقلمك
خزامى

المجمعة ديرتي
19-11-04, 03:40 am
اخي فيمتو -- اختي خزامي نجد

سرني مروركم وابهجني ردكم بارك الله فيكم

فى انتظر زيارتكم القادمه

الرمادي
19-11-04, 05:26 pm
يحتاج كل من الزوج والزوجة إلى الشعور والإحساس بالمسئولية الأسرية الملقاة على عاتفهما ليعملا سويا للحفاظ عليها

فقبل أن يكونا زوجين كانا فردين وسط أسرة ووسط أصدقاء وزملاء ولابد أنهما تعلما الكثير في سبيل المحافظة على روبطهما الأجتماعية مع الآخرين متى ماحرصا على ذلك

فتجد الفرد يستطيع أن يزيل كل مابينه وبين صديقه من خلاف وتوتر لأنه حريص على إستمرار تلك الصداقة فيضحي من اجلها بالكثير ويقدم التنازلات للضفر بذلك الصديق

إذا ليست المشكلة لدى الجميع هي عدم الألمام بكيفية تجاوز الأزمات بقدر ماهي التساهل والتهاون في ذلك من ناحية وعدم الأحساس بالمسئولية المشتركة في ذلك

فنجد غالبا بأن كل طرف يرمي بمسئولية إستمرار الحياة الزوجية على الآخر ويطالب بمبادرة من الآخر لأزالة تلك الرواسب بينهما ويتناسى دوره المهم في ذلك


شكرا لك أخي المجمعة ديرتي على موضوعك الشيق


تقبل تحياتي ,,

المجمعة ديرتي
19-11-04, 11:03 pm
خي الفاضل الرمادي

سرني مرورك وابهجني ردكم بارك الله فيكم

فى انتظر زيارتكم القادمه

نجمة سهيل
22-11-04, 10:36 am
لك مني جزيل الشكر على موضوعك المفيد
فللاسف الشديد نلاحظ الهموم والمشاكل تسود بعض البيوت فالرجل يذهب لحاله والمراه كذلك ويبقى الاطفال هم الذين يدفعون الثمن ...
وان شاء الله سوف يكون موضوعك فاتحة خير لمثل هؤلاء الاشخاص

المجمعة ديرتي
25-11-04, 08:29 am
انظري في عيوب زوجك نظرة حبيب فتصغر عيوبه ويهون ما كنت ترينه كبيرًا، وتأملي قول الشاعر:

عين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا

ـ التزمي الهدوء عندما يغضب زوجك ثم صارحيه بما صدر منه وعاتبيه بود 'ويبقى الود ما بقي العتاب'